إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ألا من أراد أن يحضر جنازة الطيب بن الطيب موسى بن جعفر فليحضر .. مأجورين

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ألا من أراد أن يحضر جنازة الطيب بن الطيب موسى بن جعفر فليحضر .. مأجورين


    الإمام موسى الكاظم عليه السلام .. نموذج عصره ، وفريد دهره ، جليل القدر ، عظيم المنزلة ، مهيب الطلعة ، كثير التعبد ، يطوي ليله قائما ونهاره صائما ، عظيم الحلم ، شديد التجاوز ، حتى سمي لذلك كاظما ، لاقى من المحن ما تنهد لهولها الجبال فلم تحرك منه طرفا ، بل كان ( عليه السلام ) صابرا محتسبا كحال آبائه وأجداده ( عليهم السلام ) . يعرف بألقاب عديدة تدل على بعض مظاهر شخصيته، وجملة من جوانب عظمته، وهي كما يلي:

    الصابر : لأنه صبر على الآلام والخطوب التي تلقاها من حكام الجور، الذين قابلوه بجميع ألوان الاسائة والمكروه.

    الزاهر : لأنه زهر بأخلاقه الشريفة وكرمه المضيء الذي مثل به خلق جده الرسول(صلى الله عليه وآله).

    العبد الصالح : ولقب بالعبد الصالح لعبادته، واجتهاده في الطاعة، حتى صار مضرب المثل في عبادته على ممرّ العصور والاجيال وقد عرف بهذا اللقب عند رواة الحديث فكان الراوي عنه يقول: حدثنى «العبد الصالح».


    الكاظم : وانما لقّب بذلك لما كظمه من الغيظ عما فعل به الظالمون من التنكيل والارهاق حتى قضى شهيداً مسموماً في ظلمات السجون لم يبد لاحد آلامه وأشجانه بل قابل ذلك بالشكر لله والثناء عليه، ويقول ابن الاثير: «انه عرف بهذا اللقب لصبره، ودماثة خلقه، ومقابلته الشر بالاحسان<<


    ذو النفس الزكية : وذلك لصفاء ذاته التي لم تتلوّث بمآثم الحياة ولا بأقذار المادة حتى سمت، وانبتلت عن النظير.


    باب الحوائج : وهذا أكثر ألقابه ذكراً، وأشهرها ذيوعاً وانتشاراً، فقد اشتهر بين العام والخاص أنه ما قصده مكروب أو حزين إلا فرّج الله آلامه وأحزانه وما استجار أحد بضريحه المقدس إلا قضيت حوائجه، ورجع الى أهله مثلوج القلب مستريح الفكر مما ألم به من طوارق الزمن وفجائع الايام،

    وقد آمن بذلك جمهور شيعته بل عموم المسلمين على اختلاف طبقاتهم ونزعاتهم، فهذا شيخ الحنابلة وعميدهم الروحي أبو علي الخلال يقول:
    « ما همّني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر الاّ سهّل الله تعالى لي ما أحب»
    وقال الإمام الشافعى: «قبر موسى الكاظم الترياق المجرَّب»

    لقد كان الإمام موسى في حياته مفزعاً وملجأ لعموم المسلمين وكذلك كان بعد وفاته حصناً منيعاً لمن استجار به .


    000 000 000 000

    مراحل حياة الإمام الكاظم (عليه السلام)


    المرحلة الاُولى : :

    هي مرحلة نشأته وحياته في ظلّ أبيه(عليهما السلام) وهي تناهز العقدين من عمره الشريف. وقد تميزت هذه المرحلة بظهور علمه الربّاني وقدرته الفائقة على الحوار والحجاج حتى أفحم مثل أبي حنيفة وهو صبي لم يتجاوز نصف العقد الواحد من عمره المبارك.


    ومن المناظرات التي وقعت بينه وبين أبي حنيفه ماروي عن محمّد بن مسلم قال: دخل أبو حنيفة على أبي عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام فقال له: رأيت ابنك موسى يصلّي والناس يمرّون بين يدَيه فلا ينهاهم، وفيه ما فيه!
    فقال أبو عبدالله عليه السّلام: ادعوا لي موسى. فدُعيَ فقال له: يا بُنيّ، إنّ أبا حنيفة يذكر أنّك كنت تصلّي والناس يمرّون بين يديك.. فلم تَنْهَهم. فقال: نعم يا أبتِ، إنّ الذي كنت أُصلّي له كان أقربَ إليّ منهم، يقول الله عزّوجلّ: « ونحنُ أقربُ إليهِ مِن حبلِ الوريد).
    قال محمّد بن مسلم: فضمّه أبو عبدالله عليه السّلام إلى نفسه، ثمّ قال: بأبي أنت وأُمّي يا مُودَعَ الأسرار



    000 000 000 000


    المرحلة الثانية :

    وتبدأ بتسلّمه لزمام الامور الدينية (العلمية والسياسية والتربوية) بعد استشهاد أبيه في ظروف سياسيّة قاسية كان يخشى فيها على حياته المباركة حتى اضطرالإمام الصادق(عليه السلام) لان يجعله واحداً من خمسة أوصياء في وصيته المشهورة التي بدّد فيها تخطيط المنصور لاغتيال وصي الإمام الصادق(عليه السلام).


    وفي هذه المرحلة عاصر الإمام عليه السلام عدة من ملوك بني العباس ومنهم المهدي الذي اتبع منهج أسلافه العباسيين في معاملة البيت العلوي وعلى رأسهم الإمام الكاظم عليه السلام حتى عمد يوم إلى مؤامرة للقضاء عليه في السحر بمعونة من بعض جنده ، فنام فرأى في منامه علياً يشير اليه ويقرأ: (فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الارض وتقطّعوا أرحامكم) ،فانتبه مذعوراً، ونهى حميداً عمّا أمره، وأكرم الإمام الكاظم(عليه السلام) ووصله بشكل ظاهر أمام الملأ ..


    ومن أبرز الأحداث التي جمعته مع الإمام الكاظم عليه السلام أيضا تلك المناظرة التي كانت بينه وبينه عليه السلام بمحضر علي أبن يقطين..

    صدقتَ يا رافضيّ!

    • في ( الكافي ) للكليني: عن عليّ بن يقطين قال: سأل ( المهدي العباسي ) أبا الحسن ( الكاظم ) عليه السّلام عن الخمر، هل هي محرّمة في كتاب الله؛ فإنّ الناس إنّما يعرفون النهي عنها ولا يعرفون التحريم لها! فقال له أبو الحسن عليه السّلام:

    بل هي محرّمة في كتاب الله عزّوجلّ.

    فقال له: في أيّ موضعٍ هي محرّمة في كتاب الله يا أبا الحسن ؟

    قال عليه السّلام: قول الله عزّوجلّ: إنّما حرَّمَ ربّيَ الفواحشَ ما ظَهَر منها وما بَطَنَ والإثمَ والبغيَ بغيرِ الحقّ ( سورة الأعراف:33 )،

    فأمّا قوله: ما ظَهَرَ مِنْها يعني الزنا المُعلَن ونَصْبَ الرايات التي كانت ترفعها الفَواجر للفواحش في الجاهلية. وأمّا قوله عزّوجلّ: « وما بَطَن » يعني ما نكح الآباء؛ لأنّ الناس كانوا قبل أن يُبعَث النبي صلّى الله عليه وآله،

    إذا كان للرجل زوجة ومات عنها تزوّجها ابنُه مِن بعده إذا لم تكن أُمَّه؛ فحرّم الله عز‍ّوجلّ ذلك، وأمّا « الإثم » فإنّها الخمرة بعينها؛ وقد قال الله تبارك وتعالى في موضعٍ آخر: « يَسألونَك عنِ الخمرِ والمَيسِرِ قُلْ فيهما إثمٌ كبيرٌ ومنافعُ للناس »( سورة البقرة:219 )،

    فأمّا الإثمُ في كتاب الله فهي الخمر والمَيْسِر، وإثمهما كبير كما قال عزّوجلّ.


    فقال المهدي: يا عليَّ بن يقطين ( وكان وزيره، وهو شيعيّ يتستّر ): ـ هذه ـ واللهِ ـ فتوى هاشميّة!
    فقال عليّ بن يقطين: صدقتَ واللهِ يا أمير المؤمنين، الحمد لله الذي لم يُخرِجْ هذا العلمَ منكم أهلَ البيت.

    قال الراوي: فوَاللهِ ما صبَرَ المهديّ إلاّ أن قال لابن يقطين: صدقتَ يا رافضيّ!




    موقف الإمام الكاظم(عليه السلام) من ثورة الحسين بن علي ابن الحسن ـ صاحب ثورة فخ:


    استولى على الحكم موسى الهادي بعد وفاة أبيه وبالرغم من قصر المدّة التي حكم فيها موسى الهادي إلاّ أنها قد تركت آثاراً سيّئة على الشيعة وامتازت بحدث مهم في التاريخ الاسلامي وهو «واقعة فخ» التي قال عنها الإمام الجواد(عليه السلام): «لم يكن لنا بعد الطف مصرع أعظم من فخ» ،

    وكانت من الأسباب التي أدّت الى الثورة عديدة، نذكر منها سببين:


    الأوّل: الاضطهاد والإذلال الذى مارسه الخلفاء العبّاسيون ضد العلويين واستبداد موسى الهادي على وجه الخصوص .
    الثاني: الولاة الذين عيّنهم موسى الهادي على المدينة مثل تعيينه اسحاق ابن عيسى بن علي الذى استخلف عليها رجلا من ولد عمر بن الخطاب يعرف بعبد العزيز.

