إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

في ذكراه .. بعض من سيرة ساحر المقاومة الشهيد عماد مغنية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في ذكراه .. بعض من سيرة ساحر المقاومة الشهيد عماد مغنية

    12/2/2013


    في ذكراه .. بعض من سيرة ساحر المقاومة الشهيد عماد مغنية

    بقلم: إبراهيم الأمين (جريدة الأخبار اللبنانية) - في 17/2/2011

    في حي «الجوار» بمنطقة الشياح في الضاحية الجنوبية لبيروت، أبصر النور عماد مغنية يوم 25/1/1962. والده فايز مغنيّة، وأمّه آمنة سلامة. وفي مدارس ذلك الحي، تلقّى علومه الابتدائية والإعدادية وعاش مع عائلته التي فقدت أيضاً الابنين الآخرين جهاد وفؤاد.

    في نحو العاشرة من عمره، صار يرافق والده في العطل الأسبوعية والصيفية إلى مطعمه الصغير الكائن في شارع عبد الكريم الخليل أحد الشوارع الرئيسية في منطقة الشياح، وفي الأمسيات كان يقضي جلّ وقته في المسجد القريب من المنزل الذي كان يعرف بمسجد الشيخ القبيسي. وعندما بلغ الثالثة عشرة من العمر، قرر عماد المتأثر كثيراً بعلوم أمّه الدينية، التوجه إلى العراق حيث الحوزة العلمية في النجف الأشرف. لكن حصل في اللحظة الأخيرة ما عطّل الرحلة.



    في 13 نيسان من عام 1975 اندلعت شرارة الحرب الأهلية في لبنان من ساحة «البريد» في عين الرمانه، على بعد 50 متراً من مطعم أبيه، وحينها بدأت حياته العسكرية. تحوّل طريق «صيدا القديمة»، الفاصل بين الشياح وعين الرمانة، إلى جبهة ساخنة كثرت فيها السواتر الترابية والكتل الخرسانية والمتاريس. في عين الرمانة كان مقاتلو الكتائب والأحرار، وفي الجانب الآخر مقاتلو الحركة الوطنية والفصائل الفلسطينية. هناك تسنّى لعماد وهو بعمر الرابعة عشرة الاختلاط والتعرف إلى اليسار بفصائله وأفكاره المتنوعة.

    صادق الشيوعيين وقرأ أفكارهم، وكان لافتاً اهتمامه بتروتسكي. واختلط بالقوميين السوريين الاجتماعيين فأعجبَهُ عمقهم وانضباطهم. لكن كل ذلك لم يدفعه للانتماء إلى أي من الأحزاب اللبنانية. وأمضى أيامه ولياليه، مثل كل الفتية في الشياح، يتنقّل من محور إلى محور، ولصغر سنّه اقتصرت مشاركاته على بناء السواتر الترابية لحماية المدنيين من نيران القناصة، ثم صار يشارك في الحراسات الليلية حيث تعرف إلى المقاتلين الفلسطينيين، وسمع منهم الحكايات عن بلادهم. أما والدته، فكان لها نصيبها الليلي من المشقّة باحثةً عنه تتقفى أثره من محور إلى آخر، فتعيده الى المنزل ليلاً ليعود ويغادره صباحاً، ولا يعود إلّا برحلة تقفّي أثر جديدة للحاجة آمنة. تلك السيدة التي لم تكن تدرك ما سيأتيها لاحقاً.

    ففي حزيران من عام 1984 شيّعت الحاجة آمنة والحاج فايز ابنهما الأصغر، جهاد الذي استشهد في قصف مدفعي استهدف منزل العلّامة محمد حسين فضل الله في بئر العبد. وبعد عقد من الزمن شيعت الحاجة آمنة والحاج فايز ابنهما الأوسط فؤاد، الذي كان ضمن تشكيل المقاومة، وقد اغتالته الاستخبارات الإسرائيلية بعبوة ناسفة في منطقة الصفير بالضاحية الجنوبية. كذلك لم تدرك الوالدة ما خبأته لها الأقدار بشهادة ثالث أبنائها، بكرها الحاج عماد، عام 2008.


    كان واضحاً أن للتربية الدينية أثرها في الفتى عماد، ومنها اهتمامه بفكر الإمام السيّد موسى الصدر، فشارك في أنشطة حركة المحرومين آنذاك مع أبناء منطقته. لكن الأمر الأوضح، أنه تشبّع أكثر بأفكار الثورة الفلسطينية ووجد نفسه أقرب إلى أكبر فصائلها في حينه، حركة فتح. وسرعان ما أتيحت له فرصة التدريب العسكري في مخيمات عدة، في بيروت وخارجها. وتأهّل عسكرياً ليكون في موقع آمر فصيل. لكن الدورة المفصليّة كانت في معسكر الزهراني «معسكر أبو لؤي»، المعسكر الذي تلقّت فيه الشهيدة دلال المغربي تدريباتها.

    عماد وفتح :
    في مركزية فتح في الشياح، كان يقيم أبو حسن خضر سلامة (الشهيد علي ديب الذي اغتالته إسرائيل عام 1999)، وكان يعرف أيضاً بـ«أبو حسن البلاتين»، نسبةً إلى قضبان البلاتين المزروعة في أنحاء عدة من جسده نتيجة الإصابات المتكررة. أعجب الشاب اللبناني بعماد، ووجد فيه شاباً مناسباً للعمل المتطور. وفي وقت قصير، قرر أبو حسن تعيين عماد نائباً له.


    بقي ضمن التشكيل حتى عام 1981. وسبب الخروج، عدم التزام عماد قرارات الحركة. ذلك أن الشاب المتديّن، تأثّر كثيراً بخطف الإمام الصدر. وعندما تعرّض العلّامة فضل الله لمحاولة اغتيال على يد الاستخبارات العراقية في عام 1979، كوّن عماد وبعض رفاقه درعاً أمنية للسيّد محمد حسين فضل الله حيث سهروا على حمايته وإجراءاته الأمنية، ثم رافقه في رحلة إلى الحج في عام 1980. ومن حينها صار يعرف باسم «الحاج عماد».



    وجاء استشهاد السيّد محمد باقر الصدر في العراق في نيسان 1980 منعطفاً في توجهاته. وجد نفسه أمام مسؤولية الوقوف في وجه البعث الخاضع لسلطة العراق. ويومها اتهم البعث باستهداف علماء الدين وقياديين في حركة أمل وما كان يعرف في ذلك الوقت باللجان الإسلامية. انخرط الحاج عماد في مواجهات مسلّحة مع البعثيين، ما أدى إلى انفصاله كلياً عن حركة فتح في النصف الأول من عام 1981.

    الاجتياح الإسرائيلي :
    في حزيران من عام 1982 حصل الاجتياح الإسرائيلي للبنان وكان الحاج عماد في حينه يزور العتبات المقدسة في مشهد في إيران. فور سماعه النبأ، عاد الى سوريا ومنها الى لبنان، وفي الطريق اختطفته عناصر من الكتائب اللبنانية ثم أطلق سراحه بعد تدخّلات سياسية، ودخل بيروت ليلتقي مجدداً رفاقاً له من فتح وفصائل فلسطينية. وراح الحاج عماد يتنقّل من محور الى آخر، من خلدة الى كلية العلوم جنوب شرق بيروت، الى الكوكودي غرب الضاحية الجنوبية لبيروت، الى شاتيلا حيث أصيب في إحدى المواجهات بقدمه إصابة أقعدته في الفراش لفترة وجيزة، استأنف بعدها نشاطه مع الشهيد أبو جهاد (خليل الوزير) الذي كانت تربطه به علاقة وثيقة.


    بعدما غادر القادة الفلسطينيون وفصائل الثورة الفلسطينية بيروت، تسنّى للحاج عماد معرفة مخازن أسلحة كثيرة. يومها، كوّن الحاج عماد مع رفاقه النواة الأولى لما بات يعرف لاحقاً بالمقاومة الإسلامية. وألّفت مجموعات للمقاومة في بيروت والبقاع الغربي والجنوب، بدأوا بشن سلسلة عمليات على دوريات للعدو، ونصب الكمائن وقنص الجنود وقصف التجمعات بالصواريخ.. إلى أن كانت باكورة العمليات النوعية للمقاومة الإسلامية بتاريخ 11/11/1982 حيث دمّر مقرّ الحاكم العسكري في مدينة صور في جنوب لبنان في عملية للاستشهادي أحمد قصير.




    في تلك الفترة، لم ينقطع الحاج عماد عن أجواء الفصائل الفلسطينية، وبعد ترحيل قادة وكوادر ومقاتلين إلى تونس واليمن والسودان وانكفاء آخرين إلى سهل البقاع، بدأ الشرخ يبرز في العلاقات في ما بينهم، وشعر الحاج عماد بأنّ في مقدوره أداء دور توفيقي، فسعى إلى دفعهم نحو عمل مشترك بوجه إسرائيل فقط. وبحكم علاقته ومعرفته عن قرب بالكثير من المناضلين، قاد الحاج عماد عمليات مشتركة نفّذها مقاتلون من أحزاب لبنانية وآخرون فلسطينيون ومجموعات من المقاومة الإسلامية، وساهم الحاج عماد في تسليح العديد من فصائل المقاومة الوطنية والفلسطينية وتوفير الدعم اللوجستي لهم.

    وعندما وقعت اشتباكات بين عدد من المخيمات الفلسطينية وحركة أمل، كان للحاج عماد دور يُشهد له في فض الاشتباكات وحل الإشكالات للحؤول دون تفاقم الأوضاع. وكثيراً ما تعرّض للمخاطر أثناء معالجة بعض الحالات الإنسانية الصعبة.


    عام 1984 شهد أيضاً انفصال الحاج علي ديب (أبو حسن خضر سلامة) رفيق درب الحاج عماد عن حركة فتح، فانضمّ هو وتشكيلاته إلى المقاومة الإسلامية وكان سنداً للحاج عماد وذراعه اليمنى. تميّز أبو حسن بقلّة اهتمامه بالمناصب والمواقع التنظيمية. كان مشغولاً بالمهمات العملانية. وهو استمر كذلك حتى استشهاده في عام 1999 بتفجير العدو عبوة استهدفت سيارته في منطقة عبرا شرقي صيدا بعد محاولات عدة فاشلة لاغتياله.


