بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
أما بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي
وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي
وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي
يَفْقَهُوا قَوْلِي
من يتعامل مع القرآن الكريم في قرائته قراءة للفظ الظاهري فقط وقراءة منفصلة بعضها عن بعض ولم يستطع أن يبني تدبره للكتاب المبين من منطلق أنه وحدة واحدة تفسر أياته بعضها البعض ويبتعد كثيرا عن التأويل المعتدل والمنهجي المبني من خلال العلم والإدراك المنطقي والعقلي فأنه حتما سيقع في مزالق الشيطان حيث يتمكن إبليس عليه لعائن الله من توجيه هذا العبد الظاهري لأمور تتخالف مع المعتقد الصحيح وفق الصراط المستقيم ولكي لانبتعد عن جوهر الموضوع أو الشبهة التي وقع ضحيتها الكثيرين من أتباع المذاهب الظاهرية في تعاملها مع كتاب الله فلابد لنا كأخوة لهم أن نحاول جاهدين برفع وكشف الغطاء عن أعينهم وقلوبهم التي توارثوها خلفا بعد سلف في تفسيرهم وتدبرهم إن كانوا متدبرين طبعا
ونحاول من خلال هذا الموضوع الدفاع عن عصمة الرسول صلى الله عليه وآله وأن نوجه أخوتنا للمعنى الصحيح ونجعلهم يدركون أن ماتوارثوه هو مخالفا لركائز الرسالة والرسول الخاتم عليه أفضل الصوات والتسليم
ومن هذه الشبهات
هي مورد بحثنا
قال الله في كتابه المبين
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (1) سورة التحريم
المحور الأول
مناقشة الشبهة من خلال الفهم والتدبر لكتاب الله
كما قلنا سلفا أن من يتعامل مع القرأن بحسب ظاهره فقط فأنه لامحالة سيقع تحت وقع الشيطان فظاهر الآية هو ظاهر عتاب وظاهر لفظها هو أن النبي حرم بعض ما أحله الله له
ولاشك أن ما أحل لرسول الله هو بالتالي أحل للمسلمين وما يحرمه رسول الله صلى الله عليه وآله هو بالتالي حرام على المسلمين
فمقتضى الآية الكريمة بحسب ظاهرها يقتضي لزوم مخالفة رسول الله لربه ولرسالته وهذا لو أخذنا به من دون تروي لكنا من أتباع إبليس وجنوده من حيث نشعر أو لانشعر فالخطأ والمخالفة المزعومتين على رسول الله توجب التشكيك في جميع رسالة هذا النبي الخاتم
لأنه ومن دون أدنى شك وبحسب المنطق العقلائي الذي لايختلف فيه إثنان أن ورود خلل ما في رسالة أي نبي يستوجب نفي رسالته كلها
لأن رسالات الأنبياء ليست من تلقاء أنفسهم بل نتاج لوحي يوحى به هذا الرسول أو النبي
ونحن كفرق إسلامية مجمعون على أن النبي معصوم في التبليغ والتبليغ عندنا كمسلمين بدون إستثناء أي فرقة من الفرق الإسلامية يعتمد على التنزيل القرآني في تشريعاته الكريمة
وعلى السنة النبوية / والسنة النبوية عند الجميع هي مانتج من قول وفعل وتقيرير عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله
فنرجع لمقتضى ظاهر الآية بحسب فهم مرجئة العصر والذين يتعاملون مع اللفظ الظاهري كمعنى ويعلقون أحكامهم عليه نفهم أن التحريم الذي صدر من النبي هو أما يكون فعلا أو قولا أو الإثنان معا
الله سبحانه في خطاب الآية قال مخاطبا النبي / لم تحرم
وهذا يعني أن النبي قد حرم شيئا ما
وفي نفس سياق الآية يتواصل الخطاب ليبين لنا أن ماحرمه النبي هو في الأصل قد أحله الله / ما أحل الله لك
