تذكرون عندما حارب شيعة الحكومة بجيشهم وشرطتهم فقراء الشيعة المنظوين تحت التيار الصدري كانوا ينعتون جيش المهدي بجيش المكبسلين او الجيش الوردي؟
.................
نيويورك تايمز:ازدياد نسبة "المكبسلين" في المؤسسات الأمنية العراقية
ازهر الهادي
Monday, 22 December 2008
قالت صحيفة النيويورك تايمز في عددها الصادر بتاريخ 21/12/2008 انه حقا أمر شاق ,أمر وقوف الجندي لاثني عشر ساعة في شوارع بغداد في أجواء يملؤها الخوف من المجهول,لذلك فان جنديا مثل احمد قاسم يتعاطى حبوبا بيضاء صغيرة تدعى آرتينArtane لمساعدته في إكمال واجبه فيقول:"إنها تساعدني في انجاز واجبي,فانا لا استطيع تحمل أعباء العمل دونها.و مع أن الحبوب هذه تدخلني في أجواء من الفرح و الابتهاج إلا أنها لا تؤثر على عملي و أنا لا افقد السيطرة على نفسي".
و عزى الأطباء و الأخصائيين ظاهرة استخدام و توفر و انتشار حبوب الهلوسة و المهدئات في الأسواق السوداء و الصيدليات إلى القلق الموجود بين الناس عامة في ظل غياب دور حكومي واضح لمكافحتها.
حسب الأخصائيين فان تجار و موزعي المهدئات و المسكنات هذه ينشطون في أوساط المجتمع,و في السجون و الأحياء الفقيرة حيث تزداد أعداد العاطلين عن العمل.لكن في السنوات الأخيرة فان عناصر الجيش العراقي و الشرطة بدؤوا باستخدام المهدءات هذه للهروب من القلق الناتج عن ظروف عملهم.
العقار الأكثر استخداما بين عناصر الجيش العراقي يدعى ارتين و هو دواء يستخدم لمعالجة مرض الباركنسون حيث أن الجرعات الكبيرة منه تمنح المتعاطي شعورا بالبهجة و الفرح.
لقد اخبرنا طبيب متخصص و قد رفض كشف اسمه (لأنه ممنوع من الحديث عن هذا الموضوع):"إنهم يعتقدون بأنهم يصبحون أشجع و أقوى إذا ما تعاطوا الارتين" و أضاف"فهم لا يشعرون بالقلق أو الخوف بعد أخذهم الحبوب لذلك فهم يقتحمون المنازل دون أي خجل ".
يذكر انه لا يوجد أي دليل واضح على تأثير الارتين على سلوكيات و أخلاقيات عناصر الجيش و الشرطة كما انه لا توجد إحصائيات دقيقة عن انتشار هذه الظاهرة في أوساطهم و نحن لا نعلم أيضا إن كان هؤلاء يستخدمون الحبوب هذه بشكل يومي.
لكن المجند قاسم26 عاما يؤكد بان واحد من كل ثلاث عسكريين في وحدته يستخدم الحبوب هذه أو غيرها أثناء الخدمة.السيد جلال عمار 45 عاما و هو ضابط في جهاز الشرطة أكد لنا بان أكثر من ثلاثين بالمائة من الضباط اللذين تعامل معهم يستخدمون الارتين أو غيره .
من جهته قال الدكتور أمير الحيدري و هو مدير قسم مكافحة"المخدرات" في وزارة الصحة:"كنا يوما نعاني من مشكلة واسعة الانتشار و هي المشروبات الكحولية لكننا اليوم و بعد الاجتياح الأمريكي للعراق لم نواجه المشكلة هذه كثيرا و ذلك بسبب الوضع الأمني و كذلك القيود الدينية و اليوم مشكلتنا هي الحبوب المهدئة و المسكنة".
حسب رأي الدكتور "فان الساعات الطويلة من الخدمة,الهجمات الانتحارية,و القتل كلها عوامل تقود عناصر القوى الأمنية نحو الارتين و المهدئات الأخرى" و أضاف بان وزارة الصحة بدأت بحملتها لإغلاق الصيدليات الخاصة التي تبيع المواد هذه بشكل غير قانوني كما و أن الوزارة تدرس وضع قوانين صارمة للحد من ظاهرة بيعها في الصيدليات عامة.كما انه بين أن أوضاع المدنيين ليست أفضل بكثير من العسكريين في استخدام المواد هذه.
