( أرأيت الذي ينهى, عبدا إذا صلى , أرأيت ان كان على الهدى, او امر بالتقوى, ارأيت إن كذب وتولى , الم يعلم بإن الله يرى , كلا لم ينته لنسفعن بالناصية ,ناصية كاذبة خاطئة , فليدع ناديه سندع الزبانية ) ( العلق 9-18)
باتفاق اغلب المفسرين سورة العلق من اوائل ما أنزل من القرآن الكريم إن لم تكن الاولى , وفيها وسمت السورة الكريمة ( ابوجهل ) عمرو بن هشام المخزومي بهذا الوصف فهو صاحب الناصية الكاذبة الخاطئة وتحدته السورة بزبانية جهنم, فيالها من وصمة عار على جبين هذا الملعون وفي أوائل السور.
قال ابن كثير الدمشقي ( نزلت في أبي جهل لعنه الله توعد النبي ص على الصلاة عند البيت)( تفسير ابن كثير, ونحوه في تفسير القرطبي)
وفي عمرو بن هشام انزلت ايضا
( ذق انك انت العزيز الكريم ) الدخان43
(عن ابن عباس قال : مر أبوجهل برسول الله وهو جالس فلما بعد قال رسول الله ص ( أولى لك فأولى, ثم أولى لك فأولى) فسمع ابوجهل فقال من توعد يامحمد ؟ قال اياك فقال بم توعدني ؟ فقال ص : اوعدك بالعزيز الكريم , فقال ابوجهل أليس أنا العزيز الكريم ؟ فأنزل الله تعالى( إن شجرة الزقوم طعام الاثيم ) الى قوله( ذق انك انت العزيز الكريم ) ( الدخان43 ومابعدها . فلما بلغ أباجهل ما نزل فيه جمع اصحابه , فأخرج اليهم زبدا وتمرا فقال : تزقموا من هذا , فو الله ما يتوعدكم محمدا الا بهذا , فأنزل الله تعالى ( انها شجرة تخرج في أصل الجحيم...الى قوله ثم ان لهم عليها لشوبا من حميم)( الدر المنثور للسيوطي تفسير سورة الصافات, وكذلك القرطبي)
ولأبي جهل عمرو بن هشام مواقف كثيرة في حربه للدين
ومنها:
- قتله لسمية بنت خباط أم الصحابي عمار بن ياسر , فيروى أنه طعنها بحربة اثناء تعذيبها على اسلامها فنالت شرف الشهادة على يده الآثمة لعنه الله لتكون اول شهيدة في الاسلام!
(سمية بنت خباط مولاة أبي حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وهي أم عمار بن ياسر. أسلمت قديما بمكة وكانت ممن يعذب في الله لترجع عن دينها فلم تفعل وصبرت حتى مر بها أبو جهل يوما فطعنها بحربة في قلبها فماتت، رحمها الله، وهي أول شهيد في الإسلام، وكانت عجوزا كبيرة ضعيفة، فلما قتل أبو جهل يوم بدر قال: رسول الله ص، لعمار بن ياسر: قد قتل قاتل أمك)( طبقات ابن سعد ج8 ص264, ونحوه في ,الاصابة للعسقلاني ج6 ص 639, اسد الغابة لابن الاثير ج7 ص167)
ومنها
-خطته المعروفة لقتل النبي ص
( فقال أبو جهل بن هشام: والله إن لي فيه لرأيا ما أراكم وقعتم عليه بعد ! قالوا: وما هو يا أبا الحكم ؟ قال: أرى أن تأخذوا من كل قبيلة فتى شابا جلدا، نسيبا وسيطا فينا، ثم نعطي كل فتى منهم سيفا صارما ثم يعمدون إليه، ثم يضربونه بها ضربة رجل واحد فيقتلونه فنستريح؛ فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل كلها؛ فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعا، ورضوا منتا بالعقل فعقلناه لهم. قال: فقال الشيخ النجدي: القول ما قال الرجل، هذا الرأي لا أرى لكم غيره.)( الطبري ج1 ص420)
( الشيخ النجدي في الرواية هو ابليس ومن نجد يخرج قرن الشيطان كما قال النبي ص ولازال قرن الشيطان بازغا في نجد الى اليوم )
( الشيخ النجدي في الرواية هو ابليس ومن نجد يخرج قرن الشيطان كما قال النبي ص ولازال قرن الشيطان بازغا في نجد الى اليوم )

أبوجهل عدو الله الذي نعته القرآن بالجهل والخطيئة لايرتجى منه ايمان ولاتطلب له الهداية , حاله حال ابو لهب والوليد بن المغيرة رؤوساء الكفر في قريش , فلا امل في هدايتهم فنبوءة القرآن فصلت في بقاءهم على الكفر الى الموت وهو ما تم, وكيف يؤمن من كانت الزبانية في انتظار ناصيته الكاذبة الخاطئة كأبي جهل عمرو بن هشام..
