إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ضرورة دراسة الفلسفة لطلاب العلوم الدينية ـ الدليل الأول: ضرورتها للبحوث العقائدية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ضرورة دراسة الفلسفة لطلاب العلوم الدينية ـ الدليل الأول: ضرورتها للبحوث العقائدية

    بسم الله الرحمن الرحيم
    و أفضل الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين
    محمد و آله الطاهرين
    و اللعنة على أعدائهم أجمين إلى يوم الدين


    لقد كثر الكلام في الفترة الماضية في هذا المنتدى الكريم و غيره ، و حتّى في خارج الإنترنت عن مسألة دراسة الفلسفة:
    - فالبعض يزعم أنها علم غير مفيد، ودراسته مضيعة للوقت،
    - و آخرون يزعمون أنها ضلال و انحراف و مفارقة لمذهب الحقّ مذهب أهل البيت صلوات الله عليهم،
    - و آخرون يذهبون إلى عكس هذين الرأين فيرون أنها باتت ضرورة ملحّة، و حاجة لا يستغنى عنها لطالب العلوم الدينية الشيعي خصوصاً.

    و نحن نؤيد الرأي الأخير و هو كونها ضرورية لطالب العلم، و أن ترك هجر دراستها في الحوزات العلمية خطأ كبير وله تبعات خطيرة. و في سبيل إثبات مدّعانا سنقدّم مجموعة أدلّة في مواضيع منفصلة. و هذا الموضوع مخصص للدليل الأول: الفلسفة ضرورية للبحوث العقائدية.

    و من الجدير بالذكر أننا طرحنا هذا الدليل بشكل متفرّق في بعض المواضيع المفتوحة حاليا في المنتدى، و لكن لأن عناوين المواضيع لا علاقة لها بالبحث ، و لأنّ البحث حيوي و مهم فقد رأيت أن من الأفضل طرحه في موضوع مستقل. و سوف أنقل هنا بعض المشاركات المهمة لنا و لمن ناقشنا حتّى لا نضطر لإعادة الكلام من جديد.

    *****

    و لكن قبل بيان الدليل مفصلا لا بد من توضيح مسألة مهمة و هي:

    ما هي الفلسفة الإسلامية التي نتحدّث عنها؟

    لا شكّ و لا ريب أننا لا نتحدّث عن ضرورة دراسة كلّ فلسفة، فالكثير مما يطلق عليه فلسفة لا فائدة ترتجى فيه بل بعضه كفر و إلحاد. و لكننا نتحدّث عن خصوص الفلسفة الإسلامية. و لكي يتّضح المراد من هذا العلم نقوم ببيان أهم النقاط التي تتعلّق به (ونقتبس ذلك من العلامة الطباطبائي و غيره من الفلاسفة المسلمين):

    1- تعريفه و موضع البحث فيه :
    "فالحكمة الإلهية هي العلم الباحث عن أحوال الموجود بما هو موجود و يسمى أيضا الفلسفة الأولى و العلم الأعلى و موضوعه الموجود بما هو موجود."
    2- غايته: "
    و غايته تمييز الموجودات الحقيقية من غيرها و معرفة العلل العالية للوجود و بالأخص العلة الأولى التي إليها تنتهي سلسلة الموجودات و أسمائه الحسنى و صفاته العليا و هو الله عز إسمه "
    3- منهجه في تحصيل المعلومات و بناء المسائل: البرهان المنطقي و هو عبارة عن الدليل الذي تكون مقدماته يقينية، و هيئته قطعية الإنتاج. يقول الشيخ المظفر في بيان معنى البرهان و حقيقته:
    حقيقة البرهان :
    إن العلوم الحقيقية التي لا يراد بها إلا الحق الصراح لا سبيل لها إلا سبيل البرهان لأنه هو وحده من بين أنواع القياس الخمسة يصيب الحق ويستلزم اليقين بالواقع. والغرض منه معرفة الحق من جهة ما هو حق سواء كان سعي الإنسان للحق لأجل نفسه ليناجيها به وليعمر عقله بالمعرفة أو لغيره لتعليمه وإرشاده إلى الحق.

    ولذلك يجب على طالب الحقيقة ألا يتبع إلا البرهان وإن استلزم قولا لم يقل به أحد قبله.

    وقد عرفوه بأنه: «قياس مؤلف من يقينيات ينتج يقينا بالذات اضطرارا» وهو نعم التعريف سهل واضح مختصر.

    *****

    حسناً و بعد أن توضّح للقارئ الكريم ما هي الفلسفة التي نتحدّث عنها نقدّم دليلنا الأوّل على دراستها لطلاب العلوم الدينية الشيعة ، فنقول:

    المقدّمة الأولى: إنّ لعالم الدين أدوار كثيرة منها بيان الأحكام الشرعية للمكلّفين، و منها تعليمهم أخلاق دينهم الحميدة، و منها بيان الحقائق حول أوليائهم صلوات الله عليهم، و ربط الناس بأهل البيت ظاهراً وباطناً، و من أهمّ أدواره هو بيان العقيدة الصحيحة ، و دفع الشبهات عنها، و هذا الدور قد ازداد خطورة و صعوبة في السنوات الأخيرة بعدما تكالبت الدنيا شرقاً و غرباً على هدم هذا الدين، و لكن يأبى الله إلاّ أن يتمّ نوره.

    المقدمة الثانية:دراسة الفلسفة و مسائلها تعدّ أحد أهمّ العناصر الأساسية في دراسة العقائد، فهي ضرورية جدا من أجل دفع شبهات المخالفين و إفحامهم من جهة، و من أجل إثبات حقانية المذهب الشيعي من جهة أخرى.

    النتيجة: دراسة الفلسفة ضرورية في الحوزات العلمية الشيعية، و لا يستغنى عنها. و على الأقل ينبغي أن يكون هناك عدد كبير و كاف من المتخصّصين فيها، كما ينبغي أن يكون باقي طلاب العلوم الدينية على اطلاع وافٍ منها.


