إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

هذه بعض الأسئلة الموجهة للشيعه العدد السادس حول الشورى

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هذه بعض الأسئلة الموجهة للشيعه العدد السادس حول الشورى

    لقد كان الكلام في ما مضى يدور حول النظريات المطروحة بين الامة في اختيار الخليفة وقلت فيما مضى ان النظريات الاساسية ثلاث نظريات وان كان هناك اقوال اخرى كالقول بالغلبة والقهر وغيرها ولكن مايهمني الان النظريات الثلاث ولقد تم الكلام عن النظرية الاولى

    وقلت بانها جيدة وطلوبة ولكن عيبها اننا لايمكن ان نعرف الافظل وان كان في مثل علي بن ابي طالب واضحة ولكن في غيره قد تناقش المسألة ومع ذلك ثبت لنا افظلية الامام علي على غيره في كل المجالات

    سؤال:والآن الى اين سوف يتجه البحث وهل من موضوع جديد ام سوف تكمل ما بدأت به من النظريات الثلاث ؟
    الجواب : سوف اكمل البحث في النظريات الثلاث وسوف يكون الكلام عن الشورى

    سؤال : وهل عندك شك في أن الشورى هي احدى الطرق المنصوص عليها من الشريعة المقدسة والقرآن خير شاهد على ذلك لان القرآن قد ذكر الشورى في آيتين من القرآن ؟!

    الجواب: سبحان الله وهل كل شي ذكره القرآن يحق لكم بان تعتبروه دليل فلقد ذكر البقرة والحمار والنمل وغير ذلك فهل هو دليل وكذلك ذكر الوصية فهل تقولون بالوصية أم لا ؟

    اخي الفاضل المستشكل أقول لك لابد لنا من أن نبحث في هاتين الآيتين لنعرف ماهو المقصود منهما وما هو مدلوليهما وبعد ذلك نعطي الحكم فالتسرع غير صحيح أبدا

    ومن هنا سوف نبتدي اولا بأقوال المفسرين للآيتين ومن ثم نعلق او اننا سوف نعلق في الاثناء ان كان يحتاج تعليق وسوف ابتدي بقوله تعالى<وأمرهم شورى بينهم >
    لنرى ماذا يقول اهل التفسير في ذلك

  • #2
    قال الفخر الرازي :وأما قوله تعالى وأمرهم شورى بينهم فقيل كان إذا وقعت بينهم واقعة اجتمعوا وتشاوروا فأثنى الله عليهم أي لا ينفردون برأي بل ما لم يجتمعوا عليه لا يقدمون عليه وعن الحسن ما تشاور قوم إلا هدوا لأرشد أمرهم والشورى مصدر كالفتيا بمعنى التشاور ومعنى قوله وأمرهم شورى بينهم أي ذو شورى
    المصدر<التفسير الكبير للرازي ج27ص152>


    وفي الدر المنثور :وأخرج الخطيب في رواة مالك عن أبي هريرة رضي الله عنه - مرفوعا استرشدوا العاقل ترشدوا ولا تعصوه فتندموا

    وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي <ص> قال من أراد أمرا فشاور فيه وقضى اهتدى لأرشد الأمور

    وأخرج البيهقي عن يحيى بن أبي كثير رضي الله عنه - قال قال سليمان بن داود عليه السلام لابنه يا بني عليك بخشية الله فإنها غاية كل شيء

    يا بني لا تقطع أمرا حتى تؤامر مرشدا فإنك إذا فعلت ذلك رشدت عليه يا بني عليك بالحبيب الأول فإن الأخير لا يعدله المصدر <الدر المنثور للسيوطي ج7ص357>

    وقال البغوي : وأمرهم شورى بينهم ) يتشاورون فيما يبدوا لهم ولا يعجلون المصدر <تفسير البغوي ج4ص129