أبوجهل في اشعار المسلمين:
بعد أن فضحه القرآن الكريم وفضح امثاله من الذين لارجاء في ايمانهم , تناول المسلمون وبأمر النبي ص اباجهل وامثاله في اشعارهم ومنهم حسان بن ثابت الذي بارك النبي ص اشعاره بقوله ( اهجهم وجبريل معك ) او قوله ص ( قل فإنك مؤيد بروح القدس ) ( صحيح بخاري, سنن النسائي والحاكم في مستدركه )
قال حسان بن ثابت في عمرو بن هشام
قد آن قول قصيدة مشهورة شنعاء أرصدها لقوم وضعيصلى بها صدري وأحسن حوكها وأخالها سـتقال إن لم تـقطع
ذهبت قريش بالعلاء وأنتم تمشون مشي المومسات الجندع
فضعوا التجافي واسبقوا استاهكم وامشوا على رحب الطريق المهيع
أنتم بقية قوم لوط فاعلـموا وإلـى خناثكـم يشـار بإصـبع
وإذا قـريــش خلطـت أنســابها فبآل أشجع فافخروا بالمجمع( مثالب العرب للكلبي ص 21)
تأمل قوله ( بقية قوم لوط ), وكذلك قوله (تمشون مشي المومسات) .ويذكر كذلك ( أستاهكم) ويعني بها المؤخرة ثم يكمل قائلا : والى خناثكم يشار بأصبع , وهي دلائل الشذوذ والتخنث.
ومن دلائل شذوذ أبا جهل :
(قال الهيثم بن عدي عن ابن عباس والكلبي وحماد الرواية : المشهورن بالابنة من قريش أبوجهل بن هشام وكان يخضب دبره بالحناء , ومن حديث بين عتبة بن ربيعة وبين ابي جهل يوم بدر حيث يقول أبوجهل لعتبة: أنتفخ سحرك! فقال عتبة : سيعلم مصفراُ أسته من انتفخ سحره! )( تاريخ الطبري باب وقعة بدر وكذلك في نهج البلاغة وغيره) .
الابنة تعني الشذوذ عند الرجال ,و يعني بمصفر استه أن أبا جهل كان يخضب دبره بالحناء والزعفران تجملا وتحبباً الى الفاعلين!
لم تكن زوجة أبي جهل وهي أم المغيرة بمنأى عن السقوط الاخلاقي, فهي الاخرى عرفت بعلاقتها المشبوهة مع رجل قبطي أسمه حراث بن قيسون , قال الشاعر عثمان بن الحويرث يهجو المغيرة بن ابي جهل بن هشام بن المغيرة بقصيدة يُعرض فيها بأمه أم المغيرة زوجة المأبون أبو جهل فيقول :
لا بارك الله رب الناس في رجل أمسى يشارك حرّاث بن قيسون
هل كنـت إلا لحـراث ومومـسـة حتى ترقيـت منّـا في العـرانيـن
ولد المغيرة إلا صنو مومسة لا حسـب يـرتجى منه ولا ديـن
عيّرتني إن طلبت الدين مجتهدا حتى صفا الدين في رهط ابن ذي النون
لا يســـرقون إذا مـا جـنّ ليـلهم ولا هـم لـبنـات النـاس يـزنـون ( عن مثالب العرب)
وهكذا كانت عائلة أبي جهل , الزوج أبوجهل مأبون شاذ, و زوجته تضاجع من تشاء
أبوجهل عمرو بن هشام دعي ( ابن زنا) وكما يلي:
عم عمرو بن هشام واخو ابيه هو الوليد بن المغيرة ( ابو خالد بن الوليد) , وامهما واحدة وفيها يقول الشاعر حسان بن ثابت المؤيد بروح القدس كما قال النبي ص قصيدة مقذعة اخرى,:
نالــت قريــش ذرى العلـيا بـنو المغيـرة عـن مجـد اللهـاميـموافتخروا بأمور أهلها لعن أحسابهم من قصير في الغلاصيم
بندوة من قريش كان وارثها وبـالـواتـي ســحاب القمـاقـيـم
من جوهر في قريش فالتمس بدلاً منهم معانيق في الهيجا مقاديم
واتـرك مآثر قوم في بيـوتهم وافخر بمكرمة في بيت مخزوم
أو في بني أشجع إن كنت ذا نسبٍ زاكٍ من القوم منسـوب ومعلـوم
هلاّ منعتم مـن المخـزاة أمكـم عند التععه من عمرو بن مخزوم ( الصحيح هو عمرو بن يحموم ولكن الطبعة كذلك)
أسلمتموها فباتت غير طاهرة ماء الرجال علـى الفخذيـن كالمـوم
بنـو المغيرة فحـش في نديتـهم توارثـوا الفحـش بعد الكفر واللـوم.
وعمرو بن يحموم الذي ذكره رجل من خزاعة ، وكان يقال: إنه كان يأتي أمهم وهو فيما تزعم قريش أنه أبو أبي جهل والحرث ابني هشام.( مثالب العرب , ص22) فيكون بذلك أبوجهل بن هشام المخزومي دعي ابن زنا أيضاً,
وفي ذلك قال حسان بن ثابت كذلك في الدعي وابن الزنا (ابوجهل) عمرو بن هشام يوم بدر :
لقد لعن الرحمن جمعا يقودهم
دعيُّ بني شجعٍ لحرب محمدِ
..
وهكذا كان الملعون عمرو بن هشام بن الوليد المخزومي شاذا يفعل فعل قوم ولوط ودعي ابن زنا وقاتل لاول شهيدة في الاسلام ومدبر اغتيال النبي ص لعنه الله
أما عزته وكرامته التي تبجح بها عند قوله (أنا العزيز الكريم) في كعزة وكرامة فرعون عزيز في المال والجاه والسلطان وبمقاييس اهل الارض الاغبياء فهي عند الله تعالى وعند رسوله الكريم ص وعند المؤمنين لاشئ, وقد شبهه النبي ص بفرعون فقال ( لكل امة فرعون وفرعون هذه الامة أبوجهل بن هشام) (مسند احمد رقم الحديث 4824, السنن الكبرى للنسائي رقم الحديث 8617, وغيرهم)
فياله من تشبيه , ففرعون مات كافرا ولم يكن أمل في هدايته وكذلك أبو جهل عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي!
يتبع....
يتبع....
تعليق