بسم الله الرحمن الرحيم
في أواخر القرن الثاني من الهجرة ، حينما أجبر المأمون الأمام علي بن موسى الرضا عليه السلام على الرحيل من مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والهجرة إلى خراسان ، وفرض عليه الإقامة في طوس ، وذلك بعد أن قلده ولاية العهد كرها ، وقع الفراق بين الأمام الرضا عليه السلام وبين ذويه وإخوته وأقاربه ، ولما طال الفراق اشتاق ذووه وإخوته وكثير من بني هاشم الى زيارته عليه السلام فاستأذنوه عليه السلام في ذلك فأذن لهم ، كما وبعثوا كتابا إلى المأمون يطلبون منه الموافقة على سفرهم إلى طوس لزيارة أخيهم وإمامهم الرضا عليه السلام ، حتى لا يصدهم المأمون وجلاوزته وعماله عن قصدهم ، ولا يتعرضوا لهم بسوء ، فوافق المأمون على ذلك ، وأبدى لهم رضاه ، فشدوا الرحال ، وعزموا على السفر لزيارة الأمام الرضا عليه السلام ، فتحركت قافلة عظيمة تضم أبناء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذريته وإخوة الأمام الرضا عليه السلام ، وتوجهت القافلة من الحجاز نحو خراسان ، وذلك عن طريق البصرة والأهواز وبو شهر وشيراز إلى آخره
وكانت القافلة كلما مرت ببلد فيها من الشيعة والموالين لآل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنضم قسم كبير منهم الى القافلة الهاشمية ، التي كان على رأسها السادة الكرام من إخوة الأمام الرضا عليه السلام وهم - الأمير السيد أحمد بن الأمام موسى الكاظم عليه السلام والمعروف ب (شاه شراغ ) والأمير السيد محمد العابد بن الأمام موسى الكاظم والسيد علاء الدين حسين بن الأمام موسى الكاظم عليه السلام والسيدة فاطمة بنت الأمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام وزوجة الأمام علي بن الحسين زين العابدين وأم الأمام الباقر وجدة الأمام الصادق عليهم السلام ، فكان الناس يلتحقون بهم طوعا ورغبة لينالوا زيارة إمامهم الرضا عليه السلام
وعلى أثر ذلك ذكر المؤرخون بأن هذه القافلة حينما قربت من شيراز بلغ عدد أفرادها أكثر من خمسة عشر ألف إنسان ، بين رجل وامرأة ، وصغير وكبير ، وقد غمرهم جميعا شوق اللقاء ، وفرحة الوصال والزيارة
فأخبر الجواسيس وعمال الحكومة المأمون في طوس بضخامة القافلة وكثرة أفرادها ، وحذروه من مغبة وصولها إلى مركز الخلافة طوس ، فأوجس المأمون من الأخبار الواصلة إليه عن القافلة الهاشمية خيفة وأحس منها بالخطر على مقامه ومنصبه ، فأصدر أوامره إلى جواسيسه في الطريق ، والى حكامه على المدن المسير أينما وجدوها ، وأن يمنعوها من الوصول إلى طوس ، وكانت القافلة وقد وصلت قريبا من شيراز حين وصل أمر الخليفة إلى حاكمها بصدها ، فأختار الحاكم سريعا وعلى الفور أحد جلاوزته المسمى (قتلغ خان) وكان شديدا قاسيا ، وأمره على أربعين ألف مقاتل وأمرهم بصد القافلة الهاشمية وردها إلى الحجاز
فخرج هذا الجيش الجرار من شيراز باتجاه طريق القافلة وعسكر في (خان زنيون) وهو مكان يبعد عن شيراز ثلاثين كيلومترا تقريبا ، وبقوا يترصدون القافلة ، وفور وصول القافلة الى المنطقة وهي في طريقها الى شيراز باتجاه طوس ، بعث القائد (قتلغ خان) رسولا إلى السادة الأشراف ، وبلغهم أمر الخليفة ، وطلب منهم الرجوع إلى الحجاز من مكانهم هذا فورا
فأجابه الأمير السيد أحمد وهو كبيرهم قائلا
