بسم الله الرحمن الرحيم
لم يكتفي الرافضة بالحلول فزادوا عليها مذهب الباطنية ثم يقول لي انت مجوسي حسنا
باب علم الائمة المقصد من هذا الباب ان الائمة يعلمون معاني القران ونحن لا نعلمها وايات القران الكريم تقسم الى تشريع وقصص وعظات
التشريع هنا هو محل الحوار واتمنى من محاورنا الاهتمام بهذه النقطة
لماذا لان الكلام عن القصص لو قلنا انه لا يفهمه الا الائمة فهذا كلام غير منطقي فالله مثلا يذكر قصة موسى مع فرعون او مع الخضر او قصة مريم وكلام الله عربي فهل يحتاج عربي لشخص اخر يفهمه معنى القصة طبعا لا ومثله قل في العظات هذه الله هنا يعظ عباده فهل يحتاج المسلم شخصا يشرح له معنى هذه الايات
بقيت مسائل الشرع فالله هنا لما يقول صلوا او زكوا او تصدقوا او حجوا او لا تزنوا او لا تسرقوا هذه كلها احكام فهل يكون له معنى اخر لا نعلمه الا بعد ان يخبرنا به الامام طبعا هذا هو المراد كما هو واضح وهذا القول مستنده هو وإنّ عليّ بن أبي طالب عنده من الظاهر والباطن.
١٨٨ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « مَا مِنْ أَمْرٍ يَخْتَلِفُ فِيهِ اثْنَانِ إِلاَّ وَلَهُ أَصْلٌ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلكِنْ لَاتَبْلُغُهُ عُقُولُ الرِّجَالِ » (١).
١٨٩ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ أَرْسَلَ إِلَيْكُمُ الرَّسُولَ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وَأَنْزَلَ إِلَيْهِ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَأَنْتُمْ أُمِّيُّونَ (٢) عَنِ الْكِتَابِ وَمَنْ أَنْزَلَهُ ، وَعَنِ الرَّسُولِ وَمَنْ أَرْسَلَهُ عَلى (٣) حِينِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ ، وَطُولِ هَجْعَةٍ (٤) مِنَ الْأُمَمِ ، وَانْبِسَاطٍ مِنَ الْجَهْلِ ، وَاعْتِرَاضٍ مِنَ الْفِتْنَةِ ، وَانْتِقَاضٍ مِنَ الْمُبْرَمِ ، وَعَمًى عَنِ
الْحَقِّ (١) ، وَاعْتِسَافٍ (٢) مِنَ الْجَوْرِ ، وَامْتِحَاقٍ (٣) مِنَ الدِّينِ ، وَتَلَظٍّ (٤) مِنَ الْحُرُوبِ عَلى حِينِ اصْفِرَارٍ مِنْ رِيَاضِ جَنَّاتِ الدُّنْيَا ، وَيُبْسٍ مِنْ أَغْصَانِهَا ، وَانْتِثَارٍ (٥) مِنْ وَرَقِهَا ، وَيَأْسٍ مِنْ ثَمَرِهَا ، وَاغْوِرَارٍ (٦) مِنْ مَائِهَا ، قَدْ دَرَسَتْ أَعْلَامُ الْهُدى ، وَظَهَرَتْ (٧) أَعْلَامُ الرَّدى (٨) ، فَالدُّنْيَا مُتَجَهِّمَةٌ (٩) فِي وُجُوهِ أَهْلِهَا مُكْفَهِرَّةٌ (١٠) ، مُدْبِرَةٌ (١١) غَيْرُ مُقْبِلَةٍ ، ثَمَرَتُهَا الْفِتْنَةُ ، وَطَعَامُهَا
الْجِيفَةُ ، وَشِعَارُهَا (١) الْخَوْفُ ، وَدِثَارُهَا (٢) السَّيْفُ ، مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ، وَقَدْ أَعْمَتْ عُيُونُ أَهْلِهَا ، وَأَظْلَمَتْ عَلَيْهَا أَيَّامُهَا ، قَدْ قَطَعُوا أَرْحَامَهُمْ ، وَسَفَكُوا دِمَاءَهُمْ ، وَدَفَنُوا فِي التُّرَابِ الْمَوْؤُودَةَ (٣) بَيْنَهُمْ مِنْ أَوْلَادِهِمْ (٤) ، يَجْتَازُ دُونَهُمْ (٥) طِيبُ (٦) الْعَيْشِ وَرَفَاهِيَةُ خُفُوضِ (٧) الدُّنْيَا ، لَايَرْجُونَ مِنَ اللهِ ثَوَاباً ، وَلَا يَخَافُونَ ـ وَاللهِ ـ مِنْهُ عِقَاباً ، حَيُّهُمْ أَعْمى نَجِسٌ (٨) ، وَمَيِّتُهُمْ فِي النَّارِ مُبْلِسٌ (٩) ، فَجَاءَهُمْ (١٠) بِنُسْخَةِ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولى (١١) ، وَتَصْدِيقِ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَتَفْصِيلِ الْحَلَالِ مِنْ رَيْبِ الْحَرَامِ ، ذلِكَ الْقُرْآنُ فَاسْتَنْطِقُوهُ وَلَنْ يَنْطِقَ لَكُمْ ، أُخْبِرُكُمْ عَنْهُ ؛ إِنَّ فِيهِ عِلْمَ مَا مَضى وَعِلْمَ مَا يَأْتِي إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ،
وَحُكْمَ مَا بَيْنَكُمْ ، وَبَيَانَ مَا أَصْبَحْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ، فَلَوْ سَأَلْتُمُونِي عَنْهُ ، لَعَلَّمْتُكُمْ » (١).
