إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون .

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون .

    السلام عليكم
    من تفسير الميزان
    قوله تعالى: «و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون»
    الآية على ظاهر اتصالها بما قبلها كأنها تخاطب المؤمنين و تسوقهم و تحرضهم إلى إيتاء الصدقات.
    غير أن لفظها مطلق لا دليل على تخصيص خطابها بالمتصدقين من المؤمنين و لا بعامة المؤمنين بل هي تشمل كل ذي عمل من الناس من الكفار و المنافقين و المؤمنين و لا أقل من شمولها للمنافقين و المؤمنين جميعا.
    إلا أن نظير الآية الذي مر أعني قوله في سياق الكلام على المنافقين: «و سيرى الله عملكم و رسوله ثم تردون إلى عالم الغيب و الشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون:» التوبة: - 94 حيث ذكر الله و رسوله في رؤية عملهم و لم يذكر المؤمنين لا يخلو من إيماء إلى أن الخطاب في الآية التي نحن فيها للمؤمنين خاصة فإن ضم إحدى الآيتين إلى الأخرى يخطر بالبال أن حقيقة أعمال المنافقين أعني مقاصدهم من أعمالهم لما كانت خفية على ملإ الناس فإنما يعلم بها الله و رسوله بوحي من الله تعالى، و أما المؤمنون فحقائق أعمالهم أعني مقاصدهم منها و آثارها و فوائدها التي تتفرع عليها و هي شيوع التقوى و إصلاح شئون المجتمع الإسلامي و إمداد الفقراء في معايشهم و زكاة الأموال و نماؤها يعلمها الله تعالى و رسوله و يشاهدها المؤمنون فيما بينهم.
    لكن ظهور الأعمال بحقائق آثارها و عامة فوائدها أو مضراتها في محيط كينونتها و تبدلها بأمثالها و تصورها في أطوارها زمانا بعد زمان و عصرا بعد عصر مما لا يختص بعمل قوم دون عمل قوم، و لا مشاهدتها و التأثر بها بقوم دون قوم.
    فلو كان المراد من رؤية المؤمنين أعمالا لعاملين ظهور آثارها و نتائجها و بعبارة أخرى ظهور أنفسها في ألبسة نتائجها لهم لم يختص المشاهدة بقوم دون قوم و لا بعمل قوم دون عمل قوم فما بال الأعمال يراها المؤمنون و لا يراها المنافقون و هم أهل مجتمع واحد؟ و ما بال أعمال المنافقين لا يشاهدها المؤمنون و قد كونت في مجتمعهم و داخلت أعمالهم؟.
    و هذا مع ما في الآية من خصوص السياق مما يقرب الذهن أن يفهم من الآية معنى آخر فإنه قوله: «و ستردون إلى عالم الغيب و الشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون» يدل أولا على أن قوله: «فسيرى الله عملكم» الآية ناظر إلى ما قبل البعث و هي الدنيا لمكان قوله: «و ستردون» فإنه يشير إلى يوم البعث و ما قبله هو الدنيا.
    و ثانيا: أنهم إنما يوقفون على حقيقة أعمالهم يوم البعث و أما قبل ذلك فإنما يرون ظاهرها، و قد نبهنا على هذا المعنى كرارا في أبحاثنا السابقة، و إذ قصر علمهم بحقائق أعمالهم على إنبائه تعالى إياهم بها يوم القيامة و ذكر رؤية الله و رسوله و المؤمنين أعمالهم قبل يوم البعث في الدنيا و قد ذكر الله مع رسوله و غيره و هو عالم بحقائقها و له أن يوحي إلى نبيه بها كان المراد بها مشاهدة الله سبحانه و رسوله و المؤمنون حقيقة أعمالهم، و كان المراد بالمؤمنين شهداء الأعمال منهم لا عامة المؤمنين كما يدل عليه أمثال قوله تعالى «و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيدا:» البقرة: - 143 و قد مر الكلام فيه في الجزء الأول من الكتاب.
    و على هذا فمعنى الآية: و قل يا محمد اعملوا ما شئتم من عمل خيرا أو شرا فسيشاهد الله سبحانه حقيقة عملكم و يشاهدها رسوله و المؤمنون - و هم شهداء الأعمال - ثم تردون إلى الله عالم الغيب و الشهادة يوم القيامة فيريكم حقيقة عملكم.
    و بعبارة أخرى: ما عملتم من عمل خير أو شر فإن حقيقته مرئية مشهودة لله عالم الغيب و الشهادة ثم لرسوله و المؤمنين في الدنيا ثم لكم أنفسكم معاشر العاملين يوم القيامة.
    فالآية مسوقة لندب الناس إلى مراقبة أعمالهم بتذكيرهم أن لأعمالهم من خير أو شر حقائق غير مستورة بستر، و إن لها رقباء شهداء سيطلعون عليها و يرون حقائقها و هم رسول الله و شهداء الأعمال من المؤمنين و الله من ورائهم محيط فهو تعالى يراها و هم يرونها، ثم إن الله سبحانه سيكشف عنها الغطاء يوم القيامة للعاملين أنفسهم كما قال: «لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد:» ق: - 22 ففرق عظيم بين أن يأتي الإنسان بعمل في الخلوة لا يطلع عليه أحد، و بين أن يعمل ذلك العمل بعينه بين ملإ من الناظرين جلوة و هو يرى أنه كذلك.
    هذا في الآية التي نحن فيها، و أما الآية السابقة: «يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا قد نبأنا الله من أخباركم و سيرى الله عملكم و رسوله ثم تردون إلى عالم الغيب و الشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون» فإن وجه الكلام فيها إلى أشخاص من المنافقين بأعيانهم يأمر الله فيها نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يرد إليهم اعتذارهم، و يذكر لهم أولا أن الله قد نبأهم أي النبي و الذين معه من المؤمنين في جيش الإسلام أخبارهم بنزول هذه الآيات التي تقص أخبار المنافقين و تكشف عن مساوي أعمالهم.
    ثم يذكر لهم أن حقيقة أعمالهم غير مستورة عن الله سبحانه و لا خفية عليه و كذلك رسوله وحده و لم يكن معه أحد من شهداء الأعمال ثم الله يكشف لهم أنفسهم عن حقيقة أعمالهم يوم القيامة.
    فهذا هو الفرق بين الآيتين مع اتحادهما في ظاهر السياق حيث ذكر في الآية التي نحن فيها: الله و رسوله و المؤمنون، و في الآية السابقة: الله و رسوله، و اقتصر على ذلك.
    فهذا ما يعطيه التدبر في معنى الآية و من لم يقنع بذلك و لم يرض دون أن يصور للآية معنى ظاهريا فليقل إن ذكره تعالى «الله و رسوله» في خطاب المنافقين إنما هو لأجل أنهم إنما يريدون أن يكيدوا الله و رسوله و لا هم لهم في المؤمنون، و أما ذكره تعالى: «الله و رسوله و المؤمنين» في الخطاب العام فإنما الغرض فيه تحريضهم على العمل الصالح في مشهد من الملإ الصالح و لم يعبأ بحال غيرهم من الكفار و المنافقين.
    فتدبر.
    لدى سؤال
    قوله تعالى:
    «و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون»
    طبعا القرآن صالح لكل زمان ومكان
    والسؤال عن رؤية الله ورسوله والمؤمنون لاعمال العباد
    رؤية الله تعالى لاتنتهى وسارية الى ابد الآبدين
    لكن رؤية رسوله والمؤمنون لاعمال العباد هل تنتهى بوفاتهم ؟
    بمعنى ان الرسول ومن توفى من المؤمنين الآن لايرون اعمال العباد
    واذا كان كذلك فان القرآن لايصلح لكل زمان ومكان
    اى ان اعمالى والآخرون الآن لايراها الا الله تعالى فقط