    وقال صاحب تفسير البيضاوي وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم <ذو شورى بينهم لا ينفردون برأي حتى يتشاوروا ويجتمعوا عليه وذلك من فرط تدبرهم وتيقظهم في الأمور وهي مصدر كالفتيا بمعنى التشاور المصدر <تفسير البيضاوي ج5ص133>
    وقال ابن الجوزي:وأمرهم شورى بينهم ( قال ابن قتيبة أي يتشاورون فيه بينهم وقال الزجاج المعنى أنهم لا ينفردون برأي حتى يجتمعوا عليه المصدر < زاد المسير - ابن الجوزي ج:7 ص:291 >

    وعن الحسن ما تشاور قوم إلا هدوا لأرشد أمرهم والشورى مصدر كالفتيا بمعنى التشاور ومعنى قوله وأمرهم شورى بينهم أي ذو شورى وكذلك قولهم ترك رسول الله<ص> وعمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة شورى المصدر <الكشاف للزمخشري ج4ص233>


    هذه هي كلمات المفسرين فحتى لا يطول الكلام ويثقل على القاري الكريم سوف اكتفي بهذه النقولات فقط

    تعليق


    • #3
      سؤال : ولكن لم تقل لي الم ترى بان هذه الآية تمتدح اصحاب الشورى والذين لا لا يفعلون امر الا بعد المشورة ؟
      الجواب : نعم عرفت ذلك وهذا امر مستحسن وامر جميل ولا خلاف بيني وبينك في أن الاستشارة خير في كل عمل يخص من استشار ولا نزاع في ذلك

      سؤال : هل سلمت الان بان الشريعة قدمت للامة هذا الامر كطريقة لاختيار ولي امرهم ام لا ؟
      الجواب : كلامك هذا مرفوظ من جهتين الاولى انك اشتبهت وقلت بان الشريعة شرعت أو قدمت للامة وهذا خطا واضح فالشورى المذكورة هنا في هذه الآية لم تكن مشروع جديد وانما هو امتداح من الشريعة لمجموعة من المسلمين كانوا يتعاملون بهذا المبدأ في حياتهم فأقرتهم على هذا العمل وامتدحتهم

      سؤال ومن هم هؤلاء الذين كانوا يتعاملون بالشورى ؟
      الجواب سؤال : جميل جدا لنعود لاقوال المفسرين من جديد لنبحث عن منهم الذين نزل فيهم هذا المدح


      قال الزمخشري والذين استجابوا لربهم نزلت في الأنصار دعاهم الله عز وجل للإيمان به وطاعته فاستجابوا له بأن آمنوا به وأطاعوه وأقاموا الصلواة وأتموا الصلوات الخمس وكانوا قبل الإسلام وقبل مقدم رسول الله<ص> المدينة إذا كان بهم أمر اجتمعوا وتشاوروا فأثنى الله عليهم أي لا ينفردون برأي حتى يجتمعوا عليه المصدر <الكشاف للزمخشري ج4ص233>
      وقال السمعاني وقوله ( وأمرهم شورى بينهم) ذكر النقاش أن هذا في الأنصار وكانوا يتشاورون في الأمر بينهم فمدحهم الله على ذلك وذلك دليل على اتفاق الكلمة وترك الاستبداد بالرأي والرجوع إلى الرأي عند نزول الحادثة وقيل إن الأنصار تشاوروا فيما بينهم حين دعاهم النبي إلى الإيمان ثم أجابوا إلى الإيمان المصدر<تفسير السمعاني ج:5 ص:81 >

      وقال الآلوسي والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة

      ( قيل نزلت في الأنصار دعاهم الله تعالى على لسان رسوله<ص> للأيمان به وطاعته سبحانه

      فاستجابوا له فأقنى عليهم جل وعلا بما أثنى وعليه فهو من ذكر الخاص بعد العام لبيان شرفه لأيمانهم دون تردد وتلعثم والآية إن كانت مدنية فالأمر ظاهر وإذا كانت مكية فالمراد بالأنصار من آمن بالمدينة قبل الهجرة أوالمراد بهم أصحاب العقبة المصدر < روح المعاني - الألوسي ج:25 ص:46>

      وقال الشوكانني والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة ( أي أجابوه إلى ما دعاهم إليه وأقاموا ما أوجبه عليهم من فريضة الصلاة قال ابن زيد هم الأنصار بالمدينة استجابوا إلى الإيمان بالرسول حين أنفذ إليهم اثنى عشر نقيبا منهم قبل الهجرة