النتيجة تكون بحسب هذا الفهم لظاهر الآية أن الله قد أحل عدة أشياء لكن الرسول حرم شيئا من هذه الأشياء من تلقاء نفسه وعندما نقول من تلقاء نفسه نقولها ونحن مطمئنين ومتيقنين لهذا التقرير وذلك بدليل وبسبب الخطاب القرآني والذي يدلل على أن تحريم النبي لم يكن بوحي من الله ولو كان بوحيا من الله لما كان للآية من معنى ومن فائدة فليس من المعقول أن يوحي الله لرسوله بتحريم أو تحليل أو أي نوع من التبليغ ومن ثم بعدها يحاسبه أو يعاتبه أو ينكله على أنه خالف ما أوحي إليه سابقا
وعلى هذا الأساس مما تقدمنا به من تمهيد لفهم الآية وكشف الشبهة عنها نكتشف أن المعنى مخالفا لمن يأخذ اللفظ بحسب ظاهره فقط ولابد للرجوع تأولا لمعنى آخر للفظة التحريم هنا لفهم معناها الحقيقي
{وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ} (12) سورة القصص
هذه الآية ورد فيها لفظ التحريم / وحرمنا عليه المراضع
وعليه أطرح عدة تساؤلات
هل لو أن موسى أرضعته إمرأة أخرى تكون رضاعته محرمة شرعا
على من تقع الحرمة التشريعية هنا
هل على موسى الطفل المولود لأيام فقط
أم على المرأة التي ترضعه وهي لم تبلغ بهذا التشريع أصلا
أم أن التحريم هنا يفيد معنى آخر يوجب علينا وعلى من يؤمن بالتدبر لمعاني القرآن أن يذهب لمعنى أخر لايمت لحرمة الرضاعة تشريعا
ولكي لا أعقد المسألة عليكم أكثر بهذه التساؤلات التي لم ولن نجد لها جوابا مقنعا مهما إستغرقنا من جهد عقلي وفترة زمنية
وعليه سأطرح الإجابة لأجعلكم ترتاحون من عناء البحث والتفكير
المعنى للفظة / وحرمنا / في الآية 12 من سورة القصص هي بمعنى / ومنعنا
وليس تحريما شرعيا
والسبب لهذا المنع هو تحقيق وعد الله الذي وعد به أم موسى في قوله عز من قائل
{وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} (7) سورة القصص
إنتهى المحور الأول والذي هو لايستلزم سوى التدبر لمعاني القرآن وفهمها تدبرا وفهما يتماشى مع معتقدنا كمسلمين بالمرسل والرسالة والرسول
يتبع
اللهم صل على محمد وآل محمد
أما بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي
وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي
وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي
يَفْقَهُوا قَوْلِي
من يتعامل مع القرآن الكريم في قرائته قراءة للفظ الظاهري فقط وقراءة منفصلة بعضها عن بعض ولم يستطع أن يبني تدبره للكتاب المبين من منطلق أنه وحدة واحدة تفسر أياته بعضها البعض ويبتعد كثيرا عن التأويل المعتدل والمنهجي المبني من خلال العلم والإدراك المنطقي والعقلي فأنه حتما سيقع في مزالق الشيطان حيث يتمكن إبليس عليه لعائن الله من توجيه هذا العبد الظاهري لأمور تتخالف مع المعتقد الصحيح وفق الصراط المستقيم ولكي لانبتعد عن جوهر الموضوع أو الشبهة التي وقع ضحيتها الكثيرين من أتباع المذاهب الظاهرية في تعاملها مع كتاب الله فلابد لنا كأخوة لهم أن نحاول جاهدين برفع وكشف الغطاء عن أعينهم وقلوبهم التي توارثوها خلفا بعد سلف في تفسيرهم وتدبرهم إن كانوا متدبرين طبعا
ونحاول من خلال هذا الموضوع الدفاع عن عصمة الرسول صلى الله عليه وآله وأن نوجه أخوتنا للمعنى الصحيح ونجعلهم يدركون أن ماتوارثوه هو مخالفا لركائز الرسالة والرسول الخاتم عليه أفضل الصوات والتسليم
ومن هذه الشبهات
هي مورد بحثنا
قال الله في كتابه المبين
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (1) سورة التحريم
المحور الأول
مناقشة الشبهة من خلال الفهم والتدبر لكتاب الله
كما قلنا سلفا أن من يتعامل مع القرأن بحسب ظاهره فقط فأنه لامحالة سيقع تحت وقع الشيطان فظاهر الآية هو ظاهر عتاب وظاهر لفظها هو أن النبي حرم بعض ما أحله الله له
