نيكول اينزورث (زينب) - استراليا - كاثوليكي
ولدت سنة 1970م في مدينة "سيدني" باستراليا ، ونشأت في أسرة كاثوليكيّة ثمّ تلقّت تعليمها في مدرسة مسيحيّة داخليّة في "روكهامبتون".
اعتنقت سنة 1992م الدين الإسلاميّ وفق مذهب أهل البيت(عليهم السلام) متأثّرة بصديقاتها المسلمات اللاتي تعرّفت عليهنّ في مجال العمل.
وقد نشرت مجلة نور الإسلام قصّة استبصار "نيكول اينزورث (زينب)" بعد أن تمّ إرسال هذه القصّة إليها عن طريق الهيئة الإسلاميّة للثقافة والمعلومات في أستراليا ، وقد جاء في هذه القصة ما يلي:
بداية جديدة:
إثر وفاة والدتها في حادث اصطدام ألقت "نيكول إنزورث" ـ وكان عمرها آنذاك 13 سنة ـ اللوم على اللّه ، وذلك على الرغم من إيمانها الدينيّ الراسخ ، ولم يكن في وسعها أن تتحمّل النفاق الذي وجدته في أوساطها الدينيّة ، فبدأت منذ ذلك الوقت رحلتها الطويلة وحيدة ، ولكن لدى عودتها إلى "سترات فيلد" ـ استراليا ـ مسقط رأس والدتها، تمكّنت من أن تجد هناك اللّه والإسلام . إنّها الآن في الثانية والعشرين من عمرها وترى بأنّها ولدت من جديد عندما أصبحت مسلمة ملتزمة .
ولدت "نيكول" في "سيدني"، وانتقلت مع والديها إلى "غولدستون" في "كوينزلاند" ، حيث أمضت طفولتها وتلقّت القسم الأكبر من تعليمها ، ثمّ عادت إلى "سيدني" وقد هدّها الحزن ، فهي لم تستطع أن تتقبّل موت والدتها.
نشأت "نيكول" في بيئة كاثوليكيّة ، وتلقّت تعليمها في مدرسة مسيحيّة داخليّة في "روكهامبتون" ، ولذا فقد كان من الطبيعي أن تستحوذ على تفكيرها مفاهيم اللّه والمسيح والثالوث ، ممّا دفعها ـ كمحصّلة لهذا التفكير ـ إلى الإقرار بأنّها غير راضية عن نفسها، وعن المبادئ التي تعتنقها ، ولا عن حالة النفاق الواسعة المحيطة بها.
وعندما بدأت بالعمل لتتمكّن من تحقيق الاستقلال الذاتي في تأمين معيشتها، شعرت بـ"الشفقة إزاء النساء المسلمات" اللواتي كانت تصادفهن ، خصوصاً للطريقة التي يلبسن بها ثيابهن. والواضح أنّها تأثّرت بالأفكار المسبقة السائدة التي تزعم بأنّ النساء المسلمات تعيسات في حياتهن ، ويعانين من قهر رجالهن وآبائهن.
ولكن ما اكتشفته فيما بعد في حياة بعض صديقاتها المسلمات كان أمراً مختلفاً تماماً. والمفارقة أنّها بدأت بالتشكيك في المفاهيم التي كانت قد كوّنتها ، والمتعلّقة بتحرير المرأة وحقوقها وحرّيتها في الغرب.
وخلصت من ذلك إلى الاستنتاج "بأنّ هذه الشعارات ما هي إلاّ محض استغلال ، فالمرأة في كلّ المجتمعات الغربيّة تعاني من القمع ، وهي مرغمة على التسليم بأنّها أخذت حقوقها! بينا هي في الواقع ترضخ للقواعد القائمة التي وضعها الشوفينيون الذكور".
ولم تكن "نيكول" لتفهم قبلا لماذا كان زملاؤها من العمّال غير المسلمين يقلّلون من شأن الإسلام والمسلمين ، على الرغم من أنّ أحداً من المسلمين لم يوجّه إليهم أيّ تعليق مسيء ، أو يُبدي أيّ مشاعر معادية، ولقد كان ذلك أمراً أساسيّاً بالنسبة لها.
