إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ظاهرة 9 ربيع الأول أو ما يعرف بفرحة الزهراء هل هي من المذهب بشيء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ظاهرة 9 ربيع الأول أو ما يعرف بفرحة الزهراء هل هي من المذهب بشيء

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين آمين رب العالمين.


    سلامٌ من الله عليكم ورحمته وبركاته

    وأخيراً نضع بين أيديكم أخواني الأعضاء بحث علمي استدلالي دقيق حول ( فرحة الزهراء عليها السلام ) أو ما يسمى ( بعيد الزهراء عليها السلام ) وأتمنى أن نكون من عباد الدليل الذين يهتمون بالدليل ويتبعونه إذا ثبت عكس ما يعتقدون، وأرجو من جميع الأعضاء قراءة البحث كاملاً من الألف إلى الياء ثم البدء بالرد والنقاش والحوار حول ما ذكر

    التاسع من ربيع الأول

    عرض.. ونقد



    بسم الله الرحمن الرحيم

    الطبعة الأولى

    1428هـ- 2007م

    مؤسسة الوصي (ع)

    للتحقيق والترجمة والطباعة والنشر


    المقدمة
    بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.
    قبلَ الدخول في البحث لابأس أن اُشير إلى النقاط التالية:
    النقطة الأولى:
    إنَّ من روعة المذهب الجعفري ومدرسة أهل البيت (ع) أنَّ مُناقشة كـلام العُلماءلا يُعتبر جريمة، كما هو الحـال عنـد الشـرذمـة الوهابيَّة وغيرهم، حيث أنهم يقولون بصحة كل ماوردَ في (صحيح البخاري) مع أنه مملوء بالخُزعبلات والأكاذيب .
    بل إننا نقول بأنَّ كُل الكُتب التي كتبها عُلماؤنا الأعلام خاضعة للأخذ والرَّد العلمي، وقابِلة للبحث والتنقيب والتحقيق والنفي والإثبات، ولا يوجد عندنا كتاب صحيح سِوى القرآن الكريم فقط .
    والذي يتشرَّف بالحضور عند العُلماء ويقرأ كتبهم يعرف هذه الحقيقة الرائعة، ويُدرك أن العُلماء في كثيرٍ من المسائل ما زالوا في أخذٍ ورد، ومع الأسف نجد بعض الناس ينزعج وتقوم قيامتهُ وتنتفخ أوداجهُ إذا قُلنا إشكالاً على عالمٍ من العُلماء، أو قُلنا ببطلانِ ما يقولُ به، وكأنَّ العالِمَ صنمٌ يُعبد من دون الله!!
    فهل كلامُ العالِم قُرآنٌ مُنزل؟!
    وهل الحُب يُلغي قانون العقل؟!
    كلا..
    فعلينا أن نَـتَرفَّع عن هذا المستوى الهابط من التفكير، وعلى المُجتمع أن يلفظ من فمهِ هذه اللُّقمَة المشبوهة .
    فمثلاً: العلامة المجلسي في كتابه ( بحار الأنوار ) جَمَعَ الغث والسَّمين، ولم يكن العلامة المجلسيv بصدد التحقيق في كُل ما يكتبه، بل كانَ بصدد الجمع فقط -وإن حقَّقَ في بعض المطالب القليلة جداً، نفياً أو إثباتاً-، لأنَّنا لو أخذنا كُل ما في ( بحار الأنوار ) على محمل الصَّحة، لكانـت هذه جريمـة مـن النـوع الأول، لأنَّ ( بحار الأنوار ) - وبعض الكُتب الأخرى أيضاً - فيه هفوات كثيرة وكبيرة، وقد ناقشها العُلماء الأعلام، وأخذوا من ( البحار ) ما يؤخذ، وتركوا ما يُترك، وناقشوا الكثير من الشبهات .
    فعلينا أن نُوكِل ذلك لأهل الخبرة والتحقيق .
    النقطة الثانية:
    نأمل من القارئ الكريم أن لا يكونَ مُتعصباً لرأيه، حتى يُمكنه فهم هذا البحث، لأنَّ المُتعصب سوف يلجأ إلى التكذيب والافتراء والاتهام بلا وعي وبلا إدراك، فلكي يوفِّر هذه الافتراءات على نفسه عليه أن لا يقرأ هذا الكتاب لكي يواصل نومه الهادئ .
    النقطة الثالثة:
    كُل كتابٍ نذكرهُ في هذا البحث اطَّلعنا على الطبعات القديمة منه والحديثة، وبَحَـثْـنَا في تأريخ الكتاب، ثُم اشتغلنا على تحقيق هذا التأريخ .


    خادمكم الصغير
    محمد حسين الرجائي الأصفهاني

  • #2
    الفصل الأول


    [ علَّة العيد المزعوم ]



    العلة الأولى

    يزعم بعض الناس أن هذا العيد سببهُ هلاك عُمر بن الخطاب، وهذا غير صحيح إطلاقاً، ويزعمون أيضاً أن الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (ع) فرحت بهلاكه[1]، وغير ذلك من التعليلات الواهية .
    ونُجيب على ذلك في الوجوه التالية[2]:
    الوجه الأول:
    يقول الشيخ المُفيد (قدس سره) في (مسار الشيعة) ص42 السطر الرابع وهو يتحدَّث عن أحداث شهر ذي الحجة مانصه: [ وفي اليوم السادس والعشرين سنة ثلاث وعشرين من الهجرة طُعِنَ عُمر بن الخطاب ]، وفي السطر التاسع من نفس الصفحة يقول الشيخ (قدس سره) ما نصه: [ وفي التاسع والعشرين منه سنة ثلاث وعشرين من الهجرة قُبِضَ عُمر بن الخطاب ].
    يقول الشيخ محمد بن إدريس الحلي (قدس سره) في ( السرائر ) ج1 ص418 السطر الثاني والعشرين وهو يتناول أعمال وأحداث شهر ذي الحجة ما نصه: [ وفي اليوم السادس والعشرين منه سنة ثلاث وعشرين من الهجرة طُعِنَ عمر بن الخطاب وفي اليوم التاسع والعشرين منه قُبِضَ عمر بن الخطاب فينبغي للإنسان أن يصوم هذه الأيام[3] فإن فيها فضلاً كبيراً وثواباً جزيلاً وقد يلتبس على بعض أصحابنا يوم قبض عمر بن الخطاب فيظن أنه في يوم التاسع من ربيع الأول وهذا خطأ مِن قائلهِ بإجماع أهل التأريخ والسير وقد حَقَّقَ ذلك شيخنا المُفيد في كتاب التواريخ وذهبَ إلى ما قُلناه ][4] .
    يقول السيد ابن طاووس (قدس سره) في ( إقبال الأعمال ) ص861 السطر الثالث وهو يتناول أحداث وأعمال شهر ذي الحجة مانصه: [ وفي السادس والعشرين من ذي الحجة قُتل عدوٌّ لأهل البيت (ع) ] .
    يقول العلامة المحقق الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي (قدس سره) في (منتهى المطلب) ج2 ص612 السطر التاسع عشر وهو يتناول أحداث شهر ذي الحجة ما نصه: [ وفي السادس والعشرين منه طُعن عمر بن الخطاب سنة ثلاث وعشرين من الهجرة وفي التاسع والعشرين منه قبض عمر بن الخطاب ] .
    وقالَ (قدس سره) أيضاً في ( تذكرة الفقهاء ) ج6 ص195 السطر الخامس وهو يتناول مسألة الأيام المستحب صيامها[5] في شهر ذي الحجة وأحداث هذه الأيام ما نصه: [ وفي السادس والعشرين منه طُعن عمر بن الخطاب سنة ثلاث وعشرين من الهجرة وفي التاسع والعشرين منه قُبض عمر بن الخطاب ] .
    يقول المحقق العلامة حسين بن جمال الدين الخونساري (قدس سره) في ( مشارق الشموس ) ج2 ص453 السطر الخامس والثلاثين ما نصه: [ وقال[6] في المنتهى[7].. أن في السادس والعشرين منه طعن عمر بن الخطاب سنة ثلاث وعشرين من الهجرة وفي التاسع والعشرين منه قبض ] .
    يقول العلامة علي بن يوسف بن المطهر الحلي (قدس سره) في ( العدد القوية ) ص328 السطر السادس ما نصه: [ وفي اليوم السادس والعشرين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة طعن عمر بن الخطاب ] .
    يقول الشيخ الكفعمي (قدس سره) في ( المصباح ) ص676 السطر الثامن عشر وهو يذكر أحداث ربيع الأول ما نصه: [ وفي تاسعهِ روى صاحب(مسار الشيعة) { أنه مَن أنفقَ فيه شيئاً غُـفر له ويستحب فيه إطعام الإخوان وتطييبهم والتوسعة في النفقة ولبس الجديد والشكر والعبادة وهو يوم نفي الهموم وروي أنه ليس فيه صوم وجمهور الشيعة يزعمون أن فيه قتل عمر بن الخطاب وليس بصحيح }[8] ] .
    ثم قال الكفعمي (قدس سره) بعد ذلك مُباشرة في ص677 السطر الثالث مانصه: [ قال محمد بن إدريس الحلي (قدس سره) في (السرائر) أنه مَن زعمَ أن عُمر قُتِلَ فيه[9] فقد أخطأ بإجماع أهل التواريخ والسِّيـَر]، ونقلَ ذلك عن ( السرائر ) السيد الكاشاني (قدس سره) في ( المصابيح ) كما سيأتي.
    ثم قال الكفعمي (قدس سره) بعد ذلك مُباشرة ص677 السطر الخامس ما نصه: [ وكذلك قالَ المُفيد في كتاب التواريخ وإنما قُتِلَ عُمر يوم الاثنين لأربع ليال بَقِين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة نصَّ على ذلك صاحب الغرَّة وصاحب المُعجم وصاحب الطبقات وصاحب كتاب مسار الشيعة وابن طاووس بل الإجماع حاصل من الشيعة والسنة على ذلك ] .
    يقول السيد الكاشاني (قدس سره) في ( مصابيح الجنان ) ص655 السطر العشرون وهو يتناول أعمال وأحداث اليوم التاسع من ربيع الأول ما نصه: [.. وفيه قُتِلَ عمر بن الخطاب على قولٍ معروف بين المُتأخرين، والرَّاجح ما ذهبَ إليه جمهور الفريقين من أنه قُتِلَ في اليوم السادس والعشرين من ذي الحجة وكُتب التواريخ مُتفقة عليه، ولذا قال شيخنا محمد بن إدريس في ( السرائر ) من زعم أن عمر بن الخطاب قُتِلَ في اليوم التاسع من ربيع الأول فقد أخطأ بإجماع أهل السير والتواريخ وقال المُفيد في كتاب التواريخ الشرعية وإنما قُتِلَ عُمر يوم الأثنين لأربع ليال بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين من الهجرة نصَّ على ذلك صاحب الطبقات وصاحب المُعجم وصاحب الغرَّة وصاحب كتاب مسار الشيعة وابن طاووس وعليه إجماع الشيعة والسنة ] .
    وقالَ الكاشاني في ص647 السطر الأخير وهو يتناول الأعمال والأحداث التي في شهر ذي الحجة ما نصه:[ اليوم السادس والعشرون منه فيه طعن أبو لؤلؤة عمر بن الخطاب كذا في توضيح المقاصد ]، ثم قال في ص648 السطر الثالث ما نصه: [ اليوم التاسع والعشرون سنة 23 من الهجرة قبض عمر بن الخطاب كذا في مسار الشيعة..] .
    يقول العلامة السيد عبد الله شبر (قدس سره) في ( أحسن التقويم ) ص116 السطر العاشر وهو يتناول أحداث شهر ذي الحجة ما نصه: [ وفي اليوم السادس والعشرين منه طُعِنَ عمر بن الخطاب ]، وقال بعد ذلك في نفس الصفحة السطر الثالث عشر ما نصه: [ وفي اليوم التاسع والعشرين منه سنة ثلاث وعشرين من الهجرة وفاة عمر بن الخطاب].
    يقول العلامة المجلسي (قدس سره) في ( بحار الأنوار ) ج13 ص398 السطر الأول ما نصه: [ ما ذُكِرَ أنَّ مقتله[10] كانَ في ذي الحجة هو مشهور فقهائنا الإماميَّة ]، ثُم ذهبَ المجلسي (قدس سره) إلى خلاف هذا الرأي الذي قال عنه أنه مشهور فقهاء الإماميَّة وتبنَّى الرأي الضعيف.. ولا أدري لماذا هذه الكبوة منه (قدس سره)، وسنأتي لدراسة وبحث ما ذهبَ إليه المجلسي (قدس سره) في ( بحار الأنوار ) وفي كتابه الآخر ( زاد المعاد ) .
    يقول السيد الخوئي في ( كتاب الطهارة ) ج9 ص331 السطر الثالث عشر وهو يتناول الأيام التي يُستحب فيها الاغـتسال ما نصـه: [ إلا أن التأريخ أثبت وقوعَه[11] في السادس والعشرين من ذي الحجة ].
    نكتفي بهذا المقدار من المصادر مُراعاةً للاختصار الشديد وإلاَّ فهناك الكثير، مثل ( أعيان الشيعة )، ( الينابيع الفقهية )، ( توضيح المقاصد )، ( تأريـخ المدينة المنـورة)،(الخليفـة الثاني تحـت الضوء)، (موسوعة الانحرافات الكبرى)،(موسوعة التراجم)، (الصحابة.. بين الإيمان والنفاق)، (هل الصحابة كُـلُّهم عدول؟)، ( قبسات من نور فاطمة (ع) )، (حقائق من تأريخ الصحابة )، ( الانقلاب الأكبر )وعشرات الكتب الأخرى .
    عِلماً أنني اجتنبتُ مصادر العامَّة.
    وهُنا مُلاحظة: يتبيَّن لنا من خلال ألفاظ العُلماء الأعلام المذكورة أن الطَّنطنة بيوم التاسع من شهر ربيع الأول كانت مُشكلة حتى عند هؤلاء العُلماء،ويُحاولون نفيها بقوَّة والعمل على إطفاء هذه البدعة المُحدثة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
    [1]) مع أنَّ الزهراء (ع) استشهدت قبل هلاك عمر بن الخطاب، فَمِن أينَ قالوا بأنَّ فاطمة الزهراء (ع) فرحت؟! وأي رواية اعتمدوا عليها؟! ومَن مِنَ العُلماء قالَ بذلك؟! حتى يأتي مَن يُطنطن بسذاجةٍ وجهلٍ ليقول: ( عيد فرحة الزهراء ) !!، ثُم لو كانَ هُناك شيء اسمه ( عيد الزهراء ) لتناوله العُلماء الذين ألَّفوا في سيرة وخصائص ومناقب وفضائل الصديقة الزهراء (ع)، لكن هذه الكتب خلت من ذلك 100%، وبعضها نفى ذلك نفياً حاداً، وبعضهم أمرَ باجتنابه، وسنأتي للبحث المُفصل في ذلك إن شاء الله تعالى .
    [2]) عِلماً أننا سنبقى في دائرة نفي هلاك عمر في التاسع من ربيع الأول فقط وفقط، وأمَّا المُلاحظات الأخرى فسنأتي إليها لاحِقاً .
    [3]) سنأتي للبحث في نفي استحباب الصوم والغُسل في يوم هلاك عُمر .
    [4]) كلمة الشيخ الحلي ( قدس سره ): [ وقد حَقَّقَ ذلك شيخنا المُفيد في كتاب التواريخ ]، هذا التحقيق الذي يُشير إليه الحلي موجود في الطبعات القديمة 1322هـ، ومعنى ذلك أنَّ هُناك حذفاً وتلاعُباً بكتاب الشيخ المُفيد (قدس سره) لأننا لم نجد لذلك التحقيق وجود في كتاب الشيخ (قدس سره) وفقاً للطبعات الجديدة، فإمَّا أنَّ الحلي (قدس سره) كانَ مُشتبهاً -وهذا غير صحيح- أو أنَّ هُناك تلاعُباً ويجب على العُلماء التصدي بقوة أمام هذه القرصنة الخطيرة .
    [5]) وسنأتي للبحث في مسألة نفي استحباب الصيام في يوم هلاك عمر .
    [6]) أي العلامة المحقق الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر الحلي (قدس سره) .
    [7]) أي في ( منتهى المطلب ) .
    [8]) هذه السطور التي نقلها الشيخ الكفعمي (قدس سره) والسيد الكاشاني (قدس سره) عن الشيخ المفيد( قدس سره) ووضعناها بين القوسين { } لم نجدها في ( مسار الشيعة ) الطبعة الجديدة، وحتى الطبعات القديمة، بل ولم يذكر الشيخ المُفيد (قدس سره) اليوم التاسع من ربيع الأول أصلاً، فإنه ذَكَرَ أحداث اليوم الرابع ثُم مُباشرةً ذَكَرَ أحداث اليوم العاشر.. فتأمَّل .
    [9]) أي في التاسع من ربيع الأول .
    [10]) أي عُمر بن الخطاب .
    [11]) أي هلاك عمر بن الخطاب الذي هو سبب كون ذلك اليوم عيداً وبالتالي استحباب الغُسل في ذلك اليوم، وسنأتي إلى نفي مسألة استحباب الغُسل في يوم هلاك عُمر بن الخطاب، وأيضاً سنذكر ما ذكره السيد الخوئي كامِلاً في بحث الاغتسال، لأنه نفى استحباب الغُسل في ذلك اليوم، وقد أخذنا هذا المقطع من كلام السيد للشاهد فقط لأننا في دائرة تحديد يوم هلاك عُمر بن الخطاب فقط، وكُلُّ دائرةٍ لها بحثٌ خاصٌ بها .