    مع أبو عمار وأبو جهاد :
    كان لشخصية الحاج عماد وقع محبّب ومكانة خاصة لدى الزعيم الفلسطيي الراحل ياسر عرفات، أبو عمار. حظي باحترامه وثقته رغم التباين الواسع في كثير من التوجهات والاقتناعات والرؤية في ما يتعلّق بأولويات الكفاح المسلح في مواجهة العدو. كان أبو عمار حريصاً على التواصل معه والوقوف على آرائه، وقد كان للحاج أبو حسن سلامة دور كبير في هذا المجال، إذ كان بمثابة الرسول بين الاثنين، فكان يلتقي بأبي عمار حاملاً رسائله الى الحاج، سواء أكان في تونس أم في اليمن أم في مصر، وكم كان يحلو لأبي عمار أن يخاطب الحاج عماد في رسائله «ولدي العزيز».




    أمّا أبو جهاد، خليل الوزير، فلم تنقطع العلاقة بينه وبين الحاج عماد حتى تاريخ استشهاد أبو جهاد في تونس، وقد كان قناة ورسولاً خاصاً بينهما، ولا أحد يعرف متى يحين الوقت للحديث عنها. يقول الحاج عماد: «كنت أعرف أنه لن يوافق على تسوية تطيح الحق الفلسطيني. وكلما كانت تطوّرات المواجهة بيننا وبين العدو تتقدّم صوب قرار إسرائيلي بالانسحاب من لبنان، كان «الختيار» يرسل الإشارات إلى الرغبة في الاستعداد لجولة جديدة من المواجهة مع الإسرائيليين في الداخل. صار أكثر اقتناعاً بالحاجة إلى استئناف العمل العسكري. أصلاً لم ينقطع التواصل معه. مرّت العلاقة بفترة عصيبة إثر اتفاقية أوسلو، لكننا كنا نعرف ماذا يجري من حوله، وكان هو يهتمّ بالاحتفاظ بصلة الوصل، كعادته، لم يكن يريد أن يقطع مع أحد. كان يقصد أحياناً شرح الموقف، وبعد انسحاب العدو من لبنان عام 2000، جاءت الرسالة الأساسية منه: أريد دعماً لوجستياً».

    كان الحاج جالساً في مكتبه الخاص في قلب الضاحية الجنوبية عندما شرح لزائره أن حزب الله لم يكن يوماً عقبةً أمام أي نشاط لأي طرف في مجال المقاومة. سمع رأياً نقدياً وحتى اتهامياً بأن الحزب عمل مع سوريا على حصر المقاومة به. لم يكن الحاج انفعالياً، لكنه كان مستفَزاً في تلك اللحظة. سارع إلى شرح واقع الحال في لبنان والجنوب خلال فترة ما بعد توقف الحرب الأهلية. لم يكن يقبل بأي إشارة نقد إلى أي جهة أو فصيل له دور في المقاومة.


    كانت لديه معلومات تفصيلية عمّا فعله الآخرون من خارج حزب الله. لكنه شرح بالتفصيل، الواقع الذي دفع بكثير من القوى الأخرى إلى الانسحاب. لم ينف الظروف السياسية، لكنه قال بحزم: «تعرّضنا لكل أنواع القتل، والضغط، والحصار، والقطيعة، لكن قرارنا أولوية المقاومة وحمايتها كان فوق أي اعتبار آخر. ودافعنا بالدماء عن بقاء المقاومة».


    بعد ذلك شرع الحاج رضوان بالحديث عن فلسطين. قال إن هدف حزب الله واضح، وهو إزالة إسرائيل. «ليس في الأمر جدل ولا مساومة، ونحن غير معنيين بأي قرار يتخذه أي طرف في العالم لمنح إسرائيل شرعية البقاء. ونحن لا نتحدث عن شيء غير واقعي. وإلى جانب اقتناعاتنا الدينية، لدينا الكثير من الأسباب العلمية التي تدفعنا الى الاقتناع أكثر، بأن زوال إسرائيل مسألة مرتبطة بما نفعله نحن، أهل فلسطين داخلها وفي محيطها وفي العالم العربي والإسلامي».


    فجأة، وقف الحاج في مكانه، وشرع مع أحد مساعديه في البحث داخل خزانة عن مخطط لعمل استراتيجي. قال لزائره: «بعد التحرير عام 2000، وعندما تيسّر لنا التعرف أكثر إلى العدوّ وقدراتنا نحن، صار حلم تحرير فلسطين قابلاً للتحقق. لقد أنشأنا لجنة لإزالة إسرائيل. وفي المقاومة، عندنا، ثمة وحدة خاصة بفلسطين. نحن لا نقوم بالعمل عن الفلسطينيين، ولن نفعل ذلك. لكننا في موقع سياسي وأخلاقي وديني يوجب علينا توفير كل مستلزمات الدعم للمقاومين في فلسطين، ليس فقط لمساعدتهم على البقاء حيث هم الآن، بل لمقاومة الاحتلال ودفعه إلى الخروج ولو تدريجاً من الأراضي المحتلّة».




    وللتوضيح أكثر، أشار الحاج رضوان، مع تنويه بأنه غير قادر على الإفاضة لأن تفاصيل كثيرة هي من أسرار العمل، إلى أن حزب الله لديه صلات قوية مع كل مجموعات المقاومة داخل فلسطين ودون أي استثناء. تحدث بقوة وودّ عن كتائب شهداء الأقصى، وقال إن «العلمانيين واليساريين في فلسطين كانوا من طليعة مَن عملنا معهم. لكن لدينا الآن تحالف استراتيجي مع حماس والجهاد الإسلامي ومع القوى الجدية في مقاومة الاحتلال». تابع: «نحن لا نقبل بأي شكل أن يقوم تنظيم في فلسطين يتبع لنا تنظيمياً أو إدارياً أو حتى دينياً. والذين اعتنقوا المذهب الشيعي، حاولوا معنا بقوة، العمل على إنشاء تنظيم أو فرع لحزب الله في فلسطين، فلم نقبل بذلك، ولن نقبل. نحن لم نجد في المقاومة خياراً للتحرير فقط، بل مكاناً تقتل فيه الفتنة، ويبتعد السجال المذهبي والطائفي والعقائدي، وتصبح الخلافات محصورة في كيفية تحقيق نجاحات على صعيد مقاومة الاحتلال».

    الحضور الميداني في فلسطين :
    للحاج رضوان علاقة خاصة مع قيادات حماس والجهاد الإسلامي. كان حازماً في توفير الدعم المالي والإعلامي لانتفاضتي فلسطين ونسج علاقة متينة مع الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي، الأمين العام السابق لحركة الجهاد. ثم ارتبط الحاج عماد بعلاقة وثيقة مع الدكتور رمضان عبد الله شلح الأمين العام للجهاد بعد الشقاقي، وبنى علاقات استثنائية مع قيادات حماس في الداخل والخارج، حتى إن البعض لا يعرف ربما، أن الحاج عماد، قبيل استشهاده بساعات، كان في اجتماع مع زعيم حماس خالد مشعل في حضور قياديين من الحركة في دمشق.


    بعد استئناف التواصل مع أبو عمار، لم يغفل الحاج عماد الحاجة إلى حضور مباشر لمقاومين في الميدان. كان بالإضافة الى تعاون وثيق ومميز مع حماس والجهاد، يعمل على تأمين انتقال كوادر ومقاتلين من داخل فلسطين الى سوريا ولبنان وإيران لإخضاعهم لدورات عسكرية ومنحهم المعرفة والخبرة والدراسات اللازمة، ثم العمل على إعادتهم إلى الأراضي المحتلّة. وقد طوّرت قوى المقاومة في فلسطين آليات النقل هذه، برغم الحصار الذي كان النظام الأمني لحسني مبارك يفرضه عليهم.


    وعندما كان الحاج عماد يشعر بالحاجة إلى الحضور المباشر، لم يكن يتردد في إرسال مَن يجب إرساله إلى الأراضي المحتلة. وقد نجحت إسرائيل، مرتين على الأقل، في كشف مقاومين من حزب الله واعتقالهم، سواء بجهود منها، أو بجهود عملاء لها داخل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، أو بسبب أخطاء واجهت المقاومين أنفسهم. لكن الحاج لم يكن يترك هؤلاء يعيشون لوقت طويل في السجون، وكان سعيه الدائم إلى تنفيذ عمليات أسر لجنود العدو، يقوى بحافز إطلاق هؤلاء الكوادر.


    وقد مثّل تطور عمل حماس والجهاد داخل فلسطين المحتل، ونشوء العديد من التشكيلات النضالية والجهادية دافعاً مهمّاً للحاج عماد إلى التطوير، وتفرغ لإعداد الخطط والبرامج لدعم هذه الفصائل داخل فلسطين. وقد شرع في توفير مستلزمات مواجهة العدو تدريباً وتسليحاً ودعماً لوجستياً ومادياً، فأنشأ داخل المقاومة الإسلامية تشكيلاً خاصاً لفلسطين، وفّر له المستلزمات المطلوبة، وكان همّه تدريب الشباب الفلسطيني وإيصال السلاح إلى فلسطين، ولعله في داخله كان يردّ بعضاً من الجميل لرفاق الأمس الذين أمدّوه بالسلاح عند انطلاقة المقاومة الإسلامية في لبنان.




    بعد توفير المقوّمات الأساسية للصمود العسكري على مستوى السلاح الخفيف والمتوسط لكل من حماس والجهاد وكتائب شهداء الأقصى واللجان الشعبية وكتائب أبو الريش وغيرها من الفصائل المقاومة، شرع الحاج عماد بتنفيذ قرار قيادة المقاومة الإسلامية توفير الدعم المفتوح للمقاومة في فلسطين. ووفّرت سوريا وإيران الدعم الإضافي والاستراتيجي، وشرع بتمكين المقاومين في فلسطين من إنتاج القدرة النوعية لمواجهة العدو سعياً إلى تحقيق توازن تكتيكي ونوعي مع العدو. ولم يكن يغفل عن بناء التشكيلات والتخصصات، كالمشاة وسلاح الهندسة والقناصة والوحدة المضادة للدروع والقوة الصاروخية، فضلاً عن بناء تشكيلات منظمة ونموذجية لخوض حرب عصابات مع جيش العدو. حتى إن قيادياً رفيعاً في كتائب عز الدين القسّام قال إن الحاج عماد كان شريكنا في حرب غزة.

    لم يكن الحاج عماد يفرّق بين مقاوم وآخر. لم يدع سبيلاً الى فلسطين إلّا سلكه غير آبه بكل اللّاءات والممنوعات التي كانت تطوّق فلسطين قبل الأطواق المفروضة من العدو أسلاكاً وجدراناً، فلا عباب البحر ردّه ولا أمواجه العاتية، ولا وعورة الأرض والجبال والوديان حالت دون إيصال السلاح إلى فلسطين من فوق الأرض ومن... تحتها!

    المصدر:

    http://www.almanar.com.lb/adetails.p...catid=101&s1=1
    التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 13-02-2013, 12:17 AM.

