ذكر منزلة علي بن أبي طالب رضي الله عنه من الله عز و جل
11-أخبرنا قتيبة بن سعيد ( البلخي )[1] و هشام بن عمار ، قالا : حدثنا حاتم ، عن بكير بن مسمار ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، ( عن أبيه )[2] قال : أمر معاوية سعداً فقال : ما منعك[3] أن تَسُبًّ أبا تراب ؟! فقال : أما ما ذكرتُ ثلاثاً قالهن رسول الله (ص) فلن أسبًّهُ ، لأن تكون لي واحدة منها[4] ، أحب إليًّ من حُمر النِّعم .
سمعت رسول الله (ص) يقول له و قد خلًّفًهُ في بعض مغازيه ، فقال له علي : يا رسول الله ، تُخَلِّفُني مع النساء و الصبيان ؟ فقال له رسول الله (ص) : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبوة بعدي " .
و سمعته يقول يوم خيبر : " لأعطين الراية غداً [5] رجلاً يُحبُّ اللهَ و رسولَهُ ، و يُحبُّهُ اللهُ و رسولُه " فتطاولنا لها ، فقال : " ادعوا لي علياً " فأًتي به أرمد ، فبصق في عينيه ، و دفع الراية إليه .
و لما نزلت ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا ) دعا رسول الله (ص) علياً و فاطمة و حسناً و حسيناً ، فقال : " اللهم – يعني هؤلاء- أهلي "[6] ، الإسناد[7] .
13-أخبرنا زكريا بن يحيى ( السجستلني )[8] قال : حدثنا نصر بن علي ، قال : أخبرنا عبدالله بن داود ، عن عبدالواحد بن أيمن ، عن أبيه ، أن سعداً قال : قال رسول الله (ص) : " لأدفعَنًّ الرايةَ غداً إلى رجلٍ يُحبُّ اللهَ و رسولَهُ ، و يُحبُّهُ اللهُ و رسولُهُ ، يفتحُ اللهُ على يَدَيْهِ " فاستشرف لها أصحابه ، فدفعها إلى عليّ [9].
15-أخبرنا محمد بن علي بن حرب المروزي ، قال : أخبرنا معاذ بن خالد ، قال : أخبرنا الحسين بن واقد ، عن عبدالله بن بُريدة ، قال : سمعت أبي بريدة[10] يقول : حاصَرنا خيبر ، فأخذ اللواء أبي بكر ، و لم يُفتح له ، و أصاب الناس ، يومئذٍ شدة و جهد ، فقال رسول الله (ص) : " إني دافعٌ لوائي غداً إلى رجُلٍ يُحبُّ الله و رسولَهُ ، و يُحِبّه الله ُ و رسولُهٌ ، لا يرجع حتى يُفتحَ له " .
و بتنا طيبةً أنفسنا أن الفتح غداً ، فلما أصبح رسول الله (ص) صلى الغداة ، ثم قام قائماً ، و دعا باللواء ، و الناس على مصافهم[11] ، فما منا إنسان له منزلة عند رسول الله (ص) إلا و هو يرجو أن يكون صاحب اللواء ، فدعا علي بن أبي طالب ، وهو أرمد ، فتفل في عينيه ، و مسح عنه[12] ، و دفع إليه اللواء ، و فتح الله له .
قال[13] : و أنا فيمن تطاول لها[14] .
17-أخبر قُتيبة بن سعيد قال : حدثنا يعقوب ، عن أبي حازم ، قال : أخبرني سهل بن سعد ، أن رسول الله (ص) قال يوم خيبر : " لأُعْطِْيَنًّ هذه الراية غداً رجلاً يفتحُ اللهُ عليه ، يُحِبُّ اللهَ و رسولَهُ ، و يُحبُّهُ اللهُ و رسولُهُ " فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله (ص) كلهم يرجو أن يُعطى ، فقال : " أينَ عليّ بن أبي طالب ؟ " فقالوا : يا رسول الله يشتكي عينيه .
قال : " فأرسلو إليه " . فأتي به ، فبصقَ رسول الله (ص) في عينيه ، و دعا له ، فبرأ كأن لم يكن به وجع ، فأعطاهُ الراية ، فقال عليُّ : " يا رسول الله أُقاتِلُهُم حتى يكونوا مثلنا ؟ قال : " انفُذْ على رسْلِكَ حتى تنزِلَ بساحتِهم ، ثم ادعُهم إلى الإسلام ، و أخبرهم بما يجبُ عليهم من حق الله ، فوالله لأن يهدي اللهُُ بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من أن تكونَ لك حُمر النعم "[15] .
ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين بخبر أبي هريرة فيه[16]
18-أخبرنا أحمد بن سليمان ، قال : حدثنا يعلى بن عُبيْد ، قال : حدثنا يزيد بن كيسان / عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص) : " لأدفعَنَّ الرايةَ إلى رجُلًٍ يُحِبُّ اللهَ و رسولَهُ ، و يُحِبُّهُ اللهُ و رسولُهُ " . فتطاول القوم ، فقال : " أين علي ؟ " فقالوا : يشتكي عينيه ، قال : فبصق نبي الله (ص) في كفَّيْهِ ، و مسَحَ بها عَيْني علي ، و دفع إليه الراية ، ففتح اللهُ على يديه[17] .
19-أخبرنا قُتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا يعقوب ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة أن رسول الله (ص) قال يوم خيبر : " لأُعطِيَنَّ هذه الراية رجلاً يُحِبُّ اللهَ و رسولَهُ ، و يُحِبُّهُ اللهُ و رسولُهُ ، و يفتحُ اللهُ عليه " .
قال عمر بن الخطاب : ما أحببتُ الإمارة إلا يومئٍذ .
فدع رسول الله (ص) عليَّ بن أبي طالب ، فأعطاه إياها ، و قال : " امشِ و لا تَلْتَفِتْ حتى يفتحَ اللهُ عليك " . فسار عليٌّ ثم وقف – ثم ذكر قُتيبة كلمة معناها - : فصرخ يا رسول الله (ص) علام أقاتل الناس ؟[18] قال : " قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، و أني رسولُ الله ، فإذا فعلوا ذلك ، فقد منعوا مني دماءهم و أموالهم إلا بحقها ، و حسابهم على الله ( عز و جل )[19] " . الإسناد[20] .
20-أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا جرير ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص) : " لأُعطيَنَّ الرايةَ غداً رجلاً يُحٍبُّ اللهَ و رسولَهُ ، يُفتح عليه " .
قال عمر : فما أحببت الإمارة قط إلا يومئذ . قال : فاشرأَبَّ لها[21] . فدعا علياً ، فبعثه ، ثم قال : " اذهب فقاتل حتى يفتح الله عليك ، و لا تَلْتَفِتْ " .
قال : فمشى ما شاء اللهُ ثم وقفَ ، فلم يلتفتْ ، فقال : علام أُقاتل[22] الناس ؟
قال : " قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، و أن محمداً رسول الله ، فإذا فَعَلُوا ذلك ، فقد منعُوا دماءَهم و أموالَهُم إلا بحقها و حسابهم على الله (عز و جل )[23] " . الإسناد[24] .
21-أخبرنا محمد بن عبدالله بن المبارك ، قال : حدثنا أبو هشام ، قال : حدثنا وُهيب ، قال : حدثنا سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص) : " لأدفعنَّ الرايةَ إلى رجُلٍ يُحٍبُّهً اللهً و رسولُهُ [25] ، و يفتح اللهُ عليه " .
قال عمر : فما أحببتُ الإمارةَ قط قبل يومئذ . فدفعها إلى عليّ ، فقال : " قاتِلْ و لا تَلْتَفِتْ " .
فسار قريباً ، فقال : يا رسول الله ، علام أُقاتِلُ الناس ؟
قال : " على أن يشهدوا أن لا إله إلا الله ، و أن محمداً رسولُ الله ، فإذا فعلوا (ذلك)[26] عصموا دماءَهم و أموالَهُم منّي إلا بحقّها و حسابهم على الله "[27] .
ذكر خبر عمران بن حصين في ذلك
22-أخبرنا العباس بن عبدالعظيم العنبري ، قال : أخبرنا عمر بن عبدالوهاب ، قال : حدثنا معتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن منصور ، عن ربعي ، عن عمران بن حُصين ، أن النبي (ص) قال : " لأعطينَّ الرايةَ رجلاً يُحٍبُّ اللهَ و رسولَهُ – أو قال :- يحبه الله و رسوله " . فدعا علياً ، وهو أرمد ، ففتح الله على يديه[28] .
--------------------------------
[1] زيادة من "ط" .
