الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله الطاهرين المنتجبين
مثالب عثمان بن عفان
1- تقديم بني أمية على سائر الناس
من أولى المسائل التي جعلت الناس تنقم على عثمان كان توليته أقاربه من بني أمية على رقاب العباد بعد عزله كبار الصحابة عن الولايات وقد أقر عثمان نفسه بهذا الأمر كما في الخبر التالي
مسند أحمد - (ج 1 / ص 417)
حدثنا عبد الصمد حدثنا القاسم يعني ابن الفضل حدثنا عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد قال دعا عثمان رضي الله عنه ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم عمار بن ياسر فقال إني سائلكم وإني أحب أن تصدقوني نشدتكم الله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤثر قريشا على سائر الناس ويؤثر بني هاشم على سائر قريش فسكت القوم فقال عثمان رضي الله عنه لو أن بيدي مفاتيح الجنة لأعطيتها بني أمية حتى يدخلوا من عند آخرهم فبعث إلى طلحة والزبير فقال عثمان رضي الله عنه ألا أحدثكما عنه يعني عمارا أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذا بيدي نتمشى في البطحاء حتى أتى على أبيه وأمه وعليه يعذبون فقال أبو عمار يا رسول الله الدهر هكذا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اصبر ثم قال اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت
وهذا إسناد قوي رجاله ثقات
وفي الحديث بتر ظاهر قد أبانته رواية ابن شبة في تاريخه
تاريخ المدينة - (ج 3 / ص 1098)
حدثنا القاسم بن الفضيل قال، حدثني عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد قال: دعا عثمان رضي الله عنه ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم عمار فقال: إني سائلكم، أنشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤثر قريشا على سائر الناس ويؤثر بني هاشم على سائر قريش ؟ فسكت القوم، فقال: لو أن مفاتيح الجنة في يدي لاعطيتها بني أمية حتى يدخلوا من عند آخرهم، والله لاعطينهم ولاستعملنهم على رغم أنف من رغم. فقال عمار: على رغم أنفي ؟ قال: على رغم أنفك. قال: وأنف أبي بكر وعمر ؟ فغضب عثمان رضي الله عنه فوثب إليه فوطئه وطأ شديدا، فأجفله الناس عنه، ثم بعث إلى بني أمية فقال: أيا أخابث خلق الله أغضبتموني على هذا الرجل حتى أراني قد أهلكته وهلكت. فبعث إلى طلحة والزبير فقال: ما كان نوالي إذ قال لي ما قال إلا إن أقول له مثل ما قال، وما كان لي على قسره من سبيل، اذهبا إلى هذا الرجل فخيراه بين ثلاث، بين أن يقتص أو يأخذ أرشا أو يعفو. فقال: والله لا أقبل منها واحدة حتى ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشكوه إليه. فأتوا عثمان. فقال: سأحدثكم عنه، كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذا بيدي بالبطحاء فأتى على أبيه وأمه وعليه وهم يعذبون، فقال أبوه: يا رسول الله أكل الدهر هكذا ؟ قال: قال: اصبر ياسر: اللهم اغفر لآل ياسر، وقد فعلت
وقد أخرج الرواية العقيلي في ضعفائه ومن المضحك أنه أعلها بعبد الله بن عبد القدوس مع أنها أتت من طريق آخر ليس فيه عبد الله بن عبد القدوس كما في المسند وتاريخ المدينة
الضعفاء الكبير للعقيلي - (ج 4 / ص 334)
ومن حديثه ما حدثناه إبراهيم بن الحسين القومسي قال : حدثنا محمد بن حميد قال : حدثنا عبد الله بن عبد القدوس ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن سالم بن أبي الجعد قال : خطب عثمان بن عفان على الناس فقال : إنكم قد عرفتم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعطي بني هاشم ويؤثرهم ، وإني والله لو ملكت مفاتيح الجنة لجعلتها في بني أمية ، وقد ملكت مفاتيح الدنيا وسأعطيهم على رغم أنف من رغم فذكر الحديث . ليس له أصل ، ولا يعرف إلا به ، أو من هو في مثل حاله ومذهبه
وخلط عثمان بين بني هاشم وبني أمية خلط خاطئ
فبنو هاشم شرفهم الله وكرمهم ولم يكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعطيهم دون وجه حق
أما عثمان فعطاؤه وتقديمه لبني أمية كان دون وجه حق كما سيأتي إن شاء الله تعالى
2- نفي أبي ذر إلى الربذة وتكذيبه
كانت مسألة نفي الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري إلى الربذة من أشهر مثالب عثمان وكان لا بد للقوم من إيجاد مخرج لعثمان منها فزعموا أن أبا ذر هو من طلب خروجه للربذة زورا وبهتانا بل الثابت أن عثمان هو من أخرجه والأحاديث الصحيحة تشهد بذلك
ورووا في ذلك خبرا مكذوبا أسندوه إلى أم ذر زوجة أبي ذر
تاريخ الإسلام للذهبي - (ج 1 / ص 437)
حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، قالت أم ذر: والله ما سير عثمان أبا ذر - تعني إلى الربذة - ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: " إذا بلغ البناء سلعاً فاخرج منها " .
ومن أوائل من دافع عن عثمان في ذلك كان الحافظ ابن عساكر في تاريخه حيث قال
تاريخ دمشق - (ج 66 / ص 202)
قال الحافظ أبو القاسم رحمه الله ولم يسير عثمان أبا ذر لكنه خرج هو إلى الربذة لما تخوف من الفتنة التي حذره النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فلما خرج عقيب ما جرى بينه وبين أمير المؤمنين عثمان ظن أنه هو الذي أخرجه
وهذا تكذيب للحديث النبوي الصحيح
مسند أحمد - (ج 56 / ص 117)
حدثنا هاشم قال ثنا عبد الحميد قال ثنا شهر قال حدثتني أسماء بنت يزيد أن أبا ذر الغفاري كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فإذا فرغ من خدمته آوى إلى المسجد فكان هو بيته يضطجع فيه فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ليلة فوجد أبا ذر نائما منجدلا في المسجد فنكته رسول الله صلى الله عليه وسلم برجله حتى استوى جالسا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أراك نائما قال أبو ذر يا رسول الله فأين أنام هل لي من بيت غيره فجلس إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له كيف أنت إذا أخرجوك منه قال إذن ألحق بالشام فإن الشام أرض الهجرة وأرض المحشر وأرض الأنبياء فأكون رجلا من أهلها قال له كيف أنت إذا أخرجوك من الشام قال إذن أرجع إليه فيكون هو بيتي ومنزلي قال له كيف أنت إذا أخرجوك منه الثانية قال إذن آخذ سيفي فأقاتل عني حتى أموت قال فكشر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأثبته بيده قال أدلك على خير من ذلك قال بلى بأبي أنت وأمي يا نبي الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تنقاد لهم حيث قادوك وتنساق لهم حيث ساقوك حتى تلقاني وأنت على ذلك
مسند أحمد - (ج 43 / ص 295)
حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا الحكم بن نافع أبو اليمان أخبرنا إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن أبي حسين عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي ذر قال كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم ثم آتي المسجد إذا أنا فرغت من عملي فأضطجع فيه فأتاني النبي صلى الله عليه وسلم يوما وأنا مضطجع فغمزني برجله فاستويت جالسا فقال لي يا أبا ذر كيف تصنع إذا أخرجت منها فقلت أرجع إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وإلى بيتي قال فكيف تصنع إذا أخرجت فقلت إذن آخذ بسيفي فأضرب به من يخرجني فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يده على منكبي فقال غفرا يا أبا ذر ثلاثا بل تنقاد معهم حيث قادوك وتنساق معهم حيث ساقوك ولو عبدا أسود قال أبو ذر فلما نفيت إلى الربذة أقيمت الصلاة فتقدم رجل أسود كان فيها على نعم الصدقة فلما رآني أخذ ليرجع وليقدمني فقلت كما أنت بل أنقاد لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
والإسناد الأول قوي وله شاهد في مصنف عبد الرزاق
مصنف عبد الرزاق - (ج 2 / ص 381)
عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي ذر : مالي أراك لقابقا ؟ كيف بك إذا أخرجوك من المدينة ؟ قال : آتى الارض المقدسة قال : فكيف بك إذا أخرجوك منها ؟ قال : آتي المدينة قال : فكيف بك إذا أخرجوك منها ؟ قال : آخذ سيفي فأضرب به قال : فلا ، ولكن اسمع وأطع ، وإن كان عبدا أسود قال : فلما خرج أبو ذر إلى الربذة وجد بها غلام لعثمان أسود فأذن وأقام ثم قال : تقدم يا أبا ذر ! قال : لا ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أسمع وأطيع وإن كان عبدا أسود ، قال : فتقدم فصلى خلفه.