  • #2
    12/2/2013


    عماد مغنية تربى في مدرسة الثورة الاسلامية وساحة الجهاد



    قال العميد الإيراني مسعود جزائري: ان عماد مغنية تربى في مدرسة الثورة الاسلامية وولاية الفقيه، وقد شارك في ساحة الجهاد ضد الكيان الصهيوني، وساهم في تعزيز قدرات المقاومة الاسلامية، تحت ظل رسالة الثورة وقيادة الامام الخميني (رض).


    واضاف: ان الايمان والتقوى والشجاعة والاخلاص والبصيرة والتمسك بالولاية وروح الجهاد التي كان يتمتع بها عماد مغنية، جعلت منه اسوة تحظى باحترام ابناء المقاومة ومقاتلي حزب الله.


    ولفت العميد جزائري الى ان الشهيد عماد مغنية، بادر بعد الحرب الصهيونية على لبنان صيف 2006، الى نقل تجارب حزب الله في هذه الحرب الى المقاومة في غزة ومقاتلي حماس، وساهم في نجاح المقاومة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني.


    وأكد ان كتائب عز الدين القسام والوحدات الصاروخية لحماس، تعتبر الشهيد عماد مغنية شريكا في انتصار المقاومة في غزة.

    وتوقع نائب رئيس الاركان العامة للقوات الايرانية المسلحة، ان تظهر انتصارات اخرى تحققها المقاومة في المستقبل، وكلها تحمل علائم لدور هذا الابن البار للثورة الاسلامية وولاية الفقيه.


    اكد مساعد رئيس الاركان العامة للقوات الايرانية المسلحة ان القدرات الاستراتيجية للمقاومة التي فاجأت الكيان الصهيوني، هي مدينة لجهود عماد مغنية.


    المصدر:

    http://www.almanar.com.lb/adetails.p...=41&eid=419299

    تعليق


    • #3
      12/2/2013


      رعب "مغنية" يلاحق قادة العدو بعد 5 سنوات على اغتياله


      على الرغم من مرور خمس سنوات على استشهاد القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية، لا يزال كيان العدو الصهيوني يعيش حالة الخوف من رد محتمل لحزب الله على العملية، وقد تم رفع حالة التأهب داخلياً في الجبهة الشمالية (في فلسطين المحتلة) والسفارات الإسرائيلية في دول العالم، وتكثفت حال الاستنفار في أوساط الجيش الإسرائيلي في الآونة الأخيرة، وشهدت الأيام الماضية طلعات جوية مكثفة للطائرات الحربية المعادية فوق المناطق اللبنانية، تخللتها غارات وهمية فوق مزارع شبعا ومرتفعات الجولان، كما سجلت دوريات مصفحة لحرس الحدود الإسرائيلي بمحاذاة السياج التقني في محاور الوزاني، الغجر والعباسية على الحدود مع لبنان..كل ذلك في ضوء تصعيد سياسي واعلامي اسرائيلي على لبنان، لا سيما بعد الغارة الاسرائيلية الاخيرة على جمرايا السورية.

      وقد وصلت حالة التأهب الأمني في الداخل إلى تشديد الحراسة على شخصيات سياسة وقيادات عسكرية حالية وسابقة، ومن أبرزهم رئيس الأركان السابق غابي اشكنازي، ورئيس "الموساد" السابق مائير داغان، "خوفاً من اغتيالهم"، بحسب تقارير أمنية إسرائيلية.





      وانعكست حالة القلق في الكيان العبري على شكل اتهامات "استباقية" لحزب الله بتنفيذ عمليات في الخارج، وضغوط سياسية على دول القارة العجوز لإدراج الحزب في لائحة "الإرهاب"، التي يصدرها الاتحاد الأوروبي، فيما يؤكد محللون عسكريون إسرائيليون أن "الثأر" لمغنية سيكون "مقدمة الحرب المقبلة" مع ما تحمله من "مخاطر وجودية" على "إسرائيل"، ويبدو أن مغنية استطاع أن يرعب العدو الإسرائيلي حياً وشهيداً، ولمعرفة السر في ذلك يكفي الإطلالة على شيء من سيرة القائد الجهادي.

      استشهد القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية وهو في الخامسة والأربعين من العمر في كفرسوسة إحدى ضواحي العاصمة السورية دمشق بتاريخ الـ12 من شهر شباط/فبراير من العام 2008، وذلك بعد سنوات مليئة بالانجازات العسكرية، وبعد 25 عاماً من المطاردة والملاحقة من قبل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ـ والأميركية، وخلال تشييعه دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إلى "تأريخ بداية سقوط دولة اسرائيل" بعد استشهاد الحاج مغنية، وخاطب الجماهير المحتشدة، قائلاً: "إذا كان دم (الأمين العام لحزب الله الراحل) السيد عباس الموسوي قد أخرج الاسرائيليين من لبنان، فإن دم الشهيد عماد مغنية سوف يخرجهم من الوجود".

      سيرة مغنية الزاخرة تبدأ بانتقاله مع أهله من بلدته "طيردبا" في الجنوب اللبناني إلى منطقة الشياح (ضاحية بيروت الجنوبية)، حيث أمضى حياته الدراسية فيها، والتحق بصفوف حركة "فتح" دفاعاً عن القضية الفلسطينية (عام 1975)، ولم يكن القائد الجهادي عضواً عادياً في "فتح"، بل التحق في وحدات النخبة، وما لبث أن ترقى سريعاً في صفوفها إلى أن أصبح مسؤولاً في أحد مراكز الحركة، وكان على قدر من الشعبية جعل كثيراً من الشبان يلتفون حوله على الرغم من صغر سنه، ومع بداية الاجتياح الإسرائيلي للبنان (1982) كان من أوائل المقاتلين الذين تصدوا للجيش الإسرائيلي في منطقة خلدة مع مجموعة من إخوانه، وبقي ينشط سراً مع نفس المجموعة بعد دخول الدبابات الإسرائيلية إلى أحياء بيروت، وتطور أداء القائد الجهادي في الصراع مع العدو، ليكون من أوائل المؤسسين للعمل المقاوم ضد "إسرائيل"، فانخرط مع مجموعة من رفاقه في صفوف المقاومة الإسلامية منذ تأسيسها، ليلاحق الجنود الصهاينة بالعمليات الجهادية في عدد من المناطق الجنوب اللبناني، على امتداد مسيرة المقاومة الإسلامية وانتصاراتها، وصولاً إلى التحرير في العام 2000 والانتصار في العام 2006، وهو ما دفع بالأمين العام لحزب الله إلى اعتبار مغنية "قائد الانتصارين بحق".



      جهود مغنية لم تقتصر على الجنوب اللبناني، بل تعدتها إلى فلسطين المحتلة، وقد شكل نشوء قوى مقاومة جديدة دافعاً مهمّاً للقائد الجهادي من أجل توفير الدعم للفصائل العاملة داخل فلسطين، وتوفير الاحتياجات اللوجستية والمادية لهذه الفصائل، وكانت الأولوية لديه كيفية إيصال السلاح إلى الداخل، وتراكمت جهود مغنية حتى وصلت المقاومة الفلسطينية إلى ما شهدته من قوة في أيامنا هذه مروراً بحرب غزة في عامي 2008 و2012، "فكل صاروخ أطلق كان يحمل بصمات الحاج عماد مغنية"، كما قال قياديون في المقاومة الفلسطينية، وهو ما أكده ايضاً امس القائد العسكري الإيراني العميد مسعود جزائري، من أن "القدرات الإستراتيجية للمقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها الوحدات الصاروخية، مدينة لجهود القائد الشهيد الحاج عماد مغنية، الذي يعده شريكاً بانتصار المقاومة في غزة".

      رواية "كتاب العمليات الكبرى لجهاز الموساد الإسرائيلي"، الصادر عن دار النشر الأميركية "هاربر كولينز"، في العام 2010، لمؤلفيه "ميخائيل بار زوهار" و"نسيم ميشعال" الإسرائيليين، تكشف ظروف إغتيال مغنية في منطقة كفرسوسة (الضاحية الدمشقية) من وجهة النظر الإسرائيلية، بما لا يدع مجالاً للشك في هوية المسؤول عن استهداف القائد الجهادي في المقاومة الإسلامية على الرغم من تنصل السلطات الإسرائيلية من تبني العملية، في الوقت الذي أكدت وسائل الإعلام العبرية أكثر من مرة أن "السياسة الإسرائيلية الرسمية تبرر قيام أرفع المستويات بالكذب علناً إذا كان في ذلك مصلحة لـ"إسرائيل"، خاصة أن الأخيرة ما تزال تعيش، بعد حرب لبنان الثانية (تموز 2006) حالة ترميم لقدراتها في مواجهة حزب الله".

      كان مغنية بالنسبة للإسرائيليين والأميركيين، يقف خلف كل العمليات التي سببت تراجعاً لنفوذهم في المنطقة، و"على الرغم من ذلك لم يستطع أحد أن يقتفي أثره، حيث كان شبحياً، يضيع أثره بعد كل عملية، وهو بدوره كان يتجنب المصورين والحوارات التلفزيونية، وقد كانت الاستخبارات الغربية على اطلاع دائم بنشاطاته، إلا أنها بقيت جاهلة بظهوره العلني، وعاداته، ومخابئه"، بحسب "كتاب العمليات الكبرى لجهاز الموساد الإسرائيلي".

      الى ذلك، وفيما توافد الزوار اليوم على ضريح الحاج عماد مغنية، حيث زار وفد من حركة "الامة" ضريح الحاج عماد لقراءة سورة الفاتحة، أصدرت أمانة الإعلام في حزب "التوحيد العربي" بياناً أشارت فيه الى أن " ذكرى استشهاد مغنية تستحضر في ذاكرة الأمة والوطن تاريخاً حافلاً من زمن الانتصارات وسيرة مقاومة شريفة رفعت رؤوس كل العرب والمسلمين وارتوت بدماء شهدائها أرض الامة واثمرت انتصارا تلو الانتصار". وأكد حزب "التوحيد العربي" "الاستمرار في حمل راية المقاومة ودعم خياراتها في معركة تحرير الأرض وصون العرض والكرامة و مواجهة كل المتآمرين والحاقدين وأصحاب النفوس الضعيفة".