  • #2
    المشاركة الأصلية بواسطة عبد المؤمن
    السلام عليكم

    لدى سؤال
    قوله تعالى:
    «و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون»
    طبعا القرآن صالح لكل زمان ومكان
    والسؤال عن رؤية الله ورسوله والمؤمنون لاعمال العباد
    رؤية الله تعالى لاتنتهى وسارية الى ابد الآبدين
    لكن رؤية رسوله والمؤمنون لاعمال العباد هل تنتهى بوفاتهم ؟
    بمعنى ان الرسول ومن توفى من المؤمنين الآن لايرون اعمال العباد
    واذا كان كذلك فان القرآن لايصلح لكل زمان ومكان
    اى ان اعمالى والآخرون الآن لايراها الا الله تعالى فقط
    الله يرى اعمال العباد
    ورسوله يرى اعمال العباد
    والمؤمنون يرون اعمال العباد

    هذا ماتقوله الآية :
    قوله تعالى:
    «و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون»
    هل هذه الرؤية مستمرة ام منقطعة ؟
    هل الرسول والمؤمنون يرون اعمالى واعمالك واعمال من سياتى بعدنا ام انهم راوا اعمال من كان فى عهدهم فقط؟

    اذا كانت مستمرة فإن الرؤية لازالت
    واذا كانت منقطعة فان الرسول والمؤمنون لايرون اعمال العباد الآن
    قوله تعالى:
    «و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون»
    ولكن بعد ان توفى الله رسوله ومن معه من المؤمنين اصبحت الآية غير صالحة لكل زمان ومكان
    هل هذا الكلام فيه شىء من الصحة ؟
    اعنى ان الرؤية لاتزال مستمرة ام ان الرؤية لزمن معين وتنتهى ؟

    تعليق


    • #3
      الله يرى اعمال العباد
      ورسوله يرى اعمال العباد
      والمؤمنون يرون اعمال العباد

      هذا ماتقوله الآية :
      قوله تعالى:
      «و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون»
      هل هذه الرؤية مستمرة ام منقطعة ؟
      هل الرسول والمؤمنون يرون اعمالى واعمالك واعمال من سياتى بعدنا ام انهم راوا اعمال من كان فى عهدهم فقط؟

      اذا كانت مستمرة فإن الرؤية لازالت
      واذا كانت منقطعة فان الرسول والمؤمنون لايرون اعمال العباد الآن
      قوله تعالى:
      «و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون»
      ولكن بعد ان توفى الله رسوله ومن معه من المؤمنين اصبحت الآية غير صالحة لكل زمان ومكان
      هل هذا الكلام فيه شىء من الصحة ؟
      اعنى ان الرؤية لاتزال مستمرة ام ان الرؤية لزمن معين وتنتهى ؟

      تعليق


      • #4
        الاخ المحترم

        رؤية الله فرغنا منها بقولك السابق

        رؤية سيدنا محمد :

        ورد عنه صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيما معناه لانه لا وقت عندى للبحث عن الحديث بتمامه :

        تعرض على اعمالكم كل يوم فما فيها من خير يسعد به الرسول وما فيها من سوء يحزن له الرسول


        رؤية المؤمنين

        وهل توقف المؤمنين على زمن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم

        بمعنى ان المؤمنين موجودين فى ايامنا هذه ايضا .