وهذا إسناد قوي أيضا
ومن المعلوم أن لفظ " أخرجت " و " أخرجوك " دالة على الإكراه والقهر لا على التسليم والطواعية
والأخبار الدالة على ما جرى بين عثمان وأبي ذكر كثيرة نذكر منها :
جامع معمر بن راشد - (ج 4 / ص 76)
أخبرنا عبد الرزاق ، قال أخبرنا معمر ، عن أبي إسحاق ، قال : جاء أبو ذر إلى عثمان فعاب عليه شيئا ، ثم قام فجاء علي معتمدا على عصا حتى وقف على عثمان ، فقال له عثمان : ما تأمرنا في هذا الكتاب [كذا] على الله وعلى رسوله ؟ فقال علي : « أنزله منزلة مؤمن آل فرعون ( إن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم ) ، فقال له عثمان : اسكت ، في فيك التراب ، فقال علي : » بل في فيك التراب ، استأمرتنا فأمرناك «
وهذا إسناد قوي مرسل و " الكتاب " تصحيف وصحيح " الكذاب " كما هو واضح من السياق ولما في الأوائل للعسكري
الأوائل للعسكري - (ج 1 / ص 55)
أخبرنا أبو القاسم، عن العقدي، عن أبي جعفر، عن أبي الحسن، عن أبي عبد الرحمن العجلاني وعيسى بن يزيد قالا: أنبأنا بعض أهل العلم، عن رجل من بني غفار قال: بينا أنا عند معاوية أحدثه، غضب، ولم أر شيئاً أغضبه، ثم قال لرجل: عجل علي بأبي ذر، فلم ألبث أن طلع، فإذا رجل طويل مشتمل بكساء، فما سلم حتى جلس، فقال يا معاوية: لم بعثت إلي؟ قال: بلغني أنك تطعن في أمير المؤمنين عثمان، وهو إمامك، قال: هو طعن على نفسه، قال: أما والله لولا أن أبده - أو لفظ هذا معناه - أمير المؤمنين بما لا أدري، أيوافقه أم لا؟ لكنت أول أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أضرب عنقه، قال: قاتلك الله يا معاوية! تراقب عثمان ولا تراقب الله؟ ألا أحدثك حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فاسترخت عينا معاوية وأذناه، وقال: حدثني. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ويح أمتي من أعين الأمي، يراوح بين منكبيه، يخرج بمن اتبعه من أهله حتى يوردهم نار جهنم، فسيرتطم ويرتطمون " . كأنك هو ولا أدري، فقام معاوية، فدخل، وخرج أبو ذر، فلحقته، فسلمت عليه، فتجهمني، فانتسبت له، فرد علي السلام، وكتب معاوية إلى عثمان، يخبره أن أبا ذر يطعن عليه، فكتب عثمان يأمره بحمله إليه، فحمله على قتب، تحته مسح، وخرجت معه، فكنت ألقي تحته ردائي، فقرحت فخذاه، وقدمنا المدينة، فلما دخل على عثمان قال
لا أنعم الله لقين عينا ... أحد ولا عساه فينادمنا
تحية السخط إذا التقينا ...
فقال أبو ذر: وما قين؟ والله ما سمتنيه أمي ولا أبي، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رآني رحب بي، وأدنى مجلسي. قال عثمان: اجلس. ألم يبلغني أنك تقول: ما أحب أن أكون في صلاح عمر بن الخطاب؟ قال: وإن قلته فمه أسلمت كما أسلم، وهاجرت كما هاجر، وأنا على يقين من نفسي، وشك من غيري، فقال عثمان: ما ترون في أبي ذر؟ ودخل علي عليه السلام، وعليه عمامة بيضاء، فقال: لم أرسلت إليّ؟ قال لأمر أبي ذر؟ قال: فلو ما تركتموه كمؤمن آل فرعون. إن كان كاذباً فعليه كذبه، فقال عثمان لعلي: بفيك التراب. قال: بل بفيك قبلى، ثم خرج فمكث الناس أياماً، ثم دخل أبو ذر وبين يدي عثمان مال، فقال: ما ترون في رجل إذا زكى ماله؟ هل عليه غيره؟ قال كعب الأحبار: لا ليس عليه شيء. فقال أبو ذر: متى كانت الفتيا إليك يا ابن اليهودية؟ بل عليه أن يصل رحمه، ويتقي الله ربه، فقال عثمان: عن بلدنا، قال: إلى الشام؟ قال: لا. قال: فمكة؟ قال: لا. قال: فهو التغريب بعد الهجرة، فخرج إلى الربذة ومعه علي يشيعه، فاقبل مروان يسير حتى أدخل راحلته بين راحلتيهما ليسمع ما يقولان، فضرب على وجه راحلته، وأعلم عثمان، فلام علياً، فقال: إن كان أغضبك أني ضربت وجه راحلته فهذا وجه راحلتي فاضربوها، أقام أبو ذر بالربذة حتى مات رضي الله عنه.
تاريخ المدينة - (ج 3 / ص 1039)
حدثنا أحمد بن عيسى قال، حدثنا عبد الله بن وهب قال، أخبرني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم: أن عثمان رضي الله عنه أرسل إلى أبي ذر وهو بالشام، فلما أتاه قال: إيذن لي يا أمير المؤمنين أتكلم، قال: اجلس، ثم أعادها عليه، فقال له: اجلس، ثم أعادها الثالثة فقال يا أمير المؤمنين إيذن لي فو الله لا أقول إلا خيرا. قال: تكلم. قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كيف بك يا أبا ذر إذا أخرجت ؟ فبكيت فقلت: فأين تأمرني يا رسول الله ؟ قال: ها هنا، وأشار نحو الشام، وإن أمر عليك عبد أسود مجدع فاسمع له وأطع
وهذا إسناد قوي رجاله ثقات
المطالب العالية للحافظ ابن حجر العسقلاني - (ج 11 / ص 420)
وقال أحمد بن منيع : ثنا يزيد بن هارون ، أنا محمد بن عمرو ، عن أبي عمرو بن حماس ، عن مالك بن أوس ، قال : كنت أسمع بأبي ذر ، فلم يكن أحد أحب إلي أن أراه وألقاه منه ، « فكتب إليه عثمان أن يقدم عليه ، فكتب إليه معاوية : إن كان لك بالشام وأهله حاجة ، فأخرج أبا ذر ، فإنه قد ثقل الناس عندي ، فقدم أبو ذر وتصايح الناس : هذا أبو ذر ، هذا أبو ذر فخرجت أنظر إليه فيمن ينظر ، فدخل المسجد ، وعثمان فيه ، فأتى سارية ، فصلى عندها ركعتين ، ثم أتى عثمان ، فسلم عليه ، فما سبه ولا أنبه ، فقال عثمان : أين كنت يوم أغير على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : كنت على البئر أستسقي ثم رفع أبو ذر بصوته الأشد ، فقرأ : والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها إلى قوله : ما كنتم تكنزون فأمره عثمان أن يخرج إلى الربذة »
تاريخ دمشق - (ج 1 / ص 147)
أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور وأنا حاضرة أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي نا وهب بن بقية أنا خالد عن داود بن أبي هند عن أبي حرب عن عمه عن أبي ذر قال بينا أنا نائم في المسجد خرج علي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وضربني برجله فقال ألا اراك نائما فيه قلت يا رسول الله غلبتني عيني قال فكيف تصنع إذا أخرجوك منها قال قلت ألحق بأرض الشام فإنها أرض محشر والأرض المقدسة قال فكيف تصنع إذا أخرجوك منها قلت أرجع إلى مهاجري قال فكيف تصنع إذا أخرجوك منه قلت آخذ سيفي فأضرب به قال فلا تصنع خيرا من ذلك وأقرب تسمع وتطيع وتنساق معهم حيث ساقوك قال أبو ذر والله لألقين الله وأنا سامع مطيع
وهذا إسناد قوي رواته ثقات أثبات
مصنف ابن أبي شيبة - (ج 8 / ص 692)
عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن أبيه عن أبي يعلى عن ابن الحنفية قال : قال علي : لو سيرني عثمان إلى صرار لسمعت له وأطعت.
