إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

انتحالات الادعياء ..وجمعية التجديد الثقافية الحلقة الاولى

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • انتحالات الادعياء ..وجمعية التجديد الثقافية الحلقة الاولى

    انتحالات الادعياء... وجمعية التجديد البحرينية
    الحلقة الاولى


    كثيرا ما لاحظت ان جانبا من الكتاب وبعض الوعاض وخطباء المنبر وغيرهم من منتجي الخطاب الشيعي كانوا قد ادخلوا مصطلحات معرفية جديدة الى خطابهم العام ،هذه المصطلحات والمفاهيم لم تكن مالوفة بالنسبة للمتلقي العادي وغير متداولة في مناهج التحصيل الحوزوي المعاصرة ولن تجد لها اثرا يذكرعندهم قبل عقد من الزمن (1 ) .
    وان كنت اتحسس من اسلوب الاقتباس الذي اتسم بالانتقائية من المصدر ، والاهمال المتعمد لمنتج ذلك الخطاب الذي اثر فيهم الى درجة الحاجة الى محاكاته ولو بطريقتهم الشخصانية ، الا اني مازلت اعتبر هذه الظاهرة برغم سلبية ابطالها امر يتسم بالايجابية خصوصا على المدى المتوسط والبعيد بعد ان يتم تهيئة المتلقي لمثل هذه المفاهيم ليتسائل عن سبب هذا الطارئ الغائب عن المؤلفات السابقة للمنظرين الحاليين لها .

    ( 1 ) : كمثال على ذلك
    · ان المطلع على اسلوب اشتغال السيد كمال الحيدري حفظه الله في مجال العقائد في عموم نتاجاته المطبوعة يرى تباينا ملحوظا عن منهجه الان لو تابعه على الفضائيات او الاذاعة ، حيث ظهرت عنده ابعاد دلالية جديدة لذات القضايا التي سبق وان عالجها في كتبه.
    · اكثر الحوزويين العاصرين تصنيفا في موضوع المولى صاحب العصر هو الشيخ علي الكوراني ، وكان قد اشار غير مرة الى النيلي رحمه الله بل وحث الموالي على اهمية الاطلاع على كتاب الطور المهدوي ولكنه انقطع عن ذكره بعيد قرائته لكتاب الاصول مع احتفاظه بذات المفاهيم التي استفادها منه والتي لاتلتقي مع نتائج ومنهجية كتبه السابقة .
    · مع الميل الواضح الذي يظهره الشيخ المهاجر حفظه الله نحو التعاطي الغيبي حول مجمل المواضيع التي عالجها في محاضراته مع تغليبه للاسلوب السردي الا انه اخذ حديثا بالتفريق بين الفاظ قرانية كان يوردها قبلا وكانها مترادفات مفروغ منها مثل اليوم الموعود و اليوم الاخر ويوم القيامة ..او ربطه بين دلالة الساعة وعلقتها بالامام صاحب الامر وحديثه عن الرجعة باسلوب مغاير، مع اظهاره ميزة الاختلاف مع النمط الاصولي المعتاد في تجريح النص المعصوم .
    · بدون مقدمات جاء كتاب صناعة العقول للكاتب الشهير عادل رؤوف الذي يفند فيه مبدأ التقليد في منظومة التفكير الشيعي ويعتبرها قضية دخيلة عليه لاتمت للفكر الامامي باي صلة ، مع العلم ان كاتبنا تعامل مع التقليد في عموم كتبه السابقة دون ان تظهر منه بادرة اعتراض او تردد بل كان يستخدمها كمحور عمل في معالجة مفارقات العمل المرجعي المرافقة لمرجعية السيد محمد صادق الصدر ومحمد باقر الصدر رحمهما الله






    ولن يمضي زمن طويل ( كما اعتقد ) ليتعرف غالبية المتلقين الواعين على مصدر ومنظر هذه الافكار قبل ان يقوم هؤلاء بتشذيبها .
    على اية حال لم يثرني فعل هؤلاء الى درجة الاستفزاز المعرفي للكتابة حوله لعلمي ان هذه الافعال تمثل سنة حياتية معاشة في مجتمعاتنا الشرقية الكسولة في كل شيئ الا في غمط الحقوق .
    ولكني مع ذلك وجدت نفسي محاط بصراع مفتعل مع جهة تسمي نفسها جمعية التجديد الثقافية في البحرين ، بعد ان وصلني كم من الرسائل عبر الانترنت غالبيتها من اناس لم اعرفهم سوى انهم من الخليج ، بعض الرسائل يحمل عتبا على مقالات نشرت في صحف بحرينية لم اقرائها غير اني اعرف كاتبها ،وبعضها الاخر فيها استفسارات لم استطيع الاجابة عليها لجهلي بحيثيات ما كان يجري هناك.
    وصادف ان سافر احد الاصدقاء الى البحرين وهو الاخ ابو مؤمل لحضور احد المؤتمرات التي اقيمت هناك لرجال الاعمال حول ما يطلق عليه اعادة اعمار العراق ، فرجوته الاتصال على العناوين التي وردتني عبر البريد ، وبعد لقائه مع احد الاشخاص الذي اخذ خلاله رقم هاتفي النقال .
    وردني اتصال مطول من الاخ مسؤول العلاقات العامة لجمعية التجديد الثقافية وفي هذا الحديث الطويل ادعى الرجل ان الشخص الذي اتهمهم بسرقة افكار المرحوم عالم سبيط –الاخ فرقان الوائلي- لم يلتقي باحد منهم ولم يدر بينهم أي حوار مباشر ولم يلبي دعوتهم لزيارة الجمعية .
    وساق الرجل تبريرات عديدة حول خصوصية دعواهم وعدم استعارتهم لشيئ من نتاج المرحوم النيلي وانهم يحترمون منهجه ويحثون مريديهم على القراءة له ، وان الوائلي قد طبع كتابا اسماه انتحالات الادعياء وعليه اسم الرابطة القصدية .
    على اية حال اتصلت من جانبي بمعارفي في بغداد ممن لهم صلة بالمرحوم ثامر العامري ومايسمى الرابطة القصدية وسالتهم ان كانوا يعرفون شيئا عن ما يعرف بجمعية التجديد في البحرين وحقيقة ادعاءاتها وصلتها بافكار النيلي وعن كتاب الادعياء لفرقان
    ولم يبد احد منهم ادنى معرفة بهذه المسميات بل ابدى غير واحد استغرابه من وجود فرقان في البحرين لانه اخبرهم انه سيسافر الى مصر .
    أي ان عبارة – الرابطة القصدية – على غلاف الانتحالات ما هي الا فرية من الاخ الوائلي على الرابطة التي لم تحط علما بنشاطه الاجتماعي او الادبي في البحرين .

    البداية من الغلاف :
    يبدو انالتخلص من اساليب المؤسسة الدينية وطريقة تعاملها مع غرمائها امر بالغ الصعوبة علىالجميع، وهو ما لمسته من هذا النتاج للاخ فرقان الذي تعرض فيه لمؤسسة التجديدالثقافي.

    لمتتوفر لي فرصة الاطلاع على افكار هذه الجهة بشكل مفصل سوى ما سمعته او قراته هنا اوهناك، كذلك لا تتوفر عندي نسخة من هذا الكتاب لاجل الاحاطة بالموضوع بعد قراءةالاسطر وما بينها، ولكن توفرت لي ملاحظتان من خلال عنوان وصورة الغلاف الذي نشر هنا :

    الملاحظةالاولى: وهي تتعلق بعنوان الكتاب الذي جاء – انتحالات الادعياء – والذي يبدو لي انالاخ فرقان غير ملتفت لدلالة لفظة الادعياء الشهيرة التي تعني - اللقطاء – واعتقدانه لم يقصدها. غير انه عنى انهم – أي الجمعية - يدعون ما ليس لهم وهو امر كانالاولى به ان يكون بعيدا عنه، لانه عنوان شهير لدى لغة المنازعات المذهبية اوالخلافات الحوزوية الكريهة. والطريف ان احدى التيارات الاصولية الحالية - المنبثقةعن مرجعية السيد الصدر رحمه الله - والذين يسمون بجماعة الصرخي، كانت قد اصدرت عددمن الكتيبات لتسقيط منتج المرحوم عالم سبيط يحمل عنوان "الرد على شبهات الادعياءالواهية"، والظاهر ان الجماعة قاصدة للمعنى الاسوأ وهو امر غير مستغرب منهم ولكنهمستهجن من قراء سبيط، وكما نرى ان الرجل تم تقديمه على انه باحثقصدي.

