بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
شنع أهل الأهواء على الشيعه أن عليا عليه السلام عندهم بعوضة ، وكان مصدرهم رواية في تفسير القمي وقد قال عنها الشيخ محمد هادي معرفه في كتابه التفسير والمفسرون ج2 ص768 أنها رواية مشوهه موهونه .
وقد رد هذا المفهوم – علي بعوضه ومافوقه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم - الإمام الباقر عليه السلام كما سيأتي وقال أن المقصود في جانب قدرة الله يكون الإمام كالبعوضه فمافوقها، والمخالف لايضم رواية الإمام الباقر عليه السلام لرواية تفسير القمي ليتضح له المراد منها فتزول عنه الشبهه بل يكرر علي بعوضه عند الشيعه الشيعه يطعنون في علي ويدعون حبه!
وفي موضوع لأخ مخالف وهو الأستاذ هيردي في منتدى السرداب كتبه عن رواية تفسير القمي البعوضة مشنعآ فيه على الشيعه لإعتقادهم كما يزعم أن عليآ عليه السلام بعوضة قال التالي ناسفآ ورادآ على نفسه وعلى كل من يشنع بماشنع به على الشيعه : " قال ابو جعفر عليه السلام :"أنا أكرم على الله تعالى من بعوضة ومن أكثر خلقه" بحار الأنوار : 50 / 100
بل أنتم كثيرا ما تذكرون مفاخرة الحسين على معاوية وفيها "فانما مثلك مثل البعوضة " اي معاوية وهذا اتى على سبيل الذم " انتهى كلامه
وقال أيضآ الاستاذ هيردي رادآ على محاوره : " تقول أيها المتجاهل أما الرواية التي ذكرتها من البحار فهي مبتورة كما هو ديدنكم في النقل هذا أولا
أنا اعلم ذلك وقد اخذت منها ما يفهم منه تكريم البشر على الحشرات " انتهى كلامه
اقول : وهذه الرواية التي قصدها في بحار الأنواروقال الشيخ الماحوزي عنها لاينظر في سندها لمعناها الصحيح :
"وروي عن عمر بن فرج الرخجي قال: قلت لابي جعفر: إن شيعتك تدعي أنك تعلم كل ماء في دجلة ووزنه؟ وكنا على شاطئ دجلة فقال (عليه السلام) لي: يقدر الله تعالى أن يفوض علم ذلك إلى بعوضة من خلقه أم لا؟ قلت: نعم، يقدر،
فقال: أنا أكرم على الله تعالى من بعوضة ومن أكثر خلقه "اهـ
أقول : يتضح فيها أن الإمام ليس بعوضه بل أكرم على الله من البعوضه وفيها نسف لشبهة المخالف أننا نقول أن عليآ بعوضه الإمام يقول أنهم أكرم على الله من البعوضه والإمام الحسن عليه السلام يشبه أعور ثقيف بالبعوضه ذامآ له .
وطبعآ عندما لاتعجب أهل الأهواء رواية في تفسير القمي ينقلون ماقيل في الكتاب ويضعفون سنده والشيخ دمشقية ممن سخر من الشيعه بسبب وجود هذه الروايه في تفسير القمي وهو نفسه له موضوع يطعن فيه في الكتاب ويظهر للقارئ أنه ينقل ماقاله علماء الشيعه في تلفيقه وعدم إعتباره وأن السيد الخوئي مع توثيقه لرجاله الا انه ناقض نفسه عندما قال أن توثيق القمي لعمرو بن شمر معارض بتضعيف النجاشي له ! وفي رواية البعوضة التي ستمر علينا فيها راوي وهو المعلى بن خنيس ضعفه النجاشي ولم يهتم لذلك السيد الخوئي ، وكتب أبوحسان السني بالتعاون مع صاحبه الواثق موضوع في تناقض السيد الخوئي في كتاب الصلاة في هذا الراوي وقال انه مرة يوثقه ومرة يضعفه ، وعندما تعجب أهل الأهواء رواية في تفسير القمي ينقلون ماقيل في مدحه ونسبته لصاحبه وتوثيق رجاله ! ، وهنا صححوا سند رواية البعوضه أخذوا ماقيل في وثاقة رجال السند وأعرضوا عن ماقيل في ضعفهم كما هي عادتهم ، واحتجوا أيضآ بأن هناك من صحح السند من مشايخ الشيعة ويكررون اسم السيد الخوئي هنا في الكلام عن رواة تفسير القمي ليدعموا كلامهم وفي رواية ضرطة زرارة يتجاهلون ماقال السيد الخوئي في رواتها وهنا يتبجحون به !!
وهكذا يعرضون شبهتهم :
على بعوضة (من كتب الشيعة)
تفسير القمي (329 هـ) الجزء1 صفحة34
وأما قوله " إن الله لا يستحيي إن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون انه الحق من ربهم و أما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثل يضل به كثيرا ويهدى به كثيرا) فإنه قال الصادق ع إن هذا القول من الله عز وجل رد على من زعم أن الله تبارك وتعالى يضل العباد ثم يعذبهم على ضلالتهم فقال الله عز وجل إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها قال وحدثني أبي عن النضر بن سويد عن القسم بن سليمان عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله ع إن هذا المثل ضربه الله لأمير المؤمنين ع فالبعوضة أمير المؤمنين ع وما فوقها رسول الله صلى الله عليه وآله
بحار الأنوار للمجلسي الجزء 24 صفحة 392
ثم إنه ع جعل قوله تعالى : (يضل به كثيرا) من تتمة كلام المنافقين وقد ذهب إلى هذا بعض المفسرين وأما ما رده ع من نزول لآية في محمد وعلي صلوات الله عليهما فينا فيه ظاهرا ما رواه علي بن إبراهيم عن أبيه عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله ع أن هذا المثل ضربه الله لأمير المؤمنين ع فالبعوضة أمير المؤمنين وما فوقها رسول الله صلى الله عليه وآله والدليل على ذلك قوله : (فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم) يعني أمير المؤمنين كما أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله الميثاق عليهم له (وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا) فرد الله عليهم فقال : (وما يضل به إلا الفاسقين * الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل) يعني من صلة أمير المؤمنين والأئمة ع (ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون) انتهى
مستدرك سفينة البحار للشاهرودي (1405 هـ) الجزء1 صفحة 376
قال تعالى : * (إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها) * الآيات تفسيرها من رواية تفسير العسكري (ع) في تفسير القمي بسنده عن الصادق (ع) أن هذا المثل ضربه الله لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) فالبعوضة أمير المؤمنين وما فوقها رسول الله والدليل على ذلك قوله : * (فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم) * يعني أمير المؤمنين (ع) كما أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) الميثاق عليهم له - الخ
تفسير نور الثقلين للحويزي (1112 هـ) الجزء 1 صفحة 45
64- قال : وحدثني أبي عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله ع أن هذا المثل ضربه الله لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فالبعوضة أمير المؤمنين ع وما فوقها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والدليل على ذلك قوله : (فأما الذين آمنوا فيعلمون انه الحق من ربهم) يعنى أمير المؤمنين ع كما اخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الميثاق عليهم له (واما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثل يضل به كثيرا ويهدى به كثيرا) فرد الله عليهم فقال: (وما يضل به الا الفاسقين الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه) في علي (ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل) يعنى من صله أمير المؤمنين والأئمة ع (ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون ( " انتهى النقل
# الكلام في سند الرواية
1- اذا تأملنا في السند نجد فيه إبراهيم بن هاشم وهذا الراوي في حورانا مع المخالفين اذا عرضنا روايه هو في سندها مباشرة يرد المخالف من وثق إبراهيم بن هاشم من المتقدمين نعرض له ماقيل في وثاقته يصر ويقول من وثق إبراهيم بن هاشم من المتقدمين السند ضعيف وهنا طبعآ لانجد المخالف يشير الى هذا
2- نبحث في إتصال سند الرواية اذا صح سندها بوثاقة رجالها ، هذا السؤال وجه للشيخ بشير النجفي : أنقل التالي :
السؤال :1_ هل يوجد انقطاع بين الشيخ الجليل ابراهيم بن هاشم رضي الله عنه ، وبين النضر بن سويد رضي الله عنه ،؟ وما الدليل .؟
الجواب:1_ بسمه تعالى لم يثبت اتحاد الطبقة بين الرجلين وهي شرط في ثبوت رواية أحدهما عن الاخر والله العالم ." انتهى النقل
أقول : والسيد الخوئي ضعف سند ماجاء في تفسير القمي من روايات بالإرسال
3- قال الأخ الموالي الحيدري الحسيني عن رواية البعوضة في تفسير القمي : "
أنا بصدد جمع نسخ قديمة للتفسير المذكور كما تعلم وحتى الآن جمعت 53 نسخة خطيّة ثلاثة منها مختلفة تماماً للنسخة المتداولة وهي التي بصدد تحقيقها إن شاء الله، واثنان منها مختلفة اختلافاً جزئياً عن المتداولة، أسأل الله أن أوفق لتحقيقها أيضاً، علماً أن الخبر المذكور غير موجود في هذه الخمسة نسخ نهائياً. " انتهى
4- وهذا رد الشيخ مرتضى الباشا وفيه يذكر أن الله عزوجل مثل لنوره بالمشكاة فهل في هذا التمثيل تحقير وإستهانه ! ويقول أن القاسم بن سليمان لم يوثق وفي مجمع الفائدة للمحقق الأردبيلي مجهول ، ويشرح الشيخ الرواية أن أهل البيت وإن كانوا أعظم المخلوقات وأشرفها فهم في جنب عظمته تعالى كالبعوضة وأشباهها :
الشبهة : قال علي بن إبراهيم : وحدثني أبى عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن المعلى بن خنيس عن أبى عبد الله عليه السلام . إن هذا المثل ضربه الله لأمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه السلام فالبعوضة أمير المؤمنين عليه السلام وما فوقها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، والدليل على ذلك قوله : ( فأما الذين آمنوا فيعلمون انه الحق من ربهم ) يعنى أمير المؤمنين عليه السلام كما اخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الميثاق عليهم له ( وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثل يضل به كثيرا ويهدى به كثيرا ) فرد الله عليهم فقال : ( وما يضل به إلا الفاسقين الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه في على ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل يعنى من صله أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام ( ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون ) . المصدر : بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 24 ص 393 / تفسير نور الثقلين – الشيخ الحويزي ج 1ص 45 . فالشيعة تقول أن علياً بن أبي طالب بعوضة فهل هذا هو احترام الشيعة لعلي بن أبي طالب ؟ .