        بالانتظار

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة مسلم حق
          الاخ المحترم

          رؤية الله فرغنا منها بقولك السابق

          رؤية سيدنا محمد :

          ورد عنه صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيما معناه لانه لا وقت عندى للبحث عن الحديث بتمامه :

          تعرض على اعمالكم كل يوم فما فيها من خير يسعد به الرسول وما فيها من سوء يحزن له الرسول


          رؤية المؤمنين

          وهل توقف المؤمنين على زمن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم

          بمعنى ان المؤمنين موجودين فى ايامنا هذه ايضا .


          بالانتظار
          اهلا بك اخى العزيز مسلم حق
          يقول تعالى :
          «و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون»

          الله يرى اعمال العباد لاتخفى عليه خافية
          وعندما كان الرسول بين اظهر المسلمين كان يرى اعمالهم
          وعندما توفاه الله ايضا يرى اعمال من بقى واعمالنا لان الله يعرض جميع اعمالنا عليه
          وقولك ان المؤمنين يرون اعمالهم بين بعضهم البعض ماداموا احياء
          لكن عندما يتوفون تنقطع هذه الرؤية
          والقرآن لم يحدد من هم هؤلاء المؤمنون ولم يؤكد انقطاع رؤية الاعمال عنهم
          بل ان الرؤية مستمرة لهم كما ان الرؤية مستمرة لله ولرسوله
          هل لديك مايثبت انقطاع الرؤية للمؤمنين بوفاتهم ورحيلهم عن هذه الدنيا؟

          بانتظارك

          تعليق


          • #6
            متابع بحيوية

            وتحية رجبية

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة عبد المؤمن
              اهلا بك اخى العزيز مسلم حق
              يقول تعالى :
              «و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون»
              الله يرى اعمال العباد لاتخفى عليه خافية
              وعندما كان الرسول بين اظهر المسلمين كان يرى اعمالهم
              وعندما توفاه الله ايضا يرى اعمال من بقى واعمالنا لان الله يعرض جميع اعمالنا عليه
              وقولك ان المؤمنين يرون اعمالهم بين بعضهم البعض ماداموا احياء
              لكن عندما يتوفون تنقطع هذه الرؤية
              والقرآن لم يحدد من هم هؤلاء المؤمنون ولم يؤكد انقطاع رؤية الاعمال عنهم
              بل ان الرؤية مستمرة لهم كما ان الرؤية مستمرة لله ولرسوله
              هل لديك مايثبت انقطاع الرؤية للمؤمنين بوفاتهم ورحيلهم عن هذه الدنيا؟
              بانتظارك

              يقول تعالى :
              «و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون»
              نلاحظ عند قراءتنا للآية الكريمة :
              هناك طرف موجه اليه الخطاب من خلال (( و قل اعملوا ))
              وهناك مراقب لاعمال هؤلاء المخاطبون مثمثلا :
              بالله ورسوله والمؤمنون
              قلنا ان الله تعال يرى اعمال العباد دائما قبل هذه الآية وبعدها و لا تنقطع وباستمرار
              وقلنا ان الرسول عندما كان بالدنيا يرى اعمال العاملين فى زمنه وبعد رحيله يرى اعمال العباد
              ولا ننسى العطف الموجود فى (( فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون ))
              هذا العطف نستنتج منه ان هؤلاء المؤمنون ايضا يمتازون برؤيتهم لاعمال العباد بعد وفاتهم
              بمعنى ان الرؤية مستمرة لاتنقطع بحيث كانوا يرون اعمال العباد فى الدنيا ثم تنقطع الرؤية برحيلهم وياتى آخرون ليشهدوا اعمال العباد الا ترى ذلك .
              قلنا ان الله يطلع رسوله على اعمال العباد
              ومع وجود العطف نستنتج ان المؤمنون ايضا يطلعهم الله على اعمال العباد
              لماذا ؟
              هل هؤلاء انبياء ام ماذا؟
              لانستطيع ان ناكد لكن نستنتج ان لهم مكانة هامة ليطلعهم الله على اعمال العباد
              اذا ناتى الآن ونسال من هم هؤلاء المؤمنون ؟
              طبعا هؤلاء ليس موجها لهم الخطاب لانهم فى الجهة التى تطلع على اعمال العباد ولكن مع انهم عباد مؤمنون
              فمن المؤكد ايضا مطلوب منهم ان يعملوا وان الله ورسوله سيرى اعمالهم لانهم كانوا ايضا موجودون فى هذه الدنيا
              نسال الا يوجد طرف ثالث وهم المؤمنون ليشهدوا اعمالهم ؟
              ليكن من يشاهد اعمالهم من المؤمنين لكن هؤلاء ليسوا ممن قال عنهم تعالى :
              (( فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون ))
              وقل اعملوا اذن هؤلاء ليسوا المعنيين برؤية اعمال العباد
              لكن يدخل معهم من ذكرتهم الآية ( والمؤمنون ) فى حالة وجودهم فى الدنيا .
              السؤال الآن :
              هل المؤمنون يطلعون على اعمال العباد كما يطلع الرسول عليها باذن الله تعالى ؟

              طبعا هذا الكلام رؤية فردية قد تصيب وقد تخطأ فمن يجد فى كلامنا اى تعليق فليتفضل ليصوب لنا

              تعليق


              • #8
                «و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون»

