انتحالات الادعياء... وجمعية التجديد البحرينية
الحلقة الاولى
كثيرا ما لاحظت ان جانبا من الكتاب وبعض الوعاض وخطباء المنبر وغيرهم من منتجي الخطاب الشيعي كانوا قد ادخلوا مصطلحات معرفية جديدة الى خطابهم العام ،هذه المصطلحات والمفاهيم لم تكن مالوفة بالنسبة للمتلقي العادي وغير متداولة في مناهج التحصيل الحوزوي المعاصرة ولن تجد لها اثرا يذكرعندهم قبل عقد من الزمن (1 ) .
وان كنت اتحسس من اسلوب الاقتباس الذي اتسم بالانتقائية من المصدر ، والاهمال المتعمد لمنتج ذلك الخطاب الذي اثر فيهم الى درجة الحاجة الى محاكاته ولو بطريقتهم الشخصانية ، الا اني مازلت اعتبر هذه الظاهرة برغم سلبية ابطالها امر يتسم بالايجابية خصوصا على المدى المتوسط والبعيد بعد ان يتم تهيئة المتلقي لمثل هذه المفاهيم ليتسائل عن سبب هذا الطارئ الغائب عن المؤلفات السابقة للمنظرين الحاليين لها .
( 1 ) : كمثال على ذلك
· ان المطلع على اسلوب اشتغال السيد كمال الحيدري حفظه الله في مجال العقائد في عموم نتاجاته المطبوعة يرى تباينا ملحوظا عن منهجه الان لو تابعه على الفضائيات او الاذاعة ، حيث ظهرت عنده ابعاد دلالية جديدة لذات القضايا التي سبق وان عالجها في كتبه.
· اكثر الحوزويين العاصرين تصنيفا في موضوع المولى صاحب العصر هو الشيخ علي الكوراني ، وكان قد اشار غير مرة الى النيلي رحمه الله بل وحث الموالي على اهمية الاطلاع على كتاب الطور المهدوي ولكنه انقطع عن ذكره بعيد قرائته لكتاب الاصول مع احتفاظه بذات المفاهيم التي استفادها منه والتي لاتلتقي مع نتائج ومنهجية كتبه السابقة .
· مع الميل الواضح الذي يظهره الشيخ المهاجر حفظه الله نحو التعاطي الغيبي حول مجمل المواضيع التي عالجها في محاضراته مع تغليبه للاسلوب السردي الا انه اخذ حديثا بالتفريق بين الفاظ قرانية كان يوردها قبلا وكانها مترادفات مفروغ منها مثل اليوم الموعود و اليوم الاخر ويوم القيامة ..او ربطه بين دلالة الساعة وعلقتها بالامام صاحب الامر وحديثه عن الرجعة باسلوب مغاير، مع اظهاره ميزة الاختلاف مع النمط الاصولي المعتاد في تجريح النص المعصوم .
· بدون مقدمات جاء كتاب صناعة العقول للكاتب الشهير عادل رؤوف الذي يفند فيه مبدأ التقليد في منظومة التفكير الشيعي ويعتبرها قضية دخيلة عليه لاتمت للفكر الامامي باي صلة ، مع العلم ان كاتبنا تعامل مع التقليد في عموم كتبه السابقة دون ان تظهر منه بادرة اعتراض او تردد بل كان يستخدمها كمحور عمل في معالجة مفارقات العمل المرجعي المرافقة لمرجعية السيد محمد صادق الصدر ومحمد باقر الصدر رحمهما الله
ولن يمضي زمن طويل ( كما اعتقد ) ليتعرف غالبية المتلقين الواعين على مصدر ومنظر هذه الافكار قبل ان يقوم هؤلاء بتشذيبها .
على اية حال لم يثرني فعل هؤلاء الى درجة الاستفزاز المعرفي للكتابة حوله لعلمي ان هذه الافعال تمثل سنة حياتية معاشة في مجتمعاتنا الشرقية الكسولة في كل شيئ الا في غمط الحقوق .
ولكني مع ذلك وجدت نفسي محاط بصراع مفتعل مع جهة تسمي نفسها جمعية التجديد الثقافية في البحرين ، بعد ان وصلني كم من الرسائل عبر الانترنت غالبيتها من اناس لم اعرفهم سوى انهم من الخليج ، بعض الرسائل يحمل عتبا على مقالات نشرت في صحف بحرينية لم اقرائها غير اني اعرف كاتبها ،وبعضها الاخر فيها استفسارات لم استطيع الاجابة عليها لجهلي بحيثيات ما كان يجري هناك.
وصادف ان سافر احد الاصدقاء الى البحرين وهو الاخ ابو مؤمل لحضور احد المؤتمرات التي اقيمت هناك لرجال الاعمال حول ما يطلق عليه اعادة اعمار العراق ، فرجوته الاتصال على العناوين التي وردتني عبر البريد ، وبعد لقائه مع احد الاشخاص الذي اخذ خلاله رقم هاتفي النقال .
وردني اتصال مطول من الاخ مسؤول العلاقات العامة لجمعية التجديد الثقافية وفي هذا الحديث الطويل ادعى الرجل ان الشخص الذي اتهمهم بسرقة افكار المرحوم عالم سبيط –الاخ فرقان الوائلي- لم يلتقي باحد منهم ولم يدر بينهم أي حوار مباشر ولم يلبي دعوتهم لزيارة الجمعية .