الجواب على الشبهة :
1- لا شك في جلالة علي بن إبراهيم , و أنه له كتاب تفسير , إلا أن كتاب تفسيره لم يصل إلينا منه نسخة موثوقة معتمدة , لذا لا يمكن الاعتماد على ما جاء في تفسيره الموجود حالياً .
2- في سند الحديث ( القاسم بن سليمان ) و هو لم يوثق .
3- لعل في ذلك تنبيه على أن أهل البيت - عليهم السلام - وإن كانوا أعظم المخلوقات وأشرفها فهم في جنب عظمته تعالى كالبعوضة وأشباهها .
4- قال الله تعالى {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} سورة النــور - 35 . فانظر كيف قال الله تعالى أن الله نور السماوات و الأرض ثم مثّل لنوره بالمشكاة .... الخ . فهل في هذا تحقير أو استهانة ؟
5- الرواية ليست تفسيراً للآية الكريمة بل تأويلاً . و هذا نظير ما ورد في قوله تعالى ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ (20) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ )21) ( الرحمن . الدر المنثور - جلال الدين السيوطي ج 6 ص 142 : (( وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله مرج البحرين يلتقيان قال على وفاطمة بينهما برزخ لا يبغيان قال النبي صلى الله عليه وسلم يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان قال الحسن والحسين * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك في قوله مرج البحرين يلتقيان قال على وفاطمة يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان قال الحسن والحسين . )) انتهى النقل
# معنى الرواية يذكره السيد حسين الشاهرودي على فرض صحة الحديث وصدوره عن المعصوم كما قال :
قال السيد حسين الشاهرودي : " أما الرواية الأولى (البعوضة): فمعلومٌ أن القرآن الكريم قائم على اساس الكنايات والاشارات والتشبيهات، والتشبيه قد يكون من جميع الجهات، وقد يكون من بعض الجهات، ويمكن (على فرض صحة الحديث وصدوره عن المعصوم) توجيهه بأمور :
الأول : البعوضة وان كانت صغيرة وحقيرة في ظاهرها لكنها تشتمل على صفات وخصوصيات تدل على قدرة الله الكاملة، فانها على صغر حجمها اجتمعت فيها مميّزات وخصائص حيوانات عديدة، فعن الصادق عليه السلام : ما خلق الله خلقاً اصغر من البعوض، وما في الفيل إلا وفيه مثله، وفضّل على الفيل بالجناحين.
وعن الصادق عليه السلام : انما ضرب الله المثل بالبعوضة لأنها على صغر حجمها فيها جميع ما خلق الله في الفيل مع كبره وزيادة عضوية آخرين.
فلعلّ المراد من باطن الآية ان لا يستصغر الناس علياً (ع) ويقولوا انه شاب أصغر سناً من اعيان الصحابة، فإن فيه مميّزات وخصوصيات تجعله عظيماً كالبعوضة التي يتخيّل الناس انها صغيرة لا شأن لها، لكنها أكثر دلالة على عظمة الله وقدرته من الفيل ونحوه.
الثاني : بما ان الطبائع تميل الى الغلوّ، فان الله تعالى اراد ان يبيّن بأن النبي (ص) والوصي (ع) ليس لهما عظمة وشأن في جنب عظمة الله تعالى، بل هما كالبعوضة وما فوقها بالنسبة الى الله تعالى، وهذا لا ينافي عظمتهما وجلالتهما وأفضليتهما وكبر شأنهما بالقياس الى سائر الناس.
الثالث : قد ورد عن الائمة عليهم السلام ما يشبه مضمون هذا الحديث، ففي تفسير الامام العسكري عليه السلام عن الباقر (ع) : فقيل للباقر (ع) : فإن بعض من ينتحل موالاتكم يزعم أن البعوضة علي (ع) و أن ما فوقها و هو الذباب محمد رسول الله (ص).
فقال الباقر (ع) سمع هؤلاء شيئا [و] لم يضعوه على وجهه. إنما كان رسول الله (ص) قاعدا ذات يوم هو و علي (ع) إذ سمع قائلا يقول ما شاء الله و شاء محمد، و سمع آخر يقول ما شاء الله، و شاء علي.
فقال رسول الله (ص) لا تقرنوا محمدا و [لا] عليا بالله عز و جل و لكن قولوا ما شاء الله ثم [شاء محمد ما شاء الله ثم] شاء علي. إن مشية الله هي القاهرة التي لا تساوى، و لا تكافأ و لا تدانى. و ما محمد رسول الله في [دين] الله و في قدرته إلا كذبابة تطير في هذه الممالك الواسعة. و ما علي ع في [دين] الله و في قدرته إلا كبعوضة في جملة هذه الممالك. مع أن فضل الله تعالى على محمد و علي هو الفضل الذي لا يفي به فضله على جميع خلقه من أول الدهر إلى آخره. هذا ما قال رسول الله ص في ذكر الذباب و البعوضة في هذا المكان فلا يدخل في قوله {إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً}
وهذا الحديث وان كان ظاهره المنافات مع ما في تفسير القمي، إلا أنه لا منافاة بينهما في الواقع كما قال المجلسي : يمكن الجمع بينهما بأنه (ع) إنما نفى كون هذا هو المراد من ظهر الآية (اي ظاهرها) لا بطنها (اي باطنها) و يكون في بطنها إشارة إلى ما ذكره (ع) من سبب هذا القول أو إلى ما مثل الله بهم (ع) لذاته تعالى من قوله {اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ} و أمثاله لئلا يتوهم متوهم أن لهم (ع) في جنب عظمته تعالى قدرا أو لهم مشاركة له تعالى في كنه ذاته و صفاته أو الحلول أو الاتحاد تعالى الله عن جميع ذلك فنبه الله تعالى بذلك على أنهم و إن كانوا أعظم المخلوقات و أشرفها فهم في جنب عظمته تعالى كالبعوضة و أشباهها.." انتهى النقل
اقول : فالتمثيل بالبعوضه ضرب للإمام علي عليه السلام فاللام محذوفة في الرواية كما قال السيد الميلاني وليس أنه هو عليه السلام بعوضه ورسول الله صلى الله عليه واله وسلم فوقه هكذا مجرده من النظرة الربانيه كما يزعم المخالف ومر توضيح الإمام الباقر عليه السلام في تفسير الإمام العسكري عليه السلام كما نقل السيد حسين الشاهرودي ونفيه أن الإمام علي عليه السلام بعوضه فوقها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بل أنهما في جنب قدرة الله تعالى بعوضه فمافوقها هذا كل مافي الأمرهكذا هما عنده سبحانه وتعالى
تأمل هنا العباره التي يبترها المخالف : (إن هذا لمثل ضربه الله لأمير المؤمنين، أنه يصير مصداق البعوضة المذكورة في الآية أمير المؤمنين، لا أن المثل بالبعوضة وقع له، ومن قوله: " فالبعوضة أمير المؤمنين " أنه مع عظمته بالنسبة إلى جبروته تعالى، ليست له عظمة، وأنه بالنسبة إليه تعالى كالبعوضة بالنسبة إلى المخلوقين) :
- تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٢٠٦ :
يدل على ذلك ما رواه علي بن إبراهيم، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام): إن هذا المثل ضربه الله لأمير المؤمنين علي (عليه السلام)، فالبعوضة أمير المؤمنين (عليه السلام) وما فوقها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والدليل على ذلك قوله تعالى: " فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم " يعنى أمير المؤمنين (عليه السلام) كما أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) الميثاق عليهم له، " وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا " فرد الله عليهم فقال: " وما يضل به إلا الفاسقين ". إلى آخر الآية (1).
والمراد من قوله (عليه السلام): إن هذا لمثل ضربه الله لأمير المؤمنين، أنه يصير مصداق البعوضة المذكورة في الآية أمير المؤمنين، لا أن المثل بالبعوضة وقع له، ومن قوله: " فالبعوضة أمير المؤمنين " أنه مع عظمته بالنسبة إلى جبروته تعالى، ليست له عظمة، وأنه بالنسبة إليه تعالى كالبعوضة بالنسبة إلى المخلوقين.