أولا : نحن لا نقصد من سفرنا هذا إلا زيارة أخينا الأمام الرضا عليه السلام في طوس
ثانيا : نحن لم نخرج من المدينة المنورة ، ولم نقطع هذه المسافة البعيدة إلا بأذن من الخليفة وبموافقة منه ، ولهذا فلا مبرر لصدنا عن المسير
ذهب الرسول وبلغ مقالته إلى (قتلغ خان ) ثم رجع وهو يقول إن القائد قتلغ أجاب قائلا : بأن الخليفة أصدر إلينا أوامر جديدة تحتم علينا وبكل قوه أن نمنعكم من السفر إلى طوس ، ولعلها أوامر أخرى اقتضتها الظروف الراهنة ، فلا بد لكم أن ترجعوا من هنا إلى الحجاز
وهنا أخذ الأمير السيد احمد يشاور أخوته وغيرهم من ذوي الرأي الحجى من رجال القافلة في الأمر ، فلم يوافق أحد منهم على الرجوع ، واجتمعوا على مواصلة السفر إلى خراسان مهما كلفهم الأمر ، فجعلوا النساء في مؤخر القافلة ، والأقوياء من الرجال المجاهدين في المقدمة ، وأخذوا يواصلون سفرهم
وتحرك قتلغ خان بجيشه وقطع عليهم الطريق ، وكلما نصحهم السادة أبناء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بتخليه الطريق لهم لم ينفعهم نصحهم ، وانجر الموقف إلى المناوشة والمقاتلة ، ومنها شبت نيران الحرب والقتال بين الطرفين ، فحمي الوطيس وانهزم جيش المأمون على أثر مقاومة بني هاشم وشجاعتهم
فتوسل قتلغ خان بالمكر والخديعة ، وأمر جماعة من رجاله أن يصعدوا على التلال وينادوا بأعلى أصواتهم : يا أبناء على وشيعته إن كنتم تظنون أن الرضا سوف يشفع لكم عن الخليفة ، فقد وصلنا خبر وفاته ، وجلوس الخليفة في عزائه ، فلماذا تقاتلون ؟ فان الرضا قد مات
أثرت هذه الخديعة أثرا كبيرا في انهيار معنويات المقاتلين والمجاهدين ، فتفرقوا في ظلام الليل وتركوا ساحة القتال ، وبقى أبناء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وحدهم ، فأمر الأمير السيد أحمد أخوته ومن بقي معه أن يرتدوا ملابس أهل القرى ، ويتفرقوا في سواد الليل ، ويتنكبوا عن الطريق العام حتى يحافظوا على أنفسهم ولا يقعوا في يد قتلغ خان ورجاله ، فتفرقوا من هنا وهناك ، في الجبال والقفار ، مشردين مطاردين
وأما الأمير السيد أحمد ، وكذا السيد محمد العابد ، والسيد علاء الدين ، والسيدة فاطمة بنت الأمام الحسن عليه السلام فقد دخلوا شيراز مختفين ، وانفرد كل منهم في مكان منعزل واشتغل بعبادة ربه
وكانت القافلة كلما مرت ببلد فيها من الشيعة والموالين لآل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنضم قسم كبير منهم الى القافلة الهاشمية ، التي كان على رأسها السادة الكرام من إخوة الأمام الرضا عليه السلام وهم - الأمير السيد أحمد بن الأمام موسى الكاظم عليه السلام والمعروف ب (شاه شراغ ) والأمير السيد محمد العابد بن الأمام موسى الكاظم والسيد علاء الدين حسين بن الأمام موسى الكاظم عليه السلام والسيدة فاطمة بنت الأمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام وزوجة الأمام علي بن الحسين زين العابدين وأم الأمام الباقر وجدة الأمام الصادق عليهم السلام ، فكان الناس يلتحقون بهم طوعا ورغبة لينالوا زيارة إمامهم الرضا عليه السلام
وعلى أثر ذلك ذكر المؤرخون بأن هذه القافلة حينما قربت من شيراز بلغ عدد أفرادها أكثر من خمسة عشر ألف إنسان ، بين رجل وامرأة ، وصغير وكبير ، وقد غمرهم جميعا شوق اللقاء ، وفرحة الوصال والزيارة