    الملاحظةالثانية: وهي بخصوص نوع وشكل الرسوم التي حفل بها غلاف الكتاب التي تتضمن اشارة الىالشيطان الشرير – او الجان وما الى ذلك، وبعض الرموز الغرائبية التي لادخل لهابالموضوع، في محاولة لاستغلال التبادر الذهني عن هذه الاشارات في ثقافة البسطاء،ويمكن لنا ان نضع أي عنوان اخر تناسبا مع واجهة الكتاب الغريبة مثل: اغرب قصص الجاناو اغرب قصص السحر، وهو ماتعج به المكتبات اليوم. اضف الى ذلك التنويه الدلالي عنشغل الكتاب بانه يهتم - بالنهب الفكري - على حد تعبير الكاتب، وهي مقدمة من المفروضان تحضر القارئ الى التلقي الموضوعي لسرد الكاتب، في حين انه - أي هذا التنويه - يتعارض مع عنوان الكتاب ذي الدلالة المؤسسية الصادمة في لفظة "الادعياء" ومن جهةاخرى مع شكل الغلاف الذي يفتقد لاية صلة بقصدية عالم سبيط النيلي، أي ان الغلافوحده يضم ثلاث قضايا متناقضة مع بعضها. مع الاعتذار لمؤلفالكتاب



    جلب لي الاخ عطاء سبيط نسخة من كتاب الانتحالات والتي ابتاعها من مكتبة الاعلمي في كربلاء وكنت اطالع عدة وريقات يوميا او كلما سنحت لي الفرصة ولم يكن ببالي حينها بانني ساكتب أي شيئ حول الكتاب اكثر مما اوردته من ملاحظات حول غلاف الكتاب (في شبكة عابرون ومنتدى البحرين ) وعلاقته بالمضمون ،ولكن مع تقدمي في القراءة كنت اقع على كم من المفارقات لم يكن بامكاني غض الطرف عنها ولو من باب العجالة التي تحدد موقفي الشخصي من الكتاب وكاتبه .
    غير ان هناك جملة من المشاكل اود عرضها قبل البدأ بمتابعة بعض فقرات الكتاب
    المشكلة الاولى : ان الكتاب غير مرتب من حيث الاحداث او المواضيع بل انها موزعة لاعلى التعيين ، ولم يكن للكتاب هدف محدد بذاته كتفنيد دعوى السفارة او متابعة سرقات الجمعية ان وجدت او نقد منهجيتهم حين استخدامهم سهوا او عمدا للمجاز والترادف الذي رفضوه ، فكنت ارى الرجل دائم القفز من هذا الموضوع الى ذلك دون ان تظهر منه وحدة موضوع .
    المشكلة الثانية : تتمحور حول امكانية الكاتب في مجال التصنيف وقدرته على ادارة الحوارات الخلافية مع الغير والتي يترجمها الكاتب في حديثه عن نفسه عند بدايات تعرفه على عالم حوارات النت الذي دخل العراق بعد سقوط النظام ( أي كان لفرقان تجربة اعوام عديدة في مجال الفكر القصدي والكتابة عنها )
    يقول الوائلي : هذه الحوارات كانت تجربة جديدة بحق ، ولكوني بلا خبرة مع هذا المارد الانترنيتي العجيب فقد تصرفت بطريقة طفولية ساذجة عمرها سلامة الطوية وحسن الظن بالاخرين من المحاورين. ص 225

    اقول: ليس لحسن الظن مدخلية في التصرفات الطفولية او السذاجة، فحسن الظن قضية تفترض ان الاخر يريد واقعا الاستفادة من الحوار الذي يجب ان يتم باسلوب متسامح طويل الامد يراعي الخلفية المتخالفة عن الفكرة المطروحة .
    يقول الوائلي : ولكن حيث انني كنت غرا كحال كل من يخوض في بحر جديد وعالم مختلف فلم احسب حسابا الى ان حرية الفكر تتطلب رفقا بالقلوب لاطرقا على الرؤوس .ص 225

    اقول : هذا ما لمسته في شبكة هجر والتوتر الذي استشعرته من المحاورين عندما احاول الاقتراب من القصدية ، حتى عرفت سببه والذي كان طريقة فرقان في طرح افكاره على الشبكة التي تتسم بالاستفزاز والاستخفاف بقناعات الاخرين باسم القصدية .
    كما قلت اني ساحاول ترتيب الافكار المتفرقة بسبب طريقة عرضها غير المدروسة ، وسابدأ من تشكل هذه القضية لديه كما يرويها بنفسه .

    بداية تعرفه على التجديد :

    يقول الوائلي : قبل عام ونصف تعرفت الى سيدة فاضلة من دولة البحرين ، وبطريقة كانت كرامتها ككرامة الطريقة التي تعرفت بها الى الفكر القصدي . ص 227
    اقول ذكر الاخ الوائلي اسماء اصطلاحية عديدة لهذه السيدة منها ( ايمان) و (الهجرية ) و حاليا ( ضفاف) .
    يقول : هذه السيدة ( جزاها الله خيرا ) نبهتني الى امر غاية في الخطورة يخص القصدية التي سبق ان انبهرت بها بعدما قرأت مؤلفاتها واستوعبتها فهما ثم طبقتها سلوكا... واقر بانها قد تفوقت في الامر حد ان اكتشف في نفسي اعتباطا هائلا لازال يعجزني من كثير منه الخلاص . ص 228

    مناقشة :

    اقول لقد كشفت هذه السيدة بطريقة ما امام الوائلي حقيقة انه اعتباطي كبير او ( هائل) ، بل انه عاجز عن التخلص منه ، ولكن اين كانت هذه الحقيقة غائبة عن الوائلي الذي يحب ان يسمي نفسه ( القصدي )، واي شيئ سنطلق على نتاجاته التي قدمها كتنظير قصدي ، ولماذا لم يصدقني على سبيل المثال عندما كنت اصفه بهذه الاوصاف ام نحن بحاجة لهذه السيدة الفاضلة ليدرك هذا .
    وقديما قال امير المؤمنين ( الجاهل بقدر نفسه يكون بقدر غيره اجهل ) ، ولكن علي ان انتظر... فقد يكون الوائلي كعادته لايقصد مايقول حيث انه اورد عبارة سابقة عن النظرية القصدية يقول فيها ( والتي سبق ان انبهرت بها بعدما قرأت مؤلفاتها واستوعبتها فهما ثم طبقتها سلوكا ) ، كيف لنا ان نجمع بين هاتين العبارتين المتتاليتين فمن جهة يدعي استيعابه للنظرية القصدية بل وصيرورتها سلوكا عنده ، ومن جهة اخرى يقر باعتباطه الهائل الذي ما زال يعجزه ( 2 ) .
    (2 ) يقول الوائلي في ص226 أي قبل صفحة واحدة من اقراره باعتباطه الهائل ( ودخلت في هجر.. ولكن لا على استحياء ..بل بكل ما املك من قوة لقصدية قرانية استوعبت غير قليل من طروحاتها على مدى سنين )
    يبدو انه اراد بلفظة –استحياء- التردد ، ولكن هذه اللفظة لاتتخادم مع قصده عندما وردت بقوله تعالى ( جائته احداهما تمشي على استحياء ) 25 القصص ،قال تعالى ( ان ذلك كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لايستحي من الحق ) الاحزاب 53 هنا لم تاتي الصيغة كما وردت عند الحديث عن احدى الفتاتين حيث وصف القران مشيتها .و يتحدث الوائلي عن قوة قصدية قرانية استوعب غير قليل من طروحاتها ، فكيف لنا التوفيق بين قوته القصدية القرانية التي استوعب اغلبها واعتباطه الهائل الذي لايستطيع التخلص من اكثره .