١٩٠ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « قَدْ وَلَدَنِي رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم وَأَنَا أَعْلَمُ كِتَابَ (٢) اللهِ ، وَفِيهِ بَدْءُ الْخَلْقِ وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَفِيهِ خَبَرُ السَّمَاءِ وَخَبَرُ الْأَرْضِ ، وَخَبَرُ الْجَنَّةِ وَخَبَرُ النَّارِ ، وَخَبَرُ مَا كَانَ وَخَبَرُ (٣) مَا هُوَ كَائِنٌ ، أَعْلَمُ ذلِكَ كَمَا أَنْظُرُ (٤) إِلى كَفِّي ، إِنَّ اللهَ يَقُولُ : فِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْءٍ (٥) » (٦).
١٩١ / ٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كِتَابُ اللهِ فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ ، وَفَصْلُ مَا بَيْنَكُمْ ، وَنَحْنُ نَعْلَمُهُ » (٧).
٣٧٤ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ (٩) ، عَنِ الْفُضَيْلِ (١٠) بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « الْعِلْمُ عِلْمَانِ : فَعِلْمٌ عِنْدَ اللهِ مَخْزُونٌ لَمْ يُطْلِعْ عَلَيْهِ أَحَداً مِنْ خَلْقِهِ (١١) ؛ وَعِلْمٌ عَلَّمَهُ مَلَائِكَتَهُ وَرُسُلَهُ ، فَمَا عَلَّمَهُ مَلَائِكَتَهُ وَرُسُلَهُ فَإِنَّهُ سَيَكُونُ ؛
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ لِلّهِ عِلْمَيْنِ : عِلْمٌ مَكْنُونٌ مَخْزُونٌ لَايَعْلَمُهُ إِلاَّ هُوَ ، مِنْ ذلِكَ يَكُونُ الْبَدَاءُ ؛ وَعِلْمٌ عَلَّمَهُ مَلَائِكَتَهُ وَرُسُلَهُ وَأَنْبِيَاءَهُ ، فَنَحْنُ نَعْلَمُهُ ». (٢)
٤٤٤ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَرَّارٍ (١) ، قَالَ :
كَتَبَ الْحَسَنُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْمَعْرُوفِيُّ إِلَى الرِّضَا عليهالسلام : (٢) جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَخْبِرْنِي : مَا الْفَرْقُ بَيْنَ الرَّسُولِ وَالنَّبِيِّ وَالْإِمَامِ؟ قَالَ : فَكَتَبَ أَوْ قَالَ : « الْفَرْقُ بَيْنَ الرَّسُولِ وَالنَّبِيِّ وَالْإِمَامِ (٣) أَنَّ الرَّسُولَ : الَّذِي يَنْزِلُ (٤) عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ ، فَيَرَاهُ (٥) ، وَيَسْمَعُ كَلَامَهُ ، وَيَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ ، وَرُبَّمَا رَأى فِي مَنَامِهِ نَحْوَ رُؤْيَا إِبْرَاهِيمَ عليهالسلام. وَالنَّبِيُّ (٦) رُبَّمَا سَمِعَ (٧) الْكَلَامَ ، وَرُبَّمَا رَأَى الشَّخْصَ وَلَمْ يَسْمَعْ. وَالْإِمَامُ هُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلَامَ ، وَلَايَرَى الشَّخْصَ ». (٨)
٤٤٥ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْأَحْوَلِ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام عَنِ الرَّسُولِ وَالنَّبِيِّ وَالْمُحَدَّثِ.
قَالَ : « الرَّسُولُ (١) : الَّذِي يَأْتِيهِ جَبْرَئِيلُ قُبُلاً (٢) ، فَيَرَاهُ ، وَيُكَلِّمُهُ ، فَهذَا (٣) الرَّسُولُ.
وَأَمَّا النَّبِيُّ ، فَهُوَ الَّذِي يَرى فِي مَنَامِهِ نَحْوَ رُؤْيَا إِبْرَاهِيمَ ، وَنَحْوَ مَا كَانَ رَأى رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم مِنْ أَسْبَابِ النُّبُوَّةِ قَبْلَ الْوَحْيِ حَتّى أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ عليهالسلام مِنْ عِنْدِ اللهِ بِالرِّسَالَةِ ، وَكَانَ مُحَمَّدٌ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ حِينَ جُمِعَ لَهُ النُّبُوَّةُ ، وَجَاءَتْهُ الرِّسَالَةُ مِنْ عِنْدِ اللهِ ـ يَجِيئُهُ بِهَا جَبْرَئِيلُ ، وَيُكَلِّمُهُ بِهَا قُبُلاً ، وَمِنَ الْأَنْبِيَاءِ مَنْ جُمِعَ لَهُ النُّبُوَّةُ ، وَيَرى فِي مَنَامِهِ ، وَيَأْتِيهِ الرُّوحُ ، وَيُكَلِّمُهُ ، وَيُحَدِّثُهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ يَرى (٤) فِي الْيَقَظَةِ.