                بسم الله الرحمن الرحيم "
                وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وان كانت لكبيرة الا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع ايمانكم ان الله بالناس لرؤوف رحيم " سورة البقرة آية 143
                من تفسير الميزان :
                قوله تعالى:
                و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيدا، الظاهر أن المراد كما سنحول القبلة لكم لنهديكم إلى صراط مستقيم كذلك جعلناكم أمة وسطا، و قيل إن المعنى و مثل هذا الجعل العجيب جعلناكم أمة وسطا و هو كما ترى، و أما المراد بكونهم أمة وسطا شهداء على الناس فالوسط هو المتخلل بين الطرفين لا إلى هذا الطرف و لا إلى ذاك الطرف، و هذه الأمة بالنسبة إلى الناس - و هم أهل الكتاب و المشركون - على هذا الوصف فإن بعضهم - و هم المشركون و الوثنيون - إلى تقوية جانب الجسم محضا لا يريدون إلا الحياة الدنيا و الاستكمال بملاذها و زخارفها و زينتها، لا يرجون بعثا و لا نشورا، و لا يعبئون بشيء من الفضائل المعنوية و الروحية، و بعضهم كالنصارى إلى تقوية جانب الروح لا يدعون إلا إلى الرهبانية و رفض الكمالات الجسمية التي أظهرها الله تعالى في مظاهر هذه النشأة المادية لتكون ذريعة كاملة إلى نيل ما خلق لأجله الإنسان، فهؤلاء أصحاب الروح أبطلوا النتيجة بإبطال سببها و أولئك أصحاب الجسم أبطلوا النتيجة بالوقوف على سببها و الجمود عليها، لكن الله سبحانه جعل هذه الأمة وسطا بأن جعل لهم دينا يهدي منتحليه إلى سواء الطريق وسط الطرفين لا إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء بل يقوي كلا من الجانبين - جانب الجسم و جانب الروح - على ما يليق به و يندب إلى جمع الفضيلتين فإن الإنسان مجموع الروح و الجسم لا روح محضا و لا جسم محضا، و محتاج في حياته السعيدة إلى جمع كلا الكمالين و السعادتين المادية و المعنوية، فهذه الأمة هي الوسط العدل الذي به يقاس و يوزن كل من طرفي الإفراط و التفريط فهي الشهيدة على سائر الناس الواقعة في الأطراف و النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و هو المثال الأكمل من هذه الأمة - هو شهيد على نفس الأمة فهو (صلى الله عليه وآله وسلم) ميزان يوزن به حال الآحاد من الأمة، و الأمة ميزان يوزن به حال الناس و مرجع يرجع إليه طرفا الإفراط و التفريط، هذا ما قرره بعض المفسرين في معنى الآية، و هو في نفسه معنى صحيح لا يخلو عن دقة إلا أنه غير منطبق على لفظ الآية فإن كون الأمة وسطا إنما يصحح كونها مرجعا يرجع إليه الطرفان، و ميزانا يوزن به الجانبان لا كونها شاهدة تشهد على الطرفين، أو يشاهد الطرفين، فلا تناسب بين الوسطية بذاك المعنى و الشهادة و هو ظاهر، على أنه لا وجه حينئذ للتعرض بكون رسول الله شهيدا على الأمة إذ لا يترتب شهادة الرسول على الأمة على جعل الأمة وسطا، كما يترتب الغاية على المغيا و الغرض على ذيه.
                على أن هذه الشهادة المذكورة في الآية، حقيقة من الحقائق القرآنية تكرر ذكرها في كلامه سبحانه، و اللائح من موارد ذكرها معنى غير هذا المعنى، قال تعالى «فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد و جئنا بك على هؤلاء شهيدا»: النساء - 41، و قال تعالى «و يوم نبعث من كل أمة شهيدا ثم لا يؤذن للذين كفروا و لا هم يستعتبون»: النحل - 84 «و قال تعالى و وضع الكتاب و جيء بالنبيين و الشهداء»: الزمر - 69، و الشهادة فيها مطلقة، و ظاهر الجميع على إطلاقها هو الشهادة على أعمال الأمم، و على تبليغ الرسل أيضا، كما يومىء إليه قوله تعالى «و لنسألن الذين أرسل إليهم و لنسألن المرسلين»: الأعراف - 6، و هذه الشهادة و إن كانت في الآخرة يوم القيامة لكن تحملها في الدنيا على ما يعطيه قوله تعالى - حكاية عن عيسى (عليه السلام) - «و كنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم و أنت على كل شيء شهيد»: المائدة - 117 و قوله تعالى «و يوم القيمة يكون عليهم شهيدا»: النساء - 159، و من الواضح أن هذه الحواس العادية التي فينا، و القوى المتعلقة بها منا لا تتحمل إلا صور الأفعال و الأعمال فقط، و ذلك التحمل أيضا إنما يكون في شيء يكون موجودا حاضرا عند الحس لا معدوما و لا غائبا عنه و أما حقائق الأعمال و المعاني النفسانية من الكفر و الإيمان و الفوز و الخسران، و بالجملة كل خفي عن الحس و مستبطن عند الإنسان - و هي التي تكسب القلوب، و عليه يدور حساب رب العالمين يوم تبلى السرائر كما قال تعالى «و لكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم»: البقرة - 225 فهي مما ليس في وسع الإنسان إحصاؤها و الإحاطة بها و تشخيصها من الحاضرين فضلا عن الغائبين إلا رجل يتولى الله أمره و يكشف ذلك له بيده، و يمكن أن يستفاد ذلك من قوله تعالى «و لا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق و هم يعلمون»: الزخرف - 86، فإن عيسى داخل في المستثنى في هذه الآية قطعا - و قد شهد الله تعالى في حقه بأنه من الشهداء - كما مر في الآيتين السابقتين، فهو شهيد بالحق و عالم بالحقيقة.
                و الحاصل أن هذه الشهادة ليست هي كون الأمة على دين جامع للكمال الجسماني و الروحاني فإن ذلك على أنه ليس معنى الشهادة خلاف ظاهر الآيات الشريفة.