    يقول الوائلي :
    كان الامر الخطير هو انه قد وصل الى علمها ان هناك جماعة في البحرين تقوم بالترويج للقصدية بين اوساط المجتمع البحريني ..وقد حذرتني من ان هؤلاء سيشوهون القصدية ما لم نسارع الى اتخاذ موقف ما بخصوصهم ..واخبرتني بان السفاريين قد اصدروا عدة مؤلفات هي صورة طبق الاصل من القصدية تنظيرا وتطبيقا ودلتني على موقعهم لاقرأ المؤلفات هناك ..ص 228 .

    تطابق ام تخالف

    يقول الوائلي : وحالما وقعت عيني على الكتاب الاساسي الاول الذي عنوانه ( مفاتح القران والعقل ) فقد ادركت انه نسخة اخرى من النظام القراني ، ويشهد الله انني قراته من اوله الى اخره بحثا عن اشارة او ذكر للسيد النيلي رحمه الله ظنا مني ان هؤلاء لابد ان يذكروه باعتباره الرائد القصدي الاول ... ولكني لم اجد له ذكرا ولا شارة ابدا لافي هذا الكتاب ولا في غيره من باقي مؤلفاتهم ..وكان هذا وحده كافيا لان يجعلني على يقين من صدق هذه السيدة ، وعلى يقين من لااخلاقية هؤلاء . ص 228

    مناقشة :
    هناك تضاد اولي مع المنهجية القصدية في عنوان كتاب جمعية التجديد وليس هنا محل عرضه ، ولكن الوائلي لم ينتبه اليه بل مضى يقول – وادركت انه نسخة من كتاب النظام القراني – ويقصد انه متطابق مع كتاب النظام ولكن خانه التعبير القصدي كالعادة حيث كان يجب ان يقول – نسخة عن كتاب .. وليس نسخة من - .
    يقول الرجل انه قد قرأ الكتاب - من اوله الى اخره – الامر الذي يشير الى تمكنه ( على مستوى الفرض ) من الاحاطة بفكرة الكتاب ولو بشكل عام ، ولكن كيف كان الوائلي يقرأ كتاب تلك الجمعية ولماذا ؟
    كان الرجل يقرا الكتاب هكذا – بحثا عن اشارة او ذكر للسيد النيلي رحمه الله – أي بعد تاكد الوائلي ان كتاب الجمعية نسخة طبق الاصل عن كتاب النظام –وحالما وقعت عينه عليه- غدت مشكلته بوجوب ذكر المفكر النيلي في كتاب الجمعية وكان هذا همه الرئيس من الصفحة الاولى الى الصفحة الاخيرة ، ولكنه لم يجد للنيلي ادنى ذكر عندهم فما الذي حصل بعد ذلك لقناعات الوائلي ؟
    يقول الوائلي :
    1- وكان هذا وحده كافيا لان يجعلني على يقين من صدق هذه السيدة ، وعلى يقين من لااخلاقية هؤلاء
    2- وبعد التعمق.....وجدت فضلا عن الانتحال تشويها مرعبا كان القصد منه الوصول الى نتائج مسبقة بعيدة كل البعد عن القصدية الشريفة . ص 229

    مناقشة :

    لقد عمم الوائلي فكرة التطابق التام بين الكتابين بدليل انه اكتشف لااخلاقية افراد الجمعية بمجرد اغفالهم عن عمد اسم مؤلف الكتاب الاساس الذي قام عليه كتاب مفاتح القران ، ودعني امضي معه على وفق هذا الافتراض الذي تقوم عليه فكرة كتابه الانتحالات .
    ولكن الرجل سرعان ما ينقض فرضه الاول عندما يقر وبعد – التعمق – ان هناك تشويها – مرعبا – وبنتائج مسبقة وبعيد كل البعد ( لاحظ ) عن القصدية الشريفة .
    ولكن ماقيمة القراءة الاولى لكتاب الجمعية فيما كان الوائلي يمر على نتائجهم ويزداد يقينا بتطابق المنهجين واين كان هذا التشويه – المرعب – الم يلحظ منه ولو جزئا يسيرا في قرأته الاولى فيما كان همه فقط ايجاد اسم المفكر النيلي .
    الم يكن الوائلي استباقيا في كلا قرائتيه كما يتهم خصومه في التجديد ، ولكن مالذي سيكون عليه رأ ي الوائلي في كتاب الجمعية لو وجد لعالم سبيط اشارة في كتابهم وبذات التنظير الحالي ؟ هل سيعتبرهم قصديين الى حد النخاع بمجرد اطرائهم على النيلي كما يفعل بعض قراء عالم معه للسبب ذاته .
    وما حكاية القصدية الشريفة التي يحاول افراد الجمعية تجنبها الى مقابلتها اي – القصدية غير الشريفة – هل تقبل القصدية كمنهج مثل هذه التقسيمات.


  • #2

    انتحالات الادعياء ............الحلقة الثانية

    في ملاحقات الوائلي لنتاج جمعية التجديد تابع قواعد كتابهم وعلق عليها دون ان يظهر هدفا محددا كما وسبق لي القول ، ولكني ساحاول ان اركز على ادعائه المستند الى ان نتاج الجمعية هي عينة طبق الاصل عن اشتغال عالم سبيط اللغوي .
    لدي ملاحظة يجدر بي التنبيه اليها وهي ان نتاجات هذه الجمعية هي نسيج غير متجانس يفتقر بدوره الى المنهجية المدروسة ، وجل عملها يعتمد على الاستطراد الشخصي لمجموعة غير محددة ، ولعلها محاكات يعوزها التوفيق لتجربة اخوان الصفا .

    القاعدة الاولى :
    يقول الوائلي وهنا نتسائل اهو تخاطر لكم عبر الغيب يااهل التجديد وبالشكل الذي يجعلكم والقصدية على نفس الخط والى نفس المشوار . ص29

    مناقشة :

    هل يعني هذا ان القصدية كنظرية ظهرت في القرن العشرين في الدراسات اللغوية الغربية كانت قد وصلت بدورها الى عالم سبيط عبر التخاطر الغيبي ام هي عملية تفاعل واستفادة متبادلة مع اضافات مثمرة تناسبت مع نمط الاشتغال لدى المفكر النيلي .
    اذا كانت الجمعية كتنظير كانت على نفس خط القصدية بل والى نفس مشوارها ( امتنع عن التعليق على الفاظ عبارات فرقان ) فلماذا كان لدى الوائلي اعتراض عليهم وكيف اتهمهم قبلا بالتشويه المرعب وهم على نفس المشوار ؟ ولكن هل سنملك قصدية فكرية اذا اشتملت على تشويه ولو بسيط ؟ بينما كان عمل القصدية هي تجاوز الفهم المشوه للنصوص الادبية لدى هسرل والدينية لدى سبيط . على اية حال قد فهمنا من الفقرة السابقة ان الوائلي يؤكد التطابق بين المنهجين .

    في السطر التالي لهذه الفقرة يقول الوائلي :
    لسنا ننكر ان الامثلة التطبيقية التي جاء بها هؤلاء تختلف عن تلك التي لدى القصدية ، ولكنه اختلاف يتعلق بالايات قيد الشرح فقط . ص 29

    مناقشة :

    قوله :عن تلك التي لدى القصدية ..ويقصد انها غير التي لدى المرحوم النيلي ، ولكن ماذا لو قرئ عبارته متخصص في الدراسات الالسنية حتما سيفهم الموضوع على العموم لتعلقه بنظرية هسرل في علم اللغة والصوت، فالوائلي لايعتبر عالم سبيط رحمه الله احد المنظرين المبدعين للقصدية بل اعتبره جهلا المؤسس الاول لها لانه لايدري عن غيره شيئا وليس لديه ثقافة لغوية ليفهم حتى لعالم سبيط .

