إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

المناجاة الشعبانية التي كان يدعو بها جميع الائمة عليهم السلام في شهر شعبان

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المناجاة الشعبانية التي كان يدعو بها جميع الائمة عليهم السلام في شهر شعبان

    المناجاة الشعبانية

    التي رواها ابن خالويه وقال أنّها مناجاة أميرالمؤمنين والأئمة من ولده (عليهم السلام) كانوا يدعون بها في شهر شعبان:


    اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد،
    وَاسْمَعْ دُعائي إِذا دَعَوْتُكَ، وَاْسمَعْ نِدائي إِذا نادَيْتُكَ، وَأَقْبِلْ عَليَّ إِذا ناجَيْتُكَ، فَقَدْ هَرَبْتُ إِلَيْكَ، وَوَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيكَ مُسْتَكيناً، لَكَ مُتَضرِّعاً اِلَيْكَ، راجِياً لِما لَدَيْكَ ثَوابي، وَتَعْلَمُ ما في نَفْسي، وَتَخْبُرُ حاجَتي، وَتَعْرِفُ ضَميري، وَلا يَخْفى عَلَيْكَ أَمْرُ مُنْقَلَبي وَمَثْوايَ، وَما اُريدُ اَنْ اُبْدِيَ بِهِ مِنْ مَنْطِقي، واَتَفَوَّهُ بِهِ مِنْ طَلِبَتي، وَاَرْجُوهُ لِعاقِبَتي، وَقَدْ جَرَتْ مَقاديرُكَ عَليَّ يا سَيِّدي فيما يَكُونُ مِنّي إِلى آخِرِ عُمْري مِنْ سَريرَتي وَعَلانِيَتي، وَبِيَدِكَ لا بِيَدِ غَيْرِكَ زِيادَتي وَنَقْصي وَنَفْعي وَضرّي،
    إِلـهي اِنْ حَرَمْتَني فَمَنْ ذَا الَّذي يَرْزُقُني، وَإِنْ خَذَلْتَني فَمَنْ ذَا الَّذي يَنْصُرُني،
    إِلـهي أَعُوذُ بِكَ مِنَ غَضَبِكَ وَحُلُولِ سَخَطِكَ،
    إِلـهي إِنْ كُنْتُ غَيْرَ مُسْتاْهِل لِرَحْمَتِكَ فَأَنْتَ أَهْلٌ اَنْ تَجُودَ عَليَّ بِفَضْلِ سَعَتِكَ،
    إِلـهي كَأَنّي بِنَفْسي واقِفَةٌ بَيْنَ يَدَيْكَ وَقَدْ أَظَلَّها حُسْنُ تَوَكُّلي عَلَيْكَ، فَقُلْتَ ما اَنْتَ اَهْلُهُ وَتَغَمَّدْتَني بِعَفْوِكَ،
    إِلـهي اِنْ عَفَوْتَ فَمَنْ اَوْلى مِنْكَ بِذلِكَ، وَاِنْ كانَ قَدْ دَنا اَجَلي وَلَمْ يُدْنِني مِنْكَ عَمَلي فَقَدْ جَعَلْتُ الاِقْرارَ بِالذَّنْبِ اِلَيْكَ وَسيلَتي،
    اِلـهي قَدْ جُرْتُ عَلى نَفْسي في النَّظَرِ لَها، فَلَها الْوَيْلُ اِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَها،
    اِلـهي لَمْ يَزَلْ بِرُّكَ عَلَيَّ اَيّامَ حَياتي فَلا تَقْطَعْ بِرَّكَ عَنّي في مَماتي،
    اِلـهي كَيْفَ آيَسُ مِنْ حُسْنِ نَظَرِكَ لي بَعْدَ مَماتي، وَاَنْتَ لَمْ تُوَلِّني إلاّ الْجَميلَ في حَياتي،
    اِلـهي تَوَلَّ مِنْ اَمْري ما اَنْتَ اَهْلُهُ، وَعُدْ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ عَلى مُذْنِب قَدْ غَمَرَهُ جَهْلُهُ،