      وأقاموا الصلاة لمواقيتها بشروطها وهيئاتها ) وأمرهم شورى بينهم ( أي يتشاورون فيما بينهم ولا يعجلون ولا ينفردون بالرأي المصدر <فتح القدير - الشوكاني ج:4 ص:540 >

      تعليق


      • #4
        سؤال : وماهي الفائدة من سرد هذه الاقوال في اسباب نزول هذه الآية وخاصة كونها في الانصار ؟!
        الجواب : انت سالت وانا اجبت ولي في ذلك غرض آخر من هذا الطرح والبيان وهو اني اريد ان ابين لك بان هذه الاية لم تشرع مسألة الشورى وانما اتت مادحة للانصار لانهم يتعاملون في شؤون حياتهم بهذا المبدء وليس للحاكمية أي ذكر

        وعليه فالآية تتكلم عن امر آخر غير ما استشهد به المخالف ولا دليل ابدا على ما قالوه بان الآية تدور حول اختيار الخليفة ابدا

        سؤال : وماهي اذا موارد استخدام الشورى بينهم وفي أي امر من امورهم اذا لم نقل بأنها حول الخلافة والحاكمية ؟

        قال ابن كثير وأمرهم شورى بينهم ) أي لا يبرمون أمرا حتى يتشاوروا فيه ليتساعدوا بآرائهم في مثل الحروب وما جرى مجراها كما قال تبارك وتعالى ( وشاورهم في الأمر ) الآية ولهذا كان <ص> يشاورهم في الحروب ونحوها ليطيب بذلك قلوبهم المصدر <تفسير ابن كثير ج:4 ص:119 >

        قال الآلوسي وأمرهم شورى بينهم ) وقد كانت الشورى بين النبي <ص> وأصحابه فيما يتعلق بمصالح الحروب وكذا بين الصحابة رضي الله تعالى عنهم بعده عليه الصلاة والسلام وكانت بينهم أيضا في الأحكام كقتال أهل الردة وميراث الجد وعدد حد الخمر وغير ذلك والمراد بالأحكام ما لم يكن لهم فيه نص شرعي وإلا فالشورى لا معنى لها وكيف يليق بالمسلم العدول عن حكم الله عز وجل إلى آراءالرجال والله سبحانه هو الحكيم الخبير المصدر <روح المعاني - الألوسي ج:25 ص:46>

        وقال صاحب الدر المنثور :الآية 38 أخرج عبد بن حميد والبخاري في الأدب وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه - قال ما تشاور قوم قط إلا هدوا وأرشد أمرهم ثم تلا وأمرهم شورى بينهم (وأخرج الخطيب في رواة مالك عن علي رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله الأمر ينزل بنا بعدك لم ينزل فيه قرآن ولم يسمع منك فيه شيء قال اجمعوا له العابد من أمتي واجعلوه بينكم شورى ولا تقضوه برأي واحد

        المصدر <لدر المنثور - السيوطي ج:7 ص:357 >

        تعليق


        • #5
          وعلى هذا الكلام ثبت لنا بان موارد الشورى كانت في الحرب ومواقع الحرب وما شاكل ذلك من الأمور وأما الأمور التي ثبت النص فيها فلا يجوز الشورى فيها وكذلك أن الشورى في ما يخصهم وليس فيما يخص الله وأحكامه والإمامة من الواجبات مثلها مثل الصوم والصلاة وغيرها من الواجبات .

          سؤال : ولكن وردت هناك بعض التفاسير تقول بان عمر استند للآية وجعلها شورى أليس بصحيح ؟

          الجواب : أقول جزاك الله خير الجزاء على هذه الكلمات وأقول لعلك تريد أن تنقل لنا مثل هذه الأقوال :

          كما قال الاندلسي : وقد جعل عمر بن الخطاب الخلافة وهي أعظم النوازل شورى وقال الحسن والله ما تشاور قوم بينهم إلا هداهم الله لأفضل ما بحضرتهم المصدر (المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - الأندلسي ج:1 ص:534) .