    امثلة غير موفقة

    الوائلي يتراجع عن مفهوم هذه الفقرة كذلك وفي الصفحة نفسها ايضا وتحت عنوان – امثلة غير موفقة – يقول فيها :
    غير اننا لم نجد التجديدين قد وفقوا حتى في نقدهم للمجاز عبر بعض الامثلة التي ساقوها فمثلا في ( ولا يلدوا الا فاجرا كفارا )
    اقول : قام الوائلي بعرض مثال التجديد واعترض عليه بتفصيل مطول واورد احاديث يعتقد انها تعارض توجههم مما يؤكد وجهة نظره بان اشتغال المثال كان بخلاف – القصدية – التي يفهمها .


    مناقشة :

    هل ادعت جمعية التجديد انها تنتهج القصدية كاسلوب لمعالجة النص ؟ الجواب هو لا طبعا ..
    اذن لايمكن للوائلي تانيبهم لمخالفتهم اياها في الوقت نفسه الذي يتهمهم بسرقتها ، ولما كانوا مختلفين في المثال والتطبيق –على رغم عدم قولهم بالقصدية – اليس هذا مما بنقض دعوى الانتحال .

    اخطاء في التطبيق

    يرجع الوائلي ليقول تحت عنوان ( حيرة ):
    ولايقف الامر على ماظهر من اخطاء في تطبيقاتهم لقواعد القصدية الرافضة للمجاز بل تعداه الى امر اخر رايناه مستمرا على طول كتاب المفاتح دالا على عجز التنظير وهو استشكالهم على التفسير الاعتباطي العام دون محاولة اعطاء بديل يعتمد على مبادئ القصدية كما نظروا هم لها في كتابهم المفاتح . ص32

    مناقشة :

    ارجع للقول ان الجمعية لم تدعي القصدية فلا يمكن للوائلي ان ينتظر منهم بديل يعتمد مبادئها ، ونقطة الوهم لدى الوائلي نابعة من انكار الجمعية للمجاز والترادف وتطبيقاتهما وهو ما يعتبره الوائلي القصدية ... جاهلا بالفرق الكبير بين القضيتين ، فليس كل من انكر الترادف والمجاز هو مطبق للقصدية ، ولكن على مقدار معلومات الوائلي فان القصدية ماهي الا انكار للمجاز والترادف .. ، مع العلم ان هناك دوما من بين علماء اللغة وفي كافة الالسن من ينكر المجاز والترادف دون ان ينسب الى القصدية ان لم يكن من بينهم من يعارضها اصلا رغم عدم قبوله بالمجاز وتطبيقاته .




    الوائلي وتحت عنوان – مع النيلي ..لاحيرة – ص 33

    يقول : المرحوم النيلي في مؤلفاته لايسير بطريقة هؤلاء بل يستشكل وكثيرا ما استشكل ، فانه يقدم الحل فورا .

    مناقشة :

    الوائلي كعادته يسير ويتكلم بالمقلوب فالنيلي سابق لهؤلاء فيجب ان تعاد صيغة العبارة وهي ان هؤلاء لايسيرون بطريقة عالم ، فان كان عالم لايسير بطريقتهم ( كما يفهم الوائلي ) ، فهم اذن على غير طريقته فاين المشكلة اذن .

    تناقضات متكررة

    الوائلي تحت عنوان ..حيرة اخرى ترادف ام لاترادف ص 35 :
    يقول : من سيئات الانتحال انه يقع في التناقضات المتكررة حتى على صعيد القواعد التي يؤسسها ، فهم عند حديثهم عن قاعدة الحقيقة والمجاز قالوا بجواز تعدد المعنى لالفاظ كتاب الله . بل عندهم ان معظم الفاظ القران هي حمالة للوجوه المتعددة .

    مناقشة :

    لو فرضنا صحة وجهة نظر الوائلي .. هل نستطيع ان نعتبر فقرته هذه التي يقر فيها بكثرة تناقضات مفاهيم الجمعية وتبنيهم لمبدا تعدد وجوه النص القراني بانها من تطبيقات مقاله ان نتاج التجديد هو طبق اصل عن اشتغال عالم سبيط رحمه الله ؟
    لاادري هل هو يبحث عن مناطق الانتحال ام كان مدققا في نتاجهم بنظر الناقد ، ولو كان لديهم هذا الكثير الذي قام بنقده او الاعتراض عليه الم يكن الاولى ان يتم تغيير عنوان الكتاب عن لفظة الانتحالات الى ما يناسب طريقة اشتغاله .
    على الرغم من ان الرجل يحاول ان يختلق مواضيع ويتقول على بعض فقرات ما يسمى بجمعية التجديد الا ان هذا المنهج – القول بتعدد الوجوه لفهم الفاظ القران رغم انكار الترادف – اقول هو ليس حكرا على هذه الجهة بل ان اغلب من رفض المجاز والترادف رجع من حيث يدري او لايدري الى اثباتها في موارد الخطاب القراني لاسباب ودواعي شتى ساعرض لها انشاء الله في مورد اخر .

    في الصفحة 45 يعارض الوائلي اية من كتاب الله تنبه الذين امنوا الى امتناع هداية الناس بما يبذلوه من جهد وجهاد وان موضوع هدايتهم جميعا هي قضية بيد الله ولو شاء لفعلها فيما لو منع الانسان من حرية الاختيار.
    قال تعالى ( افلم ييأس الذين امنوا ان لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ولايزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة او تحل قريبا من دارهم حتى ياتي وعد الله ان الله لايخلف الميعاد ) الرعد 31
    اذن لدينا دلالة قرانية تؤكد امتناع هداية الناس جميعا وذلك لقوله ( ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة او تحل قريبا من دارهم حتى ياتي وعد الله ) .
    بينما يقول الوائلي : فهي لاتلغي الامل بهذه الهداية المقدرة بمشيئة الله وانما تفتحه واسعا فيوما ما ياتي وعد الله فسيهدي الله الناس جميعا وذلك ان لاكافر يومها . ص 45

    مناقشة :

    رغم خلو النص من أي اشارة الى هداية الناس جميعا لكن الوائلي يصرعلى ذلك في محاولة لمخالفة نتائج الجمعية الغير منضبطة بدورها لاجل الاختلاف معها فقط حيث يقول –وذلك ان لاكافر يومها - .
    ولكن اليس هذا الكافر من الناس ؟ افتكون لفظة جميعا صحيحة لو استثني منها ، ثم اذا لم يكن هناك كافر حينها سيكون البقية مهتدين اصلا اذن لانهم ليسوا من الكفرة فما الوجه في هذا التخريج القسري غير اطمئنان الوائلي الى ان قرائه هم اسوء حالا منه في فهم النصوص والتفكر فيها .




    القاعدة الثانية : الالمام بعلوم القران ص 46

    يقول الوائلي في هذه القاعدة تم التركيز على بعض العلوم الضرورية اللازمة للتعامل مع كتاب الله من وجهة نظر التجديد ، وهي اربعة علوم : علم الحديث ، وعلم الرجال ، وعلم الناسخ والمنسوخ ، وعلم القراءة ، وعلم اسباب النزول .

    مناقشة :

    ذكر الوائلي ان العلوم التي تعتمدها جمعية التجديد هي اربعة في حين انه عدد لنا خمسة ولاادري هل كان توهمه هذه المرة في العدد ام في التعداد .

    يرجع ليقول ( وهذه العلوم مما اعتمده الاعتباط التفسيري العام كما لايخفى، وقد اقر بها هؤلاء كعناوين ، وان حاولوا اضفاء مسحتهم القصدية المنتحلة عليها اذ في شرح كل منها تتبدى النظرة القصدية على استحياء بعد خلط وتشويه كبيرين من الاعتباط .علما ان القصدية ترفض هذه العلوم رفضا قاطعا بل وتعتبرها وسائل اعتباطية لتضييع مقاصد القرأن وبالتالي فهي ترفض حتى مجرد جعلها عناوين للتدبر القصدي للنظام القراني ).