    اِلـهي قَدْ سَتَرْتَ عَلَيَّ ذُنُوباً في الدُّنْيا وَاَنَا اَحْوَجُ اِلى سَتْرِها عَلَيَّ مِنْكَ في الاُْخْرى، اِذْ لَمْ تُظْهِرْها لاَِحَد مِنْ عِبادِكَ الصّالِحينَ، فَلاتَفْضَحْني يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى رُؤُوسِ الاَْشْهادِ،
    اِلـهي جُودُكَ بَسَطَ اَمَلي، وَعفْوُكَ اَفْضَلُ مِنْ عَمَلي،
    اِلـهي فَسُرَّني بِلِقائِكَ يَوْمَ تَقْضي فيهِ بَيْنَ عِبادِكَ،
    اِلـهىِ اعْتِذاري اِلَيْكَ اعْتِذارُ مَنْ لَمْ يَسْتَغْنِ عَنْ قَبُولِ عُذْرِهِ، فَاقْبَلْ عُذْري يا اَكْرَمَ مَنِ اعْتَذَرَ اِلَيْهِ الْمُسيئُونَ،
    اِلـهي لا َتَرُدَّ حاجَتي، وَلا تُخَيِّبْ طَمَعي، وَلا تَقْطَعْ مِنْكَ رَجائي وَاَمَلي، اِلـهي لَوْ اَرَدْتَ هَواني لَمْ تَهْدِني، وَلَوْ اَرَدْتَ فَضيحَتي لَمْ تُعافِني،
    اِلـهي ما اَظُنُّكَ تَرُدُّني في حاجَة قَدْ اَفْنَيْتُ عُمْري في طَلَبَها مِنْكَ،
    اِلـهي فَلَكَ الْحَمْدُ اَبَداً اَبَداً دائِماً سَرْمَداً، يَزيدُ وَلا يَبيدُ كَما تُحِبُّ وَتَرْضى،
    اِلـهي اِنْ اَخَذْتَني بِجُرْمي اَخَذْتُكَ بِعَفْوِكَ، وَاِنْ اَخَذْتَني بِذُنُوبي اَخَذْتُكَ بِمَغْفِرَتِكَ، وَاِنْ اَدْخَلْتَني النّارَ اَعْلَمْتُ اَهْلَها اَنّي اُحِبُّكَ،
    اِلـهي اِنْ كانَ صَغُرَ في جَنْبِ طاعَتِكَ عَمَلي فَقَدْ كَبُرَ في جَنْبِ رَجائِكَ اَمَلي،
    اِلـهي كيف اَنْقَلِبُ مِنْ عِنْدِكَ بِالَخْيبَةِ مَحْروماً، وَقَدْ كانَ حُسْنُ ظَنّي بِجُودِكَ اَنْ تَقْلِبَني بِالنَّجاةِ مَرْحُوماً، اِلـهي وَقَدْ اَفْنَيْتُ عُمْري في شِرَّةِ السَّهْوِ عَنْكَ، وَاَبْلَيْتُ شَبابي في سَكْرَةِ التَّباعُدِ مِنْكَ، اِلـهي فلَمْ اَسْتَيْقِظْ اَيّامَ اغْتِراري بِكَ وَرُكُوني اِلى سَبيلِ سَخَطِكَ،
    اِلـهي وَاَنَا عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ قائِمٌ بَيْنَ يَدَيْكَ، مُتَوَسِّلٌ بِكَرَمِكَ اِلَيْكَ،
    اِلـهي اَنَا عَبْدٌ اَتَنَصَّلُ اِلَيْكَ، مِمَّا كُنْتُ اُواجِهُكَ بِهِ مِنْ قِلَّةِ اسْتِحْيائي مِنْ نَظَرِكَ، وَاَطْلُبُ الْعَفْوَ مِنْكَ اِذِ الْعَفْوُ نَعْتٌ لِكَرَمِكَ، اِلـهي لَمْ يَكُنْ لي حَوْلٌ فَانْتَقِلَ بِهِ عَنْ مَعْصِيَتِكَ إِلاّ في وَقْت اَيْقَظْتَني لَِمحَبَّتِكَ، وَكَما اَرَدْتَ اَنْ اَكُونَ كُنْتُ، فَشَكَرْتُكَ بِاِدْخالي في كَرَمِكَ، وَلِتَطْهيرِ قَلْبي مِنْ اَوْساخِ الْغَفْلَةِ عَنْكَ،
    اِلـهي اُنْظُرْ اِلَيَّ نَظَرَ مَنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَاْستَعْمَلتُهُ بِمَعونَتِكَ فَاَطاعَكَ، يا قَريباً لا يَبْعُدُ عَنِ المُغْتَرِّ بِهِ، وَيا جَواداً لايَبْخَلُ عَمَّنْ رَجا ثَوابَهُ،