يدل على ذلك ما روي في التفسير المنسوب إلى مولانا العسكري (عليه السلام)، من أنه قيل للباقر (عليه السلام): إن بعض من ينتحل موالاتكم يزعم أن البعوضة علي وأن ما فوقها وهو الذباب محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال الباقر (عليه السلام): سمع هؤلاء شيئا لم يضعوه على وجهه..الخ ) انتهى
قال الشيخ الدكتور أحمد الماحوزي : " الشيخ الصدوق إعتمد على تفسير الإمام العسكري وهذا كاف " انتهى
أقول : ونقل هذا أيضآ صاحب بحار الأنوار العلامة المجلسي وأهل الأهواء يقولون أنه يعتقد بصحة ماأورده فيه من روايات
أقول : وأشار السيد حسين الشاهرودي أن هناك من إستصغر سن الإمام علي عليه السلام بالنسبه للخلفاء فلم يجده أهلآ بذلك للخلافه لهذا ضرب له الباري عزوجل المثل بالبعوضه الصغيره التي تدمي مقلة الأسد ولها ماللفيل وشتان مابين خرطومها وخرطومه ، وهذا مادرسناه في المناهج الدراسية أن الإمام علي عليه السلام كان صغير السن لهذا ماولوه الخلافه ! وماإستصغره رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كما قال ابن عباس لعمر عندما أمره أن يأخذ براءه من أبي بكر
جاء في بحار الأنوارعن تفسير النعماني وإسناد الرواية قال عنه الشيخ الدكتور المحقق أحمد الماحوزي أنه كالحسن
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥ - الصفحة ٢٠٨ – 209 :
48 - تفسير النعماني: بالاسناد الآتي في كتاب القرآن عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: الضلالة على وجوه: فمنه محمود، ومنه مذموم، ومنه ما ليس بمحمود ولا مذموم ومنه ضلال النسيان، فأما الضلال المحمود وهو المنسوب إلى الله تعالى كقوله: " يضل الله من يشاء " هو ضلالهم عن طريق الجنة بفعلهم، والمذموم هو قوله تعالى: " وأضلهم السامري " " وأضل فرعون قومه وما هدى " ومثل ذلك كثير; وأما الضلال المنسوب إلى الأصنام فقوله في قصة إبراهيم " واجنبني وبني آن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيرا من الناس " الآية، والأصنام لا يضللن أحدا على الحقيقة، إنما ضل الناس بها وكفروا حين عبدوها من دون الله عز وجل، وأما الضلال الذي هو النسيان فهو قوله تعالى: " أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى " وقد ذكر الله تعالى الضلال في مواضع من كتابه، فمنهم ما نسبه إلى نبيه على ظاهر اللفظ كقوله سبحانه: " ووجدك ضالا فهدى " معناه وجدناك في قوم لا يعرفون نبوتك فهديناهم بك; وأما الضلال المنسوب إلى الله تعالى الذي هو ضد الهدى والهدى هو البيان، وهو معنى قوله سبحانه: " أو لم يهد لهم " معناه: أو لم أبين لهم، مثل قوله سبحانه: " فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى أي بينا لهم، وهو قوله تعالى: وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون.
وأما معنى الهدى فقوله عز وجل: " إنما أنت منذر ولكل قوم هاد " ومعنى الهادي المبين لما جاء به المنذر من عند الله، وقد احتج قوم من المنافقين على الله تعالى " إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها " وذلك أن الله تعالى لما أنزل على نبيه " ولكل قوم هاد " قال طائفة من المنافقين " ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا " فأجابهم الله تعالى بقوله: " إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها " إلى قوله:
" يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا، وما يضل به إلا الفاسقين " فهذا معنى الضلال المنسوب إليه تعالى لأنه أقام لهم الإمام الهادي لما جاء به المنذر فخالفوه وصرفوا عنه، بعد أن أقروا بفرض طاعته، ولما بين لهم ما يأخذون وما يذرون فخالفوه ضلوا. هذا مع علمهم بما قاله النبي صلى الله عليه وآله، وهو قوله: لا تصلوا علي صلاة مبتورة إذا صليتم علي بل صلوا على أهل بيتي ولا تقطعوهم مني فإن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي. ولما خالفوا الله تعالى ضلوا فأضلوا فحذر الله تعالى الأمة من اتباعهم فقال سبحانه: " ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل " والسبيل ههنا الوصي، وقال سبحانه: " ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به " الآية فخالفوا ما وصاهم الله تعالى به واتبعوا أهواءهم فحرفوا دين الله جلت عظمته وشرائعه، وبدلوا فرائضه وأحكامه وجميع ما أمروا به، كما عدلوا عمن أمروا بطاعته، وأخذ عليهم العهد بموالاته، واضطرهم ذلك استعمال الرأي والقياس فزادهم ذلك حيرة والتباسا. ومنه قوله سبحانه: " وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء " فكان تركهم اتباع الدليل الذي أقام لهم ضلالة لهم فصار ذلك كأنه منسوب إليه تعالى لما خالفوا أمره في اتباع الامام، ثم افترقوا واختلفوا، ولعن بعضهم بعضا واستحل بعضهم دماء بعض، فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تؤفكون. " انتهى النقل
- عن ابنِ عباسٍ قال : لما نزلت هذهِ الآيةُ في قولِه وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ وضع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يدَه على صدرِه وقال : أنا المنذرُ وأومأَ إلى عليٍّ وقال : أنت الهادي بكَ يهتدي المهتدون بعدي
الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر
الصفحة أو الرقم: 8/226 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
أقول : وهذا السؤال وجه للداعية السني أبوبكر المغربي في موقع حوار الحقيقة وهو موقع كما عرفوا عنه لتصحيح المفاهيم والإجابة عن التساؤلات مستندين إلى القرآن وماصح من هدي النبي واله وصحبه والموقع يشرف عليه دعاة من أهل السنة
اليك أخي القارئ المحاورة معه :
- هل يصح أن نقول أن قدرة الله لايساويها شيء وأن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام أمام قدرة الله عزوجل كالذبابه ؟
جواب الداعية السني أبوبكر المغربي :المعنى صحيح فقدرة الله لايشبهها أويقربها شيء كيف وهو الخالق وقدرته غير مخلوقه ، وغيره مخلوق وقدرته مخلوق فلا الرسول ولا البشر كلهم يمكنهم أن يدفعوا عن أنفسهم ماأراده الله بهم "
- سبحانه وتعالى لأن هناك من يشكل إذا قلنا أن قدرة الله عزوجل لايساويها شيء وأن نبينا عند قدرته سبحانه كالذبابة أننا نطعن ونحقر رسولنا لاننا نشبهه بالذبابة
جواب الداعية السني أبوبكر المغربي : " إن هذا من باب التشبيه لأجل تقريب ضعفه وعجزه أمام الله ، وإلا فإن قدرته في مقابل قدرة الله سبحانه وتعالى كالمعدوم " انتهى النقل
أقول : وهذا السؤال وجه لمركز الفتوى رقم الفتوى: 60983
قال تعالى "إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضه فما فوقها" فما الشيء الموجود فوق البعوضة؟ شكراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذكر ابن كثير في التفسير أن قوله تعالى( فما فوقها) فيه قولان: أحدهما: فما دونها في الصغر والحقارة كما إذا وصف رجل باللؤم والشح فيقول السامع: نعم وهو فوق ذلك يعني فيما وصفت.
وهذا قول الكسائي وابن عبيد، قاله الرازي وأكثر المحققين، وفي الحديث: لو أن الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة لما سقى كافرا منها شربة ماء.
والثاني: فما فوقها لما هو أكبر منها لأنه ليس شيء أحقر ولا أصغر من البعوضة، وهذا قول قتادة بن دعامة، واختيار ابن جرير، فإنه يؤيده ما رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتب له بها درجة، ومحيت عنه بها خطيئة.
والله أعلم.
قال الشيخ مصطفى العدوي في رده على سؤال مامعنى فمافوقها : " فيها قولان فمافوقها بمعنى فمادونها في الحقارة والصغر والآخر فمافوقها فماهو أكبر منها وذلك لأن اهل الشرك كانوا يتعجبون يقولون كيف تضرب الأمثال بالحمير في القرآن كمثل الحمار يحمل أسفارا وبالكلب أحيانا فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث فقال تعالى إن الله لايستحي أن يضرب مثلآ ما أيآ كان هذا المثل بعوضه قيل في البعوضه البقه وقيل البعوضة الناموسه لكن أكثر أقوال العلماء على البقة وقيل السوسة فمافوقها قيل فماهو أكبر منها والقول الآخر فمادونها في الحقارة " انتهى كلامه
https://www.youtube.com/watch?v=Du6fxQxTs5I
وهنا في نقل الشيخ ابن تيميه أن الله لوشاء استقر على ظهر بعوضه تحمله !:
[ بيان تلبيس الجهمية - ابن تيمية ]
الكتاب : بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية
المؤلف : أحمد عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس
الناشر : مطبعة الحكومة - مكة المكرمة
الطبعة الأولى ، 1392
تحقيق : محمد بن عبد الرحمن بن قاسم
عدد الأجزاء :
وقد بلغنا أنهم حين حملوا العرش وفوقه الجبار في عزته وبهائه ضعفوا عن حمله واستكانوا وجثوا على ركبهم حتى لقنوا لا حول ولا قوة إلا بالله فاستقلوا به بقدرة الله وإرادته ولولا ذلك ما استقل به العرش ولا الحملة ولا السموات ولا الأرض ولا من فيهن ولو قد شاء لاستقر على ظهر بعوضة فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبيته فكيف على عرش عظيم أكبر من السموات والأرض وكيف تنكر أيها النفاج أن عرشه يقله والعرش أكبر من السموات السبع والأرضين السبع ولو كان العرش في السموات والارضين ما وسعته ولكنه فوق السماء السابعة(1/568) " انتهى النقل
أقول : وفي هذه الروايه التي أوردها ابن أبي الدنيا في كتاب العيال وحسن إسنادها الدكتور نجم عبدالرحمن خلف .
رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول عن الزهراء عليها السلام أنها بعوضة
-حدثنا خالد بن خداش , حدثنا حاتم بن إسماعيل , حدثني معاوية ابن أبى مزرد , عن أبيه , عن أبي
هريرة , قال : بصر عيني , وسمع أذني , رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد الحسن أو الحسين ـ وأكبر ظني أنه الحسين ـ فوضع قدميه على قدميه , ثم جعل يرقيه على ساقيه وفخذيه , وهو يقول : " ترق عين بقة " فلما وضع رجليه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح فاه , فقبل جوفه , ثم قال : " اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه " .
أنقل التالي :يقول ابن عساكر في تاريخ دمشق ج13 ص194 :
"قال لنا أبو نعيم الحزقة المتقارب الخطأ والقصير الذي يقرب خطاه وعين بقة أشار إلى البقة ولا شئ أصلا من عينها لصغرها وقيل أراد النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بالبقة فاطمة فقال له ترق ( 2 ) يا قرة عين بقة والله أعلم .
وكرر ذلك في ترجمة الإمام الحسين عليه السلام ..
ويقول الحاكم النيسابوري في كتابه معرفة علوم الحديث ص90 :
"وعين بقة أشار إلى البقة التي تطير ولا شئ أصغر من عينها لصغرها وأخبرني بعض الأدباء أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد بالبقة فاطمة فقال للحسين يا قرة عين بقة ترق والله أعلم" ..
معنى البقة في اللغة ..
في مختار الصحاح ص38 : "ب ق ق البقة البعوضة" ..
في القاموس المحيط ج2 ص324 : " والبعوضة : البقة ج : بعوض" ..
في تاج العروس ج10 ص14 : "والبعوضة : البقة
أقول : ماذا يقول أهل الأهواء عن ماجاء في كتاب الدر المنثور أن الله يشبه نفسه بالدجاجة ولايطبق على أسانيد التفسير قواعد أهل الحديث كما قال الشيخ صالح ال الشيخ

أقول : واذا يقولون عن تشبيه الله عزوجل الناس عند الخروج من قبورهم كالفراش المبثوث ثم شبههم بالجراد المنتشر
وماذا يقولون عن قول العلامة ابن عثيمين أن الإنسان حيوان ناطق :
السؤال: ما رأي فضيلتكم في وصف الإنسان بأنه حيوان ناطق؟ الإجابة: الحيوان الناطق يطلق على الإنسان كما ذكره أهل المنطق، وليس فيه عندهم عيب، لأنه تعريف بحقيقة الإنسان، لكنه في العرف قول يعتبر قدحاً في الإنسان، ولهذا إذا خاطب الإنسان به عامياً فإن العامي سيعتقد أن هذا قدحٌ فيه، وحينئذ لا يجوز أن يخاطب به العامي، لأن كل شيء يسيء إلى المسلم فهو حرام، أما إذا خوطب به من يفهم الأمر على حسب اصطلاح المناطقة، فإن هذا لا حرج فيه، لأن الإنسان لا شك أنه حيوان باعتبار أنه فيه حياة، وأن الفصل الذي يميزه عن غيره من بقية الحيوانات هو النطق. ولهذا قالوا: إن كلمة "حيوان" جنس، وكلمة "ناطق" فصل، والجنس يعم المعرف وغيره، والفصل يميز المعرف عن غيره (1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلدالاول - باب المناهي اللفظية.
اقول : والطريف أن الشيخ دمشقية ينكر ساخرآ على من يقول أن الإنسان حيوان ناطق ويقول يعني علي عند الشيعه حيوان ناطق وفاطمة حيوان ناطق وهنا العلامة ابن عثيمين يرد عليه !!
قال الدكتور محمد بن عبد السلام في مقالته في شبكة الألوكة (حديث الكتاب المقدس عن اللبنة أو حجر الزاوية )
:
أنا اللَّبِنَة وأنا خاتم النبيِّين:
يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((إن مثَلى ومثَل الأنبياء مِن قبلي كمثل رجل بنى بيتًا فأحسَنه وأجمله، إلا موضع لبنة مِن زاوية، فجعل الناس يطوفون بالبيت ويعجبون له ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟ قال: فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين))[1].
هذا الحديث يجعل النبي في ختامه للرسالات ومكانته بين الأنبياء مثل حجَر الزاوية أو اللبنَة الأساسية التي لا يَكتمل البناء ولا يتمُّ حسنه وجماله إلا بها.
ما الذي يقوله الكتاب المقدس عن هذه اللبنة أو حجر الزاوية؟
ورد في إنجيل متى الإصحاح (21- 42: 43): "قال لهم يسوع: أما قرأتُم قط في الكتب الحجر الذي رفَضه البناؤون، هو قد صار رأس الزاوية من قِبَل الرب، كان هذا وهو عجيب في أعيننا؛ لذلك أقول لكم: إن ملكوت الله يُنزَع منكم، ويُعطى لأمة تعمل أثمارَه، ومَن سقَط على هذا الحجر يترضَّض، ومَن سقط هو عليه يَسحَقه".
وهذه الكلمات قالها المسيح - عليه السلام - لجماعة من اليهود بعدما وبَّخهم على قتْل الأنبياء - عليهم السلام - وإنكار الرسالات.
والنص يوضِّح إخبار المسيح - عليه السلام - لليهود باستبدال الله بهم أمة أخرى، تَحُل محلَّهم في القيام بأمر الدين وأداء رسالته: "لذلك أقول لكم: إن ملكوت الله يُنزع منكم ويُعطى لأمة تعمل أثماره"، ويُخبِرهم المسيح - عليه السلام - أيضًا عن ذلك الحجر الذي سيصير رأس الزاوية: "الحجر الذي رفَضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية".
ويواصِل المسيح - عليه السلام - كلامَه عن ذلك الحجر الذي سيصير رأس الزاوية، فيقول: "ومَن سقَط على هذا الحجر يترضض، ومَن سقط هو عليه يَسحَقه"، واستخدام لفظَي (يترضَّض) و(يَسحقه)، يؤكِّد أن الكلام يُشير إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي أيَّده الله بالقوة المادية، وخاض العديد من الحروب حتى أَظهر الله تعالى به الدينَ، وسحَق به كل أعدائه.
ولا يمكن حمْل هذا الكلام على المسيح وأُمته؛ لأن المسيح نفسه من أمة بني إسرائيل، كما أن المسيح - عليه السلام - يقول: "وهو عجيب في أعيننا"، مما يدل على أنه يتكلَّم عن شخص آخر غيره.
فمن هو المقصود إذًا بحجر الزاوية غير محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي قال عن نفسه: ((أنا اللَّبِنة، وأنا خاتم النبيين))؟!
وما هي الأمة الأخرى التي أعطاها الله ملكوته بعد أن نزَعه من بني إسرائيل سوى أمة محمد - صلى الله عليه وسلم؟!
وجاءت البِشارة بمحمد - صلى الله عليه وسلم - في الأناجيل أوضح إشارة منها في التوراة، ولنضرِب بذلك بعض الأمثال:
جاء في الإصحاح (23) من إنجيل متى على لسان المسيح يُخاطب بني إسرائيل: "هو ذا بيتكم يُترك لكم خرابًا؛ لأني أقول لكم: إنكم لا تَرونني من الآن حتى تقولوا: مبارك الآتي باسم الرب"، فهو يدل على أن هناك مَن يأتي بعده مباركًا باسم الرب، ولم يأتِ بعده إلا محمد - صلى الله عليه وسلم.
وفي الإصحاح الأول من إنجيل يوحنا مع الكهنة في اللاويين إذ سألوه: "مَن أنت؟ فاعترف، ولم يُنكِر، قال: إني لست أنا المسيح، إذًا ماذا، أأنت إيليا؟ فقال: لا، قالوا: أأنت النبي؟ فأجاب: لا، فقالوا له: من أنت لنُعطي جوابًا لمن أرسلونا، ماذا تقول عن نفسك؟ قال: أنا صوتٌ صارخ في البرية".
فهل يعني ذلك إلا أنه نبوءة عن نبيٍّ سيأتي فيما بعد؟ فمَن يكون هذا النبي غير محمد - صلى الله عليه وسلم؟
ـــــــــــــــــ
[1] رواه البخاري (3535)، ومسلم (2286- 2287) عن أبي هريرة - رضي الله عنه. " انتهى النقل
دمتم برعاية الله
كتبته : وهج الإيمان
اللهم صل على محمد وال محمد
شنع أهل الأهواء على الشيعه أن عليا عليه السلام عندهم بعوضة ، وكان مصدرهم رواية في تفسير القمي وقد قال عنها الشيخ محمد هادي معرفه في كتابه التفسير والمفسرون ج2 ص768 أنها رواية مشوهه موهونه .