فأخبر الجواسيس وعمال الحكومة المأمون في طوس بضخامة القافلة وكثرة أفرادها ، وحذروه من مغبة وصولها إلى مركز الخلافة طوس ، فأوجس المأمون من الأخبار الواصلة إليه عن القافلة الهاشمية خيفة وأحس منها بالخطر على مقامه ومنصبه ، فأصدر أوامره إلى جواسيسه في الطريق ، والى حكامه على المدن المسير أينما وجدوها ، وأن يمنعوها من الوصول إلى طوس ، وكانت القافلة وقد وصلت قريبا من شيراز حين وصل أمر الخليفة إلى حاكمها بصدها ، فأختار الحاكم سريعا وعلى الفور أحد جلاوزته المسمى (قتلغ خان) وكان شديدا قاسيا ، وأمره على أربعين ألف مقاتل وأمرهم بصد القافلة الهاشمية وردها إلى الحجاز
فخرج هذا الجيش الجرار من شيراز باتجاه طريق القافلة وعسكر في (خان زنيون) وهو مكان يبعد عن شيراز ثلاثين كيلومترا تقريبا ، وبقوا يترصدون القافلة ، وفور وصول القافلة الى المنطقة وهي في طريقها الى شيراز باتجاه طوس ، بعث القائد (قتلغ خان) رسولا إلى السادة الأشراف ، وبلغهم أمر الخليفة ، وطلب منهم الرجوع إلى الحجاز من مكانهم هذا فورا
فأجابه الأمير السيد أحمد وهو كبيرهم قائلا
أولا : نحن لا نقصد من سفرنا هذا إلا زيارة أخينا الأمام الرضا عليه السلام في طوس
ثانيا : نحن لم نخرج من المدينة المنورة ، ولم نقطع هذه المسافة البعيدة إلا بأذن من الخليفة وبموافقة منه ، ولهذا فلا مبرر لصدنا عن المسير
ذهب الرسول وبلغ مقالته إلى (قتلغ خان ) ثم رجع وهو يقول إن القائد قتلغ أجاب قائلا : بأن الخليفة أصدر إلينا أوامر جديدة تحتم علينا وبكل قوه أن نمنعكم من السفر إلى طوس ، ولعلها أوامر أخرى اقتضتها الظروف الراهنة ، فلا بد لكم أن ترجعوا من هنا إلى الحجاز
وهنا أخذ الأمير السيد احمد يشاور أخوته وغيرهم من ذوي الرأي الحجى من رجال القافلة في الأمر ، فلم يوافق أحد منهم على الرجوع ، واجتمعوا على مواصلة السفر إلى خراسان مهما كلفهم الأمر ، فجعلوا النساء في مؤخر القافلة ، والأقوياء من الرجال المجاهدين في المقدمة ، وأخذوا يواصلون سفرهم
وتحرك قتلغ خان بجيشه وقطع عليهم الطريق ، وكلما نصحهم السادة أبناء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بتخليه الطريق لهم لم ينفعهم نصحهم ، وانجر الموقف إلى المناوشة والمقاتلة ، ومنها شبت نيران الحرب والقتال بين الطرفين ، فحمي الوطيس وانهزم جيش المأمون على أثر مقاومة بني هاشم وشجاعتهم
فتوسل قتلغ خان بالمكر والخديعة ، وأمر جماعة من رجاله أن يصعدوا على التلال وينادوا بأعلى أصواتهم : يا أبناء على وشيعته إن كنتم تظنون أن الرضا سوف يشفع لكم عن الخليفة ، فقد وصلنا خبر وفاته ، وجلوس الخليفة في عزائه ، فلماذا تقاتلون ؟ فان الرضا قد مات
أثرت هذه الخديعة أثرا كبيرا في انهيار معنويات المقاتلين والمجاهدين ، فتفرقوا في ظلام الليل وتركوا ساحة القتال ، وبقى أبناء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وحدهم ، فأمر الأمير السيد أحمد أخوته ومن بقي معه أن يرتدوا ملابس أهل القرى ، ويتفرقوا في سواد الليل ، ويتنكبوا عن الطريق العام حتى يحافظوا على أنفسهم ولا يقعوا في يد قتلغ خان ورجاله ، فتفرقوا من هنا وهناك ، في الجبال والقفار ، مشردين مطاردين
وأما الأمير السيد أحمد ، وكذا السيد محمد العابد ، والسيد علاء الدين ، والسيدة فاطمة بنت الأمام الحسن عليه السلام فقد دخلوا شيراز مختفين ، وانفرد كل منهم في مكان منعزل واشتغل بعبادة ربه