    اِلـهي هَبْ لي قَلْباً يُدْنيهِ مِنْكَ شَوْقُهُ وَلِساناً يُرْفَعُ اِلَيْكَ صِدْقُهُ، وَنَظَراً يُقَرِّبُهُ مِنْكَ حَقُّهُ،
    اِلـهي إنَّ مَنْ تَعَرَّفَ بِكَ غَيْرُ مَجْهُول وَمَنْ لاذَ بِكَ غَيْرُ مَخْذُول، وَمَنْ اَقْبَلْتَ عَلَيْهِ غَيْرُ مَمْلُول،
    اِلـهي اِنَّ مَن انْتَهَجَ بِكَ لَمُسْتَنيرٌ وِاِنَّ مَنِ اعْتَصَمَ بِكَ لَمُسْتَجيرٌ، وَقَدْ لُذْتُ بِكَ يا اِلـهي فَلا تُخَيِّبْ ظَنّي مِنْ رَحْمَتِكَ، وَلا تَحْجُبْني عَنْ رَأفَتِكَ،
    اِلـهي اَقِمْني في اَهْلِ وِلايَتِكَ مُقامَ مَنْ رَجَا الزِّيادَةَ مِنْ مَحَبَّتِكَ،
    اِلـهي وَاَلْهِمْني وَلَهاً بِذِكْرِكَ اِلى ذِكْرِكَ وَهَمَّتي في رَوْحِ نَجاحِ اَسْمائِكَ وَمَحَلِّ قُدْسِكَ،
    اِلـهي بِكَ عَلَيْكَ إلاّ اَلْحَقْتَني بِمَحَلِّ اَهْلِ طاعَتِكَ وَالْمَثْوىَ الصّالِحِ مِنْ مَرْضاتِكَ، فَاِنّي لا اَقْدِرُ لِنَفْسي دَفْعاً، وَلا اَمْلِكُ لَها نَفْعاً،
    اِلـهي اَنَا عَبْدُكَ الضَّعيفُ الْمُذْنِبُ، وَمَمْلُوكُكَ الْمُنيبُ، فَلا تَجْعَلْني مِمَّنْ صَرَفتَ عَنْهُ وَجْهَكَ، وَحَجَبَهُ سَهْوُهُ عَنْ عَفْوِكَ،
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ، اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً،
    اِلـهي لَمْ اُسَلِّطْ عَلى حُسْنِ ظَنّي قُنُوطَ الاِْياسِ، وَلاَ انْقَطَعَ رَجائي مِنْ جَميلِ كَرَمِكَ، اِلـهي إِنْ كانَتِ الْخَطايا قَدْ اَسْقَطَتْني لَدَيْكَ، فَاصْفَحْ عَنّي بِحُسْنِ تَوَكُّلي عَلَيْكَ،
    إِلـهي اِنْ حَطَّتْني الذُّنوبُ مِنْ مَكارِمِ لُطْفِكَ، فَقَدْ نَبَّهَني الْيَقينُ اِلى كَرَمِ عَطْفِكَ،
    اِلـهي اِنْ اَنَامَتْنِى الْغَفْلَةُ عَنِ الاسْتْعِدادِ لِلِقائِكَ، فَقَدْ نَبَّهَني، الْمَعْرِفَةُ بِكَرَمِ آلائِكَ،
    اِلـهي اِنْ دَعاني اِلى النّارِ عَظيْمُ عِقابِكَ، فَقَدْ دَعاني إِلَى الْجَنَّةِ جَزيلُ ثَوابِكَ اِلـهي فَلَكَ اَسْأَلُ وَاِلَيْكَ اَبْتَهِلُ وَاَرْغَبُ، وَاَساَلُكَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تَجْعَلَني مِمَّنْ يُديمُ ذِكَرَكَ، وَلا يَنْقُضُ عَهْدَكَ، وَلايَغْفُلُ عَنْ شُكْرِكَ، وَلا يَسْتَخِفُّ بِاَمْرِكَ،
    اِلـهي وَاَلْحِقْني بِنُورِ عِزِّكَ الاَْبْهَجِ، فَاَكُونَ لَكَ عارِفاً، وَعَنْ سِواكَ مُنْحَرِفاً، وَمِنْكَ خائِفاً مُراقِباً، يا ذَا الْجَلالِ وَالاِكْرامِ،
    وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّد رَسُولِهِ وَآلِهِ الطّاهِرينَ وَسَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً.