و اخبرنا الدكتور الحيدري بان الوزارة تدرس إمكانية فتح مراكز صحية لمعالجة المدمنين حيث انه يوجد في الوقت الحاضر مستشفى تخصصي واحد و هو مشفى ابن رشد للأمراض النفسية.
من جهته نفى الجنرال احمد الخفاجي من وزارة الداخلية و المهتم بشؤون الشرطة أن تكون الظاهرة هذه منتشرة في أوساط عناصر الشرطة أو ضباطها و أضاف:"نحن لن نسمح بأي شكل من الأشكال لانتشار الإدمان بين منتسبي الوزارة و إذا ما كشفنا حالة كهذه فان الوزارة ستعمل على طرد الفاعل إلى الأبد من الوزارة".
كما أن الجنرال قاسم عطا من الجيش العراقي قال بان الجنود في بغداد "يتمتعون بصحة عقلية ممتازة و معنويات عالية" .و في رده على سؤالنا قال:"ربما تجدون بعض الحالات هنا أو هناك لكن لا يمكنكم تعميم الحالة على كل عناصر الجيش و الشرطة".
يذكر أن الشارع العراقي يعرف أدوية مثل الارتين و الفاليوم بأسماء غير أسمائها فالبعض يدعوها"كبسول" و آخر يدعوها "الحاجب" أو "الصليب".و كما اخبرنا السيد عمار(ضابط في الشرطة) فانه حين يريد الضباط الحديث عن هذه الحبوب فإنهم يستخدمون لفظة"المشهيات".
حسب الجنرال عطا فان تعاطي المخدرات في أوساط الجيش و الشرطة ممنوع قانونا لكن جميعنا يعلم "بأنه بإمكان أي احد تعاطيها دون علم احد به" و أضاف"بالتأكيد فانه لا يمكنك ابتلاع الحبوب هذه أمام الضابط المسؤول".
من جهته اخبرنا قيس وهو صاحب صيدلية خاصة و يدير أعماله في توزيع الحبوب هذه عبر شبكة واسعة من الثقات و المعارف بأنه يعرف جيدا أنها ممنوعة حيث انه دخل السجن ثلاث مرات لكنه تمكن من الخروج قبل إجراء المحاكمة بعد أن دفع رشاوي للضباط في مراكز الاحتجاز .
يذكر أن العديد من عناصر الشرطة و الجيش حين مراجعتهم مركز ابن رشد يدخلونه بزي مدني تهربا من الخزي و العار كما أنهم لا يبرزون هوياتهم الأمنية.
.................
نيويورك تايمز:ازدياد نسبة "المكبسلين" في المؤسسات الأمنية العراقية
ازهر الهادي
Monday, 22 December 2008
قالت صحيفة النيويورك تايمز في عددها الصادر بتاريخ 21/12/2008 انه حقا أمر شاق ,أمر وقوف الجندي لاثني عشر ساعة في شوارع بغداد في أجواء يملؤها الخوف من المجهول,لذلك فان جنديا مثل احمد قاسم يتعاطى حبوبا بيضاء صغيرة تدعى آرتينArtane لمساعدته في إكمال واجبه فيقول:"إنها تساعدني في انجاز واجبي,فانا لا استطيع تحمل أعباء العمل دونها.و مع أن الحبوب هذه تدخلني في أجواء من الفرح و الابتهاج إلا أنها لا تؤثر على عملي و أنا لا افقد السيطرة على نفسي".
و عزى الأطباء و الأخصائيين ظاهرة استخدام و توفر و انتشار حبوب الهلوسة و المهدئات في الأسواق السوداء و الصيدليات إلى القلق الموجود بين الناس عامة في ظل غياب دور حكومي واضح لمكافحتها.
حسب الأخصائيين فان تجار و موزعي المهدئات و المسكنات هذه ينشطون في أوساط المجتمع,و في السجون و الأحياء الفقيرة حيث تزداد أعداد العاطلين عن العمل.لكن في السنوات الأخيرة فان عناصر الجيش العراقي و الشرطة بدؤوا باستخدام المهدءات هذه للهروب من القلق الناتج عن ظروف عملهم.
العقار الأكثر استخداما بين عناصر الجيش العراقي يدعى ارتين و هو دواء يستخدم لمعالجة مرض الباركنسون حيث أن الجرعات الكبيرة منه تمنح المتعاطي شعورا بالبهجة و الفرح.
لقد اخبرنا طبيب متخصص و قد رفض كشف اسمه (لأنه ممنوع من الحديث عن هذا الموضوع):"إنهم يعتقدون بأنهم يصبحون أشجع و أقوى إذا ما تعاطوا الارتين" و أضاف"فهم لا يشعرون بالقلق أو الخوف بعد أخذهم الحبوب لذلك فهم يقتحمون المنازل دون أي خجل ".
