جاء في طبقات ابن سعد الكبرى ج6-ص383 - طبعة مكتبة الخانجي القاهرة - تحقيق الدكتور علي محمد عمر( أخبرنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا حريز بن عثمان ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي ، قال : لما بايع الحسن بن علي معاوية قال له عمرو بن العاص وأبو الأعور السلمي عمرو بن سفيان : لو أمرت الحسن فصعد المنبر فتكلم عيي عن المنطق! فيزهد فيه الناس، فقال معاوية : لا تفعلوا ، فوالله لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمص لسانه وشفته ، ولن يعي لسان مصه النبي - صلى الله عليه وسلم - أو شفتين، فأبوا على معاوية فصعد معاوية المنبر ثم أمر الحسن فصعد وأمره أن يخبر الناس أني قد بايعت معاوية، فصعد الحسن المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس ، إن الله هداكم بأولنا ، وحقن دماءكم بآخرنا ، وإني قد أخذت لكم على معاوية أن يعدل فيكم ، وأن يوفر عليكم غنائمكم ، وأن يقسم فيكم فيئكم. ثم أقبل على معاوية فقال : كذاك ؟ قال : نعم، ثم هبط من المنبر وهو يقول - ويشير بإصبعه إلى معاوية - : (وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين) فاشتد ذلك على معاوية، فقالا : لو دعوته فاستنطقته، فقال: مهلا، فأتوا فدعوه، فأجابهم فأقبل عليه عمرو بن العاص ، فقال له الحسن : أما أنت فقد اختلف فيك رجلان رجل من قريش وجزار أهل المدينة فادعياك فلا أدري أيهما أبوك! وأقبل عليه أبو الأعور السلمي -عمرو بن سفيان - فقال له الحسن : ألم يلعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رعلا وذكوان وعمرو بن سفيان؟ ثم أقبل معاوية يعين القوم ، فقال له الحسن : أما علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن قائد الأحزاب وسائقهم ، وكان أحدهما أبو سفيان والآخر أبو الأعور السلمي ) إنتهى.
صحح هذا الأثر ابن قايماز الذهبي المتبحر في التاريخ والرجال العلامة السني المعروف، والدليل كما يأتي:
تاريخ الإسلام للذهبي 4/131 ( توفي أبو الأعور في خلافة معاوية لأني وجدت جرير بن عثمان روى عن عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي قال: لما بايع الحسن معاوية قال له عمرو بن العاص وأبو الأعور عمرو بن سفيان السلمي: لو أمرت الحسن فتكلم على الناس على المنبر عيى عن المنطق، فيزهد فيه الناس، فقال معاوية: لا تفعلوا، فوالله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمص لسانه وشفته، فأبوا على معاوية. وذكر الحديث، تقدم..) انتهى
أقول: الذهبي يثبت وفات ابي الأعور السلمي بهذا السند وهذا الأثر!
وهذا ما تقدم من الأثر في تاريخه
تاريخ الإسلام 4/39(وقال حريز بن عثمان: ثنا عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي قال: لما بايع الحسن معاوية قال له عمرو بن العاص وأبو الأعور السلمي: لو أمرت الحسن فصعد المنبر فتكلم عيي عن المنطق، فيزهد فيه الناس، فقال معاوية: لا تفعلوا، فوالله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمص لسانه وشفته، ولن يعيا لسان مصه النبي صلى الله عليه وسلم أو شفه، قال: فأبوا على معاوية، فصعد معاوية المنبر، ثم أمر الحسن فصعد، وأمره أن يخبر الناس: إني قد بايعت معاوية، فصعد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن الله هداكم بأولنا، وحقن دماءكم بآخرنا، وإني قد أخذت لكم على معاوية أن يعدل فيكم وأن يوفر عليكم غنائمكم، وأن يقسم فيكم) فيأكم، ثم أقبل على معاوية فقال: أكذاك قال: نعم. ثم هبط من المنبر وهو يقول ويشير بإصبعه إلى معاوية: وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين فاشتد ذلك على معاوية، فقالوا: لو دعوته فاستنطقته يعني استفهمته ما عنى بالآية، فقال: مهلاً، فأبوا عليه، فدعوه فأجابهم، فأقبل عليه عمرو، فقال له الحسن: أما أنت فقد اختلف فيك رجلان، رجل من قريش ورجل من أهل المدينة فادعياك، فلا أدري أيهما أبوك، وأقبل عليه أبو الأعور فقال له الحسن: ألم يعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم رعلاً وذكوان وعمرو بنت سفيان، وهذا اسم أبي الأعور، ثم أقبل عليه معاوية يعينهما، فقال له الحسن: أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن قائد الأحزاب وسائقهم، وكان أحدهما أبو سفيان والآخر أبو الأعور السلمي.)
