إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

أيها الناس مالي أوذى في أهلي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أيها الناس مالي أوذى في أهلي

    ــــــــــــــ
    منقول من ( منتديات الأشراف اون لاين )

    أيها الناس مالي أوذى في أهلي
    وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر وأبي هريرة وعمار بن ياسر رضي الله عنهم أنهم قالوا( قدمت درة بنت أبى لهب مهاجرة فقال لها نسوة أنت درة بنت أبى لهب الذي يقول الله ( أي فيه ) ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴾المسد: ١فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فخطب فقال ( أيها الناس مالي أوذى في أهلي فوالله إن شفاعتي لتنال بقرابتي حتى إن حكماً وحاء وصدا وسلهبا _ أسماء قبائل _ تنالها يوم القيامة بقرابتى ) وهذا الحديث نص في الموضوع فانه صلى الله عليه وسلم اهتم بمسألة ذكر عمه أبى لهب بما ذكر حتى قام خطيبا بين الناس ينهاهم عن مثل ذلك بقوله ( أيها الناس مالي أوذى في أهلي ) .

    التعديل الأخير تم بواسطة الشريف15; الساعة 08-08-2009, 07:57 PM.

  • #2
    رد: أيها الناس مالي أوذى في أهلي
    قال شيخنا الاستاذ محمد ال رشيد متع الله بحياته
    وإذا كان هذا غضبه من أجل أبى لهب وقد مات كافرا قطعاً فكيف يكون غضبه من أجل أبويه الكريمين العظيمين وقد ماتا على الفطرة كما سيأتى الكلام على ذلك إن شاء الله .
    إن غضبه صلى الله عليه وسلم لابد أن يكون عظيما على من يشير أي إشارة إلى إهانة حضرتي هذين الوالدين العزيزين اللذين أكرمهما الله إكراما لا يضاهى بإكرام بإبراز سيد الوجود وصفوة الخلق صلى الله عليه وسلم منهما .
    ولهذا المعنى نال هذا الرجل ملا قاري ما ناله من غضب علماء الإسلام عليه من عهد تأليفه تلك الرسالة ، ومن كان له إطلاع على كتب العلماء يفهم ما أقول ، وقال كل في الرد عليه ما قال ، ولعل من تمادى على غضبه لم يطلع على ما كان منه بعد كتابتها .
    ومعنى هذا الذي قررته هنا أن غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل مؤمن به يجب أن يكون على مظهر هذه الرسالة أقوى منه على مؤلفها ، فإن مؤلفها كتب منها نسخة وانتهى ، لكن من أظهرها أظهر منها الآلاف الكثيرة ونشرها في أنحاء الدنيا بدل أن كانت واحدة لا تبارح مكانها وكان لا يعرفها إلا الواحد فقط بعد الواحد ، أما بعد أن ظهرت فيراها أهل المعمورة خصوصاً أعداء الإسلام وأعداء رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ، فإنهم بإطلاعهم على تلك الرسالة يفرحون فرحا ليس عليه من مزيد ويقولون في ذلك ما يقولون مما لا يرضاه الله ولا رسوله ولا المؤمنون ، فكأن حضرة المظهر للرسالة يعرضه صلى الله عليه وسلم لهذا القول في نفسه وفي أبويه ، لا بل هو يعرضه لذلك بلا أدنى ريب ، وذلك مما يؤذيه صلى الله عليه وسلم إيذاء بليغاً ، ومن تسبب في كل هذا حضرة مظهرها المحترم الذي عمل ما عمل حتى ظهرت .
    وإني في ألم له عظيم إذ تسبب بذلك الإيذاء في لعن نفسه وطردها من رحمة الله ، فان ربنا يقول في كتابه ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا ﴾ الأحزاب: ٥٧ ولعله فهم من الآية أن الله أعد له فوق ذلك اللعن عذابا مهيناً يهين من يعذب إهانة إنما يعلمها من أعد ذلك العذاب سبحانه وتعالى .