    مناقشة:

    ان الجمعية كانت قد اقرت هذه العلوم – كعناوين – كما يصرح الوائلي أي انها لم تلتزم بألية تطبيق وتقعيد من سبقهم من اهل الاصول او من غيرهم (هذا على مستوى الفرض ) ، اما ضمن اطر معالجتهم لمضامين هذه العلوم يرى الوائلي ان هناك ظهور مسحة للقصدية – على استحياء – على الرغم من عدم تصريحهم بالقصدية كما سبق واشرت ، هذه المسحة تظهر بعد خلط وتشويه كبيرين على حد تعبيره .
    من حقي ان اسأل هل يمكن ايجاد قصدية او – مسحة – منها ضمن منظومة علم عنوانه الكلي مرفوض – رفضا قاطعا – وقعد ت قواعده بخلط وتشويه كبيرين ؟
    اقول ليست القصدية في تطبيقات مجتزئة من محتواها هنا او هناك ، اويمكن ان يكون لها وجود في نتائج سمتها الانتقائية كما هو الحال في تطبيقات التجديد او مهاترات الوائلي ، بل هي منهجية مترابطة ومعقدة ( فيما يخص النص الديني ) يؤدي تطبيقها الدقيق الى اتضاح معالم قصد المتكلم او صاحب النص .
    على اية حال فقد ادعى الوائلي ان – القصدية – ترفض هذه العلوم رفضا قاطعا ..بل حتى ان تكون مجرد عناوين للتدبر القصدي ، ولك ان تسال عن ماهية القصدية وكيف تعبر عن نفسها ام ان لها منظرين يتكلمون بها ، هل قصد الوائلي عالم سبيط بهذا فعليه ان يعرفنا اين قد رفض سبيط الناسخ والمنسوخ وعلم الحديث و علم القراءة او أسباب النزول ، نعم فانا مثلا ارفض الكثير من تقعيدات هذه العلوم وتطبيقاتها ولكن الكلام هنا حول اصل ايجادها
    راى امير المؤمنين رجلا تحوطه الناس فسال عنه فقالوا هو يفسر القران فساله الامام هل علمت الناسخ من المنسوخ والمحكم من المتشابه والصريح من المؤول والمطلق من المقيد والرخص من العزائم فقال الرجل لا ، فقال الامام : لقد هلكت واهلكت .
    واعيد عليك يافرقان كلام المولى – لقد هلكت واهلكت – فانت ليس فقط لاتعلمها بل تنفيها هربا من ان تسال فيها وانت غير عالم بها .
    وقال غير واحد من ائمة ال البيت ان في كلامنا محكم كمحكم القران ومتشابها كمتشابهه وناسخا ومنسوخا و...
    اقول اليس هذا يدلنا الى حاجة ماسة لعلوم تختص بالحديث تبتعد عن القواعد الكيفية لمن سبقنا وتثبت وجودها إمام الغائات الجهلة من امثال الوائلي .
    هنا دعني اسال أيضا عن عدد القرائات التي صرح بها أئمة ال البيت في احاديثهم والمخالفة للمشهور ، مع احتوائها على أسباب وتبريرات لكل قراءة وكذا الأمر عند عرضهم لوقائع تاريخية او أسماء شخوص تعلقت بهم آيات من القران يتوقف جزء مهم من فهم دلالتها على معرفة هذا المتعلق .
    أليس هذا الذي ذكرت يتطلب علوما متخصصة ودقيقة يحاول الوائلي الفرار منها نحو اللاشيء او ربما نحو هلامية مايسميه القصدية حيث هو الاسم الذي يطلقه ظلما على ترهاته بل يطلقه امثاله عليها أيضا .


    تعليق


    • #3

      انتحالات الادعياء وجمعية التجديد .. الحلقة الثالثة

      القاعدة الثالثة : فوقية القران عن الاحاطة البشرية ص 63

      يقول الوائلي : ماادرجه التجديديون من كلام تحت هذه القاعدة مستل بكامله من عموم المؤلفات القصدية فمثلا قولهم التالي ( عليه الاعتقاد الجازم ان الذكر الحكيم فوق كلام البشر لغة وصياغة ومعنى ومضامين ، فليس كل حرف وكل كلمة وكل جملة كما هي لدى البشر ، فلا طاقة للبشر على الاتيان بمثله ، وفرع ذلك ان لاطاقة لهم على فهمه كاملا ) .

      واورد بعدها عدة فقرات يثبت فيها ان هذه الفكرة واردة في كتاب النظام القراني وانهم – استلوه منه - .

      مناقشة :

      اولا : يؤكد فرقان في هذه القاعدة انها – مستلة بالكامل – من المؤلفات القصدية ( ويقصد هنا نتاجات عالم سبيط تحديدا دون مؤلفات هسرل وهيرش و فهو لايعرفهم ولم يسمع باحد منهم ) أي انه يعيد الى الاذهان فكرة التطابق بين تنظيرات التجديد ومنهج النيلي التي يكررها في كل موضع .

      ثانيا : اغفال الدلالة الحقيقية لعبارة – الذكر الحكيم – عندما سلم الوائلي لدلالة التجديد التي يريدون بها القران ، ولم ينتبه الى حراجة المضي وفق دلالتهم في الوقت الذي يرفض كلا الطرفين مبدا المجاز والترادف .

      ثالثا : الوائلي يناقض نفسه كعادته وفي الصفحة نفسها حيث يقول ( وهنا نصفهم بهذا الانتحال فانطلاقا من ان عموم افكارهم منتحلة من المؤلفات القصدية ، ولذلك ياتون بنفس الافكار في هذه المؤلفات ، والا فان مضمون هذا الكلام عن صفات كتاب الله متكرر أصلا في مئات المؤلفات لمئات المؤلفين ) .
      اقول دعني اعكس الترتيب المشتبه الذي اتانا به الرجل كالأتي : ان كانت هذه الأفكار – حول تفوق النص القراني على النصوص البشرية – موجودة في مئات المؤلفات لمئات المؤلفين فكيف لنا ان نحدد مصدرا وحيدا من هذه المئات وهي كتب عالم سبيط ، ولو كان الامر كما وصف الوائلي فان عالم سبيط رحمه الله متأخر كثيرا عن هؤلاء المئات قبله فهل يصح عليه ما يصح على جمعية التجديد ؟ ولكن ما هكذا تؤكل الكتف يافرقان .



      القاعدة الرابعة ..حكمة النسيج القراني ( نفي الترادف ) ص 67

      ان رفض وجود الترادف في النص القراني هو واحد من اهم الاسس التي يقوم عليها المنهج القصدي ، وهو اساس لازم لفكرة النظام التي يؤمن بها هذا المنهج كحقيقة شاخصة عبر عشرات التطبيقات المستجدة والمصححة لكثير مما قر بالاذهان . فرفض الترادف في القصدية تحصيل حاصل لفكرة النظام القراني التي تقوم بدورها على قصدية النص اللغوي ؟ فحيث تقول بالترادف فقد قلنا بالانظام وبالاعتباطية والعكس بالعكس .

      مناقشة :