وقد رد هذا المفهوم – علي بعوضه ومافوقه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم - الإمام الباقر عليه السلام كما سيأتي وقال أن المقصود في جانب قدرة الله يكون الإمام كالبعوضه فمافوقها، والمخالف لايضم رواية الإمام الباقر عليه السلام لرواية تفسير القمي ليتضح له المراد منها فتزول عنه الشبهه بل يكرر علي بعوضه عند الشيعه الشيعه يطعنون في علي ويدعون حبه!
وفي موضوع لأخ مخالف وهو الأستاذ هيردي في منتدى السرداب كتبه عن رواية تفسير القمي البعوضة مشنعآ فيه على الشيعه لإعتقادهم كما يزعم أن عليآ عليه السلام بعوضة قال التالي ناسفآ ورادآ على نفسه وعلى كل من يشنع بماشنع به على الشيعه : " قال ابو جعفر عليه السلام :"أنا أكرم على الله تعالى من بعوضة ومن أكثر خلقه" بحار الأنوار : 50 / 100
بل أنتم كثيرا ما تذكرون مفاخرة الحسين على معاوية وفيها "فانما مثلك مثل البعوضة " اي معاوية وهذا اتى على سبيل الذم " انتهى كلامه
وقال أيضآ الاستاذ هيردي رادآ على محاوره : " تقول أيها المتجاهل أما الرواية التي ذكرتها من البحار فهي مبتورة كما هو ديدنكم في النقل هذا أولا
أنا اعلم ذلك وقد اخذت منها ما يفهم منه تكريم البشر على الحشرات " انتهى كلامه
اقول : وهذه الرواية التي قصدها في بحار الأنواروقال الشيخ الماحوزي عنها لاينظر في سندها لمعناها الصحيح :
"وروي عن عمر بن فرج الرخجي قال: قلت لابي جعفر: إن شيعتك تدعي أنك تعلم كل ماء في دجلة ووزنه؟ وكنا على شاطئ دجلة فقال (عليه السلام) لي: يقدر الله تعالى أن يفوض علم ذلك إلى بعوضة من خلقه أم لا؟ قلت: نعم، يقدر،
فقال: أنا أكرم على الله تعالى من بعوضة ومن أكثر خلقه "اهـ
أقول : يتضح فيها أن الإمام ليس بعوضه بل أكرم على الله من البعوضه وفيها نسف لشبهة المخالف أننا نقول أن عليآ بعوضه الإمام يقول أنهم أكرم على الله من البعوضه والإمام الحسن عليه السلام يشبه أعور ثقيف بالبعوضه ذامآ له .
وطبعآ عندما لاتعجب أهل الأهواء رواية في تفسير القمي ينقلون ماقيل في الكتاب ويضعفون سنده والشيخ دمشقية ممن سخر من الشيعه بسبب وجود هذه الروايه في تفسير القمي وهو نفسه له موضوع يطعن فيه في الكتاب ويظهر للقارئ أنه ينقل ماقاله علماء الشيعه في تلفيقه وعدم إعتباره وأن السيد الخوئي مع توثيقه لرجاله الا انه ناقض نفسه عندما قال أن توثيق القمي لعمرو بن شمر معارض بتضعيف النجاشي له ! وفي رواية البعوضة التي ستمر علينا فيها راوي وهو المعلى بن خنيس ضعفه النجاشي ولم يهتم لذلك السيد الخوئي ، وكتب أبوحسان السني بالتعاون مع صاحبه الواثق موضوع في تناقض السيد الخوئي في كتاب الصلاة في هذا الراوي وقال انه مرة يوثقه ومرة يضعفه ، وعندما تعجب أهل الأهواء رواية في تفسير القمي ينقلون ماقيل في مدحه ونسبته لصاحبه وتوثيق رجاله ! ، وهنا صححوا سند رواية البعوضه أخذوا ماقيل في وثاقة رجال السند وأعرضوا عن ماقيل في ضعفهم كما هي عادتهم ، واحتجوا أيضآ بأن هناك من صحح السند من مشايخ الشيعة ويكررون اسم السيد الخوئي هنا في الكلام عن رواة تفسير القمي ليدعموا كلامهم وفي رواية ضرطة زرارة يتجاهلون ماقال السيد الخوئي في رواتها وهنا يتبجحون به !!
وهكذا يعرضون شبهتهم :
على بعوضة (من كتب الشيعة)
تفسير القمي (329 هـ) الجزء1 صفحة34
وأما قوله " إن الله لا يستحيي إن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون انه الحق من ربهم و أما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثل يضل به كثيرا ويهدى به كثيرا) فإنه قال الصادق ع إن هذا القول من الله عز وجل رد على من زعم أن الله تبارك وتعالى يضل العباد ثم يعذبهم على ضلالتهم فقال الله عز وجل إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها قال وحدثني أبي عن النضر بن سويد عن القسم بن سليمان عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله ع إن هذا المثل ضربه الله لأمير المؤمنين ع فالبعوضة أمير المؤمنين ع وما فوقها رسول الله صلى الله عليه وآله
بحار الأنوار للمجلسي الجزء 24 صفحة 392
ثم إنه ع جعل قوله تعالى : (يضل به كثيرا) من تتمة كلام المنافقين وقد ذهب إلى هذا بعض المفسرين وأما ما رده ع من نزول لآية في محمد وعلي صلوات الله عليهما فينا فيه ظاهرا ما رواه علي بن إبراهيم عن أبيه عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله ع أن هذا المثل ضربه الله لأمير المؤمنين ع فالبعوضة أمير المؤمنين وما فوقها رسول الله صلى الله عليه وآله والدليل على ذلك قوله : (فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم) يعني أمير المؤمنين كما أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله الميثاق عليهم له (وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا) فرد الله عليهم فقال : (وما يضل به إلا الفاسقين * الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل) يعني من صلة أمير المؤمنين والأئمة ع (ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون) انتهى
مستدرك سفينة البحار للشاهرودي (1405 هـ) الجزء1 صفحة 376
قال تعالى : * (إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها) * الآيات تفسيرها من رواية تفسير العسكري (ع) في تفسير القمي بسنده عن الصادق (ع) أن هذا المثل ضربه الله لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) فالبعوضة أمير المؤمنين وما فوقها رسول الله والدليل على ذلك قوله : * (فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم) * يعني أمير المؤمنين (ع) كما أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) الميثاق عليهم له - الخ
تفسير نور الثقلين للحويزي (1112 هـ) الجزء 1 صفحة 45
64- قال : وحدثني أبي عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله ع أن هذا المثل ضربه الله لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فالبعوضة أمير المؤمنين ع وما فوقها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والدليل على ذلك قوله : (فأما الذين آمنوا فيعلمون انه الحق من ربهم) يعنى أمير المؤمنين ع كما اخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الميثاق عليهم له (واما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثل يضل به كثيرا ويهدى به كثيرا) فرد الله عليهم فقال: (وما يضل به الا الفاسقين الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه) في علي (ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل) يعنى من صله أمير المؤمنين والأئمة ع (ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون ( " انتهى النقل
# الكلام في سند الرواية
1- اذا تأملنا في السند نجد فيه إبراهيم بن هاشم وهذا الراوي في حورانا مع المخالفين اذا عرضنا روايه هو في سندها مباشرة يرد المخالف من وثق إبراهيم بن هاشم من المتقدمين نعرض له ماقيل في وثاقته يصر ويقول من وثق إبراهيم بن هاشم من المتقدمين السند ضعيف وهنا طبعآ لانجد المخالف يشير الى هذا
2- نبحث في إتصال سند الرواية اذا صح سندها بوثاقة رجالها ، هذا السؤال وجه للشيخ بشير النجفي : أنقل التالي :
السؤال :1_ هل يوجد انقطاع بين الشيخ الجليل ابراهيم بن هاشم رضي الله عنه ، وبين النضر بن سويد رضي الله عنه ،؟ وما الدليل .؟
الجواب:1_ بسمه تعالى لم يثبت اتحاد الطبقة بين الرجلين وهي شرط في ثبوت رواية أحدهما عن الاخر والله العالم ." انتهى النقل
أقول : والسيد الخوئي ضعف سند ماجاء في تفسير القمي من روايات بالإرسال
3- قال الأخ الموالي الحيدري الحسيني عن رواية البعوضة في تفسير القمي : "
أنا بصدد جمع نسخ قديمة للتفسير المذكور كما تعلم وحتى الآن جمعت 53 نسخة خطيّة ثلاثة منها مختلفة تماماً للنسخة المتداولة وهي التي بصدد تحقيقها إن شاء الله، واثنان منها مختلفة اختلافاً جزئياً عن المتداولة، أسأل الله أن أوفق لتحقيقها أيضاً، علماً أن الخبر المذكور غير موجود في هذه الخمسة نسخ نهائياً. " انتهى
4- وهذا رد الشيخ مرتضى الباشا وفيه يذكر أن الله عزوجل مثل لنوره بالمشكاة فهل في هذا التمثيل تحقير وإستهانه ! ويقول أن القاسم بن سليمان لم يوثق وفي مجمع الفائدة للمحقق الأردبيلي مجهول ، ويشرح الشيخ الرواية أن أهل البيت وإن كانوا أعظم المخلوقات وأشرفها فهم في جنب عظمته تعالى كالبعوضة وأشباهها :
الشبهة : قال علي بن إبراهيم : وحدثني أبى عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن المعلى بن خنيس عن أبى عبد الله عليه السلام . إن هذا المثل ضربه الله لأمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه السلام فالبعوضة أمير المؤمنين عليه السلام وما فوقها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، والدليل على ذلك قوله : ( فأما الذين آمنوا فيعلمون انه الحق من ربهم ) يعنى أمير المؤمنين عليه السلام كما اخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الميثاق عليهم له ( وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثل يضل به كثيرا ويهدى به كثيرا ) فرد الله عليهم فقال : ( وما يضل به إلا الفاسقين الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه في على ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل يعنى من صله أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام ( ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون ) . المصدر : بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 24 ص 393 / تفسير نور الثقلين – الشيخ الحويزي ج 1ص 45 . فالشيعة تقول أن علياً بن أبي طالب بعوضة فهل هذا هو احترام الشيعة لعلي بن أبي طالب ؟ .