الأمير السيد أحمد هو أخ الأمام الرضا عليه السلام وأفضل أولاد أبيه بعد أخيه الأمام علي بن موسى الرضا عليه السلام وأورعهم وأتقاهم ، وهو الذي أشترى في حياته ألف عبد مملوك وأعتقهم لوجه الله ، ويلقب باللقب المعروف (شاه شراغ) وبعد أن نجاه الله تعالى من تلك المعركة ، توجه مختفيا مع أخويه إلى شيراز ، وأقاموا فيها متنكرين متفرقين
ونزل الأمير السيد أحمد في شيراز عند أحد الشيعة في محلة (سردزك) وهو المكان الذي فيه مرقده الآن ، واختفى في بيت ذاك الموالي واشتغل بالعبادة
وأما قتلغ خان ، فقد جعل العيون والجواسيس في كل مكان لاستقصاء أخبار السادة المشردين والعثور عليهم ، وبعد سنة تقريبا عرف مكان السيد أحمد ، فحاصره مع رجاله ، وابى السيد أن ينقاد ويستسلم لعدوه ، فقاتلهم ذابا عن نفسه ، وأبدى شجاعة وشهامة هاشمية ، أعجبت الناس كلهم ، وكان كلما ضعف عن القتال يلتجئ إلى منزله فيستريح فيه لحظات ثم يخرج ويدافع عن نفسه
فلما رأى قتلغ خان أنهم لا يستطيعون القضاء عليه عبر المواجهة المسلحة ، احتالوا عليه بالدخول إلى بيت جيرانه والتسلل إليه عبر ثغرة أحدثوها من بيت الجيران ، فلما دخل السيد بيته ليستريح فيه قليلا ، خرجوا إليه وغدروا به ، فضربوه بالسيف على رأسه ، فخر صريعا ، ثم أمر قتلغ خان ، فهدموا البيت على ذلك الجسد الشريف وبقى تحت الترب والأنقاض ، ولما كان أغلب الناس في ذلك الزمان من المخالفين ولم يكونوا شيعة لآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلا القليل منهم ، وذلك على أثر الأكاذيب والأباطيل التي كانت تنشر بواسطة الدولة ورجالها ضدهم ، لم يرعوا حرمة ذلك المكان ولا حرمة الجسد الشريف ولم يرقبوا فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل تركوه مدفونا تحت الأنقاض وأكوام التراب
ونزل الأمير السيد أحمد في شيراز عند أحد الشيعة في محلة (سردزك) وهو المكان الذي فيه مرقده الآن ، واختفى في بيت ذاك الموالي واشتغل بالعبادة
وأما قتلغ خان ، فقد جعل العيون والجواسيس في كل مكان لاستقصاء أخبار السادة المشردين والعثور عليهم ، وبعد سنة تقريبا عرف مكان السيد أحمد ، فحاصره مع رجاله ، وابى السيد أن ينقاد ويستسلم لعدوه ، فقاتلهم ذابا عن نفسه ، وأبدى شجاعة وشهامة هاشمية ، أعجبت الناس كلهم ، وكان كلما ضعف عن القتال يلتجئ إلى منزله فيستريح فيه لحظات ثم يخرج ويدافع عن نفسه
فلما رأى قتلغ خان أنهم لا يستطيعون القضاء عليه عبر المواجهة المسلحة ، احتالوا عليه بالدخول إلى بيت جيرانه والتسلل إليه عبر ثغرة أحدثوها من بيت الجيران ، فلما دخل السيد بيته ليستريح فيه قليلا ، خرجوا إليه وغدروا به ، فضربوه بالسيف على رأسه ، فخر صريعا ، ثم أمر قتلغ خان ، فهدموا البيت على ذلك الجسد الشريف وبقى تحت الترب والأنقاض ، ولما كان أغلب الناس في ذلك الزمان من المخالفين ولم يكونوا شيعة لآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلا القليل منهم ، وذلك على أثر الأكاذيب والأباطيل التي كانت تنشر بواسطة الدولة ورجالها ضدهم ، لم يرعوا حرمة ذلك المكان ولا حرمة الجسد الشريف ولم يرقبوا فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل تركوه مدفونا تحت الأنقاض وأكوام التراب
اكتشاف الجسد الشريف