وساق الرجل تبريرات عديدة حول خصوصية دعواهم وعدم استعارتهم لشيئ من نتاج المرحوم النيلي وانهم يحترمون منهجه ويحثون مريديهم على القراءة له ، وان الوائلي قد طبع كتابا اسماه انتحالات الادعياء وعليه اسم الرابطة القصدية .
على اية حال اتصلت من جانبي بمعارفي في بغداد ممن لهم صلة بالمرحوم ثامر العامري ومايسمى الرابطة القصدية وسالتهم ان كانوا يعرفون شيئا عن ما يعرف بجمعية التجديد في البحرين وحقيقة ادعاءاتها وصلتها بافكار النيلي وعن كتاب الادعياء لفرقان
ولم يبد احد منهم ادنى معرفة بهذه المسميات بل ابدى غير واحد استغرابه من وجود فرقان في البحرين لانه اخبرهم انه سيسافر الى مصر .
أي ان عبارة – الرابطة القصدية – على غلاف الانتحالات ما هي الا فرية من الاخ الوائلي على الرابطة التي لم تحط علما بنشاطه الاجتماعي او الادبي في البحرين .
البداية من الغلاف :
يبدو انالتخلص من اساليب المؤسسة الدينية وطريقة تعاملها مع غرمائها امر بالغ الصعوبة علىالجميع، وهو ما لمسته من هذا النتاج للاخ فرقان الذي تعرض فيه لمؤسسة التجديدالثقافي.
لمتتوفر لي فرصة الاطلاع على افكار هذه الجهة بشكل مفصل سوى ما سمعته او قراته هنا اوهناك، كذلك لا تتوفر عندي نسخة من هذا الكتاب لاجل الاحاطة بالموضوع بعد قراءةالاسطر وما بينها، ولكن توفرت لي ملاحظتان من خلال عنوان وصورة الغلاف الذي نشر هنا :
الملاحظةالاولى: وهي تتعلق بعنوان الكتاب الذي جاء – انتحالات الادعياء – والذي يبدو لي انالاخ فرقان غير ملتفت لدلالة لفظة الادعياء الشهيرة التي تعني - اللقطاء – واعتقدانه لم يقصدها. غير انه عنى انهم – أي الجمعية - يدعون ما ليس لهم وهو امر كانالاولى به ان يكون بعيدا عنه، لانه عنوان شهير لدى لغة المنازعات المذهبية اوالخلافات الحوزوية الكريهة. والطريف ان احدى التيارات الاصولية الحالية - المنبثقةعن مرجعية السيد الصدر رحمه الله - والذين يسمون بجماعة الصرخي، كانت قد اصدرت عددمن الكتيبات لتسقيط منتج المرحوم عالم سبيط يحمل عنوان "الرد على شبهات الادعياءالواهية"، والظاهر ان الجماعة قاصدة للمعنى الاسوأ وهو امر غير مستغرب منهم ولكنهمستهجن من قراء سبيط، وكما نرى ان الرجل تم تقديمه على انه باحثقصدي.
الملاحظةالثانية: وهي بخصوص نوع وشكل الرسوم التي حفل بها غلاف الكتاب التي تتضمن اشارة الى – الشيطان الشرير – او الجان وما الى ذلك، وبعض الرموز الغرائبية التي لادخل لهابالموضوع، في محاولة لاستغلال التبادر الذهني عن هذه الاشارات في ثقافة البسطاء،ويمكن لنا ان نضع أي عنوان اخر تناسبا مع واجهة الكتاب الغريبة مثل: اغرب قصص الجاناو اغرب قصص السحر، وهو ماتعج به المكتبات اليوم. اضف الى ذلك التنويه الدلالي عنشغل الكتاب بانه يهتم - بالنهب الفكري - على حد تعبير الكاتب، وهي مقدمة من المفروضان تحضر القارئ الى التلقي الموضوعي لسرد الكاتب، في حين انه - أي هذا التنويه - يتعارض مع عنوان الكتاب ذي الدلالة المؤسسية الصادمة في لفظة "الادعياء" ومن جهةاخرى مع شكل الغلاف الذي يفتقد لاية صلة بقصدية عالم سبيط النيلي، أي ان الغلافوحده يضم ثلاث قضايا متناقضة مع بعضها. مع الاعتذار لمؤلفالكتاب
جلب لي الاخ عطاء سبيط نسخة من كتاب الانتحالات والتي ابتاعها من مكتبة الاعلمي في كربلاء وكنت اطالع عدة وريقات يوميا او كلما سنحت لي الفرصة ولم يكن ببالي حينها بانني ساكتب أي شيئ حول الكتاب اكثر مما اوردته من ملاحظات حول غلاف الكتاب (في شبكة عابرون ومنتدى البحرين ) وعلاقته بالمضمون ،ولكن مع تقدمي في القراءة كنت اقع على كم من المفارقات لم يكن بامكاني غض الطرف عنها ولو من باب العجالة التي تحدد موقفي الشخصي من الكتاب وكاتبه .