الجواب على الشبهة :
1- لا شك في جلالة علي بن إبراهيم , و أنه له كتاب تفسير , إلا أن كتاب تفسيره لم يصل إلينا منه نسخة موثوقة معتمدة , لذا لا يمكن الاعتماد على ما جاء في تفسيره الموجود حالياً .
2- في سند الحديث ( القاسم بن سليمان ) و هو لم يوثق .
3- لعل في ذلك تنبيه على أن أهل البيت - عليهم السلام - وإن كانوا أعظم المخلوقات وأشرفها فهم في جنب عظمته تعالى كالبعوضة وأشباهها .
4- قال الله تعالى {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} سورة النــور - 35 . فانظر كيف قال الله تعالى أن الله نور السماوات و الأرض ثم مثّل لنوره بالمشكاة .... الخ . فهل في هذا تحقير أو استهانة ؟
5- الرواية ليست تفسيراً للآية الكريمة بل تأويلاً . و هذا نظير ما ورد في قوله تعالى ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ (20) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ )21) ( الرحمن . الدر المنثور - جلال الدين السيوطي ج 6 ص 142 : (( وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله مرج البحرين يلتقيان قال على وفاطمة بينهما برزخ لا يبغيان قال النبي صلى الله عليه وسلم يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان قال الحسن والحسين * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك في قوله مرج البحرين يلتقيان قال على وفاطمة يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان قال الحسن والحسين . )) انتهى النقل
# معنى الرواية يذكره السيد حسين الشاهرودي على فرض صحة الحديث وصدوره عن المعصوم كما قال :
قال السيد حسين الشاهرودي : " أما الرواية الأولى (البعوضة): فمعلومٌ أن القرآن الكريم قائم على اساس الكنايات والاشارات والتشبيهات، والتشبيه قد يكون من جميع الجهات، وقد يكون من بعض الجهات، ويمكن (على فرض صحة الحديث وصدوره عن المعصوم) توجيهه بأمور :
الأول : البعوضة وان كانت صغيرة وحقيرة في ظاهرها لكنها تشتمل على صفات وخصوصيات تدل على قدرة الله الكاملة، فانها على صغر حجمها اجتمعت فيها مميّزات وخصائص حيوانات عديدة، فعن الصادق عليه السلام : ما خلق الله خلقاً اصغر من البعوض، وما في الفيل إلا وفيه مثله، وفضّل على الفيل بالجناحين.
وعن الصادق عليه السلام : انما ضرب الله المثل بالبعوضة لأنها على صغر حجمها فيها جميع ما خلق الله في الفيل مع كبره وزيادة عضوية آخرين.
فلعلّ المراد من باطن الآية ان لا يستصغر الناس علياً (ع) ويقولوا انه شاب أصغر سناً من اعيان الصحابة، فإن فيه مميّزات وخصوصيات تجعله عظيماً كالبعوضة التي يتخيّل الناس انها صغيرة لا شأن لها، لكنها أكثر دلالة على عظمة الله وقدرته من الفيل ونحوه.
الثاني : بما ان الطبائع تميل الى الغلوّ، فان الله تعالى اراد ان يبيّن بأن النبي (ص) والوصي (ع) ليس لهما عظمة وشأن في جنب عظمة الله تعالى، بل هما كالبعوضة وما فوقها بالنسبة الى الله تعالى، وهذا لا ينافي عظمتهما وجلالتهما وأفضليتهما وكبر شأنهما بالقياس الى سائر الناس.
الثالث : قد ورد عن الائمة عليهم السلام ما يشبه مضمون هذا الحديث، ففي تفسير الامام العسكري عليه السلام عن الباقر (ع) : فقيل للباقر (ع) : فإن بعض من ينتحل موالاتكم يزعم أن البعوضة علي (ع) و أن ما فوقها و هو الذباب محمد رسول الله (ص).
فقال الباقر (ع) سمع هؤلاء شيئا [و] لم يضعوه على وجهه. إنما كان رسول الله (ص) قاعدا ذات يوم هو و علي (ع) إذ سمع قائلا يقول ما شاء الله و شاء محمد، و سمع آخر يقول ما شاء الله، و شاء علي.
فقال رسول الله (ص) لا تقرنوا محمدا و [لا] عليا بالله عز و جل و لكن قولوا ما شاء الله ثم [شاء محمد ما شاء الله ثم] شاء علي. إن مشية الله هي القاهرة التي لا تساوى، و لا تكافأ و لا تدانى. و ما محمد رسول الله في [دين] الله و في قدرته إلا كذبابة تطير في هذه الممالك الواسعة. و ما علي ع في [دين] الله و في قدرته إلا كبعوضة في جملة هذه الممالك. مع أن فضل الله تعالى على محمد و علي هو الفضل الذي لا يفي به فضله على جميع خلقه من أول الدهر إلى آخره. هذا ما قال رسول الله ص في ذكر الذباب و البعوضة في هذا المكان فلا يدخل في قوله {إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً}
وهذا الحديث وان كان ظاهره المنافات مع ما في تفسير القمي، إلا أنه لا منافاة بينهما في الواقع كما قال المجلسي : يمكن الجمع بينهما بأنه (ع) إنما نفى كون هذا هو المراد من ظهر الآية (اي ظاهرها) لا بطنها (اي باطنها) و يكون في بطنها إشارة إلى ما ذكره (ع) من سبب هذا القول أو إلى ما مثل الله بهم (ع) لذاته تعالى من قوله {اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ} و أمثاله لئلا يتوهم متوهم أن لهم (ع) في جنب عظمته تعالى قدرا أو لهم مشاركة له تعالى في كنه ذاته و صفاته أو الحلول أو الاتحاد تعالى الله عن جميع ذلك فنبه الله تعالى بذلك على أنهم و إن كانوا أعظم المخلوقات و أشرفها فهم في جنب عظمته تعالى كالبعوضة و أشباهها.." انتهى النقل
اقول : فالتمثيل بالبعوضه ضرب للإمام علي عليه السلام فاللام محذوفة في الرواية كما قال السيد الميلاني وليس أنه هو عليه السلام بعوضه ورسول الله صلى الله عليه واله وسلم فوقه هكذا مجرده من النظرة الربانيه كما يزعم المخالف ومر توضيح الإمام الباقر عليه السلام في تفسير الإمام العسكري عليه السلام كما نقل السيد حسين الشاهرودي ونفيه أن الإمام علي عليه السلام بعوضه فوقها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بل أنهما في جنب قدرة الله تعالى بعوضه فمافوقها هذا كل مافي الأمرهكذا هما عنده سبحانه وتعالى
تأمل هنا العباره التي يبترها المخالف : (إن هذا لمثل ضربه الله لأمير المؤمنين، أنه يصير مصداق البعوضة المذكورة في الآية أمير المؤمنين، لا أن المثل بالبعوضة وقع له، ومن قوله: " فالبعوضة أمير المؤمنين " أنه مع عظمته بالنسبة إلى جبروته تعالى، ليست له عظمة، وأنه بالنسبة إليه تعالى كالبعوضة بالنسبة إلى المخلوقين) :
- تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٢٠٦ :
يدل على ذلك ما رواه علي بن إبراهيم، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام): إن هذا المثل ضربه الله لأمير المؤمنين علي (عليه السلام)، فالبعوضة أمير المؤمنين (عليه السلام) وما فوقها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والدليل على ذلك قوله تعالى: " فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم " يعنى أمير المؤمنين (عليه السلام) كما أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) الميثاق عليهم له، " وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا " فرد الله عليهم فقال: " وما يضل به إلا الفاسقين ". إلى آخر الآية (1).
والمراد من قوله (عليه السلام): إن هذا لمثل ضربه الله لأمير المؤمنين، أنه يصير مصداق البعوضة المذكورة في الآية أمير المؤمنين، لا أن المثل بالبعوضة وقع له، ومن قوله: " فالبعوضة أمير المؤمنين " أنه مع عظمته بالنسبة إلى جبروته تعالى، ليست له عظمة، وأنه بالنسبة إليه تعالى كالبعوضة بالنسبة إلى المخلوقين.