وَأَمَّا الْمُحَدَّثُ ، فَهُوَ الَّذِي يُحَدَّثُ ، فَيَسْمَعُ ، وَلَايُعَايِنُ (٥) ، وَلَايَرى فِي مَنَامِهِ ». (٦)
٤ ـ بَابُ أَنَّ الْحُجَّةَ لَاتَقُومُ لِلّهِ عَلى خَلْقِهِ إِلاَّ بِإِمَامٍ (١)
٤٤٧ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ :
عَنِ الْعَبْدِ الصَّالِحِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْحُجَّةَ لَاتَقُومُ لِلّهِ عَلى خَلْقِهِ إِلاَّ بِإِمَامٍ (٢) حَتّى (٣) يُعْرَفَ (٤) ». (٥)
١١ ـ بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهمالسلام وُلَاةُ أَمْرِ اللهِ وَخَزَنَةُ عِلْمِهِ
٥٠٩ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي زَاهِرٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « نَحْنُ وُلَاةُ (٢) أَمْرِ اللهِ ، وَخَزَنَةُ عِلْمِ اللهِ ، وَعَيْبَةُ (٣) وَحْيِ اللهِ ». (٤)
٥١٠ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ أَبِيهِ أَسْبَاطٍ (٥) ، عَنْ سَوْرَةَ بْنِ كُلَيْبٍ (١) ، قَالَ :
قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « وَاللهِ ، إِنَّا لَخُزَّانُ اللهِ فِي سَمَائِهِ وَأَرْضِهِ ، لَاعَلى ذَهَبٍ ، وَلَا عَلى (٢) فِضَّةٍ ، إِلاَّ (٣) عَلى عِلْمِهِ ». (٤)
٥١١ / ٣. عَلِيُّ بْنُ مُوسى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ رَفَعَهُ (٥) ، عَنْ سَدِيرٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا أَنْتُمْ؟
قَالَ : « نَحْنُ خُزَّانُ عِلْمِ اللهِ ، وَنَحْنُ تَرَاجِمَةُ (٦) وَحْيِ اللهِ ، وَ (٧) نَحْنُ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ عَلى مَنْ دُونَ السَّمَاءِ وَمَنْ فَوْقَ الْأَرْضِ ». (٨)
ـ بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ وَرِثُوا عِلْمَ النَّبِى
وَجَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْأَوْصِيَاءِ عليهمالسلام الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
٦٠١ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُهْتَدِي ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُنْدَبٍ :
أَنَّهُ كَتَبَ إِلَيْهِ الرِّضَا عليهالسلام : « أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم كَانَ أَمِينَ اللهِ فِي (١) خَلْقِهِ ، فَلَمَّا قُبِضَ عليهالسلام كُنَّا ـ أَهْلَ الْبَيْتِ ـ وَرَثَتَهُ ؛ فَنَحْنُ أُمَنَاءُ اللهِ فِي أَرْضِهِ ، عِنْدَنَا عِلْمُ الْبَلَايَا وَالْمَنَايَا (٢) ، وَأَنْسَابُ الْعَرَبِ (٣) ، وَمَوْلِدُ الْإِسْلَامِ (٤) ، وَإِنَّا لَنَعْرِفُ الرَّجُلَ إِذَا رَأَيْنَاهُ بِحَقِيقَةِ الْإِيمَانِ وَحَقِيقَةِ النِّفَاقِ ، وَإِنَّ شِيعَتَنَا لَمَكْتُوبُونَ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ (٥) ، أَخَذَ اللهُ عَلَيْنَا وَعَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ ، يَرِدُونَ مَوْرِدَنَا ، وَيَدْخُلُونَ مَدْخَلَنَا ، لَيْسَ عَلى مِلَّةِ الْإِسْلَامِ غَيْرُنَا وَغَيْرُهُمْ ، نَحْنُ (٦) النُّجَبَاءُ (٧) النُّجَاةُ (٨) ، وَنَحْنُ أَفْرَاطُ (١) الْأَنْبِيَاءِ ، وَنَحْنُ أَبْنَاءُ الْأَوْصِيَاءِ ، وَنَحْنُ الْمَخْصُوصُونَ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَنَحْنُ أَوْلَى النَّاسِ بِكِتَابِ اللهِ ، وَنَحْنُ أَوْلَى النَّاسِ بِرَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢) ، وَنَحْنُ الَّذِينَ شَرَعَ (٣) اللهُ لَنَا دِينَهُ ، فَقَالَ فِي كِتَابِهِ : ( شَرَعَ لَكُمْ ) يَا آلَ مُحَمَّدٍ (٤) ( مِنَ الدِّينِ ما وَصّى بِهِ نُوحاً ) قَدْ وَصَّانَا بِمَا وَصّى بِهِ نُوحاً (٥) ( وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ) يَا مُحَمَّدُ ( وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى ) (٦) ، فَقَدْ عَلَّمَنَا وَبَلَّغَنَا عِلْمَ مَا عَلَّمَنَا (٧) ، وَاسْتَوْدَعَنَا عِلْمَهُمْ ، نَحْنُ (٨) وَرَثَةُ أُولِي الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ( أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ ) يَا آلَ مُحَمَّدٍ (٩) ( وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ) وَكُونُوا عَلى جَمَاعَةٍ ( كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ) : مَنْ أَشْرَكَ بِوَلَايَةِ عَلِيٍّ ( ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ) مِنْ وَلَايَةِ عَلِيٍّ ، إِنَّ اللهَ يَا مُحَمَّدُ (١٠) ( يَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ ) (١١) : مَنْ يُجِيبُكَ إِلى وَلَايَةِ عَلِيٍّ عليهالسلام ». (١٢)
٦٠٣ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ زُرْعَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :
قَالَ (٥) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِنَّ سُلَيْمَانَ وَرِثَ دَاوُدَ ، وَإِنَّ مُحَمَّداً وَرِثَ سُلَيْمَانَ ، وَإِنَّا وَرِثْنَا مُحَمَّداً ، وَإِنَّ عِنْدَنَا (٦) عِلْمَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ (٧) ، وَتِبْيَانَ مَا فِي الْأَلْوَاحِ (٨) ».