وبإسناد اخر صحيح صححه المحققون وبارشراف شعيب الارنؤوط في سير أعلام النبلاء ولكن فيه بعض الامور المبهمة في المتن ولكن جزء المتن السابق محذوف ولكن لا يخلو أيضا من تقارب المتن السابق، وهو الاتي:
في سير أعلام النبلاء 3/272 (هَوْذَةُ: عَنْ عَوْفٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ:
لَمَّا وَرَدَ مُعَاوِيَةُ الكُوْفَةَ، وَاجْتمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ، قَالَ لَهُ عَمْرُو بنُ العَاصِ: إِنَّ الحَسَنَ مُرتَفِعٌ فِي الأَنْفُسِ؛ لِقَرَابتِه مِنْ رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَإِنَّهُ حَدِيثُ السِّنِّ، عَيِيٌّ، فَمُرْهُ فَلْيَخْطُبْ، فَإِنَّهُ سَيَعْيَى، فَيسقُطُ مِنْ أَنْفُسِ النَّاسِ.
فَأَبَى، فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى أَمَرهُ، فَقَامَ عَلَى المِنْبَرِ دُوْنَ مُعَاوِيَةَ: فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:
لَوِ ابْتغَيْتُم بَيْنَ جَابَلْقَ وَجَابَرْسَ رَجُلاً جَدُّهُ نَبيٌّ غَيرِي وَغَيرَ أَخِي لَمْ تَجِدُوْهُ، وَإِنَّا قَدْ أَعْطَيْنَا مُعَاوِيَةَ بَيْعَتَنَا، وَرَأَينَا أَنَّ حَقْنَ الدِّمَاءِ خَيْرٌ: {وَمَا أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُم وَمَتَاعٌ إِلَى حِيْنٍ}.
وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فغَضِبَ مُعَاوِيَةُ، فَخَطَبَ بَعْدَهُ خُطبَةً عَيِيَّة فَاحِشَةً، ثُمَّ نَزَل. وَقَالَ: مَا أَردتَ بِقَوْلكَ: فِتْنَةٌ لَكُم وَمَتَاعٌ؟
قَالَ: أَردْتُ بِهَا مَا أَرَادَ اللهُ بِهَا.)
قال المحقق اسناده صحيح، وهودة هو ابن خليفة، وعوف هو ابن أبي جميلة الأعرابي، وذكره ابن كثر في البداية والنهاية 8/42 ونسبه لابن سعد بهذا الإسناد.
--------------------------------
كلام أروى بنت الحارث
بن عبد المطلب رحمة الله عليها(1)هي: أروى بنت الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، ابنة عم رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلّم ـ
روى ابن عائشة عن حماد بن سلمة عن حميد الطويل عن أنس بن مالك، قال: دخلت أروى بنت الحارث بن عبد المطلب على معاوية بن أبي سفيان بالموسم وهي عجوز كبيرة، فلما رآها قال: مرحباً بك يا عمه.
قالت: كيف أنت يا بن أخي، لقد كفرت بعدي بالنعمة أسأت لابن عمك الصحبة، وتسمّيت بغير اسمك، وأخذت غير حقك، بغير بلاء كان منك ، ولا من آبائك في الإسلام، ولقد كفرتم بما جاء به محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلّم ـ فأتعسَ الله منكم الجدود، وأصعر منكم الخدود حتى رد الله الحق إلى أهله، وكانت كلمة الله هي العليا، ونبينا محمد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ هو المنصور على من ناواه ولو كره المشركون، فكنا أهل البيت أعظم الناس في الدين حظاً ونصيباً وقدراً، حتى قبض الله نبيه ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ مغفوراً ذنبه مرفوعاً درجته، شريفاً عند الله مرضيّاً، فصرنا أهل البيت منكم بمنزلة قوم موسى من آل فرعون، يذبحون أبناءهم، ويستحيون نساءهم، وصار ابن عم سيد المرسلين فيكم بعد نبينا بمنزلة هارون من موسى(2)، حيث يقول: ( ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ) (3) ولم يجمع بعد رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ لنا شمل ولم يسهل لنا وعر وغايتنا الجنة وغايتكم النار.