غير ان هناك جملة من المشاكل اود عرضها قبل البدأ بمتابعة بعض فقرات الكتاب
المشكلة الاولى : ان الكتاب غير مرتب من حيث الاحداث او المواضيع بل انها موزعة لاعلى التعيين ، ولم يكن للكتاب هدف محدد بذاته كتفنيد دعوى السفارة او متابعة سرقات الجمعية ان وجدت او نقد منهجيتهم حين استخدامهم سهوا او عمدا للمجاز والترادف الذي رفضوه ، فكنت ارى الرجل دائم القفز من هذا الموضوع الى ذلك دون ان تظهر منه وحدة موضوع .
المشكلة الثانية : تتمحور حول امكانية الكاتب في مجال التصنيف وقدرته على ادارة الحوارات الخلافية مع الغير والتي يترجمها الكاتب في حديثه عن نفسه عند بدايات تعرفه على عالم حوارات النت الذي دخل العراق بعد سقوط النظام ( أي كان لفرقان تجربة اعوام عديدة في مجال الفكر القصدي والكتابة عنها )
يقول الوائلي : هذه الحوارات كانت تجربة جديدة بحق ، ولكوني بلا خبرة مع هذا المارد الانترنيتي العجيب فقد تصرفت بطريقة طفولية ساذجة عمرها سلامة الطوية وحسن الظن بالاخرين من المحاورين. ص 225
اقول: ليس لحسن الظن مدخلية في التصرفات الطفولية او السذاجة، فحسن الظن قضية تفترض ان الاخر يريد واقعا الاستفادة من الحوار الذي يجب ان يتم باسلوب متسامح طويل الامد يراعي الخلفية المتخالفة عن الفكرة المطروحة .
يقول الوائلي : ولكن حيث انني كنت غرا كحال كل من يخوض في بحر جديد وعالم مختلف فلم احسب حسابا الى ان حرية الفكر تتطلب رفقا بالقلوب لاطرقا على الرؤوس .ص 225
اقول : هذا ما لمسته في شبكة هجر والتوتر الذي استشعرته من المحاورين عندما احاول الاقتراب من القصدية ، حتى عرفت سببه والذي كان طريقة فرقان في طرح افكاره على الشبكة التي تتسم بالاستفزاز والاستخفاف بقناعات الاخرين باسم القصدية .
كما قلت اني ساحاول ترتيب الافكار المتفرقة بسبب طريقة عرضها غير المدروسة ، وسابدأ من تشكل هذه القضية لديه كما يرويها بنفسه .
بداية تعرفه على التجديد :
يقول الوائلي : قبل عام ونصف تعرفت الى سيدة فاضلة من دولة البحرين ، وبطريقة كانت كرامتها ككرامة الطريقة التي تعرفت بها الى الفكر القصدي . ص 227
اقول ذكر الاخ الوائلي اسماء اصطلاحية عديدة لهذه السيدة منها ( ايمان) و (الهجرية ) و حاليا ( ضفاف) .
يقول : هذه السيدة ( جزاها الله خيرا ) نبهتني الى امر غاية في الخطورة يخص القصدية التي سبق ان انبهرت بها بعدما قرأت مؤلفاتها واستوعبتها فهما ثم طبقتها سلوكا... واقر بانها قد تفوقت في الامر حد ان اكتشف في نفسي اعتباطا هائلا لازال يعجزني من كثير منه الخلاص . ص 228
مناقشة :
اقول لقد كشفت هذه السيدة بطريقة ما امام الوائلي حقيقة انه اعتباطي كبير او ( هائل) ، بل انه عاجز عن التخلص منه ، ولكن اين كانت هذه الحقيقة غائبة عن الوائلي الذي يحب ان يسمي نفسه ( القصدي )، واي شيئ سنطلق على نتاجاته التي قدمها كتنظير قصدي ، ولماذا لم يصدقني على سبيل المثال عندما كنت اصفه بهذه الاوصاف ام نحن بحاجة لهذه السيدة الفاضلة ليدرك هذا .
وقديما قال امير المؤمنين ( الجاهل بقدر نفسه يكون بقدر غيره اجهل ) ، ولكن علي ان انتظر... فقد يكون الوائلي كعادته لايقصد مايقول حيث انه اورد عبارة سابقة عن النظرية القصدية يقول فيها ( والتي سبق ان انبهرت بها بعدما قرأت مؤلفاتها واستوعبتها فهما ثم طبقتها سلوكا ) ، كيف لنا ان نجمع بين هاتين العبارتين المتتاليتين فمن جهة يدعي استيعابه للنظرية القصدية بل وصيرورتها سلوكا عنده ، ومن جهة اخرى يقر باعتباطه الهائل الذي ما زال يعجزه ( 2 ) .
(2 ) يقول الوائلي في ص226 أي قبل صفحة واحدة من اقراره باعتباطه الهائل ( ودخلت في هجر.. ولكن لا على استحياء ..بل بكل ما املك من قوة لقصدية قرانية استوعبت غير قليل من طروحاتها على مدى سنين )
يبدو انه اراد بلفظة –استحياء- التردد ، ولكن هذه اللفظة لاتتخادم مع قصده عندما وردت بقوله تعالى ( جائته احداهما تمشي على استحياء ) 25 القصص ،قال تعالى ( ان ذلك كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لايستحي من الحق ) الاحزاب 53 هنا لم تاتي الصيغة كما وردت عند الحديث عن احدى الفتاتين حيث وصف القران مشيتها .و يتحدث الوائلي عن قوة قصدية قرانية استوعب غير قليل من طروحاتها ، فكيف لنا التوفيق بين قوته القصدية القرانية التي استوعب اغلبها واعتباطه الهائل الذي لايستطيع التخلص من اكثره .