قَالَ : قُلْتُ : إِنَّ هذَا لَهُوَ الْعِلْمُ.
قَالَ : « لَيْسَ هذَا هُوَ الْعِلْمَ ؛ إِنَّ الْعِلْمَ : الَّذِي يَحْدُثُ يَوْماً بَعْدَ يَوْمٍ (٩) وَسَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ ». (١
٦٠٤ / ٤. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ شُعَيْب الْحَدَّادِ (١) ، عَنْ ضُرَيْس الْكُنَاسِيِّ ، قَالَ :
كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام وَعِنْدَهُ أَبُو بَصِيرٍ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام (٢) : « إِنَّ دَاوُدَ وَرِثَ (٣) عِلْمَ الْأَنْبِيَاءِ ، وَإِنَّ سُلَيْمَانَ وَرِثَ (٤) دَاوُدَ ، وَإِنَّ مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم وَرِثَ (٥) سُلَيْمَانَ ، وَإِنَّا وَرِثْنَا مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وَإِنَّ عِنْدَنَا صُحُفَ إِبْرَاهِيمَ وَأَلْوَاحَ مُوسى ».
فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ : إِنَّ هذَا لَهُوَ الْعِلْمُ.
فَقَالَ : « يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، لَيْسَ هذَا هُوَ الْعِلْمَ ، إِنَّمَا الْعِلْمُ مَا يَحْدُثُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ يَوْماً بِيَوْمٍ (٦) ، وَسَاعَةً بِسَاعَةٍ (٧) ». (٨)
٦٠٧ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي زَاهِرٍ أَوْ غَيْرِهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ أَخِيهِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ :عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عليهالسلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَخْبِرْنِي عَنِ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وَرِثَ النَّبِيِّينَ كُلَّهُمْ؟ قَالَ : « نَعَمْ ».
قُلْتُ : مِنْ لَدُنْ آدَمَ حَتَّى انْتَهى إِلى نَفْسِهِ؟ قَالَ : « مَا بَعَثَ اللهُ نَبِيّاً إِلاَّ وَمُحَمَّدٌ صلىاللهعليهوآلهوسلم أَعْلَمُ مِنْهُ ».
قَالَ : قُلْتُ (١) : إِنَّ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ كَانَ يُحْيِي الْمَوْتى بِإِذْنِ اللهِ ، قَالَ : « صَدَقْتَ (٢) » ، وَسُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ كَانَ يَفْهَمُ مَنْطِقَ الطَّيْرِ (٣) ، وَ (٤) كَانَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم يَقْدِرُ عَلى هذِهِ الْمَنَازِلِ (٥)؟
قَالَ : فَقَالَ : « إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ قَالَ لِلْهُدْهُدِ حِينَ فَقَدَهُ وَشَكَّ فِي أَمْرِهِ : ( فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ ) حِينَ فَقَدَهُ ، فَغَضِبَ (٦) عَلَيْهِ ، فَقَالَ : ( لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ ) (٧) وَإِنَّمَا غَضِبَ (٨) لِأَنَّهُ كَانَ يَدُلُّهُ عَلَى الْمَاءِ ، فَهذَا ـ وَهُوَ طَائِرٌ ـ قَدْ أُعْطِيَ مَا لَمْ يُعْطَ سُلَيْمَانُ ، وَقَدْ كَانَتِ الرِّيحُ وَالنَّمْلُ وَالْإِنْسُ وَالْجِنُّ (٩) وَالشَّيَاطِينُ الْمَرَدَةُ (١٠) لَهُ طَائِعِينَ ، وَلَمْ يَكُنْ
يَعْرِفُ (١) الْمَاءَ تَحْتَ الْهَوَاءِ ، وَكَانَ (٢) الطَّيْرُ يَعْرِفُهُ ، وَإِنَّ اللهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ : ( وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً ) (٣) ( سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى ) (٤). وَقَدْ وَرِثْنَا نَحْنُ هذَا الْقُرْآنَ الَّذِي فِيهِ (٥) مَا تُسَيَّرُ بِهِ الْجِبَالُ ، وَتُقَطَّعُ (٦) بِهِ الْبُلْدَانُ ، وَتُحْيَا بِهِ الْمَوْتى ، وَنَحْنُ نَعْرِفُ الْمَاءَ تَحْتَ الْهَوَاءِ ، وَإِنَّ فِي كِتَابِ اللهِ لَآيَاتٍ مَا يُرَادُ بِهَا أَمْرٌ إِلاَّ أَنْ يَأْذَنَ اللهُ بِهِ مَعَ مَا قَدْ يَأْذَنُ اللهُ مِمَّا كَتَبَهُ الْمَاضُونَ ، جَعَلَهُ اللهُ لَنَا فِي أُمِّ الْكِتَابِ ؛ إِنَّ اللهَ يَقُولُ : ( وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ ) (٧) ثُمَّ قَالَ : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا ) (٨) فَنَحْنُ الَّذِينَ اصْطَفَانَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَ (٩) أَوْرَثَنَا هذَا الَّذِي فِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْءٍ ». (١٠)
لم يكتفي الرافضة بالحلول فزادوا عليها مذهب الباطنية ثم يقول لي انت مجوسي حسنا
باب علم الائمة المقصد من هذا الباب ان الائمة يعلمون معاني القران ونحن لا نعلمها وايات القران الكريم تقسم الى تشريع وقصص وعظات
التشريع هنا هو محل الحوار واتمنى من محاورنا الاهتمام بهذه النقطة
لماذا لان الكلام عن القصص لو قلنا انه لا يفهمه الا الائمة فهذا كلام غير منطقي فالله مثلا يذكر قصة موسى مع فرعون او مع الخضر او قصة مريم وكلام الله عربي فهل يحتاج عربي لشخص اخر يفهمه معنى القصة طبعا لا ومثله قل في العظات هذه الله هنا يعظ عباده فهل يحتاج المسلم شخصا يشرح له معنى هذه الايات
بقيت مسائل الشرع فالله هنا لما يقول صلوا او زكوا او تصدقوا او حجوا او لا تزنوا او لا تسرقوا هذه كلها احكام فهل يكون له معنى اخر لا نعلمه الا بعد ان يخبرنا به الامام طبعا هذا هو المراد كما هو واضح وهذا القول مستنده هو وإنّ عليّ بن أبي طالب عنده من الظاهر والباطن.