وهذا إسناد قوي والتسيير دال على الإكراه
مصنف ابن أبي شيبة - (ج 8 / ص 692)
قال وحدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع قال حدثنا الاعمش عن ميمون بن مهران عن عبد الله بن سيدان عن أبي ذر قال : لو أمرني أن أمشي على رأسي لمشيت.
تاريخ الإسلام للذهبي - (ج 1 / ص 437)
الأعمش، عن ميمون بن مهران، عن عبد الله بن سيدان، عن أبي ذر قال: لو أمرتني أن أحبو لحبوت ما استطعت.
تاريخ الإسلام للذهبي - (ج 1 / ص 437)
جعفر بن برقان، عن ثابت بن الحجاج، عن عبد الله بن سيدان قال: تناجى عثمان وأبو ذر حتى ارتفعت أصواتهما، ثم انصرف أبو ذر مبتسماً وقال: سامع مطيع ولو أمرني أن آتي عدن. وأمره أن يخرج إلى الربذة.
أنساب الأشراف - (ج 2 / ص 274)
وقال الواقدي في بعض إسناده: خطب عثمان في بعض أيامه فقال له جهجاه بن سعيد الغفاري: يا عثمان أنزل ندرعك عباءةً ونحملك على شارف من الأبل إلى جبل الدخان كما سيرت خيار الناس، فقال له عثمان: قبحك الله وقبح ما جئت به، وكان جهجاهٌ متغيظاً على عثمان، فلما كان يوم الدار دخل عليه ومعه عصاً كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحضر بها فكسرها على ركبته، فوقعت فيها الأكلة.
وقد أقر ابن قتيبة بتسيير أبي ذر حيث قال في كتابه المعارف
المعارف - (ج 1 / ص 57)
أبو ذر الغفاري رضي الله عنه
نسبه
قال أبو اليقظان: اسمه جندب بن السكن. ولقبه برير، قال: وحدثني أبو الخطاب، قال: حدثنا أبو عتاب سهل بن حماد، قال: حدثنا عمر بن ثابت عن ابن إسحاق عن حفص بن المعتمر، قال: جئت وأبو ذر آخذ بحلقة باب الكعبة وهو يقول أنا أبو ذر الغفاري من لم يعرفني فأنا جندب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا " ، وهو من غفار، وغفار قبيلة من كنانة، وهو غفار بن مليك بن ضمرة بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة، وأسلم رجع إلى بلاد قومه فأقام حت مضت هذه المشاهد، ثم قدم المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عثمان سيره إلى الربذة فمات بها سنة اثنتين وثلاثين وليس له عقب. وعبد الله الصامت بن أخي ذر ويكنى أبا نصر.
__________
كما ذكرنا أعلاه أن التسيير والإخراج تدلان على الإكراه والجبر
نذكر من معاجم اللغة ما يدل على ذلك
لسان العرب - (ج 4 / ص 389)
وسَيَّرَهُ من بلده أَخرجه وأَجلاه
الصحاح في اللغة - (ج 1 / ص 342)
وسَيَّرَهُ من بلده، أي أخرجَهُ وأَجْلاهُ.
3- إتمام عثمان الصلاة بمنى
من المتواتر أن عثمان أتم الصلاة في منى وأن عددا من الصحابة أنكروا عليه ذلك
موطأ مالك - (ج 3 / ص 233)
و حدثني يحيى عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الصلاة الرباعية بمنى ركعتين وأن أبا بكر صلاها بمنى ركعتين وأن عمر بن الخطاب صلاها بمنى ركعتين وأن عثمان صلاها بمنى ركعتين شطر إمارته ثم أتمها بعد
وهذا إسناد قوي
سنن أبي داود - (ج 5 / ص 324)
حدثنا مسدد أن أبا معاوية وحفص بن غياث حدثاه وحديث أبي معاوية أتم عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد قال صلى عثمان بمنى أربعا فقال عبد الله صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين ومع أبي بكر ركعتين ومع عمر ركعتين زاد عن حفص ومع عثمان صدرا من إمارته ثم أتمها زاد من ها هنا عن أبي معاوية ثم تفرقت بكم الطرق فلوددت أن لي من أربع ركعات ركعتين متقبلتين قال الأعمش فحدثني معاوية بن قرة عن أشياخه أن عبد الله صلى أربعا قال فقيل له عبت على عثمان ثم صليت أربعا قال الخلاف شر
وهذا إسناد قوي
مصنف ابن أبي شيبة - (ج 2 / ص 338)
حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن زيد قال صلى عثمان بمنى أربعا فقال عبد الله صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم بمنى ركعتين ومع أبي بكر ركعتين ومع عمر ركعتين ثم تفرقت بكم الطرق ولوددت أن لي من أربع ركعات ركعتين متقلبتين.
وهذا قوي أيضا
مسند أحمد - (ج 25 / ص 67)
حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة عن بكير بن الأشج عن محمد بن عبد الله بن أبي سليم عن أنس بن مالك قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة بمنى ركعتين وصلاها أبو بكر بمنى ركعتين وصلاها عمر بمنى ركعتين وصلاها عثمان بن عفان بمنى ركعتين أربع سنين ثم أتمها بعد
مسند أحمد - (ج 34 / ص 217)
حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثنا يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد قال لما قدم علينا معاوية حاجا قدمنا معه مكة قال فصلى بنا الظهر ركعتين ثم انصرف إلى دار الندوة قال وكان عثمان حين أتم الصلاة إذا قدم مكة صلى بها الظهر والعصر والعشاء الآخرة أربعا أربعا فإذا خرج إلى منى وعرفات قصر الصلاة فإذا فرغ من الحج وأقام بمنى أتم الصلاة حتى يخرج من مكة فلما صلى بنا الظهر ركعتين نهض إليه مروان بن الحكم وعمرو بن عثمان فقالا له ما عاب أحد ابن عمك بأقبح ما عبته به فقال لهما وما ذاك قال فقالا له ألم تعلم أنه أتم الصلاة بمكة قال فقال لهما ويحكما وهل كان غير ما صنعت قد صليتهما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما قالا فإن ابن عمك قد كان أتمها وإن خلافك إياه له عيب قال فخرج معاوية إلى العصر فصلاها بنا أربعا
وهذا إسناد قوي حسنه شعيب الأرناؤوط في هامش المسند
مصنف ابن أبي شيبة - (ج 2 / ص 338)
حدثنا ابن علية عن علي بن زيد عن أبي نضرة قال مر عمران بن حصين في مجلسنا فقام إليه فتى من القوم فسأله عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج والغزو والعمرة فجاء فوقف علينا فقال أما هذا سألني عن أمر فأردت أن تسمعوه أو كما قال قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يصل إلا ركعتين حتى رجع إلى المدينة وحججت معه فلم يصل إلا ركعتين حتى رجع إلى المدينة وشهدت معه الفتح فأقام بمكة ثمان عشرة ليلة لا يصلي إلا ركعتين يقول لاهل البلد : " صلوا أربعا فإنا سفر " واعتمرت معه ثلاث عمر لا يصلي إلا ركعتين وحججت مع أبي بكر وغزوت فلم يصل إلا ركعتين حتى رجع إلى المدينة وحججت مع عمر حجات فلم يصل إلا ركعتين حتى رجع إلى المدينة وحججت مع عثمان سبع سنين من إمارته لا يصلي إلا ركعتين ثم صلى بمنى أربعا.