                بل هي تحمل حقائق أعمال الناس في الدنيا من سعادة أو شقاء و رد و قبول، و انقياد و تمرد، و أداء ذلك في الآخرة يوم يستشهد الله من كل شيء، حتى من أعضاء الإنسان، يوم يقول الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا.
                و من المعلوم أن هذه الكرامة ليست تنالها جميع الأمة، إذ ليست إلا كرامة خاصة للأولياء الطاهرين منهم، و أما من دونهم من المتوسطين في السعادة، و العدول من أهل الإيمان فليس لهم ذلك، فضلا عن الأجلاف الجافية، و الفراعنة الطاغية من الأمة، و ستعرف في قوله تعالى «و من يطع الله و الرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا»: النساء - 69، إن أقل ما يتصف به الشهداء - و هم شهداء الأعمال - أنهم تحت ولاية الله و نعمته و أصحاب الصراط المستقيم، و قد مر إجمالا في قوله تعالى «صراط الذين أنعمت عليهم»: فاتحة الكتاب - 7.
                فالمراد بكون الأمة شهيدة أن هذه الشهادة فيهم، كما أن المراد بكون بني إسرائيل فضلوا على العالمين، أن هذه الفضيلة فيهم من غير أن يتصف به كل واحد منهم، بل نسب وصف البعض إلى الكل لكون البعض فيه و منه، فكون الأمة شهيدة هو أن فيهم من يشهد على الناس و يشهد الرسول عليهم.
                فإن قلت: قوله تعالى «و الذين آمنوا بالله و رسله أولئك هم الصديقون و الشهداء عند ربهم»: الحديد - 19، يدل على كون عامة المؤمنين شهداء.
                قلت: قوله عند ربهم، يدل على أنه تعالى سيلحقهم بالشهداء يوم القيامة، و لم ينالوه في الدنيا، نظير ذلك قوله تعالى «و الذين آمنوا و اتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم»: الطور - 21، على أن الآية مطلقة تدل على كون جميع المؤمنين من جميع الأمم شهداء عند الله من غير اختصاص بهذه الأمة فلا ينفع المستدل شيئا.
                فإن قلت: جعل هذه الأمة أمة وسطا بهذا المعنى لا يستتبع كونهم أو كون بعضهم شهداء على الأعمال و لا كون الرسول شهيدا على هؤلاء الشهداء فالإشكال وارد على هذا التقريب كما كان واردا على التقريب السابق.
                قلت: معنى الشهادة غاية متفرعة في الآية على جعل الأمة وسطا فلا محالة تكون الوسطية معنى يستتبع الشهادة و الشهداء، و قد قال الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا اركعوا و اسجدوا و اعبدوا ربكم و افعلوا الخير لعلكم تفلحون و جاهدوا في الله حق جهاده هو اجتبيكم و ما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سميكم المسلمين من قبل و في هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم و تكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلوة و آتوا الزكوة و اعتصموا بالله هو موليكم، فنعم المولى و نعم النصير»: الحج - 78، جعل تعالى كون الرسول شهيدا عليهم و كونهم شهداء على الناس غاية متفرعة على الاجتباء و نفي الحرج عنهم في الدين ثم عرف الدين بأنه هو الملة التي كانت لأبيكم إبراهيم الذي هو سماكم المسلمين من قبل، و ذلك حين دعا لكم ربه و قال: «و من ذريتنا أمة مسلمة لك» فاستجاب الله دعوته و جعلكم مسلمين، تسلمون له الحكم و الأمر من غير عصيان و استنكاف، و لذلك ارتفع الحرج عنكم في الدين، فلا يشق عليكم شيء منه و لا يحرج، فأنتم المجتبون المهديون إلى الصراط، المسلمون لربهم الحكم و الأمر، و قد جعلناكم كذلك ليكون الرسول شهيدا عليكم و تكونوا شهداء على الناس، أي تتوسطوا بين الرسول و بين الناس فتتصلوا من جهة إليهم، و عند ذلك يتحقق مصداق دعائه (عليه السلام) فيكم و في الرسول حيث قال «ربنا و ابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك و يعلمهم الكتاب و الحكمة و يزكيهم»: البقرة - 129، فتكونون أمة مسلمة أودع الرسول في قلوبكم علم الكتاب و الحكمة، و مزكين بتزكيته، و التزكية التطهير من قذرات القلوب، و تخليصها للعبودية، و هو معنى الإسلام كما مر بيانه، فتكونون مسلمين خالصين في عبوديتكم، و للرسول في ذلك القدم الأول و الهداية و التربية، فله التقدم على الجميع، و لكم التوسط باللحوق به، و الناس في جانب، و في أول الآية و آخرها قرائن تدل على المعنى الذي استفدناه منها غير خفية على المتدبر فيها سنبينها في محله إن شاء الله.
                فقد تبين بما قدمناه:
                أولا: أن كون الأمة وسطا مستتبع للغايتين جميعا، و أن قوله تعالى: لتكونوا شهداء على الناس، و يكون الرسول عليكم شهيدا الآية جميعا لازم كونهم وسطا.
                و ثانيا: أن كون الأمة وسطا إنما هو بتخللها بين الرسول و بين الناس، لا بتخللها بين طرفي الإفراط و التفريط، و جانبي تقوية الروح و تقوية الجسم في الناس.
                و ثالثا: أن الآية بحسب المعنى مرتبطة بآيات دعوة إبراهيم (عليه السلام) و أن الشهادة من شئون الأمة المسلمة.
                و اعلم: أن الشهادة على الأعمال على ما يفيده كلامه تعالى لا يختص بالشهداء من الناس، بل كل ما له تعلق ما بالعمل كالملائكة و الزمان و المكان و الدين و الكتاب و الجوارح و الحواس و القلب فله فيه شهادة.

