مالك بن الحارث الأشتر النخعي
اسمه مالك، ولقبه «الأشتر» وكنيته «أبو ابراهيم». وقد أورد أكثر المؤرخين وعلماء علم الأنساب سلسلة نسبه كالتالي:
هو مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلّمة بن ربيعة بن خزيمة (خديمة) بن سعد بن مالك بن نخع ومن أشهر ألقابه اثنان: «الأشتر 1» 2 و «كبش العراق» 3.
ولا يُعرف تاريخ مولد الأشتر بدقّة، لكن كتّاب السِّيَر اتفقوا على أنه رأى النور في عهد الجاهلية، وربما بين عامي 25 ـ 30 4 قبل الهجرة 5.
إسلام وايمان مالك وشهادة النبي(ص) له بذلك
مما لاشك فيه أن مالك الأشتر قد أسلم في زمن الرسول الأكرم (ص) وظل راسخاً في إسلامه. وقد نال درجةً من الايمان بلغَتْ حداً شهد له فيه النبي الأكرم (ص) بالايمان بشكل قاطع، وعبّر عنه في حديث شريف بأنه «مؤمن» أو «مؤتمَن» 6.
وقد روى المحدّثون أن النبي (ص) قال لجمعٍ من الصحابة، وكان فيهم أبو ذر الغفاري: «ليموتن أحدكم بفلاة من الأرض يشهده عصابـة من المؤمنين»، فما كان من أمر أبي ذر (رضي الله عنه) إلا أن توفـي في صحراء الرَّبَـذَةَ، فجاءت قافلة من بين أفرادها مالك الأشتر وحجر بن عدي، فدفنوا جثمانه الطاهر بتكريمٍ بالغ. ويُروى أن مالك الأشتر كفّنَهُ وصلّى عليه ودفنه، يُعينه على ذلك جمع من الناس، وفي مثل تلك الحال من الأسى والحزن اللذين استوليا على مالك، وضع يده على تراب القبر وقال بلوعةٍ: اللهم، فهذا أبو ذر ناصر نبيّك، الذي عَبَدَك عبادة العابدين، وجاهد المشركين في سبيلك، ولم يغيِّر ديناً أو يبدّل سُنَّةً، وقد رأى منكراً فاعترض عليه بقلبه ولسانه، فظُـلِمَ ونُـفِيَ وازْدُري حتى قضى غريـباً في الصحارى. اللهم فأهلِكْ مَن حَرَمَهُ ونَفاه وأبعَدَهُ عن حرم نبيّـك ودار هجرته (فرفع الحاضرون جميعاً أيديهم وأمّنوا على دعائه). ويُروى كذلك أنه حينما ذُكِـرَ مالك عند رسول الله (ص) قال: «إنه المؤمن حقّـاً» 7.
سيرة مالك الحسنة في عهد الخلفاء الثلاثة
خطى مالك الأشتر منذ إسلامه على نهج السنّة النبوية والسيرة العلوية، رغم رحيل النبي محمد المصطفى(ص) وتولّي الأمر ثلاثة من أصحابه، فانه لم يتخلَّ يوماً عن أهل البيت(ع) الورثة الحقيقيين للنبي(ص) كما كان من المدافعين عن حريمهم وحقِّهم بضَراوة. وقد ساهم في عزل بعض الولاة المُعيّنين من قِبَل الخلفاء، عبر اعتراضه على سلوكياتهم، وقد هيأ الأرضية المناسبة لإنصاف المظلومين والاستجابة لشكاوى المسلمين. ومن جملة ذلك، اعتراضه على جرائم الوليد بن عقبة، مما أدى الى تنحيته عن ولاية الكوفة. كما اشتكى مالك وبعض الصحابة والعظماء الآخرين من ظلم سعيد بن العاص، وهو والٍ آخر للكوفة، لكن عثمان كان ميالاً بشدة الى قومه وعشيرته، ولذلك فقد بادر إلى نفي مالك وعدداً من الأجلاء مثل كميل بن زياد وصعصعة بن صوحان وثابت بن قيس الى الشام، ثم لمّا لم يستطع معاوية بن أبي سفيان إسكات صوت مالك الصادح بالحقيقة، فقد أُبعِدَ هؤلاء الأكارم بأمر عثمان الى حمص ـ التي كان يحكمها عبد الرحمن بن خالد ـ وفي نهاية المطاف أثمرت مساعي مالك الشجاعة في خلع سعيد بن العاص أيضا بالقوة عن ولاية الكوفة 8.
كان مالك من أولئك النفر من الصحابة والتابعين الذين كانوا يكشفون للناس حقيقة الجرائم وأنواع الخيانة التي كانت تُرتكب من قبل عثمان وولاته، ما أدى الى أن ينالوا جزاءهم، وبعد مقتل عثمان، راح مالك الأشتر يدعو الناس بخُطَبِ استدلالية وتصريحات منطقية ومقنعة، الى مبايعة مولاه أمير المؤمنين عليّ(ع) ويهيئَ الأرضية المناسبة لخلافة الإمام. ويُروى أن مالك الأشتر النخعي كان أول مسلـم يصافح يد الإمـام عليّ في بيعته على الخلافة 9.