١٨٨ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « مَا مِنْ أَمْرٍ يَخْتَلِفُ فِيهِ اثْنَانِ إِلاَّ وَلَهُ أَصْلٌ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلكِنْ لَاتَبْلُغُهُ عُقُولُ الرِّجَالِ » (١).
١٨٩ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ أَرْسَلَ إِلَيْكُمُ الرَّسُولَ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وَأَنْزَلَ إِلَيْهِ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَأَنْتُمْ أُمِّيُّونَ (٢) عَنِ الْكِتَابِ وَمَنْ أَنْزَلَهُ ، وَعَنِ الرَّسُولِ وَمَنْ أَرْسَلَهُ عَلى (٣) حِينِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ ، وَطُولِ هَجْعَةٍ (٤) مِنَ الْأُمَمِ ، وَانْبِسَاطٍ مِنَ الْجَهْلِ ، وَاعْتِرَاضٍ مِنَ الْفِتْنَةِ ، وَانْتِقَاضٍ مِنَ الْمُبْرَمِ ، وَعَمًى عَنِ
الْحَقِّ (١) ، وَاعْتِسَافٍ (٢) مِنَ الْجَوْرِ ، وَامْتِحَاقٍ (٣) مِنَ الدِّينِ ، وَتَلَظٍّ (٤) مِنَ الْحُرُوبِ عَلى حِينِ اصْفِرَارٍ مِنْ رِيَاضِ جَنَّاتِ الدُّنْيَا ، وَيُبْسٍ مِنْ أَغْصَانِهَا ، وَانْتِثَارٍ (٥) مِنْ وَرَقِهَا ، وَيَأْسٍ مِنْ ثَمَرِهَا ، وَاغْوِرَارٍ (٦) مِنْ مَائِهَا ، قَدْ دَرَسَتْ أَعْلَامُ الْهُدى ، وَظَهَرَتْ (٧) أَعْلَامُ الرَّدى (٨) ، فَالدُّنْيَا مُتَجَهِّمَةٌ (٩) فِي وُجُوهِ أَهْلِهَا مُكْفَهِرَّةٌ (١٠) ، مُدْبِرَةٌ (١١) غَيْرُ مُقْبِلَةٍ ، ثَمَرَتُهَا الْفِتْنَةُ ، وَطَعَامُهَا
الْجِيفَةُ ، وَشِعَارُهَا (١) الْخَوْفُ ، وَدِثَارُهَا (٢) السَّيْفُ ، مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ، وَقَدْ أَعْمَتْ عُيُونُ أَهْلِهَا ، وَأَظْلَمَتْ عَلَيْهَا أَيَّامُهَا ، قَدْ قَطَعُوا أَرْحَامَهُمْ ، وَسَفَكُوا دِمَاءَهُمْ ، وَدَفَنُوا فِي التُّرَابِ الْمَوْؤُودَةَ (٣) بَيْنَهُمْ مِنْ أَوْلَادِهِمْ (٤) ، يَجْتَازُ دُونَهُمْ (٥) طِيبُ (٦) الْعَيْشِ وَرَفَاهِيَةُ خُفُوضِ (٧) الدُّنْيَا ، لَايَرْجُونَ مِنَ اللهِ ثَوَاباً ، وَلَا يَخَافُونَ ـ وَاللهِ ـ مِنْهُ عِقَاباً ، حَيُّهُمْ أَعْمى نَجِسٌ (٨) ، وَمَيِّتُهُمْ فِي النَّارِ مُبْلِسٌ (٩) ، فَجَاءَهُمْ (١٠) بِنُسْخَةِ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولى (١١) ، وَتَصْدِيقِ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَتَفْصِيلِ الْحَلَالِ مِنْ رَيْبِ الْحَرَامِ ، ذلِكَ الْقُرْآنُ فَاسْتَنْطِقُوهُ وَلَنْ يَنْطِقَ لَكُمْ ، أُخْبِرُكُمْ عَنْهُ ؛ إِنَّ فِيهِ عِلْمَ مَا مَضى وَعِلْمَ مَا يَأْتِي إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ،
وَحُكْمَ مَا بَيْنَكُمْ ، وَبَيَانَ مَا أَصْبَحْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ، فَلَوْ سَأَلْتُمُونِي عَنْهُ ، لَعَلَّمْتُكُمْ » (١).