                تعليق


                • #9
                  بسم الله الرحمن الرحيم"

                  وكذلكجعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم منيتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وان كانت لكبيرة الا على الذين هدى الله وما كانالله ليضيع ايمانكم ان الله بالناس لرؤوف رحيم " سورة البقرة آية 143
                  من تفسير الميزان :



                  و من المعلوم أن هذه الكرامة ليست تنالها جميعالأمة
                  إذ ليست إلا كرامة خاصة للأولياء الطاهرين منهم
                  و أما من دونهم منالمتوسطين في السعادة
                  و العدول من أهل الإيمان فليس لهم ذلك
                  فضلا عن الأجلافالجافية، و الفراعنة الطاغية من الأمة
                  و ستعرف في قوله تعالى
                  «ومن يطع الله و الرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين والشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا»: النساء – 69
                  إن أقل ما يتصف بهالشهداء - و هم شهداء الأعمال - أنهم تحت ولاية الله و نعمته و أصحاب الصراطالمستقيم
                  و قد مر إجمالا في قوله تعالى
                  «صراط الذين أنعمتعليهم»: فاتحة الكتاب - 7.
                  فالمراد بكون الأمة شهيدة أن هذه الشهادةفيهم
                  كما أن المراد بكون بني إسرائيل فضلوا على العالمين أن هذه الفضيلة فيهم منغير أن يتصف به كل واحد منهم
                  بل نسب وصف البعض إلى الكل لكون البعض فيه ومنه
                  فكون الأمة شهيدة هو أن فيهم من يشهد على الناس و يشهد الرسولعليهم.
                  فإن قلت: قوله تعالى«

                  و الذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون و الشهداء عند ربهم»: الحديد – 19
                  يدل على كون عامةالمؤمنين شهداء.
                  قلت: قوله "عند ربهم"
                  يدل على أنه تعالى سيلحقهم بالشهداء يومالقيامة و لم ينالوه في الدنيا
                  نظير ذلك قوله تعالى
                  «و الذينآمنوا و اتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم»: الطور – 21
                  على أنالآية مطلقة تدل على كون جميع المؤمنين من جميع الأمم شهداء عند الله من غير اختصاصبهذه الأمة
                  فلا ينفع المستدل شيئا.
                  فإن قلت:

                  جعل هذه الأمة أمة وسطا بهذاالمعنى لا يستتبع كونهم أو كون بعضهم شهداء على الأعمال و لا كون الرسول شهيدا علىهؤلاء الشهداء فالإشكال وارد على هذا التقريب كما كان واردا على التقريب السابق.
                  قلت: معنى الشهادة غاية متفرعة في الآية على جعل الأمة وسطا فلا محالة تكونالوسطية معنى يستتبع الشهادة و الشهداء،
                  و قد قال الله تعالى
                  : «ياأيها الذين آمنوا اركعوا و اسجدوا و اعبدوا ربكم و افعلوا الخير لعلكم تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتبيكم و ما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكمإبراهيم هو سميكم المسلمين من قبل و في هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم و تكونواشهداء على الناس فأقيموا الصلوة و آتوا الزكوة و اعتصموا بالله هو موليكم، فنعمالمولى و نعم النصير»:الحج - 78
                  جعل تعالى كون الرسول شهيدا عليهم و كونهمشهداء على الناس غاية متفرعة على الاجتباء و نفي الحرج عنهم في الدين ثم عرف الدينبأنه هو الملة التي كانت لأبيكم إبراهيم الذي هو سماكم المسلمين من قبل
                  و ذلك حيندعا لكم ربه و قال:
                  «و من ذريتنا أمة مسلمة لك»
                  فاستجاب الله دعوته و جعلكم مسلمين،
                  تسلمون له الحكم و الأمر من غير عصيان و استنكاف
                  و لذلك ارتفع الحرج عنكم فيالدين
                  فلا يشق عليكم شيء منه و لا يحرج
                  فأنتم المجتبون المهديون إلى الصراط،المسلمون لربهم الحكم و الأمر
                  و قد جعلناكم كذلك ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس
                  أي تتوسطوا بين الرسول و بين الناس فتتصلوا من جهة إليهم
                  و عند ذلك يتحقق مصداق دعائه (عليه السلام) فيكم و في الرسول
                  حيث قال
                  «ربنا و ابعثفيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك و يعلمهم الكتاب و الحكمة و يزكيهم»: البقرة - 129
                  فتكونون أمة مسلمة أودع الرسول في قلوبكم علم الكتاب و الحكمة
                  و مزكينبتزكيته، و التزكية التطهير من قذرات القلوب، و تخليصها للعبودية
                  و هو معنىالإسلام كما مر بيانه
                  فتكونون مسلمين خالصين في عبوديتكم
                  و للرسول في ذلك القدمالأول و الهداية و التربية، فله التقدم على الجميع
                  و لكم التوسط باللحوق به
                  والناس في جانب
                  و في أول الآية و آخرها قرائن تدل على المعنى الذي استفدناه منهاغير خفية على المتدبر فيها سنبينها في محله إن شاء الله.
                  فقد تبين بما قدمناه:
                  أولا
                  : أن كون الأمة وسطا مستتبع للغايتين جميعا
                  و أنقوله تعالى:
                  " لتكونوا شهداء على الناس، و يكون الرسول عليكم شهيدا " الآية جميعا لازمكونهم وسطا.
                  و ثانيا:
                  أن كون الأمة وسطا إنما هوبتخللها بين الرسول و بين الناس، لا بتخللها بين طرفي الإفراط و التفريط، و جانبيتقوية الروح و تقوية الجسم في الناس.
                  و ثالثا:
                  أنالآية بحسب المعنى مرتبطة بآيات دعوة إبراهيم (عليه السلام) و أن الشهادة من شئونالأمة المسلمة.
                  و اعلم: أن الشهادة على الأعمال على ما يفيده كلامه تعالى لايختص بالشهداء من الناس، بل كل ما له تعلق ما بالعمل كالملائكة و الزمان و المكان والدين و الكتاب و الجوارح و الحواس و القلب فله فيه شهادة.