    وهذه مناجاة جليلة القدر مَنسُوبة إلى أئمتنا (عليهم السلام) مشتملة على مضامين عالية ويحسن أن يدعى بها عند حضور القلب متى ما كان.
    التعديل الأخير تم بواسطة alyatem; الساعة 12-06-2013, 05:43 AM.

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    ما قاله الإمام الخميني في المناجاة الشعبانية
    http://www.yahosain.org/vb/showthread.php?t=155497


    إنّ المناجاة الشعبانيّة هي من أرقي المناجاة وأسمى المعارف الإلهيّة، ومن أعظم الأمور التي يستطيع ـ من كان من أهلها ـ الاستفادة منها، وحسب إدراكه.

    هل ناجيتم الله تعالى، في شهر شعبان هذا، بـ «المناجاة الشعبانيّة»، التي نصّت الأحاديث الشريفة على قراءتها في كل يوم من هذا الشهر؟ وهل انتفعتم من معانيها الإيمانيّة السامية والإحاطة بمضامينها حول مقام الربوبيّة؟ فقد ذكرت الأحاديث الواردة بهذا الشأن بأنّ الإمام أمير المؤمنين وأبناءه وجميع الأئمة الأطهار (عليهم السلام) كانوا يناجون الله تعالى بها.

    وقلّما نجد دعاء ومناجاة نصّت الأحاديث الواردة بشأنها من أنّ الأئمة جميعهم كانوا يقرأونها ويناجون الله تعالى بها. إنّ هذه المناجاة هي في الحقيقة مقدّمة تعدّ الإنسان وتهيّئه للقيام بأعمال شهر رمضان المبارك. ولعلّه لهذا السبب تمّ تذكير الإنسان الواعي للالتفات إلى دوافع الصيام وجني فوائده العظيمة.

    لقد كان الأئمة الأطهار (عليهم السلام) يوضّحون كثيراً من المسائل عن طريق الأدعية. فهناك فرق كبير بين أسلوب الأدعية والأساليب الأخرى التي كان يستعين بها هؤلاء العظام في بيان الأحكام؛ إذ غالباً ما كانوا يوضّحون المسائل المعنويّة ومسائل ما وراء الطبيعة والمسائل الإلهيّة وتلك التي ترتبط بمعرفة الله سبحانه يوضّحونها بلغة الدعاء. بيد أننا نقرأ نحن هذه الأدعية ونمرّ عليها مرور الكرام دون أن نلتفت إلى معانيها مع الأسف، بل لا نعي أساساً ماذا كان يريد الأئمة (عليهم السلام) منها.

    هذه المناجاة الشعبانية التي وردت عن أمير المؤمنين وأولاده المعصومين (سلام الله عليهم) وقد قرأتها غير مرّة، هل تأمّلت وتدبّرت جملها؟! وأن الغاية القصوى لآمال العارفين ومنتهى أمل السالكين هذه الفقرة الشريفة من ذلك الدعاء الشريف: «إِلهي هَبْ لِي كَمَالَ الانْقِطَاع إِلَيْكَ، وَأَنْرِ أَبْصَارَ قُلوبِنَا بِضِياءِ نَظَرِها إِلَيْكَ حَتّى تَخْرِقَ أَبْصَارُ القُلوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ إِلَى مَعْدِنِ العَظَمَةِ وَتَصِيرَ أرْوَاحُنَا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. إِلهِي وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ نَادَيْتَهُ فأجابَكَ وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ فَناجَيْتَهُ سِرّاً وعَمِلَ لَكَ جَهْراً». فما المقصود من هذا التعلّق بعزّ القدس؟ وما حقيقة «وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ» غير الصعق الذي على لسان الأولياء؟ هل المقصود من التجلّيات التي وردت في دعاء السمات عظيم الشأن غير التجلّيات والمشاهدات على لسانهم؟ أو هل رأيتم في كلام أحد من العرفاء كلاماً أرفع من الحديث المروي في الكتب المعتبرة للشيعة والسنّة. ويمكن أن يقال أنّه من الأحاديث المتواترة وهو «ما يتقرّب إليّ عبد من عبادي بشيء أحبّ إليّ مما افترضت عليه، وإنّه يتقرب إليّ بالنافلة حتى أحبّه، فإذا أحببته كنت إذاً سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذي ينطق به، ويده التي يبطش بها، إن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته»

    فنحن نقرأ في هذه المناجاة: «إِلهي هَبْ لِي كَمَالَ الانْقِطَاع إِلَيْكَ، وَأَنْرِ أَبْصَارَ قُلوبِنَا بِضِياءِ نَظَرِها إِلَيْكَ حَتّى تَخْرِقَ أَبْصَارُ القُلوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ إِلَى مَعْدِنِ العَظَمَةِ وَتَصِيرَ أرْوَاحُنَا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ».

    فما هي هذه المعاني والتعبيرات؟! وما معنى هذه التعبيرات التي يقولها السادة الواردة في كلماتهم الأخرى؟! ماذا يعني «كَمَالَ الانْقِطَاع إِلَيْكَ»؟! وماذا يعني طلب جميع الأئمة له؟! الإمام المعصوم يطلب من الله، فما يعني ذلك؟! وما هي أبصار القلوب هذه التي يطلب من الله إنارتها؟! «وَأَنْرِ أَبْصَارَ قُلوبِنَا». كيف يريد بالبصر النظر إلى الحق تعالى؟! ما هو هذا القلب وما هو بصره بحيث يكون بهذا البصر القلبي نظرة إلى الله تعالى ثمّ «أَنْرِ أَبْصَارَ قُلوبِنَا بِضِياءِ نَظَرِها إِلَيْكَ». الإمام يطلب من الله كلّ ذلك من أجل غاية هي «حَتّى تَخْرِقَ أَبْصَارُ القُلوبِ حُجُبَ النُّورِ»، وعندما تخرق هذه الحجب: «تَصِلَ إِلَى مَعْدِنِ العَظَمَةِ وَتَصِيرَ أرْوَاحُنَا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ». وماذا بعد ذلك؟! إنّه «إِلهِي وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ نَادَيْتَهُ فأجابَكَ وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ». ما هو صعق الجلال هذا؟! أليس هو ما يذكره القرآن الكريم في شأن موسى (عليه السلام)؟! فهل هو غير الفناء الذي يقوله العرفاء؟