          وقال ابن كثير : وهكذا لما حضرت عمر بن الخطاب رضي الله عنه الوفاة حين طعن جعل الأمر بعده شورى في ستة نفر وهم عثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم فاجتمع رأي الصحابة كلهم رضي الله عنهم على تقديم عثمان عليهم رضي الله عنهم المصدر ( تفسير ابن كثير ج:4 ص:119) .

          أخي الفاضل أقول لك بان هذه الكلمات هي استحسانات من المؤلف فأراد أن يبرر بعض المواقف المخالفة وألا سوف يأتيك في المستقبل القريب أن الخليفة عمر لا يعترف بالشورى أصلا وقد وصلت إليه الخلافة بالنص لا بالشورى فلو كانت الشورى شرط فكيف جاز له أن يتقبل الخلافة من دون شورى وبهذا أكون قد انتهيت من الآية الأولى وسوف ننتقل للآية الثانية وهي قوله تعالى وشاورهم في الأمر :

          تعليق


          • #6
            الاية الثانيه : ( وشاورهم في الأمر ) .
            سؤال : ماذا سوف تبحث في هذه الآية أم أن البحث هو كما مر في الآية السابقة ؟
            الجواب : البحث هو سوف يكون مثل البحث في الآية السابقة لنفس الدواعي والأسباب .
            أولا : سوف انقل أقوال المفسرين :

            قال الرازي:
            المسألة الأولى يقال شاورهم مشاورة وشوارا ومشورة والقوم شورى وهي مصدر سمي القوم بها كقوله وإذ هم نجوى (الإسراء 47) قيل المشاورة مأخوذة من قولهم شرت العسل أشوره إذا أخذته من موضعه واستخرجته وقيل مأخوذة من قولهم شرت الدابة شورا إذا عرضتها والمكان الذي يعرض فيه الدواب يسمى مشوارا كأنه بالعرض يعلم خيره وشره فكذلك بالمشاورة يعلم خير الأمور وشرها المصدر (التفسير الكبير - الرازي ج:9 ص:54 ) .



            وقال السيوطي :
            وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن الحسن في قوله ) وشاورهم في الأمر ( قال قد علم الله أنه ما به إليهم من حاجة ولكن أراد أن يستن به من بعده المصدر ( الدر المنثور - السيوطي ج:2 ص:358 ) .

            وقال الزمخشري :
            وشاورهم في الأمر يعني في أمر الحرب ونحوه مما لم ينزل عليك فيه وحي لتستظهر برأيهم ولما فيه من تطييب نفوسهم والرفع من أقدارهم وعن الحسن رضي الله عنه قد علم الله انه ما به إليهم حاجة ولكنه أراد أن يستن به من بعده وعن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم 215 ( ما تشاور قوم قط ألا هدوا لأرشد آمرهم ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه ما رأيت أحدا أكثر مشاورة من أصحاب الرسول ( ص ) وقيل كان سادات العرب إذا لم يشاوروا في الأمر شق عليهم فأمر الله رسوله ( ص ) بمشاورة أصحابه لئلا يثقل عليهم استبداده بالرأي دونهم وقرىء ( وشاورهم في بعض الأمر المصدر ( الكشاف - الزمخشري ج:1 ص:459 ) .

            وقال البغوي:
            ( وشاورهم في الأمر ) أي استخرج آراءهم واعلم ما عندهم من قول العرب شرت الدابة وشورتها إذا استخرجت جريها وشرت العسل وأشرته إذا أخذته من موضعه واستخرجته المصدر ( تفسير البغوي ج:1 ص:365 ) .