وفي أوائل القرن السابع الهجري دخلت شيراز في ظل حكومة الملك أبي بكر بن سعد المظفر الدين ، وكان مؤمنا صالحا يسعى لنشر الدين الإسلامي الحنيف ، ويكرم العلماء ويحترم المؤمنين الأتقياء ويحب السادة الشرفاء ، وكما قيل (الناس على دين ملوكهم ) كان وزراؤه ورجال دولته مثله أيضا مؤمنين أخيارا ومنهم الأمير مسعود بن بدر الدين وكان كريما يحب عمران البلاد وإصلاح حال العباد ، فعني بتجميل مدينة شيراز وتنظيفها من الأوساخ ، وتجديد بناياتها وإصلاح خرائبها ، إذ أن شيراز كانت عاصمة ملكهم
فأمر - في جملة ما أمر بإصلاحه وتجديد البناء فيه - أعمار المكان الذي كان يضم جسد الأمير السيد أحمد منذ قرون ، فلما جاء عماله ومستخدموه إلى المكان وانهمكوا بنقل التراب والأنقاض منه إلى خارج البلد ، وصلوا أثناء العمل إلى جسد طري لشاب جسيم وسيم ، قد قتل على أثر ضربة على رأسه انفلقت هامته ، فأخرجوه من بين الأنقاض ، وأخبروا الأمير مسعود بذلك ، فجاء هو بصحبة جماعة من المسئولين للتحقيق في الموضوع ، وبعد الفحص الكثير ، والتنقيب عن وجود أثر يدل على هوية الشاب القتيل عثروا على خاتم له كان قد نقش عليه ( العزة لله ، أحمد بن موسى ) فأذعنوا لما رأوا ذلك - إضافة إلى ما كانوا قد سمعوه عن تاريخ ذلك المكان - أيضا - من أخبار الشجاعة الهاشمية التي دارت هناك وأدت أخيرا إلى شهادة أحمد بن موسى عليه السلام - إن هذا الجسد هو جسد الأمير السيد أحمد بن الأمام موسى بن جعفر عليه السلام
ولما شاهد الناس أن الجسد الشريف قد أخرج من تحت الأنقاض وأكوام التراب وذلك بعد أربعمائة عام من تاريخ شهادته وهو على نضارته طريا لم يتغير ، عرفوا أن صاحبه ولي من أولياء الله تعالى وأيقنوا بحقانية التشيع مذهب أهل البيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، إذ انه كان من أولاد الرسول وعلى مذهب أهل البيت الذي استشهد في سبيله ومن أجله ، فتشيع على أثر ذلك كثير من أهل شيراز
ثم أمر مسعود بن بدر الدين ، أن يدفنوا الجسد الطاهر في نفس المكان الذي عثروا عليه فيه ، بعد أن حفروا له قبرا وصلوا عليه ، ودفنوه في قبره مجللا محترما بحضور العلماء وأعيان شيراز ، كما وأمر أن يشيدوا على مرقده عمارة عالية ذات رحبة واسعة لتكون مأوى للزائرين والوافدين وبقيت كذلك حتى توفي الملك مظفر الدين سنة 658 هجرية
وفي عام 750 هجرية لما آلت السلطة على بلاد فارس إلى الملك إسحاق بن محمود شاه ودخل مدينة شيراز ، كانت أمه معه ، وهي الملكة (تاشي خاتون) وكانت امرأة صالحة ، فتشرفت بزيارة ذلك المرقد الشريف ، وأمرت بترميم الروضة المباركة وإصلاحها ، كما وأمرت ببناء وتشييد قبة جميلة جدا فوق مرقده ، وجعلت قرية (ميمند) الواقعة على بعد ما يقرب من ثمانين كيلو مترا عن مدينة شيراز وقفا عليه ، وأمرت بأن يصرف واردها على تلك البقعة المباركة ، وهي باقية إلى يومنا هذا حيث يعمل المتولون لها على قرار الوقف وينفقون واردها في شؤونه ، ومحصولها حتى اليوم ، ماء ورد معروف بجودته وطيبه في العالم