    تعليق


    • #3
      الوجه الثاني:
      ربما يقول قائل:أنَّ تغيير وقت هلاك عمر بن الخطاب كانَ من باب التقيَّة، وهذا الكلام يُعتبر كبوة كبيرة للإنسان العامِّي فكيف إذا كانَ عالِماً فقيهاً، وقد لجأ إلى هذا التبرير البعيد عن الأسلوب العلمي الميرزا جواد آغا الملكي التبريزي (قدس سره) في ( المُراقبات ) ص47 السطر الأول حيث قال ما نصه: [ ولكن يُمكن أن يكون التقيَّة اقتضت تغيير الوقت ] .
      الجواب على ذلك في الأقسام التالية:
      القسم الأول:
      كلام الميرزا التبريزي (قدس سره) يبقى في دائرة ( الاحتمال ) وليس القطع، وبالتالي ما هو الدليل على هذا الاحتمال؟! .
      القسم الثاني:
      هل الذين نقلوا عن الشيخ المُفيد (قدس سره) وغيره من العُلماء لا يعلمون أنهم كتبوا ذلك تقيَّـةً؟!
      وإن كانَ الشيخ المُفيد (قدس سره) يتقي فما هي ضرورة التقيَّة عند العُلماء الآخرين؟! .
      القسم الثالث:
      لو أخذنا بهذا القول سنكون بحاجةٍ إلى لجنةٍ علميةٍ لإعادة النظر في مؤلفات الشيخ المُفيد (قدس سره) وغيره من العُلماء لكي يتم فصل الكلام المحمول على التقية عن الكلام الذي لا تقيَّة فيه، وأنا لا أنفي وجود بعض المُلاحظات التي اقتضت التقيَّة أن تُكتب،ولكنها قليلةٌ جداً وواضحة وقد ذكروها العُلماء وذكروا التحليل والتحقيق العلمي لها.
      القسم الرابع:
      في نفس الكتاب، وبعد ست صفحات من خبر هلاك عمر بن الخطاب قالَ الشيخ المُفيد (قدس سره) في ص48 السطر الأخير وهو يتناول أحداث شهر ربيع الأول وخروج النبي (ص) من مكة واختبائه في الغار وكيف نجا (ص) من المُشركين،مانصه: [ وهذا اليوم[1] يتجدَّد فيه سرور الشيعة بنجاة رسول الله (ص) من أعدائه.. وهو يومُ حزنٍ للناصبيَّة لاقتدائهم بأبي بكر في ذلك، واجتنابهم المسرَّة.. ] .
      فأين التقيَّة المزعومة على الشيخ (قدس سره) من هذه الألفاظ؟!
      وقالَ (قدس سره) في أعمال وأحداث شهر شوال ص32 السطر الثاني عشر ما نصه:[ وفي هذا اليوم بعينه وهو أول يوم من شوال سنة إحدى وأربعين من الهجرة أهلَكَ الله تعالى أحد فراعنة هذه الأمة عمرو بن العاص وأراح منه أهل الإسلام وتضاعفت به المسار للمؤمنين ] .
      فأين التقيَّة المزعومة على الشيخ (قدس سره) من هذه الألفاظ؟!

      وقالَ (قدس سره) في أعمال وأحداث ربيع الأول ص50 السطر الثالث مانصه: [ وفي اليوم الرابع عشرمنه سنة أربع وستين من الهجرة هلاك المُلحد الملعون يزيد بن مُعاوية بن أبي سفيان ضاعف الله عليه العذاب الأليم.. وهو يوم يتجدَّد فيه سرور المؤمنين ] .
      فأين التقيَّة من هذه العِبارات؟!
      لقد قالَ الشيخ المُفيد (قدس سره) كُلَّ ما سبق بلا تقيَّة، فهل تبقى التقيَّة فقط في تحديد تأريخ هلاك عمر بن الخطاب كما يزعمون؟!
      القسم الخامس:
      لو كانَ الشيخ المُفيد (قدس سره) كتبَ شيئاً تقيَّـةً لأخبر به تلامذته وأوصاهم بذلك، كما حدثَ ذلك عند العلامة نصير الدين الطوسي (قدس سره) والميرزا حسن الآشتياني (قدس سره) والشيخ محمد حسن المامقاني (قدس سره) والعلامة جمال الدين الأفغاني(قدس سره) والعلامة الفشاركي (قدس سره) وغيرهم من العُلماء الأعلام، وقصص هؤلاء العُلماء معروفة وواضحة ومذكورة في كُتب التراجم، وقد حصلَ ذلك في بعض كُتب الشيخ المُفيد (قدس سره) وأشارَ إليها بوضوح، ومِن بعدهِ اشتغلَ تلامذته الكِبار على تبيينها.. فتأمَّل .
      القسم السادس:
      ما هو المحذور الذي بسببهِ كانَ تغيير الوقت له هذه الأهميَّة الكُبرى، بحيث يكون تغييره تقيَّة؟!
      القسم السابع:
      كلام الشيخ المُفيد (قدس سره) وغيره من العُلماء يُحمل على صحَّةِ الصدور من دون محذور،لا أن يُحمل على التقيَّة بلا دليل وبلا إثبات، ولا ينبغي الاعتماد على الاحتمالات في الميدان العلمي إذا كانَ الأمر واضحاً، لأنَّ الأصل في أخذ الكلام أنه لا تقيَّة فيه.. فتأمَّل .
      وغير ذلك من الأقسام التي لا مجال لذكرها مُراعاةً للاختصار، وسنأتي خلال البحث إلى بعض المُلاحظات التي يُستفاد منها لنفي هذا التبرير .
      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

      [1]) أي اليوم الأول من ربيع الأول .