١٩٠ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « قَدْ وَلَدَنِي رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم وَأَنَا أَعْلَمُ كِتَابَ (٢) اللهِ ، وَفِيهِ بَدْءُ الْخَلْقِ وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَفِيهِ خَبَرُ السَّمَاءِ وَخَبَرُ الْأَرْضِ ، وَخَبَرُ الْجَنَّةِ وَخَبَرُ النَّارِ ، وَخَبَرُ مَا كَانَ وَخَبَرُ (٣) مَا هُوَ كَائِنٌ ، أَعْلَمُ ذلِكَ كَمَا أَنْظُرُ (٤) إِلى كَفِّي ، إِنَّ اللهَ يَقُولُ : فِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْءٍ (٥) » (٦).
١٩١ / ٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كِتَابُ اللهِ فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ ، وَفَصْلُ مَا بَيْنَكُمْ ، وَنَحْنُ نَعْلَمُهُ » (٧).
٣٧٤ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ (٩) ، عَنِ الْفُضَيْلِ (١٠) بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « الْعِلْمُ عِلْمَانِ : فَعِلْمٌ عِنْدَ اللهِ مَخْزُونٌ لَمْ يُطْلِعْ عَلَيْهِ أَحَداً مِنْ خَلْقِهِ (١١) ؛ وَعِلْمٌ عَلَّمَهُ مَلَائِكَتَهُ وَرُسُلَهُ ، فَمَا عَلَّمَهُ مَلَائِكَتَهُ وَرُسُلَهُ فَإِنَّهُ سَيَكُونُ ؛
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ لِلّهِ عِلْمَيْنِ : عِلْمٌ مَكْنُونٌ مَخْزُونٌ لَايَعْلَمُهُ إِلاَّ هُوَ ، مِنْ ذلِكَ يَكُونُ الْبَدَاءُ ؛ وَعِلْمٌ عَلَّمَهُ مَلَائِكَتَهُ وَرُسُلَهُ وَأَنْبِيَاءَهُ ، فَنَحْنُ نَعْلَمُهُ ». (٢)
٤٤٤ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَرَّارٍ (١) ، قَالَ :
كَتَبَ الْحَسَنُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْمَعْرُوفِيُّ إِلَى الرِّضَا عليهالسلام : (٢) جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَخْبِرْنِي : مَا الْفَرْقُ بَيْنَ الرَّسُولِ وَالنَّبِيِّ وَالْإِمَامِ؟ قَالَ : فَكَتَبَ أَوْ قَالَ : « الْفَرْقُ بَيْنَ الرَّسُولِ وَالنَّبِيِّ وَالْإِمَامِ (٣) أَنَّ الرَّسُولَ : الَّذِي يَنْزِلُ (٤) عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ ، فَيَرَاهُ (٥) ، وَيَسْمَعُ كَلَامَهُ ، وَيَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ ، وَرُبَّمَا رَأى فِي مَنَامِهِ نَحْوَ رُؤْيَا إِبْرَاهِيمَ عليهالسلام. وَالنَّبِيُّ (٦) رُبَّمَا سَمِعَ (٧) الْكَلَامَ ، وَرُبَّمَا رَأَى الشَّخْصَ وَلَمْ يَسْمَعْ. وَالْإِمَامُ هُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلَامَ ، وَلَايَرَى الشَّخْصَ ». (٨)
٤٤٥ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْأَحْوَلِ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام عَنِ الرَّسُولِ وَالنَّبِيِّ وَالْمُحَدَّثِ.
قَالَ : « الرَّسُولُ (١) : الَّذِي يَأْتِيهِ جَبْرَئِيلُ قُبُلاً (٢) ، فَيَرَاهُ ، وَيُكَلِّمُهُ ، فَهذَا (٣) الرَّسُولُ.
وَأَمَّا النَّبِيُّ ، فَهُوَ الَّذِي يَرى فِي مَنَامِهِ نَحْوَ رُؤْيَا إِبْرَاهِيمَ ، وَنَحْوَ مَا كَانَ رَأى رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم مِنْ أَسْبَابِ النُّبُوَّةِ قَبْلَ الْوَحْيِ حَتّى أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ عليهالسلام مِنْ عِنْدِ اللهِ بِالرِّسَالَةِ ، وَكَانَ مُحَمَّدٌ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ حِينَ جُمِعَ لَهُ النُّبُوَّةُ ، وَجَاءَتْهُ الرِّسَالَةُ مِنْ عِنْدِ اللهِ ـ يَجِيئُهُ بِهَا جَبْرَئِيلُ ، وَيُكَلِّمُهُ بِهَا قُبُلاً ، وَمِنَ الْأَنْبِيَاءِ مَنْ جُمِعَ لَهُ النُّبُوَّةُ ، وَيَرى فِي مَنَامِهِ ، وَيَأْتِيهِ الرُّوحُ ، وَيُكَلِّمُهُ ، وَيُحَدِّثُهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ يَرى (٤) فِي الْيَقَظَةِ.