  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    كما ذكرنا في بداية الموضوع، فإن هذا الدليل قد ناقشنا فيه بعض الإخوة ، و لذا سوف ننقل كلامهم و جوابنا عليهم لإتمام الفائدة و حتّى لا نضطر للإعادة. و هذا أحد الاعتراضات :

    1- كلامنا في الفلسفة ونحن لانسلم بأن الفلسفة تساوي مطلق الاستدلالات العقلية.
    و هذا اعتراض آخر مشابه له في الفحوى :

    اول شي الخطاب مع غير المسلمين ليس محصور بالفلسفة لان العقل ليس حكراً على الفلسفة فانا نحاورهم بعقولنا كما فعل من سبقنا

    واذا انحصر الخطاب مع بعضهم بالفلسفة فهو كانحصار الخطاب مع بعض الروس باللغة الروسية
    يعني بعنوان ثانوي <مثل ما بيقول العلماء> او <للرد عليهم مثلا> او هيك شي


    و قد أجبنا على هذين الاعتراضين بالشكل التالي:

    1- نحن لم نقل أن العقل منحصر بالفلسفة، و لكن قلنا إن البحث العقلي الذي يتحدّث عن الوجود و منشأ الوجود و إثبات واجب الوجود وصفاته يسمّى فلسفة، و بالتالي فالكلام في هذه المواضيع داخل في الفلسفة حتّى لو لم تلتفت إلى ذلك . و ما فعله الفلاسفة المسلمون هو جمع الحجج الصحيحة في هذا المجال و تبويبها و ترتيبها تحت علم واحد، و هذا الأمر اقتضاه تطور هذا العلم و زيادة الحاجة إليه. فالحكمة الإسلامية امتداد طبيعي لهذه الاستدلالات التي قام بها أسلافنا ضد الملاحدة و الزنادقة.


    2- إن الحوار مع غير المسلمين هدفه بالدرجة الأولى هو إثبات وجود الله و وحدانيته، و إثبات كماله و تنزّهه عن كل نقص. و انحصاره بالفلسفة ليس مثل انحصار الكلام مع الروسي باللغة الروسية، لأن اللغة وسيلة تواصل، بينما العقل هو مصدر العلم المتفق عليه بين البشر بكل مللهم ومذاهبهم، فالانحصار باللغة مشكلة عملية ، و أما الانحصار بالفلسفة فمنشؤه علمي. و الفرق كبير.

    3- إن ما نثبته لهؤلاء الملحدين من القضايا ينبغي أن يكون حقاً و بطريق حقّ، و الفلسفة هي العلم الذي يدرس تلك البراهين الحقة على هذه المسائل. و هذا يعني أن دراستها ليست بعنوان ثانوي كما زعمتم، فهي ليست باطلاً ندرسه لكي نبطله، فهذا الكلام إنما ينطبق على إشكالات الملحدين و لكنه لا ينطبق على البراهين الفلسفية التي نقيمها على الحقّ الذي نؤمن به، فهذه البراهين حق و هي نافعة في ذاتها.

    ننتظر جوابك.
    و جواب الأخ العزيز يأتي في المشاركة التالية.

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم

      كان جواب الأخ (تحت أطباق الثرى) على النقطة الأولى من مشاركتنا السبقة الذكر:


      المشاركة الأصلية بواسطة تحت أطباق الثرى

      يعني انت تريد ان تقول ان كل بحث عقلي يتحدث عن الوجود ومنشئه واثبات الله وصفاته يسمى فلسفة ؟
      طيب علم الكلام والابحاث العقائدية فيها ابواب يبحث فيها العلماء عن هذه الامور فاذا كان هذا قصدك يكون الاختلاف لفظي انت تسميها فلسفة وهم يسمونها عقائد وعلم كلام وما شابه
      وبالتالي فلا انت يمكنك ان تقول ان الحوزة خالية من هذه العلوم ولا هم يمكنهم ان يقولوا ان الفلسفة <ان كانت هذه هي الفلسفة> ممنوعة او غير مرغوبة او غير محبذة


      و هذا نص جوابنا عليه:


      1- هذا الكلام سببه أنك غير مطلع على تاريخ علم الكلام. لأن أغلب الاستدلالات التي تتحدّث عنها فالذي قام بإدخالها في علم الكلام هو فخر فلاسفة الشيعة الشيخ نصير الدين الطوسي!!!

      فالشيخ النصير رحمه الله عندما كتب (تجريد الاعتقاد) و هو أهم كتاب في العقائد حالياً أثار ضجة في العالم الإسلامي بحيث اضطر كبار علماء السنة للتصدي للرد عليه و لم يقدروا. و من أهم نقاط القوّة التي في هذا الكتاب هو إدخاله الاستدلالات الفلسفية فيه. و قد شرحنا سابقاً دور الشيخ النصير في بناء الفلسفة و تدعيمها.

      هل تعلم أن الشيخ نصير الدين الطوسي كتب مقدمة في المنطق و مقدمة أخرى مفصلة في الفلسفة لكتابه تجريد الاعتقاد؟ و قد استفاد كثيراً منهما في كتابه القيم. مثلاً: مصطلح واجب الوجود و ممكن الوجود المشهور في دراسة العقائد هو مصطلح فلسفي بحت، و كذلك الدليل الذي نقدمه على وجود الله و وحدانيته المبني على الوجوب و الإمكان هو دليل فلسفي بحت.
      و هل تعلم أننا الآن ندرس كتاب في المنطق اسمه الجوهر النضيد هو عبارة عن شرح مفصل قام به العلامة الحلي على مقدمة الشيخ نصير الدين الطوسي في المنطق التي تقدم ذكرها

      و بالتالي يبقى كلامنا تاماً، يا عزيزي إن من عنده اطلاع على العلوم يعرف صحة ما قلناه لك: الفلسفة الإسلامية هو العلم الباحث عن الوجود و أحكامه و منشأه و عن واجب الوجود و صفاته عزّ و جلّ، وطريقه إلى الاستدلال هو البرهان كما شرحنا مفصلاً. و إذا استفاد منه أحد دون أن يعلم فهذا لا يغير شيئاً.

      2- ثمّ نحن لا نسلّم أن الحوزة خالية من هذه العلوم أبداً، لأن الفلسفة الإسلامية مصدرها الحوزة، و أنت تظنّ خلاف ذلك لمخالفة بعض العلماء لها. نعم الإخباريون أكثرهم ضدها. أما الأصوليون فبالعكس تماماً. مثلاً الآخوند الخراساني مرجع زمانه و صاحب أهم كتاب أصولي شيعي (الكفاية) كان فيلسوفاً و من تلاميذ الملا هادي السبزواري، و له تعليقة على المنظومة و الأسفار أيضاً.
      و لو أنك درست الكفاية لوجدت أنها مليئة ببحوث فلسفية استفاد منها الآخوند في تطوير علم الأصول.
      و لو أردت أن أعدد لك الفلاسفة من علمائنا فسوف نحتاج موضوعاً مستقلاً.