      تعليق


      • #4
        الوجه الثالث:
        الزهراء (ع) استشهِدت قبلَ عُمر بن الخطاب فكيف ننسِب إليها الفرح والسرور ونتعبَّد بذلك في كُلِّ سنةٍ ولم يأتِ نصٌّ في ذلك أصلاً، صحيح أنَّ يوم هلاكه يومٌ مُفرحٌ ومؤنس، ولكن لا ينبغي لنا أن نخترع القصص لذلك، وأن نقول بأنَّ الزهراء (ع) فرحت، وأن ذلك اليوم عيد كبير، وأن.. وأن .
        لماذا؟
        لأن ذلك يقتضي أن نفعلَ ذلك حتى في يوم هلاك أبي بكر وعثمان بن عفان ويزيد بن معاوية ومُعاوية بن أبي سفيان وغيرهم، فإنهم ليسوا أقلَّ طُغياناً وإجراماً من عمر،فكما أنه لم يأتِ نصٌّ لعمر بن الخطاب فما المانع من أن يسري المفعول على بقيَّة المُجرمين .


        الوجه الرابع:
        لم يرد نَصٌّ بلفظ ( عيد الزهراء (ع) ) لكي نتعبَّد به، ولا يجوز لنا أن نبتدعَ شيئاً من أهوائنا .
        مُلاحظة: هذا باختصارٍ شديد، وسوفَ نُجيب على كثيرٍ من الشُّبهات المُرتبطة بالعلة الأولى في داخل البحث أيضاً

        تعليق


        • #5
          العلة الثانية

          يزعم بعض الناس بأنَّ التاسع من ربيع الأول هو أوَّلُ يومٍ من إمامة الإمام المهدي المُنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ولهذا السبب نحنُ نعتبرهُ عيداً .
          والجواب على ذلك في الوجوه التالية:
          الوجه الأول:
          وفيه قسمان:
          القسم الأول:
          لم يرد نَصٌّ يدل على ذلك لكي نتعبَّد به،-ومع الأسف- نجد بعض الناس يعتبرونهُ عيداً وكأنَّ الكُتب المُعتبرة مملوءة بالنصوص الشرعيَّة التي تؤكد ذلك!
          القسم الثاني:
          هذا الشيء يدعونا إلى أن نجعلَ العيد أيضاً لإمامة كُلِّ إمامٍ من الأئمة (ع)،فكماأنَّ عيد تنصيب الإمام المهدي (ع) لا دليلَ عليه، فبقيَّة الأئمة (ع) كذلك،فتكون أعيادنا فوضى .
          الوجه الثاني:
          الذين قالوا بأنه عيدٌ لتنصيب أو تتويج الإمام المهدي (ع) هُم مِنَ النُّدرةِ كالمعدوم، وأيضاً انقسموا إلى قسمين:
          القسم الأول:
          لم يجزم بذلك بل قال: (لعلهُ) .
          مثل السيد ابن طاووس (قدس سره) في ( إقبال الأعمال ) ص76 السطر السابع عشر وهو يتناول أعمال وأحداث شهر ربيع الأول ويُحاول أن يجدَ لليوم التاسع منه مخرجاً موثوقاً مُعتبراً، لكنه لم يستطع ذلك، يقول بعد الاحتمالات الأخرى ما نصه: [ فإذا كانت وفاة مولانا الحسن العسكري.. لثمانٍ خلونَ من ربيع الأول فيكون ابتداء ولاية المهدي (ع) على الأمة يوم تاسع ربيع الأول فلعلَّ تعظيم هذا اليوم يوم تاسع ربيع الأول لهذا ] .
          قالَ (قدس سره) كلمة: [تعظيم] ولم يقل (عيداً)، وحتى هذا التعظيم مبنيٌّ على [ لعله ] فلا يمكن الاعتماد عليه، وذَكَرَ السيد (قدس سره) اُموراً اُخرى سنأتي إليها ونبحثُ فيها إن شاء الله تعالى، لأننا فقط في دائرة القائلين بأنه عيدٌ لإمامة الإمام (ع) .
          وقد نقلَ العلامة الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء (قدس سره) في كتابه ( جنة المأوى ) كلام السيد ابن طاووس (قدس سره)، وعلَّق عليه مُبرراً له بتوجيهٍ غير ناهضٍ وهو ما نصه: [ وينبغي أن يتخذَهُ المؤمنون عيداً كما يتخذ الناس أيَّام جلوس ملوكهم عيداً ] .
          هل هذا دليلٌ وتوجيهٌ علميٌّ واستدلالي؟!!
          وهل هذا التبرير كافٍ لإثبات ( لعل ) ثُم لإثبات العيد؟!
          وهل ما يفعله الملوك حُجَّة يُستفاد منها استحباب العيد؟!
          ولِذا نقول: ما فائدة النصوص الشرعية بعد ذلك؟!
          القسم الثاني:
          القائل بالعيد لتنصيب الإمام (ع) من دون كلمة (لعل) وكأن الأمر مقطوعٌ به .
          مثل الإمام الشيرازي الراحل (قدس سره) في كتابه ( الدعاء والزيارة ) ص591 السطر الخامس عشر وهو يتناول أعمال وأحداث شهر ربيع الأول يقول ما نصه: [ واليوم التاسع من هذا الشهر هو أوَّلُ يومٍ من خلافة ولي الله الإمام المهدي (ع).. ويُستحبُّ اتخاذ هذا اليوم عيداً فعن الشيخ المُفيد (قدس سره) قال: وفي اليوم التاسع من هذا الشهر عيَّدَ النبي (ص) وأمرَ الناس أن يعيدوا فيه ]، ثم قال ما نصه: [ أقول: وعيَّد فيه أبو الحسن الهادي (ع) ولهذا اليوم شرح طويل من أرادهُ فليرجع إلى البحار وزاد المعاد ]، ثم قال ما نصه: [ واتفق في مثل هذا اليوم قَتلُ عمر بن الخطاب كما ورد بذلك الآثار المُعتبرة ] .
          والجواب على هذه السطور في النقاط التالية:
          النقطة الأولى:
          غير واضح من كلام الإمام الشيرازي (قدس سره) سبب العيد .
          فإن كانَ لتنصيب الإمام المهدي (ع) فذلك خِلاف ما نقله الإمام الشيرازي (قدس سره) عن المُفيد (قدس سره) لأن الشيخ المُفيد (قدس سره) لم يجعل هذا السبب -هذا إن كانَ الشيخ المُفيد قال بأنه عيد، أو ذَكَرَهُ في كتابه وسنأتي لتوضيح ذلك لاحِقاً - .
          وإن كانَ السبب من العيد ما هو مذكورٌ في ( بحار الأنوار ) و ( زاد المعاد ) كما أشارَ إليهما الإمام الشيرازي (قدس سره) فيكون السبب هلاك عُمر بن الخطاب، ولكن كلمة الإمام الشيرازي (قدس سره) [ واتَّـفَقَ ] تُشير إلى أن السبب غير هلاك عُمر.. فتأمَّل .
          فإن كانَ السبب الأول فقد بحثنا فيه وسنأتي إليه أيضاً .
          وإن كانَ السببُ الثاني فقد بحثنا فيه وسنأتي إليه أيضاً .
          النقطة الثانية:
          استندَ الإمام الشيرازي (قدس سره) في أن هذا اليوم عيد[1] على الكلام المنسـوب اشتباهاً للشيخ المُـفيـد (قدس سره) وقـد نقلـهُ العـلامة النـوري (قدس سره) في ( مُستدرك الوسائل ) والشيخ عباس القمي (قدس سره) في ( وقائع الأيام )[2] ونسبوا هذه الكلمات إلى كتاب ( مسار الشيعة ) للشيخ المُفيد (قدس سره)، وهذه الكلمات التي نُقِلت عن المُفيد (قدس سره) ليست موجودة أبداً، سواء في الطبعات القديمة أو الحديثة، وسنأتي للبحث العميق فيها إن شاء الله تعالى، لأننا نبحث في دائرة القائلين بأنه عيدٌ لتنصيب الإمام (ع) فقط، ولا نُريد الخروج عن هذه الدائرة إلاَّ إذا أتممنا جزءاً جيداً مما نُريد ذِكرهُ، حتى يبقى البحث مُبوَّبـاً ومُرتبطاً ببعضه .
          النقطة الثالثة:
          على ماذا اعتمد الإمام الشيرازي (قدس سره) في إثبات استحباب اتخاذ هذا اليوم عيداً؟! مع أنَّ سبب العيد غير حاصل كما أشرنا في العلة الأولى، وسوف نُشير إلى بطلانه في العلة الثانية أيضاً .
          النقطة الرابعة:
          اعتمد الإمام الشيرازي (قدس سره) على(بحار الأنوار) و (زاد المعاد) للعلامة المجلسي (قدس سره) وسنأتي للبحث فيهما إن شاء الله تعالى .
          النقطة الخامسة:
          قالَ الإمام الشيرازي (قدس سره) أنَّ عمر بن الخطاب قتل في اليوم التاسع من ربيع الأول وأنَّ ذلك وردَ في[ الآثار المُعتبرة ] .
          وهذا الكلام اشتباهٌ كبير، حيث لم ترد آثار مُعتبرة في ذلك، وسنأتي لتبيينها إن شاء الله تعالى .
          بل لا توجد في هذا الرأي إلاَّ رواية واحدة فقط كما قالَ صاحب ( المُراقبات ) (قدس سره) ص46 السطر ما قبلَ الأخير .
          فكيف تكون هذه الرواية الواحدة [ آثار مُعتبرة ]؟!
          وكيف تكون هذه الرواية [ آثار مُعتبرة ] ولم تُذكر في الكتب المُعتبرة إطلاقاً؟!
          عِلماً أنَّ هذه الرواية ضعيفةٌ أيضاً .
          ومتن الرواية مملوء بالخُزعبلات والمُتناقضات .
          ولا يوجد في كلماتها أي شيء يُشير إلى أنها خرجت من لسانٍ معصومٍ، وألفاظها بعيدة جداً عن أسلوب أئمتنا (ع)، وسنأتي للبحث فيها إن شاء الله تعالى .
          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
          [1]) سواء لتنصيب الإمام (ع) أو لهلاك عُمر بن الخطاب .
          [2]) وسنأتي للبحث فيما وردَ في هذين الكتابين إن شاء الله تعالى .