فأمر - في جملة ما أمر بإصلاحه وتجديد البناء فيه - أعمار المكان الذي كان يضم جسد الأمير السيد أحمد منذ قرون ، فلما جاء عماله ومستخدموه إلى المكان وانهمكوا بنقل التراب والأنقاض منه إلى خارج البلد ، وصلوا أثناء العمل إلى جسد طري لشاب جسيم وسيم ، قد قتل على أثر ضربة على رأسه انفلقت هامته ، فأخرجوه من بين الأنقاض ، وأخبروا الأمير مسعود بذلك ، فجاء هو بصحبة جماعة من المسئولين للتحقيق في الموضوع ، وبعد الفحص الكثير ، والتنقيب عن وجود أثر يدل على هوية الشاب القتيل عثروا على خاتم له كان قد نقش عليه ( العزة لله ، أحمد بن موسى ) فأذعنوا لما رأوا ذلك - إضافة إلى ما كانوا قد سمعوه عن تاريخ ذلك المكان - أيضا - من أخبار الشجاعة الهاشمية التي دارت هناك وأدت أخيرا إلى شهادة أحمد بن موسى عليه السلام - إن هذا الجسد هو جسد الأمير السيد أحمد بن الأمام موسى بن جعفر عليه السلام
ولما شاهد الناس أن الجسد الشريف قد أخرج من تحت الأنقاض وأكوام التراب وذلك بعد أربعمائة عام من تاريخ شهادته وهو على نضارته طريا لم يتغير ، عرفوا أن صاحبه ولي من أولياء الله تعالى وأيقنوا بحقانية التشيع مذهب أهل البيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، إذ انه كان من أولاد الرسول وعلى مذهب أهل البيت الذي استشهد في سبيله ومن أجله ، فتشيع على أثر ذلك كثير من أهل شيراز
ثم أمر مسعود بن بدر الدين ، أن يدفنوا الجسد الطاهر في نفس المكان الذي عثروا عليه فيه ، بعد أن حفروا له قبرا وصلوا عليه ، ودفنوه في قبره مجللا محترما بحضور العلماء وأعيان شيراز ، كما وأمر أن يشيدوا على مرقده عمارة عالية ذات رحبة واسعة لتكون مأوى للزائرين والوافدين وبقيت كذلك حتى توفي الملك مظفر الدين سنة 658 هجرية
وفي عام 750 هجرية لما آلت السلطة على بلاد فارس إلى الملك إسحاق بن محمود شاه ودخل مدينة شيراز ، كانت أمه معه ، وهي الملكة (تاشي خاتون) وكانت امرأة صالحة ، فتشرفت بزيارة ذلك المرقد الشريف ، وأمرت بترميم الروضة المباركة وإصلاحها ، كما وأمرت ببناء وتشييد قبة جميلة جدا فوق مرقده ، وجعلت قرية (ميمند) الواقعة على بعد ما يقرب من ثمانين كيلو مترا عن مدينة شيراز وقفا عليه ، وأمرت بأن يصرف واردها على تلك البقعة المباركة ، وهي باقية إلى يومنا هذا حيث يعمل المتولون لها على قرار الوقف وينفقون واردها في شؤونه ، ومحصولها حتى اليوم ، ماء ورد معروف بجودته وطيبه في العالم
السيد علاء الدين هو أيضا من أخوة الأمام الرضا عليه السلام ومن أبناء الأمام موسى بن جعفر عليه السلام ، وهو الذي دخل بصحبة أخويه متسترا إلى شيراز ، وفارقهما مختفيا في مكان لا يعرفه أحد واشتغل فيه بالعبادة ، مضت مدة من الزمن وهو متخف ، وكان بالقرب من محل اختفائه بستان لقتلغ خان والسيد لا يعرف أنها لقتلغ خان ، فضاقت به الدنيا يوما وضاق صدره ، فخرج من مخبئه وأطل على البستان لينفس عن ضيق صدره ويروح عن نفسه قليلا ، فجلس في زاوية واشتغل بتلاوة القرآن ، فعرفه رجال قتلغ العاملون في البستان ، فحملوا عليه ، ولم يمهلوه حتى قتلوه والقرآن في يده وآياته على شفتيه ، فما هالهم إلا أن رأوا أن الأرض تنشق وتضم جسده الشريف وتخفيه عنهم حتى مصحفه الذي كان في يديه