السنن الكبرى للنسائي - (ج 1 / ص 587)
أخبرنا محمد بن سلمة قال نا بن وهب عن يونس عن بن شهاب قال حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى ركعتين وصلاها أبو بكر ركعتين وصلاها عمر ركعتين وصلاها عثمان صدرا من خلافته ركعتين
وهذا إسناد قوي أيضا
تاريخ الرسل والملوك - (ج 2 / ص 437)
فذكر الواقدي، عن عمر بن صالح بن نافع، عن صالح مولى التوءمة، قال: سمعت ابن عباس يقول: إن أول ما تكلم الناس في عثمان ظاهرا أنه صلى بالناس بمنى في ولايته ركعتين؛ حتى إذا كانت السنة السادسة أتمها، فعاب ذلك غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ وتكلم في ذلك من يريد أن يكثرعليه؛ حتى جاءه علي فيمن جاءه، فقال: والله ما حدث أمر ولا قدم عهد؛ ولقد عهدت نبيك صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتين. ثم أبا بكر، ثم عمر، وأنت صدرا من ولايتك، فما أدري ما ترجع إليه! فقال: رأي رأيته.
تاريخ الرسل والملوك - (ج 2 / ص 437)
قال الواقدي: وحدثني داود بن خالد، عن عبد الملك بن عمرو بن أبي سفيان الثقفي، عن عمه، قال: صلى عثمان بالناس بمنى أربعا، فأتى آت عبد الرحمن بن عوف، فقال: هل لك في أخيك؟ قد صلى بالناس أربعا! فصلى عبد الرحمن بن عوف بأصحابه ركعتين؛ ثم خرج حتى دخل على عثمان، فقال له: ألم تصل في هذا المكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين؟ قال: بلى، قال: أفلم تصل مع أبي بكر ركعتين؟ قال: بلى، قال: ألم تصل مع عمر ركعتين؟ قال: بلى، قال: ألم تصل صدرا من خلافتك ركعتين؟ قال: بلى، قال: فاسمع مني يا أبا محمد؛ إني أخبرت أن بعض من حج من أهل اليمن وجفاة الناس قد قالوا في عامنا الماضي: إن الصلاة للمقيم ركعتان، هذا إمامكم عثمان يصلي ركعتين، وقد اتخذت بمكة أهلا، فرأيت أن أصلي أربعا لخوف ما أخاف على الناس؛ وأخرى قد اتخذت بها زوجة، ولي بالطائف مال؛ فربمااطلعته فأقمت فيه بعد الصدر. فقال عبد الرحمن ابن عوف: ما من هذا شيء لك فيه عذر؛ أما قولك: اتخذت أهلا، فزوجتك بالمدينة تخرج بها إذا شئت وتقدم بها إذا شئت؛ إنما تسكن بسكناك. وأما قولك: ولي مال بالطائف؛ فإن بينك وبين الطائف مسيرة ثلاث ليال وأنت لست من أهل الطائف. وأما قولك: يرجع من حج من أهل اليمن وغيرهم فيقولون : هذا إمامكم عثمان يصلى ركعتين وهومقيم؛ فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عليه الوحي والناس يومئذ الإسلام فيهم قليل؛ ثم أبو بكر مثل ذلك، ثم عمر، فضرب الإسلام بجرانه، فصلى بهم عمر حتى مات ركعتين، فقال عثمان: هذا رأي رأيته. قال: فخرج عبد الرحمن فلقى ابن مسعود، فقال: أبا محمد، غير ما يعلم؟ قال: لا، قال: فما أصنع؟ قال: اعمل أنت بما تعلم؛ فقال ابن مسعود: الخلاف شر؛ قد بلغني أنه صلى أربعا فصليت بأصحابي أربعا، فقال عبد الرحمن بن عوف: قد بلغني أنه صلى أربعا فصليت بأصحابي أربعا، فقال عبد الرحمن بن عوف: قد بلغني أنه صلى أربعا، فصليت بأصحابي ركعتين، وأما الآن فسوف يكون الذي تقول - يعني نصلي معه أربعا.
تهذيب الآثار للطبري - (ج 1 / ص 346)
حدثنا تميم بن المنتصر الواسطي ، حدثنا إسحاق الأزرق ، عن شريك ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن داود بن أبي عاصم ، قال : دخلت على عبد الله بن عمر وهو بمنى ، فسألته عن الصلاة ، فقال : « صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين ، ومع أبي بكر ركعتين ، ومع عثمان ست سنين ركعتين . قال : قلت له : فكيف تصنع ؟ قال : أما إذا صليت وحدي فأصلي ركعتين ، وإذا صليت معهم فكما يصلون »
البحر الزخار - مسند البزار - (ج 5 / ص 45)
حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة ، قال : نا عبيد الله بن موسى ، قال : نا إسرائيل ، عن جابر ، عن عبد الرحمن بن الأسود ، عن أبيه ، عن عبد الله قال : « صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المكان ركعتين » ، ثم إن الصلاة أقيمت ، فصلى خلف عثمان أربعا ؛ فقلت : أنسيت ، قال : لا ، ولكن الخلاف شر
نقول تعليقا على قول ابن مسعود " الخلاف شر "
ولكن خلاف الله ورسوله أشر
والأخبار في ذلك كثيرة جدا
وقد حاول بعض المدافعين عن عثمان أن يحلوا هذا الإشكال فقالوا أنه اتخذها وطنا
سنن أبي داود - (ج 5 / ص 324)
حدثنا هناد بن السري عن أبي الأحوص عن المغيرة عن إبراهيم قال إن عثمان صلى أربعا لأنه اتخذها وطنا
والرد على ذلك ظاهر فلو كان عثمان قد اتخذها وطنا لما ساغ للصحابة أن يعيبوا عليه
وقد رد بذلك البيهقي فقال في معرفة السنن نقلا عن الشافعي
معرفة السنن والآثار للبيهقي - (ج 4 / ص 473)
وروى يونس ، عن الزهري قال : « لما اتخذ عثمان الأموال بالطائف ، وأراد أن يقيم بها صلى أربعا » وروى مغيرة ، عن إبراهيم قال : « إن عثمان صلى أربعا ؛ لأنه اتخذها وطنا » ، وكل هذا مدخول ؛ لأنه لو كان إتمامه لهذا المعنى لما خفي ذلك على سائر الصحابة ، ولما أنكروا عليه ترك السنة
وحق لابن كثير أن يستشكل فعل عثمان حيث قال في تاريخه
البداية والنهاية - (ج 3 / ص 145)
فأما ما ثبت في صحيح البخاري عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: فرضت الصلاة أول ما فرضت ركعتين فأقرت صلاة السفر وزيد في صلاة الحضر .