ولاشك أن ما أحل لرسول الله هو بالتالي أحل للمسلمين وما يحرمه رسول الله صلى الله عليه وآله هو بالتالي حرام على المسلمين
فمقتضى الآية الكريمة بحسب ظاهرها يقتضي لزوم مخالفة رسول الله لربه ولرسالته وهذا لو أخذنا به من دون تروي لكنا من أتباع إبليس وجنوده من حيث نشعر أو لانشعر فالخطأ والمخالفة المزعومتين على رسول الله توجب التشكيك في جميع رسالة هذا النبي الخاتم
لأنه ومن دون أدنى شك وبحسب المنطق العقلائي الذي لايختلف فيه إثنان أن ورود خلل ما في رسالة أي نبي يستوجب نفي رسالته كلها
لأن رسالات الأنبياء ليست من تلقاء أنفسهم بل نتاج لوحي يوحى به هذا الرسول أو النبي
ونحن كفرق إسلامية مجمعون على أن النبي معصوم في التبليغ والتبليغ عندنا كمسلمين بدون إستثناء أي فرقة من الفرق الإسلامية يعتمد على التنزيل القرآني في تشريعاته الكريمة
وعلى السنة النبوية / والسنة النبوية عند الجميع هي مانتج من قول وفعل وتقيرير عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله
فنرجع لمقتضى ظاهر الآية بحسب فهم مرجئة العصر والذين يتعاملون مع اللفظ الظاهري كمعنى ويعلقون أحكامهم عليه نفهم أن التحريم الذي صدر من النبي هو أما يكون فعلا أو قولا أو الإثنان معا
الله سبحانه في خطاب الآية قال مخاطبا النبي / لم تحرم
وهذا يعني أن النبي قد حرم شيئا ما
وفي نفس سياق الآية يتواصل الخطاب ليبين لنا أن ماحرمه النبي هو في الأصل قد أحله الله / ما أحل الله لك
النتيجة تكون بحسب هذا الفهم لظاهر الآية أن الله قد أحل عدة أشياء لكن الرسول حرم شيئا من هذه الأشياء من تلقاء نفسه وعندما نقول من تلقاء نفسه نقولها ونحن مطمئنين ومتيقنين لهذا التقرير وذلك بدليل وبسبب الخطاب القرآني والذي يدلل على أن تحريم النبي لم يكن بوحي من الله ولو كان بوحيا من الله لما كان للآية من معنى ومن فائدة فليس من المعقول أن يوحي الله لرسوله بتحريم أو تحليل أو أي نوع من التبليغ ومن ثم بعدها يحاسبه أو يعاتبه أو ينكله على أنه خالف ما أوحي إليه سابقا
وعلى هذا الأساس مما تقدمنا به من تمهيد لفهم الآية وكشف الشبهة عنها نكتشف أن المعنى مخالفا لمن يأخذ اللفظ بحسب ظاهره فقط ولابد للرجوع تأولا لمعنى آخر للفظة التحريم هنا لفهم معناها الحقيقي
{وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ} (12) سورة القصص
هذه الآية ورد فيها لفظ التحريم / وحرمنا عليه المراضع
وعليه أطرح عدة تساؤلات
هل لو أن موسى أرضعته إمرأة أخرى تكون رضاعته محرمة شرعا
على من تقع الحرمة التشريعية هنا
هل على موسى الطفل المولود لأيام فقط
أم على المرأة التي ترضعه وهي لم تبلغ بهذا التشريع أصلا
أم أن التحريم هنا يفيد معنى آخر يوجب علينا وعلى من يؤمن بالتدبر لمعاني القرآن أن يذهب لمعنى أخر لايمت لحرمة الرضاعة تشريعا
ولكي لا أعقد المسألة عليكم أكثر بهذه التساؤلات التي لم ولن نجد لها جوابا مقنعا مهما إستغرقنا من جهد عقلي وفترة زمنية
وعليه سأطرح الإجابة لأجعلكم ترتاحون من عناء البحث والتفكير
المعنى للفظة / وحرمنا / في الآية 12 من سورة القصص هي بمعنى / ومنعنا
وليس تحريما شرعيا
والسبب لهذا المنع هو تحقيق وعد الله الذي وعد به أم موسى في قوله عز من قائل
{وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} (7) سورة القصص
إنتهى المحور الأول والذي هو لايستلزم سوى التدبر لمعاني القرآن وفهمها تدبرا وفهما يتماشى مع معتقدنا كمسلمين بالمرسل والرسالة والرسول
يتبع
تعليق