يقول الوائلي :
كان الامر الخطير هو انه قد وصل الى علمها ان هناك جماعة في البحرين تقوم بالترويج للقصدية بين اوساط المجتمع البحريني ..وقد حذرتني من ان هؤلاء سيشوهون القصدية ما لم نسارع الى اتخاذ موقف ما بخصوصهم ..واخبرتني بان السفاريين قد اصدروا عدة مؤلفات هي صورة طبق الاصل من القصدية تنظيرا وتطبيقا ودلتني على موقعهم لاقرأ المؤلفات هناك ..ص 228 .
تطابق ام تخالف
يقول الوائلي : وحالما وقعت عيني على الكتاب الاساسي الاول الذي عنوانه ( مفاتح القران والعقل ) فقد ادركت انه نسخة اخرى من النظام القراني ، ويشهد الله انني قراته من اوله الى اخره بحثا عن اشارة او ذكر للسيد النيلي رحمه الله ظنا مني ان هؤلاء لابد ان يذكروه باعتباره الرائد القصدي الاول ... ولكني لم اجد له ذكرا ولا شارة ابدا لافي هذا الكتاب ولا في غيره من باقي مؤلفاتهم ..وكان هذا وحده كافيا لان يجعلني على يقين من صدق هذه السيدة ، وعلى يقين من لااخلاقية هؤلاء . ص 228
مناقشة :
هناك تضاد اولي مع المنهجية القصدية في عنوان كتاب جمعية التجديد وليس هنا محل عرضه ، ولكن الوائلي لم ينتبه اليه بل مضى يقول – وادركت انه نسخة من كتاب النظام القراني – ويقصد انه متطابق مع كتاب النظام ولكن خانه التعبير القصدي كالعادة حيث كان يجب ان يقول – نسخة عن كتاب .. وليس نسخة من - .
يقول الرجل انه قد قرأ الكتاب - من اوله الى اخره – الامر الذي يشير الى تمكنه ( على مستوى الفرض ) من الاحاطة بفكرة الكتاب ولو بشكل عام ، ولكن كيف كان الوائلي يقرأ كتاب تلك الجمعية ولماذا ؟
كان الرجل يقرا الكتاب هكذا – بحثا عن اشارة او ذكر للسيد النيلي رحمه الله – أي بعد تاكد الوائلي ان كتاب الجمعية نسخة طبق الاصل عن كتاب النظام –وحالما وقعت عينه عليه- غدت مشكلته بوجوب ذكر المفكر النيلي في كتاب الجمعية وكان هذا همه الرئيس من الصفحة الاولى الى الصفحة الاخيرة ، ولكنه لم يجد للنيلي ادنى ذكر عندهم فما الذي حصل بعد ذلك لقناعات الوائلي ؟
يقول الوائلي :
1- وكان هذا وحده كافيا لان يجعلني على يقين من صدق هذه السيدة ، وعلى يقين من لااخلاقية هؤلاء
2- وبعد التعمق.....وجدت فضلا عن الانتحال تشويها مرعبا كان القصد منه الوصول الى نتائج مسبقة بعيدة كل البعد عن القصدية الشريفة . ص 229
مناقشة :
لقد عمم الوائلي فكرة التطابق التام بين الكتابين بدليل انه اكتشف لااخلاقية افراد الجمعية بمجرد اغفالهم عن عمد اسم مؤلف الكتاب الاساس الذي قام عليه كتاب مفاتح القران ، ودعني امضي معه على وفق هذا الافتراض الذي تقوم عليه فكرة كتابه الانتحالات .
ولكن الرجل سرعان ما ينقض فرضه الاول عندما يقر وبعد – التعمق – ان هناك تشويها – مرعبا – وبنتائج مسبقة وبعيد كل البعد ( لاحظ ) عن القصدية الشريفة .
ولكن ماقيمة القراءة الاولى لكتاب الجمعية فيما كان الوائلي يمر على نتائجهم ويزداد يقينا بتطابق المنهجين واين كان هذا التشويه – المرعب – الم يلحظ منه ولو جزئا يسيرا في قرأته الاولى فيما كان همه فقط ايجاد اسم المفكر النيلي .
الم يكن الوائلي استباقيا في كلا قرائتيه كما يتهم خصومه في التجديد ، ولكن مالذي سيكون عليه رأ ي الوائلي في كتاب الجمعية لو وجد لعالم سبيط اشارة في كتابهم وبذات التنظير الحالي ؟ هل سيعتبرهم قصديين الى حد النخاع بمجرد اطرائهم على النيلي كما يفعل بعض قراء عالم معه للسبب ذاته .
وما حكاية القصدية الشريفة التي يحاول افراد الجمعية تجنبها الى مقابلتها اي – القصدية غير الشريفة – هل تقبل القصدية كمنهج مثل هذه التقسيمات.