    ولننتقل من هذا الكلام عن هذه الرسالة التي بين أيدينا فنقول :
    من الافتراء الفاحش على الإمام الأعظم أبى حنيفة النعمان رضي الله عنه أن يسند إليه أن يعتقد أن أبوي رسول الله صلى الله عليه وسلم غير ناجين يوم القيامة بل هما مع الكفار في نار جهنم أبدا ، نعم ذلك افتراء عظيم على هذا الإمام العظيم وإذا من الإفك أن تعنون تلك الرسالة بهذا العنوان : ( أدلة معتقد أبي حنيفة الإمام في أبوي الرسول عليه السلام ) على أن معتقده فيهما أنهما كافران .
    فان قال القارئ إن ملا علي القارى نقل في صدر هذه الرسالة أن هذا الإمام قال في كتابه الفقه الأكبر ما نصه : ( ووالدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ماتا على الكفر ) وإذا كان هذا قوله في كتابه المنسوب إليه فكيف تسميه افتراء عظيما. وأنا أقول إن الذي قاله الرجل في فقهه الأكبر ليس ما ذكر بل الذي قاله نصه : ( ووالدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ماتا على الفطرة وأبو طالب مات كافرا ) .
    هذا الذي رأيته أنا بعيني في الفقه الأكبر للإمام أبو حنيفة رضي الله عنه رأيته بنسخة بمكتبة شيخ الإسلام بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ، ترجع كتابة تلك النسخة إلى عهد بعيد حتى قال بعض العارفين هناك أنها كتبت في زمن العباسيين وهذه النسخة ضمن مجموعة رقمها 220 من قسم المجاميع بتلك المكتبة ، فمن أراد أن يرى هذه النسخة من الفقه الأكبر بعينه فعليه بتلك المكتبة وهو يجدها هناك بهذا النص الذي نقلناه هنا .
    ولا يظن القارئ أن رؤيتي هذه ترجع إلى عهد بعيد – لا يظن هذا وليتأكد أنها كانت في موسم الحج الفائت سنة 1354 هـ ، بيننا وبينها وقت كتابة هذا يوم الخميس 4 جمادى الأولى سنة 1355 هـ - خمسة شهور وكسر ، لأني كنت بالمدينة المنورة إلى أوائل شهر ذي الحجة من سنة أربع وخمسين .
    ومن تأمل وجد أن النقل الذي بنسخة ملا علي قارى به بليتان ، البلية الأولى أنه كذب يخالف النسخة القديمة التي مر ذكرها ، والبلية الثانية أن التدليس دخله ، فان الذي يقرأ ( وأبو طالب مات كافرا) بعد النص الذي نقله ملا علي يقول معترضاً حالا – إذا كان والدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ماتا على الكفر وأبو طالب كذلك فكان حق الكلام أن يكون هكذا ووالدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو طالب ماتوا كفارا ، لا أن يذكر كفر أبويه صلى الله عليه وسلم وحده ويذكر كفر أبي طالب عقبه وحده .
    أما نسختنا هذه فواضح جداً ما بها من إفراد كفر أبي طالب ، فإن الحكمين حينئذ مختلفان فيذكر ما يفيد إيمان أبويه صلى الله عليه وسلم ثم ينص على كفر أبى طالب ، ولعل القارئ يتبادر إلى ذهنه أن لفظ ( الكفر ) الذي ينقله ملا علي حرف عن لفظ ( الفطرة ) الذي بنسختنا التي نبهناك عليها ونقلنا لك نقلنا هذا منها فان اللفظين بينهما قرب ظاهر ، وهل ذلك التحريف مقصود ، إن حذف الحكم على أبي طالب يقول ذلك ، نقول هذا ولا ندرى هل هذا الحذف من المؤلف أم من الناشر .
    وإني لا أسكت بعد هدم تكأة ملا على هذا الهدم بل أخير القارئ بين طريقتين في بيان أن تلك الرسالة لا قيمة لها ، طريق وعر طويل ، وهو طريق إيراد كل ألفاظ تلك الرسالة وبيان ما بها من بعد عن الحق ، وطريق قريب جداً وهو مع ذلك معبد غاية التعبيد ، وهو إيراد كلمات تعد على الأصابع تغنى عن كل هاتيك المناقشات وتفيد المقصود إفادة لا تفيده مناقشتي أبدا مهما كانت واضحة وبليغة ، ولعله لا يتردد في اختيار الطريق الثاني وإني أنزل على إرادته فأقول :