قال عمرو بن العاص : أيتها العجوز الضالة، أقصري من قولك، وغضي من طرفك.
قالت: ومن أنت لا أم لك؟
قال: عمرو بن العاص.
قالت: يا بن اللخناء النابغة، أتكلّمني أربع على ظلعك، واعن بشأن نفسك، فوالله ما أنت من قريش في اللباب من حسبها، ولا كريم منصبها، ولقد ادّعاك ستة من قريش، كلّ يزعم أنه أبوك ولقد رأيت أمك أيام منى بمكة مع كل عبد عاهر (أي فاجر) فأتم بهم فإنك بهم أشبه.
فقال مروان بن الحكم: أيتها العجوز الضالة، ساخ بصرك مع ذهاب عقلك، فلا يجوز شهادتك.
قالت: يا بني، أتتكلم فوالله لأنت إلى سفيان بن الحارث بن كلدة أشبه منك بالحكم وإنك لشبهه في زرقة عينيك وحمرة شعرك مع قصر قامته وظاهر دمامته، ولقد رأيت الحكم مادّ القامة، ظاهر الأمة سبط الشعر، وما بينكما قرابة إلاّ كقرابة الفرس الضامر من الأتان المقرب، فاسأل أمك عما ذكرت لك فإنها تخبرك بشأن أبيك إن صدقت.
ثم التفتت إلى معاوية فقالت: والله ما عرضني لهؤلاء غيرك وإن أمك للقائلة في يوم اُحد في قتل حمزة ـ رحمة الله عليه ـ :
نـحــن جزينـاكم بيوم بدر *** والحرب يوم الحرب ذات سُعر
ما كان عن عُتبة لي من صبر *** أبي وعمي وأخـي وصهـري
شـفيت وحشي غليل صدري *** شفيت نفسي وقـضيت نـذري
فـشـكر وحشي علي عمري *** حتى تغيب أعظمـي في قبري
فأجبتها:
يابـنـت رقاع عظيم الكفر *** خُزِيـت فـي بـدر وغير بدر
صـبـحـك الله قبيل الفجر *** بالهاشميين الـطــوال الزهر
بكل قطاع حـســام يفري *** حمزة ليثي وعلي صـقــري
إذ رام شبيب وأبوك غـدري *** أعطيت وحشي ضمير الصدر
هتك وحشي حجاب الستـر *** ما للبغايا بعدها مـن فـخــر
فقال معاوية لمروان وعمرو: ويلكما أنتما عرضتماني لها وأسمعتماني ما أكره، ثم قال لها: يا عمة اقصدي قصد حاجتك ودعي عنك أساطير النساء........الخ
الكتاب: بلاغات النساء
المؤلف: أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر ابن طيفور (المتوفى: 280هـ)
صححه وشرحه: أحمد الألفي
الناشر: مطبعة مدرسة والدة عباس الأول، القاهرة
عام النشر: 1326 هـ - 1908 م
عدد الأجزاء: 1
http://shamela.ws/browse.php/book-12848/page-30
عقيل رحمه الله و معاوية
فلما ارتحل عن أمير المؤمنين ع أتى معاوية فنصبت له كراسيه و أجلس جلساءه حوله فلما ورد عليه أمر له بمائة ألف فقبضها ثم غدا عليه يوما بعد ذلك و بعد وفاة أمير المؤمنين ع و جلساء معاوية حوله فقال يا أبا يزيد أخبرني عن عسكري و عسكر أخيك فقد وردت عليهما قال أخبرك مررت و الله بعسكر أخي فإذا ليل كليل رسول الله ص و نهار كنهار رسول الله ص إلا أن رسول الله ص ليس في القوم ما رأيت إلا مصليا و لا سمعت إلا قارئا و مررت بعسكرك فاستقبلني قوم من المنافقين ممن نفر برسول الله ليلة العقبة ثم قال من هذا عن يمينك يا معاوية قال هذا عمرو بن العاص قال هذا الذي اختصم فيه ستة نفر فغلب عليه جزار قريش فمن الآخر قال الضحاك بن قيس الفهري قال أما و الله لقد كان أبوه جيد الأخذ لعسب التيوس فمن هذا الآخر قال أبو موسى الأشعري قال هذا ابن السراقة فلما رأى معاوية أنه قد أغضب جلساءه علم أنه إن استخبره عن نفسه قال فيه سوءا فأحب أن يسأله ليقول فيه ما يعلمه من السوء فيذهب بذلك غضب جلسائه قال يا أبا يزيد فما تقول في قال دعني من هذا قال لتقولن قال أ تعرف حمامة قال و من حمامة يا أبا يزيد قال قد أخبرتك ثم قام فمضى فأرسل معاوية إلى النسابة فدعاه فقال من حمامة قال و لي الأمان قال نعم قال حمامة جدتك أم أبي سفيان كانت بغيا في الجاهلية صاحبة راية فقال معاوية لجلسائه قد ساويتكم و زدت عليكم فلا تغضبوا