            وقال الطبري:
            قوله وشاورهم في الأمر قال ما أمر الله عز وجل نبيه ( ص ) بالمشورة إلا لما علم فيها من الفضل حدثنا القاسم قال ثنا الحسين قال ثنا معتمر بن سليمان عن إياس بن دغفل عن الحسن ما شاور قوم قط إلا هدوا لأرشد أمورهم وقال آخرون إنما أمره الله بمشاورة أصحابه فيما أمره بمشاورتهم فيه مع إغنائه بتقويمه إياه وتدبيره أسبابه عن آرائهم ليتبعه المؤمنون من بعده فيما حزبهم من أمر دينهم ويستنوا بسنته في ذلك ويحتذوا المثال الذي رأوه يفعله في حياته من مشاورته في أموره مع المنزلة التي هو بها من الله أصحابه وتباعه في الأمر ينزل بهم من أمر دينهم ودنياهم فيتشاوروا بينهم ثم يصدروا عما اجتمع عليه ملؤهم لأن المؤمنين إذا تشاوروا في أمور دينهم متبعين الحق في ذلك لم يخلهم الله عز وجل من لطفه وتوفيقه للصواب من الرأي والقول فيه قالوا وذلك نظير قوله عز وجل الذي مدح به أهل الإيمان وأمرهم شورى المصدر ( تفسير الطبري ج:4 ص:152) .

            وقال القرطبي :
            قوله تعالى فأعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فيه ثمان مسائل الأولى قال العلماء أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بهذه الأوامر التي هي بتدريج بليغ وذلك أنه أمره بأن يعفو عنهم ماله في خاصته عليهم من تبعة فلما صاروا في هذه الدرجة أمره أن يستغفر فيما لله عليهم من تبعة أيضا فإذا صاروا في هذه الدرجة صاروا أهلا للاستشارة في الأمور قال أهل اللغة الاستشارة مأخوذة من قول العرب شرت الدابة وشورتها إذا علمت خبرها يجزى أو غيره ويقال للموضع الذي تركض فيه مشوار وقد يكون من قولهم شرت العسل واشترته فهو مشور ومشتار إذا أخذته من موضعه قال عدي بن زيد في سماع يأذن الشيخ له ثم وحديث مثل ماذى مشار الثانية قال ابن عطية والشورى من قواعد الشريعة وعزائم الأحكام من لايستشير أهل فعزله واجب هذا مالا خلاف فيه وقد مدح الله المؤمنين بقوله وأمرهم شورى بينهم قال أعرابي ما غبنت قط حتى يغبن قومي قيل المصدر( تفسير القرطبي ج: 4 ص: 250 ) .

            تعليق


            • #7
              وعلى هذا وباختصار عرفت أهم الأقوال في الآية وعليه ننتقل للأسئلة الأهم في الآية الكريمة .
              السؤال هنا هو : لماذا شاور النبي أصحابه ما هو الهدف من مشاورته لهم ؟
              الجواب : في هذه الأقوال لكبار المفسرين من أخوتنا أبناء المذهب السني .

              قال الفخر الرازي :
              المسألة الثانية الفائدة في أنه تعالى أمر الرسول بمشاورتهم وجوه :
              الأول: أن مشاورة الرسول ( ص ) إياهم توجب علو شأنهم ورفعة درجتهم وذلك يقتضي شدة محبتهم له وخلوصهم في طاعته ولو لم يفعل ذلك لكان ذلك إهانة بهم فيحصل سوء الخلق والفظاظة .

              الثاني : أنه عليه السلام وإن كان أكمل الناس عقلا إلا أن علوم الخلق متناهية فلا يبعد أن يخطر ببال إنسان من وجوه المصالح ما لا يخطر بباله لا سيما فيما يفعل من أمور الدنيا فانه عليه السلام قال أنتم أعرف بأمور دنياكم وأنا أعرف بأمور دينكم ، ولهذا السبب قال عليه السلام ما تشاور قوم قط إلا هدوا لأرشد أمرهم .

              الثالث : قال الحسن وسفيان بن عيينة إنما أمر بذلك ليقتدي به غيره في المشاورة ويصير سنة في أمته .

              الرابع : أنه عليه السلام شاورهم في واقعة أحد فأشاروا عليه بالخروج وكان ميله إلى أن يخرج فلما خرج وقع ما وقع فلو ترك مشاورتهم بعد ذلك لكان ذلك يدل على أنه بقي في قلبه منهم بسبب مشاورتهم بقية أثر فأمره الله تعالى بعد تلك الواقعة بأن يشاورهم ليدل على أنه لم يبق في قلبه أثر من تلك الواقعة .