    إن الشيخ العلامة الكبير ملا علي قارى رحمه الله وأحسن إليه وزاد النفع به رجع عما كتبه بتلك الرسالة بما كتبه في شرحه على الشفا للقاضي عياض ، ولعل القارئ يكاد يطير فرحا بهذا الخبر السار كل السرور من كل ناحية ، نعم كل مؤمن يفيض بشرا وفرحا إذا سمع مثل هذا عن رجل كبير كملا علي قارى .
    وإني أعجل البشرى للقارئ و أنقل كلام الشيخ في ذلك الشرح ليراه الباحث بعينه ، وكلامه هذا في موضعين من هذا الشرح الموضع الأول برقم 601 والموضع الثاني برقم 648 من طبعة استانبول الصادرة سنة 1316 هـ .
    فأما الموضوع الأول فذكر صاحب الشفاء : ( أن أبا طالب قال للنبي صلى الله عليه وسلم وهو رديفه بذي المجاز عطشت وليس عندي ماء فنزل النبي صلى الله عليه وسلم وضرب بقدمه الأرض فخرج الماء فقال اشرب ) ، قال بعد هذا ملا علي قاري ما نصه : ( قال الدلجي الظاهر أن هذا كان قبل البعثة يعنى فيكون من الإرهاصات ، ولا يبعد أن يكون بعد النبوة فهو من المعجزات ، ولعل فيه إيماء إلى أنه سيظهر نتيجة هذه الكرامات من بركة قدم سيد الكائنات ، في أواخر الزمان قريب الألف من السنوات عين في عرفات ، تصل إلى مكة وحواليها من آثار تلك البركات ، هذا وأبو طالب لم يصح إسلامه ، وأما إسلام أبويه ففيه أقوال ، والأصح إسلامهما على ما اتفق عليه الأجلة من الأمة كما بينه السيوطي في رسائله الثلاث المؤلفة ) .
    وأما الموضع الثاني فقال فيه الشيخ رحمه الله ما نصه ( وأما ما ذكروا من إحيائه عليه الصلاة والسلام أبويه فالأصح أنه وقع على ما عليه الجمهور الثقات ، كما قال السيوطي في رسائله الثلاث المؤلفات اهـ ) .
    ولعل القارئ يقول لي جزاك الله خيرا على هذا الرد البديع الذي لا يقف أمامه أحد ، وكيف لا وأنت جعلت الذي يتولى الرد على الرسالة هو نفس المؤلف لتلك الرسالة ، وهو ليس أي رد بل هو رد مفحم ، ومسكت ، ومن لا يسكت أمام صوت الأجلة من الأمة كما يقول المؤلف في الموضع الأول – وأمام صوت الجمهور الثقات كما قال في الموضع الثاني ، ونحن نستفيد من كلام هذا الإمام أن القول بإحياء أبويه صلى الله عليه وسلم ليس أمرا ضعيفاً يقال بحسن الظن ، بل هو قول عظماء الأمة ، ومثل هؤلاء لا يجمعون – وهم الجمهور الثقات – إلا على أثبت من الجبال الشوامخ ، فليعرفه محبو مذهب الرسالة ، وليدع لهم كل مسلم لأنهم تسببوا في هذا البيان ، وليعرفه كل مؤمن على وجه الأرض كان ساخطاً على هذا الشيخ الإمام ملا علي قاري ، وليبدل سخطه هذا عليه بالرضا التام عنه لرجوعه عما كان سبباً في سخطه إلى ما هو السبب في رضاه ، وهكذا العلماء الأكابر لا تنتظر منهم إلا الرجوع إلى الصواب إن أخطوا – والإنابة إلى ربهم إن عصوا – والمبادرة إلى الكمال إن عرجوا إلى نقص – والنهوض إلى الذروة إن سقطوا فيما هو أحط من ذلك المقام الأسمى .
    وليس هذا فقط ما يدل على نجاة أبويه صلى الله عليه وسلم ، بل هناك طريق آخر يدل على نجاتهما رضي الله عنهما ، وهما أنهما ماتا في فترة لم يكن فيها رسول ينذر أهلها ويعلمهم ما هو الواجب عليهم نحو ربهم ولا نحو بعضهم بعضاً وطال عليهم الأمد وهم بتلك الحالة ، فإنهم من عهد سيدنا إسماعيل ابن سيدنا إبراهيم الخليل صلى الله عليهما وسلم لم يرسل إليهم رسول ، إذن هما معذوران عند ربهما كسائر العرب الذين كانوا في تلك الفترة .
    وأحب أن تطيل النظر في قوله تعالى : ﴿ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّك لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ ﴾ يس: ٢ - ٦ ، ألا ترى أن قوله تعالى : ﴿ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ ﴾ يس: ٦ يعتذر عن غفلتهم وبعدهم عن الواجب لمولاهم أصولا أو فروعا بأن آباءهم لم ينذرهم نذير ليتنبهوا بإنذاره ويعلموا أن لخالقهم عليهم حقوقا يجب أن تراعى في باطنهم وظاهرهم ، فلما كان آباؤهم هكذا نشأوا على ما كان عليه آباؤهم من ترك تلك الواجبات .