      المصدر:
      http://www.alahednews.com.lb/essayde...id=71419&cid=7

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم صل على محمد وآل محمد
        كشيعي تونسي من الجنوب افتخر بهذا القائد الهمام
        قدم الكثير لنا كشيعة في المنطقة
        صوب البنقية نحو الهدف الصحيح ليس كالقاعدة دائما في المكان الخطاء

        تعليق


        • #5
          اخي القفصي بارك الله فيك

          *************


          15/2/2013


          ضريح القائد الشهيد عماد مغنية يغصّ بالزوار

          وفود تزور ضريح الحاج عماد مغنية في الذكرى السنوية لاستشهاده


          في الذكرى الخامسة لاغتيال القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية، يستمرّ توافد الزوار الى روضة الشهيدين في بيروت، للتعبير عن التمسّك بنهج المقاومة بوجه العدو الصهيوني الذي لطالما أقلقه وجود الشهيد مغنية قائداً للمجاهدين في الميدان، ولاسيّما خلال العدوان الاسرائيلي عام 2006.



          تحية من وفد الحزب السوري القومي وجبهة المقاومة الوطنية أمام ضريح القائد الكبير

          عناصر من جبهة المقاومة الوطنية أمام الضريح

          وفد جبهة المقاومة الوطنية والحزب السوري القومي أمام الضريح

          وفود محبّي القائد الكبير جدّدت الوفاء لخطّ المقاومة، معاهدين إيّاه مواصلة مسيرة رفض الخضوع للسياسات الخارجية والتهديدات الاسرائيلية والتنازل عن الأرض وحقوق الشعوب المستضعفة، ودعم القضية الفلسطينية.


          وفد من إتحاد بلديات الجنوب وبيروت


          إكليل من الورد باسم رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان


          وفد المنظمات الشبابية يقرأ سورة الفاتحة أمام الضريح


          وفد حركة الأمة أمام الضريح

          ضريح القائد الكبير

          وقد تقاطر الى ضريح الشهيد مغنية وفود من حركة "الأمة" و"هيئة دعم المقاومة الإسلامية" و"الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب" والاتحاد "العمالي العام في لبنان" و"منظمة التحرير الفلسطينية" و"اتحاد بلديات الجنوب وبيروت" و"جبهة المقاومة اللبنانية" و"الحزب السوري القومي الاجتماعي"، إضافة الى وفد من المنظمات الشبابية اللبنانية والفلسطينية، وقرأوا سورة الفاتحة على أرواح شهداء المقاومة الإسلامية.



          ضريح القائد الكبير

          وفد من هيئة دعم المقاومة الإسلامية

          وفد من الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب

          وفد من الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب

          المصدر:
          http://www.alahednews.com.lb/essayde...id=71569&cid=7

          تعليق


          • #6
            23/2/2013


            تخليد ذكرى الحاج عماد مغنية وشقيقيه الشهيدين في طهران


            أقيمت في العاصمة الإيرانية طهران، مساء أمس، مراسم تخليد ذكرى القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية وشقيقيه الشهيدين جهاد وفؤاد (تحت عنوان ذكرى الرضوان)، بحضور حشد من المواطنين والمسؤولين الإيرانيين، وممثلين عن حزب الله، حركة "أمل"، والمجلس الاسلامي العراقي الأعلى، والقائم بأعمال السفارة اللبنانية، ووالد ووالدة الشهيد وعقيلته في حسينية فاطمة الزهراء (ص).

            مراسم تخليد ذكرى القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية في طهران

            العميد أبو الفضل مسجدي، أحد قياديي حرس الثورة الاسلامية، أكد، في كلمة ألقاها في المراسم، أن "الشهداء قدموا دماءهم من أجل رفع راية التوحيد ومدرسة الاسلام"، وأشار مسجدي ألى أن "حزب الله قدّم دروساً عن الصمود والمقاومة للمناضلين الفلسطنيين،مضيفاً أن الفلسطيين ادركوا بأن السبيل الوحيد لمواجهة العدو الصهيوني هو المقاومة والاستشهاد.

            ولفت العميد مسجدي إلى أن الاعتداء الصهيوني على مدى 8 أيام على غزة جاء من أجل تدمير "حماس" وتعويض هزائم العدو في حربي تموز 2006 وغزة عام 2008.

            ممثل حزب الله في ايران السيد عبدالله صفي الدين وجانب من الحضور في المهرجان

            وأضاف القيادي في حرس الثورة الاسلامية أن "العدو الصهيوني إستسلم بعد ثمانية أيام من خوضه الحرب مطالباً بوقفها".

            وقال العميد مسجدي: "اليوم أصبحت المقاومة الاسلامية وقيادتها كالجبل في وجه الصهاينة وإن هذا الكيان لن يتجرأ في التعدي على الأراضي اللبنانية".

            وأشار مسجدي الى أن "المقاومة الاسلامية قدمت نموذجاً للمقاومة والاستشهاد في مواجهة الاستكبار العالمي وأن حزب الله حقق التضامن الوطني بين مختلف الطوائف اللبنانية".

            جانب من الحضور في المهرجان

            من جانبه، قال السيد عبدالله صفي الدين ممثل حزب الله في ايران "إن الكيان الصهيوني يمثل الجبهة الأمامية للاستكبار العالمي في مواجهة الاسلام".

            وأشار صفي الدين إلى أن "الثورة الاسلامية في ايران كانت ضربة قاسية للصهاينة وكانت بمثابة بدء العد التنازلي لانهيار الكيان الصهيوني".

            كما تحدث صفي الدين عن شخصية الحاج عماد مغنية وحياته الجهادية، مؤكداً على أن "حزب الله يسير على نهج الولاية".

            تكريم عائلة القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية في المهرجان

            وفي نهاية المراسم تم تكريم عائلة الشهيد الحاج عماد مغنية واثنين من رفاق دربه في المقاومة الاسلامية، وكذلك والد العالم النووي الشهيد الدكتور مصطفى أحمدي روشن (الذي تم إغتياله العام الماضي على يد عملاء الكيان الصهيوني).

            المصدر:
            http://www.alahednews.com.lb/essayde...id=71933&cid=9

            تعليق


            • #7
              11/2/2014


              عماد مغنية: أسرار من نوع آخر

              الحاج عماد: قائد عسكري يهوى الفن أيضاً

              لطيفة الحسيني

              يختزن القائد الشهيد عماد مغنية في شخصيته العديد من الأسرار المفاجئة.. تتوازى مهارته في القيادة العسكرية مع شغف بعالمٍ بعيد ٍ عن السياسة والمواجهة مع العدو، عارفوه يشهدون على حبّ نما منذ صغره لأشكال من الفن الملتزم ..


              صورة خاصة بموقع "العهد" للقائد الشهيد تُنشر للمرة الأولى

              لا يزال الشهيد الكبير عماد مغنية لغزاً يحيّر الكثيرين، شخصيته وهويته الغامضة التي لم تُكشف إلّا بعد اغتياله تبدو وكأنها نبعٌ يفيض بالأسرار الغريبة والجميلة في آن معاً.. مسيرته الجهادية الطويلة تشير الى أنه واحد من القادة القلائل الذين تميّزت حياتهم بخط تصاعدي على كافة المستويات، ممتلكين قدرات ولياقات ذهنية غزيرة.

              من عايش الحاج عماد على مدى سنوات، يتحدّث عن هواية فنية تطوّرت مع مراحل عمره.. فهو اندفع في بداية "مشواره" السياسي الى متابعة المسرحيات التي تتناول الواقع اللبناني المأزوم، وعندما انطلق في مسيرة النضال (قبل توليه مسؤولية قيادية في حزب الله)، التقى الفنان زياد الرحباني الذي كان "يتعقّب" أعماله الساخرة.


              الشهيد القائد في شبابه

              الى جانب الفن الرحباني، عُرف عن الحاج عماد ولعه بأناشيد الفنان مارسيل خليفة الثورية، كان يهوى الاستماع إليها لأنها تعكس قضايا الامة والارض.

              حظيت الموسيقى الملتزمة في حياة القائد الشهيد بحيّز من الاهتمام، فهو لم يكن مستمعاً فحسب، بل كان مشاركاً في العديد من الأعمال الفنية الإنشادية الى حدّ أنه تعاون مع فريق "كورال" لتسجيل نشيد "المجد لأيلول الشهداء"، وأدخل صوته فيه.

              نشيد المجد لأيلول الشهداء
              http://www.alahednews.com.lb/essayde...d=92179&cid=76

              تعلّقَ الحاج بالموسيقى الايرانية أيضاً، التي لم تفارقه في رحلاته الى سوريا. يروي العارفون أن الرحلة الأخيرة الى "الشام" شهدت "صدفة" غريبة، فالحاج كان يستمع قبل وصوله الى وجهته هناك، الى قطعة فنية إيرانية تراثية للفنان محمد الأصفهاني تحمل عنوان "امشب در سر".. عند ترجمة كلماتها الفارسية للعربية، يتبيّن أنها تصف حالته النفسية قبيل استشهاده وكأنها أغنية الوداع، فهي تقول في إحدى مقاطعها " هذه الليلة شيء واحد .. العاطفة والفكر.. إذ أنا بعيد عن هذا العالم".


              المكتب الخاص بالشهيد القائد

              لم يحدّ شيء من شغف القائد الكبير يوماً.. يستعيد المقربون منه "خبريات" تُذكّر بحماسته للأعمال الفنية المُحكمة والمعدة بإتقان.. فالحاج، لطالما واكب تصوير أناشيد المقاومة على طريقة "الفيديو كليب". يشهد نشيد "نصرك هزّ الدني" على تدخل الشهيد في أدقّ تفاصيله، الى حدّ تعديله لبعض المشاهد فيه، وخصوصاً عندما أعاد تصوير مشهد شاب يركض حاملاً علم حزب الله، ليستبدله بالعلم اللبناني. ويروي أحد المجاهدين الذين عايشوه كيف أصر الحاج على إعادة طلي مجموعة كبيرة من حاملات راجمات الكاتيوشا لتظهر في فيديو "نصرك هز الدني"، على قاعدة أن الصورة تعبّر عن طبيعة وشخصية من فيها أو من خلفها، وعليه، منح "الأخوة" يومها مهلة لا تتجاوز الـ 24 ساعة كي ينتهوا من عملية الطلاء ثم حضر للتفقّد وأوعز بالبدء بالتصوير مجدّداً.

              نشيد نصرك هز الدني
              http://www.alahednews.com.lb/essayde...d=92179&cid=76




              قبل ذلك، عمل الحاج عماد على استعادة "فلاشات" الاناشيد الفلسطينية القديمة كـ "طالعلك يا عدوّي طالع" لتعرض على قناة "المنار" في إطار "فيديو كليبات".