الكتاب : شرح نهج البلاغة - ابن ابي الحديد
الكتاب : الغارات ثقفی
صحح هذا الأثر ابن قايماز الذهبي المتبحر في التاريخ والرجال العلامة السني المعروف، والدليل كما يأتي:
تاريخ الإسلام للذهبي 4/131 ( توفي أبو الأعور في خلافة معاوية لأني وجدت جرير بن عثمان روى عن عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي قال: لما بايع الحسن معاوية قال له عمرو بن العاص وأبو الأعور عمرو بن سفيان السلمي: لو أمرت الحسن فتكلم على الناس على المنبر عيى عن المنطق، فيزهد فيه الناس، فقال معاوية: لا تفعلوا، فوالله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمص لسانه وشفته، فأبوا على معاوية. وذكر الحديث، تقدم..) انتهى
أقول: الذهبي يثبت وفات ابي الأعور السلمي بهذا السند وهذا الأثر!
وهذا ما تقدم من الأثر في تاريخه
تاريخ الإسلام 4/39(وقال حريز بن عثمان: ثنا عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي قال: لما بايع الحسن معاوية قال له عمرو بن العاص وأبو الأعور السلمي: لو أمرت الحسن فصعد المنبر فتكلم عيي عن المنطق، فيزهد فيه الناس، فقال معاوية: لا تفعلوا، فوالله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمص لسانه وشفته، ولن يعيا لسان مصه النبي صلى الله عليه وسلم أو شفه، قال: فأبوا على معاوية، فصعد معاوية المنبر، ثم أمر الحسن فصعد، وأمره أن يخبر الناس: إني قد بايعت معاوية، فصعد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن الله هداكم بأولنا، وحقن دماءكم بآخرنا، وإني قد أخذت لكم على معاوية أن يعدل فيكم وأن يوفر عليكم غنائمكم، وأن يقسم فيكم) فيأكم، ثم أقبل على معاوية فقال: أكذاك قال: نعم. ثم هبط من المنبر وهو يقول ويشير بإصبعه إلى معاوية: وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين فاشتد ذلك على معاوية، فقالوا: لو دعوته فاستنطقته يعني استفهمته ما عنى بالآية، فقال: مهلاً، فأبوا عليه، فدعوه فأجابهم، فأقبل عليه عمرو، فقال له الحسن: أما أنت فقد اختلف فيك رجلان، رجل من قريش ورجل من أهل المدينة فادعياك، فلا أدري أيهما أبوك، وأقبل عليه أبو الأعور فقال له الحسن: ألم يعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم رعلاً وذكوان وعمرو بنت سفيان، وهذا اسم أبي الأعور، ثم أقبل عليه معاوية يعينهما، فقال له الحسن: أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن قائد الأحزاب وسائقهم، وكان أحدهما أبو سفيان والآخر أبو الأعور السلمي.)
وبإسناد اخر صحيح صححه المحققون وبارشراف شعيب الارنؤوط في سير أعلام النبلاء ولكن فيه بعض الامور المبهمة في المتن ولكن جزء المتن السابق محذوف ولكن لا يخلو أيضا من تقارب المتن السابق، وهو الاتي:
في سير أعلام النبلاء 3/272 (هَوْذَةُ: عَنْ عَوْفٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ:
لَمَّا وَرَدَ مُعَاوِيَةُ الكُوْفَةَ، وَاجْتمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ، قَالَ لَهُ عَمْرُو بنُ العَاصِ: إِنَّ الحَسَنَ مُرتَفِعٌ فِي الأَنْفُسِ؛ لِقَرَابتِه مِنْ رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَإِنَّهُ حَدِيثُ السِّنِّ، عَيِيٌّ، فَمُرْهُ فَلْيَخْطُبْ، فَإِنَّهُ سَيَعْيَى، فَيسقُطُ مِنْ أَنْفُسِ النَّاسِ.