    «فَصَعِقَ لِجَلالِكَ» مرتبة يرتفع إليه مرتبةً مرتبةً، أبصار القلوب تخرق جميع الحجب، «فتَصِلَ إِلَى مَعْدِنِ العَظَمَةِ». ما هو معدن العظمة الذي تصل إليه؟! وما هو هذا الوصول؟! أليس هو نفسه الوصول الذي يقوله أولئك و «معدن العظمة» هل هو غير الحق تعالى؟! هل يمكن لغيره تعالى أن يكون معدن العظمة الذي يجب أن تصدر منه كافة أشكال العظمة؟! وعندما تصل إلى هذا المعدن «تَصِيرَ أرْوَاحُنَا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ»، وهذا المعنى هو نفس ما يقوله أولئك العرفاء.

    نحن وأمثالنا لم نصل إلى الحجب النورانية بعد، وما زلنا أسرى الحجب الظلمانية! فمن قال: «هَبْ لِي كَمَالَ الانْقِطَاع إِلَيْكَ، وَأَنْرِ أَبْصَارَ قُلوبِنَا بِضِياءِ نَظَرِها إِلَيْكَ حَتّى تَخْرِقَ أَبْصَارُ القُلوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ إِلَى مَعْدِنِ العَظَمَةِ»، فقد اخترق الحجب الظلمانية وتعدَّاها. أما الشيطان الذي خالف أمر الله ولم يسجد لآدم، فقد رأى نفسه عظيماً، لأنه كان في الحجب الظلمانية و ?.. قال أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ..?(الأعراف/12). جعلته يُطرد ويُبعد عن ساحة الربوبية! نحن أيضاً، ما دمنا في حجاب النفس والأنانية، فنحن شيطانيّون مطرودون محضر الرحمن، وما أصعب تحطيم هذا الصنم الذي يعدُّ «أم الأصنام». فنحن ما دمنا خاضعين لله (جلّ وعلا)، ولا مطيعين لأوامره، وما لم يُحطَّم هذا الصنم؛ فإنّ الحجب الظلمانيّة لن تتمزّق ولن تُزال. علينا أن نعرف ما هو الحجاب أولاً، فنحن إذا لم نعرفه، لن نستطيع المبادرة إلى إزالتـه، أو تضعيف أثـره - أو في الأقل - الحدّ من تزايد رسوخه وقوّته بمرور الوقت.

    انّ جملة «إلهي هَبْ لِي كَمَالَ الانْقِطَاع إِلَيْكَ» ربما تريد أن توضّح هذا المعنى، وهو أنّ الرجال الربانيّين الواعين ينبغي لهم أن يعدّوا أنفسهم ويهيّئوها قبل حلول شهر رمضان، لصوم هو في الحقيقة انقطاع عن الدنيا واجتناب لذائذها، وهذا الاجتناب في صورته الكاملة هو هذا الانقطاع إلى الله.

    إنّ كمال الانقطاع لا يتحقّق بهذه البساطة. إنّه بحاجة إلى ترويض للنفس غير اعتيادي، ويحتاج إلى جهد ورياضة واستقامة وممارسة، لكي يمكن الانقطاع بكل القوى عن كل ما سوى الله سبحانه وتعالى، وأن لا يكون هناك توجّه لغير الله تعالى. فجميع الصفات الإيمانية الجليلة وكلّ مستويات التّقوى كامنة في الانقطاع إلى الله سبحانه وتعالى؛ ومن يتمكن من الوصول إلى هذه المرحلة فقد بلغ غاية السعادة. ولكن من المستحيل أن يستطيع الإنسان بلوغ هذه الذرى ما دام في قلبه مثقال ذرّ من حبّ الدنيا. والذي يريد أن يقوم بأعمال شهر رمضان بالصورة المطلوبة، عليه أن يحقق في نفسه هذا الانقطاع إلى الله، وإلا لن يستطيع مراعاة آداب الضيافة ولن يتسنّى له إدراك عظمة المضيف.. لن يمكنه أن يدرك أنه في رحاب من وعلى مائدة من؟

    طبقاً لقول الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) - حسبما ورد في الخطبة المنسوبة إليه (صلّى الله عليه وآله) - فإنّ عباد الله كافة قد تمّت دعوتهم في شهر رمضان المبارك إلى ضيافة الله تعالى، وإن مضيفهم هو الله تبارك وتعالى: «أيها الناس، إنه قد أقبل إليكم شهر الله، وقد دعيتم فيه إلى ضيافة الله».