وَأَمَّا الْمُحَدَّثُ ، فَهُوَ الَّذِي يُحَدَّثُ ، فَيَسْمَعُ ، وَلَايُعَايِنُ (٥) ، وَلَايَرى فِي مَنَامِهِ ». (٦)
٤ ـ بَابُ أَنَّ الْحُجَّةَ لَاتَقُومُ لِلّهِ عَلى خَلْقِهِ إِلاَّ بِإِمَامٍ (١)
٤٤٧ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ :
عَنِ الْعَبْدِ الصَّالِحِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْحُجَّةَ لَاتَقُومُ لِلّهِ عَلى خَلْقِهِ إِلاَّ بِإِمَامٍ (٢) حَتّى (٣) يُعْرَفَ (٤) ». (٥)
١١ ـ بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهمالسلام وُلَاةُ أَمْرِ اللهِ وَخَزَنَةُ عِلْمِهِ
٥٠٩ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي زَاهِرٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « نَحْنُ وُلَاةُ (٢) أَمْرِ اللهِ ، وَخَزَنَةُ عِلْمِ اللهِ ، وَعَيْبَةُ (٣) وَحْيِ اللهِ ». (٤)
٥١٠ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ أَبِيهِ أَسْبَاطٍ (٥) ، عَنْ سَوْرَةَ بْنِ كُلَيْبٍ (١) ، قَالَ :
قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « وَاللهِ ، إِنَّا لَخُزَّانُ اللهِ فِي سَمَائِهِ وَأَرْضِهِ ، لَاعَلى ذَهَبٍ ، وَلَا عَلى (٢) فِضَّةٍ ، إِلاَّ (٣) عَلى عِلْمِهِ ». (٤)
٥١١ / ٣. عَلِيُّ بْنُ مُوسى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ رَفَعَهُ (٥) ، عَنْ سَدِيرٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا أَنْتُمْ؟
قَالَ : « نَحْنُ خُزَّانُ عِلْمِ اللهِ ، وَنَحْنُ تَرَاجِمَةُ (٦) وَحْيِ اللهِ ، وَ (٧) نَحْنُ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ عَلى مَنْ دُونَ السَّمَاءِ وَمَنْ فَوْقَ الْأَرْضِ ». (٨)
ـ بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ وَرِثُوا عِلْمَ النَّبِى
وَجَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْأَوْصِيَاءِ عليهمالسلام الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
٦٠١ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُهْتَدِي ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُنْدَبٍ :
أَنَّهُ كَتَبَ إِلَيْهِ الرِّضَا عليهالسلام : « أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم كَانَ أَمِينَ اللهِ فِي (١) خَلْقِهِ ، فَلَمَّا قُبِضَ عليهالسلام كُنَّا ـ أَهْلَ الْبَيْتِ ـ وَرَثَتَهُ ؛ فَنَحْنُ أُمَنَاءُ اللهِ فِي أَرْضِهِ ، عِنْدَنَا عِلْمُ الْبَلَايَا وَالْمَنَايَا (٢) ، وَأَنْسَابُ الْعَرَبِ (٣) ، وَمَوْلِدُ الْإِسْلَامِ (٤) ، وَإِنَّا لَنَعْرِفُ الرَّجُلَ إِذَا رَأَيْنَاهُ بِحَقِيقَةِ الْإِيمَانِ وَحَقِيقَةِ النِّفَاقِ ، وَإِنَّ شِيعَتَنَا لَمَكْتُوبُونَ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ (٥) ، أَخَذَ اللهُ عَلَيْنَا وَعَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ ، يَرِدُونَ مَوْرِدَنَا ، وَيَدْخُلُونَ مَدْخَلَنَا ، لَيْسَ عَلى مِلَّةِ الْإِسْلَامِ غَيْرُنَا وَغَيْرُهُمْ ، نَحْنُ (٦) النُّجَبَاءُ (٧) النُّجَاةُ (٨) ، وَنَحْنُ أَفْرَاطُ (١) الْأَنْبِيَاءِ ، وَنَحْنُ أَبْنَاءُ الْأَوْصِيَاءِ ، وَنَحْنُ الْمَخْصُوصُونَ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَنَحْنُ أَوْلَى النَّاسِ بِكِتَابِ اللهِ ، وَنَحْنُ أَوْلَى النَّاسِ بِرَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢) ، وَنَحْنُ الَّذِينَ شَرَعَ (٣) اللهُ لَنَا دِينَهُ ، فَقَالَ فِي كِتَابِهِ : ( شَرَعَ لَكُمْ ) يَا آلَ مُحَمَّدٍ (٤) ( مِنَ الدِّينِ ما وَصّى بِهِ نُوحاً ) قَدْ وَصَّانَا بِمَا وَصّى بِهِ نُوحاً (٥) ( وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ) يَا مُحَمَّدُ ( وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى ) (٦) ، فَقَدْ عَلَّمَنَا وَبَلَّغَنَا عِلْمَ مَا عَلَّمَنَا (٧) ، وَاسْتَوْدَعَنَا عِلْمَهُمْ ، نَحْنُ (٨) وَرَثَةُ أُولِي الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ( أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ ) يَا آلَ مُحَمَّدٍ (٩) ( وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ) وَكُونُوا عَلى جَمَاعَةٍ ( كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ) : مَنْ أَشْرَكَ بِوَلَايَةِ عَلِيٍّ ( ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ) مِنْ وَلَايَةِ عَلِيٍّ ، إِنَّ اللهَ يَا مُحَمَّدُ (١٠) ( يَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ ) (١١) : مَنْ يُجِيبُكَ إِلى وَلَايَةِ عَلِيٍّ عليهالسلام ». (١٢)
٦٠٣ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ زُرْعَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :
قَالَ (٥) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِنَّ سُلَيْمَانَ وَرِثَ دَاوُدَ ، وَإِنَّ مُحَمَّداً وَرِثَ سُلَيْمَانَ ، وَإِنَّا وَرِثْنَا مُحَمَّداً ، وَإِنَّ عِنْدَنَا (٦) عِلْمَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ (٧) ، وَتِبْيَانَ مَا فِي الْأَلْوَاحِ (٨) ».