    ولعلك فهمت من الآية فرقاً عظيماً بين الولد ينشأ بين والدين صالحين أو بين والدين فاسقين ، فأن الأول ينشأ عارفا الدين حريصاً على أتباعه كوالديه ، والثاني بالعكس .
    ومن هذا ما يحكيه ربنا عن قوم السيدة مريم رضي الله عنها إذ يقولون لها قبل أن تتبين لهم الحقيقة ﴿ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ﴾ مريم: ٢٨ ، أي عجيب فعلك هذا المنكر وأبواك ما كانا من أهله ، ويصرح بنفي العذاب عن أولئك العرب أهل تلك الفترة قوله تعالى ﴿يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ﴾الإسراء: ١٥.
    يقول ربنا أنا لا أعذب أحدا من عبادي على تركه أي أصل أو أي فرع إذا كان بعيداً عن عهد الرسول وبدلت الشرائع المتقدمة ولم أبعث إليه رسولاً ينبهه ويفهمه أن ما تركه لا يجوز تركه فإن تعذيبه حينئذ يكون على غير جريمة في نظره ، وربنا الحكم العدل لا يعذب على غير جريمة أبدا ، وأبواه صلى الله عليه وسلم ككل معاصريهما لم يكن في زمنهم شرائع غير مبدلة ولا كان رسول ، بل بعث صلى الله عليه وسلم بشريعته بعد موتهما بزمن طويل ، فان والده توفي وهو صلى الله عليه وسلم في بطن أمه ، وأما أمه فماتت وهو في نصف العقد الأول من حياته الكريمة أو يزيد قليلا ، وإذن هما ناجيان لا يعذبهما الله تعالى كإخوانهم أهل هذه الفترة ، الأشعرية كلهم رضي الله عنهم على هذا ، ويوشك أن تكون كل هذه الأمة أشعرية .
    ولعلك تقول قد وردت أحاديث تدل على أن بعض أهل تلك الفترة معذبون فيقاس الباقي على ذلك البعض .
    وإنا نقول إن تلك الأحاديث لم ترتفع عن درجة الآحاد من الأحاديث ، وهل تقف تلك الآحاد أمام كتاب الله تعالى ، لعلك تبادر إلى قولك لا ثم لا ، ويمكنك أن تقول على فرض صورة التفارض ، لا تعارض ، وتقف تلك الأحاديث عند الأشخاص الذين ذكرتهم لمعان فيهم وحدهم يستحقون بها النار ، وإذن كيف يصح القياس على أنه لا قياس في مثل هذا .
    ولعلك تقول إن والديه صلى الله عليه وسلم ورد ما يمسهما في إيمانهما .
    وإنا نقول لعل ذلك الذي ورد كان قبل أن يحييهما الله تعالى للإيمان به صلى الله عليه وسلم ، فان هذا الإحياء كان ولا شك على ما عليه الأجلاء من الأمة وهم الجمهور الثقات كما يصفهم ملا علي قاري .
    وكيف إذن يمس إيمانهما بعد هذا الإحياء ، ولا تغفل عما قلناه قبلا من أن الآيات القطعية دلت على نجاتهما فلا يعارضهما ذلك الذي ورد آحادا، على أن ذلك الوارد تكلم على قيمته العلماء كلاما يجعلك لا تلتفت إليه ، كيف لا وللحافظ السيوطي وحده رسائل ثلاثة في هذا الموضوع كما قال مولانا الشيخ ملا علي قاري .
    بقى أن يقال على رجوع ملا على عن رسالته نحن لا ندرى أي الأمرين المتأخرين ليكون عليه المعول ، أهي الرسالة ؟ وإذن يكون ملا على قد رجع عن القول بنجاة الوالدين رضي الله عنهما ، أم ما قاله في شرح الشفاء ؟ وإذن يكون رجع عن القول بأنهما من الكفار وصمم على القول بإيمانهما ، وإنا نتكلم عن هذه النقطة فنقول :الأمر ظاهر على تقدير أن المتأخر كلامه على الشفاء ، أما على تقدير أن الرسالة هي المتأخرة فالأمر يبدو في بادئ النظر صعباً ، والذي يعطى الموضوع حظه من التأمل يراه في غاية السهولة ، فإن الشيخ صرح في شرحه على الشفاء أن القول بإسلام الوالدين متفق عليه بين الأجلة من الأمة ، وهو ما عليه الجمهور من الثقات ، وإذن لو رجع عن هذا القول إلى القول الثاني الذي تتضمنه الرسالة يكون مخالفاً لما اتفق عليه الأجلة والذي عليه الجمهور من الثقات ، وأي قيمة لقول يخالف فيه قائله ما اتفق عليه الأجلة من الأمة قول في ناحية وجمهور الثقات من الأمة في ناحية أخرى .
    إنه إذن يكون قد رجع عن الحق وقال ما بطلانه من أوضح الواضحات ، فإذا أضفت إلى هذا أن أبا حنيفة رضي الله عنه يقول إن الوالدين ماتا على الفطرة أي الإسلام تلاشى ملا علي وذاب ذوباناً ، وأين ملا على من الإمام الأعظم ؟