وكذا رواه الاوزاعي عن الزهري، ورواه الشعبي عن مسروق عنها وهذا مشكل من جهة أن عائشة كانت تتم الصلاة في السفر، وكذا عثمان بن عفان
مثالب عثمان بن عفان
1- تقديم بني أمية على سائر الناس
من أولى المسائل التي جعلت الناس تنقم على عثمان كان توليته أقاربه من بني أمية على رقاب العباد بعد عزله كبار الصحابة عن الولايات وقد أقر عثمان نفسه بهذا الأمر كما في الخبر التالي
مسند أحمد - (ج 1 / ص 417)
حدثنا عبد الصمد حدثنا القاسم يعني ابن الفضل حدثنا عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد قال دعا عثمان رضي الله عنه ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم عمار بن ياسر فقال إني سائلكم وإني أحب أن تصدقوني نشدتكم الله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤثر قريشا على سائر الناس ويؤثر بني هاشم على سائر قريش فسكت القوم فقال عثمان رضي الله عنه لو أن بيدي مفاتيح الجنة لأعطيتها بني أمية حتى يدخلوا من عند آخرهم فبعث إلى طلحة والزبير فقال عثمان رضي الله عنه ألا أحدثكما عنه يعني عمارا أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذا بيدي نتمشى في البطحاء حتى أتى على أبيه وأمه وعليه يعذبون فقال أبو عمار يا رسول الله الدهر هكذا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اصبر ثم قال اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت
وهذا إسناد قوي رجاله ثقات
وفي الحديث بتر ظاهر قد أبانته رواية ابن شبة في تاريخه
تاريخ المدينة - (ج 3 / ص 1098)
حدثنا القاسم بن الفضيل قال، حدثني عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد قال: دعا عثمان رضي الله عنه ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم عمار فقال: إني سائلكم، أنشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤثر قريشا على سائر الناس ويؤثر بني هاشم على سائر قريش ؟ فسكت القوم، فقال: لو أن مفاتيح الجنة في يدي لاعطيتها بني أمية حتى يدخلوا من عند آخرهم، والله لاعطينهم ولاستعملنهم على رغم أنف من رغم. فقال عمار: على رغم أنفي ؟ قال: على رغم أنفك. قال: وأنف أبي بكر وعمر ؟ فغضب عثمان رضي الله عنه فوثب إليه فوطئه وطأ شديدا، فأجفله الناس عنه، ثم بعث إلى بني أمية فقال: أيا أخابث خلق الله أغضبتموني على هذا الرجل حتى أراني قد أهلكته وهلكت. فبعث إلى طلحة والزبير فقال: ما كان نوالي إذ قال لي ما قال إلا إن أقول له مثل ما قال، وما كان لي على قسره من سبيل، اذهبا إلى هذا الرجل فخيراه بين ثلاث، بين أن يقتص أو يأخذ أرشا أو يعفو. فقال: والله لا أقبل منها واحدة حتى ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشكوه إليه. فأتوا عثمان. فقال: سأحدثكم عنه، كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذا بيدي بالبطحاء فأتى على أبيه وأمه وعليه وهم يعذبون، فقال أبوه: يا رسول الله أكل الدهر هكذا ؟ قال: قال: اصبر ياسر: اللهم اغفر لآل ياسر، وقد فعلت
وقد أخرج الرواية العقيلي في ضعفائه ومن المضحك أنه أعلها بعبد الله بن عبد القدوس مع أنها أتت من طريق آخر ليس فيه عبد الله بن عبد القدوس كما في المسند وتاريخ المدينة
الضعفاء الكبير للعقيلي - (ج 4 / ص 334)
ومن حديثه ما حدثناه إبراهيم بن الحسين القومسي قال : حدثنا محمد بن حميد قال : حدثنا عبد الله بن عبد القدوس ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن سالم بن أبي الجعد قال : خطب عثمان بن عفان على الناس فقال : إنكم قد عرفتم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعطي بني هاشم ويؤثرهم ، وإني والله لو ملكت مفاتيح الجنة لجعلتها في بني أمية ، وقد ملكت مفاتيح الدنيا وسأعطيهم على رغم أنف من رغم فذكر الحديث . ليس له أصل ، ولا يعرف إلا به ، أو من هو في مثل حاله ومذهبه
وخلط عثمان بين بني هاشم وبني أمية خلط خاطئ
فبنو هاشم شرفهم الله وكرمهم ولم يكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعطيهم دون وجه حق
أما عثمان فعطاؤه وتقديمه لبني أمية كان دون وجه حق كما سيأتي إن شاء الله تعالى
2- نفي أبي ذر إلى الربذة وتكذيبه
كانت مسألة نفي الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري إلى الربذة من أشهر مثالب عثمان وكان لا بد للقوم من إيجاد مخرج لعثمان منها فزعموا أن أبا ذر هو من طلب خروجه للربذة زورا وبهتانا بل الثابت أن عثمان هو من أخرجه والأحاديث الصحيحة تشهد بذلك
ورووا في ذلك خبرا مكذوبا أسندوه إلى أم ذر زوجة أبي ذر
تاريخ الإسلام للذهبي - (ج 1 / ص 437)
حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، قالت أم ذر: والله ما سير عثمان أبا ذر - تعني إلى الربذة - ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: " إذا بلغ البناء سلعاً فاخرج منها " .
ومن أوائل من دافع عن عثمان في ذلك كان الحافظ ابن عساكر في تاريخه حيث قال
تاريخ دمشق - (ج 66 / ص 202)
قال الحافظ أبو القاسم رحمه الله ولم يسير عثمان أبا ذر لكنه خرج هو إلى الربذة لما تخوف من الفتنة التي حذره النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فلما خرج عقيب ما جرى بينه وبين أمير المؤمنين عثمان ظن أنه هو الذي أخرجه
وهذا تكذيب للحديث النبوي الصحيح
مسند أحمد - (ج 56 / ص 117)
حدثنا هاشم قال ثنا عبد الحميد قال ثنا شهر قال حدثتني أسماء بنت يزيد أن أبا ذر الغفاري كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فإذا فرغ من خدمته آوى إلى المسجد فكان هو بيته يضطجع فيه فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ليلة فوجد أبا ذر نائما منجدلا في المسجد فنكته رسول الله صلى الله عليه وسلم برجله حتى استوى جالسا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أراك نائما قال أبو ذر يا رسول الله فأين أنام هل لي من بيت غيره فجلس إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له كيف أنت إذا أخرجوك منه قال إذن ألحق بالشام فإن الشام أرض الهجرة وأرض المحشر وأرض الأنبياء فأكون رجلا من أهلها قال له كيف أنت إذا أخرجوك من الشام قال إذن أرجع إليه فيكون هو بيتي ومنزلي قال له كيف أنت إذا أخرجوك منه الثانية قال إذن آخذ سيفي فأقاتل عني حتى أموت قال فكشر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأثبته بيده قال أدلك على خير من ذلك قال بلى بأبي أنت وأمي يا نبي الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تنقاد لهم حيث قادوك وتنساق لهم حيث ساقوك حتى تلقاني وأنت على ذلك
مسند أحمد - (ج 43 / ص 295)
حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا الحكم بن نافع أبو اليمان أخبرنا إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن أبي حسين عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي ذر قال كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم ثم آتي المسجد إذا أنا فرغت من عملي فأضطجع فيه فأتاني النبي صلى الله عليه وسلم يوما وأنا مضطجع فغمزني برجله فاستويت جالسا فقال لي يا أبا ذر كيف تصنع إذا أخرجت منها فقلت أرجع إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وإلى بيتي قال فكيف تصنع إذا أخرجت فقلت إذن آخذ بسيفي فأضرب به من يخرجني فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يده على منكبي فقال غفرا يا أبا ذر ثلاثا بل تنقاد معهم حيث قادوك وتنساق معهم حيث ساقوك ولو عبدا أسود قال أبو ذر فلما نفيت إلى الربذة أقيمت الصلاة فتقدم رجل أسود كان فيها على نعم الصدقة فلما رآني أخذ ليرجع وليقدمني فقلت كما أنت بل أنقاد لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
والإسناد الأول قوي وله شاهد في مصنف عبد الرزاق
مصنف عبد الرزاق - (ج 2 / ص 381)
عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي ذر : مالي أراك لقابقا ؟ كيف بك إذا أخرجوك من المدينة ؟ قال : آتى الارض المقدسة قال : فكيف بك إذا أخرجوك منها ؟ قال : آتي المدينة قال : فكيف بك إذا أخرجوك منها ؟ قال : آخذ سيفي فأضرب به قال : فلا ، ولكن اسمع وأطع ، وإن كان عبدا أسود قال : فلما خرج أبو ذر إلى الربذة وجد بها غلام لعثمان أسود فأذن وأقام ثم قال : تقدم يا أبا ذر ! قال : لا ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أسمع وأطيع وإن كان عبدا أسود ، قال : فتقدم فصلى خلفه.