فهي تقول: "أخذ (الزملاء) يحذّرونني من الانجذاب إلى ثقافة ودين غير ثقافتي وديني" ، وما حدث كان العكس ، فقد شعرت بالاشمئزاز من تحيّز أصدقائها، وعدم قدرتهم على احترام مشاعر الآخرين ومعتقداتهم .
وهكذا أدركت "نيكول" مدى تفشّي الاضطهاد والتمييز وكيف يتمّ تنميته وتعميقه في أحيان كثيرة ، سواء في البيوت، أو في أماكن العمل ، بعد أن خبرت في المقابل مدى الاهتمام والاحترام الذي يبديه المسلمون حيال الآخرين.
وهكذا أخذت بشكل تلقائي تدافع عن المسلمين والإسلام في وجه الأكاذيب والافتراءات المعهودة.
وإثر دراستها لبعض الأدبيّات والمفاهيم الإسلاميّة ـ خصوصاً تلك المتعلّقة بوضع المرأة وحقوقها في الإسلام ـ أخذت تدرك ما الذي يحمل النساء المسلمات على التصرّف بشكل مختلف ، ولماذا يلتزمن بالزيّ الإسلاميّ .
ولقد أبلغت أصدقاءها من غير المسلمين ـ حتّى قبل أن تعتنق الإسلام ـ أنّها قرّرت لبس الحجاب لما "يفرضه فعليّاً من احترام وتقدير"، ولم يكن من المفاجئ لها أن تتعرّض كالعادة للهزء والسخرية ، وأن يخلص هؤلاء الساخرون إلى أنها تعرّضت لغسل دماغ من قبل المسلمين .
ولكن "نيكول" أكّدت لهم أنّ تعرّض المرأة لأن يُصفّر لها في الشارع، أو لأيّ شكل من أشكال التحرّشات الجنسيّة المقبولة بشكل واسع في الغرب بوصفها مغازلة! هي في الحقيقة تصرّفات تحطّ من قدر المرأة وتولّد "شعوراً بالرخص" لديها.
(1) مجلّة نور الإسلام ، العددان 33 و34 ـ السنة الثالثة جمادى الأولى وجمادى الثانية 1413هـ .
يتبع------
ولدت سنة 1970م في مدينة "سيدني" باستراليا ، ونشأت في أسرة كاثوليكيّة ثمّ تلقّت تعليمها في مدرسة مسيحيّة داخليّة في "روكهامبتون".
اعتنقت سنة 1992م الدين الإسلاميّ وفق مذهب أهل البيت(عليهم السلام) متأثّرة بصديقاتها المسلمات اللاتي تعرّفت عليهنّ في مجال العمل.
وقد نشرت مجلة نور الإسلام قصّة استبصار "نيكول اينزورث (زينب)" بعد أن تمّ إرسال هذه القصّة إليها عن طريق الهيئة الإسلاميّة للثقافة والمعلومات في أستراليا ، وقد جاء في هذه القصة ما يلي:
بداية جديدة:
إثر وفاة والدتها في حادث اصطدام ألقت "نيكول إنزورث" ـ وكان عمرها آنذاك 13 سنة ـ اللوم على اللّه ، وذلك على الرغم من إيمانها الدينيّ الراسخ ، ولم يكن في وسعها أن تتحمّل النفاق الذي وجدته في أوساطها الدينيّة ، فبدأت منذ ذلك الوقت رحلتها الطويلة وحيدة ، ولكن لدى عودتها إلى "سترات فيلد" ـ استراليا ـ مسقط رأس والدتها، تمكّنت من أن تجد هناك اللّه والإسلام . إنّها الآن في الثانية والعشرين من عمرها وترى بأنّها ولدت من جديد عندما أصبحت مسلمة ملتزمة .
ولدت "نيكول" في "سيدني"، وانتقلت مع والديها إلى "غولدستون" في "كوينزلاند" ، حيث أمضت طفولتها وتلقّت القسم الأكبر من تعليمها ، ثمّ عادت إلى "سيدني" وقد هدّها الحزن ، فهي لم تستطع أن تتقبّل موت والدتها.