[2] زيادة من "ط" .
[3] في "ط" : ما يمنعك .
[4] في "ط" : منهن .
[5] زيادة من "ط" .
[6] في "ط" : " اللهم هؤلاء أهل بيتي " . و زاد الحاكم و غيره : " قال – أي سعد- : فلا والله ما ذكره معاوية بحرف حتى خرج من المدينة " .
[7] إسناده صحيح ، أخرجه مسلم (2404) و أحمد (1/185) و الترمذي (3724) و الحاكم (3/108) و البيهقي (7/63) و ابن أبي عاصم في " السنة" (2/894/1371) جوابرة- و الخوارزمي في "المناقب" (115) . من طريقتين ، حاتم بن إسماعيل ، عن بكيربن مسمار به . و أبوبكر الحنفي ، عن بكير به . و وقع عند الخوارزمي في " المناقب" : بكير بن عمار و هو تصحيف و قال الحاكم :" صحيح على شرط الشيخين " . فتعقبه الذهبي بقوله : " صحيح على شرط مسلم فقط " ، وهو كما قال .
[8] زيادة من "ط" .
[9] إسناده صحيح .
[10] في "م" : أبا بردة ، و المثبت في "ط" و هو الصواب .
[11] في "المطبوعة" : و رمى اللواء ، و الناس على أفصافهم !! و هو تصحيف .
[12] في "المطبوعة" : و مسح عينيه .
[13] القائل : بريدة .
[14] إسناده صحيح .
[15] أخرجه البخاري (2942) و مسلم (3661) و أحمد في " المسند" (5/333) و في " فضائل الصحابة" (1037) و أبو نعيم في " حلية الأولياء " (1/ 62) و البغوي في "شرح السنة" (14/111) و الطبراني في " المعجم الكبير" (6/167/ 5877) و البيهقي في " دلائل النبوة " ( 14/205) و ابن المؤيد الخراساني في " فرائد السمطين في فضائل المرتضى و البتول و السبطين " ( 1/253) و غيرهم .
من طريق : يعقوب بن عبدالرحمن الزهري به .
قلت : و في هذا الحديث العظيم فوائد عظيمة ، منها :
1-أن تألّف الكافر و دعوته إلى الإسلام ، أولى من المبادرة إلى قتله .
2-أن النبي(ص) كانت الدعوة همّه حتى و هو يقاتل أهل الكفر ، و هذا من رحمته (ص) بالناس .
3-فضل و عظم أجر الداعية إلى الله ، حيث أنها تعدِلُ ( حُمر النّعم ) أي الإبل المحمودة ، و هذا مثل تطلقه العرب إذا أرادت تعظيم الشيء .
4-أن جهاد الدعوة مقدم على جهاد السيف ، و هذا معلوم من سيرة النبي (ص) .
5-و أساس هذه الفوائد و أسها ، فضيلة و مكانة أمير المؤمنين و إمام المتقين علي بن أبي طالب عليه السلام و شهادة النبي (ص) أن الله و رسوله يحبانه و أنه يحبهما .
و في هذا ردٌ على النواصب و الخوارج الذين كفروه و أبغضوه ، فعليهم من الله ما يستحقون .
[16] في "ط" :" ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر أبي هريرة رضي الله عنه في ذلك " .
[17] إسناده صحيح ، رجاله ثقات .
[18] كذا في "ط" و في "م" : " فسار عليٌّ ثم توقف – يعني- فصرخ :... " .
[19] ما بين المعقوفتين زيادة من "ط" .
[20] أخرجه مسلم (2405) و أحمد في "المسند" (2/384 – 385 ) و في " الفضائل " (1030 ) و الطيالسي برقم ( 2441) و ابن أبي عاصم في " السنة" (2/914/1411) و القطيعي في زوائده على "الفضائل " (1122) و ابن حبان (15/379 – 380-6934) و البيهقي في "الدلائل" (4/206) . من طرق عن سهيل به .
[21] في " المطبوعة " : فاستشرفتُ لها .
[22] في " المطبوعة" : نقاتل .
[23] زيادة من "ط" .
[24] إسناده صحيح ، و هو طريق أخرى للحديث الذي قبله .
[25] في "ط" : " يحب الله و رسوله ، و يحبه الله و رسوله " .
[26] زيادة من "ط" .
[27] طريق أخرى ، و إسناده صحيح .