          تعليق


          • #6
            الوجه الثالث:
            لو سلَّمنا جدلاً بأنه من أجل تنصيب الإمام المهدي المنتظر (ع) فإن ذلك يأتي إلينا بالإشكالات التالية:
            الإشكال الأول:
            لم يثبت في الواقع ذلك .
            الإشكال الثاني:
            لم يحصل القطع باستشهاد الإمام العسكري (ع) في الثامن من ربيع الأول ليكون اليوم التاسع منه عيداً لانتقال الإمامة إلى ولده (ع).
            ولم يحصل القطع باستشهاد الإمام العسكري (ع) في شهر ربيع الأول ليكون التاسع منه عيداً أيضاً .
            فإن العُلماء ذكروا أقوالاً كثيرةً واختلفوا في تحديد اليوم والشهر الذي استشهِدَ فيه الإمام العسكري(ع) .
            ونختصر الإشارة إلى هذا الاختلاف في نقطتين:
            النقطة الأولى:
            الاختلاف في تحديد اليوم:
            يقول الشيخ الكفعمي (قدس سره) في ( المصباح ) ص676 السطر الثاني عشر وهو يتناول أعمال وأحداث ربيع الأول ما نصه: [ وفي أول يوم منه كانت وفاة العسكري (ع) ومصير الأمر إلى القائم (ع) ] .
            وفي ( مصباح المُتهجد ) لشيخ الطائفة الطوسي (قدس سره) ص550 السطر الرابع يقول وهو في بيان أعمال وأحداث شهر ربيع الأول ما نصه: [ وفي أول يوم منه كانت وفاة أبي محمد الحسن بن علي العسكري (ع) ومصير الأمر إلى القائم بالحق (ع) ] .
            وأمَّا الشيخ المُفيد (قدس سره) في ( مسار الشيعة ) فقد قالَ وهو في بيان أعمال وأحداث شهر ربيع الأول ما نصه: [ وفي اليوم الرابع منه سنة ستين ومائتين كان وفاة أبي محمد الحسن بن علي (ع).. ومصير الخلافة إلى القائم بالحق (ع) ][1].
            وقالَ المولى المحقق محمد صالح المازندراني (قدس سره) في ( شرح أصول الكافي) ج6 ص228 السطر الثامن ما نصه:[ قَتَلَ المُعتمد لعنه الله الحسن بن علي العسكري (ع) بالسم يوم الرابع من ربيع الأول سنة ستين ومائتين ] .
            وقالَ العلامة السيد عبد الله شُبر (قدس سره) في ( أحسن التقويم ) ص118 السطر الحادي عشر وهو يتناول أعمال وأحداث شهر ربيع الأول ما نصه: [ وفي اليوم الرابع منه سنة ستين ومائتين وفاة الحسن العسكري (ع) وله يومئذ ثمان وعشرون سنة وصارت الخلافة إلى القائم بالحق (ع) ] .
            وعشرات الكتب الأخرى مثلمن حياة الإمام العسكري)، ( تأريخ الدولة العباسية )، ( السيرة الطيبة )، ( نفحات من حياة المعصومين)،(الدولةالعباسية..حقائق ووثائق)، ( تحقيق في سيرة الأئمة الاثني عشر ) وغير ذلك .
            أخي القارئ: لم يحصل القطع باليوم الثامن ليكون الصياح والصراخ بالعيد في اليوم التاسع!
            عِلماً أنَّ المحقق الكبير العلامة الشيخ علي بن يونس العاملي (قدس سره) أشارَ إلى أنَّ الإمام المهدي قامَ بالإمامة في اليوم الحادي عشر من شهر ربيع الأول، وذلك في كتابه ( الصراط المُستقيم ) ج2 ص236 السطر التاسع حيث قالَ مانصه:[ وذَكَرَ محمد بن أبي جعفر أنَّ المهدي قامَ بأمر الله يوم الجمعة لأحد عشر مضت من ربيع الأول سنة ستين ومائتين سراً إلاَّ عن ثقاته وثقات أبيه وله أربع سنين وسبعة أشهر ] .
            فأينَ العيد المزعوم في اليوم التاسع لأجل إمامة الإمام (ع)؟!
            (( مالكم كيف تحكمون )).
            النقطة الثانية:
            الاختلاف في تحديد الشهر:
            يقول العلامة السيد المرتضى علم الهُدى (قدس سره) في كتابه ( عيون المُعجزات )[2] ص140 في السطر العشرين ما نصه -وهي رواية مُطوَّلة نأخذ مورد الشاهد فقط-: [..وقُبِضَ أبو محمد -العسكري(ع)- في شهر ربيع الآخر سنة ستين ومائتين ودُفِنَ بسر مَن رأى إلى جانب أبيه أبي الحسن (ع)..] .
            ونَقَلَ ذلك عن السيد المُرتضى العلامة السيد هاشم البحراني (قدس سره) في ( مدينة المعاجز ) ج5 ص105 السطر الثامن عشر .
            ونَـقَلَ ذلك عـن ( عيون المُعـجـزات ) العلامـة المجلسي (قدس سره) في (بحار الأنوار ) ج20 ص405 في السطر الحادي والعشرين .
            ونقلَ ذلك العلامة علي بن الحُسين المسعودي[3] في ( إثبات الوصيَّة ) ص233 السطر الثالث .
            ونقلَ ذلك عن ( إثبات الوصيَّة ) -مُختصراً- العلامة الحُر العاملي (قدس سره) في ( إثبات الهُداة ) ج5 ص208 السطر الأول .
            ونَقَلَ ذلك عن ( إثبات الوصيَّة ) -مُختصراً- العلامة النوري (قدس سره) في ( خاتمة المُستدرك ) ج4 ص56 السطر الثالث
            ونقلَ ذلكَ أيضاً عن (إثبات الوصيَّة) وعن (عيون المُعجزات) -مُختصراً- العالم الكبير لطف الله الصافي الكلبايكاني في ( مُنتخب الأثر ) ص345 في السطر الحادي والعشرين .
            الإشكال الثالث:
            إنَّ الإمامة انتقلت إلى الإمام المهدي (ع) في حين استشهاد الإمام العسكري (ع)،أي بعد أن فاضت روح الإمام العسكري (ع) مُباشرةً .
            فيكون يوم العيد المزعوم في الثامن من ربيعٍ الأول وليس في اليوم التاسع منه.. فتأمَّل .
            إلاَّ إذا قال قائل: بأنَّ يوم الاستشهاد لا يُحتسب!!
            وهذا لا يقول به عاقل!!
            لأنه يجب أن يُجيبَ على السؤل التالي، وهو:
            مَن هُو الإمام في الساعات المُتبقية من اليوم الثامن إلى دخول اليوم التاسع من ربيع الأول؟!!
            أم أنَّ الإمامة عُطِّلت حتى خروج شمس اليوم التاسع؟!
            الإشكال الرابع:
            بما أنَّه لم يرد نصٌّ خاص بالاحتفال لإمامة الإمام المهدي (ع) فقط واعتبار ذلك اليوم عيداً، فهذا يدعو إلى الاحتفال بإمامة كُل إمام من الأئمة (ع) .
            أي أنَّ يوم الحادي عشر من محرمٍ الحرام عيدُ إمامة الإمام علي بن الحسين (ع).
            - هذا لو سلَّمنا أنَّ الإمام (ع) لا يستلم زمام الإمامة في نفس اليوم، وأنَّ الإمام العسكري (ع) استشهِدَ في اليوم الثامن-
            واليوم الثاني والعشرين من شهر رمضان عيدُ إمامة الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (ع).
            واليوم التاسع والعشرين من شهر صفر عيدُ إمامة الإمام علي بن أبي طالب (ع).. وهكذا .
            أليست هذه فوضى؟!
            مُلاحظة: هذا باختصارٍ شديد، وسوفَ نُجيبُ على كثيرٍ من الشُّبهات المُرتبطة بالعلة الثانية في داخل البحث إن شاء الله تعالى[4].
            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
            [1]) مع مُلاحظة أن الشيخ المُفيد قالَ في ( الإرشاد ) بأنَّ الإمام العسكري (ع) توفي في الثامن من ربيع الأول، ولكن كتاب ( مسار الشيعة ) ألَّفهُ بعد كتاب ( الإرشاد ) بعشر سنين تقريباًً كما ذكره المُحقق العلامة السيد محمد باقر القزويني في ( أضواء على حياة الشيخ المُفيد )، فيكون الحاصل أنَّ هذا ناسِخٌ للآخر.. فتأمَّل .
            [2]) قالَ بعض العُلماء أنَّ هذا الكتاب للشريف المرتضى، وقالَ بعضهم بأنه للعلامة الكبير الشيخ حسين بن عبد الوهاب من أعلام القرن الخامس، ولهذا الموضوع بحث طويل لا مجال له في هذه العُجالة .
            [3]) علي بن الحُسين المسعودي صاحب (مروج الذهب)، ويُسمَّى بـ ( المسعودي ) لأنَّ نسبه ينتهي إلى الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود، ويُعتبر المسعودي من العُلماء الكبار، وقد قالَ عنه بعض عُلمائنا بأنه من عُلماء الشيعة الإماميَّة، وقالَ عنه بعض العُلماء بأنه من عُلماء العامَّة، وهذا البحث يحتاج إلى تحقيق دقيق، ولا نستطيع ذكرهُ في هذه العُجالة.
            [4]) يقول بعض الناس بأنه عيدُ ( تتويج الإمام المهدي (ع) ) وهذا خطأ، حيث أن الإمام (ع) لا يُتَوَّج بالخِلافة، بل أنَّ الخِلافة تُتَوَّج بمجيئها إلى الإمام (ع)، أي أنَّ الخلافة لا تَزيدُ الإمام (ع) شَرَفاً..فتأمَّل، وهُناك بحث استدلالي على ذلك لا مجال لذكره في هذه العُجالة.

            تعليق


            • #7
              العلة الثالثة
              يزعم بعض الناس بأنَّ سبب الاحتفال بهذا اليوم هو بمناسبة تزويج النبي (ص) بالسيد العظيمة خديجة الكبرى (ع)، وقد قالَ بذلك الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء (قدس سره) في ( جنة المأوى ) ص146 السطر الأول حيث قال مانصه: [ويُحتمل أن يكون سبب فرحة الزهراء سلام الله عليها هو أنَّ اليوم التاسع والعاشر من ربيع الأول يوم اقتران أبيها رسول الله سيد الكائنات (ص) بوالدتها البرَّة الطاهرة خديجة الكبرى (ع) ولا شك أنَّ الزهراء (ع) كانت تُظهر الفرح والسرور بذلك اليوم من كل سنة افتخاراً بذلك الشرف العظيم والخير العميم ويكون قد بقيت عادة إظهار هذا الفرح مُتوارثاً عند مواليها من الشيعة في ذلك اليوم كُل سنة، ولكن على مرور السنين جَهِلوا السبب ثُم حوَّرهُ بعض الدَّسَّاسين إلى غير وجههِ الصحيح وبقي الاسم معروفاً عندهم وهو فرحة الزهراء والسبب مجهولاً ] .
              والجواب على ذلك في الوجوه التالية:
              الوجه الأول:
              يقول الشيخ (قدس سره) بأن ( اليوم التاسع والعاشر من ربيع الأول يوم اقتران النبي (ص) بخديجة (ع) ) .
              والجواب على ذلك في الأقسام التالية:
              القسم الأول:
              بإجماع المؤرخين والعُلماء والفقهاء بأنَّ اقتران وتزويج النبي (ص) من خديجة (ع) كانَ في اليوم العاشر من ربيع الأول .
              فلماذا جاء الشيخ (قدس سره) بلفظ [ اليوم التاسع والعاشر ] ؟!
              وما الفائدة من كلمة [ التاسع ] وجعلها مقرونة بـ[ العاشر ] ؟!
              وما هي علاقة التاسع بالعاشر؟!
              لكنَّ الشيخ (قدس سره) أراد أن يردف التاسع مع العاشر لكي يُقوِّي من احتمالهِ الضعيف.. فتأمَّل .
              إلا إذا قالَ الشيخ (قدس سره) بأن اليوم التاسع اشترى فيه النبي (ص) أثاث بيته، وفي اليوم العاشر اقترنَ بخديجة (ع) فيكون الحاصل هو أنَّ مُقدِّمات الزواج زواج .
              فهذا قولُ غير العاقل؟!
              والإمام كاشف الغطاء (قدس سره) أرفع بكثير من هذه التخريفات .
              القسم الثاني:
              لم يقُل بذلك أحد من العُلماء،لا في الماضي ولا في الحاضر، فمِن أين جاء الشيخ (قدس سره) بهذا الاحتمال؟!
              عِلماً أنَّ كلام الشيخ يبقى في دائرة (الاحتمال) وليس القطع.
              فهل هذا الاحتمال يكفي لثبوت العيد؟! .
              الوجه الثاني:
              لقد استبعدَ الشيخ كاشف الغطاء (قدس سره) الاحتمالات التي ذكرها السيد الجليل ابن طاووس (قدس سره) في (الإقبال) بشأن اليوم التاسع -ومع الأسف الشديد- هو وقَعَ في نفس الحفرة .
              الوجه الثالث:
              لقدأشارَ الشيخ (قدس سره) إلى أنَّ الناس على مرِّ السنين جهِلوا السبب المذكور، ثم حوَّرهُ بعض الدسَّاسين إلى غير وجهه .
              ومعنى ذلك هو: أنَّ الذين يقولون بأنه عيدٌ لهلاك عمر بن الخطاب هؤلاء استجابوا للدَّسَّاسين، وقد شاركوا في [ حوَّرهُ ] من حيث يشعرون أو من حيث لا يشعرون .
              الوجه الرابع:
              كيف يقول الشيخ (قدس سره) أنهحوَّرهُ بعض الدَّسَّاسين عن السبب الحقيقي ووجهه الصحيح ) وهو لم يذكر وجهاً صحيحاً ولا سبباً حقيقياً؟! بل اعتمدَ على كلمة [ ويُحتمل ] .
              فكيف قالَ أنه دسٌّ وهو لم يقطع بالسبب الحقيقي؟!
              وفي المُقابل يبقى المجال مفتوحاً لغير الشيخ (قدس سره) ليأتي ويقول للشيخ (قدس سره): ( ويُحتمل أيضاً أنَّ هذا الدَّس صحيحٌ ).. وهكذا .
              أليست هذه فوضى فكريَّة؟!
              الوجه الخامس:
              يقول الشيخ: [ ولا شك أنَّ الزهراء (ع) كانت تُظهر الفرح والسرور بذلك اليوم من كل سنة افتخاراً بذلك ] .
              والجواب على ذلك في قسمين:
              القسم الأول:
              من أين قالَ الشيخ (ع): [ ولا شك ] وكأنه يقطع بذلك؟!
              ومن أي كتاب نقلَ ذلك؟!
              وفي أي خبر وردَ أنَّ الزهراء (ع) كانت تفرح كل سنة في ذكرى اقتران أبيها (ص) وأمها (ع)؟!
              وإذا لم تكن هُناك رواية، فعلى الأقل أينَ القرينة التي أخذَ منها الشيخ هذه الفائدة، بحيث يُستفاد أو يُفهم من هذه القرينة ذلك؟!
              القسم الثاني:
              إنَّ الشيخ كاشف الغطاء (قدس سره) قالَ أنَّ الاقتران كانَ في: [ اليوم التاسع والعاشر ]، ثُم قال: [ لا شك أنَّ الزهراء كانت تُظهر الفرح والسرور بذلك اليوم من كل سنة ]، وقال: [ مُتوارثاً عند مواليها من الشيعة في ذلك اليوم كل سنة ] .
              قالَ كلمة: [ بذلك اليوم ]، وقالَ كلمة: [ في ذلك اليوم ] .
              أيَّ يومٍ؟! هل هو ( التاسع ) أم ( العاشر ) ؟!
              لأنَّ الشيخ (قدس سره) قال في البداية (التاسع والعاشر)، وفيما بعد أخذَ يُشير إلى يومٍ واحدٍ فقط، فأيُّ يومٍ هو؟!
              وقالَ (قدس سره) كلمة: [ مُتوارثاً ] .
              فمن أين جاء بهذا التوارث؟! ومتى كانَ [ مُتوارثاً ]؟!
              وهل يُعقل أن [ مُتوارثاً ] تأتي من باب [ ويُحتمل ]، لأنَّ كلمة [ مُتوارثاً ] تُشير إلى [ الشُّهرة العاميَّة ] على الأقل .
              ولو كانَ [ مُتوارثاً ] لوجدنا له شيئاً في الكتب المُعتبرة أو غير المُعتبرة التي أدركت ذلك التوارث المزعوم .