ومرت أعوام كثيرة على هذه الواقعة الأليمة ، ومات قتلغ خان وانمحى أثر البستان ، وتبدلت حكومات ودول كثيرة في بلاد فارس ، حتى جاء عهد الدولة الصفوية ، وفي عهد الصفويين اتسعت مدينه شيراز حتى وصلت البيوت إلى الأرض التي ضمت جسد السيد علاء الدين ، فعندما كانوا يحفرون فيها لوضع أساس للبناء ، عثروا على حية شاب جميل كأنه قتل من ساعته ، واضعا يده على قبضة سيفه والمصحف الكريم على صدره ، فعرفوا مما لديهم من العلائم والشواهد ، انه هو السيد علاء الدين حسين بن الأمام موسى بن جعفر عليه السلام - وقيل إنهم وجدوا اسمه مكتوبا على جلد المصحف الكريم - فدفنوه بعد الصلاة عليه مي محله ، وأمر حاكم شيراز أن يبنوا على قبره الشريف مكانا عاليا وبناء رفيعا ليتسع للمؤمنين والموالين الذين يتوافدون لزيارته من كل صوت ومكان وبعد ذلك جاء رجل من المدينة المنورة يدعى الميرزا علي المدني لزيارة مراقد السادة الشرفاء ، وكان ثريا ومن الموالين لأهل البيت وذراريهم ، فقام بتوسيع البناء على مرقد السيد علاء الدين ، وشيد عليه قبة جميلة ، واشترى أملاكا كثيرة فجعلها وقفا على ذلك المرقد الشريف ، وأمر بصرف وارداتها في شؤونه ، كما وأوصى بأن يدفن بعد موته في جوار السيد علاء الدين ، فلما مات دفنوه هناك ، وقبره اليوم في تلك البقعة المباركة معروف ، وقد كتب عليه اسمه ، وهو (ميرزا علي المدني) ولا يزال المؤمنين يزورونه ويقرؤون له الفاتحة
ثم انه بعد ذلك أمر الملك إسماعيل الصفوي الثاني بتزيين ذاك البناء المشيد وترميمه بأحسن وجه ، فنصبوا الكاشي والمرايا وزينوا الروضة المباركة بأفضل زينة ، وهو إلى الآن مزار عظيم ومشهد كريم
يقصده المؤمنون من كل أنحاء إيران وغيرها ، وأهالي شيراز يكنون له غاية الاحترام والتكريم
وقال بعض النسابة إن السيد علاء الدين كان عقيما لا نسل له ، وقال بعض آخر ، كان له نسل ولكن انقرضوا ولم يبق له منهم عقب وذرية ، وكذلك الكلام في أخيه الأكبر السيد أحمد فقد قالوا في حقه انه لم يكن له أولاد ذكور ، بل كانت له بنت واحدة فقط ، وذلك على ما في كتاب (عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) وقال البعض ، كان للسيد أحمد أولاد ذكور أيضا
ومرت أعوام كثيرة على هذه الواقعة الأليمة ، ومات قتلغ خان وانمحى أثر البستان ، وتبدلت حكومات ودول كثيرة في بلاد فارس ، حتى جاء عهد الدولة الصفوية ، وفي عهد الصفويين اتسعت مدينه شيراز حتى وصلت البيوت إلى الأرض التي ضمت جسد السيد علاء الدين ، فعندما كانوا يحفرون فيها لوضع أساس للبناء ، عثروا على حية شاب جميل كأنه قتل من ساعته ، واضعا يده على قبضة سيفه والمصحف الكريم على صدره ، فعرفوا مما لديهم من العلائم والشواهد ، انه هو السيد علاء الدين حسين بن الأمام موسى بن جعفر عليه السلام - وقيل إنهم وجدوا اسمه مكتوبا على جلد المصحف الكريم - فدفنوه بعد الصلاة عليه مي محله ، وأمر حاكم شيراز أن يبنوا على قبره الشريف مكانا عاليا وبناء رفيعا ليتسع للمؤمنين والموالين الذين يتوافدون لزيارته من كل صوت ومكان وبعد ذلك جاء رجل من المدينة المنورة يدعى الميرزا علي المدني لزيارة مراقد السادة الشرفاء ، وكان ثريا ومن الموالين لأهل البيت وذراريهم ، فقام بتوسيع البناء على مرقد السيد علاء الدين ، وشيد عليه قبة جميلة ، واشترى أملاكا كثيرة فجعلها وقفا على ذلك المرقد الشريف ، وأمر بصرف وارداتها في شؤونه ، كما وأوصى بأن يدفن بعد موته في جوار السيد علاء الدين ، فلما مات دفنوه هناك ، وقبره اليوم في تلك البقعة المباركة معروف ، وقد كتب عليه اسمه ، وهو (ميرزا علي المدني) ولا يزال المؤمنين يزورونه ويقرؤون له الفاتحة