      و كان جواب الأخ (تحت أطباق الثرى) على النقطة الثانية السابقة التي ذكرنا فيها الفرق بين عائق اللغة و الحاجة إلى العقل في الخطاب مع المخالفين:


      فرق غير فارق فالامثلة تضرب ولا تقاس
      يا عمي اصحاب الائمة اخذوا من الائمة اسلوب محاججة ومخاصمة المخالفين بالعقل والكتب العقائدية التي كتبها علماؤنا فيها ما يكفي من ذلك ولا نحتاج الى الفلسفة بالخصوص لنحاجج غير المسلمين




      و هذا جوابنا عليه:

      1- في النقطة السابقة بينا لك أن الكتب العقائدية أخذت هذه المطالب من الفلسفة، و أحب أن أوضح أكثر: أنظر إلى الشيخ السبحاني و الشيخ مصباح اليزدي فهما من أهم من كتب حديثاً في العقائد و كذلك الشيخ المظفر رحمه الله و غيرهم الكثير و هؤلاء جميعاً فلاسفة و يدافعون عن الفلسفة.

      2- قلنا لك، إن الفلسفة الإسلامية و الشيعية خصوصاً تتميّز بأن أهم أفكارها مأخوذة من أهل البيت عليهم السلام، ولذا تجدها تختلف كثيرا عن غيرها من البحوث التي تسمى فلسفة، فالأدلة العقلية التي ورثناها عن أهل البيت عليهم السلام كثيرة كثيرة جدا جدا، و قد قام علماؤنا الأبرار بتبسيطها و ترتيبها على شكل مسائل و استنتجوا منها مسائل أخرى فصار عندنا علم الفلسفة الإسلامية. فالفلاسفة الشيعة هم تلاميذ لمدرسة أهل البيت و هم امتداد لهشام ابن الحكم و المفضّل بن عمر في هذا المجال كما أن الفقهاء تلاميذ لأهل البيت في مجالهم و هم امتداد لزرارة في هذا المجال.

      3- مثال اللغة فرقه كبير و قد بينا أن مثال اللغة يمثل مشكلة عملية و أما وساطة العقل في الحوار مع الملحد أو المخالف هو حل لمشكلة علمية و هي عدم تسليمه بالأدلة الصادرة من القرآن و أهل البيت تعبّداً، فلا يبقى مصدر بيننا وبينه إلا العقل. و أنت لم توضّح أي رد على هذا.


      و بهذا الذي قدمناه يظهر صحة كلامنا السابق في هذه النقطة ايضاً:

      إقتباس:
      3- إن ما نثبته لهؤلاء الملحدين من القضايا ينبغي أن يكون حقاً و بطريق حقّ، و الفلسفة هي العلم الذي يدرس تلك البراهين الحقة على هذه المسائل. و هذا يعني أن دراستها ليست بعنوان ثانوي كما زعمتم، فهي ليست باطلاً ندرسه لكي نبطله، فهذا الكلام إنما ينطبق على إشكالات الملحدين و لكنه لا ينطبق على البراهين الفلسفية التي نقيمها على الحقّ الذي نؤمن به، فهذه البراهين حق و هي نافعة في ذاتها.


      و بهذا البيان يظهر صحّة ما ادّعيناه في موضوعنا هذا، و نحن نرحّب بأي نقاش أو اعتراض على ما جاء في دليلنا أو مناقشاتنا.

      و الحمد لله رب العالمين

      تعليق


      • #4
        الفلسفة علم قائم بنفسه ومستقل، وله صناعته وفنه وضوابطه وأهله، وهو النقطة الرئيسية لمعرفة بعض العقائد والمسائل الكلامية، بل ان العرفان يتوقف على معرفة الفلسفة ولا سيما قسم الإلهيات، ولكن المشكلة هي في كيفية التعاطي مع هذا العلم، فهو ذو حدين اما الإنحراف واما الاستقامة، فلا يؤمن من دراسته لو فتح على مصراعية ان لا يزل القارئ، فحفاظا على هذا الشيء شدد بعض العلماء من الخوض في دراسته ورفضوه، وكيف ما كان: فكل علم يوصل الى الله تبارك وتعالى وله مدخلية في كمال العبد فهو ينتفع به ولا مانع من دراسته، فالفلسفة من هذا الجانب تأخذ الإحتمالين، واما هذه الرواية فأمرها سهل بعد امكانية تأويلها الى حرمة الميل الى الفلسفة والتصوف في حالة الإنحراف عن جادة الحق، بل الصحيح ان يتعلمهما لغرض الوصول الى كماله وليس هما غاية في انفسهما.

        تعليق


        • #5
          بما انك فتحت موضوع جديد وبما ان الفلسفة ما بتهمني كثير لحتى غوص فيها وضيع وقتي على <اثبات ضرورتها> فضلاً عن <دراستها>

          لح انقل مجموعة من الكلمات التي كنت قد كتبتها عنها ثم اترك الموضوع لمن يحب واذا وجدت بعدين ما يستحق ان اعلق عليه اعلق عليه باختصار

          سالني احد الاخوان
          ج- يقول بيكن : (قليل من الفلسفة طريق للإلحاد ، وكثير منها هو طريق الإيمان بالله !)
          تعليقك لو سمحت !

          فقلت له
          هذا الحكي يشبه كلام احد الفلاسفة ايضا لما قال
          و لكن الفلسفة يا بنى بحر على خلاف البحور يجد راكبه الخطر و الزيغ فى سواحله و شطاَنه و الأمان و الإيمان فى لُججه و أعماقه

          فاذا كانت هذه دعوى اهل الفلسفة فالحذر واجب منها جداً جداً جداً جداً جداً جداً ستاً

          لانه <لو كان كلامهم صحيحاً> ليس كل من ركب البحر تمكن من الوصول إلى أعماقه وليس كل من وصل إلى أعماقه ضمن النجاة وإن هي إلا نفس واحدة لا يمكن ان نجرب بها

          فما الذي يدعوا العاقل إلى ركوب البحار إذا كانت غاية الغايات على الشاطئ دون الركوب

          فلو كان يريد معرفة الله فقد دله عليه العقل دون الحاجة للفلسفة <اذ ما كان النبي فيلسوفاً> ولو اراد معرفة دينه وشريعته وأوامره فقد دلته عليه الانبياء وهو على الشاطئ فما المبرر للنزول في بحر عميق خطير والثمرة هي <احتمال> الوصول إلى ما <وصلنا> إليه مسبقاً
          يعني تحصيل الحاصل لا حاجة له