              تعليق


              • #8
                نتيجة الفصل الأول:
                أخي القارئ: ما هي علَّة هذا العيد المزعوم؟!
                وعلى ماذا يتشبَّث به بعض الناس؟!
                وهل هذا التشبُّث عن عِلمٍ وفهم؟!أم أنهُ لا يُريد أن يفهم؟!
                فقد ثبتَ لنا بالدليل القاطع ما يلي:
                أنَّ العلة الأولى القائلة بهلاك عمر بن الخطاب باطلة .
                أنَّ العلة الثانية القائلة بتنصيب الإمام المهدي (ع) باطلة .
                أنَّ العلة الثالثة القائلة بتزويج النبي (ص) من خديجة (ع) باطلة.
                فما هي علَّة هذا العيد؟!
                ثُم هل هُناك عيد يختلف العُلماء في علَّته؟!
                أي هل هُناك شخص قال بأنَّ سبب عيد الغدير هو أن النبي (ص) انتهى من الحج مثلاً؟! وهكذا عيد الفطر والأضحى والجُمعة .
                مُلاحظة:هذا باختصارٍ شديد، وسوفَ نُجيب على كثيرٍ من الشُّبهات المُرتبطة بالعلَّة الثالثة في داخل البحث أيضاً .

                تعليق


                • #9
                  الفصل الثاني


                  [ كُتبٌ تحت الضوء ]

                  تعليق


                  • #10
                    الكتاب الأوَّل
                    هُناك بعض الكُتب التي تحتاج إلى تعليق وتدقيق حتى لا يفهمها كُلُّ واحدٍ على حسب مزاجه وهواه، ومن هذه الكُتب كتاب ( إقبال الأعمال ) للسيد الجليل ابن طاووس (قدس سره) فقد قال في ص76 السطر الثالث ما نصه: [ فيما نذكره من حال اليوم التاسع من ربيع الأول اعلم أن هذا اليوم وجدنا فيه رواية عظيمة الشأن ووجدنا جماعة من العجم والإخوان يُعظِّمون السرور فيه ويذكرون أنه يوم هلاك بعض من كان يهون بالله جل جلاله ورسوله ويُعاديه ولم أجد فيما تصفحتُ من الكتب إلى الآن موافقة أعتمدُ عليها للرواية التي رويناها عن ابن بابويه تغمده الله بالرضوان فإن أرادَ أحد تعظيمه مُطلقاً لسرٍّ يكون في مطاويه غير الوجه الذي ظهر فيه احتياطاً للرواية فكذا عادة ذوي الرعاية ] .
                    ثُم احتمل أنَّ سبب تعظيم هذا اليوم هيَ إمامة الإمام المهدي (ع)، وبعدها احتمل احتمالات اُخرى غير دقيقة لا حاجة لذكرها، وقد قالَ عنها كاشف الغطاء (قدس سره) في كتابه ( جنة المأوى ) ص145 السطر الخامس عشر بأنَّها: [ في غاية البُعد ] .
                    والتعليق على ما سبق في الوجوه التالية:
                    الوجه الأول:
                    يقول السيد (قدس سره): [ جماعة من العجم والأخوان يُعظِّمون السرور فيه ]، أي لم يكن من الأمور العامَّة والشاملة عند الطائفة .
                    الوجه الثاني:
                    أشارَ السيد (قدس سره) إلى أنها رواية واحِدة كما ذكرنا ذلك آنفاً، وكما قالَ صاحب (المُراقبات) (قدس سره) أيضاً، وقد أثبتَ السيد ابن طاووس (قدس سره) أنها واحدة بقوله: [ ولم أجد فيما تصفحتُ من الكُتب إلى الآن موافقة أعتمد عليها للرواية التي رويناها ] .
                    ثُم لو كانت الرواية صحيحة لاعتمدَ عليها السيد (قدس سره)، ولم يدعُ إلى تعظيم ذلك اليوم تحت ذريعة: [ لسرٍّ في مطاويه ] .
                    والدليل على ذلك أنه قال: [ غير الوجه الذي ظهر ] أي غير أنه يوم هلاك عُمر بن الخطاب، فمعنى ذلك أنَّ السيد (قدس سره) يُشير إلى عدم قبوله بالرواية ولذلك قال: [ غير الوجه الذي ظهر ].. فتأمَّل .
                    وأيضاً قال صاحب (المُراقبات) (قدس سره) في خبر اليوم التاسع من ربيع ما نصه: [ ورد فيه رواية واحدة فاخرة في كونه يوم هلاك عدو الله وفي فضله وفضل الفرح فيه وأنه يوم السرور لشيعة آل مُحمد..[1] ]، إلى أن قال: [ وإن كان لا يُساعده سائر الروايات ] .
                    أي أن هذا الخبر يتعارض مع كثير من الروايات، أو لم تتوفر روايات تأيده، وسنأتي إلى تحليل هذه الرواية فيما بعد .
                    الوجه الثالث:
                    ثُم ذكرَ السيد (قدس سره) احتمالات كثيرة ابتدأها بإمامة الإمام المهدي (ع) وقد تناولنا ذلك .
                    ثم قالَ باحتمالات اُخرى غير دقيقة وقد أوردَ الإمام كاشف الغطاء (قدس سره) في ( جنة المأوى ) ص145 السطر ما قبلَ الأخير جواباً شافياً لهذه الاحتمالات حيث قال ما نصه:[ ثُم ذكرَ[2] بعض التوجيهات
                    لاحتمال كون قتل الرجُل[3] في ربيع وكُلُّها في غاية البُعد ] .
                    الوجه الرابع:
                    كلمة السيد (قدس سره): [ ولم أجد فيما تصفحتُ من الكتب ] فيها إشارة إلى أنه بَحَثَ عن ذلك، وبحثُ السيد (قدس سره) ليس كبحث أي إنسان.. فتأمَّل .
                    الوجه الخامس:
                    لا يُستفاد من كلام السيد ابن طاووس (قدس سره) شيء لإثبات العيد المزعوم..، سواء لهلاك عُمر بن الخطاب، أو لإمامة الإمام المهدي (ع)، أو لتزويج النبي (ص) من خديجة (ع) .
                    وهُناك تعليقات اُخرى مُهمَّة سنأتي إليها أثناء البحث .
                    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                    [1]) لقد تم نفي كلام صاحب ( المراقبات ) فيما سبق، ويأتي أيضاً في داخل البحث .
                    [2]) أي السيد ابن طاووس .
                    [3]) أي عُمر بن الخطاب، وإن كانت كلمة ( الرجل ) كثيرة على عمر، لأن النبي (ص) استخدم هذه الكلمة في يوم خيبر حيث قال: ( إني لأعطين الراية غداً رجُلاً.. الحديث) فهذه الكلمة تُقال للرجال فقط، وليست لكل فرد.. فتأمَّل