الحلقة الاولى
كثيرا ما لاحظت ان جانبا من الكتاب وبعض الوعاض وخطباء المنبر وغيرهم من منتجي الخطاب الشيعي كانوا قد ادخلوا مصطلحات معرفية جديدة الى خطابهم العام ،هذه المصطلحات والمفاهيم لم تكن مالوفة بالنسبة للمتلقي العادي وغير متداولة في مناهج التحصيل الحوزوي المعاصرة ولن تجد لها اثرا يذكرعندهم قبل عقد من الزمن (1 ) .
وان كنت اتحسس من اسلوب الاقتباس الذي اتسم بالانتقائية من المصدر ، والاهمال المتعمد لمنتج ذلك الخطاب الذي اثر فيهم الى درجة الحاجة الى محاكاته ولو بطريقتهم الشخصانية ، الا اني مازلت اعتبر هذه الظاهرة برغم سلبية ابطالها امر يتسم بالايجابية خصوصا على المدى المتوسط والبعيد بعد ان يتم تهيئة المتلقي لمثل هذه المفاهيم ليتسائل عن سبب هذا الطارئ الغائب عن المؤلفات السابقة للمنظرين الحاليين لها .
( 1 ) : كمثال على ذلك
· ان المطلع على اسلوب اشتغال السيد كمال الحيدري حفظه الله في مجال العقائد في عموم نتاجاته المطبوعة يرى تباينا ملحوظا عن منهجه الان لو تابعه على الفضائيات او الاذاعة ، حيث ظهرت عنده ابعاد دلالية جديدة لذات القضايا التي سبق وان عالجها في كتبه.
· اكثر الحوزويين العاصرين تصنيفا في موضوع المولى صاحب العصر هو الشيخ علي الكوراني ، وكان قد اشار غير مرة الى النيلي رحمه الله بل وحث الموالي على اهمية الاطلاع على كتاب الطور المهدوي ولكنه انقطع عن ذكره بعيد قرائته لكتاب الاصول مع احتفاظه بذات المفاهيم التي استفادها منه والتي لاتلتقي مع نتائج ومنهجية كتبه السابقة .
· مع الميل الواضح الذي يظهره الشيخ المهاجر حفظه الله نحو التعاطي الغيبي حول مجمل المواضيع التي عالجها في محاضراته مع تغليبه للاسلوب السردي الا انه اخذ حديثا بالتفريق بين الفاظ قرانية كان يوردها قبلا وكانها مترادفات مفروغ منها مثل اليوم الموعود و اليوم الاخر ويوم القيامة ..او ربطه بين دلالة الساعة وعلقتها بالامام صاحب الامر وحديثه عن الرجعة باسلوب مغاير، مع اظهاره ميزة الاختلاف مع النمط الاصولي المعتاد في تجريح النص المعصوم .
· بدون مقدمات جاء كتاب صناعة العقول للكاتب الشهير عادل رؤوف الذي يفند فيه مبدأ التقليد في منظومة التفكير الشيعي ويعتبرها قضية دخيلة عليه لاتمت للفكر الامامي باي صلة ، مع العلم ان كاتبنا تعامل مع التقليد في عموم كتبه السابقة دون ان تظهر منه بادرة اعتراض او تردد بل كان يستخدمها كمحور عمل في معالجة مفارقات العمل المرجعي المرافقة لمرجعية السيد محمد صادق الصدر ومحمد باقر الصدر رحمهما الله
ولن يمضي زمن طويل ( كما اعتقد ) ليتعرف غالبية المتلقين الواعين على مصدر ومنظر هذه الافكار قبل ان يقوم هؤلاء بتشذيبها .
على اية حال لم يثرني فعل هؤلاء الى درجة الاستفزاز المعرفي للكتابة حوله لعلمي ان هذه الافعال تمثل سنة حياتية معاشة في مجتمعاتنا الشرقية الكسولة في كل شيئ الا في غمط الحقوق .
ولكني مع ذلك وجدت نفسي محاط بصراع مفتعل مع جهة تسمي نفسها جمعية التجديد الثقافية في البحرين ، بعد ان وصلني كم من الرسائل عبر الانترنت غالبيتها من اناس لم اعرفهم سوى انهم من الخليج ، بعض الرسائل يحمل عتبا على مقالات نشرت في صحف بحرينية لم اقرائها غير اني اعرف كاتبها ،وبعضها الاخر فيها استفسارات لم استطيع الاجابة عليها لجهلي بحيثيات ما كان يجري هناك.
وصادف ان سافر احد الاصدقاء الى البحرين وهو الاخ ابو مؤمل لحضور احد المؤتمرات التي اقيمت هناك لرجال الاعمال حول ما يطلق عليه اعادة اعمار العراق ، فرجوته الاتصال على العناوين التي وردتني عبر البريد ، وبعد لقائه مع احد الاشخاص الذي اخذ خلاله رقم هاتفي النقال .
وردني اتصال مطول من الاخ مسؤول العلاقات العامة لجمعية التجديد الثقافية وفي هذا الحديث الطويل ادعى الرجل ان الشخص الذي اتهمهم بسرقة افكار المرحوم عالم سبيط –الاخ فرقان الوائلي- لم يلتقي باحد منهم ولم يدر بينهم أي حوار مباشر ولم يلبي دعوتهم لزيارة الجمعية .