              الخامس: وشاورهم في الأمر لا لتستفيد منهم رأيا وعلما لكن لكي تعلم مقادير عقولهم وأفهامهم ومقادير حبهم لك وإخلاصهم في طاعتك فحينئذ يتميز عندك الفاضل من المفضول فبين لهم على قدر منازلهم .

              السادس : وشاورهم في الأمر لا لأنك محتاج إليهم ولكن لأجل أنك إذا شاورتهم في الأمر اجتهد كل واحد منهم في استخراج الوجه الأصلح في تلك الواقعة فتصير الأرواح متطابقة متوافقة على تحصيل أصلح الوجوه فيها وتطابق الأرواح الطاهرة على الشيء الواحد مما يعين على حصوله وهذا هو السر عند الاجتماع في الصلوات وهو السر في أن صلاة الجماعة أفضل من صلاة المنفرد .

              السابع : لما أمر الله محمدا عليه السلام بمشاورتهم دل ذلك على أن لهم عند الله قدرا وقيمة فهذا يفيد أن لهم قدرا عند الله وقدرا عند الرسول وقدرا عند الخلق .

              الثامن : الملك العظيم لا يشاور في المهمات العظيمة إلا خواصه والمقربين عنده فهؤلاء لما أذنبوا عفا الله عنهم فربما خطر ببالهم أن الله تعالى وان عفا عنا بفضله إلا أنه ما بقيت لنا تلك الدرجة العظيمة فبين الله تعالى أن تلك الدرجة ما انتقصت بعد التوبة بل أنا أزيد فيها وذلك أن قبل هذه الواقعة ما أمرت رسولي بمشاورتكم وبعد هذه الواقعة أمرته بمشاورتكم لتعلموا أنكم الآن أعظم حالا مما كنتم قبل ذلك والسبب فيه أنكم قبل هذه الواقعة كنتم تعولون على أعمالكم وطاعتكم والآن تعولون على فضلي وعفوي فيجب أن تصير درجتكم ومنزلتكم الآن أعظم مما كان قبل ذلك لتعلموا أن عفوي أعظم من عملكم وكرمي أكثر من طاعتكم والوجوه الثلاثة الأول مذكورة والبقية مما خطر ببالي عند هذا الموضع والله أعلم بمراده وأسرار كتابه المصدر ( التفسير الكبير - الرازي ج:9 ص:54 ) .

              وقال ابن كثير :
              فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر ) ولذلك كان رسول الله ( ص) يشاور أصحابه في الأمر إذا حدث تطييبا لقلوبهم ليكون أنشط لهم فيما يفعلونه المصدر ( تفسير ابن كثير ج:1 ص:421 ) .

              وقال السيوطي :
              وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن الحسن في قوله ( وشاورهم في الأمر ) قال قد علم الله أنه ما به إليهم من حاجة ولكن أراد أن يستن به من بعده وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ( وشاورهم في الأمر ) قال أمر الله نبيه أن يشاور أصحابه في الأمور وهو يأتيه وحي السماء لأنه أطيب لأنفس القوم وإن القوم إذا شاور بعضهم بعضا وأرادوا بذلك وجه الله عزم لهم على رشده المصدر (الدر المنثور - السيوطي ج:2 ص:358 ) .

              وقال الزمخشري :
              وشاورهم في الأمر يعني في أمر الحرب ونحوه مما لم ينزل عليك فيه وحي لتستظهر برأيهم ولما فيه من تطييب نفوسهم والرفع من أقدارهم وعن الحسن رضي الله عنه قد علم الله انه ما به إليهم حاجة ولكنه أراد أن يستن به من بعده وعن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم 215 ( ما تشاور قوم قط ألا هدوا لأرشد أمرهم )
              وعن أبي هريرة رضي الله عنه ما رأيت أحدا أكثر مشاورة من أصحاب الرسول (ص) وقيل كان سادات العرب إذا لم يشاوروا في الأمر شق عليهم فأمر الله رسوله (ص) بمشاورة أصحابه لئلا يثقل عليهم استبداده بالرأي دونهم وقرىء ( وشاورهم في بعض الأمر ) المصدر ( الكشاف - الزمخشري ج:1 ص:459 ) .