              وبقدر ما كان مشاركاً فعّالاً في كلّ نشاط فني يدعم المقاومة، كان القائد الشهيد، حاضراً من وقت الى آخر في المسرحيات السياسية التي تعنى بالنهج الثائر.. ويحكي البعض أنه حضر يوماً مسرحية نظّمتها وحدة الانشطة الاعلامية في حزب الله بعنوان "وارث" للمخرجة هداية سنان في حديقة بلدية الغبيري في الجناح، وحرص حينها على تهنئة المخرجة وإبداء ملاحظاته على ما قدّمته.



              تلفزيونياً، يُنقل عن الحاج عماد متابعته الدائمة للمسلسلات الكوميدية وخصوصاً أعمال الممثل السوري ياسر العظمة الساخرة (مرايا). الفن السوري عموماً شدّ انتباه القائد الشهيد، لقاؤه بالممثل دريد لحام بعد حرب تموز 2006، واستشهاده بمقولة للأخير عن أن لبنان سيحتلّ يوماً ما جنوب "اسرائيل"، يعكس مدى تأثره بمسرحيات "غوار" ولا سيّما "كاسك يا وطن" التي تنتقد الواقع العربي بطريقة كوميدية.

              للممثل السوري الراحل خالد تاجا قصة مع الحاج عماد.. تعرّف إليه بعد 12 شباط 2008، أي عقب استشهاده، وعندما اطّلع على إنجازاته العسكرية وقيادته لنصري المقاومة في الـ 2000 والـ2006، نظم له قصيدة بعنوان " بعد أن رحلت قالوا لنا من أنت"، لكنه لم يكتفِ بذلك، فبادر الى الطلب من الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الحصول على مقتنيات الشهيد، وكان له أكثر، أرسل له السيد المصحف الخاص بالحاج عماد و"شاله" الأسود..

              في حياته وبعد استشهاده، ظلّ الحاج "رضوان" لغزاً جميلاً يثير "حشرية" الكثيرين، يودّون معرفة أي جديد عنه وعن اهتماماته وميوله.. فرسم صورة مختلفة عن قياديين عسكريين نمطيين في الوطن العربي، ليغدو أيقونة المقاومة الساحرة بإنجازاتها وأحجياتها.


              http://www.alahednews.com.lb/essayde...d=92179&cid=76

              تعليق


              • #8
                12/2/2014


                الشهيد عماد مغنية يغزو "إسرائيل" ‎...!!



                قد يعدّ البعض أن الحرب الالكترونية هي مصطلح جديد، إلا أن هذا المصطلح يعود للحرب العالمية الثانية حين رأى رئيس وزراء المملكة المتحدة البريطانية أن "الحرب الالكترونية هي الدرع والسيف".

                ومع التطور التكنولوجي الضخم في مجال الاتصالات والكمبيوتر ومكننة مؤسسات الدول، باتت الحكومات الالكترونية هدفا استراتيجيا لايصال رسائل معينة في الظاهر والاستحصال على معلومات سرية في المضمون. فالهجوم الذي تعرض له الكيان الإسرائيلي في الاشهر الماضية كانت له تداعيات كبيرة عليها، ما دفع رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتز، ليعتبر أن "الحرب الإلكترونية تمثل تحديًا يتعيّن على إسرائيل مواجهته بحزم".

                أما اليوم، فقد علمت "النشرة" بأنّ مجموعة من "الهاكرز" أقدموا على مهاجمة مواقع اسرائيلية، واطلقوا على أنفسهم اسم "قادمون"، وقد عزوا هذا الهجوم بأنه يأتي في ذكرى اغتيال القائد العسكري في "حزب الله" الشهيد عماد مغنية، إذ تمّ اسقاط هذه المواقع ووُضعت عليها صورة مغنية مرفقة بكلمة "إن شاء الله"، وكلمة "قادمون".

                بدأ هذا الهجوم عند الساعة 1:45 فجر يوم أمس، حيث اسقط العديد من المواقع كان ابرزها موقع وزارة الحرب للكيان الغاصب وغيرها من المواقع الاسرائيلية، علمًا أنّ مصادر متابعة كشفت لـ"النشرة" ان هذه العملية ستتوسع كما انها قد تكون بداية لمفاجآت جديدة، غير تلك التي وقعت اليوم.

                تعليق


                • #9
                  13/2/2014


                  كلمات إلى قائد الإنتصارين ...في ذكراه



                  منذ صغره، اكتشف ان قناعاته ومبادئه ستقوده الى عالم خاص، لا يشبه العالم الذي نعيش، ادرك باكرا انه قادر على تكريس كل حياته في سبيل قضية تستحق منه كل هذه التضحيات التي بقيت اسرارها طي الكتمان، حتى بعد استشهاده في الثاني عشر من شباط عام 2008، ولم يُكشف عن كامل ما تحمله شخصيته الفذة، .. وحده امين عام حزب الله استطاع ان يُظهّر ما تيسر، شخصية رفيق دربه وصديق عمره وحافظ جعبته العسكرية، في كافة الحروب التي خاضتها المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي.
                  حمود زيات/جريدة الديار
                  المنار

                  انه عماد مغنية، المقاوم والشهيد .. الاسم الذي ارعب دوائر الاستخبارات العالمية التي تواطأت لمصلحة الاجهزة الامنية الصهيونية، لكشف كامل شخصيته للنيل منه، ولم تصل الى نتيجة، سوى انه من مواليد العام 1962 .. ونقطة ع السطر.

                  وبقي عماد الاسم الاكثر استهدافا ومتابعة لدى دوائر العدو الاسرائيلي، الذي جند عملاء محليين واجانب لتقفي اي اثر له، منذ ان ظهرت ملامح عن عمله في تطوير قدرات المقاومة وجهوزيتها، لتكون جديرة بان تصنع الانتصارات، وهو الذي لُقّب، بعد استشهاده بـ «صانع الانتصارين»، في ايار العام 2000، يوم تحققت الهزيمة المدوية للاحتلال الذي تقهقرت قوته في الجنوب، وفي تموز واب من عام 2006، يوم سجلت المقاومة اكبر انتصار على العدوان المدعوم والمبارك من شبكة من الدول والاجهزة الدولية والعربية وحتى اللبنانية.


                  نصرالله ظهَّر الصورة السريّة المشرقة للمقاوم المبدع


                  فالسيد نصرالله الذي نجح في اعطاء الحق لما تستحقه شخصية عماد مغنية الذي بقي على مدى مسيرته، يشكل لغزا من الالغاز غير المباحة في صفوف «حزب الله» وجمهوره، في مواجهة الحملات الاعلامية التي سيقت لتشويه شخصية المقاوم والمبدع والخلاق في ابتداع اساليب جديدة للمقاومين، لم يكن يألفها العدو، منذ افتتاح عصر الاستشهاديين بعملية الشهيد احمد قصير ضد مقر الحاكمية العسكرية للاحتلال الاسرائيلي في منطقة جل البحر في صور، مرورا بمئات العمليات العسكرية المركبة التي جعلت الاحتلال يشعر وكأنه في واد من الدموع، وصولا الى دخول حزب الله في عالم صناعة التوازن المرعب مع الاحتلال، وفرض المعادلات العسكرية عليه وعلى داعميه من صناع القرارات الدولية المتوددة دوما للكيان الاسرائيلي ولمصالحه في المنطقة.


                  الفتى المقاوم..المتحرر حتى من اسمه


                  قبل ان يكون من ضمن مجموعة من الشباب المثقف الذين قرأوا، وبتمعن الافكار الماركسية ومدارسها الماوية والستالينية،، كان مهتما اكثر بالفكر الفلسفي الذي بشّر بقيام حركات تحرر وثورات شعبية لمقاومة الاحتلال .. او الاستعمار وازالة الانظمة الرأسمالية، والاسترشاد منها بما يخدم القضية الام عنده، القضية الفلسطينية التي كرس حيزا هاما من مسيرته، وهو بين احضانها وفي قلبها. لم يكتف عماد بما قدمه للشعب الفلسطيني في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، بل اعاد الصلة مع فلسطين من خلال العمل على نقل تجربة المقاومة في لبنان، الى الداخل الفلسطيني الذي كان وفيا على ما قدمه، فنفذت عمليات عسكرية عدة ضد الاحتلال حملت اسمه.




                  عماد مغنية، الشاب العشريني الخجول والهادىء، الذي يخفي مهاراته القيادية عن قدامى اصدقائه، وان كانت واضحة في كثير من المواقف، يتأبط جريدته اليومية ويمضي لتفقد الاصحاب والرفاق من ابناء جيله .. لتُعقد جلسات نقاش عن الحرب التي قالوا انها «اهلية»، يومها «كان المشروع الانعزالي الذي كانت تقوده الجبهة اللبنانية، يشكل خطرا على لبنان» برأي عماد، الذي عاش يوميات الحرب وبشاعة المجازر البشعة التي ارتكبت خلال فصول هذه الحرب، سيما عمليات «الخطف ع الهوية» التي كانت تجري بين شطري بيروت، وهو الذي عاش في الشياح، عند حافة الشطرين.

                  عماد المتحرر دوما من بطاقة الهوية، لم يُظهر التسلسل العمري لصوره التي انتشرت،اي عمليات تغيير في وجهه، ملامح وجهه في العام 1977، هي نفسها الملامح التي ظهرت في صورته اثر استشهاده، على عكس التقارير الاستخباراتية والاعلامية التي تحدثت عن عمليات تجميل خضع لها مغنية لتغيير ملامح وجهه، هو كان اذكى من ان يلجأ الى اجراء عمليات تجميل، فمن لديه القدرة على الانقطاع الكامل عن اصدقائه الذين يتابعهم من بعيد، من دون ان يكونوا قادرين على متابعته، وينقطع عن المنطقة التي سكنها او عاش فيها، فهو قادر على التخفي واعتماد التمويه في يومياته، لنجاحه في اداء دور رسمه لنفسه باكرا .

                  عماد .. المؤمن بالفدائي .. بالمقاوم

                  حين دغدغته افكار اليسار، مع دخول الحرب اللبنانية عامها الثاني، حسم خياره باكرا بانضمامه الى الحركة الام للقضية الفلسطينية «فتح»، وهو في عمر السادسة عشر، كانت له مساهمة في التصدي للغزو الاسرائيلي لجنوب الليطاني في آذار العام 1978، بعد ان غلبت عليه دغدغة صورة الفدائي الفلسطيني التي كانت ما تزال نقية، الصورة التي شكلت عنده عقيدة، وحين يحدثك تكتشف انه مُلمٌ ويُمسك بالحجج الفكرية والفلسفية، ويحاجج الماركسي بالماركسية والماوي بالماوية، لكن التحول الكبير الذي تمثل في العدوان الاسرائيلي للبنان عام 1982، ووصول الدبابات الاسرائيلية الى قلب العاصمة بيروت، جعله يرسم لنفسه صورة ودورا جديدين، يتناسبان مع التحدي الكبير، فاخذ موقعه الفاعل في مقاومة الاحتلال، ونظم اولى المجموعات العسكرية التي حملت طابعا اسلاميا، وتجهيزها لمقاومة الاحتلال، كل ذلك كان يجري قبل ان يسمع اللبنانيون بتسمية تدل على وجود تنظيم باسم «حزب الله»، فالعمليات العسكرية التي نفذتها المجموعات التي شكلها عماد، ضد الاحتلال الاسرائيلي، كانت تجري في مناطق مدروسة من الناحية الجغرافية، وخارطة انتشار قوات الاحتلال فيها واضحة.