          ومن اراد ان يجرب بنفسه فليجرب فان نجا فهنيئاً وإن غرق فقد ألقى بنفسه إلى التهلكة أعاذنا الله


          المصدر هنا دوس

          تعليق


          • #6
            ورايي كما قلته اكثر من مرة ان الفلسفة

            1- ليست ضرورية في علوم الدين

            2- العقل ليس محصوراً في الفلسفة وحجية العقل لا علاقة لها بعلم الفلسفة والاستدلال على المخالفين ليس محصوراً فيها

            3- الفلسفة اذا اوصلت الى ما عليه فلسفة اصحاب الديانات الباطلة من القول <بوحدة الوجود والموجود> وامثال ذلك من الاقوال العاطلة فهي تصبح عاطلة


            واللي بيحب يدرسها يدرسها

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة أنوار الملكوت
              لا شكّ و لا ريب أننا لا نتحدّث عن ضرورة دراسة كلّ فلسفة، فالكثير مما يطلق عليه فلسفة لا فائدة ترتجى فيه بل بعضه كفر و إلحاد. و لكننا نتحدّث عن خصوص الفلسفة الإسلامية.

              تقول انك لا تتحدث عن كل فلسفة لان بعضها كفر والحاد ولكن تتحدث عن خصوص الفلسفة الاسلامية ثم تكون نتيجة الفلسفة التي تتحدث عنها برايك <وحدة الوجود والموجود> وهي ايضا كفر والحاد فما هذا التناقض ؟ صار الاسلام كفر والحاد ؟


              المقدمة الثانية:دراسة الفلسفة و مسائلها تعدّ أحد أهمّ العناصر الأساسية في دراسة العقائد، فهي ضرورية جدا من أجل دفع شبهات المخالفين و إفحامهم من جهة، و من أجل إثبات حقانية المذهب الشيعي من جهة أخرى.

              دعوى كبيرة لا دليل عليها واذا قلت ان الفلسفة هي الاستدلالات العقلية التي يستعملها كل من بحث في علم العقائد والكلام فصار الخلاف لفظي لكنه ليس كذلك لان احداً من علماء العقائد والكلام لم يقل <بوحدة الوجود والموجود> مثلا


              والى لقاء آخر

              تعليق


              • #8
                بسم الله الرحمن الرحيم

                الأخ (السيد الكربلائي)
                1- ما ذكرتَه من كلام قيمٌ جدا و أعجبني، و أتفق مع أكثر ما ورد فيه، فهلا عزوته إلى صاحبه (أفترض أنك نقلته عن غيرك لأنك وضعته في اقتباس)
                2- لا شكّ أن الفلسفة من العلوم الدقيقة جدا، و أن دراستها كيفما اتّفق قد تكون خطرة، و لكن هي من ناحية ثانية ضرورية كما سوف نُثبت من خلال سلسة مواضيع إن شاء الله (و هذا أولها)، و بالتالي فحكمها كحكم دراسة الجراحة في الطب، فهي خطيرة و لكنها ضرورية. و قد طرحت هذه الإشكالية على أحد أساتذتنا يحفظه الله، فأيدها و قال إن أهم شيء في الفلسفة هو الأستاذ الذي يدرّسها، و من الخطر جداً أن يدرسها الطالب دون إشراف أستاذ خبير متخصص قادر على رفع كل الشبهات.
                أقول:
                و هم بحمد الله موجودون و يردّون كل إشكال نأتيهم به حتّى تطمئن نفوسنا تماماً.

                الأخ (تحت أطباق الثرى)

                1- أهلاً وسهلاً بك في أي وقت تحب أن تزورنا !!

                2- بالنسبة للنقاط التي ذكرتها يا أخي فقد لخّصتها بالنيابة عنك مع الجواب عليها:
                - الإشكال : دراسة الفلسفة كدخول بحر عميق لا يؤمن من الغرق فيه، و إن هي إلا نفس واحدة.
                الجواب: تقدم كلام مشابه مع جوابه في كلام أخينا السيد الكربلائي، و نضيف عليه جواباً مختصراً: سبيل النجاة هو توفّر أستاذ جيد بمثابة ربان السفينة الذي يحمينا من الغرق مع التوكل على الله سبحانه، والدافع الذي يدفعنا هو الضرورة الملحّة لدراستها كما بيّنا من هذا الموضوع و المواضيع القادمة الأخرى. و هذا الكلام (أعني وجود الخطر) ينطبق حتى على علم الكلام بل و حتى الفقه (ألم يقل الإمام عليه السلام: اهرب من الفتيا هروبك من الاسد) فما الذي يدفع الفقهاء إلى ارتكاب هذه المخاطرة؟ إنها الضرورة الملحّة. و الضرورة التي تدفع لدراسة الفلسفة أشد لأن فيها إنقاذ عقائد شبابنا المؤمن، و تجربة السيد الشهيد في كتاب فلسفتنا، و كذلك السيد العلامة الطباطبائي واضحة الأثر هنا. و لا شكّ أنّنا لا نقول على جميع الناس أن يطالعوا في الفلسفة فهذا خطأ بل قد يكون خطراً، و إنما كلامنا عن ضرورة دراستها لعلماء الدين الذين يواجهون هذه الإشكالات و بشرط توفّر الاساتذة الكفوئين.

                - الإشكال: فلو كان يريد معرفة الله فقد دله عليه العقل دون الحاجة للفلسفة، و بالتالي دراستها تحصيل للحاصل.
                و الجواب: هنيئاً لمن عنده هذه الامور واضحة لا شبهة فيها و لا إشكال، و لكن نحن كطلاب علم نواجه الكثير من الناس عندهم إشكالات عويصة في أصل وجود الله او توحيده أو أسمائه صفاته، و هو لا يقبل النقل دليلاً في هذه المرحلة، فلا بدّ أن نجيبهم كما كان أئمتنا يجيبون الزنادقة حتّى يقتنعوا: بالعقل و البرهان المنطقي.
                يا أخي، منذ فترة كان أحد الملحدين يناقش دليل النظم الذي نستدلّ به على وجود الله، و نقل مناقشة تفصيلية للدليل من عالم ملحد اسمه هيوم، و المناقشة دقيقة نوعاً ما، ولا مجال لردّها بدون البحوث العقلية الدقيقة.
                و مثلها شبهات الماركسيين و فلسفتهم الديالكتيكية التي اجتاحت عالمنا العربي سابقاً و تصدّى لها السيد الشهيد و غيره. و غيرها الكثير الكثير من الشبهات، و بإمكان الإخوة أن يسألوا اصدقاءهم و إخوتهم المغتربين للدراسة في جامعات الغرب عن ذلك. فما العمل مع أمثال هؤلاء. الصحيح هو أن علينا أن نجيبهم كما فعل أئمتنا مع اسلافهم: بالدليل العقلي و البرهان القويم، و هذا دور الفلسفة الإسلامية.