    وفي سنة ( 169 هـ ) عزم الحسين بن علي ـ صاحب فخ ـ على الخروج فجمع أصحابه واستولى على المدينة و توجّه نحو مكة وبعد أن وصل الى ( فخ ) فعسكر فيه وكان معه (300 ) مقاتل ولحقته الجيوش العبّاسية وبعد صراع رهيب استشهد الحسين وأصحابه

    وأرسلت رؤوس الأبرار الى الطاغية موسى الهادي، ومعهم الأسرى وقد قيّدوا بالحبال والسلاسل ووضعوا في أيديهم وأرجلهم الحديد، وأمر الطاغية بقتلهم فقتلوا صبراً وصلبوا على باب الحبس.

    ولمّا سمع الإمام الكاظم بمقتل الحسين رضي الله عنه بكاه وأبّنه بهذه الكلمات : «إنّا لله وإنا إليه راجعون ، مضى والله مسلماً صالحاً، صوّاماً قوّاماً، آمراً بالمعروف ، ناهياً عن المنكر، ما كان في أهل بيته مثله»


    000 000 000 000


    المرحلة الثالثة : :

    وهي مرحلة معاصرته لحكم الرشيد وهذه المرحلة هي من أحرج مراحل حياة الإمام(عليه السلام) وأدقّها من حيث تشديد التضييق عليه، ولم ينته العقد الأول من حكم الرشيد إلاّ والإمام في مطامير سجونه،تارة في البصرة واُخرى في بغداد. وتميّزت هذه السنوات العجاف بالتخطيط المستمر من قبل الرشيد لادانة الإمام(عليه السلام) والسعي المتواصل لسجنه واغتياله.



    بما أننا نعيش مرحلة الهضم والظلم التي عايشها الإمام الكاظم عليه السلام في عهد الطاغية الرشيد.. لا بأس بأن نقف وقفة تأمل في خط سير بعض الشخصيات التي كانت تمثل أنموذج رائع لأتباع خط ومنهاج أهل البيت عليهم السلام ..

    علي ابن يقطين احد وزراء الرشيد المرموقين والذين كانوا يبطنوا الولاء لأهل البيت عليهم السلام:

    ركّز الإمام(عليه السلام) على بعد الانتماء لخطّ أهل البيت(عليهم السلام) ولا سيّما الانتماء السياسي لهم وتحرك الإمام على مستوى تجويز اندساس بعض أتباعه في جهاز السلطة الحاكمة، وأبرز مثال لذلك توظيف علي بن يقطين ووصوله الى مركز الوزارة; وقد طلب علي بن يقطين من الإمام الكاظم(عليه السلام) التخلي عن منصبه أكثر من مرة، وقد نهاه الإمام (عليه السلام) قائلا له :

    «يا علي إنّ لله تعالى أولياء مع أولياء الظلمة ليدفع بهم عن أوليائه وأنت منهم يا علي»
    وقال له في مرة اُخرى : «لا تفعل فإن لنا بك اُنساً ولإخوانك بك عزّاً وعسى الله أن يجبر بك كسيراً أو يكسر بك نائرة المخالفين عن أوليائه. يا علي كفارة أعمالكم الاحسان الى اخوانكم .. اضمن لي واحدة أضمن لك ثلاثاً، اضمن لي أن لا تلقى أحداً من أوليائنا إلاّ قضيت حاجته واكرمته أضمن لك أن لا يظلك سقف سجن أبداً ولا ينالك حد السيف أبداً ولا يدخل الفقر بيتك أبداً...»

    يا عليّ، مَن سَرَّ مومناً فبالله بدأ، وبالنبي صلّى الله عليه وآله ثنّى، وبنا ثلّث.



    هشام ابن الحكمـ


    كان هشام بن الحكم من أفذاذ الاُمة الإسلامية ومن كبار علمائها وفي طليعة المدافعين عن خط أهل البيت(عليهم السلام).


    كان من أصحاب الإمام الصادق(عليه السلام) وبعد وفاته اتّصل بالامام الكاظم(عليه السلام).
    وخاض هشام مع علماء الأديان والمذاهب مستدلا على صحة مبدأه وبطلان أفكارهم.


    ونظراً لخطورة استدلاله وقوة حجته كان الرشيد يحضر من وراء الستار فيصغي اليها ويعجب بها، ولقد خاض في عدة مناظرات مع زعيم المعتزلة الروحي عمرو بن عبيد


    ووجه يحيى بن خالد البرمكي سؤالا لهشام بحضرة الرشيد من أجل احراجه قائلا له: أخبرني عن علي والعباس لما اختصما الى أبي بكر في الميراث أيهما كان المحق من المبطل؟

    فاستولت الحيرة على هشام لأنه قال في نفسه: ان قلت علياً كان مبطلا كفرت وان قلت العباس كان مبطلا ضرب الرشيد عنقي.

    فقال هشام: لم يكن من أحدهما خطأوكانا جميعاً محقين، ولهذا نظير قد نطق به القرآن في قصة داود (عليه السلام)حيث يقول اللهوهل أتاك نبأالخصم إذ تسوّروا المحراب)، الى قوله تعالى: (خصمان بغى بعضنا على بعض) فأي الملكين كان مخطئاً؟ وأيهما كان مصيباً؟ أم تقول: انهما كانا مخطئين فجوابك في ذلك جوابي بعينه.


    فقال يحيى: لست أقول : الملكين أخطآ، بل أقول انهما أصابا وذلك انهما لم يختصما في الحقيقة ولا اختلفا في الحكم وانّما أظهرا ذلك لينبّها داود على الخطيئة ويعرّفاه الحكم ويوقفاه عليه.


    فقال هشام: كذلك علي والعباس لم يختلفا في الحكم ولا اختصما في الحقيقة وانما أظهرا الاختلاف والخصومة لينبّها أبا بكر على غلطه ويوقفاه على خطيئته ويدلاّه على ظلمه في الميراث ولم يكونا في ريب من أمرهما.


    فتحيّر يحيى ولم يطق جواباً، واستحسن الرشيد هذا البيان الرائع الذي تخلص به هشام


    قصة سجن الإمام الكاظم عليه السلام وأعتقاله المتكرر :


    اعتقال الإمام (عليه السلام)

    وبعد زيارة الرشيد لقبر الرسول(صلى الله عليه وآله) ولقائه بالإمام(عليه السلام) أمر الطاغية هارون باعتقال الإمام(عليه السلام) وفعلا اُلقي القبض على الإمام وهو قائم يصلي عند رأس جدّه النبي(صلى الله عليه وآله) ولم يمهلوه لإتمامها.
    فحمل وقيّد فشكى الإمام لجدّه الرسول(صلى الله عليه وآله) قائلا: «اليك أشكو يا رسول الله»
    فتألمت الاُمة كثيراً فلم يبق قلب الاّ وتصدّع من الأسى والحزن فخافت السلطات أن يكون اعتقال الإمام محفزاً للثورة عليها.فحمل جملين، واحداً الى البصرة والثاني الى الكوفة لغرض الايهام على الناس، أي: لئلاّ يعرف محل حمل الإمام في أيّهما.



    الإمام(عليه السلام) في سجن البصرة :

    وسارت القافلة التي كانت تعتقل الإمام الكاظم عليه السلام تطوي البيداء حتى وصلت البصرة وأخذه عيسى بن أبي جعفر فحبسه في بيت من بيوت المحبس وأقفل عليه أبواب السجن فكان لا يفتحها الاّ في حالتين: احداهما في خروجه للطهور، والاُخرى لادخال الطعام له(عليه السلام).



    الايعاز لعيسى باغتيال الإمام(عليه السلام)
    :

    وأوعز الرشيد الى عيسى يطلب منه فوراً القيام باغتيال الإمام لكن لمّا وصلت أوامر الرشيد لعيسى باغتيال الإمام(عليه السلام) ثقل عليه الأمر ، وكتب الى الرشيد رسالة يطلب فيها اعفاءه عن ذلك.




    حمل الإمام(عليه السلام) الى بغداد:


    واستجاب الرشيد لطلب عيسى وخاف من عدم تنفيذه لطلبه أن يساهم في اطلاق سراح الإمام(عليه السلام) ويخلّي سبيله، فأمره بحمله الى بغداد ، ولمّا وصل الإمام الى بغداد أمر الرشيد باعتقاله عند الفضل فأخذه وحبسه في بيته.


    اما أنه من رهبان بني هاشمـ


    وأشرف هارون على سجن الإمام(عليه السلام) إذ كان يتوجّس في نفسه الخوف من الإمام(عليه السلام) فلم يثق بالعيون التي وضعها عليه في سجنه فكان يراقبه ويتطلّع على شؤونه خوفاً من أن يتصل به أحداً ويكون الفضل قد رفّه عليه، فأطلّ من أعلى القصر على السجن فرأى ثوباً مطروحاً في مكان خاص لم يتغيّر عن موضعه.