[28] إسناده صحيح .
11-أخبرنا قتيبة بن سعيد ( البلخي )[1] و هشام بن عمار ، قالا : حدثنا حاتم ، عن بكير بن مسمار ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، ( عن أبيه )[2] قال : أمر معاوية سعداً فقال : ما منعك[3] أن تَسُبًّ أبا تراب ؟! فقال : أما ما ذكرتُ ثلاثاً قالهن رسول الله (ص) فلن أسبًّهُ ، لأن تكون لي واحدة منها[4] ، أحب إليًّ من حُمر النِّعم .
سمعت رسول الله (ص) يقول له و قد خلًّفًهُ في بعض مغازيه ، فقال له علي : يا رسول الله ، تُخَلِّفُني مع النساء و الصبيان ؟ فقال له رسول الله (ص) : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبوة بعدي " .
و سمعته يقول يوم خيبر : " لأعطين الراية غداً [5] رجلاً يُحبُّ اللهَ و رسولَهُ ، و يُحبُّهُ اللهُ و رسولُه " فتطاولنا لها ، فقال : " ادعوا لي علياً " فأًتي به أرمد ، فبصق في عينيه ، و دفع الراية إليه .
و لما نزلت ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا ) دعا رسول الله (ص) علياً و فاطمة و حسناً و حسيناً ، فقال : " اللهم – يعني هؤلاء- أهلي "[6] ، الإسناد[7] .
13-أخبرنا زكريا بن يحيى ( السجستلني )[8] قال : حدثنا نصر بن علي ، قال : أخبرنا عبدالله بن داود ، عن عبدالواحد بن أيمن ، عن أبيه ، أن سعداً قال : قال رسول الله (ص) : " لأدفعَنًّ الرايةَ غداً إلى رجلٍ يُحبُّ اللهَ و رسولَهُ ، و يُحبُّهُ اللهُ و رسولُهُ ، يفتحُ اللهُ على يَدَيْهِ " فاستشرف لها أصحابه ، فدفعها إلى عليّ [9].
15-أخبرنا محمد بن علي بن حرب المروزي ، قال : أخبرنا معاذ بن خالد ، قال : أخبرنا الحسين بن واقد ، عن عبدالله بن بُريدة ، قال : سمعت أبي بريدة[10] يقول : حاصَرنا خيبر ، فأخذ اللواء أبي بكر ، و لم يُفتح له ، و أصاب الناس ، يومئذٍ شدة و جهد ، فقال رسول الله (ص) : " إني دافعٌ لوائي غداً إلى رجُلٍ يُحبُّ الله و رسولَهُ ، و يُحِبّه الله ُ و رسولُهٌ ، لا يرجع حتى يُفتحَ له " .
و بتنا طيبةً أنفسنا أن الفتح غداً ، فلما أصبح رسول الله (ص) صلى الغداة ، ثم قام قائماً ، و دعا باللواء ، و الناس على مصافهم[11] ، فما منا إنسان له منزلة عند رسول الله (ص) إلا و هو يرجو أن يكون صاحب اللواء ، فدعا علي بن أبي طالب ، وهو أرمد ، فتفل في عينيه ، و مسح عنه[12] ، و دفع إليه اللواء ، و فتح الله له .
قال[13] : و أنا فيمن تطاول لها[14] .
17-أخبر قُتيبة بن سعيد قال : حدثنا يعقوب ، عن أبي حازم ، قال : أخبرني سهل بن سعد ، أن رسول الله (ص) قال يوم خيبر : " لأُعْطِْيَنًّ هذه الراية غداً رجلاً يفتحُ اللهُ عليه ، يُحِبُّ اللهَ و رسولَهُ ، و يُحبُّهُ اللهُ و رسولُهُ " فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله (ص) كلهم يرجو أن يُعطى ، فقال : " أينَ عليّ بن أبي طالب ؟ " فقالوا : يا رسول الله يشتكي عينيه .
قال : " فأرسلو إليه " . فأتي به ، فبصقَ رسول الله (ص) في عينيه ، و دعا له ، فبرأ كأن لم يكن به وجع ، فأعطاهُ الراية ، فقال عليُّ : " يا رسول الله أُقاتِلُهُم حتى يكونوا مثلنا ؟ قال : " انفُذْ على رسْلِكَ حتى تنزِلَ بساحتِهم ، ثم ادعُهم إلى الإسلام ، و أخبرهم بما يجبُ عليهم من حق الله ، فوالله لأن يهدي اللهُُ بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من أن تكونَ لك حُمر النعم "[15] .
ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين بخبر أبي هريرة فيه[16]
18-أخبرنا أحمد بن سليمان ، قال : حدثنا يعلى بن عُبيْد ، قال : حدثنا يزيد بن كيسان / عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص) : " لأدفعَنَّ الرايةَ إلى رجُلًٍ يُحِبُّ اللهَ و رسولَهُ ، و يُحِبُّهُ اللهُ و رسولُهُ " . فتطاول القوم ، فقال : " أين علي ؟ " فقالوا : يشتكي عينيه ، قال : فبصق نبي الله (ص) في كفَّيْهِ ، و مسَحَ بها عَيْني علي ، و دفع إليه الراية ، ففتح اللهُ على يديه[17] .
19-أخبرنا قُتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا يعقوب ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة أن رسول الله (ص) قال يوم خيبر : " لأُعطِيَنَّ هذه الراية رجلاً يُحِبُّ اللهَ و رسولَهُ ، و يُحِبُّهُ اللهُ و رسولُهُ ، و يفتحُ اللهُ عليه " .
قال عمر بن الخطاب : ما أحببتُ الإمارة إلا يومئٍذ .
فدع رسول الله (ص) عليَّ بن أبي طالب ، فأعطاه إياها ، و قال : " امشِ و لا تَلْتَفِتْ حتى يفتحَ اللهُ عليك " . فسار عليٌّ ثم وقف – ثم ذكر قُتيبة كلمة معناها - : فصرخ يا رسول الله (ص) علام أقاتل الناس ؟[18] قال : " قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، و أني رسولُ الله ، فإذا فعلوا ذلك ، فقد منعوا مني دماءهم و أموالهم إلا بحقها ، و حسابهم على الله ( عز و جل )[19] " . الإسناد[20] .
20-أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا جرير ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص) : " لأُعطيَنَّ الرايةَ غداً رجلاً يُحٍبُّ اللهَ و رسولَهُ ، يُفتح عليه " .
قال عمر : فما أحببت الإمارة قط إلا يومئذ . قال : فاشرأَبَّ لها[21] . فدعا علياً ، فبعثه ، ثم قال : " اذهب فقاتل حتى يفتح الله عليك ، و لا تَلْتَفِتْ " .
قال : فمشى ما شاء اللهُ ثم وقفَ ، فلم يلتفتْ ، فقال : علام أُقاتل[22] الناس ؟
قال : " قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، و أن محمداً رسول الله ، فإذا فَعَلُوا ذلك ، فقد منعُوا دماءَهم و أموالَهُم إلا بحقها و حسابهم على الله (عز و جل )[23] " . الإسناد[24] .
21-أخبرنا محمد بن عبدالله بن المبارك ، قال : حدثنا أبو هشام ، قال : حدثنا وُهيب ، قال : حدثنا سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص) : " لأدفعنَّ الرايةَ إلى رجُلٍ يُحٍبُّهً اللهً و رسولُهُ [25] ، و يفتح اللهُ عليه " .
قال عمر : فما أحببتُ الإمارةَ قط قبل يومئذ . فدفعها إلى عليّ ، فقال : " قاتِلْ و لا تَلْتَفِتْ " .
فسار قريباً ، فقال : يا رسول الله ، علام أُقاتِلُ الناس ؟
قال : " على أن يشهدوا أن لا إله إلا الله ، و أن محمداً رسولُ الله ، فإذا فعلوا (ذلك)[26] عصموا دماءَهم و أموالَهُم منّي إلا بحقّها و حسابهم على الله "[27] .
ذكر خبر عمران بن حصين في ذلك
22-أخبرنا العباس بن عبدالعظيم العنبري ، قال : أخبرنا عمر بن عبدالوهاب ، قال : حدثنا معتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن منصور ، عن ربعي ، عن عمران بن حُصين ، أن النبي (ص) قال : " لأعطينَّ الرايةَ رجلاً يُحٍبُّ اللهَ و رسولَهُ – أو قال :- يحبه الله و رسوله " . فدعا علياً ، وهو أرمد ، ففتح الله على يديه[28] .
--------------------------------
[1] زيادة من "ط" .
[2] زيادة من "ط" .