وهذا إسناد قوي أيضا
ومن المعلوم أن لفظ " أخرجت " و " أخرجوك " دالة على الإكراه والقهر لا على التسليم والطواعية
والأخبار الدالة على ما جرى بين عثمان وأبي ذكر كثيرة نذكر منها :
جامع معمر بن راشد - (ج 4 / ص 76)
أخبرنا عبد الرزاق ، قال أخبرنا معمر ، عن أبي إسحاق ، قال : جاء أبو ذر إلى عثمان فعاب عليه شيئا ، ثم قام فجاء علي معتمدا على عصا حتى وقف على عثمان ، فقال له عثمان : ما تأمرنا في هذا الكتاب [كذا] على الله وعلى رسوله ؟ فقال علي : « أنزله منزلة مؤمن آل فرعون ( إن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم ) ، فقال له عثمان : اسكت ، في فيك التراب ، فقال علي : » بل في فيك التراب ، استأمرتنا فأمرناك «
وهذا إسناد قوي مرسل و " الكتاب " تصحيف وصحيح " الكذاب " كما هو واضح من السياق ولما في الأوائل للعسكري
الأوائل للعسكري - (ج 1 / ص 55)
أخبرنا أبو القاسم، عن العقدي، عن أبي جعفر، عن أبي الحسن، عن أبي عبد الرحمن العجلاني وعيسى بن يزيد قالا: أنبأنا بعض أهل العلم، عن رجل من بني غفار قال: بينا أنا عند معاوية أحدثه، غضب، ولم أر شيئاً أغضبه، ثم قال لرجل: عجل علي بأبي ذر، فلم ألبث أن طلع، فإذا رجل طويل مشتمل بكساء، فما سلم حتى جلس، فقال يا معاوية: لم بعثت إلي؟ قال: بلغني أنك تطعن في أمير المؤمنين عثمان، وهو إمامك، قال: هو طعن على نفسه، قال: أما والله لولا أن أبده - أو لفظ هذا معناه - أمير المؤمنين بما لا أدري، أيوافقه أم لا؟ لكنت أول أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أضرب عنقه، قال: قاتلك الله يا معاوية! تراقب عثمان ولا تراقب الله؟ ألا أحدثك حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فاسترخت عينا معاوية وأذناه، وقال: حدثني. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ويح أمتي من أعين الأمي، يراوح بين منكبيه، يخرج بمن اتبعه من أهله حتى يوردهم نار جهنم، فسيرتطم ويرتطمون " . كأنك هو ولا أدري، فقام معاوية، فدخل، وخرج أبو ذر، فلحقته، فسلمت عليه، فتجهمني، فانتسبت له، فرد علي السلام، وكتب معاوية إلى عثمان، يخبره أن أبا ذر يطعن عليه، فكتب عثمان يأمره بحمله إليه، فحمله على قتب، تحته مسح، وخرجت معه، فكنت ألقي تحته ردائي، فقرحت فخذاه، وقدمنا المدينة، فلما دخل على عثمان قال
لا أنعم الله لقين عينا ... أحد ولا عساه فينادمنا
تحية السخط إذا التقينا ...
فقال أبو ذر: وما قين؟ والله ما سمتنيه أمي ولا أبي، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رآني رحب بي، وأدنى مجلسي. قال عثمان: اجلس. ألم يبلغني أنك تقول: ما أحب أن أكون في صلاح عمر بن الخطاب؟ قال: وإن قلته فمه أسلمت كما أسلم، وهاجرت كما هاجر، وأنا على يقين من نفسي، وشك من غيري، فقال عثمان: ما ترون في أبي ذر؟ ودخل علي عليه السلام، وعليه عمامة بيضاء، فقال: لم أرسلت إليّ؟ قال لأمر أبي ذر؟ قال: فلو ما تركتموه كمؤمن آل فرعون. إن كان كاذباً فعليه كذبه، فقال عثمان لعلي: بفيك التراب. قال: بل بفيك قبلى، ثم خرج فمكث الناس أياماً، ثم دخل أبو ذر وبين يدي عثمان مال، فقال: ما ترون في رجل إذا زكى ماله؟ هل عليه غيره؟ قال كعب الأحبار: لا ليس عليه شيء. فقال أبو ذر: متى كانت الفتيا إليك يا ابن اليهودية؟ بل عليه أن يصل رحمه، ويتقي الله ربه، فقال عثمان: عن بلدنا، قال: إلى الشام؟ قال: لا. قال: فمكة؟ قال: لا. قال: فهو التغريب بعد الهجرة، فخرج إلى الربذة ومعه علي يشيعه، فاقبل مروان يسير حتى أدخل راحلته بين راحلتيهما ليسمع ما يقولان، فضرب على وجه راحلته، وأعلم عثمان، فلام علياً، فقال: إن كان أغضبك أني ضربت وجه راحلته فهذا وجه راحلتي فاضربوها، أقام أبو ذر بالربذة حتى مات رضي الله عنه.
تاريخ المدينة - (ج 3 / ص 1039)
حدثنا أحمد بن عيسى قال، حدثنا عبد الله بن وهب قال، أخبرني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم: أن عثمان رضي الله عنه أرسل إلى أبي ذر وهو بالشام، فلما أتاه قال: إيذن لي يا أمير المؤمنين أتكلم، قال: اجلس، ثم أعادها عليه، فقال له: اجلس، ثم أعادها الثالثة فقال يا أمير المؤمنين إيذن لي فو الله لا أقول إلا خيرا. قال: تكلم. قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كيف بك يا أبا ذر إذا أخرجت ؟ فبكيت فقلت: فأين تأمرني يا رسول الله ؟ قال: ها هنا، وأشار نحو الشام، وإن أمر عليك عبد أسود مجدع فاسمع له وأطع
وهذا إسناد قوي رجاله ثقات
المطالب العالية للحافظ ابن حجر العسقلاني - (ج 11 / ص 420)
وقال أحمد بن منيع : ثنا يزيد بن هارون ، أنا محمد بن عمرو ، عن أبي عمرو بن حماس ، عن مالك بن أوس ، قال : كنت أسمع بأبي ذر ، فلم يكن أحد أحب إلي أن أراه وألقاه منه ، « فكتب إليه عثمان أن يقدم عليه ، فكتب إليه معاوية : إن كان لك بالشام وأهله حاجة ، فأخرج أبا ذر ، فإنه قد ثقل الناس عندي ، فقدم أبو ذر وتصايح الناس : هذا أبو ذر ، هذا أبو ذر فخرجت أنظر إليه فيمن ينظر ، فدخل المسجد ، وعثمان فيه ، فأتى سارية ، فصلى عندها ركعتين ، ثم أتى عثمان ، فسلم عليه ، فما سبه ولا أنبه ، فقال عثمان : أين كنت يوم أغير على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : كنت على البئر أستسقي ثم رفع أبو ذر بصوته الأشد ، فقرأ : والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها إلى قوله : ما كنتم تكنزون فأمره عثمان أن يخرج إلى الربذة »
تاريخ دمشق - (ج 1 / ص 147)
أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور وأنا حاضرة أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي نا وهب بن بقية أنا خالد عن داود بن أبي هند عن أبي حرب عن عمه عن أبي ذر قال بينا أنا نائم في المسجد خرج علي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وضربني برجله فقال ألا اراك نائما فيه قلت يا رسول الله غلبتني عيني قال فكيف تصنع إذا أخرجوك منها قال قلت ألحق بأرض الشام فإنها أرض محشر والأرض المقدسة قال فكيف تصنع إذا أخرجوك منها قلت أرجع إلى مهاجري قال فكيف تصنع إذا أخرجوك منه قلت آخذ سيفي فأضرب به قال فلا تصنع خيرا من ذلك وأقرب تسمع وتطيع وتنساق معهم حيث ساقوك قال أبو ذر والله لألقين الله وأنا سامع مطيع
وهذا إسناد قوي رواته ثقات أثبات
مصنف ابن أبي شيبة - (ج 8 / ص 692)
عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن أبيه عن أبي يعلى عن ابن الحنفية قال : قال علي : لو سيرني عثمان إلى صرار لسمعت له وأطعت.