    فقال للفضل : ماذاك الثوب الذي أراه كل يوم في ذلك الموضع؟!
    فقال الفضل : يا أمير المؤمنين، وما ذاك بثوب، وانّما هو موسى بن جعفر له في كل يوم سجدة بعد طلوع الشمس الى وقت الزوال، فانبهر هارون
    وقال: أما إنّ هذا من رهبان بني هاشم !


    والتفت اليه الربيع بعد ما سمع منه اعترافه بعبادة وزهد الإمام قائلا له:
    يا أمير المؤمنين مالك قد ضيقت عليه في الحبس ؟!!
    فأجابه هارون قائلا: هيهات ، لابد من ذلك.

    ولمّا أوعز الرشيد للفضل باغتيال الإمام(عليه السلام) امتنع ولم يجبه الى ذلك وخاف من الله لأنه كان ممّن يذهب الى الإمامة ويدين بها.




    طامورة السندي ابن شاهك


    وبعد سجن الفضل أمر هارون بنقل الإمام(عليه السلام) الى سجن السندي بن شاهك وأمره بالتضييق عليه فاستجاب هذا الاثيم لذلك فقابل الإمام(عليه السلام) بكل جفوة وقسوة، والإمام صابر محتسب فأمره الطاغية أن يقيّد الإمام(عليه السلام) بثلاثين رطلا من الحديد ويقفل الباب فيوجهه ولا يدعه يخرج الاّ للوضوء.




    وقفة مع نشاط الإمام (عليه السلام) داخل السّجن:


    قام الإمام بنشاط متميّز من داخل السجن، وفيما يلي نلخّص ذلك ضمن عدة نقاط:

    1 ـ عبادته داخل السّجن :
    أقبل الإمام كما قلنا على عبادة الله تعالى فكان يصوم النهار ويقوم الليل ولا يفتر عن ذكر الله.
    وهذه اُخت الجلاّد السندي بن شاهك تحدّثنا عمّا رأته من اقبال الإمام وطاعته لله والتي أثّرت في نفسها وأصبحت فيما بعد من الصالحات فكانت تعطف على الإمام(عليه السلام) وتقوم بخدمته وإذا نظرت اليه أرسلت ما في عينيها من دموع وهي تقول: خاب قوم تعرضوا لهذا الرجل ..


    ـ اتّصال العلماء به :
    واتّصل جماعة من العلماء والرواة بالإمام(عليه السلام) من طريق خفي فانتهلوا من نمير علومه فمنهم موسى بن إبراهيم المروزي، وقد سمح له السندي بذلك لأنّه كان معلّماً لولده، وقد ألّف موسى بن إبراهيم كتاباً مما سمعه من الإمام


    3 - إرسال الاستفتاءات إليه:
    وكانت بعض الأقاليم الإسلامية التي تدين بالإمامة ترسل عنها مبعوثاً خاصاً للإمام(عليه السلام) حينما كان في سجن السندي، فتزوده بالرسائل فكان (عليه السلام) يجيبهم عنها، وممن جاءه هناك علي بن سويد، فقد اتّصل بالإمام(عليه السلام) وسلّم إليه الكتب فأجابه(عليه السلام).


    نصب الوكلاء :
    وعيّن الإمام(عليه السلام) جماعة من تلامذته وأصحابه، فجعلهم وكلاء له في بعض البلاد الإسلامية، وأرجع إليهم شيعته لأخذ الأحكام الإسلامية منهم، كما وكّلهم في قبض الحقوق الشرعية، لصرفها على الفقراء والبائسين من الشيعة وانفاقها فيوجوه البر والخير، فقد نصب المفضل بن عمر وكيلا له في قبض الحقوق وأذن له في صرفها على مستحقيها.ومن هنا بدأت ظاهرة الوكالة في تخطيط أهل البيت(عليهم السلام) .


    وقد نتساءل :
    كيف كان (ع) يتصل بهم ، لعله بطرق غيبية ، ولكن أحاديث كثيرة تبيّن لنا أن أكثر من سجن عندهم الإمام (ع) قالوا بإمامته ، بالرغم من أن السلطة كانت تختار سجّانه من بين أغلظ الناس وأكثرهم ولاءً لها ، لما كانوا يرونه فيه من شدة الإجتهاد في العبادة ، وغزارة العلم ومكارم الأخلاق ، ولما كانوا يرونه منه من كرامات .


    تعيينه لولي عهده :
    ونصب الإمام(عليه السلام) من بعده ولده الإمام الرضا(عليه السلام) فجعله علماً لشيعته ومرجعاً لاُمة جدّه، فقد حدّث الحسين بن المختار، قال: لمّا كان الإمام موسى(عليه السلام) في السجن خرجت لنا ألواح من عنده وقد كتب فيها «عهدي الى أكبر ولدي».




    المؤامرة لقتل حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:


    أوعز الرشيد الى السندي بن شاهك الأثيم بقتل الإمام(عليه السلام) فاستجابت نفسه الخبيثة لذلك وأقدم على تنفيذ أفضع جريمة في الإسلام فاغتال حفيد النبي العظيم(صلى الله عليه وآله) فعمد السندي الى رطب فوضع فيه سماً فاتكاً وقدّمه للإمام فأكل منه عشر رطبات فقال له السندي «زد على ذلك»

    فرمقه الإمام بطرفه وقال له:
    «حسبك قد بلغت ما تحتاج اليه».

    ولمّا تناول الإمام تلك الرطبات المسمومة تسمّم بدنه وأخذ يعاني آلاماً شديدة واوجاعاً قاسية.

    وفي الاثناء استدعى السندي بعض الشخصيات والوجوه المعروفة في قاعة السجن، وكانوا ثمانين شخصاً كما حدّث بذلك بعض شيوخ العامة ـ حيث يقول: أحضرنا السندي فلما حضرنا انبرى إلينا فقال:

    انظروا الى هذا الرجل هل حدث به حدث ؟ فإنّ الناس يزعمون أنّه قد فُعل به مكروه، ويكثرون من ذلك ، وهذا منزله وفراشه موسّع عليه غير مضيّق، ولم يرد به أمير المؤمنين ـ يعني هارون ـ سوءاً وإنما ينتظره أن يقدم فيناظره ، وها هو ذا موسّع عليه في جميع اُموره فاسألوه.. .
    يقول الراوي: فانبرى إلينا وقال لنا: أما ما ذكر من التوسعة، وما أشبه ذلك ، فهو على ما ذكر،غير أني أُخبركم أيها النفر أني قد سقيت السمّ في تسع تمرات، واني اصفر غداً وبعد غد أموت».

    ولمّا سمع السندي ذلك انهارت قواه واضطرب مثل السعفة التي تلعب بها الرياح العاصفة فقد أفسد عليه ما رامه من الحصول على البراءة من المسؤولية في قتله.



    قل لشيعتي أن الفرج على الجسر ببغداد :


    ثم إنّ علي بن سويد اتصل بالإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) وهو في طامورة السندي ابن شاهك فسأله: سيّدي متى الفرج لقد ضاقت صدورنا قال له الإمام: «الفرج قريب ياابن سويد»

    قال: متى سيّدي؟

    قال: «يوم الجمعة ضحى على الجسر ببغداد».

    يقول عليّ بن سويد: جئتُ في ذلك اليوم إلى جسر الرصافة وإذا بجنازة مطروحة والمنادي يُنادي: هذا إمام الرافضة قد مات حتف أنفه
    فانظروا إليه فجعل الناس يتفرّسون في وجهه.
    يقول علي بن سويد: جئت لأنظر إليه
    وإذا به سيّدي ومولاي موسى بن جعفر (عليه السلام)
    فأخذ علي بن سويد بالبكاء والنحيب عند رأس الإمام
    .



    مبادرة سليمان : ألا من أراد أن يحضر جنازة الطيب بن الطيب موسى بن جعفر فليحضر.


    كان سليمان بن أبي جعفر المنصور رجلا محنّكاً وذا عقل متزن. وقد رأى أنّ الاعمال التي قام بها هارون ما هي إلاّ لطخة سوداء في جبين العباسيين .. ويروى بأنّ قصر سليمان كان مطلاًّ على نهر دجلة وحين سمع النداء والضوضاء ورأى بغداد قد اضطربت، قال لولده وغلمانه : ما هذا ؟

    قالوا : السندي بن شاهك ينادي على موسى بن جعفر، وأخبروه بذلك النداء الفظيع.
    فصاح بولده قائلا: انزلوا مع غلمانكم فخذوه من أيديهم فان مانعوكم فأضربوهم ،



    وانطلق أبناء سليمان وغلمانه الى الشرطة فأخذوا جثمان الإمام منهم، ولم تبد الشرطة معهم أية معارضة، فسليمان عم الخليفة وأهم شخصية لامعة في الاُسرة العبّاسية وأمره مطاع عند الجميع ،


    وحمل الغلمان نعش الإمام(عليه السلام) فجاءوا به الى سليمان فأمر في الوقت أن ينادى في شوارع بغداد :


    ألا من أراد أن يحضر جنازة الطيب بن الطيب موسى بن جعفر فليحضر.


    وخرج الناس على اختلاف طبقاتهم لتشييع جثمان الإمام وخرجت الشيعة فعبّرت عن حزنها وأساها بعد هذا التشييع الكبير.