      هذه الفقرة تؤكد ما قد ذهبت اليه من ان ارتباط القصدية في ذهنية فرقان متاتي من القول بانكار الترادف – والعكس بالعكس – رغم اختلاف كلا القضيتين ، حيث قام هنا بربط القضايا الثلاث انكار الترادف والنظام القراني والقصدية بان احدها نتيجة حتمية للاخرى .
      ولكن كان هناك دوما من يقول ببعضها او بها ككل ولكنه لم يمتلك منهجية جدلية مقنعة ، فعدد من ينكر الترادف من كبار المفسرين والنحويين سيفاجئ فرقان ، وكذا من يدعي النظام لترتيب الالفاظ او الدلالات في النص ، ولكن كثير منهم اخفق في ايجاد قواعد منضبطة او منهجية تحليلية للظواهر اللغوية او التاريخية او العقائدية البثوثة في القران .
      وكذلك الامر فيمن يدعي النظام المحكم لترتيب الالفاظ او الدلالات في النص ، ولكن كثير منهم تجنبوا تحديد ماهية هذا النظام واقتصروا على تطبيقات محدودة لاينفكوا عن مخالفتها هنا او هناك .
      ان ترديد الوائلي لعبارة النظام القراني بهذه الصيغة امر يثير جملة من القضايا الكلية التي يجب حسمها اولا قبل التهريج بالمصطلح وكانه مفتاح سحري لفهم ومعرفة أي جزئية في النص الديني .
      فمن حيث ترتيب السور هناك دلالات تنفي وضعها الحالي ، مع حديث اكثر تعقيدا عن مواضع الاي القراني حيث لدينا ايات متتالية كان بينهما عقد او اكثر في زمان النزول ، ومثله فيما يتعلق بقضية القرائات وقراءة ال البيت تحديدا ، اما الرسم القراني فحدث ولا حرج .
      اذن ما هو المقصود بالنظام القراني فلو كنا نسلم لتراتبية النظام الحالي فلا وجه الاحتجاج به ونحن على فروضنا الحالية ، اما ان كنا نقصد نظاما مغايرا فنحن نحيل الغير على الاشيئ في ظل غياب التنظيرات التي تملا مناطق الفراغ الهائلة قياسا الى التركة المقابلة الموروثة .
      ان قوله ( والعكس بالعكس ) تثبت كيفية نظرته الى الفكرة ككل كما نوهت فمجرد انك سترفض الترادف فانت عنده تؤمن بالنظام القراني وانت قصدي....، وهنا تكمن اصل المشكلة لديه ولدى من يظنه كاتبا قصديا .

      يستمر الوائلي ضمن هذه القاعدة في البحث عن اخفاقات واعتباطية جمعية التجديد فيورد علينا فقرات من كلامهم ويعترض على بعضها وينفي بعضها الاخر مع اصراره على اتهامهم – بمخالفة القصدية – .

      يقول الوائلي ص76 ( ومن هنا نعيد التساؤل هل مشروعكم من بنات افكاركم ام هو من لدن مفكرين – وبالاخص النيلي رحمه الله – ولم توثقوا المصادر )

      مناقشة :

      يعيد الوائلي الى الاذهان فكرة التطابق بين افكار وتنظيرات جمعية التجديد مع اشتغالات النيلي رغم اعتراضه ونفيه لعشرات الموارد من تطبيقاتهم متهما اياهم بالاعتباطية . ان قوله ( من لدن مفكرين وبالاخص النيلي ..) يبعث في نفسي سؤال وهو هل كان هؤلاء المفكرون قصديين ايضا ؟ ثم ان كانت جمعية التجديد قد استفادت او انتحلت من عدة كتاب لماذا اخذ فرقان النيلي تحديدا ونسب اليه كل افكار الجمعية عندما عدها طبق الاصل عنه ، وهو ما يعني ان فرقان لايرى شريكا للنيلي في نتاج الجمعية في الوقت الذي يشير في عبارته هذه الى تعدد مصادر الانتحال .
      هب انهم اختصوا بالنيلي اكثر من غيره من الكتاب اليس هؤلاء الكتاب كانوا سابقين للنيلي ؟ فما قول فرقان حول تشابه ارائه رحمه الله معهم ؟

      بعض التحشية

      يقول الوائلي : ( يتبدى هنا وبكل وضوح ان هذه الافكار التي جئنا بها من كتاب المفاتح منتحلة من كتاب النظام القراني ، وكل ما في الامر هو شيئ اعادة الصياغة وبعض التحشية ..)

      مناقشة :

      مقالته هنا – كل مافي الامرهو شيئ من اعادة الصياغة وبعض التحشية- اقول تامل في لفظتي ( شيئ وبعض ) اللتان تناقضان اغلب عباراته الاخرى ونتائجها مثل قوله بالخلط والتشويه الكبير، او بالتشويه المرعب، او حتى مع تاكيداته المستمرة حول التطابق التام بين نتائج كلا الطرفين ، حيث ان التبعيض ينفي الكلية المفترضة حول التطابق، وكذا لفظة- شيئ- مع الخلط الكبير او- بعض التحشية- مع التشويه المرعب.

      خلاف النيلي

      يقول الوائلي ص81 : ( من اين استفدتم يااهل التجديد ان العباد والعبيد يقصد بها عبد الوهية وعبد ربوبية على التوالي ، هل هو مجرد راي لكم بلا دليل عليه من كتاب الله ليكون بخلاف ما قاله النيلي في كتابه النظام القراني كي ننزع عنكم ثوب الانتحال) .

      مناقشة :

      مع كثرة تقاطع نتائج التجديد مع منهجية المفكر النيلي وكما يقر فرقان على المثال هنا يستمر مع ذلك بمطاردة نتائجهم ولاادري اهو مستاء من اختلافاتهم مع النيلي ام انه يقدم مناطق الانتحال في ذات الوقت الذي يصصح لهم انحرافاتهم عن قصديته ، حتى عند اختلاف الجمعية مع النيلي فلا يتوفر لهم مفر من فرقان الذي لاشغل يشغله .

      القاعدة الخامسة : التحرر بكتاب الله من اسر فهم السالفين

      الوائلي ص 92 ( والقصدية قد شككت في اكثر السلف المرضي عنه عند الامة بما فيها امة التجديد وانها لتشك في ان تعب عديد من اكابر السلف هو لوجه الله وقت ان نتائج اعمالهم بهذا السوء المعاين في صفحات التاريخ السابق او اللاحق والعاصر ، ولم تغتر يوما بعبارات التمجيد لله تعالى ولقرأنه المجيد في بطون مؤلفاتهم بل اعتبرت هذا أشبه بجواز المرور مقصود منه التأثير على إفراد الأمة بتخدير عقولهم وفطرتهم .. كما وان هناك قلة من العلماء الورعين من عموم طوائف المسلمين لهم أجرهم عند الله ) .

      مناقشة :

      يظن اغلب قراء المفكر عالم سبيط رحمه الله ان ليس هناك أي مبرر لوقوع عدد من أساطين الشيعة في فخ الاصول ، فحسب فرضهم ان كل شيئ واضح وربما شديد الوضوح وان وان .. ، هذه المصادرات المستعجلة تتجاهل اغلب الإرهاصات الذاتية والموضوعية مما كان يحيط بالفقهاء ورواة الحديث الشيعة وفي كل المجالات ، ولست هنا بمن يعطي المعاذير عنهم حول مناهجهم في معالجة النص المقدس والتي ارفضها تماما .
      غير اني أتحسس عسر التركة التي كان عليهم تخريجها بطريقة تعتمد المعطيات المسلم بصحتها يوم ذاك ، على الخصوص حين ارادوا تقديم منهج يحدد القواعد والنظم التفسيرية للمذهب المضيق عليه فكان عليهم:
      1- يتجنبوا تهم الباطنية والحشوية الملازمة للتشيع .
      2- التخلص من اسر دلالة الحديث في تفسير النص القرأني التي اشتهرت عن الإخباريين .
      3- ايجاد مبررات للتملص من بعض الأحاديث المعصومة التي تسبب :

      أ‌- تركيز انطباع بالمسحة الغيبية لعدد من اسس العقائد الأمامية والتي جهد عدد من الفقهاء للتخلص منها .
      ب‌- او الاضطرار الى معالجة قضايا اعتبرت محرمة ويسبب اعادة معالجتها تهمة المروق او انكار ضرورة من الدين وهذه المفاهيم مما يرتبط بدلالة مجموعة واسعة من النصوص المعصومة.
      وكل ذلك بسبب اغفال الخطوط الرئيسة التي تتحرك فيها النصوص المعصومة الامر الذي ولد إنكارا او تجاهلا لموارد العقائد الرئيسة كالرجعة على سبيل المثال :

      الشيخ محمد حسين ال كاشف الغطاء المتوفي 1373 هجرية قال بخصوص الرجعة في كتابه اصل الشيعة واصولها ص 168 ( وانا لا اريد ان اثبت في مقامي هذا ولا غيره صحة القول بالرجعة وليس لها عندي من الاهتمام قدر قلامة ظفر ..) .