فَأَبَى، فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى أَمَرهُ، فَقَامَ عَلَى المِنْبَرِ دُوْنَ مُعَاوِيَةَ: فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:
لَوِ ابْتغَيْتُم بَيْنَ جَابَلْقَ وَجَابَرْسَ رَجُلاً جَدُّهُ نَبيٌّ غَيرِي وَغَيرَ أَخِي لَمْ تَجِدُوْهُ، وَإِنَّا قَدْ أَعْطَيْنَا مُعَاوِيَةَ بَيْعَتَنَا، وَرَأَينَا أَنَّ حَقْنَ الدِّمَاءِ خَيْرٌ: {وَمَا أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُم وَمَتَاعٌ إِلَى حِيْنٍ}.
وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فغَضِبَ مُعَاوِيَةُ، فَخَطَبَ بَعْدَهُ خُطبَةً عَيِيَّة فَاحِشَةً، ثُمَّ نَزَل. وَقَالَ: مَا أَردتَ بِقَوْلكَ: فِتْنَةٌ لَكُم وَمَتَاعٌ؟
قَالَ: أَردْتُ بِهَا مَا أَرَادَ اللهُ بِهَا.)
قال المحقق اسناده صحيح، وهودة هو ابن خليفة، وعوف هو ابن أبي جميلة الأعرابي، وذكره ابن كثر في البداية والنهاية 8/42 ونسبه لابن سعد بهذا الإسناد.
--------------------------------
كلام أروى بنت الحارث
بن عبد المطلب رحمة الله عليها(1)هي: أروى بنت الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، ابنة عم رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلّم ـ
روى ابن عائشة عن حماد بن سلمة عن حميد الطويل عن أنس بن مالك، قال: دخلت أروى بنت الحارث بن عبد المطلب على معاوية بن أبي سفيان بالموسم وهي عجوز كبيرة، فلما رآها قال: مرحباً بك يا عمه.
قالت: كيف أنت يا بن أخي، لقد كفرت بعدي بالنعمة أسأت لابن عمك الصحبة، وتسمّيت بغير اسمك، وأخذت غير حقك، بغير بلاء كان منك ، ولا من آبائك في الإسلام، ولقد كفرتم بما جاء به محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلّم ـ فأتعسَ الله منكم الجدود، وأصعر منكم الخدود حتى رد الله الحق إلى أهله، وكانت كلمة الله هي العليا، ونبينا محمد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ هو المنصور على من ناواه ولو كره المشركون، فكنا أهل البيت أعظم الناس في الدين حظاً ونصيباً وقدراً، حتى قبض الله نبيه ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ مغفوراً ذنبه مرفوعاً درجته، شريفاً عند الله مرضيّاً، فصرنا أهل البيت منكم بمنزلة قوم موسى من آل فرعون، يذبحون أبناءهم، ويستحيون نساءهم، وصار ابن عم سيد المرسلين فيكم بعد نبينا بمنزلة هارون من موسى(2)، حيث يقول: ( ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ) (3) ولم يجمع بعد رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ لنا شمل ولم يسهل لنا وعر وغايتنا الجنة وغايتكم النار.
قال عمرو بن العاص : أيتها العجوز الضالة، أقصري من قولك، وغضي من طرفك.
قالت: ومن أنت لا أم لك؟
قال: عمرو بن العاص.
قالت: يا بن اللخناء النابغة، أتكلّمني أربع على ظلعك، واعن بشأن نفسك، فوالله ما أنت من قريش في اللباب من حسبها، ولا كريم منصبها، ولقد ادّعاك ستة من قريش، كلّ يزعم أنه أبوك ولقد رأيت أمك أيام منى بمكة مع كل عبد عاهر (أي فاجر) فأتم بهم فإنك بهم أشبه.
فقال مروان بن الحكم: أيتها العجوز الضالة، ساخ بصرك مع ذهاب عقلك، فلا يجوز شهادتك.