    تجهيز الإمام (عليه السلام) :

    وقام سليمان بتجهيز الإمام فغسّله ، وكفّنه ، ولفّه بحبرة قد كتب عليها القرآن الكريم بأسره كلّفته الفين وخمسمائة دينار

    وقال المسيب بن زهرة: والله لقد رأيت القوم بعيني وهم يظنون أنهم يغسلونه فلا تصل أيديهم إليه ويظنون أنهم يحنّطونه ويكفّنونه وأراهم أنهم لا يصنعون شيئاً، ورأيت ذلك الشخص الذي حضر وفاته ـ وهو الإمام الرضا (عليه السلام) ـ هو الذي يتولّى غسله وتحنيطه وتكفينه، وهو يظهر المعاونة لهم، وهم لا يعرفونه فلما فرغ من أمره إلتفت إليَّ فقال(عليه السلام):
    «يا مسيّب مهما شككت في شيء فلا تشكنّ فيّ، فإني إمامك ومولاك وحجة الله عليك بعد أبي .


    يا مسيب مثلي مثل يوسف الصديق ومثلهم مثل إخوته حين دخلواعليه وهم له منكرون[ وبعد انتهاء الغسل حُمل الإمام الى مرقده».



    تشييع الإمام(عليه السلام) ودفنه

    وبعد الغسل هرعت جماهير بغداد الى تشييع الإمام فكان يوماً مشهوداً لم تر مثله في أيّامها فقد خرج البر والفاجر لتشييع جثمان الإمام(عليه السلام) والفوز بحمل جثمانه، وسارت المواكب وهي تجوب شوارع بغداد وتردد أهازيج الحزن واللوعة، متّجهة نحو باب التبن يتقدمهم سليمان حافياً حاسراً متسلّباً مشقوق الجيب الى مقابر قريش، وحفر له قبر فيها وأنزله سليمان بن أبي جعفر.
    وبعد الفراغ من الدفن أقبلت الناس تعزّيه بالمصاب الأليم.


    إن لله وإن إليه راجعون


    الأخبارُ النَّوادِر.. عن الإمام الصّابِر


    عن أبي المَغْراء أنّه سمع الإمام موسى الكاظم سلام الله عليه يقول:
    ـ إنّ أشقى أشقيائكم مَن يُكذّبنا في الباطن ممّا يُخبَر عنّا، ويُصدّقنا في الظاهر. نحن أبناء نبيّ الله وأبناء رسول الله صلّى الله عليه وآله، وأبناء أمير المؤمنين، وأحباب ربّ العالمين. نحن مفتاح الكتاب، بنا نطق العلماء، ولولا ذلك لَخَرسوا، نحن رَفَعنا المَنار وعَرَفنا القِبلة، نحن حجر البيت في السماء والأرض... نحن مكتوبون على عرش ربّنا، مكتوبٌ: محمّدٌ خير النبيّين، وعليٌّ سيّد الوصيّن، وفاطمة سيّدة نساء العالمين.



    عن أبي محمّد الحسن العسكري عليه السّلام، عن آبائه عليهم السّلام: دخل موسى بن جعفر عليه السّلام على رجلٍ قد غَرِق في سَكَرات الموت وهو لا يُجيب داعياً، فقالوا له:
    ـ يا ابن رسول الله، وَدِدْنا لو عَرَفنا كيف الموت! وكيف حالُ صاحبِنا!
    فقال: الموت هو المصفاة تُصفّي المؤمنين مِن ذنوبهم، فيكون آخِرُ ألمٍ يُصيبهم كَفّارةَ آخِرِ وِزْرٍ بقيَ عليهم.. وتصفّي الكافرين من حسناتهم، فيكون آخِرُ لذّةٍ أو راحةٍ تَلحَقُهم هو آخر ثواب حسنة تكون لهم. وأمّا صاحبكم هذا، فقد نُخِل من الذنوب نَخْلاً، وصُفّي من الآثام تصفية، وخَلُص حتّى نُقّي كما يُنقّى الثوب من الوَسَخ، وصلح لمعاشرتنا أهلَ البيت في دارنا دار الأبد




    الموضوع معتمد على المصادر التالية :

    http://www.14masom.com/14masom/09/mk...ok03/index.htm

    http://www.imamreza.net/arb/list.php?id=22

    .


    (لم يكن لنا بعدَ الطفِّ مصرعٌ أعظمُ مِن فخّ) . ماذا تعرف عن واقعة فخ؟
    بسم الله الرحمن الرحيم


    قبور بكوفان و أخرى بطيبة ... و أخرى بفخ نالها صلوات

    ويقول الإمام الجواد سلام الله عليه : «لم يكن لنا بعدَ الطفِّ مصرعٌ أعظمُ مِن فخّ»


    فماذا تعرف عن فخ ؟

    وفي عهد من من أئمة أهل البيت سلام الله عليه كانت ؟

    ماهي الدواعي التي دعت إلى القيام بها؟ وماذا كان موقف الامام المعصوم منها؟

    و هل أشار نبي الرحمة صلى الله عليه وآله يوما بحديثه ؟

    ................................

    يطلعنا التاريخ عن بعض ابشع جرائم العباسيين الفضيعة والقاسية ‌التي اريقت ‏وابيحت فيها دماء ذرية آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في واقعة فخ ‏الفاجعة في مكة المكرمة وكان على رأس الشهداء الحسين بن علي بن الحسن بن ‏علي بن ابي طالب (عليهم السلام).‏


    فلم يراعي العباسيون كل قيم وحدود الاسلام والاخلاق ولم يراعوا قرابتهم من ‏رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع ان العباسيين ماقامت دولتهم وسلطانهم الا على ‏التسول في سكك الكوفة والعراق من المسلمين باسم القرابة من العلويين وباسم ‏شعار يا لاثارات الحسين (عليه السلام) فما ان استتبت لهم الامور في ايدهم حتى ‏راحوا يقتلون ويتتبعون العلويين في كل مكان، قال الشاعر:‏

    والله ما فعلت امية فيهم
    معشار ما فعلت بنو العباس



    اقول: في عام 132 هجرية انتقلت زعامة مكة وسائر البلاد الاسلامية الى الحكم ‏العباسي وقد ثار في زمن المهدي العباسي من الحسنيين الحسين بن علي بن الحسن ‏المجتبي بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام)
    ثار ضد العباسيين فقتل في فخ وهو ‏مكان قريب من مكة بعد ان اعد له العباسيون جيشاً كبيراً فقتلوه فدفن في موقع فخ ‏وتسمى اليوم بمقبرة شهداء فخ.‏

    قال الشاعر دعبل الخزاعي في شعره:‏

    قبور بكوفان واخرى بطيبة
    واخرى بفخ نالها صلواتي


    ‏جاء في كتاب قاموس الحرمين الشريفين للنعمتي: (فخ هو وادي الزاهر وفيه قبور ‏جماعة ‌من العلويين قتلوا فيه في واقعة فخ كانت لهم مع اصحاب موسى الهادي بن ‏المهدي بن المنصور العباسي في ذي الحجة سنة تسع وستين ومائة (169) هـ وقبر ‏الحسين بن علي بن الحسن بن علي بن ابي طالب (عليه السلام) على يمين الداخل ‏الى مكة ويسار الخارج منها يقرب الموضع المعروف بالزاهر
    ويعرف مكان ‏الموقعة التي بفخ اليوم بالشهداء وفي الشرائع وتجرد الصبيان من المخيط من فخ) ‏‏.


    جاء في كتاب أداب الحرمين: (
    ومن المزارات شهداء فخ
    (رضوان الله تعالى عليهم) ‏وفيها قتل نحو مائة نفر من ذرية فاطمة (عليها السلام) على ايدي عمال موسى ‏الهادي العباسي.‏
    ونقل عن المحدث القمي قال: قال في كتابه الكنى والالقاب نقلاً عن الامام الجواد ‏‏(عليه السلام): (لم يكن لنا بعد الطف مصرع اعظم من فخ) .


    وأرسلت رؤوس الأبرار الى الطاغية موسى الهادي، ومعهم الأسرى وقد قيّدوا بالحبال والسلاسل ووضعوا في أيديهم وأرجلهم الحديد، وأمر الطاغية بقتلهم فقتلوا صبراً وصلبوا على باب الحبس.

    ولمّا سمع الإمام الكاظم بمقتل الحسين رضي الله عنه بكاه وأبّنه بهذه الكلمات :
    «إنّا لله وإنا إليه راجعون ، مضى والله مسلماً صالحاً، صوّاماً قوّاماً، آمراً بالمعروف ، ناهياً عن المنكر، ما كان في أهل بيته مثله»



    قبور بكوفان واخرى بطيبة واخرى بفخ نـالها صـلواتي

    نعم وقد أشار دعبل بن علي الخزاعي بهذا البيت إلى قبر أمير المؤمنين عليه السلام بالكوفة , إذ أن الغري كان طرف جبانة الكوفة من الغرب , وذكر قبور الأئمة الأربعة الذين هم بالبقيع , وطيبة هي المدينة المنورة , وأما القبور التي بفخّ فهي قبر الحسين بن علي بن الحسن المثنى بن الحسن بن الحسن السبط , وأصحابه الذين قتلوا بفخ ,

    وفخ : بئر قريبة من مكة المكرمة , على فرسخ منها , ولقد أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لما نزل بفخ وصلى ركعتين وبكى , وبكت أصحابه , وقال صلى الله عليه واله وسلم : « نزل علي جبرئيل وقال : إن رجلاً من ولدك يقتل في هذا المكان وأجر الشهيد معه أجر شهيدين » .