نشأت "نيكول" في بيئة كاثوليكيّة ، وتلقّت تعليمها في مدرسة مسيحيّة داخليّة في "روكهامبتون" ، ولذا فقد كان من الطبيعي أن تستحوذ على تفكيرها مفاهيم اللّه والمسيح والثالوث ، ممّا دفعها ـ كمحصّلة لهذا التفكير ـ إلى الإقرار بأنّها غير راضية عن نفسها، وعن المبادئ التي تعتنقها ، ولا عن حالة النفاق الواسعة المحيطة بها.
وعندما بدأت بالعمل لتتمكّن من تحقيق الاستقلال الذاتي في تأمين معيشتها، شعرت بـ"الشفقة إزاء النساء المسلمات" اللواتي كانت تصادفهن ، خصوصاً للطريقة التي يلبسن بها ثيابهن. والواضح أنّها تأثّرت بالأفكار المسبقة السائدة التي تزعم بأنّ النساء المسلمات تعيسات في حياتهن ، ويعانين من قهر رجالهن وآبائهن.
ولكن ما اكتشفته فيما بعد في حياة بعض صديقاتها المسلمات كان أمراً مختلفاً تماماً. والمفارقة أنّها بدأت بالتشكيك في المفاهيم التي كانت قد كوّنتها ، والمتعلّقة بتحرير المرأة وحقوقها وحرّيتها في الغرب.
وخلصت من ذلك إلى الاستنتاج "بأنّ هذه الشعارات ما هي إلاّ محض استغلال ، فالمرأة في كلّ المجتمعات الغربيّة تعاني من القمع ، وهي مرغمة على التسليم بأنّها أخذت حقوقها! بينا هي في الواقع ترضخ للقواعد القائمة التي وضعها الشوفينيون الذكور".
ولم تكن "نيكول" لتفهم قبلا لماذا كان زملاؤها من العمّال غير المسلمين يقلّلون من شأن الإسلام والمسلمين ، على الرغم من أنّ أحداً من المسلمين لم يوجّه إليهم أيّ تعليق مسيء ، أو يُبدي أيّ مشاعر معادية، ولقد كان ذلك أمراً أساسيّاً بالنسبة لها.
فهي تقول: "أخذ (الزملاء) يحذّرونني من الانجذاب إلى ثقافة ودين غير ثقافتي وديني" ، وما حدث كان العكس ، فقد شعرت بالاشمئزاز من تحيّز أصدقائها، وعدم قدرتهم على احترام مشاعر الآخرين ومعتقداتهم .
وهكذا أدركت "نيكول" مدى تفشّي الاضطهاد والتمييز وكيف يتمّ تنميته وتعميقه في أحيان كثيرة ، سواء في البيوت، أو في أماكن العمل ، بعد أن خبرت في المقابل مدى الاهتمام والاحترام الذي يبديه المسلمون حيال الآخرين.
وهكذا أخذت بشكل تلقائي تدافع عن المسلمين والإسلام في وجه الأكاذيب والافتراءات المعهودة.
وإثر دراستها لبعض الأدبيّات والمفاهيم الإسلاميّة ـ خصوصاً تلك المتعلّقة بوضع المرأة وحقوقها في الإسلام ـ أخذت تدرك ما الذي يحمل النساء المسلمات على التصرّف بشكل مختلف ، ولماذا يلتزمن بالزيّ الإسلاميّ .
ولقد أبلغت أصدقاءها من غير المسلمين ـ حتّى قبل أن تعتنق الإسلام ـ أنّها قرّرت لبس الحجاب لما "يفرضه فعليّاً من احترام وتقدير"، ولم يكن من المفاجئ لها أن تتعرّض كالعادة للهزء والسخرية ، وأن يخلص هؤلاء الساخرون إلى أنها تعرّضت لغسل دماغ من قبل المسلمين .
ولكن "نيكول" أكّدت لهم أنّ تعرّض المرأة لأن يُصفّر لها في الشارع، أو لأيّ شكل من أشكال التحرّشات الجنسيّة المقبولة بشكل واسع في الغرب بوصفها مغازلة! هي في الحقيقة تصرّفات تحطّ من قدر المرأة وتولّد "شعوراً بالرخص" لديها.
(1) مجلّة نور الإسلام ، العددان 33 و34 ـ السنة الثالثة جمادى الأولى وجمادى الثانية 1413هـ .
يتبع------
تعليق