                  من اطلاق الخلايا الاولى للمقاومة...الى فرض معادلات توازن الرعب

                  نجح عماد مغنية في التأسيس لخلايا مقاومة للاحتلال، وان كان ضمن امكانيات متواضعة، قياسا للامكانيات التي كانت تتمتع بها قوى واطراف سياسية لبنانية وفلسطينية، مارست الفعل المقاوم ضد الاحتلال، وهو خطط لسلسلة من الضربات المؤلمة للاحتلال، رسمت معالم جديدة في مسيرة المقاومة، وفي الضربة الاولى التي وجهها الى رأس الاحتلال في منطقة صور، لم يكن عماد يحتاج الى دراسة مطولة لطبيعة الارض، لانه ابن المنطقة، وملم بكل تفاصيل الميدان، وهو كان قادرا على التحرك من دون لفت انتباه احد، وهذه المرحلة امتدت من بداية العدوان في حزيران العام 1982 وحتى تحرير منطقة صور في نيسان العام 1985.. يومها اراد ان يوجه الضربات المؤلمة التي تهز الكيان الاسرائيلي، وهي الضربات التي ستجعله ينهزم ويندحر، وقد فتحت هذه الضربة افاقا جديدة لتطوير عمل المقاومة، وتفاعلها مع الجنوبيين الذين خرج منهم في تلك المرحلة العشرات من الشباب.. للانخراط في مقاومة الاحتلال، وكبرت كرة الثلج.. فشق عماد طريقه مع مجموعة من الخبرات القيادية المتمرسة في الميدان العسكري، لبناء جسم عسكري لمقاومة الاحتلال، والعمل على ابتداع وابتكار اساليب قتالية تكتيكية واستراتيجية، تكفل الهزيمة للاحتلال، فراح العمل المقاوم يتراكم، وصولا الى التحرير الذي تحقق في ايار العام 2000، بعد ان تحولت مواقع ومراكز الاحتلال ودورياته الراجلة والالية ومواكب ضباط وجنود الاحتلال .. ومعهم المرتزقة في ما سُمي «جيش لبنان الجنوبي».. الى اهداف يومية، حتى تحول النزيف الاسرائيلي في جنوب لبنان الى محرك للمجتمع الصهيوني الذي راح يرفع الاصوات للانسحاب من لبنان «البلد اللعين الذي يقتل ابناءنا».

                  تحرير الجنوب.. الحدث الاحب الى قلبه



                  واكب عماد مغنية الحدث المحبب الى قلبه.. تحرير الجنوب وهزيمة اسرائيل، كان هذا الحدث عزيزا على قلبه، ومنه انطلق ليكون حافزا على تعزيز قدرات المقاومة لاستكمال المهمة، وهكذا كان، تحولت المقاومة الى جيش يزرع الرعب في نفوس جنرالات الاحتلال، جيش يمتلك العدة الكاملة لصنع توازن مع الاحتلال، وهو توازن شكل قلقا للاسرائيليين، وساهم عماد مع امينين عامين للحزب هما الشهيد السيد عباس الموسوي والسيد حسن نصرالله، في صنع مدرسة قتالية قادرة على مواجهة الاحتلال، من خلال عمليات تجهيز واعداد متواصلة، في العديد والعتاد ، لصناعة قوة يهاب منها الاحتلال وغير الاحتلال، وقد تُرجمت نتائج هذه المدرسة القتالية خلال عدوان تموز عام 2006، وبالخوف الاسرائيلي السائد، من ان تغطي صواريخ حزب الله سماء تل ابيب في الساعة الاولى من الحرب المقبلة»، وفق ما قال الاسرائيليون، وهم يشيرون الى الترسانة الصاروخية المتعاظمة التي يمتلكها «حزب الله».


                  نصرالله.. والحرب المفتوحة


                  امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الذي تحدث بتأثر، عن الشهيد عماد مغنية ودوره في صناعة انتصارات المقاومة، وفي تعزيز قدرات المقاومة ودوره في عمليات تحرير الاسرى والشهداء من سجون العدو، في عملية «الوعد الصادق» وردة في بلدة عيتا الشعب الحدودية، سجل نصرالله لقائد مقاومته الدور الاساس في تطوير قدرة المقاومة وتنامي فاعليتها، فالقائد الاستثنائي في الزمن الاستثنائي الذي رسمته مسيرة المقاومة على مدى ستة وعشرين عاما، جعل من المقاومة ..القوة التي تخافها اسرائيل، واغتيال اسرائيل لابرز الوجوه السرية للمقاومة، جعل السيد يعلنه فاتحة للحرب المفتوحة، وهو قال في وداع «ساحر المقاومة» هم قلقون ومرعوبون وخائفون ليس فقط في فلسطين، بل في كل انحاء العالم، دعوهم يقلقوا، فليذوقوا طعم الخوف والقلق والرعب، الذي طالما اذاقوه لشعوبنا واهلنا «.. وتوجه الى الاسرائيليين بالقول « ان كنتم تريدون هذا النوع من الحرب المفتوحة، فليسمع العالم كله .. فلتكن هذه الحرب المفتوحة.. لقد ترك لنا عماد مغنية الالاف من المقاومين الاشداء.


                  بعد ثماني سنوات على استشهاده، يبقى عماد مغنية، الاسم الاكثر حضورا في وجدان رفاقه المقاومين، الاسم الذي اقلق على مدى السنوات الماضية الكيان الاسرائيلي، مع عطاءات عماد مغنية، راحت اسرائيل تقتنع اكثر فاكثر، «ان «حزب الله» عدوّ معقد للغاية، تنظيم متكامل يتسم بالصلابة ولا يجب الاستهانة بقدراته.. لقد اصحبنا نتلمّس طريقنا في العتمة كالعميان قبالة «حزب الله»، لقد اظهر «حزب الله» ان لديه مهارات استخبارية محترفة جداً، وفي الوقت نفسه لديه قدرات تكنولوجية متطورة جداً.

                  في الثاني عشر من شباط قبل ثماني سنوات ..خسرت المقاومة احد اهم اعمدتها، لم تصمد نشوة «الانتصار الاسرائيلي» باغتيال عماد مغنية، بعد ان استفاقت على ما انجزه على مستوى اعداد مقاومة قادرة على السيطرة على الجليل الفلسطيني المحتل «اذا طُلب منها ذلك»، واستطاع السيد نصرالله ان يُقنع الاسرائيليين بان «تموز سيكون نزهة» قياسا لما ينتظرهم، وجعلهم يتلمسون معالم المدرسة التي اعدها عماد قبل رحيله، فالمقاومة التي نسفت قواعد الصراع القائم بعد ان رسمت معادلات جديدة لهذا الصراع، وهي قواعد لم يجرؤ احد على رسمها في تاريخ الصراع العربي ـ الاسرائيلي..الم يكن عماد مغنية القائد الفعلي لحرب الـ 33 يوما، والى جانبه جيش من الخبرات والكفاءات القتالية؟..

                  تعليق


                  • #10
                    14/2/2014


                    * الحاج عماد ..كمْ تمنيْتُ أن أكتبَكَ..

                    بقلم.أ.محمدحمود..



                    كم تمنيْتُ أن أكتبكَ ..
                    أن أرسمَ بالشغفِ أسطُرَك..
                    كم تمنيتُ أن أسرحَ فيكَ..
                    في ظلِّك..
                    في شمسِك...
                    أن أقرأَك..

                    يا أيُّها الماردُ قمْ عانِدْ جراحَك...
                    لقِّمْ سلاحَك...
                    وشوقُ محرابَك..
                    يحنو لك..
                    قُمْ داوِ الجراحَ بعينيك..
                    وامشِ خلفَ النعوش..
                    خلفَ القلوبِ، خلفَ الورود..
                    لتحكي لك...
                    تحكي حكايتَك..


                    يا أيها المارد..
                    عُدْ ولملِمْ من نزفِ الدماءِ البسْملات..
                    عدْ ولحِّنْ بالرصاص .. بالرجالِ.. بالقتال ..
                    عزفَ الكلمات..
                    عُدٰ إلينا .. روحاً من ملاك...
                    عُدْ إلينا..
                    ما أحْوَجنا لك..




                    كمْ تمنيتُ أن أكتبَك..
                    أن ألحِّنَ للصمتِ أشواقَ القلوب..
                    أن أنثرَ الشعرَ وأنظمَ للمساءاتِ أشطرَك..
                    أن أهاجرَ فيك..
                    إلى جبالك.. إلى قتالِك.. إلى ترْنيمة الصوتِ
                    وسرِّ دُعائِك ..
                    حبرُ صلاتك...تبرُ رجالك..
                    وأمهر القلمَ بدمعةٍ وشمعة وأكتبكَ وأكتبك..
                    أحكي ضاحيتَكَ وأجول ..
                    مع حروفِكَ في شوارِعها ..
                    تحميها برمشَيْك..
                    تكحِّل دماءَها برذاذِ حبِّك..
                    وتقلِّمُ ورداتَها من الأشواكِ والأسلاك..
                    وتبقى أسيرها...
                    وتبقى أسيرتك...
                    تمشي فيها بجراحِك..
                    تحملُ جراحَها.. تُرمِمُ حزنَها بلمستِك..
                    تُؤْنسُ ليلَها بهمستِك..
                    وتبقى هناك فوق التراب ..
                    لا تنام...
                    تُداويها.. تُؤنِسُ الجنود..
                    تكسرُ القيودَ.. وتحميها..



                    كم تمنيتُ أن أكتبَك..
                    أن نسرحَ فيكَ أن نقبلَ صورتَك..
                    أنتَ فينا في الجنوب..
                    في البقاع..
                    وفي الشآم..
                    الساحُ لك...


                    ***
                    * زيارة ملّونة إلى ضريح أيقونة النصر الحاج عماد مغنية

                    محمد علوش

                    إلى من أدرك فلسفة الجهاد ..من نسج من دمائه مقلاعا يبّشر بالنصر ..إلى أيقونة النصر الشهيد القائد الحاج عماد مغنية توجّه عدد من الشباب إلى ضريحه في روضة الشهيدين يوم أمس الخميس حاملين معهم الورود وعدسات التصوير والألوان.