    ومر الصادق بفخ عند رواحه الى الحج , فنزل وتوضأ وصلى ثم ركب عليه السلام , فقيل له : هذا من الحج ؟ قال : « لا , ولكن يقتل ههنا رجل من أهل بيتي في عصابة تسبق أرواحهم أجسادهم الجنة » .



    .... ... ....

    الحد الذي شابهت به واقعة كربلاء واقعة فخ :

    إنّ الّذي يقف على وقعة فخ ومأساتها وأهميّتها التاريخية والحركية يدرك أنّها تكرار لواقعة كربلاء وصدىً لصوت الحسين السبط الشهيد، حتّى أنّ الّذي يقرأ تقريعَ زينبَ لاهلِ الكوفة ، ويُصغي إلى لوعتها وشكواها ، لا يشكُّ أنّ كربلاء تكرّرت في فخ ، وأن مأساة أهل البيت (ع) تجدّدت في هذه الارض الطّاهرة ، فزينب بنت الامام عليّ بن أبي طالب ، بنت فاطمة بنت رسول الله (ص) بالامس تخاطب أهل الكوفة بعد أن شهدت المأساة ووقفت على مصارع أهل البيت وقتلاهم :
    «ويلكم ، أتدرونَ أيّ كبد لرسولِ الله فريتم ؟ وأيّ كريمة لم أبرزتم ؟ وأيّ دم له سفكتم ؟ وأيّ حُرمة له انتهكتم ؟ »
    .


    ويعيد التاريخ نفسه فيحدِّثنا أن
    زينب بنت عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ ابن أبي طالب اُمّ الحسين بن عليّ صاحب ثورة فخ الشهيرة تعيشُ المأساةَ نفسها
    ، وتعاني اللّوعةَ ذاتها ، تلكَ المرأة العابدة الّتي قَتَلَ أبو جعفر المنصـور أباها وأخاها وعمومتها وبنيهم وزوجها ، فكانت تلبسُ المسـوحَ ولا تجعلُ بين جسدِها وبينها شعاراً حتّى لحقت بالله عزّ وجلّ ، وكانت تندِبُهُم وتبكي حتّى يُغشى عليها ، ولا تذكر أبا جعفر بسوء تحرُّجاً مِن ذلك وكراهة لان تشفي نفسها بما يؤثمها ولا تزيد على أن تقول :
    «يا فاطرَ السّماوات والارض ، يا عالِمَ الغيبِ والشّهادة ، الحاكمَ بينَ عباده احكُمْ بيننا وبينَ قومِنا بالحقِّ وأنتَ خيرُ الحاكمين»

    «وكانت زينب تُرقِّصُ الحسينَ وهو صغير وأخاه الحسن وتقول :
    تَعَلّمْ يابنَ زينب وهِندْ *** كَم لكَ بالبَطحاءِ مِن مَعَد
    مِن خالِ صِدق ماجد وَجَد»


    فيأتي دور الحسين ولدها العلوي الثائر ليقتفي أثر الحسين السبط الشهيد ، ويحمل راية الجهاد والشهادة فيُراقُ دمه الطاهر ويفجع به رسـول الله (ص) ، كما فجع من قبل في كربلاء ، ولقد كانت هاتان الواقعتان (فخ ، وكربلاء) عظيمتـين على نفسِ رسول الله وأهل بيته ، وكان قد أنبأ عنهما وبكى ألماً ولوعةً لما يجري على أهل بيته فيهما .

    للامانه
    منقول


  • #2
    عظم الله أجر الامام الحجة عجل الله فرجه الشريف في ذكرى شهادة الامام الكاظم عليه السلام، جعلنا الله واياكم من الطالبين بثأره معه.

    تعليق


    • #3
      نتقدم الى مقام الأمام صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف

      بأحر التعازي بمناسبة أستشهاد راهب بني هاشم الأمام موسى بن جعفر عليه السلام

      سائلين المولى عز وجل أن يكتبنا من زوارهم ومحبيهم

      وعظم الله لنا ولكم الأجر بهذا المصاب الجلل

      تعليق


      • #4
        استشهاد الامام موسى بن جعفر الكاظم (ع)

        صدر لسماحة اية الله السيد ابو الحسن حميد المقدس الغريفي (دام ظله) بيان بمناسبة استشهاد جده الامام موسى بن جعفر الكاظم (ع)
        اليكم نص البيان:
        بسم الله الرحمن الرحيم
        الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا
        محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين .
        السلام على المعصومين الأربعة عشر ،
        السلام على صاحب العصر والزمان
        الحجة المنتظر (عج) ورحمة الله وبركاته .
        السلام عليكم يا انصار الحجة (عج) في كل مكان ورحمة الله وبركاته.
        [ استشهاد الإمام موسى الكاظم (C)]
        قال تعالى:(الذين يُنفقونَ في السرّاء والضرّاء والكاظمين الغيظَ والعافين عن الناس والله يُحبُّ المحسنين)آل عمران/134.
        بالرغم من المعاناة المستمرة و الآلام الشديدة والضغوطات الواسعة والمواقف الظالمة والإجراءات القمعية من قبل سلاطين الجور وبطانتهم الفاسدة ونفاق الانتهازيين النفعيين التي تمارس بحق الشعوب منذ فجر التأريخ وإلى يومنا هذا إلاّ أنّها لم تكن قادرة على منع العناصر الرسالية من السمو الدائم نحو الكمال وإصرارهم على الدعوة إلى الله سبحانه والتأثير في الجماهير ، لأنَّ هذه العناصر في حركتها الإنسانية المعطاء إنَّما تسير في خطٍ معلوم مؤدي إلى الله تعالى وهو سالك ومنتج سواء على الصعيد الدنيوي أو الأخروي ، وفي طبيعة حركتها أيضاً أنَّها تترك خلفها نوازع النفس الأمّارة بالسوء وقواها الغضبية والشهوانية وترفض الانحدار والوقوع في مستنقعات الإثم والرذيلة لتثبت للعالم أنّ المسيرة الجهادية في علاقات الناس فيما بينهم ينبغي أن تتحرك وفق أهداف سامية نبيلة تُبنى على أساس متين من التقوى والتعاون والسعي الجاد نحو الخير لتسود الفضيلة وينتصر الحق وتُحفظ الحقوق وتُصان الحُرمات ، وبالتالي فإنّ قوّة الارتباط الإيماني بالله سبحانه والأنس الحقيقي بالمحبوب الخالق جعل توجه الأنبياء والأوصياء في مقام الاختيار بين الحق والباطل ، وبين الشدّة والرخاء ، وبين الحبس والحرية قولهم (ربِّ السجن أحبّ إلي مما يدعونني إليه ) لأنهم يُدركون طبيعة هذه المقامات فيختارون المقام الشريف والقريب والحبيب إلى الله سبحانه وتعالى وهذا ما أدّى أن يكون يوسُف الصدّيق وموسى الكاظم عليهما السلام في السجن لسنين عديدة من دون خضوعهم إلى أدنى تنازل أو مساومة باطلة في المبدأ والعقيدة والحق عموماً ليكونوا أحراراً في سجونهم ، وهذه النتيجة الظالمة من الحبس والاضطهاد لم تكن عن حالة الاستضعاف الذاتي في شخصيتهما (H) كما يمكن أن يتصوره البعض ، وإنما هو استضعاف جماهيري إزاء مناصرة الحق والعدل ، كما وأنه يكشف عن استكبار الطاغوت وانتهاكه لأبسط حقوق الإنسان في الحرية الشخصية والدينية والتعبير عن الرأي الذي أرست دعائمه وقنّنت مواده كل الشرائع السماوية وحكماء البشر، كما أنَّ السجن لم يؤثر على الدعاة الرساليين في مواصلة عملهم الوظيفي وتحدِّيهم للطغاة بشجاعة وبطولة وإقدام وبوسائل وكيفيات مختلفة ، وكثيراً ما سَجَّلَ التأريخ كيف أن السجناء القادة وعلى رأسهم الإمام الكاظم(C) كانوا يتصلون بالأنصار والأتباع من دون انقطاع لملئ الفراغات القيادية في المجتمعات ولبعث الرسائل وإيصال المكاتبات وغيرها ، ولذا تجد العالم الحُر المناضل والمدافع عن حقوقه المشروعة في مختلف مجالات الحياة والذي يسعى لاستنقاذ حقوقه وليرفع عن نفسه الظلم والإضطهاد والإستعباد يعترفون برمزية سجناءهم الثوَّار الذين رفضوا كل الإنتهاكات الفكرية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية والعسكرية و...الخارجة عن ميزان العدل والإنصاف ، فهم في قضية واحدة حيث يشتركون في الدفاع عن وجودهم وحقوقهم ، وبإيمانهم وعدالة قضيتهم وشجاعتهم وثقتهم بالله تعالى يرفضون الخضوع والخنوع لإرادة الطغاة المستبدّين فيصنعون لأنفسهم وأجيالهم نُصُباً تذكارية صَمَّاء جامدة يضعوها في مكانٍ عام ترمز إلى قضاياهم ومواقفهم التحررية وآراءهم العادلة الشجاعة الحُرَّة وإن كانوا على خطأ أو انحرافٍ في مساراتٍ أخرى من حياتهم ، وتفترق الشعوب الإسلامية عن غيرها في هذا الأمر هو أنَّ الرموز الإسلامية وخصوصاً ما كان منها على قمة الهرم كالمعصوم (C) تكونحيَّة ولها قدسية وهيبة وتكامل واستقامة في الفكر والمنهج والسلوك وبما يستوعب جميع مفردات الحياة وحيث تنبعث من هذه الرموز أطياف نورانية تتفاعل مع الناس وتُسَدِّدَهُم في حركاتهم ودعواتهم ومطالبهم وتكون لهم أسوة وقدوة كما هو حال الإمام موسى بن جعفر الكاظم (C) الرمز الحي الشهيد الذي نذهب لزيارته في مرقده المبارك في بغداد ونستلهم منه المعاني والعبر ودروس الحياة الكريمة الحُرَّة ومعرفة التطبيقات الصالحة والاستفادة منها في حركية الأمَّة نحو النهوض والتحرر التي تبدأ بالكفر بالطاغوت ومن ثمَّ السير إلى دعوة الطغاة إلى الله تعالى وتبليغهم بالالتزام بتعاليمه العادلة كما في قوله تعالىفمن يكفر بالطاغوتِ ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى)البقرة/256، وقوله تعالىاذهب إلى فرعون إنَّه طغى . فقُلْ هَل لَّك إلى أن تَزكَّى)النازعات17 ، 18، وقوله تعالىوأمَّا مَنْ طَغَى وآثَرَ الحياة الدنيا . فإنَّ الجحيم هي المأوى)النازعات/37 ، 38 ،39 ، إذن رمزنا الحي (الكاظم) Cمع ما يحمل من مبادئ وقيم وتطبيقات عادلة ينبغي علينا جميعاً أن نستَحضرها في أنفسنا و أمام الجماهير والشعوب ونستذكرها بوعي وصدق وإيمان ونستقوي بها في كل عام ونُعلنها شعيرة وطنية تُصادق عليها الشعوب