قالت: يا بني، أتتكلم فوالله لأنت إلى سفيان بن الحارث بن كلدة أشبه منك بالحكم وإنك لشبهه في زرقة عينيك وحمرة شعرك مع قصر قامته وظاهر دمامته، ولقد رأيت الحكم مادّ القامة، ظاهر الأمة سبط الشعر، وما بينكما قرابة إلاّ كقرابة الفرس الضامر من الأتان المقرب، فاسأل أمك عما ذكرت لك فإنها تخبرك بشأن أبيك إن صدقت.
ثم التفتت إلى معاوية فقالت: والله ما عرضني لهؤلاء غيرك وإن أمك للقائلة في يوم اُحد في قتل حمزة ـ رحمة الله عليه ـ :
نـحــن جزينـاكم بيوم بدر *** والحرب يوم الحرب ذات سُعر
ما كان عن عُتبة لي من صبر *** أبي وعمي وأخـي وصهـري
شـفيت وحشي غليل صدري *** شفيت نفسي وقـضيت نـذري
فـشـكر وحشي علي عمري *** حتى تغيب أعظمـي في قبري
فأجبتها:
يابـنـت رقاع عظيم الكفر *** خُزِيـت فـي بـدر وغير بدر
صـبـحـك الله قبيل الفجر *** بالهاشميين الـطــوال الزهر
بكل قطاع حـســام يفري *** حمزة ليثي وعلي صـقــري
إذ رام شبيب وأبوك غـدري *** أعطيت وحشي ضمير الصدر
هتك وحشي حجاب الستـر *** ما للبغايا بعدها مـن فـخــر
فقال معاوية لمروان وعمرو: ويلكما أنتما عرضتماني لها وأسمعتماني ما أكره، ثم قال لها: يا عمة اقصدي قصد حاجتك ودعي عنك أساطير النساء........الخ
الكتاب: بلاغات النساء
المؤلف: أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر ابن طيفور (المتوفى: 280هـ)
صححه وشرحه: أحمد الألفي
الناشر: مطبعة مدرسة والدة عباس الأول، القاهرة
عام النشر: 1326 هـ - 1908 م
عدد الأجزاء: 1
http://shamela.ws/browse.php/book-12848/page-30
عقيل رحمه الله و معاوية
فلما ارتحل عن أمير المؤمنين ع أتى معاوية فنصبت له كراسيه و أجلس جلساءه حوله فلما ورد عليه أمر له بمائة ألف فقبضها ثم غدا عليه يوما بعد ذلك و بعد وفاة أمير المؤمنين ع و جلساء معاوية حوله فقال يا أبا يزيد أخبرني عن عسكري و عسكر أخيك فقد وردت عليهما قال أخبرك مررت و الله بعسكر أخي فإذا ليل كليل رسول الله ص و نهار كنهار رسول الله ص إلا أن رسول الله ص ليس في القوم ما رأيت إلا مصليا و لا سمعت إلا قارئا و مررت بعسكرك فاستقبلني قوم من المنافقين ممن نفر برسول الله ليلة العقبة ثم قال من هذا عن يمينك يا معاوية قال هذا عمرو بن العاص قال هذا الذي اختصم فيه ستة نفر فغلب عليه جزار قريش فمن الآخر قال الضحاك بن قيس الفهري قال أما و الله لقد كان أبوه جيد الأخذ لعسب التيوس فمن هذا الآخر قال أبو موسى الأشعري قال هذا ابن السراقة فلما رأى معاوية أنه قد أغضب جلساءه علم أنه إن استخبره عن نفسه قال فيه سوءا فأحب أن يسأله ليقول فيه ما يعلمه من السوء فيذهب بذلك غضب جلسائه قال يا أبا يزيد فما تقول في قال دعني من هذا قال لتقولن قال أ تعرف حمامة قال و من حمامة يا أبا يزيد قال قد أخبرتك ثم قام فمضى فأرسل معاوية إلى النسابة فدعاه فقال من حمامة قال و لي الأمان قال نعم قال حمامة جدتك أم أبي سفيان كانت بغيا في الجاهلية صاحبة راية فقال معاوية لجلسائه قد ساويتكم و زدت عليكم فلا تغضبوا
الكتاب : شرح نهج البلاغة - ابن ابي الحديد
الكتاب : الغارات ثقفی
تعليق