      ان مقالة الوائلي تعكس تزمت الجهل الذي يعيش فيه حين كان اصوليا او عندما غدا قصديا – كما يعبر – ففي كلتا حالتيه ستجده حادا قاطعا بصحة توجهه متهما الغير – بشتى – التهم كسوء السريرة والجهل التام وهكذا ..
      فقوله ان القصدية قد شككت .. من حقي ان اسأل عن ماهية القصدية اليست هي أفكار تحركها الرجال ؟ هل يقصد نتاجات عالم سبيط ؟ وكما عرفت الرجل او قرات له لم تصل كتابته الى التشكيك فيما بين الفقهاء الأصوليين ومن يعبدون فليس هذا من شانه حيث لاعلم له به ، ولكنه تعاطي نقد مناطق معينة وطرح تساؤلات مشروعة حولها وان كان يخرج عن الموضوعية في نقده احيانا كما نفعل ذلك جميعا الا انه بعيد عن التشكيكية الفوقية لفرقان .
      اما قضية كون العمل لوجه الله او لغيره فمن الجرأة على الله الحكم بما لانعلم ، وكذا يمكن ان يعد من السفه المعرفي التطرق الى هذه الزاوية الخارجة عن اختصاصنا وهي نفسها التي اشتغلت عليها المؤسسة الدينية في عموم طروحاتها حتى في اعتراضاتها على النيلي حيث اخذ الوائلي دورها في التزكية والتجريح باعتبار ان قضيته مقطوع بصحتها ونزاهتها .
      وليس مقاله هذا ببعيد عن جريمة خالد بن الوليد عندما قتل رجلا نطق الشهادتين مدعيا انه انما قالها خوفا من الموت فزجره النبي قائلا اشققت قلبه وأدار النبي وجهه عنه وتوجه الى محرابه وهو يقول ( اللهم اني ابرأ اليك من فعل خالد ابن الوليد ) قالها ثلاثا ، وامر بدفع ديته من بيت مال المسلمين .
      اقول هل علم الوائلي بما في قلوبهم حتى يجزم انهم ارادوا غير وجهه تعالى ، وهو قول لا استغربه منه فهو كما عهدته .
      اوليس هذا هو اسلوبه ذاته عندما حفلت خزعبلاته بعبارات الثناء والتمجيد على القران والسنة وكذا لنتاجات عالم سبيط كجواز مرور الى عقول قرائه المتعطشين للمعرفة والتجديد في الوقت الذي لايزيد امره في كل مرة الا سوءة تشينه .
      ايرى نفسه خيرا منهم وهو القائل عندما قدم الي في مكان عملي انه يضع أي كتاب فيه نقد او اعتراض على النيلي تحت حذائه وان كان يحوي اسم الجلالة او اسماء المعصومين ، فهل من لائم يلومني فيه ؟

      الورع

      يقول الوائلي ( كما وان هناك قلة من العلماء الورعين من عموم طوائف المسلمين لهم اجرهم عند الله ) .


      مناقشة

      اقول :
      1- كيف يكون عالما و مخالفا لمذهب ال البيت وورعا بذات الوقت وهو على غير هداهم ، هل سقطت قيمة الورع الى هذا المستوى ؟ ام لعل الوائلي يتكلم كما تعود مجازيا او لعله يجهل دلالتها ( الورع) كغيرها من الالفاظ .
      2- لقد ادركت الرحمة الأنبياء والأوصياء دون الإعمال مع عظم شأنهم، فهل بخل فرقان برحمته على الباقين ام كان قيما على رحمة الله فهل يضمن ان أصوليا متزمتا كالشيخ كاشف الغطاء المتنكر للرجعة سينال قرب الأنبياء والصديقين هل سنحاسبه بدلا من خالقه ؟

      القرأن والسنة

      يقول في ص94 (وبالطبع فجعل السنة دون القران لاعلاقة له بفهم السلف اذ السنة لو صحت فهي مع القرا ن على خط واحد ولا بد من اتباعها وإتباع فهمها دون فهم غيرها من اراء الرجال ) .


      مناقشة

      كيف لنا التأكد من صحة نص من السنة المعصومة اليس بعرضها على كتاب الله ، فالقران هو المقياس لصحة النصوص المنسوبة عندما توافقه ، اذن على أي شيء كان استناد فرقان ليجعل القران والسنة لو صحت بمرتبة واحدة .
      اليس هذا مخالفة للقاعدة القصدية التي اتهمهم بانتحالها .
      ويضرب لنا فرقان مثلا لذلك فيقول ص95
      ( والا فواقع الحال ان شيعيا حقيقيا لو قال له الامام –ع- لاتشرب الخمر فعليه بالامتثال فورا بصرف النظر حتى عن القرأن ، وليس له ان يساله عن العلة ، لان حد ما له مع الامام –ع- هو التسليم المطلق متى وصله امره وقوله .. ولاشيئ غير هذا ..)
      هذا المثل الذي ضربه الوائلي ساقط من وجوه عدة :
      1- ان قضية الخمر مقطوع بحرمتها لدى الأمامية ولدى غيرهم حتى عند جملة من الاديان والعقائد الحية ، بل هي من مشهورات النواهي وعدت من الكبائر ، فنهي الإمام –لشيعي حقيقي – عن الخمر سيكون مدعاة للطرافة فهل كان هذا الشيعي – الحقيقي – شاربا للخمر قبل ان ينهاه الإمام ؟
      2- على أي شيء ارتكزت الإمامة وكيف غدونا موالي للبيت النبوي ؟ اوليس بنصوص القران التي عرفتنا ولايتهم علينا ، فمنذ متى حصل العزل بين أوامرهم والقران ، فاصل التسليم لهم متأتي أصلا من القران ولذا قال النبي صلى الله عليه واله – إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض – وسماهما الثقلين الأكبر والأصغر . انما كان سؤال الفقهاء والناس لهم عن محكم المشتبهات وقيود المطلقات وبيان المؤولات رخص العزائم ..، فحاكميه الثقل الأصغر متأتية من تمام الفهم والتقيد بالثقل الأكبر ، وما عملهم الا لإظهار العلة قدر قابلية السائل عل الفهم .
      3- وكإثبات على استحالة عزل الطاعة لهم عن القران دعني اقلب مثل الوائلي كالاتي : لو امر الإمام شيعيا –حقيقيا - بشرب الخمر فما هي ردة فعل هذا الشيعي يا احمق بغداد ؟ واي امام سيكون هذا ؟



      القاعدة السادسة : الوحدة الموضوعية والسياق القراني :


      يقول ( الغريب ان جمعية التجديد اذ تدعو لهذه القاعدة لكنها تعمل عكسها في تطبيقاتها ، مثال ذلك أنها تجعل –البشر- سابق على - الإنسان- متابعة في ذلك لما قاله بعض المفكرين المعاصرين دون ان تشير اليه هو الأخر أيضا وهو د عبد الصبور شاهين وهذا عكس ما توصل اليه المفكر النيلي رحمه الله ..) .

      مناقشة

      ذكر لنا هنا اسم د. عبد الصبور أي ان جماعة التجديد لم تختص بتراث النيلي في انتحالها المزعوم بل اعترف ان هذا التطبيق هو عكس ما توصل اليه النيلي ، اذن أين التطابق التام وهم متباينون في احرج التطبيقات .
      لو تأمل القارئ في القواعد التالية لوجد عمل الوائلي اشتغالا نقديا يعوزه الإتقان والحرفية لتفنيد تطبيقاتهم وقواعدهم .