وهذا إسناد قوي والتسيير دال على الإكراه
مصنف ابن أبي شيبة - (ج 8 / ص 692)
قال وحدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع قال حدثنا الاعمش عن ميمون بن مهران عن عبد الله بن سيدان عن أبي ذر قال : لو أمرني أن أمشي على رأسي لمشيت.
تاريخ الإسلام للذهبي - (ج 1 / ص 437)
الأعمش، عن ميمون بن مهران، عن عبد الله بن سيدان، عن أبي ذر قال: لو أمرتني أن أحبو لحبوت ما استطعت.
تاريخ الإسلام للذهبي - (ج 1 / ص 437)
جعفر بن برقان، عن ثابت بن الحجاج، عن عبد الله بن سيدان قال: تناجى عثمان وأبو ذر حتى ارتفعت أصواتهما، ثم انصرف أبو ذر مبتسماً وقال: سامع مطيع ولو أمرني أن آتي عدن. وأمره أن يخرج إلى الربذة.
أنساب الأشراف - (ج 2 / ص 274)
وقال الواقدي في بعض إسناده: خطب عثمان في بعض أيامه فقال له جهجاه بن سعيد الغفاري: يا عثمان أنزل ندرعك عباءةً ونحملك على شارف من الأبل إلى جبل الدخان كما سيرت خيار الناس، فقال له عثمان: قبحك الله وقبح ما جئت به، وكان جهجاهٌ متغيظاً على عثمان، فلما كان يوم الدار دخل عليه ومعه عصاً كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحضر بها فكسرها على ركبته، فوقعت فيها الأكلة.
وقد أقر ابن قتيبة بتسيير أبي ذر حيث قال في كتابه المعارف
المعارف - (ج 1 / ص 57)
أبو ذر الغفاري رضي الله عنه
نسبه
قال أبو اليقظان: اسمه جندب بن السكن. ولقبه برير، قال: وحدثني أبو الخطاب، قال: حدثنا أبو عتاب سهل بن حماد، قال: حدثنا عمر بن ثابت عن ابن إسحاق عن حفص بن المعتمر، قال: جئت وأبو ذر آخذ بحلقة باب الكعبة وهو يقول أنا أبو ذر الغفاري من لم يعرفني فأنا جندب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا " ، وهو من غفار، وغفار قبيلة من كنانة، وهو غفار بن مليك بن ضمرة بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة، وأسلم رجع إلى بلاد قومه فأقام حت مضت هذه المشاهد، ثم قدم المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عثمان سيره إلى الربذة فمات بها سنة اثنتين وثلاثين وليس له عقب. وعبد الله الصامت بن أخي ذر ويكنى أبا نصر.
__________
كما ذكرنا أعلاه أن التسيير والإخراج تدلان على الإكراه والجبر
نذكر من معاجم اللغة ما يدل على ذلك
لسان العرب - (ج 4 / ص 389)
وسَيَّرَهُ من بلده أَخرجه وأَجلاه
الصحاح في اللغة - (ج 1 / ص 342)
وسَيَّرَهُ من بلده، أي أخرجَهُ وأَجْلاهُ.
3- إتمام عثمان الصلاة بمنى
من المتواتر أن عثمان أتم الصلاة في منى وأن عددا من الصحابة أنكروا عليه ذلك
موطأ مالك - (ج 3 / ص 233)
و حدثني يحيى عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الصلاة الرباعية بمنى ركعتين وأن أبا بكر صلاها بمنى ركعتين وأن عمر بن الخطاب صلاها بمنى ركعتين وأن عثمان صلاها بمنى ركعتين شطر إمارته ثم أتمها بعد
وهذا إسناد قوي
سنن أبي داود - (ج 5 / ص 324)
حدثنا مسدد أن أبا معاوية وحفص بن غياث حدثاه وحديث أبي معاوية أتم عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد قال صلى عثمان بمنى أربعا فقال عبد الله صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين ومع أبي بكر ركعتين ومع عمر ركعتين زاد عن حفص ومع عثمان صدرا من إمارته ثم أتمها زاد من ها هنا عن أبي معاوية ثم تفرقت بكم الطرق فلوددت أن لي من أربع ركعات ركعتين متقبلتين قال الأعمش فحدثني معاوية بن قرة عن أشياخه أن عبد الله صلى أربعا قال فقيل له عبت على عثمان ثم صليت أربعا قال الخلاف شر
وهذا إسناد قوي
مصنف ابن أبي شيبة - (ج 2 / ص 338)
حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن زيد قال صلى عثمان بمنى أربعا فقال عبد الله صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم بمنى ركعتين ومع أبي بكر ركعتين ومع عمر ركعتين ثم تفرقت بكم الطرق ولوددت أن لي من أربع ركعات ركعتين متقلبتين.
وهذا قوي أيضا
مسند أحمد - (ج 25 / ص 67)
حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة عن بكير بن الأشج عن محمد بن عبد الله بن أبي سليم عن أنس بن مالك قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة بمنى ركعتين وصلاها أبو بكر بمنى ركعتين وصلاها عمر بمنى ركعتين وصلاها عثمان بن عفان بمنى ركعتين أربع سنين ثم أتمها بعد
مسند أحمد - (ج 34 / ص 217)
حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثنا يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد قال لما قدم علينا معاوية حاجا قدمنا معه مكة قال فصلى بنا الظهر ركعتين ثم انصرف إلى دار الندوة قال وكان عثمان حين أتم الصلاة إذا قدم مكة صلى بها الظهر والعصر والعشاء الآخرة أربعا أربعا فإذا خرج إلى منى وعرفات قصر الصلاة فإذا فرغ من الحج وأقام بمنى أتم الصلاة حتى يخرج من مكة فلما صلى بنا الظهر ركعتين نهض إليه مروان بن الحكم وعمرو بن عثمان فقالا له ما عاب أحد ابن عمك بأقبح ما عبته به فقال لهما وما ذاك قال فقالا له ألم تعلم أنه أتم الصلاة بمكة قال فقال لهما ويحكما وهل كان غير ما صنعت قد صليتهما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما قالا فإن ابن عمك قد كان أتمها وإن خلافك إياه له عيب قال فخرج معاوية إلى العصر فصلاها بنا أربعا
وهذا إسناد قوي حسنه شعيب الأرناؤوط في هامش المسند
مصنف ابن أبي شيبة - (ج 2 / ص 338)
حدثنا ابن علية عن علي بن زيد عن أبي نضرة قال مر عمران بن حصين في مجلسنا فقام إليه فتى من القوم فسأله عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج والغزو والعمرة فجاء فوقف علينا فقال أما هذا سألني عن أمر فأردت أن تسمعوه أو كما قال قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يصل إلا ركعتين حتى رجع إلى المدينة وحججت معه فلم يصل إلا ركعتين حتى رجع إلى المدينة وشهدت معه الفتح فأقام بمكة ثمان عشرة ليلة لا يصلي إلا ركعتين يقول لاهل البلد : " صلوا أربعا فإنا سفر " واعتمرت معه ثلاث عمر لا يصلي إلا ركعتين وحججت مع أبي بكر وغزوت فلم يصل إلا ركعتين حتى رجع إلى المدينة وحججت مع عمر حجات فلم يصل إلا ركعتين حتى رجع إلى المدينة وحججت مع عثمان سبع سنين من إمارته لا يصلي إلا ركعتين ثم صلى بمنى أربعا.