                  تعليق


                  • #10
                    قال الله تعالى :
                    ((
                    وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ))

                    وقال سبحانه :
                    ((يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
                    فكيف توفق بين الآيتين فالاولى ذكرت المؤمنين والثانية لم تذكرهم ؟؟
                    كيف يمكن التوفيق بينهما
                    فالقرآن صالح لكل زمان ومكان
                    اذا عرفت كيف توفق بينهما فاستدلالك بأن المؤمنين المقصود بهم الائمة خاطئ 0

                    تعليق


                    • #11
                      الأخ العزيز / عبدالمؤمن :
                      من زمان ما تحاورنا أنا وأنت .. على ما أذكر كان آخر حوار بيننا في رمضان الماضي .
                      عموماً الحوار معك ممتع .. فأنت من أصحاب الخُلُق الرفيع .

                      قبل أن أدخل في موضوعك أخي .. اسمح لي باستفسار حتى أكون على بيّنة قبل الإجابة على أسئلتك :
                      والدي متوفي عليه رحمة الله .. وإن شاء الله أنه من المؤمنين .. هل تعتقد أنه ( الآن ) يرى عملي وعمل إخواني وأخواتي ؟؟؟ .


                      لا تعتقد أن أنني اُقابل السؤال بسؤال .. فليست هذه طريقتي في الحوار وأنت تعرفني .. ولكن إجابتي على سؤالك مرتبطة بمعرفتي هل نظرتك للمؤمنين شمولية أم خصوصية .




                      تعليق


                      • #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة ابرااهيم
                        [CENTER]الأخ العزيز / عبدالمؤمن :
                        من زمان ما تحاورنا أنا وأنت .. على ما أذكر كان آخر حوار بيننا في رمضان الماضي .
                        عموماً الحوار معك ممتع .. فأنت من أصحاب الخُلُق الرفيع .
                        اهلا بالأخ ابراهيم وشكرا على إطرائك
                        المشاركة الأصلية بواسطة ابرااهيم

                        قبل أن أدخل في موضوعك أخي .. اسمح لي باستفسار حتى أكون على بيّنة قبل الإجابة على أسئلتك :
                        والدي متوفي عليه رحمة الله .. وإن شاء الله أنه من المؤمنين .. هل تعتقد أنه ( الآن ) يرى عملي وعمل إخواني وأخواتي ؟؟؟ .
                        رحمه الله وهو من المؤمنين ان شاء الله
                        والجواب على سؤالك :
                        طبعا لا يرى الآن عملك وعمل اخوانك واخواتك



                        المشاركة الأصلية بواسطة ابرااهيم

                        لا تعتقد أن أنني اُقابل السؤال بسؤال .. فليست هذه طريقتي في الحوار وأنت تعرفني .. ولكن إجابتي على سؤالك مرتبطة بمعرفتي هل نظرتك للمؤمنين شمولية أم خصوصية .
                        مسموح و معذور وصادق

                        تعليق


                        • #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة سلمان الراشد
                          قال الله تعالى :
                          ((
                          وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ))
                          وقال سبحانه :
                          ((يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
                          فكيف توفق بين الآيتين فالاولى ذكرت المؤمنين والثانية لم تذكرهم ؟؟
                          كيف يمكن التوفيق بينهما
                          فالقرآن صالح لكل زمان ومكان
                          اذا عرفت كيف توفق بينهما فاستدلالك بأن المؤمنين المقصود بهم الائمة خاطئ 0
                          اهلا بالاخ سلمان الراشد
                          الجواب على سؤالك موجود فى الصفحة الاولى فى مقدمة الموضوع
                          أنظر الرابط

                          وقولك :
                          اذا عرفت كيف توفق بينهما فاستدلالك بأن المؤمنين المقصود بهم الائمة خاطئ 0

                          وهل اذا لم اوفق بينهما فاستدلالى بأن المؤمنين المقصود بهم الائمة صحيح؟
                          ام اذا وفقت بينهما فاستدلالى بأن المؤمنين المقصود بهم الائمة صحيح؟

                          تعليق


                          • #14
                            السلام عليكم ورحمة الله
                            بسم الله والحمد لله ثم صل اللهم على محمد وآله وسلم تسليما,

                            أخي صاحب الموضوع، كما تعلم فإن هذه الآية من سورة التوبة، وما أدراك ما سورة التوبة، وهي سورة تفضح المنافقين وتبين كل ما يخص القتال من أحكام وغيرها,