        بدمائها كما حدث للشهداء على جسر الأئمة الذي يزيد عددهم على الألف زائر حينما ساروا مشياً على الأقدام لزيارة الإمام الكاظم (C) ونالوا الشهادة في يوم استشهاد إمامهم في 25 رجب على ذلك الجسر ، ومن ثمَّ لتتفاعل إحياء هذه الشعيرة بانسجام وامتزاج مع تلك الروح الحيَّة في مواجهة الظلم والطغيان والإستبداد وكَسر كل القيود التي تحجب الشعوب عن نيل حقوقها وحريتها ، لأنَّ هذا الإمام العظيم الحَي الشهيد هو يشهد ويحضر تلك الجموع الغفيرة المُعزِّية لأنَّه مصداق لقوله تعالى : (وَلاَ تَقولوا لِمَن يُقْتَلُ في سبيلِ الله أمواتٌ بل أحيَاءٌ وَلَكِنْ لاَّ تشعرون) البقرة/154 ، وقوله تعالىولا تحسبنَ الذين قُتلُوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربِّهم يُرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون) آل عمران/169، ومع أداء هذه الوظيفة الرسالية التي تقترن بمزايا الخُلُق السامي في مسلكية المعصومين (E) في إنفاقِهم وعفوهم وإحسانِهم ، حيث أنَّهُم يُدركون حقيقة الإحسان وفاعليته على ديمومة الحياة الكريمة بين الناس وطهارة هذا العمل وأشباهه في تأسيس الألفة والمودَّة والرحمة والمَحبَّة بين الناس التي هي انتفاضة داخلية على النفس لتجريدها من كُل مظاهر الظلم والفساد والطغيان والأنانيةِ والهوى والإرتقاء بها إلى حيث تأمر الشريعة العادلة السمحاء التي يتقرب الإنسان المؤمن من خلالها إلى الله سبحانه وتعالى لتشكل بذلك في الدنيا القوَّة الإيمانية الرادعة للظلم والطغيان ، وقد نَصَّت الآية المباركة التي ذكرناها في صدر البيان على نقاط أربعة هي من المبادئ التي جَسَّدَها صاحب الذكرى الإمام الكاظم (C) رمز أحرار العالم في سجون الطغاة الظالمين وهي :
        1- الإنفاق على الناس بشكل ثابت ومستمر بحيث لا تؤثر على هذا العمل الشريف حالات المنفق المتغيرة من (السرّاء- الرخاء) والضرّاء(الشدّة) ليدل ذلك على أصالة العمل وصدق السيرة رغم تبدل الأحوال في السرّاء والضرّاء ، وهذا الإنفاق والكرم في مختلف الأحوال ينفي صفة البخل والشحّ المقيتة التي تمنع الإنسان من أداء وظيفته الرسالية اتجاه الخالق والمخلوقين وبالتالي تؤدي به إلى حساب عسير نتيجته نار جهنم والعياذ بالله تعالى ، ولذا ورد في الحديث الحث على السعي لفعل الخيرات فهو بمنزلة الإنفاق(الساعي بالخير كفاعله) وفي مقابل ذلك تحكي الآية صورة البخلاء والآمرين بالبخل الذين يبخلون على الناس بالعطاء بل حتى بالكلمة الطيبة لأنهم يسعون بلؤمٍ وخبث لمنع الخيرات وهؤلاء أيضاً من أهل النار والعياذ بالله كما في قوله تعالىالذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله) النساء/37 ، وقوله تعالىهَاأنتُم هَؤلاءِ تُدعَوْنَ لِتُنفِقوا فِي سبيلِ اللهِ فَمِنكُمْ مَنْ يبخل وَمَنْ يَبْخَلْ فإنمَّا يبخلُ عن نَّفسهِ والله الغني وأنتم الفقراء)محمد/38 ، ولهذا تجد أنّ الإمام الكاظم(C) يُجسِّد لنا قمّة الكرم والخلق الرفيع والدعوة السامية ، فكان(C) إذا بلغه عن الرجل ما يكره بعث إليه بصرة دنانير ، وكانت صراره ما بين الثلاثمائة إلى المائتين دينار ، فكانت صرار موسى مثلاً يُضرَبُ بها بين الناس . وأيضاً كما في حادثة قد اصطنعها الإمام الكاظم(C) للإنفاق من أجل تأليف القلوب وكسب مودة الأعداء ، فهذا شخص من ولد عمر بن الخطاب كان يؤذي أبا الحسن موسى (C) ويسبّه إذا رآه ، ويشتم عليّاً ، فقال له بعض حاشيته يوماً : دعنا نقتل هذا الفاجر .فنهاهم عن ذلك أشد النهي وزجرهم ، وسأل عن ألعمري فذكر أنه يزرع ناحية من نواحي المدينة ، فركب إليه ، فوجده في مزرعة له ، فدخل المزرعة بحماره ، فصاح به ألعمري : لا توطئ زرعنا . فتوطأه (C) بالحمار حتى وصل إليه ونزل وجلس عنده ، وباسطه وضاحكه ، وقال له : كم غرمت على زرعك هذا ؟ قال : مائة دينار ، قال : فكم ترجو أن تصيب ؟ قال : لست أعلم الغيب . قال له : إنما قلت كم ترجو أن يجيئك فيه ؟ قال : أرجو أن يجيء مائتا دينار . قال : فأخرج له أبو الحسن (C) صرّة فيها ثلاثمائة دينار ، وقال هذا زرعك على حاله ، والله يرزقك فيه ما ترجو. قال : فقام ألعمري فقبّل رأسه وسأله أن يصفح عنه ، فتبسم إليه أبو الحسن وانصرف . قال: وراح إلى المسجد فوجد ألعمري جالساً ، فلمّا نظر إليه قال: الله أعلم حيث يجعل رسالته . فكان الإنفاق سبباً لهداية هذا الإنسان ، وأيضا يكون حال الساعي للخير كحال المنفق في العمل والثواب كما أن عمل الخير لا يحدّه وقتٌ ولا حال مهما تغيرت الظروف ، ولذا ينبغي الحذر من ذرائع البخيل اللئيم الذي يَفرُّ من الجنّة إلى النار فانتبهوا لذلك .
        2- كظم الغيظ ، والكظم في الأصل هو شدّ رأس القربة بعد ملئها فاستعير للإنسان إذا امتلأ حزنا أو غضباً ، والغيظ هيجان الطبع للانتقام بمشاهدة كثرة ما لا يرتضيه ، والحال يكون الإنسان بهذه الصورة وهو يكظم غيظه في صدره ويتجنب الانفعال الخارجي معناه أنه يمتلك قدرة فائقة على التحكم بقواه الغضبية والشهوانية التي تدفعه للانتقام والأفعال الهوائية ، ولذا وصف الإمام موسى بن جعفر(C) بالكاظم لكظمه الغيظ لشدّة ما لاقاه من معانات والآلام واضطهاد وحبس لقسوة السلاطين وكثرة جواسيسهم وانتهاكهم لحقوق الإنسان ، ووضعه في دائرة الاتهام نتيجة التقارير المكذوبة والمفترات عليه ، وهذا ناتج من خوف السلاطين وزبانيتهم على حكمهم وسلطانهم من الإمام (C) رغم حركيته في تقية مكثفة حتى صارت الرواية عنه خوفاً عليه وعلى أصحابه بذكر لقبه أو كنيته أو صفته كالعبد الصالح والكاظم والصابر وأبي الحسن وغيرها ، وهذا يعني أنّ الإمام (C) كان يعمل سرّاً لتوعية الجماهير ونشر مبادئ الإسلام الصحيح وفتح آفاق ثقافية عالية لمقاومة الفساد والشبهات والانحراف وتحصين المؤمنين فصار القدوة والأسوة في كظم الغيظ .
        3- العفو عن الناس ، الذي يستند على قواعد رصينة يمتلكها الإنسان الرسالي في فهمه لطبيعة الإنسان الخطّاء ، ليساعده على تدارك حالة النقص المنبعثة من ارتكابه للخطأ وتوفير فرص الندم والتوبة والعودة إلى الحياة السليمة لتقويم ما انحرف من فهم وسلوك ، والعفو عن الناس يعني رسوخ الرحمة والرأفة في نفس صاحب العفو ، وحجب أو سلخ كل النوازع النفسية الدافعة للانتقام والثأر ما دامت عناصر الصحوة متوفرة من الندم و التوبة وتصحيح العمل ، إذن العفو صفة رحمانية راسخة ومستقرّة في قلوب الرساليين ، وليست حالة انفعالية تذهب وتجيء ، وهذا مما يُروى عن النبي(1) وأهل بيته الكرام في تكامل الأخلاق الفاضلة عندهم ففي قصّة الإمام السجاد (C) مع جاريته حيث يُروى : ان جارية جعلت تسكب عليه الماء يتهيأ للصلاة فسقط الإبريق من يدها على وجهه فشجّه فرفع رأسه إليها فقالت : إنَّ الله يقول : والكاظمين الغيظ . قال: قد كظمت غيظي .قالت: والعافين عن الناس قال: قد عفوت عنك . قالت: والله يُحبُّ المحسنين . قال: اذهبي فأنت حرّة .