يدل على ذلك ما روي في التفسير المنسوب إلى مولانا العسكري (عليه السلام)، من أنه قيل للباقر (عليه السلام): إن بعض من ينتحل موالاتكم يزعم أن البعوضة علي وأن ما فوقها وهو الذباب محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال الباقر (عليه السلام): سمع هؤلاء شيئا لم يضعوه على وجهه..الخ ) انتهى
قال الشيخ الدكتور أحمد الماحوزي : " الشيخ الصدوق إعتمد على تفسير الإمام العسكري وهذا كاف " انتهى
أقول : ونقل هذا أيضآ صاحب بحار الأنوار العلامة المجلسي وأهل الأهواء يقولون أنه يعتقد بصحة ماأورده فيه من روايات
أقول : وأشار السيد حسين الشاهرودي أن هناك من إستصغر سن الإمام علي عليه السلام بالنسبه للخلفاء فلم يجده أهلآ بذلك للخلافه لهذا ضرب له الباري عزوجل المثل بالبعوضه الصغيره التي تدمي مقلة الأسد ولها ماللفيل وشتان مابين خرطومها وخرطومه ، وهذا مادرسناه في المناهج الدراسية أن الإمام علي عليه السلام كان صغير السن لهذا ماولوه الخلافه ! وماإستصغره رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كما قال ابن عباس لعمر عندما أمره أن يأخذ براءه من أبي بكر
جاء في بحار الأنوارعن تفسير النعماني وإسناد الرواية قال عنه الشيخ الدكتور المحقق أحمد الماحوزي أنه كالحسن
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥ - الصفحة ٢٠٨ – 209 :
48 - تفسير النعماني: بالاسناد الآتي في كتاب القرآن عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: الضلالة على وجوه: فمنه محمود، ومنه مذموم، ومنه ما ليس بمحمود ولا مذموم ومنه ضلال النسيان، فأما الضلال المحمود وهو المنسوب إلى الله تعالى كقوله: " يضل الله من يشاء " هو ضلالهم عن طريق الجنة بفعلهم، والمذموم هو قوله تعالى: " وأضلهم السامري " " وأضل فرعون قومه وما هدى " ومثل ذلك كثير; وأما الضلال المنسوب إلى الأصنام فقوله في قصة إبراهيم " واجنبني وبني آن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيرا من الناس " الآية، والأصنام لا يضللن أحدا على الحقيقة، إنما ضل الناس بها وكفروا حين عبدوها من دون الله عز وجل، وأما الضلال الذي هو النسيان فهو قوله تعالى: " أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى " وقد ذكر الله تعالى الضلال في مواضع من كتابه، فمنهم ما نسبه إلى نبيه على ظاهر اللفظ كقوله سبحانه: " ووجدك ضالا فهدى " معناه وجدناك في قوم لا يعرفون نبوتك فهديناهم بك; وأما الضلال المنسوب إلى الله تعالى الذي هو ضد الهدى والهدى هو البيان، وهو معنى قوله سبحانه: " أو لم يهد لهم " معناه: أو لم أبين لهم، مثل قوله سبحانه: " فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى أي بينا لهم، وهو قوله تعالى: وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون.
وأما معنى الهدى فقوله عز وجل: " إنما أنت منذر ولكل قوم هاد " ومعنى الهادي المبين لما جاء به المنذر من عند الله، وقد احتج قوم من المنافقين على الله تعالى " إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها " وذلك أن الله تعالى لما أنزل على نبيه " ولكل قوم هاد " قال طائفة من المنافقين " ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا " فأجابهم الله تعالى بقوله: " إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها " إلى قوله:
" يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا، وما يضل به إلا الفاسقين " فهذا معنى الضلال المنسوب إليه تعالى لأنه أقام لهم الإمام الهادي لما جاء به المنذر فخالفوه وصرفوا عنه، بعد أن أقروا بفرض طاعته، ولما بين لهم ما يأخذون وما يذرون فخالفوه ضلوا. هذا مع علمهم بما قاله النبي صلى الله عليه وآله، وهو قوله: لا تصلوا علي صلاة مبتورة إذا صليتم علي بل صلوا على أهل بيتي ولا تقطعوهم مني فإن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي. ولما خالفوا الله تعالى ضلوا فأضلوا فحذر الله تعالى الأمة من اتباعهم فقال سبحانه: " ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل " والسبيل ههنا الوصي، وقال سبحانه: " ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به " الآية فخالفوا ما وصاهم الله تعالى به واتبعوا أهواءهم فحرفوا دين الله جلت عظمته وشرائعه، وبدلوا فرائضه وأحكامه وجميع ما أمروا به، كما عدلوا عمن أمروا بطاعته، وأخذ عليهم العهد بموالاته، واضطرهم ذلك استعمال الرأي والقياس فزادهم ذلك حيرة والتباسا. ومنه قوله سبحانه: " وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء " فكان تركهم اتباع الدليل الذي أقام لهم ضلالة لهم فصار ذلك كأنه منسوب إليه تعالى لما خالفوا أمره في اتباع الامام، ثم افترقوا واختلفوا، ولعن بعضهم بعضا واستحل بعضهم دماء بعض، فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تؤفكون. " انتهى النقل
- عن ابنِ عباسٍ قال : لما نزلت هذهِ الآيةُ في قولِه وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ وضع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يدَه على صدرِه وقال : أنا المنذرُ وأومأَ إلى عليٍّ وقال : أنت الهادي بكَ يهتدي المهتدون بعدي
الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر
الصفحة أو الرقم: 8/226 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
أقول : وهذا السؤال وجه للداعية السني أبوبكر المغربي في موقع حوار الحقيقة وهو موقع كما عرفوا عنه لتصحيح المفاهيم والإجابة عن التساؤلات مستندين إلى القرآن وماصح من هدي النبي واله وصحبه والموقع يشرف عليه دعاة من أهل السنة
اليك أخي القارئ المحاورة معه :
- هل يصح أن نقول أن قدرة الله لايساويها شيء وأن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام أمام قدرة الله عزوجل كالذبابه ؟
جواب الداعية السني أبوبكر المغربي :المعنى صحيح فقدرة الله لايشبهها أويقربها شيء كيف وهو الخالق وقدرته غير مخلوقه ، وغيره مخلوق وقدرته مخلوق فلا الرسول ولا البشر كلهم يمكنهم أن يدفعوا عن أنفسهم ماأراده الله بهم "
- سبحانه وتعالى لأن هناك من يشكل إذا قلنا أن قدرة الله عزوجل لايساويها شيء وأن نبينا عند قدرته سبحانه كالذبابة أننا نطعن ونحقر رسولنا لاننا نشبهه بالذبابة
جواب الداعية السني أبوبكر المغربي : " إن هذا من باب التشبيه لأجل تقريب ضعفه وعجزه أمام الله ، وإلا فإن قدرته في مقابل قدرة الله سبحانه وتعالى كالمعدوم " انتهى النقل
أقول : وهذا السؤال وجه لمركز الفتوى رقم الفتوى: 60983
قال تعالى "إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضه فما فوقها" فما الشيء الموجود فوق البعوضة؟ شكراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذكر ابن كثير في التفسير أن قوله تعالى( فما فوقها) فيه قولان: أحدهما: فما دونها في الصغر والحقارة كما إذا وصف رجل باللؤم والشح فيقول السامع: نعم وهو فوق ذلك يعني فيما وصفت.
وهذا قول الكسائي وابن عبيد، قاله الرازي وأكثر المحققين، وفي الحديث: لو أن الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة لما سقى كافرا منها شربة ماء.
والثاني: فما فوقها لما هو أكبر منها لأنه ليس شيء أحقر ولا أصغر من البعوضة، وهذا قول قتادة بن دعامة، واختيار ابن جرير، فإنه يؤيده ما رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتب له بها درجة، ومحيت عنه بها خطيئة.
والله أعلم.
قال الشيخ مصطفى العدوي في رده على سؤال مامعنى فمافوقها : " فيها قولان فمافوقها بمعنى فمادونها في الحقارة والصغر والآخر فمافوقها فماهو أكبر منها وذلك لأن اهل الشرك كانوا يتعجبون يقولون كيف تضرب الأمثال بالحمير في القرآن كمثل الحمار يحمل أسفارا وبالكلب أحيانا فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث فقال تعالى إن الله لايستحي أن يضرب مثلآ ما أيآ كان هذا المثل بعوضه قيل في البعوضه البقه وقيل البعوضة الناموسه لكن أكثر أقوال العلماء على البقة وقيل السوسة فمافوقها قيل فماهو أكبر منها والقول الآخر فمادونها في الحقارة " انتهى كلامه
https://www.youtube.com/watch?v=Du6fxQxTs5I
وهنا في نقل الشيخ ابن تيميه أن الله لوشاء استقر على ظهر بعوضه تحمله !:
[ بيان تلبيس الجهمية - ابن تيمية ]
الكتاب : بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية
المؤلف : أحمد عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس
الناشر : مطبعة الحكومة - مكة المكرمة
الطبعة الأولى ، 1392
تحقيق : محمد بن عبد الرحمن بن قاسم
عدد الأجزاء :
وقد بلغنا أنهم حين حملوا العرش وفوقه الجبار في عزته وبهائه ضعفوا عن حمله واستكانوا وجثوا على ركبهم حتى لقنوا لا حول ولا قوة إلا بالله فاستقلوا به بقدرة الله وإرادته ولولا ذلك ما استقل به العرش ولا الحملة ولا السموات ولا الأرض ولا من فيهن ولو قد شاء لاستقر على ظهر بعوضة فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبيته فكيف على عرش عظيم أكبر من السموات والأرض وكيف تنكر أيها النفاج أن عرشه يقله والعرش أكبر من السموات السبع والأرضين السبع ولو كان العرش في السموات والارضين ما وسعته ولكنه فوق السماء السابعة(1/568) " انتهى النقل
أقول : وفي هذه الروايه التي أوردها ابن أبي الدنيا في كتاب العيال وحسن إسنادها الدكتور نجم عبدالرحمن خلف .
رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول عن الزهراء عليها السلام أنها بعوضة
-حدثنا خالد بن خداش , حدثنا حاتم بن إسماعيل , حدثني معاوية ابن أبى مزرد , عن أبيه , عن أبي
هريرة , قال : بصر عيني , وسمع أذني , رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد الحسن أو الحسين ـ وأكبر ظني أنه الحسين ـ فوضع قدميه على قدميه , ثم جعل يرقيه على ساقيه وفخذيه , وهو يقول : " ترق عين بقة " فلما وضع رجليه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح فاه , فقبل جوفه , ثم قال : " اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه " .
أنقل التالي :يقول ابن عساكر في تاريخ دمشق ج13 ص194 :
"قال لنا أبو نعيم الحزقة المتقارب الخطأ والقصير الذي يقرب خطاه وعين بقة أشار إلى البقة ولا شئ أصلا من عينها لصغرها وقيل أراد النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بالبقة فاطمة فقال له ترق ( 2 ) يا قرة عين بقة والله أعلم .
وكرر ذلك في ترجمة الإمام الحسين عليه السلام ..
ويقول الحاكم النيسابوري في كتابه معرفة علوم الحديث ص90 :
"وعين بقة أشار إلى البقة التي تطير ولا شئ أصغر من عينها لصغرها وأخبرني بعض الأدباء أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد بالبقة فاطمة فقال للحسين يا قرة عين بقة ترق والله أعلم" ..
معنى البقة في اللغة ..
في مختار الصحاح ص38 : "ب ق ق البقة البعوضة" ..
في القاموس المحيط ج2 ص324 : " والبعوضة : البقة ج : بعوض" ..
في تاج العروس ج10 ص14 : "والبعوضة : البقة
أقول : ماذا يقول أهل الأهواء عن ماجاء في كتاب الدر المنثور أن الله يشبه نفسه بالدجاجة ولايطبق على أسانيد التفسير قواعد أهل الحديث كما قال الشيخ صالح ال الشيخ
أقول : واذا يقولون عن تشبيه الله عزوجل الناس عند الخروج من قبورهم كالفراش المبثوث ثم شبههم بالجراد المنتشر
وماذا يقولون عن قول العلامة ابن عثيمين أن الإنسان حيوان ناطق :
السؤال: ما رأي فضيلتكم في وصف الإنسان بأنه حيوان ناطق؟ الإجابة: الحيوان الناطق يطلق على الإنسان كما ذكره أهل المنطق، وليس فيه عندهم عيب، لأنه تعريف بحقيقة الإنسان، لكنه في العرف قول يعتبر قدحاً في الإنسان، ولهذا إذا خاطب الإنسان به عامياً فإن العامي سيعتقد أن هذا قدحٌ فيه، وحينئذ لا يجوز أن يخاطب به العامي، لأن كل شيء يسيء إلى المسلم فهو حرام، أما إذا خوطب به من يفهم الأمر على حسب اصطلاح المناطقة، فإن هذا لا حرج فيه، لأن الإنسان لا شك أنه حيوان باعتبار أنه فيه حياة، وأن الفصل الذي يميزه عن غيره من بقية الحيوانات هو النطق. ولهذا قالوا: إن كلمة "حيوان" جنس، وكلمة "ناطق" فصل، والجنس يعم المعرف وغيره، والفصل يميز المعرف عن غيره (1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلدالاول - باب المناهي اللفظية.
اقول : والطريف أن الشيخ دمشقية ينكر ساخرآ على من يقول أن الإنسان حيوان ناطق ويقول يعني علي عند الشيعه حيوان ناطق وفاطمة حيوان ناطق وهنا العلامة ابن عثيمين يرد عليه !!
قال الدكتور محمد بن عبد السلام في مقالته في شبكة الألوكة (حديث الكتاب المقدس عن اللبنة أو حجر الزاوية )
:
أنا اللَّبِنَة وأنا خاتم النبيِّين:
يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((إن مثَلى ومثَل الأنبياء مِن قبلي كمثل رجل بنى بيتًا فأحسَنه وأجمله، إلا موضع لبنة مِن زاوية، فجعل الناس يطوفون بالبيت ويعجبون له ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟ قال: فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين))[1].
هذا الحديث يجعل النبي في ختامه للرسالات ومكانته بين الأنبياء مثل حجَر الزاوية أو اللبنَة الأساسية التي لا يَكتمل البناء ولا يتمُّ حسنه وجماله إلا بها.
ما الذي يقوله الكتاب المقدس عن هذه اللبنة أو حجر الزاوية؟
ورد في إنجيل متى الإصحاح (21- 42: 43): "قال لهم يسوع: أما قرأتُم قط في الكتب الحجر الذي رفَضه البناؤون، هو قد صار رأس الزاوية من قِبَل الرب، كان هذا وهو عجيب في أعيننا؛ لذلك أقول لكم: إن ملكوت الله يُنزَع منكم، ويُعطى لأمة تعمل أثمارَه، ومَن سقَط على هذا الحجر يترضَّض، ومَن سقط هو عليه يَسحَقه".
وهذه الكلمات قالها المسيح - عليه السلام - لجماعة من اليهود بعدما وبَّخهم على قتْل الأنبياء - عليهم السلام - وإنكار الرسالات.
والنص يوضِّح إخبار المسيح - عليه السلام - لليهود باستبدال الله بهم أمة أخرى، تَحُل محلَّهم في القيام بأمر الدين وأداء رسالته: "لذلك أقول لكم: إن ملكوت الله يُنزع منكم ويُعطى لأمة تعمل أثماره"، ويُخبِرهم المسيح - عليه السلام - أيضًا عن ذلك الحجر الذي سيصير رأس الزاوية: "الحجر الذي رفَضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية".
ويواصِل المسيح - عليه السلام - كلامَه عن ذلك الحجر الذي سيصير رأس الزاوية، فيقول: "ومَن سقَط على هذا الحجر يترضض، ومَن سقط هو عليه يَسحَقه"، واستخدام لفظَي (يترضَّض) و(يَسحقه)، يؤكِّد أن الكلام يُشير إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي أيَّده الله بالقوة المادية، وخاض العديد من الحروب حتى أَظهر الله تعالى به الدينَ، وسحَق به كل أعدائه.
ولا يمكن حمْل هذا الكلام على المسيح وأُمته؛ لأن المسيح نفسه من أمة بني إسرائيل، كما أن المسيح - عليه السلام - يقول: "وهو عجيب في أعيننا"، مما يدل على أنه يتكلَّم عن شخص آخر غيره.
فمن هو المقصود إذًا بحجر الزاوية غير محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي قال عن نفسه: ((أنا اللَّبِنة، وأنا خاتم النبيين))؟!
وما هي الأمة الأخرى التي أعطاها الله ملكوته بعد أن نزَعه من بني إسرائيل سوى أمة محمد - صلى الله عليه وسلم؟!
وجاءت البِشارة بمحمد - صلى الله عليه وسلم - في الأناجيل أوضح إشارة منها في التوراة، ولنضرِب بذلك بعض الأمثال:
جاء في الإصحاح (23) من إنجيل متى على لسان المسيح يُخاطب بني إسرائيل: "هو ذا بيتكم يُترك لكم خرابًا؛ لأني أقول لكم: إنكم لا تَرونني من الآن حتى تقولوا: مبارك الآتي باسم الرب"، فهو يدل على أن هناك مَن يأتي بعده مباركًا باسم الرب، ولم يأتِ بعده إلا محمد - صلى الله عليه وسلم.
وفي الإصحاح الأول من إنجيل يوحنا مع الكهنة في اللاويين إذ سألوه: "مَن أنت؟ فاعترف، ولم يُنكِر، قال: إني لست أنا المسيح، إذًا ماذا، أأنت إيليا؟ فقال: لا، قالوا: أأنت النبي؟ فأجاب: لا، فقالوا له: من أنت لنُعطي جوابًا لمن أرسلونا، ماذا تقول عن نفسك؟ قال: أنا صوتٌ صارخ في البرية".
فهل يعني ذلك إلا أنه نبوءة عن نبيٍّ سيأتي فيما بعد؟ فمَن يكون هذا النبي غير محمد - صلى الله عليه وسلم؟
ـــــــــــــــــ
[1] رواه البخاري (3535)، ومسلم (2286- 2287) عن أبي هريرة - رضي الله عنه. " انتهى النقل
دمتم برعاية الله
كتبته : وهج الإيمان