قَالَ : قُلْتُ : إِنَّ هذَا لَهُوَ الْعِلْمُ.
قَالَ : « لَيْسَ هذَا هُوَ الْعِلْمَ ؛ إِنَّ الْعِلْمَ : الَّذِي يَحْدُثُ يَوْماً بَعْدَ يَوْمٍ (٩) وَسَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ ». (١
٦٠٤ / ٤. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ شُعَيْب الْحَدَّادِ (١) ، عَنْ ضُرَيْس الْكُنَاسِيِّ ، قَالَ :
كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام وَعِنْدَهُ أَبُو بَصِيرٍ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام (٢) : « إِنَّ دَاوُدَ وَرِثَ (٣) عِلْمَ الْأَنْبِيَاءِ ، وَإِنَّ سُلَيْمَانَ وَرِثَ (٤) دَاوُدَ ، وَإِنَّ مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم وَرِثَ (٥) سُلَيْمَانَ ، وَإِنَّا وَرِثْنَا مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وَإِنَّ عِنْدَنَا صُحُفَ إِبْرَاهِيمَ وَأَلْوَاحَ مُوسى ».
فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ : إِنَّ هذَا لَهُوَ الْعِلْمُ.
فَقَالَ : « يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، لَيْسَ هذَا هُوَ الْعِلْمَ ، إِنَّمَا الْعِلْمُ مَا يَحْدُثُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ يَوْماً بِيَوْمٍ (٦) ، وَسَاعَةً بِسَاعَةٍ (٧) ». (٨)
٦٠٧ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي زَاهِرٍ أَوْ غَيْرِهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ أَخِيهِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ :عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عليهالسلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَخْبِرْنِي عَنِ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وَرِثَ النَّبِيِّينَ كُلَّهُمْ؟ قَالَ : « نَعَمْ ».
قُلْتُ : مِنْ لَدُنْ آدَمَ حَتَّى انْتَهى إِلى نَفْسِهِ؟ قَالَ : « مَا بَعَثَ اللهُ نَبِيّاً إِلاَّ وَمُحَمَّدٌ صلىاللهعليهوآلهوسلم أَعْلَمُ مِنْهُ ».
قَالَ : قُلْتُ (١) : إِنَّ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ كَانَ يُحْيِي الْمَوْتى بِإِذْنِ اللهِ ، قَالَ : « صَدَقْتَ (٢) » ، وَسُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ كَانَ يَفْهَمُ مَنْطِقَ الطَّيْرِ (٣) ، وَ (٤) كَانَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم يَقْدِرُ عَلى هذِهِ الْمَنَازِلِ (٥)؟
قَالَ : فَقَالَ : « إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ قَالَ لِلْهُدْهُدِ حِينَ فَقَدَهُ وَشَكَّ فِي أَمْرِهِ : ( فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ ) حِينَ فَقَدَهُ ، فَغَضِبَ (٦) عَلَيْهِ ، فَقَالَ : ( لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ ) (٧) وَإِنَّمَا غَضِبَ (٨) لِأَنَّهُ كَانَ يَدُلُّهُ عَلَى الْمَاءِ ، فَهذَا ـ وَهُوَ طَائِرٌ ـ قَدْ أُعْطِيَ مَا لَمْ يُعْطَ سُلَيْمَانُ ، وَقَدْ كَانَتِ الرِّيحُ وَالنَّمْلُ وَالْإِنْسُ وَالْجِنُّ (٩) وَالشَّيَاطِينُ الْمَرَدَةُ (١٠) لَهُ طَائِعِينَ ، وَلَمْ يَكُنْ
يَعْرِفُ (١) الْمَاءَ تَحْتَ الْهَوَاءِ ، وَكَانَ (٢) الطَّيْرُ يَعْرِفُهُ ، وَإِنَّ اللهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ : ( وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً ) (٣) ( سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى ) (٤). وَقَدْ وَرِثْنَا نَحْنُ هذَا الْقُرْآنَ الَّذِي فِيهِ (٥) مَا تُسَيَّرُ بِهِ الْجِبَالُ ، وَتُقَطَّعُ (٦) بِهِ الْبُلْدَانُ ، وَتُحْيَا بِهِ الْمَوْتى ، وَنَحْنُ نَعْرِفُ الْمَاءَ تَحْتَ الْهَوَاءِ ، وَإِنَّ فِي كِتَابِ اللهِ لَآيَاتٍ مَا يُرَادُ بِهَا أَمْرٌ إِلاَّ أَنْ يَأْذَنَ اللهُ بِهِ مَعَ مَا قَدْ يَأْذَنُ اللهُ مِمَّا كَتَبَهُ الْمَاضُونَ ، جَعَلَهُ اللهُ لَنَا فِي أُمِّ الْكِتَابِ ؛ إِنَّ اللهَ يَقُولُ : ( وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ ) (٧) ثُمَّ قَالَ : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا ) (٨) فَنَحْنُ الَّذِينَ اصْطَفَانَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَ (٩) أَوْرَثَنَا هذَا الَّذِي فِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْءٍ ». (١٠)
تعليق