                    ساجدة شاهين صاحبة الفكرة دعت عبر صفحتها على الفيس بوك إلى زيارة ضريح القائد الجهادي الكبير بالكاميرات والورود والألوان للتعبير عن الحب لهذا القائد الرمز ولاقت هذه الدعوة تجاوبا وتفاعلا.

                    وقالت ساجدة ان"الحاج رضوان كان يحب الفن لذلك ارتأينا ان نكون الى جانبه في ذكرى اغتياله لنصور ونرسم ونسمع الموسيقى التي كان يحبها".

                    وشارك في هذا النشاط المصورون محمد بركات وساجدة شاهين ونور برو ومحمد أيوب والفنان التشكيلي علي يونس الذي رسم لوحة للشهيد بشكل مباشر.

                    كما قام علي طالب بوضع الورود الصفراء والبيضاء على الضريح.













                    تعليق


                    • #11
                      14/2/2014


                      * خط تماس | الحاج رضوان وشهداء حزب الله



                      فيديو:
                      http://www.youtube.com/watch?v=H1PSIji5nOs

                      حلقة خاصة من خط تماس في ذكرى اغتيال الحاج عماد مغنية… ومقابلة حصرية مع شقيقته بالاضافة الى تقارير خاصة.
                      خط تماس برنامج يلقي الضوء على النزاعات المنتشرة حولنا في لبنان سوريا فلسطين المحتلة مصر وغيرها … هذا البرنامج يتضمن تحقيقات وتقارير ومقابلات ميدانية من مناطق النزاع … من اعداد وتصوير وتقديم : الصحافية غدي فرنسيس.

                      ***
                      15/2/2014


                      * إسرائيل ترفع درجة استنفارها .. بالتزامن مع ذكرى استشهاد مغنيّة



                      الديار/بانوراما الشرق الاوسط

                      حلّت الذكرى السادسة لاستشهاد قائد المقاومة عماد مغنية.. اذن اسرائيل في ذروة استنفارها العسكري والامني… تلك هي الخلاصة التي لا يتهرب منها العدو الاسرائيلي ، في التعامل الحذر مع لبنان ، في ظل تنامي القدرات العسكرية لحزب الله ، التي باتت تستند الى الترسانة الصاروخية التي تكاد تكون القوة الوحيدة في المنطقة التي ترهب الكيان الاسرائيلي.

                      فقد ذكر موقع «والا» الصهيوني، أنه مع اقتراب الذكرى السنوية لاغتيال رئيس اركان حزب الله وقائد ذراعه العسكري عماد مغنية ، شددت المؤسسة الأمنية الصهيونية من الاجراءات الامنية المتخذة حول كبار الضباط في الجيش الاسرائيلي وكبار المسؤولين في المستوى السياسي، وذلك خوفا من أن يحاول حزب الله الانتقام لاغتياله.

                      ونقل الموقع عن اوساط أمنية اسرائيلية، إن حزب الله لم يوقف البحث عن محاولة للانتقام لاغتيال مغنية ، وهو يبحث عن الفرصة، بعضها تم احباطها والبعض الآخر كانت قريبة جدا من التنفيذ والتعليمات هي بزيادة اجراءات الحيطة والحذر، وبحسب الموقع ، فان الاجهزة الامنية والعسكرية الصهيونية تتوقع بأن يبحث حزب الله عن انتقام لا «يكسر الادوات» لذلك فإن الحزب يحاول تنفيذ عمليات ارهابية في الخارج من دون أن يبقي أي أثر يدينه.

                      ويضيف الموقع ، ان اجراءات امنية مشددة اتخذتها الاجهزة الامنية الصهيونية في الشمال الفلسطيني خوفا من انتقام حزب الله، ومثل هذه الاجراءات اتخذت في الخارج ، وتركزت حول المؤسسات اليهودية في دول العالم ، لكنّ المسؤولين في جيش الاحتلال يعتقدون أن حزب الله يرغب بإبعاد الإنتقام عن الحدود الشمالية ( المتاخمة لجنوب لبنان) بسبب «مشاركته في القتال داخل سوريا.

                      اما نشرة «اسرائيل ديفينس» المتخصصة بالشؤون العسكرية الصهيونية ، فتشير الى ان حزب الله يقوم في هذه الأيام مع الجيش السوري بعمليات عسكرية تمهيداً للسيطرة على مدينة يبرود، ووفق تقارير مختلفة، بدأ حزب الله والجيش السوري بحركة راجلة بإتجاه «مزرعة ريما» شمال يبرود، فيما تتولّى طائرات سلاح الجو السوري قصف يبرود، وتقول ان تقديرات الاسرائيليين تتحدث عن أن إيران غير معنية في هذه المرحلة بفتح جبهة إضافية لحزب الله أمام «إسرائيل» في الشمال، وذلك بهدف الحفاظ على القوة العسكرية للمنظمة ردا على أي هجوم غربي مستقبلي ضد المنشآت النووية في إيران.

                      وضمن الاجراءات الاسرائيلية ، فان جيش الاحتلال اصدر تعليمات مشددة بمنع الجنود من الحديث عبر الهاتف الخلوي في التدريبات العسكرية وخلال ساعات العمل المحدَّدة من قبل قائد الوحدة، وهذا الاجراء يتضمَّن مجمل التوجيهات العسكرية بخصوص استخدام هواتف عسكرية والذي دُوِّن بالتشاور مع جهات قانونية ، وجاء في التعميم أنَّه «في التدريبات التي تجري في قواعد التدريب سيُحدَّد أنه في ظل غياب مكان محمي مخصص لحفظ الهواتف النقالة، يحقُّ للجندي حمل الجهاز النقال شرط أن يكون منطفئاً، والمسألة لا تتنافى مع توجيهات أمن المعلومات، وفي حالات استثنائية يحقُّ لقائد الوحدة السماح للجندي بأن يبقى هاتفه متوفراً، وذلك في حال تبيَّن أنَّ ثمة ضرورة مثل الاطمئنان إلى صحة أقاربه أو لغاية عسكرية.

                      وفي صحيفة «يديعوت أحرونوت» الصهيونية ، قالت في عددها امس الجمعة ، أن جيش الاحتلال الاسرائيلي يعاني من ظاهرة هروب الأدمغة حيث تضاعف على مدى العاميْن الماضيين عدد ضباط الوحدات التكنولوجية الذين اعتزلوا خدمتهم لصالح الظروف المغرية المعروضة عليهم في صناعات التقنيات العالية المدنية، ونقلت الصحيفة عن مسؤول في وحدة التنصت 8200 التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال قوله إن الوحدة لن تستطيع الوفاء بالتزاماتها بغياب الضباط المتميِّزين، وأن هناك أزمة مماثلة في الصف المقاتل حيث يقرر حوالى أربعين بالمئة من الضباط المتميِّزين عدم تمديد فترة خدمتهم العسكرية في جيش الاحتلال .

                      ***
                      * عماد مغنية: أعداؤنا «خير» معلّم



                      الاخبار/بانوراما الشرق الاوسط

                      كان ساحر المقاومة بمثابرته وتجربته وتعلّمه من الإخفاقات

                      في الطريق إلى عماد مغنية، غابات كثيفة وأحراج شائكة، ولكن عليك بالأيك. هذا حبيب تُزار أيكه. في تكتل الشجر وتعانقه، تستسلم لطريق شُقّ بتعب. بمرور الزمن، طريق رِجل واحدة تمرّر جيشاً من الإنجازات. هنا مغارة، أنت تراها مرعبة، بينما كان «الحاج رضوان»، كما يطيب للمقاومين تسميته، يراها مختبراً لصنع إنجاز، لتطوير بدائيات حربية موروثة. «استفيدوا من كل تفصيل في بيئتنا، من كل ما ومن نسج معها علاقة ما». هكذا يلخّص أحد المطلعين على تجربة الرجل استراتيجيته في الصراع، خصوصاً ما بعد عام 2000.

                      في إحدى تلك المغارات، «حبس» مغنية يوماً أحد الكوادر، سلّمه ملفًا وقال له: عليك به. نظر إليه الأخير بذهول وقال: مستحيل يا حاج. فما كان من عماد إلا أن أجابه: طيب ماشي الحال. ثم غادر المكان وقال للشباب: أغلقوا الباب واقطعوا عنه الخط الداخلي (العسكري). لم ينتظر الشاب طويلاً حتى خرج إلى الحاج ليقول له: فعلتها. كان يريد أن يقول لكل من معه: لا تقل: مستحيل، بل قل: حاولنا ولم ننجح.

                      يضيف المُطّلع: «لم يكن مغنية ساحراً تُفتح له الأبواب وتُذلّل أمامه الصعاب كما في القصص، بل كان ساحراً في قصته التي تُلَقَّنُ درساً في المثابرة والمبادرة، وفي التجريب والإخفاق والنهوض بعد الإخفاق». في هذا المعنى يعبّر أحد المقاومين: «رغم القرب من الحاج تبقى بعيداً عنه. بصراحة أقول، عندما التقيت به وعرفته عن قرب بحكم العمل، لم أشعر بأنه هو ذاك الشخص الذي سمعت عنه، نظراً إلى طريقة تصرفه، وتواضعه، وهدوئه، وأناقته. فالحاج شخص صاحب ذوق في اللباس مثلاً، حتى إن المحيطين به كانوا يقلّدونه! في الوقت عينه كان مذهلاً في الأداء العسكري والأمني. كان من رموز الحداثة والإبداع في الأمن والمقاومة». يضيف المقاوم: «على المستوى الشخصي كان كبيراً في كل حيثيات الحياة. فعلى قدر ما يهتم بالتفاصيل العسكرية والأمنية، ويهتم بظروف الشباب وأمورهم الخاصة، كان مترفّعاً، يغضّ النظر عن زلّة هنا أو هنّة هناك، حتى في الإخفاقات العسكرية. كان يجمع الشباب ليسأل معهم: أين قصّرنا؟ ماذا كان ينقصنا؟».