                    تعليق


                    • #11
                      الكتاب الثاني
                      ( بحار الأنوار ) للعلامة المجلسي (قدس سره) وفيه أنه قال في ج13 ص398 السطر الأول ما نصه: [ ما ذُكِرَ أن مقتله كانَ في ذي الحجة وهو المشهور بين فقهائنا الإماميَّة ]، ثُم ذَكَرَ المصادر الكثيرة التي تقول بذلك، ثُم في نـفس الصفحة السطـر الحادي عشر يقـول (قدس سره) ما نصـه: [ والمشهور بين الشيعة في الأمصار والأقطار في زماننا هذا هو أنه[1] اليوم التاسع من ربيع الأول ] .
                      ثُم ذَكَرَ العلامة المجلسي (قدس سره) مصدرين فقط، الأول منسوخ بالكتاب الذي جاءبعده[2]،والثاني كتاب ( المحتضر ) وسنأتي للحديث حوله إن شاء الله تعالى، ثُم نَقَلَ المجلسي (قدس سره) الرواية الواحِدة الواردة في هذا الموضوع .
                      وتعليقاً على ما سبق نُشير باختصار إلى الوجوه التالية:
                      الوجه الأول:
                      هذه الرواية التي ذكرها المجلسي (قدس سره) قالَ عنها الإمام محمد الحسين آل كاشف الغطاء (قدس سره) في (جنة المأوى) ص145 السطر الثامن أنها: [ضعيفة]،وقال بذلك العلامة الشهيد السيد محمد علي القاضي الطباطبائي في حاشية ( جنة المأوى ) في نفس الصفحة السابقة .
                      عِلماً أنَّ راوي هذه الرواية هو أحمد بن إسحاق القمي، وعليه اعتمدَ القائل بالعيد واستحباب الغُسل والصوم في اليوم التاسع من ربيع الأول، وهُنا نُشير إلى بعض الأقسام المُهمَّة، وهي كالتالي:
                      القسم الأول:
                      أحمد بن إسحاق القمي ثقة وصدوق، ولكن روايته في الغُسل والعيد في التاسع من ربيع الأول جاءت عن طريق الشيخ الصدوق (قدس سره)، وطريق الشيخ الصدوق (قدس سره) إلى أحمد بن إسحاق مجهول، وقالَ بعضهم ضعيف.. فتأمَّل .
                      وقد أشارَ العلامة السيد محمـد جواد العامـلي (قدس سره) إلى ذلك في ( النخبة ) ج3 ص111 السطر الحادي عشر،وقالَ مانصه: [..وهذه الرواية المنسوبة للشيخ الصدوق غير مقبولة من ناحية السند ] .
                      أمَّا العلامة المحقق الشيخ محمد مهدي الكاظمي القزويني (قدس سره) في ( التراجم ) ج6 ص238 السطر السابع، فيقولَ ما نصه:[..ولم يثبت صدورها[3] من الشيخ الصدوق (قدس سره)، وطريقها مجهول ] .
                      أمَّا السيد الخوئي في ( معجم رجال الحديث ) ج2 ص55 السطر الثالث قالَ ما نصه: [ طريق الشيخ[4] إليهِ[5] ضعيف بأحمد بن محمد بن يحيى العطار، وطريق الصدوق إليه مجهول ] .
                      القسم الثاني:
                      لا يوجد مؤلف كتبَ هذه الرواية وكتبَ معها السند بالكامل، حتى العلامة المجلسي (قدس سره) في (بحار الأنوار) وحتى كتاب (المحتضر) للشيخ الحلي (قدس سره).
                      فلماذا هذا؟!
                      وسنأتي للبحث في سند الرواية إن شاء الله تعالى .
                      الوجه الثاني:
                      إنَّ الشيخ كاشف الغطاء (قدس سره) في (جنة المأوى) ص145 السطر التاسع قالَ عن الرواية أنـَّها منسوبة إلى الشيخ الصدوق (قدس سره)، أي أنَّ كاشف الغطاء (قدس سره) يحتمل أن الشيخ الصدوق (قدس سره) لم يكتبها، وقد قالَ بذلك السيد محمدجواد العاملي (قدس سره) في(النخبة)، والشيخ المحقق محمد مهدي الكاظمي القزويني (قدس سره) في ( التراجم ) كما أشرنا في القسم الأول من الوجه الأول في بحث الكتاب الثاني من هذا الفصل .
                      الوجه الثالث:
                      قالَ العلامة المجلسي (قدس سره) في ( بحار الأنوار ) ج13 ص405 السطر السابع عن كلام السيد ابن طاووس (قدس سره) ما نصه: [ ويَظهَر منه ورود رواية اُخرى عن الصادق (ع) ] .
                      وهذا الكلام غير صحيح، وغير مقبول أصلاً..، لماذا؟!
                      لأننا نقول: من أين يفهم العلامة المجلسي (قدس سره) أنَّ ظاهر كلام السيد ابن طاووس (قدس سره) يُشير إلى وجود رواية اُخرى؟!
                      عِلماً أنَّ السيد ابن طاووس (قدس سره) قالَ قبلَ ذلك أنه: [ لم أجد فيما تصفحتُ من الكتب إلى الآن موافقة أعتمد عليها للرواية ] .
                      وقد أشرنا سابقاً إلى أنَّ العُلماء قالوا بأنها رواية واحدة فقط.
                      فكيف يفهم العلامة المجلسي (قدس سره) بأنَّ الظاهر من كلام السيد ابن طاووس (قدس سره) أنه يُشير إلى وجود رواية اُخرى؟!
                      الوجه الرابع:
                      إنَّ العلامة المجلسي (قدس سره)في (بحارالأنوار) ج13 ص405 السطر الحادي عشر ابتكرَ واخترعَ شيئاً وهو: أنه يُحاول أن يُثيرَ في عقولِ الناس بأنَّ هناك بين العُلماء اختلافاً كبيراً وواضحاً في مسألة تحديد يوم هلاك عُمر بن الخطاب،وكأنَّ ذلكَ ليس من ابتكاراتهِ واختراعاته (قدس سره).
                      ثُم قالَ وهو يردُّ على الشيء الذي ابتكرهُ: أنَّ ذلك وارد كما أنَّ هُناك اختلافاً في يوم استشهاد النبي الأعظم (ص).
                      فهل يُعقل ذلك من عالمٍ كبيرٍ كالعلامة المجلسي (قدس سره)؟!
                      والجواب على ذلك في الأقسام التالية:
                      القسم الأول:
                      قالَ العلامة المجلسي (قدس سره) في ( زاد المعاد ) ص253 السطر الثالث ما نصه: [ اعلم أنَّ بين عُلماء العامة والخاصة خِلافاً في تأريخ وفاة ابن الخطاب والأشهر بين الفريقين أنَّ قتله كانَ في اليـوم السادس
                      والعشرين من شهر ذي الحجة ] .
                      وقالَ (قدس سره) في (بحار الأنوار) ج13 ص398 السطر الأول ما نصه: [ ما ذكر أن مقتلَه كانَ في ذي الحجة وهو المشهور بين فقهائنا الإماميَّة ] .
                      وقالَ المجلسي (قدس سره) في ( الاختيارات ) ص32 السطر السابع عشر وهو يتناول أحداث ربيع الأول ما نصه: [ وفي التاسع منه قضى الخليفة الثاني، وهذا يُناقض ما أورده أرباب السير والتواريخ عن أن وفاة الخليفة الثاني كانت في الرابع من ذي الحجة[6] ] .