        4- والله يُحبُّ المحسنين ، والإحسان إلى المسيء تدخل في تكامل العمل الرسالي الذي يفتح نوافذاً مضيئة لرفع العتمة وإزالة كل ما يمكن أن يعلق بالإنسان من رواسب نفسية كالهوى والعصبية والحقد التي ترجع بالإنسان إلى الوراء وتحجب عنه الحركة التكاملية نحو الإمام ، ولذا فالإحسان بعد العفو يُعتبر خاتمة طيبة للأعمال وتتويج لطيف لها كما أنه يكشف عن الكرماء والنبلاء من الناس الذين تتغلب فيهم القوة العاقلة على باقي القوى ، وتتجسد فيهم صورة الإيمان والوعي والإخلاص وتتقدم بهم المسيرة نحو الرقي والتقدم والازدهار .
        إذن نحن نقف أمام سيرة قرآنية متكاملة تتجسد في حركية المعصوم (C) على أرض الواقع ، فهذا الإمام الكاظم (C) ما كان ليُحْبَس ويُضطهد ويُقتل شهيداً مظلوماً إلاّ لكونه يُمثل عنصراً للتحدّي والممانعة الرافضة لقوى الطغيان والاستبداد والظلام ، وليكون رمزاً للعاملين الأحرار الذين يرفضون الخنوع والاستعباد لشياطين الإنس والجن كما هو شأن جميع أئمة أهل البيت (E) الذين هُم دعاة إلى تحرير النفس الإنسانية أولاً من قيود الذل والهوان والهوى وبنفس الوقت هم دعاة إلى تقييدها بما يزينها ويرقى بها إلى السمو والكمال من خلال تكليفها بتحمل مسؤولية الرسالة السماوية التي تُعزّ الإنسان وتحترمه وتأبى عليه الانقياد وراء الشهوات والنوازع النفسية المريضة والآفات الخبيثة التي يحملها الطغاة وأذنابهم من النفعيين الإنتهازيين ، فكان نتاج حركية الإمام الكاظم (C) الحكيمة الهادفة أنه استطاع أن يخترق قصر الخلافة بوزراء وموظفين في العهد العبّاسي من أجل تقويم مسار حاكمية الدولة وإصلاح الفساد بالقدر الممكن خدمة للشعب وتخفيفاً للضغط عليهم وتحسيناً للنظام العام في الدولة مما حدا بالخليفة وجواسيسه الظلمة الكذبة أن يستشعروا وجود هذه الحركة ، فصاروا يتوجسون خيفة من ذلك ، فأخذ الحاكم العبَّاسي هارون يستجيب لمضمون ما يُكتب من التقارير الكثيرة الكاذبة المفتراة على الإمام (C) وأتباعه بأنَّهم دعاة سلطة وحكم ويسعون للثورة أو الإنقلاب على الخليفة ويُعدُّون العُدَّة لذلك من الرجال والأموال والسلاح حتى صار خوف الحاكم العبّاسي هارون يأخذ مأخذا شرِّيراً من الإمام وحاشيته ونفوذه ، فكان خلفاء بني العبّاس كما هو شأن غيرهم من سلاطين الجور يستبقون الأحداث ويصدرون الأحكام الظالمة نتيجة خوفهم من وجود عناصر رسالية قيادية في الشعب تسعى لتغيير الوضع السيء بالكلمة الصادقة والدعوة الخالصة والنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى ولو بالأقل الممكن ، مما جعل الحكّام الطغاة المستبدين يُفَسِّرون ذلك بالسعي نحو الثورة أو الانقلاب عليهم وإزاحتهم عن الحكم وهذا الخوف الإستباقي اللا مُبَرَّر إنَّما هو من وحي الشيطان وأتباعه وحرصاً على ملذَّاتهم وشهواتهم وسُلطتهم ، كما أنَّه يُمثل أسلوب الجبناء الظلمة الذين يقتاتون على دماء المؤمنين الصادقين بلا سبب شرعي أو عقلائي سوى اعتمادهم على بطانةٍ وصولية منافقة تكتب التقارير الكاذبة لإزاحة ومصادرة وتصفية كل ما يُحتمل أن يكون عائقاً أمام مسيرتهم الضالَّة وتخوفهم الأحمق هذا على مناصبهم ومصالحهم ينبع من أدنى شبهة وريبة ، ولذا أدَّى الحال بالإمام الكاظم (C) أن قامت السلطة العبَّاسية الهارونية بمصادرة حقوقه وحبسه لمدَّةٍ تزيد على العشرة سنوات ومن ثمَّ تصفيته بالسُمِّ . بينما الإمام (C) لم يسعى للوصول إلى الحكم ونيل منصب الخلافة بالرغم من كونه أحقُّ بها من غيره ولكنه مارس دوره الطبيعي الرسالي لبناء الإنسان وتكامله وحفظ الشريعة وأبناءها وقضاء حوائج الناس كما أخذ يؤدّب أصحابه على الخلق الكريم من التواضع واحترام الآخرين وحفظ حقوقهم والسعي لهداية الضالِّين والإقبال الصادق على ربِّ العالمين ، و كما عن محمد بن علي الصوفي قال: استأذن إبراهيم الجمّال رضي الله عنه على أبي الحسن علي بن يقطين الوزير فحجبه ، فحج علي بن يقطين في تلك السّنة فاستأذن بالمدينة على مولانا موسى بن جعفر فحجبه ، فرآه ثاني يومه فقال علي بن يقطين : سيدي ما ذنبي ؟ فقال: حجبتك لأنّك حجبت أخاك إبراهيم الجمّال ، وقد أبى الله أن يشكر سعيك أو يغفر لك حجب إبراهيم الجمّال . فقلت : يا سيدي ومولاي من لي بإبراهيم الجمّال في هذا الوقت وأنا بالمدينة وهو بالكوفة ؟ فقال : إذا كان الليل فامض إلى البقيع وحدك من غير أن يعلم بك أحد من أصحابك وغلمانك ، واركب نجيباً هناك مسرجاً . قال : فوافى البقيع وركب النجيب ولم يلبث أن أناخه على باب إبراهيم الجمّال بالكوفة ، فقرع الباب وقال : أنا علي بن يقطين . فقال إبراهيم الجمّال من داخل الدار : وما يعمل علي بن يقطين الوزير ببابي ؟! فقال علي بن يقطين : يا هذا إن أمري عظيم ، وآلى عليه أن يأذن له . فلما دخل قال : يا إبراهيم إنّ المولى(C) أبى أن يقبلني أو تغفر لي . فقال: يغفر الله لك . فآلى علي بن يقطين على إبراهيم الجمّال أن يطأ خدّه ، فامتنع إبراهيم من ذلك . فآلى عليه ثانياً ففعل ، فلم يزل إبراهيم يطأ خدّه ، وعلي بن يقطين يقول : اللهم اشهد ، ثمّ انصرف وركب النجيب وأناخه من ليلته بباب المولى موسى بن جعفر (C) بالمدينة ، فأذن له ودخل عليه فقبله.
        فالإمام موسى بن جعفر(C) ذلك الإنسان الكامل الشهيد المظلوم باب الحوائج الكاظم الصابر الحليم العابد حريٌ بنا أن نقصده ونحجّ إليه في يوم استشهاده ونتظاهر في مسيرة إيمانية تتشح بالسواد حزناً عليه ومواساة لأهل بيته واستذكاراً لمظلوميته لنرفع به راية الأحرار المجاهدين الصابرين بشجاعة وإيمان ليفتح لنا أُفق الإعداد المطلوب ، ولذا نوصي جميع الأحرار بالخروج في مواكب جماهيرية إيمانية في الخامس والعشرين من رجب لإحياء هذه الشعيرة فإنّ في إحياء هذه الشعيرة بإيمانٍ وإخلاصٍ وبما يتطلب من مراسيم هو من دواعي العزّ والكرامة والمُشاركة الواعية للمطالبة بالهدف الإسلامي السامي الذي كان ينشده الإمام (C) والذي ضَحَّى من أجلِهِ إضافة إلى نيل رضوان الله تعالى والفوز بالجنان ، وإلى جميع الموالين نقول : أحسن الله عزاءكم بهذا المصاب العظيم ولا سيما نوجه تعازينا إلى حفيده صاحب العصر والزمان الحجة بن الحسن عجّل الله تعالى فرجه الشريف وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلّ اللهم على سيّدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين .
        ابو الحسن حميد المقدس الغريفي
        النجف الاشرف
        23/رجب/1429 هـ