يذكر انه لا يوجد أي دليل واضح على تأثير الارتين على سلوكيات و أخلاقيات عناصر الجيش و الشرطة كما انه لا توجد إحصائيات دقيقة عن انتشار هذه الظاهرة في أوساطهم و نحن لا نعلم أيضا إن كان هؤلاء يستخدمون الحبوب هذه بشكل يومي.
لكن المجند قاسم26 عاما يؤكد بان واحد من كل ثلاث عسكريين في وحدته يستخدم الحبوب هذه أو غيرها أثناء الخدمة.السيد جلال عمار 45 عاما و هو ضابط في جهاز الشرطة أكد لنا بان أكثر من ثلاثين بالمائة من الضباط اللذين تعامل معهم يستخدمون الارتين أو غيره .
من جهته قال الدكتور أمير الحيدري و هو مدير قسم مكافحة"المخدرات" في وزارة الصحة:"كنا يوما نعاني من مشكلة واسعة الانتشار و هي المشروبات الكحولية لكننا اليوم و بعد الاجتياح الأمريكي للعراق لم نواجه المشكلة هذه كثيرا و ذلك بسبب الوضع الأمني و كذلك القيود الدينية و اليوم مشكلتنا هي الحبوب المهدئة و المسكنة".
حسب رأي الدكتور "فان الساعات الطويلة من الخدمة,الهجمات الانتحارية,و القتل كلها عوامل تقود عناصر القوى الأمنية نحو الارتين و المهدئات الأخرى" و أضاف بان وزارة الصحة بدأت بحملتها لإغلاق الصيدليات الخاصة التي تبيع المواد هذه بشكل غير قانوني كما و أن الوزارة تدرس وضع قوانين صارمة للحد من ظاهرة بيعها في الصيدليات عامة.كما انه بين أن أوضاع المدنيين ليست أفضل بكثير من العسكريين في استخدام المواد هذه.
و اخبرنا الدكتور الحيدري بان الوزارة تدرس إمكانية فتح مراكز صحية لمعالجة المدمنين حيث انه يوجد في الوقت الحاضر مستشفى تخصصي واحد و هو مشفى ابن رشد للأمراض النفسية.
من جهته نفى الجنرال احمد الخفاجي من وزارة الداخلية و المهتم بشؤون الشرطة أن تكون الظاهرة هذه منتشرة في أوساط عناصر الشرطة أو ضباطها و أضاف:"نحن لن نسمح بأي شكل من الأشكال لانتشار الإدمان بين منتسبي الوزارة و إذا ما كشفنا حالة كهذه فان الوزارة ستعمل على طرد الفاعل إلى الأبد من الوزارة".
كما أن الجنرال قاسم عطا من الجيش العراقي قال بان الجنود في بغداد "يتمتعون بصحة عقلية ممتازة و معنويات عالية" .و في رده على سؤالنا قال:"ربما تجدون بعض الحالات هنا أو هناك لكن لا يمكنكم تعميم الحالة على كل عناصر الجيش و الشرطة".
يذكر أن الشارع العراقي يعرف أدوية مثل الارتين و الفاليوم بأسماء غير أسمائها فالبعض يدعوها"كبسول" و آخر يدعوها "الحاجب" أو "الصليب".و كما اخبرنا السيد عمار(ضابط في الشرطة) فانه حين يريد الضباط الحديث عن هذه الحبوب فإنهم يستخدمون لفظة"المشهيات".
حسب الجنرال عطا فان تعاطي المخدرات في أوساط الجيش و الشرطة ممنوع قانونا لكن جميعنا يعلم "بأنه بإمكان أي احد تعاطيها دون علم احد به" و أضاف"بالتأكيد فانه لا يمكنك ابتلاع الحبوب هذه أمام الضابط المسؤول".
من جهته اخبرنا قيس وهو صاحب صيدلية خاصة و يدير أعماله في توزيع الحبوب هذه عبر شبكة واسعة من الثقات و المعارف بأنه يعرف جيدا أنها ممنوعة حيث انه دخل السجن ثلاث مرات لكنه تمكن من الخروج قبل إجراء المحاكمة بعد أن دفع رشاوي للضباط في مراكز الاحتجاز .
يذكر أن العديد من عناصر الشرطة و الجيش حين مراجعتهم مركز ابن رشد يدخلونه بزي مدني تهربا من الخزي و العار كما أنهم لا يبرزون هوياتهم الأمنية.
تعليق