
إن من أهم رمُوْز ديمومة الثورة الحسينية وبقائها؛ إلتزام أتباع أهل البيت (عليهم السلام) بتعليمات سبل النجاة الأئمة الأطهار، فإحياء أمر أهل البيت (عليهم السلام) هو إحياء للدين وديمومة لحركيتها المتفاعلة مع كل صنوف الحياة.
من هنا كانت للشعيرة الحسينية أبعاد ترتكز في صلبها هدف الثورة الحسينية، ألا وهي "طلب الإصلاح"، فلما ابتعد المسلمون عن أرثي الرسول الأكرم (القرآن والعترة) كانت ثورة الحسين، وكان (انتصار الدم على السيف) ذا بعد وجداني يأخذ بالإنسانية نحو صميم روح الدين، وكانت الشعيرة التي رسم معالمها الأئمة الأطهار وورثها العلماء الأعلام ومراجعنا الكرام.
ولأهمية الشعيرة الحسينية وشدة تفاعل المؤمنين معها، أصبحت الشعيرة تواجه في مسيرتها صنوف الابتعاد عن الهدف، فمرة نجد (الوسيلة غاية) وأخرى نجد (التفريط) وأخرى (ثمة أبعاد دنيوية لا تَمُتُ إلى الإحياء بصلةٍ)، كل ذلك كان لأسباب أهمها تربص أعداء أهل البيت (عليهم السلام) بأتباعهم البسطاء وأخرى لعدم التقيد بتوجيهات المراجع العظام..
من هنا ولشدة حاجة الأمة للتعرف على صراطها القويم لإحياء مراسيم عزاء أبي عبد الله الحسين (صلوات الله عليه)، إرتأت مؤسسة الأنوار النجفية في أن تعيد طباعة كتاب الشعائر الحسينية ومراسيم العزاء، وذلك لشدة الطلب عليه ونفاذ الطبعة الأولى منه، وذلك بإيعاز وتوجيه ورعاية من لدن مكتب سماحة آية الله العظمى المرجع الديني الكبير الشيخ بشير حسين النجفي (دام ظله)، بطبعة جديدة مزيدة ومنقحة ومصححة وبحلة جديدة، مُراعاةً منها لوضع المنهاج الذي أوصانا به الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) في اتّباعه، ألا وهو تعاليم وأحكام مراجعنا العظام، إذ جمعت تعاليم وكلمات وخُطب وجوانب من واحدة من النفحات القدسية لسماحة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى الشيخ بشير حسين النجفي (دام ظله)، وبعد عرضها على سماحة المرجع (دام ظله) وأخذ تأييده ومباركته لهذا المشروع، كان كتاب (الشعائر الحسينية ومراسيم العزاء)، والذي انضوت تحته التقسيمات التالية:
1ـ محاضرة لسماحة المرجع؛ تناولت البعد التأريخي والمؤامرات التي حيكت تجاه الشعائر الحسينية، وكيف أن سماحة المرجع (دام ظله) عالج فيه - بعد تشخيص مواقف التيارات المؤيدة والواقفة ضد الممارسة للشعائر الحسينية - الأسلوب القويم للنهوض بكل اطمئنان وحزم تجاه الشعيرة الحسينية، هذا وأضيفت في الطبعة الرابعة محاضرة تحت عنوان: (الثورة الحسينية إعداد ونتائج)، اشتملت على جملة من المعاني الخالدة لمكانة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، وعن سبق معرفة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وخليفته أمير المؤمنين بهذا الأمر، وكيف أنهما (عليهما آلاف التحية والصلاة والتسليم) قد أعدوا وهيؤوا لمسيرة الطف الخالدة.
2ـ الكلمات التوجيهية لسماحة المرجع (دام ظله)؛ حيث قُسِّمت على عدة فئات: أولها ما يهم شهر محرم الحرام ككل، والثانية مخصصة لفرسان وخطباء المنبر الحسيني، والأخرى لأصحاب المواكب والحسينيات والهيئات الحسينية وخدام الحسين (عليه السلام).
3ـ الجانب الفقهي والعقائدي والتوجيهي لممارسة الفرد والمجتمع للشعائر الحسينية ككل؛ مُقسمة على أصناف الشعائر الحسينية وأدائها، وصولاً للموقف الفردي وأدائه وموقفه من الشعائر وجُل ما يهم الفرد في ممارسته للشعائر الحسينية، فأُخِذ أهم ما يتبادر في ذهن الفرد حول ممارسته الشعائر، حيث قام قسم الاستفتاء في مكتب سماحة المرجع (دام ظله) بالإجابة عن الأسئلة الفقهية والعقائدية، مبيناً الرأي الفقهي والفكري والعقائدي لسماحته (دام ظله)، ومُعالجاً الأخطاء التي قد يقع فيها البسطاء وغير المُلتفتين أثناء ممارستهم للشعائر الحسينية، كما وكانت لمسات سماحته (دام ظله) في معالجة الجانب الروائي والتاريخي لمسيرة الطف الخالدة مما يسهم في حمل القارئ الكريم نحو تأريخ ناصع يأخذ بنا بكل نصوع نحو تلك المسيرة الخالدة لإحياء الأمة وتقويم مسارها عبر الدهور، لنستلهم منها تمسكاً ويقيناً برسالة رسولنا الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم).
حرياً ذكره أن في الطبعة الأخيرة أضيف الكثير من المسائل التي تتوسع في ضمن الأبواب التي نُشرت بالطبعة السابقة، بل وافتتحت أبواب أخرى جديدة، مما حدا بمؤسسة الأنوار النجفية في أن توسع في حجم الكتاب وتخرجه بحلة جديدة مؤنقة.
لتحميل الكتاب:
http://site.jannatalhusain.net/library.php?id=45