ثم انه بعد ذلك أمر الملك إسماعيل الصفوي الثاني بتزيين ذاك البناء المشيد وترميمه بأحسن وجه ، فنصبوا الكاشي والمرايا وزينوا الروضة المباركة بأفضل زينة ، وهو إلى الآن مزار عظيم ومشهد كريم
يقصده المؤمنون من كل أنحاء إيران وغيرها ، وأهالي شيراز يكنون له غاية الاحترام والتكريم
وقال بعض النسابة إن السيد علاء الدين كان عقيما لا نسل له ، وقال بعض آخر ، كان له نسل ولكن انقرضوا ولم يبق له منهم عقب وذرية ، وكذلك الكلام في أخيه الأكبر السيد أحمد فقد قالوا في حقه انه لم يكن له أولاد ذكور ، بل كانت له بنت واحدة فقط ، وذلك على ما في كتاب (عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) وقال البعض ، كان للسيد أحمد أولاد ذكور أيضا
السيد محمد الملقب بالعابد وهو ثالث إخوة الأمام الرضا عليه السلام ورابع أولاد الأمام موسى بن جعفر عليه السلام ، وهو الذي دخل شيراز بصحبة أخويه ، الأمير السيد أحمد والسيد علاء الدين حسين ، وفارقهما إلى مكان مجهول مختفيا ومتنكرا لا يعرفه أحد ، ويعبد الله تعالى فيه حتى وافاه الأجل ومات موتا طبيعيا ودفن فيها ، ومن كثرة عبادته لقب بالعابد ، وخلف أولادا أجلاء أفضلهم من حيث العلم والتقوى والزهد والورع وهو السيد إبراهيم المعروف ب (المجاب) ولقب بهذا اللقب لأنه عندما تشرف بزيارة قبر جده الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ووقف مسلما عليه ، أتاه جواب سلامه من داخل القبر الشريف ، فسمعه هو ومن حوله ، وعلى أثر هذه المنقبة أجله الناس وعظموه واحترموه ولقبوه بالمجاب
من كتاب ليالي بيشاور
مناظرات وحوار
تأليف سلطان الواعظين
السيد محمد الموسوي الشيرازي طاب ثراه
السيّدة فاطمة بنت الإمام الحسن أم الإمام الباقر ( عليهما السلام )مناظرات وحوار
تأليف سلطان الواعظين
السيد محمد الموسوي الشيرازي طاب ثراه
اسمها وكنيتها ونسبها :
السيّدة أُمّ عبد الله ، فاطمة بنت الإمام الحسن بن الإمام أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) .
مكانتها :
كانت من سيّدات نساء بني هاشم ، وكانت على مرتبة عالية من الجلال والكمال ، فهي بنت الإمام الحسن ، وزوجة الإمام زين العابدين ، وأُمّ الإمام الباقر ، وجدة الأمام الصادق ، فيكون الإمام الباقر ( عليه السلام ) أوّل هاشمي من هاشميين ، وعلوي من علويين ، وفاطمي من فاطميين ، لأنّه أوّل من اجتمعت له ولادة الحسن والحسين .
حضورها كربلاء :
حضرت السيّدة فاطمة مع زوجها الإمام زين العابدين ( عيه السلام ) وابنها الإمام الباقر ( عليه السلام ) ـ البالغ من العمر أربع سنوات ـ واقعة الطف في يوم عاشوراء ، ورأت ما جرى على آل الرسول ( عليهم السلام ) في ذلك اليوم من مصائب ومحن ، فقد شاهدت مصرعَ عمّها الحسين ( عليه السلام ) ، وقتل أخيها القاسم وبقية آل البيت والأصحاب الكرام ، وشاهدت زوجها العليل مكبّلاً بالأغلال .
ما ورد في الثناء عليها :
1ـ قال الإمام الباقر ( عليه السلام ) : ( كانت أُمّي قاعدة عند جدار ، فتصدّع الجدار ، وسمعنا هدّة شديدة ، فقالت : لا وحقّ المصطفى ما أذن الله لك في السقوط ، فبقي معلّقاً في الجوّ حتّى جازته ، فتصدّق عنها أبي بمائة دينار ) .
2ـ قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( كانت صديقة لم تدرك في آل الحسن امرأة مثلها ) .
وفاتها :
توفّيت السيّدة فاطمة ( عليها السلام ) في شيراز عام 117 هـ .
منقول..
تعليق