السنن الكبرى للنسائي - (ج 1 / ص 587)
أخبرنا محمد بن سلمة قال نا بن وهب عن يونس عن بن شهاب قال حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى ركعتين وصلاها أبو بكر ركعتين وصلاها عمر ركعتين وصلاها عثمان صدرا من خلافته ركعتين
وهذا إسناد قوي أيضا
تاريخ الرسل والملوك - (ج 2 / ص 437)
فذكر الواقدي، عن عمر بن صالح بن نافع، عن صالح مولى التوءمة، قال: سمعت ابن عباس يقول: إن أول ما تكلم الناس في عثمان ظاهرا أنه صلى بالناس بمنى في ولايته ركعتين؛ حتى إذا كانت السنة السادسة أتمها، فعاب ذلك غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ وتكلم في ذلك من يريد أن يكثرعليه؛ حتى جاءه علي فيمن جاءه، فقال: والله ما حدث أمر ولا قدم عهد؛ ولقد عهدت نبيك صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتين. ثم أبا بكر، ثم عمر، وأنت صدرا من ولايتك، فما أدري ما ترجع إليه! فقال: رأي رأيته.
تاريخ الرسل والملوك - (ج 2 / ص 437)
قال الواقدي: وحدثني داود بن خالد، عن عبد الملك بن عمرو بن أبي سفيان الثقفي، عن عمه، قال: صلى عثمان بالناس بمنى أربعا، فأتى آت عبد الرحمن بن عوف، فقال: هل لك في أخيك؟ قد صلى بالناس أربعا! فصلى عبد الرحمن بن عوف بأصحابه ركعتين؛ ثم خرج حتى دخل على عثمان، فقال له: ألم تصل في هذا المكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين؟ قال: بلى، قال: أفلم تصل مع أبي بكر ركعتين؟ قال: بلى، قال: ألم تصل مع عمر ركعتين؟ قال: بلى، قال: ألم تصل صدرا من خلافتك ركعتين؟ قال: بلى، قال: فاسمع مني يا أبا محمد؛ إني أخبرت أن بعض من حج من أهل اليمن وجفاة الناس قد قالوا في عامنا الماضي: إن الصلاة للمقيم ركعتان، هذا إمامكم عثمان يصلي ركعتين، وقد اتخذت بمكة أهلا، فرأيت أن أصلي أربعا لخوف ما أخاف على الناس؛ وأخرى قد اتخذت بها زوجة، ولي بالطائف مال؛ فربمااطلعته فأقمت فيه بعد الصدر. فقال عبد الرحمن ابن عوف: ما من هذا شيء لك فيه عذر؛ أما قولك: اتخذت أهلا، فزوجتك بالمدينة تخرج بها إذا شئت وتقدم بها إذا شئت؛ إنما تسكن بسكناك. وأما قولك: ولي مال بالطائف؛ فإن بينك وبين الطائف مسيرة ثلاث ليال وأنت لست من أهل الطائف. وأما قولك: يرجع من حج من أهل اليمن وغيرهم فيقولون : هذا إمامكم عثمان يصلى ركعتين وهومقيم؛ فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عليه الوحي والناس يومئذ الإسلام فيهم قليل؛ ثم أبو بكر مثل ذلك، ثم عمر، فضرب الإسلام بجرانه، فصلى بهم عمر حتى مات ركعتين، فقال عثمان: هذا رأي رأيته. قال: فخرج عبد الرحمن فلقى ابن مسعود، فقال: أبا محمد، غير ما يعلم؟ قال: لا، قال: فما أصنع؟ قال: اعمل أنت بما تعلم؛ فقال ابن مسعود: الخلاف شر؛ قد بلغني أنه صلى أربعا فصليت بأصحابي أربعا، فقال عبد الرحمن بن عوف: قد بلغني أنه صلى أربعا فصليت بأصحابي أربعا، فقال عبد الرحمن بن عوف: قد بلغني أنه صلى أربعا، فصليت بأصحابي ركعتين، وأما الآن فسوف يكون الذي تقول - يعني نصلي معه أربعا.
تهذيب الآثار للطبري - (ج 1 / ص 346)
حدثنا تميم بن المنتصر الواسطي ، حدثنا إسحاق الأزرق ، عن شريك ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن داود بن أبي عاصم ، قال : دخلت على عبد الله بن عمر وهو بمنى ، فسألته عن الصلاة ، فقال : « صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين ، ومع أبي بكر ركعتين ، ومع عثمان ست سنين ركعتين . قال : قلت له : فكيف تصنع ؟ قال : أما إذا صليت وحدي فأصلي ركعتين ، وإذا صليت معهم فكما يصلون »
البحر الزخار - مسند البزار - (ج 5 / ص 45)
حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة ، قال : نا عبيد الله بن موسى ، قال : نا إسرائيل ، عن جابر ، عن عبد الرحمن بن الأسود ، عن أبيه ، عن عبد الله قال : « صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المكان ركعتين » ، ثم إن الصلاة أقيمت ، فصلى خلف عثمان أربعا ؛ فقلت : أنسيت ، قال : لا ، ولكن الخلاف شر
نقول تعليقا على قول ابن مسعود " الخلاف شر "
ولكن خلاف الله ورسوله أشر
والأخبار في ذلك كثيرة جدا
وقد حاول بعض المدافعين عن عثمان أن يحلوا هذا الإشكال فقالوا أنه اتخذها وطنا

سنن أبي داود - (ج 5 / ص 324)
حدثنا هناد بن السري عن أبي الأحوص عن المغيرة عن إبراهيم قال إن عثمان صلى أربعا لأنه اتخذها وطنا
والرد على ذلك ظاهر فلو كان عثمان قد اتخذها وطنا لما ساغ للصحابة أن يعيبوا عليه
وقد رد بذلك البيهقي فقال في معرفة السنن نقلا عن الشافعي
معرفة السنن والآثار للبيهقي - (ج 4 / ص 473)
وروى يونس ، عن الزهري قال : « لما اتخذ عثمان الأموال بالطائف ، وأراد أن يقيم بها صلى أربعا » وروى مغيرة ، عن إبراهيم قال : « إن عثمان صلى أربعا ؛ لأنه اتخذها وطنا » ، وكل هذا مدخول ؛ لأنه لو كان إتمامه لهذا المعنى لما خفي ذلك على سائر الصحابة ، ولما أنكروا عليه ترك السنة
وحق لابن كثير أن يستشكل فعل عثمان حيث قال في تاريخه
البداية والنهاية - (ج 3 / ص 145)
فأما ما ثبت في صحيح البخاري عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: فرضت الصلاة أول ما فرضت ركعتين فأقرت صلاة السفر وزيد في صلاة الحضر .
وكذا رواه الاوزاعي عن الزهري، ورواه الشعبي عن مسروق عنها وهذا مشكل من جهة أن عائشة كانت تتم الصلاة في السفر، وكذا عثمان بن عفان
تعليق