    فما عليكم في هذه الأيام القلائل التي تفصلنا عن شهر رمضان المبارك، إلا أن تفكّروا في إصلاح أنفسكم والتوجّه إلى بارئكم.. استغفروا الله من أفعالكم وأقوالكم التي لا تليق. وإذا كنتم قد ارتكبتم - لا سمح الله - ذنباً فتوبوا إلى الله قبل الدخول في شهر رمضان المبارك.. عوّدوا ألسنتكم على ذكر الله ومناجاته.. إياكم أن تصدر منكم غيبة أو تهمة أو نميمة أو أيّ ذنب في هذا الشهر، وأن تدّنسوا أنفسكم بالمعاصي وتسيئوا آداب الضيافة وأنتم ضيوف الله سبحانه.

    لقد دعيتم في هذا الشهر الفضيل إلى ضيافة الحق تعالى: «دعيتم فيه إلى ضيافة الله»، فهيئوا أنفسـكم لهذه الضيـافة العظيمة.. تحلوا - على الأقل - بالآداب الصورية والظاهرية للصيام. فالآداب الحقيقية موضوع آخر، حيث هي بحاجة إلى جهد وجد وتعب. فالصوم لا يعني الإمساك عن الطعام والشراب فحسب؛ بل ينبغي اجتناب المعاصي أيضاً. إن هذه من الآداب الأولية للصوم بالنسبة إلى المبتدئين. أما آداب الصيام بالنسبة إلى رجال الله الذين يتطلّعون لبلوغ معدن العظمة فهي شيء آخر. فاعملوا - على الأقلّ - بالآداب الأولية للصيام. فممّا تمسكون البطن عن الطعام والشراب، فامسكوا عيونكم وأسماعكم وألسنتكم عن المعاصي. عاهدوا أنفسكم من الآن أن تكفّوا اللّسان عن الغيبة والتهمة والكذب والإساءة، وأخرجوا من قلوبكم الحسد والحقد وسائر الصفات الشيطانيّة القبيحة. حاولوا قدر المستطاع أن تحقّقوا معنى الانقطاع إلى الله تعالى، وأن تؤدّوا أعمالكم بعيدة عن الرياء، وخالصة لوجه الله تعالى، وانقطعوا عن شياطين الإنس والجن.

    تعليق


    • #3
      المناجاة الشعبانية:
      من الأعمال العامّة لشهر شعبان "المناجاة الشعبانية"...
      وهذه المناجاة التي يدعى بها في كلّ يوم من هذا الشهر المبارك، بل ومطلقاً، هي غاية في الأهمية وقد ورد في الروايات أنّ الأئمة جميعاً عليهم السلام، كانوا يناجون الله تعالى بها في شهر شعبان.
      من كلمات العلماء:
      1-أورد السيد أن ابن خالويه يقول حول المناجاة الشعبانية: إنها مناجاة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام والأئمة من ولده عليهم السلام، كانوا يدعون بها في شهر شعبان".
      الإقبال3 /296.

      2-أورد المناجاة العلامة المجلسي نقلاً عن الكتاب العتيق الغروي الذي يرمز له بـ(ق) فقال: مناجاة مولانا أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وهي مناجاة الأئمة من ولده عليهم السلام كانوا يدعون بها في شهر شعبان، رواية ابن خالويه رحمه الله.
      البحار 94 /96.

      3- في معرض حديثه عن شهر شعبان، تحدث العارف الجليل آية الله الملكي التبريزي رضوان الله تعالى عليه عن هذه المناجاة فقال:
      "ومناجاته الشعبانية معروفة، وهي مناجاة عزيزة على أهلها يحبونها ويستأنسون بشعبان من أجلها بل ينتظرون مجيء شعبان ويشتاقون إليه من أجلها، وفي هذه المناجاة علوم جمة في كيفية تعامل العبد مع الله جلّ جلاله، وبيان وجوه الأدب التي ينبغي أن نلتزمها ونتأدب بها عندما نسأل الله تعالى حوائجنا، وندعوه سبحانه ونستغفره، واستدلالات لطيفة تليق بمقام العبودية لإحكام مقام الرجاء المناسب لحال المناجاة، ودلالات صريحة واضحة في معنى لقاء الله تعالى والقرب منه والنظر إليه جل جلاله ترفع شبهات السالكين وشكوك المنكرين.
      وهذه المناجاة من مهمات أعمال هذا الشهر، بل للسالك أن لا يترك قراءة بعض فقراتها على مدار السنة، ويكثر المناجاة بها في قنوته وسائر حالاته السَّنيّة.. إنّ هذه المناجاة مناجاة جليلة ونعمة عظيمة من بركات آل محمد عليهم السلام يعرف قدر عظمتها من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
      يضيف: "ولعمري إنّ الأغلب لا يعرفون شأن نعمة هذه المناجاة وأنّ من شأنها علوماً عزيزة ومعارف جليلة، لا يطلع عليها وعلى أبعادها إلاّ أهل ذلك من أولياء الله الذين نالوا بها من طريق الكشف والشهود ما نالوا، ثمّ إنّ الوصول إلى حقائق هذه المناجاة عن طريق المكاشفة إنّما هو من أجلّ نعم الآخرة ولا يقاس الوصول إلى حقائق هذه المقامات بشيء من نعيم الدنيا وإليه أشار الصادق عليه السلام بقوله: لو علم الناس ما في فضل معرفة الله ما مدوا أعينهم إلى ما مُتّع به الأعداء من زهرة الحياة الدنيا وكانت دنياهم أقلّ عندهم مما يطؤونه بأرجلهم وتنعّموا بمعرفة الله وتلذذوا بها تلذذ من لم يزل في روضات الجنان مع أولياء الله..."
      آية الله الملكي التبريزي، المراقبات75-76. بتصرف
      .