                      تعليق


                      • #12
                        وهُنا نقول:
                        إذا كانت أرباب السير والتواريخ اجتمعوا على هذا الرأي..
                        واجتمعَ معهم المشهور بين فقهاء الإماميَّة..
                        واجتمعَ معهم الأشهر بينَ الفريقين..
                        وهذا كله قالَه العلامة المجلسي (قدس سره).
                        فما هو الاختلاف الذي أشارَ إليه في كتابهِ ( زاد المعاد ) وكتابه الآخر ( بحار الأنوار )؟!
                        أم أن العلامة المجلسي (قدس سره) يرى أنه لو أنَّ عالِمين قالا قولاً .
                        وفي المُقابل هُناك مئة عالِم قالوا قولاً آخر .
                        فهل هذا عند العلامة المجلسي (قدس سره) يُسمَّى اختلافاً؟!
                        أم إجماعاً ؟! أم شُهرةً ؟!
                        وما هي الوسيلة الكُبرى لتحقق الطمأنينة؟!
                        ولماذا تركَ العلامة المجلسي رأي المشهور؟!
                        ولماذا تمسَّكَ بالرأي اليتيم الشَّاذ؟!
                        وهل هذا التصرُّف مما تعارفَ عليه العُلماء؟!
                        وماذا تعني كلمة ( المشهور ) عند العُلماء؟!
                        أوليس إذا أرادَ أحدٌ مُخالفة المشهور عليه أن يقف على روايةٍ مُعتبرةٍ صحيحةٍ ليحصل بها على درجةٍ مُعيَّنةٍ من الطمأنينة؟!
                        أم أنَّ الوسيلة للحصول على الطمأنينة تأتي بمُخالفة المشهور، والاعتماد على روايةٍ ضعيفة تحتوي على متنٍ مخالفٍ لأصول المذهب؟!
                        القسم الثاني:
                        أمَّا التبرير الذي قاله العلامة المجلسي(قدس سره) من أنَّ يوم وفاة النبي (ص) اختلفوا فيه فلا غرابة إذا اختلفوا في يوم هلاك عمر بن الخطاب.
                        هذا التبرير غير صحيح إطلاقاً .
                        ثُمَّ.. هل هذه القرينة تُعتبر قرينة ناهضة؟!
                        وهل هذا المثال مُنطبق على التاسع من ربيع؟!
                        هذا إن كانَ هناك اختلافٌ .
                        ثُم نقول للعلامة المجلسي (قدس سره): لا يوجد بعد النبي (ص) عيدٌ منصوصٌ عليه حتى تقول بأنهم اختلفوا في يوم وفاته .
                        أي أنَّ العُلماء حتى لو اختلفوا في يوم استشهاد النبي (ص) فإن ذلك لا يترتب عليه محذور أبداً، لأنَّ بعد النبي (ص) لايوجد ( عيد )!
                        لأنه لو كانَ هُناك عيدٌ منصوصٌ عليه لما اختلفَ العُلماء في يوم استشهاد النبي (ص)، لأنَّ مُلازمة العيد ليوم شهادة النبي (ص) تُحافظ على قطعيَّة يوم استشهاد النبي (ص)،كعيد الفطر والأضحى والجمعة والغدير .
                        فهل هُناك عالِم واحد قالَ بأن عيد الفطر في الخامس من شهر شوال مثلاً؟! أو أن عيد الأضحى في السادس من ذي الحجة؟!!
                        ليس من المعقول ما قاله العلامة المجلسي (قدس سره).
                        إلا إذا كانَ رأي العلامة المجلسي (قدس سره) بأن بعد وفاة النبي (ص) عيداً لأنَّ الإمام علي (ع) استلمَ زمام الأمور كما أنَّ يوم استلام الإمام المهدي (ع) زمام الأمور عيدٌ..
                        فهذا الكلام لا يقول به عاقل على الإطلاق .
                        لأنه بما أنه لم يرد نصٌّ بعيدِ إمامة الإمام المهدي (ع)، فليس هناك مانع من أن نجعلَ لكُلِّ إمامة إمام عيد!!
                        أليست هذه فوضى صريحة؟!
                        والعلامة المجلسي (قدس سره) أكبر بكثير من أن يقول هذا الكلام .
                        الوجه الخامس:
                        قال العلامة المجلسي (قدس سره) في ( بحار الأنوار ) ج22 ص459 السطر الأخير تعليقاً حولَ أن الشيخ المُفيد (قدس سره) قالَ في (مسار الشيعة) بأن هلاك عُمر بن الخطاب كانَ في يوم الاثنين، وعلَّقَ المجلسي (قدس سره) على كلام المُفيد قائلاً ما نصه: [ بل الضوابط الحسابيَّة على نحو ما مرَّ تدلُّ على أنه غير خارج[7] عن الثلاثاء والأربعاء ] .
                        والجواب على ذلك في الأقسام التالية:
                        القسم الأول:
                        لم يذكر الشيخ المُفيد (قدس سره) في ( مسار الشيعة ) ذلك، سواء في الطبعات الجديدة أم القديمة التي في سنة 1322هـ .
                        القسم الثاني:
                        أن يكون في يوم الاثنين أو الثلاثاء أو السبت لا يجعله يخرج من شهر ذي الحجة ولا يُوجبُ التكذيب والبطلان، وهذا ليس دليلاً نافِعاً لتأكيد ما يراه المجلسي (قدس سره) صحيحاً، ولا يترتب على الاثنين أو الأحد أو الأربعاء أوغيرها محذور كما يترتب على تأريخ اليوم نفسه.
                        القسم الثالث:
                        هل نفذت كُل مُحاولات العلامة المجلسي لكي يلجأ إلى هذا الكلام البارد، ويُبيِّن أنه في الاثنين أو الأربعاء أو السبت أو غيرها؟!
                        وهذا دليلٌ على أنَّ مُحاولاتهُ باءت بالفشل .
                        الوجه السادس:
                        نَقلَ العلامة المجلسي (قدس سره) في ( بحار الأنوار ) ج40 ص230 السطر الثالث عشر كلاماً قالَ بأنه للسيد ابن طاووس (قدس سره) في كتابٍ له باسم ( زوائد الفوائد ) وهو ما نصه: [ ووجدنا فيما تصفحنا من الكتب عدَّة روايات موافقة لها[8]، فاعتمدنا عليها فينبغي تعظيم هذا اليوم المُشار إليه وإظهار السرور فيه مُطلقاً لسرٍّ يكون في مطاويه على الوجه الذي ظهر احتياطاً للروايات فيستحب أن يُسمَّى ذلك اليوم يوم العيد مجازاً ] .
                        ومُعالجةً لهذه الشبهة نُشير إلى الأقسام التالية:
                        القسم الأول:
                        بمراجعة كُتب التراجم والرجال يتبيَّن لنا أنَّ السيد ابن طاووس (قدس سره) لا يوجد عنده كتاب بهذا الاسم .
                        وهُناك الكثير من الكتب التي تناولت تراجم العُلماء ومؤلفاتهم سواء المخطوط منها أو المطبوع،وذَكروا مع بعض الكُتب سنة التأليف، فلم يذكروا هذا الكتاب في ترجمة ابن طاووس (قدس سره) إطلاقاً .
                        ويمكن للقارئ الكريم أن يُراجع ما كتبه السيد محسن الأمين (قدس سره) في موسوعتهِ المشهورة ( أعيان الشيعة ) ج13 ص6 السطر الخامس ترجمة رقم 8587 فقد أحصى مؤلفات السيد ابن طاووس (قدس سره)المخطوط منها والمطبوع فبلغت 48 مؤلفاً، ولم يذكر أنَّ هُناك كتاباً للسيد (قدس سره) اسمه ( زوائد الفوائد ) .
                        وأيضاً عبد الحسين المجيدي الذي حَـقَّقَ كتاب (فلاح السائل) لابن طاووس (قدس سره) ذَكرَ في مُقدمة الكتاب ص21 السطر الأول ترجمة مُفصَّلة ومُحققة عن حياة ومؤلفات السيد الجليل ابن طاووس (قدس سره)، وفي ص34 السطر الأول ذكرَ مؤلفاته وقد أضافَ إليها بعض الرسائل الصغيرة فكانَ عدد المؤلفات 59 مؤلفاً، ولم يذكر من ضمنها كتاباً اسمه ( زوائد الفوائد ) .
                        عِلماً أن السيد محسن الأمين (قدس سره) حين أحصى مؤلفات السيد ابن طاووس (قدس سره) جعل الرسائل الصغيرة من ضمن المؤلفات الكبيرة لأنها طُبعت معها في كتابٍ واحد، وأمَّا الرسائل التي لم تُطبع جعلَ لها عنواناً خاصاً.. فتأمَّل .
                        وأيضاً راجع التحقيق الذي كتبه الشيخ محمد الحسون في مُقدمة كتاب ( كشف المحجة لثمرة المُهجة ) لابن طاووس (قدس سره) ص19 السطر الأول وذكر مؤلفاته ص27 السطر الرابع عشر ولم يذكر أنَّ للسيد (قدس سره) كتاباً اسمه ( زوائد الفوائد ) .
                        وأيضاً راجع التحقيق الذي كتبه السيد علي عاشور في مُقدمة كتاب ( الطرائف ) لابن طاووس (قدس سره) ج1 ص7 السطر الأول وقد تناولَ مؤلفات السيد (قدس سره) في ص10 السطر العاشر ولم يذكر أنَّ للسيدv كتاباً اسمه ( زوائد الفوائد ) .
                        وأيضاً راجع التحقيق الدقيق والرائع عن حياة السيد ابن طاووس (قدس سره) ومؤلفاته الذي كتبه السيد محمد باقر القزويني (قدس سره) في كتابه ( السيد ابن طاووس (قدس سره) ) ج2 ص112 السطر السابع فقد قالَ ما نصه: [.. ولم يثبت أن للسيد ابن طاووس صاحب ( الإقبال ) كتاباً اسمه ( زوائد الفوائد ).. وربما هو من تأليف نجلهِ.. وربما كانَ هُناك تشابه في الأسماء..] .
                        وعشرات الكُتب الأخرى كُلها لم تذكر أن للسيد ابن طاووس (قدس سره) كتاباً اسمه ( زوائد الفوائد ) فتأمل .
                        وهُنا مُلاحظة: جاء في التحقيق الذي كتبه فارس تبريزيان الحسون في مُقدمة كتاب ( سعد السعود ) لابن طاووس (قدس سره) ص97 السطر الأول وهو يتناول مؤلفات ابن طاووس (قدس سره) ذكرَ منها ( زوائد الفوائد ) ثُمَّ علَّقَ قائلاً في السطر الثاني من هامش هذه الصفحة ما نصه: [ وتردَّدَ البعض في كون هذا الكتاب من مؤلفات السيد ابن طاووس، لأنَّ علياً ولد السيد ابن طاووس له كتاب (الزوائد والفوائد) ومنه نسخة في مكتبة جامعة طهران منسوبة لعلي ابن السيد ابن طاووس ] .
                        عِلماً أنَّ العلامة المجلسي (قدس سره) في (بحار الأنوار) ج 13ص398 السطر الثاني عشر نسبَ الكتاب إلى نجل السيد ابن طاووس (قدس سره)، وفي ج40 ص227 السطر العشرون نسبَ الكتاب إلى السيد ابن طاووس نفسه.. فتأمَّل .
                        وقال الشيخ محمود درياب المُحقق لكتاب ( بحار الأنوار ) ج40 في هامش ص230 السطر الأول من الهامش ما نصه: [ لم نعثر على كتاب زوائد الفوائد هذا ] ؟! .
                        ولهذا الموضوع بحثٌ وتحقيقٌ طويلٌ نتركه لضيق المجال ومُراعاةً للاختصار، ولأننا لسنا بحاجةٍ إليه في هذا البحث .
                        القسم الثاني:
                        لو سلَّمنا جدلاً أنَّ هُناك كتاباً اسمه ( زوائد الفوائد ) لابن طاووس (قدس سره) فإننا نقول:
                        إنَّ آخر مؤلفات السيد ابن طاووس (قدس سره) هي كالتالي:
                        كتاب ( كشف المحجة ) حيث ألفه في سنة 649هـ .
                        بعده ألَّفَ ( سعد السعود ) في سنة 651هـ .
                        بعده ألَّفَ ( إقبال الأعمال ) في بداية سنة 656هـ .
                        بعده ألَّفَ ( الملاحم والفتن ) في عامي 662هـ و 663هـ .
                        بعدها توفي سنة 664هـ .
                        أي أنَّ الذي ذكرناهُ من كتاب ( إقبال الأعمال ) يُعتبر ناسِخاً لِما كانَ قبله من الكُتب .
                        أي أنَّ ما جاء في ( زاوئد الفوائد ) منسوخٌ بما جاء في ( إقبال الأعمال ).. فتأمَّل، وهذا هو المعروف عند أصحاب التحقيق والعقل السليم، وفي هذا الميدان نضرب للقارئ الكريم مثالاً رائعاً حتى يتبيَّن له القصد:
                        تعرَّضَ السيد ابن طاووس (قدس سره) في كتابه ( اللهوف في قتلى الطفوف ) ص114 السطر الثامن لمسألة أربعين الإمام الحُسين (ع) في العشرين من شهر صفر ومجيء السبايا إلى كربلاء والالتقاء بجابر بن عبد الله الأنصاري .
                        وأمَّا في كتابه (ع) الآخر ( إقبال الأعمال ) استبعدَ حدوث ذلك إطلاقاً وذكَرَ كلاماً طويلاً في ذلك .
                        وإذا نظرنا بعين العِلمِ والمعرفة نجد أنَّ كتاب ( اللهوف ) ألَّفه (قدس سره) في أيَّام شبابه، وكتاب ( الإقبال ) ألَّفه قبل وفاته بتسع سنين تقريباً، فيكون ما في ( الإقبال ) ناسِخاً لِما في ( اللهوف )، مع مُلاحظة أنَّ ( اللهوف ) كتبهُ في أيَّام الشباب، و ( الإقبال ) في أيَّام المشيب،أي أنَّ السيد ابن طاووس (قدس سره) صارَ أكثر نضوجاً ودقةً وتحقيقاً واستدلالاً، وقد ذكر هذه المُلاحظة العلامة النوري (قدس سره) في ( اللؤلؤ والمرجان ) فراجع، ولسنا الآن بصدد الكلام حولَ الأربعين، ولسنا بصدد النفي أو الإثبات لمسألة الأربعين، كلا.. ولكن ذكرنا ذلك من باب المثال فقط وفقط[9].
                        مُلاحظة: سُنجيب على كثيرٍ من الشُّبهات التي وردت في الكتاب الثاني ( بحار الأنوار ) أثناء البحث، لأننا الآن نكتفي بما ذكرناه بخصوص الكلام في دائرة الكتاب الثاني فقط .
                        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                        [1]) أي هلاك عُمر بن الخطاب .
                        [2]) هذا إن كانَ هناك كتاب ثُم نُسِخ، وسنأتي للبحث في هذا الكتاب إنشاء الله تعالى في الوجه السادس من بحث الكتاب الثاني في هذا الفصل .
                        [3]) أي الرواية .
                        [4]) أي الشيخ الطوسي.
                        [5]) أي إلى أحمد بن إسحاق القمي .
                        [6]) ولا أُريد الاهتمام باليوم الذي ذكره العلامة المجلسي في ذي الحجة .
                        [7]) أي يوم هلاك عمر بن الخطاب .
                        [8]) أي لرواية أحمد بن إسحاق القائلة بهلاك عُمر بن الخطاب في التاسع من ربيع الأول.
                        [9]) وحولَ بحث الأربعين راجع كتاب ( اللؤلؤ والمرجان ) للعلامة النوري ص180 السطر الثالث عشر، ولا يكفي أن يقرأ الإنسان هذا الكتاب، بل عليه أن يقرأ الكُتب المُعتبرة الأخرى أيضاً لكي يقف على الرأي الأقوى استدلالاً