                            وهذه الآية بالضبط جاءت في سياق بين بليغ، إذ أنها توحي بما لا يدع الشك أن لفظة المؤمنين تعني المؤمنين المعاصرين للحدث، فالآيات اللتي قبلها تبين حال المستأذنين المخلفين من الأعراب، ثم يبين الله تعالى حالة الأعراب المنافقين وعقابهم، ثم حالة الأعراب المؤمنين وجزاءهم، ثم يثني على السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم يعود الله تعالى ليبين عذاب المنافقين من الأعراب، وبعدها حالة من اعترفوا بذنبهم,,,
                            وهنا نأتي إلى أهم مسألة وهي هذه أمر الله تعالى لرسوله الكريم بأخذ زكاة من أموالهم تطهرهم وتزكيهم كما يأمره بأن يصلي عليهم، يعني يدعو لهم، وبعد هذا القول يقول العزيز الحكيم اللذي أنزل الكتاب فأحكم آياته ورتبها كيفما شاء حتى لا يرتاب مؤمن ويزداد إيمانا

                            ((وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ))
                            الآن دون البحث عن المقصود بالمؤمنين،
                            سندرك أنهم من كانوا يعاصرونهم, وبالطبع سيرى عملهم من جاء بعدهم، إن صحت الروايات عنهم طبعا، وهنا أساس الاختلاف بين السنة والشيعة,, فأنت تعلم يا أخي أننا نختلف حول الصحابة، أو بمعنى آخر لنقرب الأمر من مدلول الآية، لنقل إننا نختلف حول عمل الصحابة والأعراب وغيرهم من السابقين,,, وذلك لاختلاف الروايات اللتي عندنا عن اللتي عندكم,
                            لذا أقول والله أعلم إن المؤمنين المقصود بها من عاصرهم إذ ليس من سمع كمن رأى,

                            هذا من جهة
                            لنعد الآن لسياق الكلام في الآيات المباركة,

                            بعد هذه الآية مباشرة يسوق الله نوعا آخر من الناس غير المنافقين والأعراب والمهاجرين والأنصار والخطائين التوابين، إنهم أولائك اللذين أرجأهم الله لأمره، إن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم، ثم بعدهم يسوق العزيز الحكيم حالة أخرى، وهم اللذين بنوا مسجدا ضرارا مضارة لأهل مسجد قباء،
                            ثم يختم الله تعالى هذه الحالات بهذه الآية
                            إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة : 111]


                            وهي بمثابة تبشير بالبيع المربح اللذي لا خسارة فيه واللذي يمكن للمؤمن الاتجار فيه ألا وهو الجهاد في سبيل الله، جعلنا وإياك وجميع الإخوة من المجاهدين ومن الشهداء، اللهم آمين,


                            إذن كما رأيت أخي فإن سياق الكلام قد بان، وإن وقت الاستنتاج قد حان، فإن نحن استنتجنا أن الآية خاصة، فهذا لا يمنعها أن تكون عامة، إلا أن خصوصيتها تشرح لنا المقصود بالمؤمنين، وعموميتها نطبقها على المعاصرين وليس السابقين ولا اللاحقين إلا ما ثبت لهم من سند مبين,
                            هذا والله أعلم,




                            أما ما تفضل به الإخوة من قول في الأعمال اللتي تعرض على رسول الله فهذا أمر أشاطرهم فيه الرأي، بل وأقول قد يمكن للميت أن يرى أعمال الحي من دعاء يصل إليه أو صدقة تبلغ حسناتها إليه والله أعلم,


                            والحمد لله رب العالمين
                            السلام عليكم ورحمة الله




                            تعليق


                            • #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة رجل رشيد
                              السلام عليكم ورحمة الله
                              يقول العزيز الحكيم اللذي أنزل الكتاب فأحكم آياته ورتبها كيفما شاء حتى لا يرتاب مؤمن ويزداد إيمانا
                              ((وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ))
                              الآن دون البحث عن المقصود بالمؤمنين،
                              سندرك أنهم من كانوا يعاصرونهم, وبالطبع سيرى عملهم من جاء بعدهم، إن صحت الروايات عنهم طبعا، وهنا أساس الاختلاف بين السنة والشيعة,, فأنت تعلم يا أخي أننا نختلف حول الصحابة، أو بمعنى آخر لنقرب الأمر من مدلول الآية، لنقل إننا نختلف حول عمل الصحابة والأعراب وغيرهم من السابقين,,, وذلك لاختلاف الروايات اللتي عندنا عن اللتي عندكم,
                              لذا أقول والله أعلم إن المؤمنين المقصود بها من عاصرهم إذ ليس من سمع كمن رأى,
                              الاخ المحترم رجل رشيد
                              شكرا على مداخلتك
                              ووجودك فى الموضوع مشاركا
                              فاهلا بك

                              طبعا انا لدى بعض الافكار والاستنتاجات قد تصيب وقد تخطأ
                              لذلك ان وجدت نفسى قد شططت عن الحق تراجعت
                              واعترفت بخطئى وصواب من اجد الصواب عنده
                              وحتى اصل الى اننى مخطىء او مصيب لدى بعض الاسئلة اطرحها:
                              قوله تعالى :
                              ((وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ))
                              سؤالى لمن يقرأ السؤال :
                              العطف الموجود فى الآية مالفائدة منه ؟
                              نكمل بعد ان نقرا الرد

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 10-08-2015, 10:24 PM
                              ردود 24
                              3,135 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              يعمل...
                              X