      ويهدف القسم الأخير من كلامه واستشهاده رضوان الله تعالى عليه بهذه الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام، إلى توجيهنا نحو اللذة الروحية السامية التي تنتج عن العبادة بمختلف مظاهرها من مناجاة وصلاة وصيام، وأنّ الإنسان إذا عرف حقيقة اللذة الروحية فإنّه يراها أفضل بكثير من كلّ لذائذ الدنيا.
      ومن الواضح أنه قد ذكر ذلك في سياق التأكيد على فرادة العلاقة بين المناجاة الشعبانية والكشف والشهود واللذة الروحية الناتجة عنهما ببركة هذه المناجاة.
      4- قال المحدث الجليل الشيخ القمي رحمه الله :
      " وهذه مناجاة جليلة القدر منسوبة إلى أئمتنا عليهم السلام مشتملة على مضامين عالية ويحسن أن يدعى بها عند حضور القلب متى ما كان".
      الشيخ عباس القمي، مفاتيح الجنان، في آخر المناجاة.

      5-يقول الإمام الخميني في وصيته:
      " نحن نفتخر بأن لنا مناجاة الأئمة الشعبانية"
      وأبرز انطباع يخرج به المتابع لنص الإمام هو تفاعله النوعي مع المناجاة الشعبانية.. بل إننا إذا أردنا البحث عن مكونات اللهيب الباطني عنده، لوجدنا أن المناجاة الشعبانية في الطليعة.
      يكثر الإمام الاستشهاد بالمناجاة، وهذه وقفة مع ما ورد في خطبه وكتبه حول أهميتها، وعظمة مضامينها.
      ورد ذكرها باسمها "شعبانية" في خطبه في عشر خطب، وهو يذكرها في كل خطبة عدة مرات.
      وحول أهميتها نجد الآتي:
      أ- لو لم يكن في الأدعية إلا المناجاة الشعبانية لكفى ذلك دليلاً على أن أئمتنا هم أئمةٌ بحق لأنهم أنشأوا هذا الدعاء وواظبوا عليه.
      صحيفهء نور، قرص مدمج (إصدار مركز نشر آثار الإمام الخميني، الإصدار الثاني) بتاريخ 21 /4/ 1359 هـ.ش= 1980 م

      ب- جميع المسائل التي أوردها العرفاء في كتبهم المبسوطة أو رووها، موجودة في عدة كلمات من المناجاة الشعبانية.
      نفس المصدر.

      ت- يتحدث الإمام عن ضيافة الله تعالى فيقول:
      "عندما تريد أن تذهب إلى ضيافة فإنك تهيء نفسك غالباً بشكل آخر من حيث الثياب وغير ذلك، بحيث يختلف وضعك عما كان عليه في البيت.
      شهر شعبان فرصة لهذه التهيئة والاستعداد للضيافة، بحيث يختلف وضعك عما كنت عليه.
      شهر شعبان هو لتهيئة الفرد والأمة لضيافة الله تعالى.. والعمدة في هذه التهيئة هي المناجاة الشعبانية. أنا لم أرَ في الأدعية دعاءً ورد حوله أن جميع الأئمة كانوا يقرأونه إلا هذا الدعاء.
      المناجاة الشعبانية هي لإعدادك وإعداد الجميع وتهيئتهم لضيافة الله.
      إلى أن يقول:
      المناجاة الشعبانية (مناجاة) قلّ نظيرها ".
      المصدر، بتاريخ 31 /4 /1359 =1980 م ج12 /235.