الأشتر نصير علي (ع) والمدافع عن حكمه
اسمه مالك، ولقبه «الأشتر» وكنيته «أبو ابراهيم». وقد أورد أكثر المؤرخين وعلماء علم الأنساب سلسلة نسبه كالتالي:
هو مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلّمة بن ربيعة بن خزيمة (خديمة) بن سعد بن مالك بن نخع ومن أشهر ألقابه اثنان: «الأشتر 1» 2 و «كبش العراق» 3.
ولا يُعرف تاريخ مولد الأشتر بدقّة، لكن كتّاب السِّيَر اتفقوا على أنه رأى النور في عهد الجاهلية، وربما بين عامي 25 ـ 30 4 قبل الهجرة 5.
إسلام وايمان مالك وشهادة النبي(ص) له بذلك
مما لاشك فيه أن مالك الأشتر قد أسلم في زمن الرسول الأكرم (ص) وظل راسخاً في إسلامه. وقد نال درجةً من الايمان بلغَتْ حداً شهد له فيه النبي الأكرم (ص) بالايمان بشكل قاطع، وعبّر عنه في حديث شريف بأنه «مؤمن» أو «مؤتمَن» 6.
وقد روى المحدّثون أن النبي (ص) قال لجمعٍ من الصحابة، وكان فيهم أبو ذر الغفاري: «ليموتن أحدكم بفلاة من الأرض يشهده عصابـة من المؤمنين»، فما كان من أمر أبي ذر (رضي الله عنه) إلا أن توفـي في صحراء الرَّبَـذَةَ، فجاءت قافلة من بين أفرادها مالك الأشتر وحجر بن عدي، فدفنوا جثمانه الطاهر بتكريمٍ بالغ. ويُروى أن مالك الأشتر كفّنَهُ وصلّى عليه ودفنه، يُعينه على ذلك جمع من الناس، وفي مثل تلك الحال من الأسى والحزن اللذين استوليا على مالك، وضع يده على تراب القبر وقال بلوعةٍ: اللهم، فهذا أبو ذر ناصر نبيّك، الذي عَبَدَك عبادة العابدين، وجاهد المشركين في سبيلك، ولم يغيِّر ديناً أو يبدّل سُنَّةً، وقد رأى منكراً فاعترض عليه بقلبه ولسانه، فظُـلِمَ ونُـفِيَ وازْدُري حتى قضى غريـباً في الصحارى. اللهم فأهلِكْ مَن حَرَمَهُ ونَفاه وأبعَدَهُ عن حرم نبيّـك ودار هجرته (فرفع الحاضرون جميعاً أيديهم وأمّنوا على دعائه). ويُروى كذلك أنه حينما ذُكِـرَ مالك عند رسول الله (ص) قال: «إنه المؤمن حقّـاً» 7.
سيرة مالك الحسنة في عهد الخلفاء الثلاثة
خطى مالك الأشتر منذ إسلامه على نهج السنّة النبوية والسيرة العلوية، رغم رحيل النبي محمد المصطفى(ص) وتولّي الأمر ثلاثة من أصحابه، فانه لم يتخلَّ يوماً عن أهل البيت(ع) الورثة الحقيقيين للنبي(ص) كما كان من المدافعين عن حريمهم وحقِّهم بضَراوة. وقد ساهم في عزل بعض الولاة المُعيّنين من قِبَل الخلفاء، عبر اعتراضه على سلوكياتهم، وقد هيأ الأرضية المناسبة لإنصاف المظلومين والاستجابة لشكاوى المسلمين. ومن جملة ذلك، اعتراضه على جرائم الوليد بن عقبة، مما أدى الى تنحيته عن ولاية الكوفة. كما اشتكى مالك وبعض الصحابة والعظماء الآخرين من ظلم سعيد بن العاص، وهو والٍ آخر للكوفة، لكن عثمان كان ميالاً بشدة الى قومه وعشيرته، ولذلك فقد بادر إلى نفي مالك وعدداً من الأجلاء مثل كميل بن زياد وصعصعة بن صوحان وثابت بن قيس الى الشام، ثم لمّا لم يستطع معاوية بن أبي سفيان إسكات صوت مالك الصادح بالحقيقة، فقد أُبعِدَ هؤلاء الأكارم بأمر عثمان الى حمص ـ التي كان يحكمها عبد الرحمن بن خالد ـ وفي نهاية المطاف أثمرت مساعي مالك الشجاعة في خلع سعيد بن العاص أيضا بالقوة عن ولاية الكوفة 8.
كان مالك من أولئك النفر من الصحابة والتابعين الذين كانوا يكشفون للناس حقيقة الجرائم وأنواع الخيانة التي كانت تُرتكب من قبل عثمان وولاته، ما أدى الى أن ينالوا جزاءهم، وبعد مقتل عثمان، راح مالك الأشتر يدعو الناس بخُطَبِ استدلالية وتصريحات منطقية ومقنعة، الى مبايعة مولاه أمير المؤمنين عليّ(ع) ويهيئَ الأرضية المناسبة لخلافة الإمام. ويُروى أن مالك الأشتر النخعي كان أول مسلـم يصافح يد الإمـام عليّ في بيعته على الخلافة 9.
الأشتر نصير علي (ع) والمدافع عن حكمه
تعليق