                - إشكال: الفلسفة
                ليست ضرورية في علوم الدين
                و الجواب: هذا الموضوع و ما سيتبعه هي لإثبات ضرورتها لطلاب العلوم الدينية وها نحن نقدّم أدلتنا الواحد تلو الآخر، فإن كان عندكم دليل على عدم الضرورة فاذكروه.


                - إشكال:
                العقل ليس محصوراً في الفلسفة وحجية العقل لا علاقة لها بعلم الفلسفة والاستدلال على المخالفين ليس محصوراً فيها
                - الجواب: تقدّم مفصّلاً في المشاركة رقم 2 و 3 من هذا الموضوع فلا نكرر. فإن كان عند الإخوة ردّ فليتفضّلوا و إلاّ فالمدّعى ثابت.


                - الإشكال:
                الفلسفة اذا اوصلت الى ما عليه فلسفة اصحاب الديانات الباطلة من القول <بوحدة الوجود والموجود> وامثال ذلك من الاقوال العاطلة فهي تصبح عاطلة.
                و مثل هذا الكلام ما جاء في المشاركة السابقة لهذه.

                والجواب: تقدّم مفصّلاً في موضوع آخر فأنقله بنصّه:
                أولاً: لا نسلّم بأن القول بوحدة الوجود و الموجود مخالف لدين الله بل الظاهر أنه هو التوحيد الخالص كما بيّنا في هذا الموضوع ، و البراهين العقلية و النقلية قائمة عليه، و قد حاولنا بيان ذلك هنا و لكن الإدارة منعتنا من الإكمال. [وليس هذا محل النزاع في النظرية]
                ثانياً: ليس كل من يدرس الفلسفة يقول بوحدة الوجود، فهذا البحث من آخر أبحاث الفلسفة و أصعبها، و هناك البعض ممن يقبل بالفلسفة (نفس الفلسفة التي ندافع عنها) و يدرّسها و قد لا يوافق على هذه النظرية بالذات مع قبوله بالعلم و باقي مسائله. و حتّى من يقبل بالنظرية إنما يقبل بها لقيام الدليل
                عليها عنده .
                باختصار هذه مسألة واحدة من مسائل العلم، و لا يصحّ أبداً القول بأن العلم كلّه محرّم لأن بعض دارسيه قد توصلوا إلى نتيجة نحن نراها باطلة. مثلاً: بعض من درسوا علم الكلام توصلوا إلى القول بالجبر ، و هي نتيجة باطلة قطعاً، فهل هذا يجعل علم الكلام نفسه خطأ و محرّماً و ... الخ كلا طبعاً، بل هو علم ضروري جداً.
                إنّ خطأكم هنا هو باختصار أنكم تحكمون على العلم بالنظر إلى خطأ إحدى نتائجه ( و هي خطأ بزعمكم). و الصواب تقييم العلم على أساس مبادئه و منهجه في تحصيل المعلومات، و قد بيّنا سابقاً أن الفلسفة تنطلق من البديهيات كمبادئ، و تعتمد على البرهان كوسيلة لتحصيل المعلومات، فما هو الخطأ في ذلك؟ و ما هو المحرّم في ذلك؟
                و بعبارة أوضح: أنا عندما أدرس الفلسفة الإسلامية لا أدري إن كنت سأقبل بهذه النظرية أو تلك عندما أصل إليها في دراستي، فكيف أقرر هل من المفيد أن أدرس الفلسفة أم لا؟ و هذا السؤال ينطبق على كل العلوم، فعلم الأصول قد وقع فيه نزاع يشبه النزاع الواقع في الفلسفة.
                و الجواب الصحيح هو كما قدمنا: لا ينبغي النظر إلى نتيجة واحدة بل ينبغي النظر إلى مبادئ العلم و غرضه و طريقة بنائه للمعلومات، فإن كانت صحيحة و مفيدة درسناه، و إلا تركناه. فهل عندك اعتراض على دراسة الفلسفة من هذا الجانب؟

                في آخر المشاركة، أرجو من جميع الإخوة المؤيدين أو المعارضين أن يدعّموا آراءهم بالأدلة، و ألا يعطوا انطباعات أو نقل عن عالم مهما كان حجمه إلا مع الدليل ، فالموضوع مخصّص لدراسة الأدلة و مناقشتها وليس استطلاعاً للرأي.
                التعديل الأخير تم بواسطة أنوار الملكوت; الساعة 27-04-2012, 11:27 PM.

                تعليق


                • #9
                  الفلسفة علم قائم بنفسه ومستقل، وله صناعته وفنه وضوابطه وأهله، وهو النقطة الرئيسية لمعرفة بعض العقائد والمسائل الكلامية، بل ان العرفان يتوقف على معرفة الفلسفة ولا سيما قسم الإلهيات، ولكن المشكلة هي في كيفية التعاطي مع هذا العلم، فهو ذو حدين اما الإنحراف واما الاستقامة، فلا يؤمن من دراسته لو فتح على مصراعية ان لا يزل القارئ، فحفاظا على هذا الشيء شدد بعض العلماء من الخوض في دراسته ورفضوه، وكيف ما كان: فكل علم يوصل الى الله تبارك وتعالى وله مدخلية في كمال العبد فهو ينتفع به ولا مانع من دراسته، فالفلسفة من هذا الجانب تأخذ الإحتمالين، واما هذه الرواية فأمرها سهل بعد امكانية تأويلها الى حرمة الميل الى الفلسفة والتصوف في حالة الإنحراف عن جادة الحق، بل الصحيح ان يتعلمهما لغرض الوصول الى كماله وليس هما غاية في انفسهما.
                  :
                  خير من الف موضوع !