      ث- في خطبة أخرى بمناسبة النصف من شعبان يقول الإمام:
      المناجاة الشعبانية من .. أعظم المعارف الإلهية، ومن أهم الأمور التي يستطيع من هم أهلها أن يستفيدوا منها في حدود إدراكهم.
      إلى أن يقول:
      في المناجاة الشعبانية مسائل عرفانية يمكن أن يدركها الفلاسفة إلى حدود ما، أي أن يفهموا عناوينها، لكن حيث أنه لم يتحقق لهم الذوق العرفاني فإنهم لن يستطيعوا أن يعيشوها. كم هي عظيمة هذه المناجاة..؟
      ماذا أراد الأئمة عليهم السلام..؟
      لم أرَ أن الأئمة عليهم السلام، جميع الأئمة.. كانوا يقرأون دعاءً واحداً إلا هذه المناجاة..
      هذا دليل على عظمة هذه المناجاة، بحيث أن الأئمة كلهم يقرأونها.
      المصدر، بتاريخ 7 /3/ 1362 =1981 م ج17 /264.

      ج- ويصل تأكيد الإمام على المناجاة حد اعتباره أنها برنامج عبادي عملي، يتكفل بإيصال من اعتمده، فيقول:
      " من يتابع هذه المناجاة الشعبانية ويفكر فيها يصل إلى مكان ما".
      المصدر، بتاريخ 30 /12 /1366 /1987 م
      وليلاحظ أن جميع النصوص الواردة أعلاه، مأخوذة من مادة للكاتب بعنوان "وصايا الإمام الخميني" تم تدريسها في المركز الإسلامي في بيروت.

      ملاحظات هامة:
      وفي ضوء ما تقدم من كلمات العلماء، ينبغي تسجيل الملاحظات التالية:
      أولاً: أن موجة التفاعل مع المناجاة الشعبانية، القائمة فعلاً في كثير من ديار الإسلام، والمتصاعدة يوماً بعد يوم، خمينية الطابع والمنهج.
      ثانياً: لا تنحصر بركات المناجاة الشعبانية في حدود شهر شعبان، وإن كان هو موسمها الأساس ويمكن لمن أراد أن يقرأها في اليوم أكثر من مرة.
      ثالثاً: لايصح اعتبار المعاني المغلقة في المناجاة أو في غيرها، مبرراً للإعراض عنها بحجة أن الفهم شرط القراءة، فالصحيح في الطريق إلى فهم المعاني التي هي نور يقذفه الله تعالى في قلب من يشاء، أن القراءة - ممن يحرص على الطاعة وطهارة القلب، مع الحرص على النفاذ إلى بواطن اللفظ والمعنى - هي شرط الفهم.
      عندما يتحدث الإمام الخميني عن بعض فقرات دعاء كميل" فهبني يا إلهي وسيدي ومولاي وربي صبرت على عذابك فكيف أصبر على فراقك" يقول رضوان الله عليه: " أنا الأعمى القلب لم أستطع أن أعرف ما هو هذا الحب في قلب أميرالمؤمنين عليه السلام لله عزّ وجل الذي يجعله يصبر على عذاب الله تعالى ولا يصبر على فراق الله تعالى!
      يضيف" ولذلك فأنا أقرأ هذه الفقرة بلسان علي" أي أنّه ينوي في قلبه أنّ الإمام علياً عليه السلام، كان يقول ذلك ثمّ يقرأ العبارة.
      وهكذا يتضح أننا إذا لم نعرف بعض المعاني فليس معنى ذلك أن لانقرأ الفقرات التي تتضمن هذه المعاني وإنما نبذل كل جهد في سبيل الفهم ومنه أن نقرأها بلسان المعصوم الذي ورد الدعاء عنه إلى أن يمنّ الله تعالى علينا بعطاء من عطاياه وهو أكرم الأكرمين.
      رابعاً: ينبغي أن يصغي القلب باهتمام إلى ما تقدم عن آية الله الملكي التبريزي، الذي يربط بين المناجاة الشعبانية والعلوم الجمة والكشف والشهود "وعند جهينة الخبر اليقين"، ويدل كلامه عليه الرحمة على أن المؤمن قد يحصل بسببها على علم التوحيد، أو اليقين وغير ذلك من المراتب السامية.
      ــــــــــــــ
      الهوامش:
      (1) أنظر: الإمام الخميني(ترجمة الكاتب لعدد من رسائله) بلسم الروح 46(دار التعارف، ط:2،1412هـ 1992م).بتصرف.

      الشيخ حسين كوراني

      تعليق


      • #4
        اين الملوك وابناء الملوك من هذا اللذات
        الحمد لله اولا واخر

        تعليق


        • #5
          مختصر أعمال شهر شعبان
          http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?p=2147271

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          x

          رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

          صورة التسجيل تحديث الصورة

          اقرأ في منتديات يا حسين

          تقليص

          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
          أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 10-08-2015, 10:24 PM
          ردود 24
          3,135 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة وهج الإيمان
          بواسطة وهج الإيمان
           
          يعمل...
          X