    إن ملا علي لم يكتب رسالته إلا بعد أن رأى تلك الكلمة المحرفة منسوبة إلى الإمام رضي الله عنه ، فلما رآها طاربها وكتب ما كتب متكئاً على أبى حنيفة ومستندا إليه ، وهو والله يتكئ على أشبه بالهواء الذي لا نصيب لمن يتكئ عليه إلا أن يهوى هويا ، فإذا أضيف إلى كل هذا ما قلنا في أهل الفترة كان ملا علي واقفاً أمام القرآن وجهاً لوجه وواقفاً أما كل الأشعرية و واقفاً أمام كل أتباع أبي حنيفة في هذه المسألة .
    وإني ناقل هنا كلمة عن أحد أولئك الجمهور الثقات ترى القارئ إلى أي حد يصل غضب علماء الأمة على هذا الرجل ملا علي من أجل مقالته هذه .
    ذكر الآلوسي في تفسيره عند قوله تعالى ﴿ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ﴾ الشعراء: ٢١٩ أن القول بإيمان أبويه صلى الله عليه وسلم قول كثير من أجلة أهل السنة ثم قال ما نصه : ( وأنا أخشى الكفر على من يقول فيهما رضي الله عنهما على رغم أنف القاري وأضرابه بضد ذلك ) أي بضد الإيمان ، وهذا معناه أن الشيخ الآلوسي رحمة الله عليه يخشى على ملا القاري أن يكون كفر بهذه المقالة ، فليتأمله القارئ حق التأمل .
    وليس الآلوسي وحده الغضبان على ملا علي من أجل تلك المقالة ، بل كل علماء الأمة هكذا ، وكيف لا يغضبون والأمر فيهما رضي الله عنهما كما سمعت ، هذه قيمة رسالة ملا على عند علماء الأمة الإسلامية ، وهذه قيمة صاحبها عندهم رضي الله عنهم .
    وظنى بل يقيني أنهم يفرحون ثم يفرحون لو رأوا رجوع هذا الرجل عن تلك الرسالة وما بها بما أوردناه له من شرحه على الشفاء أقول ( رجوعه عن تلك الرسالة ) بهذا الجزم لأنه لو كان مصمماً على ذلك القول ما فاه بهذا القول الثاني أبدا ، وكان يبادر إلى محوه محواً من كتابته لو كانت الرسالة هي المتأخرة ، والمحوكان إذ ذاك سهلا فان الكتاب كان مخطوطاً ، نعم كان يفعل ذلك ولا يرضى لنفسه أن يتناقض .
    يقول الشيء ويقول نقيضه ، وأي موضوع الذي يتكلم فيه ؟ موضوع أبوي سيد الوجود صلى الله عليه وسلم إيماناً وكفراً ، وهو من الخطورة بالدرجة القصوى . ومن الألغاز التي تحتاج لعناية في فهمها أن تطبع هذه الرسالة في بلاد الحجاز بلاده صلى الله عليه وسلم الخاصة به دون أي رعاية لخاطره صلى الله عليه وسلم .
    وبعد فان الله تعالى جعل نبيه صلى الله عليه وسلم رحمته للعالمين ، ولقد كان والله رحمة حتى لعميه أبى طالب و أبى لهب اللذين رأياه بأعينهما وسمعا دعوته بأذنهما وصمما على الكفر به حتى ماتا .
    إن هذين لقرابتهما منه صلى الله عليه وسلم جاءت السنة النبوية مخبرة أن الله يخفف عن الأول العذاب دائما ، ويقال أنه يخفف عن الثاني في بعض الأوقات . بل كان والله رحمة لكل الكفار الذين جاهروه بالتكذيب فان الله تعالى يقول فيهم ﴿ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ الأنفال: ٣٣.
    وإذن كيف لا يكون صلى الله عليه وسلم رحمة لوالديه وقد ماتا على الفطرة كما يعتقد الإمام الأعظم رضي الله عنه وجمهور الأمة الثقات ، لا يؤاخذني ملا علي قاري إذا قلت له إن قولك في رسالتك تمجه العقول مجا وتشمئز منه النفوس اشمئزازا ، وقد أحسنت صنعاً في رجوعك عن ذلك القول ولو كنت مت على ذلك القول لكنت رأيت ما رأيت من آثاره الأليمة في قبرك وبعد مبعثك والله المسئول أن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا .
    وأنا بعد هذا البيان ندع القارئ في ابتهاج بما وصل إليه من علم في هذه المسألة ، وندع أهل الميل إلى مذهب الرسالة فيما يعلم ، والله تعالى أعلم ) . انتهى كلام العلامة مصطفى أبو سيف الحمامي – رحمه الله وأثابه رضاه – على هذا البيان .