                  تعليق


                  • #10
                    اخي الفاضل
                    كل كلام في مشاركاتي بحجم 6 و اللون جوزي
                    هو كلام سماحة اية الله الاستاذ العلامة فاضل البديري اعزه الله
                    سواء اقتبسه ام لا

                    تعليق


                    • #11
                      بسم الله الرحمن الرحيم

                      الأخ (علي الدرويش)

                      أتفق معك بأن الكلام المنقول قيّم، و يجمع المراد في عبارات مختصرة، و غرضنا هو بيان هذه المسائل بمقدار من التفصيل مع تقديم الأدلة على ذلك، حتّى تتكوّن لدى القراء الكرام نظرة واعية عن المسألة.


                      الأخ(السيد الكربلائي)

                      شكراً لكم على التوضيح و شكراً لجناب الشيخ على الكلام القيم.


                      تعليق


                      • #12
                        تعليقات مختصرة قدر الاستطاعة

                        المشاركة الأصلية بواسطة أنوار الملكوت
                        - الإشكال : دراسة الفلسفة كدخول بحر عميق لا يؤمن من الغرق فيه، و إن هي إلا نفس واحدة.
                        الجواب: تقدم كلام مشابه مع جوابه في كلام أخينا السيد الكربلائي، و نضيف عليه جواباً مختصراً: سبيل النجاة هو توفّر أستاذ جيد بمثابة ربان السفينة الذي يحمينا من الغرق مع التوكل على الله سبحانه، والدافع الذي يدفعنا هو الضرورة الملحّة لدراستها كما بيّنا من هذا الموضوع و المواضيع القادمة الأخرى. و هذا الكلام (أعني وجود الخطر) ينطبق حتى على علم الكلام بل و حتى الفقه (ألم يقل الإمام عليه السلام: اهرب من الفتيا هروبك من الاسد) فما الذي يدفع الفقهاء إلى ارتكاب هذه المخاطرة؟ إنها الضرورة الملحّة. و الضرورة التي تدفع لدراسة الفلسفة أشد لأن فيها إنقاذ عقائد شبابنا المؤمن، و تجربة السيد الشهيد في كتاب فلسفتنا، و كذلك السيد العلامة الطباطبائي واضحة الأثر هنا. و لا شكّ أنّنا لا نقول على جميع الناس أن يطالعوا في الفلسفة فهذا خطأ بل قد يكون خطراً، و إنما كلامنا عن ضرورة دراستها لعلماء الدين الذين يواجهون هذه الإشكالات و بشرط توفّر الاساتذة الكفوئين.
                        1- قولك ان الدافع الذي يدفعنا هو الضرورة الملحة لدراستها هو مصادرة للموضوع وفيك تشوف هذا الموضوع دوس هنا ونحن لم نسلم بهذه الضرورة

                        2- واذا <تنزلنا> وسلمنا بان دراستها ضرورية لانقاذ بعض الشباب فهذا يعني انها ليست مطلوبة لنفسها ونرجع للعنوان الثانوي او انها مطلوبة لغيرها او ما شابه



                        - الإشكال: فلو كان يريد معرفة الله فقد دله عليه العقل دون الحاجة للفلسفة، و بالتالي دراستها تحصيل للحاصل.
                        و الجواب: هنيئاً لمن عنده هذه الامور واضحة لا شبهة فيها و لا إشكال، و لكن نحن كطلاب علم نواجه الكثير من الناس عندهم إشكالات عويصة في أصل وجود الله او توحيده أو أسمائه صفاته، و هو لا يقبل النقل دليلاً في هذه المرحلة، فلا بدّ أن نجيبهم كما كان أئمتنا يجيبون الزنادقة حتّى يقتنعوا: بالعقل و البرهان المنطقي.
                        يا أخي، منذ فترة كان أحد الملحدين يناقش دليل النظم الذي نستدلّ به على وجود الله، و نقل مناقشة تفصيلية للدليل من عالم ملحد اسمه هيوم، و المناقشة دقيقة نوعاً ما، ولا مجال لردّها بدون البحوث العقلية الدقيقة.
                        و مثلها شبهات الماركسيين و فلسفتهم الديالكتيكية التي اجتاحت عالمنا العربي سابقاً و تصدّى لها السيد الشهيد و غيره. و غيرها الكثير الكثير من الشبهات، و بإمكان الإخوة أن يسألوا اصدقاءهم و إخوتهم المغتربين للدراسة في جامعات الغرب عن ذلك. فما العمل مع أمثال هؤلاء. الصحيح هو أن علينا أن نجيبهم كما فعل أئمتنا مع اسلافهم: بالدليل العقلي و البرهان القويم، و هذا دور الفلسفة الإسلامية.
                        بحمد الله ان الامور عندنا واضحة جداً جداً جداً ولا شبهة فيها واغلب الناس كذلك والنتيجة اننا لا نحتاج للفلسفة
                        اما الدليل العقلي كما اجاب ائمتنا فارشدت اليه الآيات والروايات وهذا نموذج في نفس الموضوع دوس مجدداً


                        - إشكال: الفلسفة ليست ضرورية في علوم الدين
                        و الجواب: هذا الموضوع و ما سيتبعه هي لإثبات ضرورتها لطلاب العلوم الدينية وها نحن نقدّم أدلتنا الواحد تلو الآخر، فإن كان عندكم دليل على عدم الضرورة فاذكروه.
                        ما خصنا بطلاب العلم فكل واحد منهم يتحمل مسؤوليته وكل واحد بيعرف الاصلح له لكن هذا يؤكد انها مطلوبة لغيرها<لرد بعض الشبهات> لا لنفسها وعليه فكل فما قلته انت سابقاً من ان فهم كلام اهل البيت بدون <الفلسفة> لا قيمة علمية له


                        - الإشكال:
                        الفلسفة اذا اوصلت الى ما عليه فلسفة اصحاب الديانات الباطلة من القول <بوحدة الوجود والموجود> وامثال ذلك من الاقوال العاطلة فهي تصبح عاطلة.
                        و مثل هذا الكلام ما جاء في المشاركة السابقة لهذه.

                        والجواب: تقدّم مفصّلاً في موضوع آخر فأنقله بنصّه:

                        وهذا جوابه ايضا صار واضح انو اذا كانت الفلسفة مجرد تنظيم الادلة العقلية على وجود الله فلا احد يقول انها ليست مهمة او انها محرمة او او لكن لا يظهر ان الفلسفة هي هذا فقط والا كان الاختلاف لفظي وهو ليس كذلك

                        تعليق


                        • #13
                          بسم الله الرحمن الرحيم

                          الاخ (تحت أطباق الثرى)

                          شكراً على تعليقاتك المختصرة، و الحمد الله الذي جعلك تعترف ببعض الحق (و إن لم تنتبه لذلك) و الحقّ ينطق منصفاًُ و عنيداً.