                      هنا يتدخل المطّلع ليقول: ضالة عماد مغنية كانت الشخص الصبور صاحب النفس الطويل، هذا لأنه أدرك نفسية العدو الإسرائيلي التي تقوم على النفس الطويل، إذ لم يكن مغنية يستخفّ بعدوّه. وينقل عنه النائب سليمان فرنجية قوله: العدو الإسرائيلي أكبر أستاذ لنا. لذا، يقول محدّثنا، «كان يتعلم من العدو، ويعرف أنه ينتظر لحظة تراخٍ وضعف حتى ينقضّ، فكلّنا لديه لحظة سهو. «الشطارة» في استغلال هذه اللحظة». وعليه فهو كان يقول: «هؤلاء لا يعرفون كل شيء. نستطيع أن نوهمهم، أن نخدعهم، أن يُخيّل إليهم أنهم في بداية حرب تموز 2006 ضربوا كل منصّات صواريخنا، وأنهم ألغوا هذا التهديد الاستراتيجي ثم نلتفّ من خلف الأرض المحروقة ونقصف تل أبيب».

                      هذا عماد مغنية نفسه الذي كان ينام في السيارة خلال التنقل من مكان إلى آخر، أو يقرأ القرآن، كان يهتم بطريقة غير اعتيادية ببيته وأولاده وإخوته، وحتى بأبنائهم. حين تُسأل فاطمة ابنته الكبرى كيف كان والدك يعوّض عليكم غيابه؟ تجيب: وجوده في الحياة أعلى من كل المعاني التقليدية. فلا معنى للسؤال: كيف كان لكِ كأب. هذا لا يمنع أنها كانت تشمّ ثيابه لأنها تشتاق إليه، أو ترابط وراء النافذة منتظرة ولوجه من ذاك الزقاق الذي كانت ترى فيه السرداب الذي يقول الشيعة إن الإمام المهدي المنتظر غاب منه غيبته الكبرى. فهذا الأمر جزء أساسي من تربية عماد مغنية. دائماً ما يتصدّى للشكوى من الغياب والبعد بسؤال الشاكي: أين التمهيد لصاحب الأمر؟

                      «قضينا العمر ناطرينو وبعدنا» تقول فاطمة. «أمي صوّرت لنا عمل والدي بأنه الجنة. فصرنا نتخيل غيابه عنا أمراً جميلاً جداً بالنسبة إليه. نترقب حضوره بشغف. طبعاً كانت حياتنا مربكة في المدرسة في التواصل مع الناس، خصوصاً حين يتطلب الأمر استعمال الاسم الشخصي. ولكن والدي لم يكن يريد لأيّ منا أن يتصرف، خصوصاً داخل مؤسسات حزب الله، على أنه يمتّ بصلة إلى الحاج رضوان. وحين كنا نراجعه في أمر ما، كان يجيب: ما خصني».

                      هذا «التنكّر» كان أسلوب حياة عند عماد مغنية. فهو لا يتصرف أنه الآمر الناهي، وأنه صاحب القرار. وفي بعض الاجتماعات التي ينبغي أن يكون حاضراً فيها، كان يحضر من دون أن يعرف به الآخرون، يستمع ويدوّن ملاحظاته، وقد لا يتكلم إطلاقًا. وفي النقاشات المفتوحة والمشخصة فيها هويته لم يكن يتصرف على أنه القائد الذي إذا تكلم سكت الجميع، بل كانت شخصيته تستبطن تحفيز الفريق ودعم الرأي بالرأي، يقول المطّلع.

                      يجمع كثيرون على التأثير الكبير لوالدته في شخصيته. يقول أحد أصدقائه وجيرانه في الشياح: «لو لم يكن عماد يملك قوة داخلية تحصّنه، وهذه اكتسبها في البيت وبعناية والدته، لكان شخصاً آخر منذ زمن بعيد؛ لأن المغريات التي عُرضت عليه طوال مسيرته تعرّض أي إنسان للانحراف. وهو كان يملك مقوّمات شخصية: صوت جميل، طلّة حلوة، طاقة ذهنية عالية. رمى نفسه في أتون بكل معنى الكلمة. تلطّف الله به بفضل دعاء أمه».

                      تستذكر الحاجة أم عماد حادث سير تعرضوا له في منطقة المصيلح ــ الزهراني، حينها نجوا بأعجوبة وكان معهم عماد طفلًا ابن أشهر، فرأى والدها أن نجاتهم كانت بفضل هذا الطفل وقال لها: «ديري بالك عليه إلو مستقبل». يوم التحرير حضر إليها عماد ليصطحبها في جولة على الحدود، فما كان منها إلا أن سألته: هل تظن أنك تستطيع الآن التنقل بحرية؟ فقال لها: لا تهتموا بالتفاصيل، افرحوا في هذا اليوم. خلال الجولة كان الحاج عماد يشرح لأهله وإخواته وأبنائهم بعض التفاصيل عن جغرافيا المنطقة ووجود قوات الاحتلال. تستوقفه والدته: وأنت من أين لك هذه المعلومات. يجيب: الشباب شرحوا لي كل شيء!

                      تقول شقيقته ناهدة: «كنا نعلم أنه شخص أساسي في المقاومة، ولكن ما كنا نتخيّل أنه لهذه الدرجة مطلع على كلّ تفصيل. حين أزور الجنوب أشعر أنه موجود في كل حرج، ووراء باب كل مغارة. شقيقي عماد كان ابن الأرض، أحَبّ فلسطين، ولا أحد يعلم لماذا». تستذكر ناهدة حقبة الثمانينيات وبداية المقاومة، وتحديداً «معركة الغبيري». يومها جرى تدمير ملالة للاحتلال. على بعد أمتار من مرقده في روضة الشهيدين، سقط عماد مغنية يومها جريحاً عند محطة سليم، في الليلة التي سبقت مجزرة صبرا وشاتيلا. لم يكن من طبيب يعالج جرحه، انقطع وتر فخذه، لم يُشف منه بشكل كامل، تماماً مثلما لم يُشف من وصل المقاومة الفلسطينية وفلسطين. تلك المعركة كانت كفيلة بكشف هذه المجموعة. مجموعة قُيّد لها وراثة المقاومة الفلسطينية، روحاً نضالية ومخازن أسلحة وأسراراً، عُرف بعضها وأُخفي أعظمها، ومن هذه المجموعة: عماد مغنية وعلي ديب (أبو حسن سلامة)، وبقية النواة التي أسّست حزب الله عسكرياً في خريف عام 1982. وناهدة شاهدة على تجهيز عملية الاستشهادي أحمد قصير. في تلك الفترة اختفى عماد، وصار يتجنّب الضوء. حتى في تجهيز العمليات لم يكن كل المقاومين يعرفونه. كان يستعين بشقيقه الأصغر جهاد، ليكون رابطاً بينه وبين المقاومين على الأرض، كرضا حريري وأسعد برو وآخرين كثر. وكانت ناهدة ترافق شقيقها لتمويه المهمة التي أوكلها إليه عماد.

                      أما استشهاد الحاج فقصة أخرى. يصف صديق له الخسارة بأن يموت عماد ميتة عادية. يقول والده، الحاج فايز مغنية، «حين استشهد جاء من يخبرني أنه تعرّض لحادث سير ووضعه خطير. صُعقت: هل هذه نهاية عماد، حادث سير؟ ولكن في ما بعد تكشفت حقيقة الأمر وكنت فخوراً. فابني حيّر أعداءه 25 عاماً، ولكنه لم يكن مختبئاً». يفتخر الوالد بقول رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني: كل واحد في إيران هو عماد مغنية، رداً على انتقاد الولايات المتحدة لزيارة ظريف لضريحه في بيروت. والدته كانت تدعو ليلها ونهارها بأن يستشهد، لأن هذه نتيجة طبيعية ومجزية لكل هذا النضال.

                      قرب فاطمة تجلس إيمان، ابنة فؤاد الشقيق والشهيد الثاني في عائلة فايز مغنية. حتى هي لم تُهمل في تفاصيل عماد. تقول «مرّة كنت أهم بالخروج من أحد المباني ومعي صديقتي، إذا بي أُفاجأ بعمي داخلًا إلى المبنى، فتصنّعت عدم رؤيته حتى لا أُحرجه وأُحرج نفسي، لأنني لا أعرف ماذا أقول عنه لصديقتي، فما كان منه إلا أن أخذني بالأحضان، وسألني عن أحوالي. هنا صديقتي لم تطق صبراً: من هذا الذي يحلّ له احتضانك وتقبيلك. فقلت لها: هذا شقيق جدي!».

                      تتحدّث ناهدة عن عماد بصيغة الجمع. أستوقفها لأعرف من كان معه، فيأتي الجواب: «ما زلنا لم نعتد الحديث عنه إلا هكذا. يُذكر بإيماء. نُدعى لنراه بشيفرة: أكلة ما أو طرفة. مرة اجتمعنا في منزلي على الغداء، وكان الحاج موجوداً، فجأة طُرق الباب فإذا به والد صهري. قلت لأخي عماد هيا بنا إلى غرفة الجلوس، وهذا إجراء اعتدناه في مثل هذه الحالات. إلا أنه رفض وقال: دعوه يتفضّل. دخل الرجل وكان لا يعرف عماد، وبدأ يتحدث معه في السياسة. لم يهمل عماد وجوده وأنصت إليه وتجاوب معه. سأل الرجل همساً عنه، فأُجيب بأنه قريبنا من القرية. وهكذا مرّ الأمر إلى أن أُعلن استشهاده واكتشف الرجل أنه جالس عماد مغنية يوماً». تضيف «ونحن لا نختلف كثيراً عن هؤلاء، نسأل أنفسنا دائماً: هل عرفنا شقيقي يوماً؟ هل شبعنا من حضوره؟ الدنيا بلا طعم ولا لون من دونه. ولكن لا شيء يثنينا عمّا طلب. عزاؤنا في ما ترك، وقد ترك الكثير الكثير. ما زلنا ننتظره كالعادة»

                      تعليق


                      • #12
                        17/2/2014


                        وفد من "حركة الامة" زار ضريح مغنية: للتأكيد على معادلة الجيش والشعب والمقاومة



                        زار وفد من "حركة الأمة ولقاء الجمعيات والشخصيات الإسلامية" في لبنان الاثنين ضريح الشهيد القائد الحاج عماد مغنية في روضة الشهيدين - بيروت، حيث وضع أكليلا من الزهر على الضريح وقرأ سورة الفاتحة.

                        وتحدث بالمناسبة باسم الوفد الشيخ وليد العمري حيث اكد على "العهد لشهداءنا الأبرار المضي في خط الجهاد والمقاومة حتى تحرير الأرض والمقدسات من براثن الإحتلال".

                        تعليق

                        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                        حفظ-تلقائي
                        x

                        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                        صورة التسجيل تحديث الصورة

                        اقرأ في منتديات يا حسين

                        تقليص

                        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                        أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 10-08-2015, 10:24 PM
                        ردود 23
                        3,130 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة وهج الإيمان
                        بواسطة وهج الإيمان
                         
                        يعمل...
                        X