    رأي شيخ الإسلام مصطفى صبري ، والإمام الكوثري في الموضوع :
    قال شيخ الإسلام مصطفى صبري في مقدمته لكتاب الشيخ مصطفى أبو سيف الحمامي – رحمهم الله تعالى – المتقدم ذكره ما نصه ( ... فصادفت المقالة التي تبرئ الإمام أبا حنيفة رضي الله عنه عن تكفير والدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتصحح ما كتب في النسخ ( للفقه الأكبر ) المنسوب إلى الإمام من لفظ ( ماتا على الكفر ) بما رآه فضيلة بعينيه في المدينة المنورة من نسخة ضمن مجموع مخطوطة ترجع كتابتها إلى عهد بعيد بمكتبة عارف حكمت بك أحد مشايخ الإسلام في الدولة العثمانية من لفظ ( ماتا على الفطرة ) وهو الأوفق بسياق كلام الإمام ، فشكرت فضيلة المؤلف على توثيق ذلك التصحيح الذي سمعناه من أفواه بعض الأساتذة بهذا الضبط ) .
    وقال الإمام الكوثري – رحمه الله تعالى – في مقدمته لكتاب : ( العالم والمتعلم ) ص : 7 ( ففي بعض تلك النسخ : وأبوا النبي صلى الله عليه وسلم ماتا على الفطرة – و ( الفطرة ) سهلة التحريف إلى ( الكفر ) في الخط الكوفي ، وفي أكثرها : ( ما ماتا على الكفر ) ، كأن الإمام الأعظم يريد به الرد على من يروي حديث ( أبي وأبوك في النار ) ويرى كونهما من أهل النار . لأن إنزال المرء في النار لا يكون إلا بدليل يقيني وهذا الموضوع ليس بموضوع عملي حتى يكتفى فيه بالدليل الظني .
    ويقول الحافظ محمد المرتضى الزبيدي شارح الإحياء والقاموس في رسالته ( الإنتصار لوالدي النبي المختار ) - وكنت رأيتها بخطه عند شيخنا أحمد بن مصطفى العمري الحلبي مفتي العسكر العالم المعمر – ما معناه : إن الناسخ لما رأى تكرر ( ما ) في ( ما ماتا ) ظن أن إحداهما زائدة فحذفها فذاعت نسخته الخاطئة ، ومن الدليل على ذلك سياق الخبر لأن أبا طالب والأبوين لو كانوا جميعاً على حالة واحدة لجمع الثلاثة في الحكم بجملة واحدة لا بجملتين مع عدم التخالف بينهم في الحكم وهذا رأي وجيه من الحافظ الزبيدي إلا أنه لم يكن رأى النسخة التي فيها ( ما ماتا ) وإنما حكى ذلك عمن رآها ، وإني بحمد الله رأيت لفظ ( ما ماتا ) في نسختين بدار الكتب المصرية قديمتين كما رأى بعض أصدقائي لفظي ( ما ماتا ) و ( على الفطرة ) في نسختين قديمتين بمكتبة شيخ الإسلام المذكورة – وعلي القاري بنا شرحه على النسخة الخاطئة وأساء الأدب سامحه الله ) .