                          *****

                          إخوتي الكرام

                          لقد فاتني أن أنقل كلاماً قيّما كان أخونا الواعي (أبو أسعد) قد نقله عن سماحة السيد الشهيد محمد محمد الصدر قدس الله نفسه الزكية، وهو كلام راقي و له علاقة كبيرة بموضوعنا هذا، و من الحيف ألا نضعه هنا لتتمّ الفائدة، و ربما يوفقنا الله لنقل كلام بعض العلماء العظام أيضاً في هذا المجال.

                          يقول السيد الشهيد الصدر في ج 10 من كتابه الرائع ما وراء الفقه:
                          ان هناك علوماً ثلاثة مكرسة في الاسلام للبحث حول اصول الدين وحقيقة الدين هي: علم الكلام والفلسفة والعرفان. وليس علم الكلام فقط. كما هو المتعارف والمشهور.
                          وقد فرقوا بين علم الكلام والفلسفة، بالرغم من كونهما معاً منحى عقلياً بان المتكلم (في علم الكلام) يأخذ العقائد الاسلامية ويحاول البرهنة عليها في حين ان الفيلسوف (في الفلسفة) لا يأخذ هذا مسلماً بل يسير الى حيث يقوده البرهان كائناً ما كانت نتيجته. وان كنا نعتقد كمسلمين ان كل من بحث عن صحة العقائد الاسلامية فانه سيتوصل الى صحتها. وان كل من توصف الى غير ذلك فهو متوهم ومبطل.
                          كما فرقوا بين علم الكلام والفلسفة، بان علم الكلام خاص عن الحديث عن العقائد الاسلامية، في حين ان الفلسفة اوسع من ذلك، من حيث ان الفيلسوف ينظر الى الوجود ككل.
                          اما الفرق بين هذين العلمين من ناحية والعرفان من ناحية ثانية، هو ان هذين العلمين يشتركان بالمنحى العقلي او الذهني. ولا يمكن ان يتعدياه في حين ان العرفان تعبر اخر عن معرفة حقائق الاشياء بالحس والوجدان وهو ما يعبر عنه في المنطق بالعلم الحضوري. لا يخلف في ذلك عالم الخلق عن عالم الامر عن عالم اللاهوت عن عالم الاسماء والصفات. الى غير ذلك.
                          المستوى الاول: هو المستوى العام المتدني في الفهم، حيث تكون الفكرة غائمة والبراهين اجمالية كما سبق. في حين ان المستويات التالية كلها واضحة ومعمقة.
                          المستوى الثاني: هو المستوى الكلامي، حيث يراد فهم اصول الدين والاستدلال عليها بالعقل من زاوية ادراكه لهذه الامور.
                          المستوى الثالث: هو المستوى الفلسفي، حيث يراد فهم اصول الدين والاستدلال عليها بالعقل من زاوية ادراكه المطلق لكل شيء، وعامة عالم الوجود.
                          المستوى الرابع: هو المستوى العرفاني، حيث يراد فهم اصول الدين والاستدلال عليها بالحس والوجدان المباشر الناشيء من الاطلاع على حقائق الاشياء على واقعها الاصلي، كما اشرنا.
                          وهنا ناحيتان يحسن الالتفات اليهما:
                          الناحية الاولى: انه قد يخطر في الذهن: ان المعرفة الحقيقية هي المعرفة الواصلة الينا عن طريق الكتاب والسنة، وليست هي احدى هذه المستويات الاربع اطلاقاً.
                          ومن هنا نجد ان كلمات الكتاب والسنة المقدسين، مناسبة مع كل العقول والمستويات وقد اعطت لكل واحد ولكل جماعة ومجتمع ما ينفعه ويهديه. وهي لم تبخل بأعمق الافكار غير انها خاطبت كل احد بمقدار عقله وتحمله. فمن لم يكن اهلاً للتحمل يكفي ان يبقى غافلا عن الفكرة وغير فاهم لها من ظواهر الكتاب والسنة.
                          الناحية الثانية: ان اعمق واوسع الاستدلال على اصول الدين ومطلق العقائد، في القواعد الظاهرية الموروثة انما هو في الفلسفة الاسلامية التقليدية والتي هي اعمق من علم الكلام والطف بما لا يقاس من الدرجات. ولئن ورد النهي في بعض الروايات عن الافاضة في علم الكلام، فانه لم يرد نهي عن الافاضة في الفلسفة.
                          غير انني اعتقد ان المستويين الثالث والرابع ينبغي ان يتعاضدا ويتعاهدا في الايصال الى النتائج الواقعية. وقد سبق ان كررت هذا المعنى في عدد من ايام عمري، ان الفلسفة بلا عرفان قشر بلا لب. والعرفان بلا فلسفة لب بلا قشر.
                          وهذا معناه ان الفاكهة المفضلة، كما خلقها الله سبحانه هي لب وقشر معاً ولا يصلح احدهما من دون الاخر.
                          اما استفادة الفلسفة من العرفان، فانه يفتح لها حسن الاستدلال وحسن النتائج معاً. ولا يكون سير الفيلسوف سيراً في ظلام، بل تكاملاً في نور. ولا يحس بذلك الا من جربه.
                          ولهذا مزج عدد من الفلاسفة فلسفتهم بالعرفان، فاصبحت من هذه الناحية من افضل الفلسفات واجل المؤلفات، منهم: صدر المتأهلين الشيرازي صاحب كتاب: الاسفار الاربعة. والشيخ ملا هادي السيزواري صاحب المنظومة في الفلسفة وله حاشية جليلة على الاسفار الاربعة نحى فيها المنحى المشار اليه. وهما معاً موفقان في هذا الصدد.
                          واما استفادة العرفان من الفلسفة فمن جهات اهمها:
                          اولا: انها تصلح ان تكون تعقلا وترتيباً برهانياً للفهم العرفاني الوجداني الساذج.
                          ثانياً: انها تصلح ان تكون حجاباً وستراً للاسرار الالهية العرفانية. فانها عندئذ يمكن التعرف بها بالثوب الفلسفي المناسب.
                          وعلى أي حال، فالفلسفة انما تمنع العرفان من زاوية اثباتية يعني لتعريف الاخرين او قل: بعض الاخرين بعض صيغ الحقيقة المجردة، والا فان كان الفرد موفقاً لكي يكون بعيداً عن الاخرين ولا يشعر بتكليفه الشرعي او الانساني لتعليمهم او هدايتهم، فلا حاجة الى الفلسفة عنده. بل يكون اطلاعه العرفاني اوسع واعلى واصفى لا محالة.
                          ومن هنا قد نجد اناساً ممن لا خلاق لهم في الظاهر، ممن لا يعرف القراءة والكتابة ولا يفهم الاخرون عنه كلاماً ولا يحترمون له مقاماً. نجده من الطف العارفين واعلى الاولياء والمتقين. ولا ضرورة لامثال هؤلاء الى أي سطر من الفلسفة.
                          واذا رجعنا الى الكلمة التي قلناها من: ان العرفان بلا فلسفة لب بلا قشر، نجد ان كل اللب وحده هو الالذ. بل لابد منه لاكل كل فاكهة واكل الفاكهة بقشرها غير مستساغ. وانما الفلسفة اذا ارادت لنفسها النتيجة الصالحة
                          -لو صح التعبير-، فانها يجب ان توصل صاحبها الى العرفان. واما بدون ذلك، فهي الضلال البعيد، وقديماً قالوا: من تمنطق تزندق. أي بدون الاعتماد على علوم البيت (ع) ومعارفهم الحقيقية.