                        تعليق


                        • #13
                          الكتاب الثالث
                          ( زاد المعاد ) للعلامة المجلسي (قدس سره) وقد ذكرَ فيه كثيراً مما ذكره في ( بحار الأنوار )، وسوف نتناول ما قاله فقط في ( زاد المعاد ) من دون تكرار ما ذكره في ( بحار الأنوار ) .
                          والتعليق على ما ورد في (زاد المعاد) يدور في الوجوه التالية:
                          الوجه الأول:
                          قالَ العلامة المجلسي (قدس سره) في ( زاد المعاد ) ص253 السطر السادس ما نصه: [ ويظهر من الكتب المُعتبرة وكما هو مشهورٌ الآن بين عوام الشيعة أنَّ قتله كانَ في اليوم التاسع من ربيع الأول ] .
                          والجواب على ذلك في الأقسام التالية:
                          القسم الأول:
                          يقول العلامة المجلسي (قدس سره): [ ويظهر من الكتب المُعتبرة ]، ولم يَذكر منها شيئاً، ثُم لماذا كلمة [ يظهر ]؟!
                          القسم الثاني:
                          ويقول (قدس سره): [ وكما هو مشهورٌ الآن بين عوام الشيعة ]، وقد قالَ في ( بحار الأنوار ) و ( الاختيارات ) أن مشهور فقهاء الإماميَّة وأرباب السير والتواريخ قد قالوا أنه في ذي الحجة .
                          وهُنا يقول: [ مشهور الآن بين عوام الشيعة ]، ويذهب المجلسي مع رأي العوام ويترك الرأي المشهور عند الفقهاء والمؤرخين .
                          عِلماً أن كتاب ( الاختيارات ) ألَّفهُ بعد ( بحار الأنوار ) حتى لا يقول قائل بأنه منسوخٌ[1] .
                          القسم الثالث:
                          إنَّ المشهور عند العوام لا يقوم مقام المشهور عند العلماء والفقهاء والمؤرخين .
                          القسم الرابع:
                          الذي يقرأ ( بحار الأنوار ) كامِلاً يُلاحظ أنَّ العلامة المجلسي (قدس سره) دائماً يستخدم مثل هذا الأسلوب من دون تبيين ما يُريد تبيينه، ودائماً يُشير إلى أن الشيء الفلاني مشهورٌ في الكتب المُعتبرة، وإذا بحثنا عنه في الكتب المُعتبرة لا نجدهُ إطلاقاً، أو على الأقل نجدهُ في واحد أو اثنين وأمَّا عشرات الكتب الأخرى فلا نجد فيها شيئاً، أو نجد فيها نقيض ذلك تماماً .
                          ولا أدري ماذا يقصد من ذلك حقيقةً ؟! والله أعلم .
                          الوجه الثاني:
                          ويقول المجلسي (قدس سره) في ( زاد المعاد )ص 253 السطر الثامن ما نصه: [ وقد أشار السيد الأجل علي بن طاووس في كتاب ( الإقبال ) إلى أن ابن بابويه نقل رواية عن الإمام الصادق في أنَّ مقتله كانَ في التاسع من ربيع الأول ويُفهم من نقله أن الشيخ الصدوق كانَ يعتقد بذلك ].
                          ولو راجعنا كلام السيد ابن طاووس (قدس سره) نرى أن كلام العلامة المجلسي (قدس سره) غير دقيق، والصحيح أنه لا يُفهم من نقلهِ ذلك، لأنه لو كانَ يُفهم منه ذلك لالتزم هو بذلك، ويُمكن للقارئ الكريم أن يُراجع ( الإقبال ) ليرى إنْ كانَ كلام المجلسي (قدس سره) صحيحاً أم لا .
                          الوجه الثالث:
                          ويقول المجلسي (قدس سره) في ( زاد المعاد ) ص258 السطر الثامن ما نصه: [ ربما أخفى العامةُ[2] ذلك[3] من أجل رفع شماتة الشيعة ] .
                          والجواب على ذلك في الأقسام التالية:
                          القسم الأول:
                          فما هي مصلحة عُلمائنا وفقهائنا أيُّها العلامة المجلسي، حيث أنهم يقولون بأنَّ عمر هلك في شهر ذي الحجة كما ذكرنا ذلك في العلة الأولى من الفصل الأول؟!
                          القسم الثاني:
                          ما الفائدة في تغيير الوقت؟! لأنَّ ذلك لا يُلغي الشماتة لأنها ستنتقل من ربيع الأول إلى ذي الحجة .
                          القسم الثالث:
                          كلمة ( ربما ) هل هي واقفة على دليل؟!
                          وما هو تفصيل هذا الإخفاء -إن كانَ موجوداً أصلاً-؟!
                          الوجه الرابع:
                          الذي يقرأ كتاب ( زاد المعاد ) من ص253 السطر الثاني إلى ص258 السطر السابع عشر بعين العِلم والمعرفة، وبعقليَّة التحقيق والتدقيق يُدرك تضارب أقوال العلامة المجلسي (قدس سره)،والبراهين الضعيفة التي قالَ بها، مما حدا به إلى أن يلجأ إلى قاعِدة ( التسامح في أدلة السنن ) من أجلِ أن يجد لنفسه مخرجاً علمياً يخرج به من الدوَّامة التي وضَعَ نفسه فيها، ثُم ذَكَرَ مخارج اُخرى لا نحتاج إلى ذكرها .
                          نقول: هل من العِلم والعقل أن نجعل هُناك قانوناً وعيداً على أساسِ روايةٍ مطويَّةٍ تحت شعار ( التسامح في أدلّة السنن ) وكُلُّنا نعرف مواصفات هذه الرواية التي تُوضع في سلَّة ( التسامح )؟!
                          ثُم أنَّ ( التسامح ) يأتي في السُّنن، وأمَّا نصُّ ( العيد ) فعليه نصوصٌ واضحةٌ ومتواترةٌ وصريحةٌ وصحيحةٌ كما هو الحال في عيد الفطر والأضحى والجمعة والغدير .
                          فهل رواية عيد الغدير مأخوذة من باب ( التسامح ) أم أنها مأخوذة من باب النصوص الشرعيَّة الثابتة الصحيحة والصريحة؟!
                          عِلماً أنَّ قاعِدة ( التسامح ) لا يقول بها كُل العُلماء .
                          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                          [1]) عِلماً أنَّ كتاب ( الاختيارات ) اسمه الكامل ( الاختيارات في كل ما يتعلَّق بأحوال الكائنات )، وطبع باسمٍ آخر وهو ( اختيارات الأيام ) .
                          [2]) أي السُّنة .
                          [3]) أي أخفوا بأنَّ هلاك عمر في التاسع من ربيع الأول .

                          تعليق


                          • #14
                            الكتاب الرابع
                            ( المُحْتَضَر ) للشيخ حسن الحلي (قدس سره)، لم يأتِ بشيءٍ سِوى رواية أحمد بن إسحاق الضعيفة،وقد أشرنا إليها، وسنأتي للبحث فيها إن شاء الله تعالى

                            تعليق


                            • #15
                              الكتاب الخامس والسادس
                              (مُستدرك الوسائل) للعلامةالنوري (قدس سره) ج2ص522 السطر الثاني عشر يقول - اشتباهاً - مانصه:[ قلت: قال الشيخ المُفيد في كتاب ( مسار الشيعة ): وفي اليوم التاسع منه، يعني: ربيع الأول يوم العيد الكبير وله شرح كبير في غير هذا الموضع وعيَّد فيه النبي وأمر الناس أن يعيدوا فيه ]، وقال النوري بعد ذلك ما نصه: [ وفيه إشارة إلى اعتبار الخبر المذكور ] .
                              وأمَّا الكتاب السادس فهو ( وقائع الأيام ) للشيخ عباس القمي (قدس سره) ص222 السطر الأخير قالَ - اشتباهاً - مانصه: [ نقلَ الشيخ المُفيد في ( مسار الشيعة ) هذا يوم عيد كبير وهو عيد البقر وقد اتخذ رسول الله هذا اليوم عيداً وأمر الناس بأن يتخذوه عيداً أيضاً ] .
                              والتعليق على ما سبق نختصرهُ في الوجوه التالية:
                              الوجه الأول:
                              لقد اختلفَ ما نقله العلامة النوري (قدس سره) عن الذي نقله الشيخ عباس القمي (قدس سره)، فأي واحدٍ منهما يُعتبر كلام الشيخ المُفيد (قدس سره) حقيقةً ؟! ثُم لماذا اختلف النقل والألفاظ ؟!
                              الوجه الثاني:
                              إنَّ ما نقلوهُ ليسَ موجوداً في كتاب ( مسار الشيعة ) إطلاقاً، سواء في الطبعات القديمة لسنة 1322هـ أم الحديثة .
                              وقد قالَ مُحقق كتاب ( مُستدرك الوسائل ) في السطر الرابع من هامش ص522 ما نصه: [ لم نجده في النسخة المطبوعة ضمن كتاب "مجموعة نفيسة" ] .
                              وأيضاً قال مُحقق كتاب ( وقائع الأيام ) في السطر الأول من هامش ص222 ما نصه: [ لا وجود له في كتاب ( مسار الشيعة ) الطبعة القديمة والطبعة الحديثة لعله حُذف منه ] .
                              وإن كانَ محذوفاً كما يقول مُحقق ( وقائع الأيام ) - وهذا بعيد جداً - فهذا كلامٌ خطيرٌ جداً على المذهب وعلى كُتبنا، وسنأتي للبحث في هذا الموضوع وبيان الخطر من ذلك .
                              الوجه الثالث:
                              إنَّ العلامة النوري (قدس سره) توفي سنة 1320هـ..
                              والشيخ عباس القمي (قدس سره) توفي سنة 1359هـ..[1]
                              والشيخ يعقوب الحولاوي (قدس سره) توفي سنة 1358هـ..
                              أي أنَّ الشيخ الحولاوي (قدس سره) كانَ موجوداً في عصر الشيخ النوري (قدس سره) والشيخ القمي (قدس سره).
                              وقد قالَ الحولاوي (قدس سره) في كتابه ( أعمال السنة ) ص234 السطر الأول وهو يتناول أعمال وأحداث ربيع الأول ما نصه: [..ولم يتعرَّض الشيخ المُفيد (قدس سره) في ( مسار الشيعة ) لليوم التاسع منه[2] ] !!
                              فمن أين نقلَ النوري (قدس سره) والقمي (قدس سره)؟!
                              ومن أين نقلَ الحولاوي (قدس سره)؟!
                              وكلام الحولاوي (قدس سره) مُطابق لما جاء في كتاب ( مسار الشيعة ) للشيخ المُفيد (قدس سره) الموجود بين الأيدي الآن .
                              ثُم.. لو كانَ صحيحاً أنَّ الشيخ المُفيد قال بما قاله النوري والقمي لَنقَـلَـهُ المجلسي في ( البحار )، لأنه ممن يتبنَّى هذا الرأي، وقد حاول الاستدلال عليه بمختلف الوسائل كما أشرنا إلى ذلك سابقاً .
                              الوجه الرابع:
                              هُناك الكثير من العُلماء نقلوا عن الشيخ المُفيد (قدس سره) في ( مسار الشيعة ) نقيض ما نقله العلامة النوري (قدس سره) والشيخ القمي (قدس سره) تماماً .
                              بل وقالوا بأنَّ الشيخ المُفيد (قدس سره) حَقَّقَ في ( مسار الشيعة ) حول نقيض ما ذكره العلامة النوري (قدس سره) والشيخ القمي (قدس سره) تماماً، وقد ذكرنا بعضاً منها في الفصل الأول من هذا الكتاب فراجع .
                              الوجه الخامس:
                              ربما يقول قائل: إنما نقله العلامة النوري (قدس سره) والشيخ القمي (قدس سره)صحيحٌ،ولكنه حُذف من كتاب (مسار الشيعة) للشيخ المُفيد (قدس سره) بسبب المحذور الذي كان موجوداً في ذلك الزمان .
                              نقول: الجواب على هذا الاشتباه في الأقسام التالية:
                              القسم الأول:
                              وبعد ارتفاع المحذور لماذا لم يتم إرجاع المحذوف والتنبيه عليه أو الإشارة إليه؟! وما هي دوافع وطبيعة هذا المحذور الذي لم يتعرَّض إليه أحد، ولم تتم الإشارة إليه أصلاً ؟!
                              القسم الثاني:
                              أيُّ محذورٍ هذا؟!
                              إنَّ في ( مسار الشيعة ) كلمات اُخرى تُشير إلى أنه لم يكن هُناك محذورٌ قط، وإلاَّ لكانَ مصيرها الحذف، ولقد أشرنا إليها في الوجه الثاني من العلة الأولى في الفصل الأول .
                              القسم الثالث:
                              إذا كانَ محذوفاً بسبب المحذورات المزعومة فكيف لا يعلم العُلماء الذينَ نقلوا عن المُفيد (قدس سره) ذلك، ويحتاطونَ في النقل لأنَّ هُناك سطوراً محذوفة من أجل أمرٍ محذور ؟!
                              القسم الرابع:
                              لو كانَت هذه السطور محذوفةً بعد العلامة النوري (قدس سره) والشيخ القمي (قدس سره)،فماذا نُسمي ما نقله العلامة الحولاوي (قدس سره) في ( أعمال السنة) وهو في نفس العصر الذي عاشَ فيه النوري (قدس سره) والقمي (قدس سره)؟!
                              القسم الخامس:
                              وإذا كانَ الحذف والزيادة في كُتب العُلماء بهذه السهولة ومن دون إشارةٍ وتنبيه وتنويه فمعنى ذلك أنَّ هُناك تلاعُباً كبيراً وكثيراً في كُتبنا من دون أن نشعر، وكيف نثق بعد ذلك بأنَّ سطراً واحِداً لم يشمله قانون الحذف أو الزيادة، وهذا الكلام خطيرٌ جداً على المذهب -إن ثبت ذلك-، فعلى العاقل أن يُحاسب نفسه قبل أن يتفوَّه بهذا الكلام الخطير جداً .
                              وهل الحذف من كُتبنا بهذه السهولة؟!!
                              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                              [1]) عِلماً أنَّ الشيخ عباس القمي يُعتبر من أبرز تلامذة العلامة النوري .
                              [2]) أي من شهر ربيع الأول .

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X