    انتهى كلام شيخنا محمد ال رشيد حفظه الله


    تعليق


    • #3
      رد: أيها الناس مالي أوذى في أهلي
      محمد نصيف.. هو يتحمل وزر نشره لهذه النسخة المغلوطه التي شنعت على والدي مولاي رسول الله عليه واله وسلم نسال الله له المغفرة ان كان لايقصد ولا يتعمد والله حسيبه وحسيبنا نسال الله العافية

      تعليق


      • #4
        رد: أيها الناس مالي أوذى في أهلي
        الغريب في مواضيعهم أنها تتعلق بكل ما يمس النبي عليه افضل الصلاة واتم التسليم

        لا ترفعوا اصواتكم في الصلاة عليه , لاتتبركوا باثاره ,لا تتوسلوا بيه ,ابو النبي في النـار , ام النبي في النـار, << وكأنهم القوا نظرة على من في النـار...!!!

        هل هذا من الأدب مع نبينـا صلى الله عليه وعلى آله وسلم ؟؟

        صدق الحبيب الجفري في قولـة :

        (ليست المسأله عدم فهم النصوص هناك قضيـه بين القوم وبين سيدنـا محمد )
        "اعدائنـا لما فشلوا في ان ينتزعونا من الدين بصراحه دسوا بيننا من يتكلم بأسم الدين ليستل الدين من قلوبنـا "
        حسبنـا الله ونعم الوكيل فييييييهم !!

        اللهم صل على سيدنا محمد و على آل سيدنا محمد صلاة تنجينا بها من جميع الأهوال و الآفات , و تقضي لنا بها جميع الحاجات , و تطهرنا بها من جميع السيئات , و ترفعنا بها عندك أعلى الدرجات و تبلغنا بها أقصى الغايات من جميع الخيرات في الحياة و بعد الممات برحمتك يا أرحم الراحمين

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 10-08-2015, 10:24 PM
        ردود 23
        3,130 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة وهج الإيمان
        بواسطة وهج الإيمان
         
        يعمل...
        X