وساق الرجل تبريرات عديدة حول خصوصية دعواهم وعدم استعارتهم لشيئ من نتاج المرحوم النيلي وانهم يحترمون منهجه ويحثون مريديهم على القراءة له ، وان الوائلي قد طبع كتابا اسماه انتحالات الادعياء وعليه اسم الرابطة القصدية .
على اية حال اتصلت من جانبي بمعارفي في بغداد ممن لهم صلة بالمرحوم ثامر العامري ومايسمى الرابطة القصدية وسالتهم ان كانوا يعرفون شيئا عن ما يعرف بجمعية التجديد في البحرين وحقيقة ادعاءاتها وصلتها بافكار النيلي وعن كتاب الادعياء لفرقان
ولم يبد احد منهم ادنى معرفة بهذه المسميات بل ابدى غير واحد استغرابه من وجود فرقان في البحرين لانه اخبرهم انه سيسافر الى مصر .
أي ان عبارة – الرابطة القصدية – على غلاف الانتحالات ما هي الا فرية من الاخ الوائلي على الرابطة التي لم تحط علما بنشاطه الاجتماعي او الادبي في البحرين .
البداية من الغلاف :
يبدو انالتخلص من اساليب المؤسسة الدينية وطريقة تعاملها مع غرمائها امر بالغ الصعوبة علىالجميع، وهو ما لمسته من هذا النتاج للاخ فرقان الذي تعرض فيه لمؤسسة التجديدالثقافي.
لمتتوفر لي فرصة الاطلاع على افكار هذه الجهة بشكل مفصل سوى ما سمعته او قراته هنا اوهناك، كذلك لا تتوفر عندي نسخة من هذا الكتاب لاجل الاحاطة بالموضوع بعد قراءةالاسطر وما بينها، ولكن توفرت لي ملاحظتان من خلال عنوان وصورة الغلاف الذي نشر هنا :
الملاحظةالاولى: وهي تتعلق بعنوان الكتاب الذي جاء – انتحالات الادعياء – والذي يبدو لي انالاخ فرقان غير ملتفت لدلالة لفظة الادعياء الشهيرة التي تعني - اللقطاء – واعتقدانه لم يقصدها. غير انه عنى انهم – أي الجمعية - يدعون ما ليس لهم وهو امر كانالاولى به ان يكون بعيدا عنه، لانه عنوان شهير لدى لغة المنازعات المذهبية اوالخلافات الحوزوية الكريهة. والطريف ان احدى التيارات الاصولية الحالية - المنبثقةعن مرجعية السيد الصدر رحمه الله - والذين يسمون بجماعة الصرخي، كانت قد اصدرت عددمن الكتيبات لتسقيط منتج المرحوم عالم سبيط يحمل عنوان "الرد على شبهات الادعياءالواهية"، والظاهر ان الجماعة قاصدة للمعنى الاسوأ وهو امر غير مستغرب منهم ولكنهمستهجن من قراء سبيط، وكما نرى ان الرجل تم تقديمه على انه باحثقصدي.
الملاحظةالثانية: وهي بخصوص نوع وشكل الرسوم التي حفل بها غلاف الكتاب التي تتضمن اشارة الى – الشيطان الشرير – او الجان وما الى ذلك، وبعض الرموز الغرائبية التي لادخل لهابالموضوع، في محاولة لاستغلال التبادر الذهني عن هذه الاشارات في ثقافة البسطاء،ويمكن لنا ان نضع أي عنوان اخر تناسبا مع واجهة الكتاب الغريبة مثل: اغرب قصص الجاناو اغرب قصص السحر، وهو ماتعج به المكتبات اليوم. اضف الى ذلك التنويه الدلالي عنشغل الكتاب بانه يهتم - بالنهب الفكري - على حد تعبير الكاتب، وهي مقدمة من المفروضان تحضر القارئ الى التلقي الموضوعي لسرد الكاتب، في حين انه - أي هذا التنويه - يتعارض مع عنوان الكتاب ذي الدلالة المؤسسية الصادمة في لفظة "الادعياء" ومن جهةاخرى مع شكل الغلاف الذي يفتقد لاية صلة بقصدية عالم سبيط النيلي، أي ان الغلافوحده يضم ثلاث قضايا متناقضة مع بعضها. مع الاعتذار لمؤلفالكتاب
جلب لي الاخ عطاء سبيط نسخة من كتاب الانتحالات والتي ابتاعها من مكتبة الاعلمي في كربلاء وكنت اطالع عدة وريقات يوميا او كلما سنحت لي الفرصة ولم يكن ببالي حينها بانني ساكتب أي شيئ حول الكتاب اكثر مما اوردته من ملاحظات حول غلاف الكتاب (في شبكة عابرون ومنتدى البحرين ) وعلاقته بالمضمون ،ولكن مع تقدمي في القراءة كنت اقع على كم من المفارقات لم يكن بامكاني غض الطرف عنها ولو من باب العجالة التي تحدد موقفي الشخصي من الكتاب وكاتبه .