        تعليق


        • #5
          السلام عليكم والرحمة

          عظم الله لكم الاجر والمصاب بذكرى الامام موسي بن جعفر عليه السلام

          ونرفع تعازينا للامام الفعلي صاحب العصر والزمان عليه السلام الحجة بن الحسن

          العسكري ارواحنا لروحة الفداء ....


          شيعة اهل البيت فى جنوب العراق تقوم بنصب المواكب الحسينية والقطع السوداء

          كشعار للحزن والاسئ بتلك الفاجعة الاليمة ....

          ولا ننسى يوم فاجعة جسر الائمة اللذين سقطوا فيها الالف من المؤالين بتلك المناسبة

          فأنهم شهداء بعين الله عز وجل والانسانية ....


          طبعا اكثر المناطق فى العراق يكون لها اثار الحزن بهذة المناسبة الاليمة ..

          وسوف تكون هناك تشابية لتلك الفاجعة .... يحظر بها المؤالين لتقديم العزاء

          والتأسئ والحزن والاتعاظ من الدنيا والعبرة منها ...

          فالسلام عليك ياباب الحوائج ياباب الله الذي من دخلة أمن من الفزع الاكبر ...


          اللهم صل على محمد وال محمد

          مأجورة اختي التوبة والغفران على التذكرى يارب بميزان حسناتكم ..

          لا تنسونا من الدعاء والزيارة عند الذهاب ...


          يوسف الناصر

          تعليق


          • #6
            نتقدم من سيدنا ومولانا صاحب العصر والزمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء بأحر العزاء بذكرى شهادة الإمام الكاظم عليه الصلاة والسلام .. وعظم الله أجورنا وأجوركم ... ففي مثل هذه الايام استشهد الامام السابع من ائمة اهل البيت عليهم السلام مسموما في سجنه ...
            السلام على الامام المسموم
            السلام على الامام المظلوم
            السلام على الامام المهموم
            السلام على السراج المنير
            السلام على الامير بن الامير
            السلام على المودع في السجون
            السلام على من بكته الجفون
            السلام على من افديه بالنفس والعيون
            السلام على من قتله الملعون
            ذاك الخبيث ابن الرشيد هارون

            ما جورين ان شاء الله

            تعليق


            • #7
              نعزي بقية الله صاحب العصر والزمان الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف والمراجع العظام والامة الاسلامية بذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام


              مأجورين جميعاً

              تعليق


              • #8
                بارك الله بكم
                ماجورين ان شاء الله بحق صريع السجون العابد الساجد الامام الكاظم عليه السلام
                تقبل الله اعمالكم بهذا المصاب الجلل
                لا حرمنا الله من زيارتك سيدي يا باب الحوائج عند الله
                مأجورين لتعزيتكم بهذ المصاب اعمالكم محفوظه في الكتاب
                اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم
                نعزي الامام الحجه عج والمراجع العظام والعالم الاسلامي بذكرى استشهاد باب الحوائج عند الله موسى بن جعفر ورحمه الله وبركاته

                تعليق


                • #9
                  أحسنتى اختى الكريمة

                  والحمد لله

                  تعليق


                  • #10
                    السلام على الامام موسى الكاظم

                    السلام على راهب بني هاشم


                    السلام على المسموم

                    السلام على المظلوم

                    السلام عليك يا سيدي ومولاي

                    فاز سيدي من اعتصم بكم وامن من لجأ الى حصنكم ..

                    تعليق


                    • #11
                      اللهم صلي على محمد وال محمد
                      السلام على الامام الغريب موسى بن جعفر
                      السلام على الامام الكاظم يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا

                      تعليق


                      • #12

                        بسم الله الرحمن الرحيم

                        السلام على كاظم الغيض
                        السلام على الصابر المحتسب
                        السلام على الغريب المظلوم
                        السلام عليك يا سيدي يا باب الحوائج موسى ابن جعفر ( عليك وعلى ابائك وابنائك الطيبين الطاهرين
                        سلام الله تعالى )

                        بارك الله بكاتبة الموضوع
                        وجعلنا واياكم ممن ينالون شرف زيارة هذا الامام الهمام عاجلا وشفاعته في الآخرة آجلا

                        مشكورين ..

                        تعليق


                        • #13
                          اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَاَهْلِ بَيْتِهِ، وَصَلِّ عَلى مُوسَى بْنِ جَعْفَر وَصِيِّ الاَْبْرارِ، وَاِمامِ الاَْخْيارِ، وَعَيْبَةِ الاَْنْوارِ، وَوارِثِ السَّكِينَةِ وَالْوَقارِ وَالْحِكَمِ وَالاْثارِ الَّذي كانَ يُحْيِي اللَّيْلَ بِالسَّهَرِ اِلَى السَّحَرِ بِمُواصَلَةِ الاْسْتِغْفارِ، حَليفِ السَّجْدَةِ الطَّويلَةِ، وَالدُّمُوعِ الْغَزيرَةِ، وَالْمُناجاةِ الْكَثيرَةِ، وَالضَّراعاتِ الْمُتَّصِلَةِ، وَمَقَرِّ النُّهى وَالْعَدْلِ وَالْخَيْرِ وَالْفَضْلِ وَالنَّدى وَالْبَذْلِ، وَمَألَفِ الْبَلْوى وَالصَّبْرِ، وَالْمُضْطَهَدِ بِالظُّلْمِ، وَالْمَقْبُورِ بِالْجَوْرِ، وَالْمُعَذَّبِ في قَعْرِ السُّجُونِ، وَظُلَمِ الْمَطاميرِ ذِي السّاقِ الْمَرْضُوضِ بِحَلَقِ الْقُيُودِ، وَالْجِنازَةِ الْمُنادى عَلَيْها بِذُلِّ الاِْسْتِخْفافِ، وَالْوارِدِ عَلى جَدِّهِ الْمُصْطَفى وَاَبيهِ الْمُرْتَضى وَاُمِّهِ سَيِّدَةِ النِّساءِ بِإرْث مَغْصُوب وَوَلاء مَسْلُوب وَاَمْر مَغْلُوب وَدَم مَطْلُوب وَسَمٍّ مَشْرُوب، اَللّـهُمَّ وَكَما صَبَرَ عَلى غَليظِ الِْمحَنِ وَتَجَرَّعَ غُصَصَ الْكُرَبِ، وَاسْتَسْلَمَ لِرِضاكَ وَاَخْلَصَ الطّاعَةَ لَكَ، وَمَحَضَ الْخُشُوعَ، وَاسْتَشْعَرَ الْخُضُوعَ، وَعادَى الْبِدْعَةَ وَاَهْلَها وَلَمْ يَلْحَقْهُ في شَيء مِنْ اَوامِرِكَ وَنَواهيكَ لَوْمَةُ لائِم، صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً نامِيَةً مُنْيفَةً زاكِيَةً تُوجِبُ لَهُ بِها شَفاعَةَ اُمَم مِنْ خَلْقِكَ، وَقُرُون مِنْ بَراياكَ، وَبَلِّغْهُ عَنّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ في مُوالاتِهِ فَضْلاً وَاِحْساناً وَمَغْفِرَةً وَرِضْواناً، اِنَّكَ ذُوا الْفَضْلِ الْعَميمِ، وَالتَّجاوُزِ الْعَظيمِ، بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ


                          في رحاب الامام موسى الكاظم ومعجزة النبي موسى عليهما السلام
                          http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=7375
                          مناظرة الامام الكاظم في امر اهل النهروان
                          http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?p=1982658
                          مناظرة الامام الكاظم مع ابو حنيفة
                          http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=61688

                          من كتب المذهب السني< هارون العباسي يسجن الامام الكاظم ع بالحبس ويموت الامام في السجن
                          http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?p=1982662
                          رواية سجن ومقتل الامام الكاظم عليه السلام
                          http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?p=1982661

                          تعليق


                          • #14
                            السلام على الغريب

                            تعليق


                            • #15
                              السلام على الطيب ابن الطيب

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 27-03-2024, 06:44 PM
                              ردود 0
                              13 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة مروان1400, 26-03-2024, 06:41 AM
                              ردود 0
                              15 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة مروان1400
                              بواسطة مروان1400
                               
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 25-05-2019, 07:10 AM
                              ردود 3
                              271 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              يعمل...
                              X