      الاصل العربي لليهود :

      يقول
      (وقد جاء كتاب التجديد بمثال مفصل على هذه القاعدة حاولوا توظيفه لخدمة فكرة مسبقة تتعلق بعراقة الاصل العربي لليهود وانهم عشيرة عربية وهي فكرة حاولوا اثباتها من خلال كتاب كامل كثر فيه التفسير بالطريقة القصدية لكن الانتقائية والمشوهة الامر الذي اكتشفناه من اول قراءة سريعة له وهو المسمى – جغرافيا الانبياء - )

      مناقشة :

      هل ان التفسير القصدي الانتقائي او أي منهجية اخرى سيتثبت ان اليهود هم عشيرة عربية ، وهل لدينا قصدية مشوهة وانتقائية وهل يحق لنا ان نسميها قصدية عندئذ .
      مساكين هؤلاء اليهود أين كان يخبئ القدر لهم المفكر فرقان الوائلي حين حرمهم من نسبتهم الى العروبة العتيدة ، وكيف سيدبرون سياستهم او مؤسساتهم الاقتصادية العملاقة دون عروبتهم المفقودة حتما سيرمون أنفسهم بأقرب مسطح مائي ندما على مافاتهم ،بل سيمتنعون من الظهور العلني في مؤسسات القرار في اوربا وامريكا .
      تمهل قليلا لعل الأزمة الصحية الحادة التي المت بشارون – الذي أهان بدهائه الجيوش العربية في حرب أكتوبر - كانت بسبب معلومات هذا الكتاب الذي اثبت والى الأبد ان شارون ليس عربيا ، لعله حاول الانتحار على اثر معرفته بهذا- الخبر- وقد تم التستر على الحادث .

      بني اسرائيل

      بنو إسرائيل هم أبناء إسرائيل ابن إسحاق ابن إبراهيم عليهم السلام ، وابراهيم ابن لحضارة مابين النهرين وهناك ابتدأت دعوته ، في الوقت الذي لم يكن هناك وجود للسان او للنسب العربي بل كانت بعض قبائل بدو الجزيرة الجرهمية تمتهن الإغارة على إطراف الممالك العراقية وتتولى هذه الاخيرة تنظيم حملات لتاديب تلكم القبائل .
      وبعد ان حمل إبراهيم زوجته وابنه إسماعيل اسكنه عند البيت الحرام وكان سكان المكان هم مجموعة من قبائل الجراهمة الذين تقبلوا اسماعيل واتلفوا معه حتى تحضرت مكة بقياسات الصحراء وبدء تشكل مظاهر
      السان العربي المعروف ودانت مكة لدين الحنيفة ظاهرا وأصبح الجميع يدعون أنهم من ذرية إسماعيل بن إبراهيم طلبا للرفعة والشرف على بقية بدو الجزيرة بل أصبحت الجزيرة من الشام الى اليمن ينسبون انفسهم الى ذرية إبراهيم وكأن السكان السابقين الذين ازعجوا بغاراتهم الدول البابلية والأشورية والفارسية قد انقرضوا فجأة ودون مقدمات .
      ان العرب مشتركون بلسان واحد وانساب متعددة ، فبنو اسرائيل وجدوا قبل السان العربي المعروف ومن اباء لايمكن تسميتهم عربا سواءعلى مستوى النسب او السان .
      وعلى اية حال فان العرب هم ظاهرة صوتية وليست علقة نسبية

      نتائج خطيرة

      يقول الوائلي ( ان قراءة هذا الكتاب بتمعن من قبل أي مفكر واع في القضايا الفكرية المعاصرة لايمكن ان تغض النظر عن نتائجه الاديدلوجية –السياسية الخطيرة التي انتهى اليها التجديديون بأسلوب لايصمد بأسلوب لايصمد إمام النقد )

      مناقشة :

      اذا كانت أفكارهم –لاتصمد إمام النقد – فما وجه الخطورة فيها ،
      وهل هي من ضمن نتائج التطبيق ألقصدي او هي مخالفة له ففي كلتا الحالتين يرجع الاستفهام الى الوائلي .

      خارج اللعبة

      يقول ص120 ( العمل على ترسيخ الوعي – الاستسلامي – لدى جيل المسلمين القادم في جدوى الصراع الحالي القائم مع اليهود وخصوصا بعد تفكيك الارتباط الروحي على منطقة النزاع الأيدلوجي – من الفرات إلى النيل – من خلال ترحيل كل تراث الأنبياء القرآني إلى منطقة محدودة خارج اللعبة في شبه الجزيرة العربية )


      مناقشة :

      خطاب مألوف من على قنوات الحقد ألاثني و الطائفي المدفوعة الثمن كالجزيرة او الشرقية ، هل نشعر اننا في صراع مع اليهود بالذات ومن أين تأتى هذا الصراع ؟ هل يؤمن فرقان بفرية ما يسمى بالمسجد الأقصى - الذي بناه الوليد بن عبد الملك كبديل عن حج البيت العتيق - وعن أي ارتباط روحي يتحدث ، فهذه الصلاة تقام فيه عيانا ويسب ويلعن اليهود على منبره على مسمع منهم، فهل نستطيع فعل هذا في بيت الله الحرام او المسجد النبوي او البقيع او سامراء ، ان مأساة يهود العراق مثلا لاتجد من يتحدث عنها بدءا من اخراجهم من وطنهم عنوة وبعضهم بطريقة – السحل – الى تسكينهم الإجباري في ارض لم يعرفوها ،مع العلم ان كل دول العالم ومنهم العراق يمنعونهم ولومن حق الاقامة في محاولة دولية عربية إسلامية لحشرهم في إسرائيل .
      والشيء بالشيئ يذكر فبعد سقوط صنم بغداد كان لي اخ يعمل صيدلي في احد محال بغداد وصادف ان تعرف على شخص قدم نفسه فيما بعد انه عراقي يهودي الديانة وانه قدم قبل ايام لدفن ابيه الذي أوصاه بعمل المستحيل ليعيد جسده الى العراق ليدفن فيه ، اقول هل لدينا صراع مع امثال هؤلاء .
      أيعتقد الوائلي ان الدول العربية او الإسلامية تخوض صراعا فعليا مع اسرائيل ، او لعلها الشعوب التي هي بوضع لاتحسد عليه ففي الوقت الذي تحاول تدبير متطلبات حياتها التي تزداد بؤسا عليها في الوقت عينه التملص من بطش الانظمة الوطنية التي تدعو الى تحرير الارض والعرض .
      وان كان الوائلي قد سمى تنظير التجديد بانه نقل للحيثيات – الايدلوجية – خارج منطقة ( اللعبة ) ، فان كان قد سماها لعبة فعلى أي شيئ يتباكى اذن .

      تجيير التوراة

      ان محاولات نقل التركة التوراتية الى منطقة جغرافية محددة لم تقتصر على جماعة التجديد وحدهم ففي العراق تم حشر تاريخ وتوصلات العالم القديم بمنطقة مابين النهرين ، وان التوراة ماهي الا اعادة كتابة الاساطيرالعراقية - كالطوفان وملحمة ككلكامش - بطريقة اليهود – الجهنمية - ، وهذا المنحى شهد تشجيعا من قبل نظام ابن العوجة وهو مما ادى الى ارتماء – المفكرين- ومنتجي خطاب التدجين لارضاء التوجه الشوفيني للنظام .
      وكان لمجموعة من الكتاب المصريين اسهام في هذا المجال حيث عدوا التوراة نقلا حرفيا للعقائد المصرية الفرعونية ، وكذا الحال في اليمن وبلاد الشام وإيران بل وتركيا وطبعا كان التركيز الأساس واقع على التوراة بالذات مدفوعا برغبة تجيرها لجغرافيا او قومية محددة .
      ان الشعوب المخصية غير قادرة عن الدفاع عن ابسط حقوقها داخل حدود بلدانها ، وان كان الوائلي يلمح الى العمليات الانتحارية هنا او هناك فهي برأيي تكريس لهذا الاخصاء القديم عبر إنهاء الحياة الشخصية بطريقة بشعة وبعيدة عن اصل المشكلة ، ففقدان الحياة تعبير لاواعي عن فقدان الحرية والقدرة على التغيير .
      نعم نحن نختلف مع رجال الدين النمطيين في صلاحياتهم الوهمية وطرائق معالجتهم للنص الديني ، ويستوي في هذا رجال الكتب الثلاثة دون استثناء، و في كل الاحول لن يصل الخلاف لمرحلة الصراع معهم او مع غيرهم .
      على اية حال لقد راعى المفكر عالم سبيط رحمه الله في معالجاته مناطق الانتماء الجغرافي للانبياء واتباعهم ، ولم يحددها قسرا في اقليم محدد ، وبالتالي فنتاج التجديد متعارض مع النيلي في موضوع محوري اخر .

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X