غير ان هناك جملة من المشاكل اود عرضها قبل البدأ بمتابعة بعض فقرات الكتاب
المشكلة الاولى : ان الكتاب غير مرتب من حيث الاحداث او المواضيع بل انها موزعة لاعلى التعيين ، ولم يكن للكتاب هدف محدد بذاته كتفنيد دعوى السفارة او متابعة سرقات الجمعية ان وجدت او نقد منهجيتهم حين استخدامهم سهوا او عمدا للمجاز والترادف الذي رفضوه ، فكنت ارى الرجل دائم القفز من هذا الموضوع الى ذلك دون ان تظهر منه وحدة موضوع .
المشكلة الثانية : تتمحور حول امكانية الكاتب في مجال التصنيف وقدرته على ادارة الحوارات الخلافية مع الغير والتي يترجمها الكاتب في حديثه عن نفسه عند بدايات تعرفه على عالم حوارات النت الذي دخل العراق بعد سقوط النظام ( أي كان لفرقان تجربة اعوام عديدة في مجال الفكر القصدي والكتابة عنها )
يقول الوائلي : هذه الحوارات كانت تجربة جديدة بحق ، ولكوني بلا خبرة مع هذا المارد الانترنيتي العجيب فقد تصرفت بطريقة طفولية ساذجة عمرها سلامة الطوية وحسن الظن بالاخرين من المحاورين. ص 225
اقول: ليس لحسن الظن مدخلية في التصرفات الطفولية او السذاجة، فحسن الظن قضية تفترض ان الاخر يريد واقعا الاستفادة من الحوار الذي يجب ان يتم باسلوب متسامح طويل الامد يراعي الخلفية المتخالفة عن الفكرة المطروحة .
يقول الوائلي : ولكن حيث انني كنت غرا كحال كل من يخوض في بحر جديد وعالم مختلف فلم احسب حسابا الى ان حرية الفكر تتطلب رفقا بالقلوب لاطرقا على الرؤوس .ص 225
اقول : هذا ما لمسته في شبكة هجر والتوتر الذي استشعرته من المحاورين عندما احاول الاقتراب من القصدية ، حتى عرفت سببه والذي كان طريقة فرقان في طرح افكاره على الشبكة التي تتسم بالاستفزاز والاستخفاف بقناعات الاخرين باسم القصدية .
كما قلت اني ساحاول ترتيب الافكار المتفرقة بسبب طريقة عرضها غير المدروسة ، وسابدأ من تشكل هذه القضية لديه كما يرويها بنفسه .
بداية تعرفه على التجديد :
يقول الوائلي : قبل عام ونصف تعرفت الى سيدة فاضلة من دولة البحرين ، وبطريقة كانت كرامتها ككرامة الطريقة التي تعرفت بها الى الفكر القصدي . ص 227
اقول ذكر الاخ الوائلي اسماء اصطلاحية عديدة لهذه السيدة منها ( ايمان) و (الهجرية ) و حاليا ( ضفاف) .
يقول : هذه السيدة ( جزاها الله خيرا ) نبهتني الى امر غاية في الخطورة يخص القصدية التي سبق ان انبهرت بها بعدما قرأت مؤلفاتها واستوعبتها فهما ثم طبقتها سلوكا... واقر بانها قد تفوقت في الامر حد ان اكتشف في نفسي اعتباطا هائلا لازال يعجزني من كثير منه الخلاص . ص 228
مناقشة :
اقول لقد كشفت هذه السيدة بطريقة ما امام الوائلي حقيقة انه اعتباطي كبير او ( هائل) ، بل انه عاجز عن التخلص منه ، ولكن اين كانت هذه الحقيقة غائبة عن الوائلي الذي يحب ان يسمي نفسه ( القصدي )، واي شيئ سنطلق على نتاجاته التي قدمها كتنظير قصدي ، ولماذا لم يصدقني على سبيل المثال عندما كنت اصفه بهذه الاوصاف ام نحن بحاجة لهذه السيدة الفاضلة ليدرك هذا .
وقديما قال امير المؤمنين ( الجاهل بقدر نفسه يكون بقدر غيره اجهل ) ، ولكن علي ان انتظر... فقد يكون الوائلي كعادته لايقصد مايقول حيث انه اورد عبارة سابقة عن النظرية القصدية يقول فيها ( والتي سبق ان انبهرت بها بعدما قرأت مؤلفاتها واستوعبتها فهما ثم طبقتها سلوكا ) ، كيف لنا ان نجمع بين هاتين العبارتين المتتاليتين فمن جهة يدعي استيعابه للنظرية القصدية بل وصيرورتها سلوكا عنده ، ومن جهة اخرى يقر باعتباطه الهائل الذي ما زال يعجزه ( 2 ) .
(2 ) يقول الوائلي في ص226 أي قبل صفحة واحدة من اقراره باعتباطه الهائل ( ودخلت في هجر.. ولكن لا على استحياء ..بل بكل ما املك من قوة لقصدية قرانية استوعبت غير قليل من طروحاتها على مدى سنين )
يبدو انه اراد بلفظة –استحياء- التردد ، ولكن هذه اللفظة لاتتخادم مع قصده عندما وردت بقوله تعالى ( جائته احداهما تمشي على استحياء ) 25 القصص ،قال تعالى ( ان ذلك كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لايستحي من الحق ) الاحزاب 53 هنا لم تاتي الصيغة كما وردت عند الحديث عن احدى الفتاتين حيث وصف القران مشيتها .و يتحدث الوائلي عن قوة قصدية قرانية استوعب غير قليل من طروحاتها ، فكيف لنا التوفيق بين قوته القصدية القرانية التي استوعب اغلبها واعتباطه الهائل الذي لايستطيع التخلص من اكثره .