[3] في "ط" : ما يمنعك .
[4] في "ط" : منهن .
[5] زيادة من "ط" .
[6] في "ط" : " اللهم هؤلاء أهل بيتي " . و زاد الحاكم و غيره : " قال – أي سعد- : فلا والله ما ذكره معاوية بحرف حتى خرج من المدينة " .
[7] إسناده صحيح ، أخرجه مسلم (2404) و أحمد (1/185) و الترمذي (3724) و الحاكم (3/108) و البيهقي (7/63) و ابن أبي عاصم في " السنة" (2/894/1371) جوابرة- و الخوارزمي في "المناقب" (115) . من طريقتين ، حاتم بن إسماعيل ، عن بكيربن مسمار به . و أبوبكر الحنفي ، عن بكير به . و وقع عند الخوارزمي في " المناقب" : بكير بن عمار و هو تصحيف و قال الحاكم :" صحيح على شرط الشيخين " . فتعقبه الذهبي بقوله : " صحيح على شرط مسلم فقط " ، وهو كما قال .
[8] زيادة من "ط" .
[9] إسناده صحيح .
[10] في "م" : أبا بردة ، و المثبت في "ط" و هو الصواب .
[11] في "المطبوعة" : و رمى اللواء ، و الناس على أفصافهم !! و هو تصحيف .
[12] في "المطبوعة" : و مسح عينيه .
[13] القائل : بريدة .
[14] إسناده صحيح .
[15] أخرجه البخاري (2942) و مسلم (3661) و أحمد في " المسند" (5/333) و في " فضائل الصحابة" (1037) و أبو نعيم في " حلية الأولياء " (1/ 62) و البغوي في "شرح السنة" (14/111) و الطبراني في " المعجم الكبير" (6/167/ 5877) و البيهقي في " دلائل النبوة " ( 14/205) و ابن المؤيد الخراساني في " فرائد السمطين في فضائل المرتضى و البتول و السبطين " ( 1/253) و غيرهم .
من طريق : يعقوب بن عبدالرحمن الزهري به .
قلت : و في هذا الحديث العظيم فوائد عظيمة ، منها :
1-أن تألّف الكافر و دعوته إلى الإسلام ، أولى من المبادرة إلى قتله .
2-أن النبي(ص) كانت الدعوة همّه حتى و هو يقاتل أهل الكفر ، و هذا من رحمته (ص) بالناس .
3-فضل و عظم أجر الداعية إلى الله ، حيث أنها تعدِلُ ( حُمر النّعم ) أي الإبل المحمودة ، و هذا مثل تطلقه العرب إذا أرادت تعظيم الشيء .
4-أن جهاد الدعوة مقدم على جهاد السيف ، و هذا معلوم من سيرة النبي (ص) .
5-و أساس هذه الفوائد و أسها ، فضيلة و مكانة أمير المؤمنين و إمام المتقين علي بن أبي طالب عليه السلام و شهادة النبي (ص) أن الله و رسوله يحبانه و أنه يحبهما .
و في هذا ردٌ على النواصب و الخوارج الذين كفروه و أبغضوه ، فعليهم من الله ما يستحقون .
[16] في "ط" :" ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر أبي هريرة رضي الله عنه في ذلك " .
[17] إسناده صحيح ، رجاله ثقات .
[18] كذا في "ط" و في "م" : " فسار عليٌّ ثم توقف – يعني- فصرخ :... " .
[19] ما بين المعقوفتين زيادة من "ط" .
[20] أخرجه مسلم (2405) و أحمد في "المسند" (2/384 – 385 ) و في " الفضائل " (1030 ) و الطيالسي برقم ( 2441) و ابن أبي عاصم في " السنة" (2/914/1411) و القطيعي في زوائده على "الفضائل " (1122) و ابن حبان (15/379 – 380-6934) و البيهقي في "الدلائل" (4/206) . من طرق عن سهيل به .
[21] في " المطبوعة " : فاستشرفتُ لها .
[22] في " المطبوعة" : نقاتل .
[23] زيادة من "ط" .
[24] إسناده صحيح ، و هو طريق أخرى للحديث الذي قبله .
[25] في "ط" : " يحب الله و رسوله ، و يحبه الله و رسوله " .
[26] زيادة من "ط" .
[27] طريق أخرى ، و إسناده صحيح .
[28] إسناده صحيح .
تعليق