                          تعليق


                          • #14
                            اللهم صلِّ على محمد وآل محمد ..
                            * الفلسفة كـ نشاط عقلي ، لا يمكن رفضه ، بل أدلجته كمذهب خاص هو المبتذل .
                            وحتى في المنهج
                            الديالكتيكي ، برع فيه شريعتي - رحمه الله - دون أن يكون مذهبه الفكري .
                            * فرق بين الفلسفة كـ النشاط والفاعلية العقلية ، و المذهبية .

                            تعليق


                            • #15
                              لا يمكن أن يتعارض العقل القطعي مع النقل القطعي

                              بسم الله الرحمن الرحيم

                              الأخ (علي الدرويش)


                              إنّ الفلسفة الإسلامية ليست مجرّد نشاط عقلي، بل هي نشاط عقلي يراد منه معرفة حقيقة الوجود الخارجي. و بالتالي فإذا وصل الفيسوف إلى حقيقة من الحقائق بواسطة الدليل العقلي المحكم، فإنّه لا يملك إلاّ أن يؤمن بهذه الحقيقة.

                              أجل، لقد تحوّلت الفلسفة لدى الغرب إلى مجرّد نشاط عقلي، و لعبة ذهنية بحسب تعبير بعض متفلسفة الغرب. و سبب ذلك أنّ الغرب لما قرّر إنكار كل شيء وراء المادّة، و التخلّي عن الدين، بل ذهب الكثير منهم إلى إنكار الواقع أو إلى استحالة إدراكه ... فإنّه اضطر إلى التخلّي عن الفلسفة بمعناها الصحيح، و هي الفلسفة الباحثة عن حقائق الوجود. و ذلك لأنّ هذا البحث سيؤدّي بالضرورة إلى إثبات وجود الله ووحدانيته، و هذا ما لا يستطيعون احتماله.

                              و أما الفلسفة الإسلامية، فقناعتها هي العكس تماماً. و ذلك أن الفلاسفة المسلمون يرفعون شعاراً مهماً جداً، و هو أنّ الدين لا يمكن أن يتعارض مع العقل، فلا يمكن أن تجد حكماً عقلياً قطعياً يتعارض مع معلومة دينية قطعية، وذلك بخلاف النصارى أصحاب التثليث فهم مضطرون للقول بأن أحكام العقل لا علاقة لها بأحكام الدين و أنّ العقل و الإيمان لا يشتركان في إطار واحد، بل لكلّ واحد منهما إطاره الخاصّ الذي لا يتقاطع مع الآخر، و أنّ طريق الفهم ينبغي طيّه بواسطة مركَب الإيمان لا غير.

                              و هذا الانسجام التام بين نتائج العقل القطعي و النقل القطعي يظهر بتميّز في المذهب الشيعي، بخلاف المذاهب السنية التي اضطرت إلى إنكار بعض أحكام العقل بسبب انحرافها عن مصدر العلم الصافي: أهل البيت عليهم السلام. و أمّا أتباع المذهب الحقّ فإنهم لم يضطروا يوماً للتنازل عن عقولهم بحجّة الإيمان.

                              نعم!! إنّ نفس العقل يعرف لنفسه حدوداً و لا يتجاوزها ، و يدرك الإطار الذي يمكن له أن يبحث فيه، فهو يعرف أنّ ملاكات الأحكام مثلاً لا تنال بالعقول، و لا بدّ له فيها من واسطة معصومة لكي تبلّغه الأحكام. كما أنّ نفس العقل يدرك عجزه عن إدراك كنه ذات الله تعالى، لأّن العقل لا يدرك إلا المحدودات، و يدرك بالبرهان العقلي أن الله غير محدود أيضاً، فيعرف أنّ إدراك كنه الذات الإلهية مستحيلة عليه. و هذا يختلف عن قولنا بأن الشرع يمكن أن يخالف العقل، فما ذكرناه هنا إقرار من العقل بالعجز و ليس حكماً مخالفاً للشرع.

                              و لهذا أصرّ علماؤنا الأبرار أن نتيجة الأحكام العقلية المبنية على البرهان القطعي حجّة ولا يمكن التنازل عنها أبداً. و حتّى لو وقع تعارض ظاهري بين حكم عقلي قطعي و معلومة من جاءت في رواية و يظهر منها خلاف ما قام عليه الدليل العقلي القطعي، فإنهم يحملون هذه الرواية على غير ظاهرها، و يعتبرون الحكم العقلي قرينة مساعدة على فهم كلام الشارع المقدّس لأنّ الشارع يستحيل أن يخالف العقل. و من هنا فإن النتائج الفلسفية التي تخضع للضوابط الدقيقة التي ذكرناها مراراً تدخل دون ريب في بناء العقيدة و الأحكام في المذهب الشيعي، و لذا كان من اللازم على طالب العلوم الدينية دراسة هذا العلم بإتقان و إحكام .


                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة مروان1400, 15-03-2024, 06:34 AM
                              ردود 2
                              21 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة مروان1400
                              بواسطة مروان1400
                               
                              يعمل...
                              X