              وقال البغوي :
              وقا مقاتل وقتادة أمر الله تعالى بمشاورتهم تطييبا لقلوبهم فإن ذلك أعطف لهم عليه وأذهب لإضغانهم فإن سادات العرب كانوا إذا لم يشاروا في الأمر شق ذلك عليهم وقال الحسن قد علم الله عز وجل أنه ما به إلى مشاورتهم حاجة ولكنه أراد أن يستن به من بعده أخبرنا أبو طاهر المطهر بن علي بن عبيد الله الفارسي قال أخبرنا أبو ذر محمد بن إبراهيم بن علي الصالحاني أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر المصدر (تفسير البغوي ج:1 ص:365 ) .

              وقال البيضاوي :
              وشاورهم في الأمر ( أي في أمر الحرب إذ الكلام فيه أو فيما يصح أن يشاور فيه استظهارا برأيهم وتطييبا لنفوسهم وتمهيدا لسنة المشاورة للأمة ( تفسير البيضاوي ج:2 ص:108 ) .

              وقال الطبري :
              بقوله وشاورهم في الأمر بمشاورة أصحابه في مكايد الحرب وعند لقاء العدو تطييبا منه بذلك أنفسهم وتألفا لهم على دينهم وليروا أنه يسمع منهم ويستعين بهم وإن كان الله عز وجل قد أغناه بتدبيره له أموره وسياسته إياه وتقويمه أسبابه عنهم ذكر من قال ذلك حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة قوله وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين أمر الله عز وجل نبيه (ص) أن يشاور أصحابه في الأمور وهو يأتيه وحي السماء لأنه أطيب لأنفس القوم وإن القوم إذا شاور بعضهم بعضا وأرادوا بذلك وجه الله عزم لهم على أرشده حدثت عن عمار قال ثنا بن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع وشاورهم في الأمر قال أمر الله نبيه (ص) أن يشاور أصحابه في الأمور وهو يأتيه الوحي من السماء لأنه أطيب لأنفسهم حدثنا بن حميد قال ثنا سلمة عن بن إسحاق وشاورهم في الأمر أي لتريهم أنك تسمع منهم وتستعين بهم وإن كنت عنهم غنيا تؤلفهم بذلك على دينهم وقال آخرون بل أمره بذلك في ذلك وإن كان له الرأي وأصوب الأمور في التدبير لما علم في المشورة تعالى ذكره من الفضل ذكر من قال ذلك حدثنا بن وكيع قال ثنا أبي عن سلمة بن نبيط عن الضحاك بن مزاحم قوله وشاورهم في الأمر قال ما أمر الله عز وجل نبيه (ص) بالمشورة إلا لما علم فيها من الفضل حدثنا القاسم قال ثنا الحسين قال ثنا معتمر بن سليمان عن إياس بن دغفل عن الحسن ما شاور قوم قط إلا هدوا لأرشد أمورهم المصدر ( تفسير الطبري ج:4 ص:152) .

              لقد وضح لك أخي العزيز السبب الذي من اجله كان النبي يستشير أصحابه لكي يطيب خاطرهم فقط ووضح انه غير محتاج لرأيهم فكيف نتمسك بهذه الشورى كدليل أنها شرط في اختيار الحاكم .

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              x

              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

              صورة التسجيل تحديث الصورة

              اقرأ في منتديات يا حسين

              تقليص

              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 21-02-2015, 05:21 PM
              ردود 119
              18,093 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة وهج الإيمان
              بواسطة وهج الإيمان
               
              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:34 PM
              استجابة 1
              100 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة وهج الإيمان
              بواسطة وهج الإيمان
               
              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:27 PM
              استجابة 1
              71 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة وهج الإيمان
              بواسطة وهج الإيمان
               
              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-10-2023, 10:03 AM
              ردود 2
              156 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة وهج الإيمان
              بواسطة وهج الإيمان
               
              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 09-01-2023, 12:42 AM
              استجابة 1
              160 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة وهج الإيمان
              بواسطة وهج الإيمان
               
              يعمل...
              X