يقول الوائلي :
كان الامر الخطير هو انه قد وصل الى علمها ان هناك جماعة في البحرين تقوم بالترويج للقصدية بين اوساط المجتمع البحريني ..وقد حذرتني من ان هؤلاء سيشوهون القصدية ما لم نسارع الى اتخاذ موقف ما بخصوصهم ..واخبرتني بان السفاريين قد اصدروا عدة مؤلفات هي صورة طبق الاصل من القصدية تنظيرا وتطبيقا ودلتني على موقعهم لاقرأ المؤلفات هناك ..ص 228 .
تطابق ام تخالف
يقول الوائلي : وحالما وقعت عيني على الكتاب الاساسي الاول الذي عنوانه ( مفاتح القران والعقل ) فقد ادركت انه نسخة اخرى من النظام القراني ، ويشهد الله انني قراته من اوله الى اخره بحثا عن اشارة او ذكر للسيد النيلي رحمه الله ظنا مني ان هؤلاء لابد ان يذكروه باعتباره الرائد القصدي الاول ... ولكني لم اجد له ذكرا ولا شارة ابدا لافي هذا الكتاب ولا في غيره من باقي مؤلفاتهم ..وكان هذا وحده كافيا لان يجعلني على يقين من صدق هذه السيدة ، وعلى يقين من لااخلاقية هؤلاء . ص 228
مناقشة :
هناك تضاد اولي مع المنهجية القصدية في عنوان كتاب جمعية التجديد وليس هنا محل عرضه ، ولكن الوائلي لم ينتبه اليه بل مضى يقول – وادركت انه نسخة من كتاب النظام القراني – ويقصد انه متطابق مع كتاب النظام ولكن خانه التعبير القصدي كالعادة حيث كان يجب ان يقول – نسخة عن كتاب .. وليس نسخة من - .
يقول الرجل انه قد قرأ الكتاب - من اوله الى اخره – الامر الذي يشير الى تمكنه ( على مستوى الفرض ) من الاحاطة بفكرة الكتاب ولو بشكل عام ، ولكن كيف كان الوائلي يقرأ كتاب تلك الجمعية ولماذا ؟
كان الرجل يقرا الكتاب هكذا – بحثا عن اشارة او ذكر للسيد النيلي رحمه الله – أي بعد تاكد الوائلي ان كتاب الجمعية نسخة طبق الاصل عن كتاب النظام –وحالما وقعت عينه عليه- غدت مشكلته بوجوب ذكر المفكر النيلي في كتاب الجمعية وكان هذا همه الرئيس من الصفحة الاولى الى الصفحة الاخيرة ، ولكنه لم يجد للنيلي ادنى ذكر عندهم فما الذي حصل بعد ذلك لقناعات الوائلي ؟
يقول الوائلي :
1- وكان هذا وحده كافيا لان يجعلني على يقين من صدق هذه السيدة ، وعلى يقين من لااخلاقية هؤلاء
2- وبعد التعمق.....وجدت فضلا عن الانتحال تشويها مرعبا كان القصد منه الوصول الى نتائج مسبقة بعيدة كل البعد عن القصدية الشريفة . ص 229
مناقشة :
لقد عمم الوائلي فكرة التطابق التام بين الكتابين بدليل انه اكتشف لااخلاقية افراد الجمعية بمجرد اغفالهم عن عمد اسم مؤلف الكتاب الاساس الذي قام عليه كتاب مفاتح القران ، ودعني امضي معه على وفق هذا الافتراض الذي تقوم عليه فكرة كتابه الانتحالات .
ولكن الرجل سرعان ما ينقض فرضه الاول عندما يقر وبعد – التعمق – ان هناك تشويها – مرعبا – وبنتائج مسبقة وبعيد كل البعد ( لاحظ ) عن القصدية الشريفة .
ولكن ماقيمة القراءة الاولى لكتاب الجمعية فيما كان الوائلي يمر على نتائجهم ويزداد يقينا بتطابق المنهجين واين كان هذا التشويه – المرعب – الم يلحظ منه ولو جزئا يسيرا في قرأته الاولى فيما كان همه فقط ايجاد اسم المفكر النيلي .
الم يكن الوائلي استباقيا في كلا قرائتيه كما يتهم خصومه في التجديد ، ولكن مالذي سيكون عليه رأ ي الوائلي في كتاب الجمعية لو وجد لعالم سبيط اشارة في كتابهم وبذات التنظير الحالي ؟ هل سيعتبرهم قصديين الى حد النخاع بمجرد اطرائهم على النيلي كما يفعل بعض قراء عالم معه للسبب ذاته .
وما حكاية القصدية الشريفة التي يحاول افراد الجمعية تجنبها الى مقابلتها اي – القصدية غير الشريفة – هل تقبل القصدية كمنهج مثل هذه التقسيمات.
تعليق